الفصل العاشر

لم أرى نفسى فى يوماً من الأيام أننى شخصاً عاديا، خلق لكى يعيش ويأكل ويشرب وينام، لم تكن هذه هى الحياة من وجهة نظرى، دائما أرى أن الحياة لم تكن إلا إختبار، إختبار وضعنا فيه بقدرات متفاوتة لكى تنتهى تلك الحياة ويكون كلا منا لديه صحيفة أعمال، يأتى فى يوم القيامة ليقف بها أمام ربه، ومن أجتهد وسعى وبذل قصارى جهده، فقط هو من سينجوا، أما من تخاذل ودل طوال عمره متكاسلا متخاذل، فينتهى به المطاف بالعقاب، كنت دائما أرى أننى خلقت لكى أفعل شيئاً بهذه الدنيا، لابد وأن الله خلقنى ووضع بى تلك الموهبة لكى أقوم بأستغلالها، فى أن أوم بترك أثر جيد بداخل الناس، أو أسعاد على تغيير شيئاً ما بهذه الحياة إلى الأفضل، لم تكن أهدافى تميل إلى السياسة أو الدين أو ما شابه، فقط كنت أريد من كل إنسان أن يسعى وراء حلمه، وكنت أرى أن الذين لا يملكون أحلاما هم أحياء ولكن بدون حياة، خلقوا لكى يبنوا ويصنعوا ولكنهم لم يكونوا كذلك فقصر كلا منهم فى حق نفسه، كنت أجلس يومياً بغرفتى أراجع ما فاتنى من العمر وما فعلته به، وهل استغللت حياتى وصحتى بالطريقة الصحيحة! أم أننى كنت أمكس فى سريرى وملتفا بغطائى ولا أفعل شيئاً!

كانت تلك الأسئلة تراودنى كثيراً، حتى بعد أن أصبحت مغينا معروفا وأصبح لدى قاعدة جماهير أنا وفرقتى، مازلت أيضا أفكر فى ذلك الأمر ، كانت هناك بعض الحوانب التى تشغل تفكيرى، مثل أمى؛أختى؛ تلك الفتاة التى علقتها بى وحتى الأن لم أشعر أننى أحبها كما كنت أظن،فقط أصبحت الأن أشعر بالغضب كثيراً من نفسى ولماذا أنا مستمر بخداع نفسى وبخداعها معى؟ لماذا علقت قلبها بى وأنا لم يتحرك بقلبى شريانا واحداً من ناحيتها، أعترف أنها ادهشتنى، وتصير اعجابى، كما يثير اعجابى أيضا طريقتها معى، ولكن فى النهاية لم يكن هذا حبا، لم تكن تلك الفتاة هى التى كنت دائما أحلم بها، تلك التى رسمتها فى خيالى بعدما أقتنعت تماماً بأننى حينما أجدها سيشعر قلبى بها من الوهلة الأولى، لم يكن هذا التفكيؤ ناتجاً عن الأفلام والمسلسلات، كان ذلك التفكير نابعا من إحساس داخلى تكون مثلما يتكون الطفل بداخل رحم أمه، حتى يصير جسدا كاملا ويصبح مسعتدا للخروج للحياة، وها أنا ذا أبحث الأن عن تلك الفتاة التى ستخرج من داخلى تلك الفكرة لكى نعيشها معا، ولكن من المؤكد انها لم تكن نهى، وبالرغم من اقتناعى بذلك وبانها ليست ما أريد لكننى مازالت مستمرا معها، اخشى أن اصارحها بجفاف مشاعرى بعدما مر علينا ما يتخطى العام وهى بحياتى.

كنت أستمر فى العمل ليلا وأقوم ببعض البروفات، واعمل مع الفرقة على الحفلات، وبالنهار أذهب إلى الكلية لمتابعة محاضراتى ودراستى، التى أصبحت أيضا لا فائدة منها فى نظرى، ولكننى مازلت مستمرا بها فقط لكى أحثل على تلك الشهادة العليا التى تجعلك فى نظر المجتمع شخصاً ناجحا، فقط لأنك انيهت تعليمك فى المرحلة العليا، فهذا يزيد من شأنك بين الناس ليست شخصيتك أو تفكيرك إنما تلك الورقة التى تبقى بإحدى الأدراج بالبيت.

كانت حياتى مع نهى شبه اعتيادية، وكأن الأمر أصبح روتينا نفعله دائما، واننى يتوجب على أن احدثها يومياً، وفى اوقات الاجازة من العمل نخرج سويا، حياة يملؤها الملل والفراغ العاطفي، ولكنى كنت فى كل يوم أشفق على نفسى وعليها، حتى تحولت من حبيب وزوج مستقبلى إلى شخصاً متعاطف مع فتاة تريد أن تشارك رجلا حياته.

بدأ الملل يتملك منى فى كل شئ لم أكن اعرف هل هذا ما أمر به هو فترة اكتئاب أم ماذا، ولكنى كنت أشعر بالممل فى كل شئ حولى، كنت يومياً وفى المساء أستقل سيارتى واتحرك بدون واجهة لا أعرف إلى أين سينتهى بى المطاف ولكنى فقط كنت أتجول لعلى أكسر هذا الممل، وفى بعض الأحيان كان ينتابنى النوم وأنا بالسيارة، فأقوم بإرجاع المقعد للخلف واحوله لسرير وانام عليه أيا كان موقع وقوفى بالسيارة، حتى أحسست بأننى اهدر شبابى بدون فائدة.
فى تلك الفترة كانت البلد تمر بمراحل انتقالية كثيرة لا نعرف من سيأتى ومن سيذهب، هناك تخبطات ومشاجرات وأحزاب وتحالفات، وكان هذا الأمر مثير لغضبى جدا، فإذا كان أحدا منهم يريد الصلاح للبلد فلماذا يتحالف مع طائفة معينة من الشعب.
وبسبب تلك الأمر خطر إلى رأسى أن أقوم بعمل اغانى جديدة تنبه الناس مما يحدث، وباللعل بدأت أنا وفريق عملى فى صياغة تلك الأغنيات حتى تمكننا من كتابة وتلحين أربع أغنيات، وقمنا بتسجيلهم وبعدها بدأنا فى نشرهم على موقع اليوتيوب وهى المنصة التى يضع عليها الحميع أعماله الأن.
لسوء حظى أنا والفرقة أن تلك الأغنيات أخذت منحنى مغاير عكس ما توقعنا، فقط لقت نجاحاً كبيرا فى الشارع بين الناس وهذا ما زاد شهرتنا، وإذا بشخصين من الدولة يقومون بمقاضتنا على تلك الأغنيات ولا نعرف ما السبب وراء ذلك فقط هما يرون أننا نسئ إليهم وإلى كل الكوائف المتواحدة فى المجتمع، ولكننا كنا فقط نطالب بأن يصبح الإنسان إنسانا، فهل هذه جريمة حقا! هل مطالتنا فى الأغانى بأن تكون انسانا تسئ للدولة ولطوائفها.

لقت تلك القواضى التى رفعت علينا إقبال شديد حتى أصبحت حديث الشارع فى تلك الوقت، ولكن ما لم نتوقعه أنا والفرقة هو أننا تم القبض علينا بتهمة الإساءة لتلك الأحزاب والقوى الثورية، مما جعلنا مثل المجرمين ومثيرين المشاغبات.

لم يكن هذا الأمر بهين فبعدما كنت فناناً وأغنى ويتهافت على الجمهور لألتقاط الصور التذكارية معى أصبحت الأن محتجزاً، كان المكان الذى احتجزنا به سيئا للغاية، كنت أشعر أننى أصبحت بداخل قبرا عفن يملأه الناس، كنت أنظر لمن حول، كان بعضهم سارقين وبعضهم مدمنيين وأنا من بينهم أنا وزملائى فنانون كان كل هدفهم توحيد الراى فقط وعدم الميل وراء طائفة بعينها لذلك نحن الأن محتجزون.
بدأ الحزن يسكننى، وهذا بعدما وجه لى كل زملائى اللوم والعتاب على ما نحن فيه فجميعهم يرى أننى من تسبب فى ذلك وأنهم ليس لديهم ذنباً فى أن يتحملوا نتيجة افكارى الطائشة.
كنت أفكر فى أشياءا كثيرة وأنا بداخل أسوار السجن، أفكر فى أمى وأختى الذين لم يزورنى منذ أن دخلت ذلك المكان، أفكر فى نهى وكيف تعيش الأن بدونى، أنا الذى كانت تود أن تراه طوال يومها، الأن ومنذ قدومى إلى ذلك المكان العفن لم أرى وجهها ولو للحظة، فقط من قاموا بزيارتى هم اصدقاء الكلية، وكان مروان فقط هو من يداوم على الحضور إلى، حتى بعدما توجهنا إلى النيابة، وقام زملائى بالشهادة ضدى، والجميع ألقى بالحمل على عاتقى، حتى أنهم تم تبريئهم وتم نسب التهم لى وحدى،.
هل هذه هى الحياة التى كنت أتمناها! هل كل هذا نتيجة لأفكار شابا يريد فقط أن يكون له رأيى ووجهة نظر! لما كل هذه المواربات ووجع الرأس! لماذا وضعت نفسى فى تلك المحنة؟
كنت فقط أريد أن يكون فنى مؤثرا مثلما رأيت فنانون كثيرون بالعالم أثروا بفنهم فى الناس أمثال "دافنشى_ شيكسبير_ سيد درويش" هل كل هؤلاء لقوا ما لقيته أنا؟ بالطبع لا ووجدت اعمالهم حفاوة من الناس وكرموا على ما فعلوا، ولكن ها أنا ذا، يتم تكريمى بأن ألقى فى السجن لكن أتعلم أنه يتوجب على أن فتحت فمى، فلا يتحدث إلا عن حياتى فقط، حتى لا أسئ لأى شخصاً آخر يضر بحياتى أيضا.

أستغرق أمر تواجدى بالسجن ستة أشهر، مابين جلسات بالمحكمة وبين مرافعات ومداولات، ولكن لم يشغلنى كل ذلك فى شئ، فقط كنت قلقلا بشأن أمى وأمير أين هم هل حقا لم يعرفوا كل هذه المدة بذلك الأمر، أم أنهم خجولون فقط بشأنى.
فى إحدى الأيام المصرح بها للزيارة، كنت كالعادة أعرف من سيزورنى فقط هو مروان الصديق الوفى والنبيل الذى لم يتأخر على فى يوماً واحد، ولكن فى تلك اليوم وجدت معه مريم وهذا بعدما تمت خطبتهم، كنت قد نبهت على مروان من قبل، إلا يأتى إلى زيارتى إحدى الفتيات من أصدقائنا ولكنى لا أعرف لماذا أتى بمريم هذه المرة.
جلست معه بمكانا مخصص لجلوس المتهمين مع الزوار وكان مروان يحاول أن يخفف من حملى كعادته فى كل زيارة
_ معلش يا صاحبى محنة وهتعدى، عارف أنك استحملت كتير بس خلاص هانت

ردت عليه وأنا يملؤنى الأحباط لأول مرة بحياتى
= هانت إيه بس، الجملة دى تقولها لواحد عنده امتحانات، حد مستنى وظيفة مناسبة، لكن أنا مينفعش تقولى كدا، أنا دلوقتى بصحبة المجرمين، عارف يعنى إيه آلة بتعزف عليها يامروان ألحان وبتغنى معاها تخليك مجرم، أنا حاسس أنى مكنتش بغنى للناس، أنا كأنى كنت بحرضهم على القتل
_ متقولش كدا ياصاحبى، أنت بتعمل فن وفن نضيف وكل هدفك كان تصلح حال الناس
= واهو اللى حصل أن أنا اللى حالى ضاع

ردت علي مريم فى تلك الوقت قائلة:
_ مفيش حاجة ضاعت يا عمر بكرا تنزل الجلسة وتخرج إنشاء الله لحياتك
= خلاص يامريم راحت حياتى ومبقتش ليها لزمة

ألتفت بعدها لكى أنظر إلى مروان واقول:
_ هو انا مش طلبت منك يامروان تيجى لوحدك
= قصدك مريم يعنى، والله يا عمر أنا حاولت بس هى مصممة تكون جنبك فى الوقت دا أعمل ايه

نظرت إلى مريم وأنا أبتسم وأشعر أن هناك من يدعمنى بالرغم مما أنا عليه

_ شكرا لوجودك يا مريم

ردت علي مريم قائلة:

= مفيش شكر ولا حاجة، أنت مش صاحبى وكمان أخو خطيبى، يبقى لازم ابقى جنبك، وبعدين ياسيدى أنا جيت عشان أنا عايزة أطمن عليك
_ تسلمى والله يامريم، مجتش من اللى كنت متوقع يعملوها

رد على مروان بعدها
_ على فكرا هبة كل يوم بتكلمنى وتطمن عليك وبعتالك كمان حاجة معايا، هى بس عندها ظروف منعتها أنها تقدر تيجى معانا الجلسة أو الزيارات
= طب ونهى، بتكلمك
_ ها، اه اه بتكلمنى وبتطمن عليك كمان

كنت أشعر من كلمات مروان أن هناك أمرا ما يخبئه عنى، حاولت مراراً أن أعرف ماذا يخبئ ولكنه كان يتهرب من الحديث ويقول لا شئ، حتى أنه أيضا يتهرب من سؤالى عن أمى وأميرة ولا أعرف السبب.

انتهت جلستى مع مروان ومريم وودعتهم، وابلغونى أنهم سيحضرون الجلسة القادمة وأن المحامى يثق فى أن برائتى ستكون فى هذه الجلسة، أخذت من مروان تلك الحقيبة التى كان يحملها معه وعدت مرة أخرى إلى الحجرة التى احتجز بها.

أمسكت بتلك الحقيبة وبدأت فى فتحها، كانت هناك بعض العلب الصغيرة وكل واحدة منهم يوضع عليها إسم شخص، كانت منهم من تحمل إسم مروان ومريم وأيضا عبدالله الذى اصيب فى خادث ومنعه من زيارتى وأيضا هبة ارسلت لى شيئاً معهم.
بدأت فى تفحص تلك الأشياء كان مروان قد أرسل لى بعض الصور لنا أنا وهو واصدقائى وكان يختار تلك الصور بعناية شديدة حتى أننى لم أجد صورة واحدة منهم تجمعنى بنهى أو بفرقتى لا أعرف لماذا ولكنه ربما فعل ذلك لكى لا يجعلنى أفكر فى شيئاً سئ، أمسكت بما ارسلته لى مريم وكان عبارة عن بعض الأدعية التى تريدنى أن اتلوها بداخل هذا المكان وأيضا وضعت لى مصحفاً لكى اقرا القرآن وانا بالداخل، ابتهجت كثيرا بما اؤسلته مريم، بعدها قرات ما ارسله لى عبدالله وكان يبرر عدم حضوره ويطلب منى مسامحته على ذلك، وأن ألتمس له عذرا بسبب ما يمر به.
لم يتبقى سوى ما أرسلته لى هبة، ولكنى شعرت بالنعاس فلملمت كل شئ ووضعت تلك الورقة التى ارسلتها لى هبة تحت وسادتى لكى أقرأها حينما أستيقظ.

وضعت رأسى على الوسادة واستغرق نومى عدة ساعات حتى أستيقظت لأجد كل من حولى نائماً فقط أنا من هو مستيقظ بداخل تلك الغرفة، جليت قليلا على السرير أفكر في حياتى، وفيما أمر به الأن، هذا التفكير الذى لم يفارقنى منذ دخولى إلى السجن، لكننى تزكرت فى ذلك الوقت تلك الورق التى ارسلتها لى هبة بحثت عنها تحت الوسادة حتى وجدتها كان جوابا مكتوب بخط اليد من هبة
بدأت فى قرأته:

_ طب أنا عارفة أنك مش مستحمل تكلمنى أو تقرى حاجة مكتوبة منى، ودا طبعاً بسبب أنى الوحيدة اللى محتش تزورك، بس دا لأسباب كتير، زى منا الوحيدة اللى مقدرتش تزورك زى برضو منا الوحيدة اللى حاولت على قد ما أقدر أحافظ على علاقتى بيك، يمكن خبيت عنك حاجات كتير، ودا الدافع الأكبر أنى مجيش اشوفك، لأنى مش هقدر أقف قدامك واقولك الكلام دا، لكن دلوقتى أقدر أكتبه عشان دى حقايق لازم تعرفها، فى أول علاقتك بنهى وبالذات لما عرفت دا سمر أكيد أنت لاحظت أنها بعدت عننا، سمر كانت بتحبك وكانت مخبية دا، ولما عرفت الموضوع صارحتنى بمشاعرها، وطبعا مقدرتش اقولك وخبيت عليك عشان كنت خلاص بدأت حياتك مع نهى، لكن مع الوقت بدأت أكتشف أنها مش بتحبك ولا حاجة، ولكن مكنش ينفع أقولك دا، وبقوله لك دلوقتى مش عشان جه وقته ولكن عشان عارفة أنت حاسس بأيه ناحيتها وأنها مش بتسأل عليك، نهى مش بتسأل عليك يا عمر عشان نهى اتخطبت، اتخطبت بعد ما حصلتلك المشكلة دى بتلت شهور بس، ودا اتسبب فى مشكلة كبيرة بينى وبينها وقاطعتها، خوفى من أنى اواجهك واقولك الكلام دا، منعنى من زياتك وأنى أشوفك، بالذات وأنا السبب فى علاقتكم دى، عشان كدا عيزاك تسامحنى، ومش عيزاك تفكر فيها، نهى طلعت كل هما مصلحتها وبس كانت مصحبانى عشان مصلحة وكانت معاك عشان شهرتك لكن أول ما وقعت دورت على فرصة تانية أفضل ومفكرتش فيك خالص، فى النهاية أتمنى تقدر تتخلص من الموضوع دا، وتخرج بالسلامة وترجع تانى صاحبى واخويا عمر.

لم أشعر بنفسى وأنا أقرأ تلك الرسالة وفى النهاية وجدت نفسى قد بللت الورقة التى أمسك بها، لم أكن يوماً أحب نهى، ولا شعرت بشئ باتجاهها، ولكنى فقط قررت الأستمرار معها لكى لا اكسر قلبها الذى دق من أجلى، وها أنا الآن اكتشف أن كل ذلك كان وهما، هل حقاً هناك إناثا يقدرون على تصنع الحب بهذه الدرجة لكى تقنعنى وتجعلنى اتعاطف معها واقرر الإستمرار معها رغماً عنى، حزنت جدا من تلك الأمر ولم اقدر على منع نفسى من البكاء، ليس هذا بسبب حبى لنهى ولوجوددها، ولكن كان حزنى على نفسى أكثر على كل لحظة اهدرتها فى سبيل حبا زائف ليس له وجود علاقة بنيت على المصالح، لم يكن لدى مصلحة فى علاقتى معها ولكن مصلحة من طرفها هى، كانت فقط تتواجد معى لتكون هى الفتاة المدللة للفنان عمر عادل الذى كان بدأ يلقى هرة واسعة فى مجال الغناء، ولكن وبعدما تم حبسه أصبح اسمه مهددا بالأنقراض، فلم يجدى نفعا لها، لذلك قررت البحث فى طريقا آخر.
مرت عليا أياما بداخل تلك السجن لم ازق فيها العام ولا النوم فقط أبقى جالسا على سريرى لا يهتز لى طرفا ولا جفن، لا اقوى على فعل شئ ولا الحديث مع أحدا، أنا الذى كنت يوما ما أداة للعب فى يد إحدى الفتيات، أنا الذى تعاطفت مع من يتلاعب بى، خدعتنى عيناى وبصيرتى فكان مصيرى أن أكون بطل لورقة مبللة فى إحدى الروايات فلا نقدر على قراتها ولا نقدر على الإمساك بها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي