الفصل الثالث

ابتسم قلبه وطبعت الابتسامه على وجهه حتى تغضنات زوايا عينيه وهو ينظر اليها بسخرية يغمض عينيه و سنوات طفولته ومراهقته وشبابه تمر امامه تمزق احشاء قلبه كلما انتقل من بيت وطرد لآخر وكل ذلك لما!

طفل في التاسعة من عمره توفيت والدته وتزوج ابيه عاقر ترعاه وحينها حدثت المعجزة ،حملت العاقر عندها بدأت المعاناة.

جلس امامها واضعا ساقا فوق الأخرى بخيلاء يعرف ،لا سبيل أمامها سوى الرضوخ له لذا بعد أن ألقي عرضه جلس ينظر إليها بتشفي يرضيه وهو يرى الارتباك مرتسم علي ملامحها وبعد عدة دقائق مرت كسنوات سمع صوتها الذي كان في ما مضى حادآ قويا يامره قسرا الان خرج امامه هينا ضعيفا يحمل العجز بنبرته وهي تهمس

ترفق بها بني

زمجرة قويه تبعها صوت رضوان همسا بفحيح غاضب وهو يتذكر كل اساءه وكل عقاب تعرض له وهو طفل صغير على يدها

_ وهل ترفقت بي انت يا حسيبه

تنفست حسيبه بقوة وألم في آن واحد وهي تهتف برجاء زليل برغم علمها أن رضوان الذي يجلس امامها الان ليس نفسه رضوان الطفل الصغير الذي سقته من كافة أنواع الظلم والعذاب
قدر طفله يتيمه رضوان

نظر اليها بلامبالاه مخلوطة بسخريه ظهرت واضحة في ابتسامته المتشفيه وهو يقول بهدوء

_وانا الم اكن طفل يتيم ذات يوم !ستدفعين انت وابنتك المدللة'' قدر ''ثمن ما فعلته قديما يا حسيبه ستدفعون الثمن غاليا وستري

ألقى كلمته وهو يتنازل في النظر اليها من علياء هامته ويهمس بتشفي منهيا الحوار

_دينك عندي إن وافقتي علي شرطي وغير ذلك لاكلام بيننا ولا حديث يجمعنا

حين يأست حسيبه أن يتنازل رضوان عن قراره بالانتقام منها حاولت أن تسلك طريقا مختلفا في الحوار معه لذا امالت شفتيها بنصف ابتسامه هامسه

_قدر لن ترضخ لك ابدا رضوان وانت تعي ذلك !لم اعهدك غبيا قبل ذلك

حين نظر اليها والي ابتسامتها فهم ما ترمي إليه يحفظها عن ظهر قلب كخطوط راحة يده ولكي يكمل تشفيه منها وضع يده في جيبي بنطاله وهو يهز كتفيه بلامبالاة قائل

ومن قال اني اريدها ام يهمني أمرها استيقظي يا حسيبه !؟فانا ايضا لم اعهدك غبيه هكذا ما اردت ابنتك سوي لانتقم منك بها

ارتجافه سرت في قلبها حين دب الخوف به تعرف رضوان جيدا يريد الانتقام منها وسيفعل ،وضعت يديها علي وجهها تفرك جبهتها بقلق واضطراب وهي تنظر له برجاء هامسه

_يا إلهي ؟أتوسل اليك يا بني دعها كرامة أبيك رحمه الله

أن ظنت انها بتلك الكلمات ستلين قلبه ،حسنا لقد اخطأت وعلمت ذلك حين رد قائلا بنفس المبالاة التي كان عليها

_ رحمه لها ولا كرامة له عندي وتعلمين ذلك

حين استفذت حسيبه كل الطرق لإقناعه لجات الي سلاحها الأقوى ابنتها الأخرى وشقيقه رضوان ،قمر نظرت له مليا ثم هتفت بضعف

اتوسلك بني كرامه لشقيقتك قمر اتركها

غضب وعنف اجتاح قلبه وعقله حينما تفوهت بتلك الكلمات قمر شقيقته الغاليه كيف تجرأ اقترب منها بخطوات اخافتها اربكتها بجلستها وهو ينحني بجزعه يميل إليها ويهمس من بين اسنانه بفحيح غاضب كبركان خامد

و اياكي ثم اياكي يا حسيبه أن تدخلي قمر في ما بيننا او يسول لك عقلك العقيم ذلك أن تخبريها والا اقسم لك لن اكتفي بسجنك انتي مدللتك قدر بل سأعمل على أن تتجرعا كافه انواع العذاب والقهر علي يدي وعلي يد غيري هل فهمت أمامك فقط ثلاثة ايام ان لم تصل إلى موافقة ابنتك والأمر الذي أعده بالمناسبة كتحصيل حاصل سيكون لي تصرف آخر هل تفهمين!

ابتعد عنها ببطء قاتل كما اقترب منها بهدوء خرج من البيت صافق الباب خلفه وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة الانتقام التي لطالما تمناها .

…..
تأففت وهي تسير خلف شقيقتها تتحرك بسرعه محاولا مجاراة خطواتها وحين شعرت بأن قواها على وشك أن تنفذ همست بإرهاق

_ يا الهي !انتظري قدر لقد دميت قدامي وانا أسير خلفك هكذا الى متى سنظل نسير هكذا بلا وجهة محددة اتوسل اليك كفي، نستغل اي شي يقولنا للبيت

نظرت قدر لشقيقتها قمر هادره بتعنيف وهي تعلم أن الكسل من طباع شقيقتها المتصلة بها

هيا ايتها الكسوله لم يتبق الكثير حتى نصل

اقتربت قمر من شقيقتها تشد زراعيها برجاء وهي تهمس بقنوط وتشير إلى عربات الأجرة على قارعة الطريق

_ انظري قمر هناك الكثير من العربات لنستقل واحده تقولنا للبيت لما ذلك العذاب

حين يأست قدر من شقيقتها نظرت اليها قائله بتافف

_ يا الهي قمر !!!!يا فتاة لقد يأست منك حقا الطريق المتبقي امامنا لا يستدعي أن نستقل شئ كما لا يستدعي كل ذلك الضجر منك وووو

صمتت قدر وهي تسمع صرخات شقيقتها الفرحه وهي تشد يديها بقوه تسحبها خلفها لسيارة يبدو من هيئتها غلاء ثمنها وتعرفها قدر جيدا وتعرف صاحبها كخطوط راحة يدها وحين حاولت الابتعاد وسحب يدها همست قمر بسعاده

_يا الهي انظري قدر لقد حلت المشكله انظري لقد وجدنا من سيقان، اخي رضوان تلك سيارته

جذبت يديها من يد شقيقتها وعلامات الجنون والغضب قد ارتسمت علي وجهها وهي تهدر بقوة

انتظري قمر !

التفتت قمر ناظره لشقيقتها ببلاهه هامسة باستفهام

لماذا؟؟

نظرت قدر لشقيقتها هامسة بوعيد وغضب تحذرها

_انا لن استقل تلك السيارة ،إن اردت انت اذهبي أما أنا سأكمل طريقي للبيت سيرا على الأقدام

كادت أن تشد شعر رأسها حتى تقتلعه من منبته وهي تنظر بغضب لشقيقتها وقد رفعت اصبعها بوجهه تحذرها

استمعي إلي جيدا قدر،لا تنسي ابدا إني شقيقتك الكبرى وأنت من يجب عليك أن تمتثل لاوامر لا العكس وإن كنت أتهاون معك فذلك لمحبتي بك ،لا اكثر ولا اقل فأنتبهي !!!!

نظرت قدر لشقيقتها وغضبها الذي ظهر بوضوح علي وجهها تهتف بقلق

_ ماذا؟وما فعلت انا

امتعضت من شقيقتها وهي تنظر اليها بغضب هادر بها
اولا ترفضين أن تستقل سيارة اخي وثانيا ترفضين المساعده مني ومنه في سداد دين والدك

زفرت بقنوط وهي تنظر لشقيقتها قائله
_ليس الان قمر اتوسل اليك

كادت أن تجيب أن تتهمها ببلاهتها لولا صوت اتي من خلفهما جعل كلتاهما تصمت

_ ماذا هناك يا فتيات؟

التفتت كلا من قمر وقدر الصوت الرجولي الرخيم الذي اقترب منهم ليجد رضوان يقف خلفهما واضعا يديه في جيبي بنطاله وهوا ينظر إليها بهدوء عكس ما بداخله قبل أن تتفوه إحداهما بكلمة واحدة نظر لشقيقته قمر مردفا بحزم

أين كنت في مثل ذلك الوقت قمر؟ولما لم تتصلي بي

نظرت لاختها المرتبطة بقلق تنظر لأخيها بوجل بينما سؤاله يشتد ويتكرر بهدوء مريب تعرفه من كثرة حديث قمر عن أخيها إذا استجمعت شجاعتها محاولة تخليص شقيقتها من ذلك الإحراج ،رفعت راسها بشموخ وهي تهمس بثقة

_قمر كانت معي و

نظر إليها بصلابة وقوة هاتفا بحده

'هل سألتك انت !

حمرة قانيه غزت وجهها من فرط الإحراج الذي شعرت به إزاء الموقف خفضت وجهها ولعقت شفتيها ببطء قبل أن تكمل بارتباك

_ لا ولكن !

زمجرة خشنه تبعها صوت غاضب رغم هدوئه وهو يشدد علي كل حرف ينطق به في كلماته ويقول

جيد انك تعرفين ذلك ،لذا في المرة القادمة التي اوجه حديث لشقيقتي اياكي ثم اياكي أن تتدخلي هل فهمت ؟

غضب هدر بها واجتاح عقلها لتهمس باندفاع غاضب وهي تقترب منه تواجهه بتحدي

لا ،وماذا إن كانت شقيقتك ليست شقيقتي هي الأخري ؟

في تلك اللحظه تحديدا اختار تجاهلها ونظر تجاه شقيقته بقوه تلك المرة وهوا يهدر بخشونه

سألتك قمر اين كنت؟

لعقت شفتيها بتوتر وهي تجيب ،تعلم تمام العلم طباع شقيقها وغيرته عليها ومدى حرصه على م
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي