الفصل الثامن

دخلت إلى الكافيه وكنت أنظر حولى لكى أرى نهى ،كانت إضاءة المكان خافتة ولكننى استطعت أن أراها ،تحركت باتجاه الطاولة التى تجلس عليها وجلست بدون حديث أو أن أنظر إليها ،ولكننى لمحتها بطرف عينى ،كانت ممسكة بهاتفها وحينما راتنى تركتها وبدأت ملامح الخجل تملئ وجهها ، ولكننى ظللت أبعد نظرى عنها.
كنت أنظر إلى الطاولة وبعدها ممدت يدى فى جيبى واخرجت تلك الورقات التى كنتبتهم لي نهى وارسلتهم مع تلك الهدية ،كانت قد اعجبتنى تلك الفكرة التى أرادت نهى أن تعبر بها عن حبها لى لذلك أنا أيضا أفعل نفس الأمر بنفس الطريقة ،كانت نهى مرتبة تلك الأوراق بحروف أسمى باللغة الانجليزية فعلمت أنها تريد أن افتحها بالترتيب
بدأت فى الإمساك بالورقة الأولى والتى تحمل حرف ال o وقرأتها بثوتا عال كى تقدر هى على سماعى

O شكرا لوجودك فحياتى ،من أول يوم وأنا مبسوطة بأنى اتعرفت عليك

وبعدها بدأت فى قراءة باقى الأوراق

M واحدة واحدة بقينا صحاب وبقيت مبسوطة أكتر أن فى حد فحياتى أقدر أخد رأيه ويسمعنى ويحاول يحل معايا مشاكلى

A بعدها بدأت أحس أنى عايزة اشوفك كل يوم ومبعدش عنك لحظة مش عارفة دا إسمه إيه بس أنا صدقت احساسى ومشيت وراه

R لغاية ما لقيتنى حبيتك وحبيت حياتى معاك وبقيت نفسى اقاسمك كل حاجة فيها

وبعدما انتهيت من قراءة الورقة الأخيرة رفعت رأسى لأول مرة لكى أنظر إليها كان وجهها يملؤه الخجل والاحمرار وكأن ما فعلته جعل الادرينالين يتدفق فى جسدها بصورة أكبر حتى أنه كاد أن يجعل الدم يخرج من جلدها من كثرة ما أرى من احمرار على وجهها

نظرت إليها وأنا أبتسم فى وجهها ثم أمسكت بيدها وقلت

_ يعنى كل دا كلام جواكى ومخبياه وحرمتينى من أنى أسمعه

كانت كلماتى عليها وكأننى أطرق على الحديد ولكننى أردت أن تتحدث وتقول هى شيئا فظللت أنظر إليها ،لم أراها من قبل تخجل من شئ كما أراها الأن وهذا ما جعلنى اتعلق فيها فأنا لم أرى أبدا تلك النظرة ولا أعرف هل هى بالفعل تحتفظ بكل ذلك الحب بداخلها لى ،كانت نهى فتاة فعلا من يراها يتيم بها ولكنى فيما سبق كنت أتعامل معها وكأننا أصدقاء لم يخطر ببالى يوماً أن تتحول الصداقة إلى علاقة حب أو أنها تكون لديها مشاعر باتجاهى ،ولكنى كنت قد قررت قبل الذهاب إليها أن أبدأ فى حياتى معها وأن أرى فمن الممكن أن يكون لدى مشاعر إليها ولكنها لم تكن ظاهرة إلى الأن ،فمن الصعب أن ترى أحدا يملك ذلك الحب تجاهك وأنت تكسره وتبتعد عنه ربما يكون هذا الشخص هو نصيبك من الدنيا ونصفك الذى تبحث عنه وأنك لم يخطر ببالك ذلك ،وربما يتحرك قلبك إليها فيما هو قادم ،فانا الأن أشعر بالاعجاب ناحيتها فربما سيتحول هذا الإعجاب الى حب وإذ لم يتحول فساكون قد فزت بفتاة تحبنى كثيراً وتريد أن أكون نصفها وهذا يعنى أننى وجدت راحتى.
كانت نهى تلتزم الصمت حتى قاطعت هذا الصمت وقلت لها

_ وبعدين بقى هتفضلى ساكتة كتير؟!

ردت على نهى ويكاد صوتها يخرج من فمها

= مستنية أسمع رأيك وردك
_ ردى أنتى عرفتيه من أول ما شوفتينى هنا
= أزاى
_ يعنى لو رضى مكنش هيعجبك كانت هبة هى اللى موجودة مكانى ومعنى أنى أنا اللى هنا يبقى أنا كمان بحبك

كنت أقول تلك الجملة وأنا لا أشعر بها كنت أريد أن أقول لها أننى فقط معجبا بها ولكن لأننى أعرف مشاعر الفتيات وأنها تنتظر منى سماع تلك الكلمة لذلك قلتها ولكن بداخلى أعرف أن ما قلته خطأ

= انا نش عارفة أنا عملت كدا أزاى بجد ومنين جبت الجراءة أنى أطلع المسرح
_ مهو أنا برضو مش أى حد يعنى يا نهى أنتى طابعة للنجم عمر عادل ولا إيه
= مبروك على الحفلة والالبوم
_ الله يبارك فيكى ، حابة نكمل كلام؟!
= لو عايز تقول حاجة قولها
_ طيب ياستى ،دلوقتى أنا وأنتى كنا صحاب أوكى بس فى حاجات كتير منعرفهاش عن بعض فى حاجات فى شخصيتى أنتى مشوفتيهاش لسة فى حاجات عن حياتى الشخصية متعرفيهاش ومظنش أن الحاجات دى ينفع تتقال باللسان دى لحظات لازم نشوفها بعنينا
= فهماك طبعا
_ طيب أحنا هنفضل مع بعض ونقيم علاقتنا وكل حاجة فيها وبعدها ناخد خطوة الخطوبة بقى وكدا ولا إيه رأيك
= معاك حق أنا موافقة على كلامك ،بس ممكن أطلب منك طلب
_ اتفضلى طبعاً
= بلاش بابا يعرف حاجة عن الموضوع دا دلوقتى ،خليه لغاية ما نستقر وناخد خطوة
_ اللى انتى شيفاه ماشى ،بس مامتك لازم تعرف
= ماما انا وهى صحاب وأكيد هقولها وهتكلمك كمان
_ كدا يبقى اتفقنا ، تحبى نقضى بقيت اليوم سوا ولا نروحلهم
= اللى انت عايزه
_ انا معنديش مشكلة ،بس أقولك تعالى نروحلهم ،وبكرا نخرج أنا وأنتى ونحتفل مع بعض من أول اليوم
= خلاص ماشى يلا بينا

تحركت انا ونهى من الكافيه وذهبنا بسيارتها إلى المكان الذى يجلس به اصدقائى وجلسنا معهم ما يقرب من ساعتين لم يخلو من الهزار والنكات التى تقال عنى فقد علموا أننى ارتبطت أنا ونهى وبعدما بارك لى الحميع بدأو فى رمى بعض النكات علينا وبالأخص علي أنا فلم تكن علاقتهم بنهى بالجيدة وهذا لأنهم لم يروها كثيرا فهى صديقة فقط لهبة ،أستأذنت سمر صديقتنا بأنها تريد أن تعود إلى بيتها فهى منذ الصباح بالخارج ،وبثينا نحن بعدها ما يقرب من ساعتين وتحركنا جميعا تحركت أنا ومروان ومريم بسيارته اوصلنا مريم وبعدها أتى معى مروان ليقوم بايصالى ومن ثم ذهب

عدت إلى منزلى وأنا منهك من هذا اليوم المليئ بالسعادة والفبهجة من كل الجوانب لم أقوى على الإستحمام ،فذهبت إلى سريرى مباشرة بعدما ابدلت ملابسى ودلفت فى النوم

فى اليوم التالى أسيقظت فى العاشرة صباحاً وامسكت بهاتفى أتفحص مواقع التواصل الاجتماعى كانت هناك مباركات ورسائل كثيرة شعرت بالبهجة حينما رأيتها ،ذهبت للحمام غسلت جسدى وابدلت ملابسى وبعدها خرجت كانت امى تجلس بالصالون وكأنها تنتظرنى ولكنى استغربت أنها مستيقظة مبكراً

_ غريبة يعنى أنك صاحية بدرى انهاردة
= قلت اصحى أتكلم معاك قبل ما تنزل زى كل يوم
_ فى حاجة ولا إيه معلش اليومين اللى فاتوا كنت تعبان جدا بسبب ضغط الشغل وكدا فمعرفتش أطمن عليكى ولا على حد
= طب تعالى اقعد نفطر وبعدها عيزاك فى موضوع
_ لا شكرا ياماما أنا هنزل أفطر مع صحابى عشان مستنينى
= عمر أنا عارفة أن ولا صحابك مستنيينك ولا حاجة وأنك من يوم مشكلتك مع أبوك وأنت رافض تأكل حاجة فالبيت
_ طيب يا أمى طالما أنتى عارفة السبب ليه بتعرضى بقى
= عشان عايزة أتكلم معاك شوية
_ اتكلمى ياماما أنا سامعك أهو
= انت جبت لأختك كومبيوتر
_ اه كنت جايبه لشغلى بس هى محتجاه فاديتهولها وأنا هشتغل على القديم اشمعنى
= مفيش أنا مكنتش أعرف لغاية ما دخلت عليها الأوضة ولقيته وهى قالتلى أنك اديتهولها
_ طب وفين المشكلة مش فاهم
= ابوك لما عرف سأل على سعره ولما عرف تمنه بقى عمال يسأل كل يوم أنت بتشتغل إيه وفين
_ دا عشان يطمن يعنى أنى بشتغل بالحلال ولا عشان يعرف أنا بقبض كام
= أنا يابنى اللى عايزة اعرف بتشتغل فين وبتعمل إيه عايزة اطمن عليك
_ طيب ياماما أنتى عارفة أنى كنت شغال فى المطعم
= وعرفت أنك سيبته وهتنزل شغل جديد
_ أه ياماما ،انا دلوقتى عندى فرقة موسيقية بنغنى ونعزف فى حفلات وبنعمل حفلات بتاعتنا وباخد أجر مقابل الغنا دا بس كدا
= طب مش بتقولى ليه ومش بتتكلم معايا ليه ولا مبقتش حابب الكلام معايا
_ بالعكس ،انا اللى مفيش حد بيسال عنى ولا شاغل دماغه بيا وعشان كدا بقيت أنا كمان مش شاغل دماغى بحد ،وبقيت مركز فى شغلى واهدافى وبس ،واميرة بطمن عليها يا فى التليفون يأما لو جيت بدرى ولقيتها صاحية
= طب وهتفضل على حياتك كدا كتير
_ حياتى دى مش من يوم وليلة ياماما ،حياتى دى جت بعد تعب وأحلام كانت ممكن تضيع لولا أنى ثممت أكمل دراسة واشتغل واصرف على نفسى فمينفعش حد يحاسبنى دلوقتى لأن خلاص عدى الوقت يا أمى
= يابنى أنا بقلق عليك وبخاف عليك
_ متقلقيش يا أمى أنا مبعملش حاجة غلط ولا هعمل أنا عارف كويس الصح من الغلط ،وحتى كمان لما أنقل حياتى من هنا هفضل اسأل عليكى أنتى وأميرة لأنى مليش غيركم وملكوش ذنب فى حاجة
= تنقل حياتك من هنا
_ آه يا ماما ،انا بدور على شقة اعيش فيها ولحد ما ربنا يكرم والاقيها هبقى اقولك كل حاجة
= مش عارفة أقولك ايه يابنى
_ متقوليش يا أمى ادعيلى بس أنا مش محتاج غير دعواتك ،وانا فعلا حياتى ناشية كويس أوى
= ربنا يكرمك يابنى بكل خير ويهديك ويريح بالك يارب

قبلت بعدها رأس أمى واستأذنتها وذهبت إلى المقهى جلست وجاء يوسف بالقهوة ولكنه لم يتحدث معى كثيرا جلست أرد على الناس والمباركات ،كنت أشعر بالضيق فالان أمى ذكرتنى بكل ما كنت أحاول نسيانه فأنا دائما اتهرب من التفكير فى تلك الأمر، كيف لأبى أنه كان يريد أن ينهى حياتى مبكرا ويجعلنى مثل آلة تصنيع لا تتحرك من مكانها ولا تفعل شيئاً سوى الأوامر التى تملى عليها ،لماذا كان يريد أبى أن يحكم على ذلك الحكم ،لماذا كان يريدنى أن أحقق أحلامه هو واعيش حياته ،ليس خطأى أنه أكمل دراسته وفشل فيها ولم يحصل على وظيفة مناسبة ولم يحقق احلامه حتى وجد العمر يجرى به وأنه شاب ليس هذا ذنبى فلماذا يحكم على نفس الحكم الذى صدر عليه لماذا كان يريد تقييد حياتى

ظلت الأسئلة تدور برأسى وعلمت أننى لن أقوى على الهروب من تلك الأمر امسكت بهاتفى مرة أخرى وقمت بمراسلة نهى والاتفاق معها على أن نلتقى وبالفعل قابلتها وأخذت منها سيارتها وقمت أنا بالقيادة لم تكن تعرف نهى إلى أين سنتوجه ولا أنا أيضا ولكنى ظللت أبحث فى الطرقات حتى خطر برأسى أن أذهب إلى منطقة على طريق الساحل الشمالى تلك المنطقة بها شاطئ بحر وأيضا ملاهى مائية وبعض المطاعم هى قرية هادئة وهذا ما اريده فى ذلك الوقت.

سألتنى نهى عن وجهتنا
_ عمر أحنا رايحين فين
= خليكى معايا بس وسيبى نفسك انهاردة
_ طب قولى بس ليه ماشيين على الطريق دا
= رايحين قرية فالساحل
_ طب أنا معييش هدوم ولا معايا حاجة خالص
= متشغليش بالك بحاجة هنقضى اليوم زى ما أحنا عايزين

استمريت فى القيادة حتى وصلت منطقة قبل طريق الساحل بها مول تجارى اوقفت السيارة ونزلت أنا ونهى ومن ثم أخرجت كارت البنك وسحبت بعض الأموال وتحركنا بالمول استريت بعض الملابس التى تخص نزول البحر وايضا نهى واسترينا طقمين واحدا للسهرة واحدا للتحرك على الشواطئ وبعدها عدنا مرة أخرى للسيارة وتحركنا حتى وصلنا إلى القرية
دلفت إلى الريسبشن بعدما دخلنا القرية وقمت بحجز غرفتين لمدة يوم وابدلنا ملابسنا ومن ثم خرجنا ،كانت نهى ترتدى مايوها وفوقه ما يسمى الكاش مايوه وهو ما يجلس به الفتيات على شوطئ البحر فوق المايوهات
تحركنا وجلسنا أمام البحر قليلا وبعدها نزلنا إلى الماء من ثم نلعب قليلا بالملاهى المائية ودللنا نلعب ونلهو ما يقرب من ساعتين وبعدها خرجنا وقلت لنهى
_ يلا بقى نرجع نغير عشان جعان جدا
= وانا كمان هموت من الجوع
تحركنا مرة أخرى إلى الغرف وبعدما ابدلت ملابسى وجدت نهى تحدثنى على هاتفى وتطلب منى أن أذهب إلى السيارة واحضر لها الشنطة التى تتواجد بالخلف وبالفعل قمت بذلك وذهبت إليها واعطيتها إياها من ثم انتظرتها ما يقرب من النصف ساعة حتى خرجت ،كانت تلك الشنطة تحمل بها أدوات التجميل الخاصة بها فوجدتها قد أعدت نفسها ووضعت بعد أدوات التجميل على وجهها لكى تبدو بمظر جذاب أكثر وكانت ترتدى فستاناً من اللون الأسود يزيد جمالها أكثر ،تحركنا سويا بعدما اشدت بجمالها وذهبنا إلى المطعم تناولنا الطعام وجلسنا نتحدث بعض الوقت
بعدها تحركنا قليلا بالسيارة حتى وحدنا مكانا يليق بالسهر وقضينا باقى اليوم به نرقص ونلهو ونستمتع باليوم لم يكن حديثنا فى هذا اليوم كثيراً ويمكن هذا ما كنت أفضله أنا فكنت أريد أن أفصل رأسى عن التفكير فى أى شئ أريد أن يكون يومى ملي بالاحداث أكثر من الحديث
تغلب علينا الوقت فوجدنا الساعة تدق الواحدة صباحاً تفاجات نهى بها
_ ايدا يا عمر الساعة بقت واحدة أنا لازم أتحرك دلوقتى
= بجد أنا محستش بالوقت خالص طب يلا بينا

ركبنا السيارة وتحركت عائدا إلى الإسكندرية استغرق الطريق ما يقرب من الساعة حتى وصلنا كانت نهى تقطن بمنطقة سموحة فذهبت لكى اوصلها أولا بعدما وصلنا وقمت بوضع السيارة تحت منزلها وجلسنا بها قليلا
_ شكرا ليك ياعمر بجد على اليوم الجميل دا
= شكرا ليكى انتى على وجودك فيحاتى اليوم مكنش هيبقى جميل من غيرك
شعرت نهى بالخجل فى ذلك الوقت ولكنى أمسكت بيدها وقبلتها وقبل أن أنزل من السيارة قلت لها
_ بحبك

لم تجب نهى وارتمت فى احضانى سريعاً واجابت وهى بين زراعى

= وانا كمان بموت فيك

هبطت نهى من السيارة وأنا كذلك تحركت من المكان واوقفت تاكسى ونقلنى إلى منزلى دخلت إلى غرفتى دون الحديث مع أحدا أغلقت الباب خلفى وجلست على سريرى حتى غفلت..

هذا ما كنت أريده أن أفصل عقلى عن التفكير لكى أقوى على الأستمرار وإلا ينهار جسدى بسبب ما أفكر فيه
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي