الفصل التاسع

>♥
الباب التاسع:-
.....................
كادت أن ترجع خطوة للخلف كي تتوجه إلى داخل الغرفة ولكن شعرت بمن جذبها للخلف وهو واضعاً حبل على رقبتها؟

يجذبها للخلف بذلك الحبل وهو يحاول خنقها لقتلها؟!! ،وضعت يديها سريعاً على ذلك الحبل وهى تحاول إبعاده عن رقبتها..ولكن بدون فائدة!

وهى مازالت في المدخل الضيق لغرفتها هى وذلك الشخص..ببنما هو يجذبها بعنف! ،ثم رفعت قدميها للأعلى لتجعلها ترتطم بالحائم...وعلى أثر الإرتطام رجعت هى وذلك الشخص للحائط الذي خلفهم بقوة

لترتطم رأسه بقسوة بذلك الحائط..لتنجح في الإبتعاد عنه سريعاً...ومازال لا يوجد ضوء في الغرفة! ،ولكن هناك ضوء خافض آتياً من الخارج

ثم أسرعت بخطواتها بخوفٍ وقلق على وجهها..ناحية السرير لتصعد عليه وكادت أن تنزل من الناحية الأُخرى من على السرير...وذلك الشخص يسرع خلفها

ثم أمسكها من قدميها ليجذبها..لتقع على السرير وهى تحاول النهوض والإبتعاد عنه..لتقوم بإبعاده بيديها ،ثم أمسك ذلك الشخص الوسادة ليضعها على وجهها...ليرتمي جسدها

ثم جلس فوقها وهو واضعاً تلك الوسادة على وجهها يحاول أن يقطع أنفاسها بتلك الوسادة!!
حاولت إبعاده بيديها ولكنه مازال مُصراً على خنقها!

شعرت بأنفاسها التي تدخل أنفها بصعوبة..إنقطاع أنفاسها يأتي بالتدريج! ،ماذا تفعل؟
................................
Falch back:
في الملهى الليلي:

دخلت زمرد غرفتها لتغلق الباب خلفها بإختناق..وعلى ملامحها علامات الضيق الكبير ،ثم توجهت إلى الداخل وهى تتأفف

سمر بنبرة ملل: هتفضلي مضايقة كدة كتير ؟

استمعت زمرد لصوت صديقتها..لتدير رأسها اليها وعلامات الضيق مازال على وجهها...لتراها واقفة وساندة إحدى كتفيها على الحائط..وعلى ملامحها الجمود ،وهى رابعة ساعديها آمام صدرها.

زمرد بضيق: ماتفتكريش اني هغير رأيي! ،انا همشي من هنا يعني همشي من هنا ياسمر...
ثم توجهت الى سريرها لتجلس عليه..وامسكت لحافها تعتزم النوم وهى تكمل بجدية: وماليش علاقة إذ كنتِ غيرتي رأيك ولالأ!

انزلت سمر ذراعيها لتخرج تنهيدة نفاذ صبر..لتتوجه الى سرير زمرد ووقفت بجوارها..وهى ناظرة لها.
سمر بجمود: يعني لسة مُصرة؟
زمرد مسرعة: أيوة...

ثم رفعت رأسها لسمر..لتأخذ نفساً عميقاً كي لا تخرج غضبها بها ،لتكمل: وانتِ مش هتقدري تغيري هدفي.
لتعاود النظر آمامها بإختناق..فمنذ علمها بأن سمر غيرت هدفها وقررت الجلوس هنا وعدم الذهاب الى حريتها ،لم تعد تريد التحدث معها!

سمر بجمود : ولو اتعرضتي لأي حادثة..ممكن اعرف هتعملي ايه؟....
زمرد مقاطعة بضيق: علمتيني كل حاجة ،يعني هقدر اتعامل بنفسي.
وكادت أن تذهب للنوم ،ولكن امسكت سمر بتلك الوسادة لتضعها فوق رأسها سريعاً!!
تفاجئت زمرد من فعلتها لتتحرك بهيستريا تحاول التنفس!

زمرد مسرعة: بتعملي ايه!...انتِ اتجننتي.
ازالت سمر تلك الوسادة سريعاً..لترى زمرد نائمة على ظهرها وهى ناظرة لها بدهشة...وصدرها الذي يعلو ويهبط من كتم نفسها لبضع ثوانٍ!

سمر بجمود: قولتيلي إنك اتعلمتي كل حاجة! ،دة قدرتي تنقذي نفسك منه؟!
اخذ صدرها يعلو ويهبط وهى ناظرة لسمر..وفارغة شفتيها قليلاً ،دهشة..زهول!...لم يكن لديها علم بتلك الحادثة التي من الممكن ان تتعرض لها يوماً!

ثم وضعت يديها سريعاً على تلك الوسادة مجدداً لتعلمها ماذا ستفعل ،ولكن ادارت زمرد وجهها لناحية اخرى.. لتصبح الوسادة موضوعة على احدى وجنتيها!
سمر بجدية: شاطرة ،ودلوقتي دوري على نقطة ضعف تخليني أبعد.
..................................
نعود للوقت الحالي**

حاولت ان تبعده بيديها على صدره..ليبتعد انشين للخلف..ثم عاود اصراره على خنقها بتلك الوسادة ولكن تلك المرة..ادارت وجهها للناحية الاخرى ،لتصبح تلك الوسادة على احدى وجنتيها..بينما هو يحاول بسرعة خنقها بالوسادة!

ثم وضعت يديها سريعاً على اصابع يديه..المُمسكة بالوسادة ،لتمسك اصبعين من كل يد ..ثم عادت للخلف بكل قسوة!..لتقوم بكسرهم سريعاً
ليصدر صوت تأوه كبير من كسرها لأربع اصابع له! ،ثم ضربته في بطنه بقدميها ليقع ارضاً..بجوار السرير

ثم هرولت الى خارج الغرفة وصدرها يعلو ويهبط بخوفٍ كبير مما حدث لها الان!
ثم خرجت من الغرفة واغلقت الباب خلفها سريعاً بالمفتاح!!

ومازال هو بالداخل ممسكاً اصابعه بألم شديد على وجهه! ،هل هى من المافيا لتفعل له ذلك!
لكن ماذا تفعل؟!..انه كان يريد قتلها!! ،كيف ستدافع عن روحها؟؟
...................................
وفي غرفة ريهام:

ريهام مسرعة بصوتٍ مرتفع: لا فاهمة ،وفاهمة كل حاجة كويس!..وفهماك لما جيت قولتلي الحقيني! ،الحقيني مراتي بتخوني...
ثم تحركت بإنفعال أكثر وهى تصرخ في وجهه: ولازم اقتلها.

انزل داوود يديه من خصره سريعاً...ليضعها على فمها بصدمة! ،بينما مصطفى واقفاً في مكانه ليتحول إلى تمثال!!...فارغاً شفتيه وقرنية عينيه التي اتسعت..لا يستوعب ماقالته! ،هل داوود من قتلها؟..أم ريهام؟

داوود مسرعاٌ بغضب عارم: اسكتي خالص!...
نظرت لعينيه المليئة بالقسوة!..بالطبع لن يسمح لها بالحديث اكثر من ذلك ،خصوصاً انها صرخت في وجهه وكأنه طفلُُ صغير!! ،ثم اكمل وهو يجز على اسنانه: اياكي تتكلمي كلمة واحدة زيادة.

ابعدت يده سريعاً عنها..لترجع خطوة للخلف بعينيها التي امتلأت بالدموع أكثر ، فهو لا يريدها..لم يحبها! لا تريد أن تواجه نفسها بذلك الشيء...مازال لديها أملٍ أن يعشقها.

ريهام بصوتٍ متعب: لا مش هسكت ياداوود ، ..
ثم اقتربت منه خطوتين وهى ناظرة لعينيه بحزن...بينما هو ناظراً لها بقسوة قلبه! ،لتكمل بحزنٍ شديد: ليه؟..هى أحسن مني في ايه ،عشان تحبها وانا لأ؟! ،جاوبني.

حرك يديه بغضبٍ وانفعالٍ كبير وهو ناظراً لعينيها بدهشة: انتِ اتجننتي؟ ،بتبتزيني عشان احبك؟!
وضعت اصابعها بين خصيلات شعرها وهى ترجعها للخلف..ناظرة للأرض بدموعها التي تنهمر بغزارة على وجنتيها الوردية ،مازال قلبها مغفلاً..مستعدُُ أن يلقى كبريائه أرضاً من أجل ذلك؟!

ليكمل داوود وهو ناظراً لها بعدم تصديق لحالتها تلك: انتِ أكيد مجنونة! ...
ريهام مقاطعة بصوتٍ هادر بعدما رفعت وجهها اليه وانزلت يديها: آه مجنونة ،ومستعدة أنزل واقتل الهانم اللي انتَ جايبها عشان تتجوزها!...

ظل ناظراً لها بعدم تصديق...زهول..صدمة!! ،لقد فقدت عقلها تماماً!..كيف جائت بفكرة زواجه من زمرد! ،وهو يكره وجودها حتماً..فأنى له أن يتزوجها؟

ثم اكملت عندما تقدمت خطوة أخرى لتصبح أنفاسهم التي ترتطم ببعضهم البعض هى تلك المسافة التي بينهم فقط! : بقا تبص للعَيلة دي! ،وانا اللي دفعت عمري مستنياك يبقى دة جزاتي!

حرك داوود رأسه بنفي حديثها الغير عاقل وهو يقول بدهشة: انتِ لازم تفوقي.
امسك كوع ذراعها سريعاً بقسوة وجرها خلفه..كالدمية بيده ، ليفتح الباب ويرى مصطفى آمامه!

فرغ مصطفى شفتيه قليلاً بتردد..وتوتر شديد! ،فقد فهم أنه كان يسمع حديثهما!
مصطفى بتوتر شديد وهو ناظراً لداوود: داوود أنا كنت...آا..كنت ،كنت!..
تحولت ملامح داوود للضيق وهو ناظراً لمصطفى فبالطبع علم ما كان يفعله ،ثم تأفف وهو يقول : مش فاضيلك انتَ كمان.

ثم توجه الى الدرج..ينزل على درچات السلم وهو مازال ممسكاً بكوع ذراعها !، استدار اليهم مصطفى وهو يقول مسرعاً بقلق: طب استنى بس واخدها على فين؟..داوود!
لم يعطيه رداً على سؤاله لينزل بها بدون أن يعبأ بأي شيء يدور حوله ،بينما هى تبكي بخفوت..لكسره قلبها هكذا بلا رحمه!..او شفقة!

بينما خرج عزت من غرفته على صوت مصطفى..بملابسه الانيقة ،ليرى داوود نازلاً وهو يجرها خلفه..بعينيه المليئة بالقسوة
عزت مسرعاً باستفهام: ايه اللي بيحصل هنا دة؟..
ثم توجه الى جدار السلم ليضع يديه على سطحه..وهو ناظراً لهم ،بينما نزل مصطفى خلفه سريعاً.

ليكمل عزت بغضبٍ كبير: واخدها على فين بالشكل دة؟!
داوود بغضب وهو يجرها خلفه نازلاً على الدرچ: ماحدش يتدخل.
لينزل مصطفى سريعاٌ خلفه وهو يقول بتعجب: ياداوود اسمع بس..اللي بتعمله دة غلط!

بينما دخلت والدتها هى وعمتها من باب القصر..ليروا داوود ينزل بتلك الهيئة ،ثم القاها على الأرض بقسوة وكأنها حقيبة!...لترتمي ريهام على الأرض..ثم رفعت رأسها لوالدتها وعمتها وعلى وجهها الحزن الشديد ،ودموعها المنهمرة بغزارة

عقدت والدتها حاجبها بتعجب شديد فهى لا تفهم شيء ،بينما نظرت لها عمتها بعدم فهم!...لينظروا لداوود وهم منتظرين حديثه ،بينما هو وقف آمامهم وعلى وجهه القسوة الممزوجة بالغضب ليبدأ حديثه.
...............................
في الملهى الليلي:
في غرفة ما بها كريم:

سمر بتعجب: انتَ ازاي عرفت....؟...

وكادت أن تكمل حديثها ،ولكن قاطع حديثها صوت إقتراب أقدام شخص يقترب منها...هل هشام؟
فرغت شفتيها وهى ناظرة لأسفل الباب الظاهر منه خيال الأقدام! ،ثم نهضت من مكانها سريعاً وتوجهت إلى الباب بخطواتٍ بطيئة جداً...بملامحها المليئة بالجمود ،مازال لا يوجد أي مشاعر ظاهرة على وجهها!

وكأنه ميت! ،ثم رأت أُكرة الباب وهى تتحرك بسرعة وقسوة..وكأن أحداً خارج الغرفة يريدُ أن يقوم بكسرها من كثرة الضغط عليها ،بينما اعتدل كريم في جلسته بصعوبة..ليرفع وجهه ناحية الباب وهو يرى سمر وهى مازالت واقفة

ليعقد حاجبيه بتعجب فمن سيأتي له في ذلك الوقت سوى هشام؟ ،لتقترب سمر من الباب..حتى وضعت رأسها عليه بإحدى وجنتيها الملتصقة به ،ثم استمعت لصوت ليلى من الخارج بعدما تركت أَكرة الباب وهى تقول...

ليلى بتأفف: مش عايز يفتح ليه! ...
ثم أخرجت ليلى تنهيدة نفاذ صبر لتضع يدها على جبهتها..ويدها الأخرى في خصرها وهى تكمل بعدما تذكرت: نسيت آخد المفتاح.

ثم انزلت يديها بنفاذ صبر ،بينما أنزلت سمر رأسها للأسفل وهى مازالت واقفة..لترى خيال أقدام ليلى وهى تبتعد عن الغرفة ،ثم وضعت يدها على صدرها بعدما رحلت..لتبتعد خطوتين للخلف.

كريم بجدية: أنا رأيي تمشي دلوقتي ،عشان مايحصلش مشاكل.
استدارت اليه سمر سريعاً بعدما قال كلماته ،لتقترب خطوة وهى تقول ..
سمر بجمود: ماتقلقش ،انت هتخرج بكره...

ثم انحنت على احدى ركبتيها بعدما اصبحت امامه مباشرة..لينظر لعينيها الثابتة وهى تكمل: كنت همشيك النهاردة ، لكن الظاهر ليلى هتعرف كل جاجة.

أرجع كريم ظهره للخلف..ليدير رأسه للناحية الأخرى بضيق، فهو يحدثها عن حالتها وأن هشام في أي لحظة سيعلم خيانتها للمرة الثانية..وماذا تفعل هى ؟ ،تعطيه رداً على حالته هو.

لتميل برأسها قليلاً على احدى كتفيها وهى تقول بابتسامة هادئة على ملامحها الثابتة!
سمر بابتسامة: مش شيء غريب؟
أدار وجهه اليها بملامحه الوسيمة ،ولكنه لا يرتدي نظارته الطبية..لينظر لعينيها ويفهم ماتريد قوله!

ثم ابتسم بسخرية لينظر للأسفل وهو يقول: آه على إني جيت هنا عشان أخرَج زمرد..وفي الآخر انا اللي اتحبست مش كدة؟...
تحولت ابتسامة سمر لابتسامة رقيقة..لتخرج تنهيدة صغيرة ساخرة ،بينما هو ابتسم بسخرية ممزوجة بضحكة خفيفة

ليرفع عينيه الى عينيها الناظرة له بملامحها الجميلة جدا..ما دقات القلب تلك؟ التي تحدث له ،لما يشعر بذلك الان؟!...انه شعور غريب جداً يجتاحه ،وكأنه يغرق في عينيها ،ثم اكمل بابتسامة هادئة: لكن هخرج.

اعتدلت سمر في جلستها وهى تقول: بكره هتكون خرجت..اوعدك ،لكن...
رفعت وجهها وهى ناظرة له بابتسامة بعينيها البنية الفاتنة لتكمل: جميل إن عندك أمل..انت وزمرد نفس الحاجة مشتركة بينكم...

ثم تغيرت ملامحها للجدية التامة..بعينيها التي شردت قليلاً ،فلِما ليست لديها أي أمل في تلك الحياة..وهذا ماجعلها في ذلك البؤس المميت!

لتكمل وهى شاردة بصوتها الرقيق: عكسي..نهايتي هنا مع هشام وبس.
ثم نهضت من مكانها لتقف سريعاً وكادت أن تبتعد بخطواتها ،تعلم جيداً ماذا ستكون نهايتها..إما أن تقتل هشام أو...هو من سيقتلها!

امسكها كريم سريعاً من يدها الصغيرة لتقف في مكانها ،لتراه ناظراً لها بعينيه التي تنظر لها وكأن بها لمعة..هل أعجب بها؟ ،شعر برجفة يده عندما لمس يدها الصغيرة الرقيقة جداً..بالاضافة لشعوره بدقات قلبه المسرعة..وكأنه كان يسرع في خطواته كيلو مترات!

كريم مسرعاً : تقصدي ايه بكلامك؟
نظرت لعينيه بهدوء...فهى لا تشعر بأي شيء تجاهه ،ولا حتى دقات قلب..هى ليست على قيد الحياة كي تشعر بقلبها أو أي شيئٍ آخر! ،لقد قُتلت هنا...فبأي شيءٍ ستشعر به؟

سمر بجمود: انت شبه زمرد جداً..نفس فضولها!،
انزل كريم يده..ليترك يدها وهو ناظراً لها ، ثم نظر لناحية أخرى ولم يحرك وجهه أنشاً واحداً، ثم اكملت بجدية: استناني هجيلك بكره أخرجك.
ثم تركته وتوجهت للخارج بعدما فتحت الباب واغلقته خلفها بالمفتاح

بينما هو اعتدل في جلسته لينظر آمامه..ماتلك المشاعر التي تتحرك فور رؤيته لها لأولِ مرة! ،كيف أوقعته هكذا..لا يعقل أن توقعه فتاة في أول مرة بهذا الشكل!
...........................
وفي دار الأيتام
في غرفة الخادمات:

انتفضوا من مكانهم ليبتعدوا عن بعضهم وهم ناظرين للباب الذي ارتطم...ليروا سهير واقفة آمامهم بملامحها المليئة بالغضب العارم!!
ثم نهضت خديجة سريعاً من مكانها بصدرها الذس يعلو ويهبط بخوفٍ كبير وهى تقول: سهير هانم!

ابتسمت سهير ابتسامة ساخرة بجوار شفتيها بنصف قوس..وعلى ملامحها القوة والثبات ،لتسير بخطواتها بهدوء تام!...بينما نهضت أفنان من مكانها وهى ناظرة للأرض بقلقٍ وخوف

سهير بابتسامة ثابتة: سهير هانم!..دة انتِ اللي هانم يا خديجة.
انهت كلماتها لتقف آمام خديجة وهى رافعة رأسها للأعلى بغرور ،فهذا هو الهدوء قبل العاصفة المُميتة!

لتختبيء أفنان بخوف خلف خديجة..خوف؟ ،نعم خوفاً من أن تفعل بها سهير شيئاً..بالطبع ستفعل بها السوء
خديجة مسرعة بتوتر: هو أنا عملت حاجة..غلط!؟

اخذت سهير نفساٌ عميقاٌ لتعتدل في وقفتها ،ثم ادارت وجهها للناحية الاخرى وهى تقول بابتسامة ثقة: لا!...
ثم عاودت النظر لخديجة من جديد بابتسامة خبيثة: خبيتي عليا اللي حصل ،....

لتتحول ملامحها للجمود بعدما اقتربت خطوة واحدة من خديجة..كاشارة جسدية بالسيطرة على الطرف الاخر في ذلك الموقف ،لتكمل بعينين ثابتتين: تميم اشتراكي بكام؟..ولا البنت دي دفعتلك كام؟

قالت سؤالها الاخير عندما ألقت نظرة مليئة بالاستحقار على أفنان ،ثم اكملت بهدوء ونبرة خبيثة: ردي عليا...
نظرت خديجة للأرض وهى خائفة من رد فعلها الذي لم يحن وقت اظهاره بعد!..بينما تشبثت أفنان بملابس خديجة من الخلف كالطفلة تماماً!

ثم اكملت سهير بصوت مرتفعٍ صارم مليئاً بالقسوة وهى ناظرة لخديجة..تريد أن تخلع رأسها عن جسدها: يعني ايه ماتقوليش اللي حصل هنا!!؟
انتفضت أفنان على صوتها...وهى تخرج صوت تنهيداتها المرتجفة..الخائفة! ،بينما اغمضت خديجة عينيها سريعاً تأثراً بصوتها القاسي

لتفتحهما سريعاً...لترفع نظراتها الى سهير وهى تقول بتردد: سهير هانم...صدقيني كنت..، كنت همنعه بس انتِ جيتي ونادتيني و....
سهير مقاطعة بصوت مرتفع : اسكتي!!
ثم ازاحتها جانباً..لتتفاجأ أفنان بصفعة قوية..قاسيةً على وجهها! ،لترتمي على السرير..على أثر الصفعة

ثم وضعت يدها على احدى وجنتيها..التي تشعر بالالم الشديد منها ،بينما كادت أن تقترب خديجة من أفنان سريعاً كي تراها وهى تقول بقلق...
خديجة مسرعة: حرام عليكي سبيها.
اوقفتها سهير...عندما رفعت يدها آمام خديجة كي تمنعها من الذهاب الى أفنان وهى تقول بقسوة وعينين مليئتين بالشر!

سهير بقسوة: اياكي تدخلي، لو عايزة تفضلي في شغلك وماتترميش في الشارع!
وقفت خديحة في مكانها...وهى ناظرة لأفنان بقلبها الذي ينهش بها ألماً ،ثم نظرت لسهير من جديد...ولكن مهلاً! ،لقد توقفت في مكانها لم تذهب اليها؟!

لترجع خديجة خطوة للخلف..وهى ناظرة للأرض بأسىٰ وطاعة ،بينما أدارت سهير وجهها لأفنان..وعلى وجهها الاستقزاز والقسوة..وكأنها تريد قتلها ،لتنهمر دموع أفنان على وجنتيها ببكاءٍ وأسى بدون صوت!

ثم شعرت بيد سهير التي جذبتها من خصيلات شعرها لترفع رأسها للأعلى بألم وهى تقول...
سهير بقسوة :فضلتي تلفي حوالين ابني..وفي الاخر ايه؟ ها؟
انهمرت دموع افنان بحزن كبير وبكاء على حالها ذلك ،ثم اكملت سهير بصرامة: وعارفة مين اللي قالتلي عنك؟

تحولت ملامح افنان للخوف..لتدير وجهها لسهير ،تنتظر الاجابة..لتبتسم سهير بخبث عندما اقتربت من احدى أُذني أفنان وهى تكمل: ريناد..
فرغت أفنان شفتيها قليلاً وهى ناظرة آمامها بوجنتيها وعينيها اللتان من اللون الوردي

لا تصدق أن صديقتها ابلغت عنها بكل تلك السهولة! ،لتكمل سهير بابتسامة ثقة: دة يعلمك درس كبير!، مش كدة؟
ظلت ناظرة آمامها وهى مازالت في وضع الصدمة..على وجهها تلك الدهشة الكبرى!

لقد طعنتها صديقتها من خلفها بسهولة..من أجل أوراقٍ نقدية؟! ،ثم دخلت ٣ فتيات وهن يسرعون ناحية سهير لتقول واحدة منهم: سهير هانم.
اعتدلت سهير في وقفتها بعدما تركت شعر أفنان بقسوة...لتتحرك عيني أفنان في كل انشٍ امامها في تلك الغرفة!

سهير بغضب: في ايه؟
اخذت الفتاة انفاسها لتعتدل في وقفتها وهى تقول: عمار وصل دلوقتي ومستنيكي.
اخرجت سهير تنهيدة اختناق ،لتعتدل في وقفتها وهى بتلك الفخامة..لترفع رأسها للأعلى وهى متوجهه ناحية الباب وهى تقول...

سهير بنبرة ثبات: انا جاية ،وخدوا البنت دي احبسوها في البدروم.
نظروا الفتيات لبعضهن بعدم فهم! ،فلماذا سيقومون بسجنها؟...ولكنهم لا يستطيعون ان يعصوا اوامرها ،فهى مديرتهم...ليتوجهوا اليها وامسكوها برفق متوجهين بها للخارج

اما هى..كأنها في عالمٍ آخر! ،صديقتها طعنتها في ظهرها..وذلك الذي كذب عليها بمشاعره التي هى ليست لها وجود! اعتقاداً منها بذلك!!
والان ستُسجن بسببهم هم الاثنين! ،بينما خديجة ناظرة لها بحزنٍ فماذا ستفعل لها بعدما كُشف كل شيء!!؟
..........................
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي