الفصل 17

بدأ عرض الإعلان بعد لحظات، وشعر ويليام بالتوتر وهو يرى أنجيل، جميلة جدا كما اعتاد هو دوما رؤيتها، هو وحده، لكن هذه المرة ملايين الناس سيشاهدون جمالها، ابتسامتها عيونها، منحياتها اللطيفة، التي كانت تخصه وحده.

شعور عميق بالمرارة تصاعد داخله، هو لا يريد أن يرى غيره جمالها.

الغيرة، هذا الشعور الذي لم يجربه أبدا عندما كانت معه، ها قد بدأ يتغلغل عميقا في قلبه، لكنه ليس متأكدا، كيف ستكون غيرته؟ هل ستكون قوية لتدفعه للتصرف بجنون؟ أم أنه سيتحكم في نفسه؟

تألمت روز وهي ترى لمعان عينيه، بينما دمعت عيون كريستينا وهمست:
_ صغيرتي الجميلة إنها فاتنة حقا.

وافقها جورج بابتسامة رضا قائلا:
_ أجل الإعلان حقق هدفه، لأنها تعلم جيدا ما تفعله، لقد تميزت أكثر من غيرها ونجحت كمخرجة وممثلة.

واصلوا عشاءهم في صمت وفي النهاية غادر ويليام رفقة روز.

في ذلك الوقت أنجيل كانت تدفن وجهها في الوسادة. بينما دييغو وساندي حائران، كانت في مزاج جيد هذا الصباح.

تساءلت ساندي قائلة:
_ عزيزي دييغو، ألا تذكر حدوث شيء.

فكر بعمق ثم أجاب:
_ إنها هكذا منذ خرجت من الحمام، سمعتها تصرخ.

لم ترغب أنجيل في تذكر ذلك، بينما أصرت ساندي قائلة:
_ ألا تعلم لما كانت تصرخ؟

هز كتفيه بعدم معرفة قائلا:
_ كانت تتحدث مع ويل على الهاتف.


أخذت ساندي هاتف الفندق وطلبت منهم إحضار الطعام إلى الغرفة.

ثم شغلت التلفاز لدييغو وتركته يشاهده، ثم اقتربت من أنجيل هامسة:
_ أخبريني ماذا حدث هل تشاجرتما؟

رفعت أنجيل نظرها إليها، ثم تأكدت أن دييغو لا يسمع وأجابت:
_ لقد شغلت الكاميرا دون قصد، وهو رآني، هذا فظيع.

تنحنحت ساندي محاولة كتم ضحكتها لكنها لم تستطع.

رمقتها أنجيل بغضب وقالت:
_ الأمر محرج، وليس مضحكا إطلاقا.

ضحكت ثم تمالكت نفسها وأجابت:
_ لا تفكري كثيرا، لقد كانت حادثة ولم تقصدي، ثم إنه من المؤكد أنه رآك كثيرا من قبل لذا لا مشكلة.

كرهت أنجيل سماع ذلك وقالت:
_ في الماضي كنت زوجته، لكنني لست كذلك بعد الآن، أنا أهنت نفسي.

ربتت على كتفها قائلة:
_ لكن مؤكد أن الأمر كان سيكون أسوأ لو أن المتصل كان رجلا آخر ألا تظنين، فرانس مثلا، لقد اتصل بك كثيرا في الأيام السابقة.


قالت أنجيل بتوتر:
_ حسنا أنت محقة من الجيد أنه ويليام وليس رجلا آخر، لكن سأكون حذرة من الآن فصاعدا، كما أنني لا أريده أن يعتقد أنني تعمدت فعل ذلك سأوضح له الأمر عند عودتي.

تعاطفت معها مساعدتها وقالت:
_ لست في حاجة لتوضيح أي شيء، هو يعرفك جيدا فقط انسي الأمر وتصرفي على طبيعتك.

ابتسمت أنجيل لسماع ذلك، حقا ساندي ترفع من معنوياتها دائما.

تذكرت شيئا ثم قالت:
_ لقد اتصل ليذكرني بموعد عرض الإعلان لكن القنوات العارضة إيطالية، وهنا لا توجد سوى قنوات يونانية، أردت معرفة النتيجة الأولية التي حققها الإعلان.

زمت ساندي شفتيها وقالت:
_ أنت مهووسة بالعمل أليس كذلك؟ سنحصل على كل تلك الاحصاءات بمجرد عودتنا، نحن الآن في عطلة ويجب أن نستمتع.

انتبهت أنجيل إلى نفسها، ووافقت مساعدتها التي قالت:

_ هناك مربية ستعتني بدييغو خلال الأمسية، بينما نحن سنحظى بجلسة تدليك، وعناية بالبشرة لقد حجزت قبل ساعتين.

ضحكت أنجيل قائلة:
_ هل تريدين أن أتعرض للإفلاس؟

ابتسمت ساندي قائلة:
_ سأكون صريحة أنت دعوتني لمرافقتك، لذلك سأستمتع بكل ما هو متاح بما أنك من ستدفعين.

راقبتها أنجيل تغادر أولا، إنها تعلم جيدا أن ساندي عاشت مراهقة صعبة، وربما طفولتها أيضا، إنها تذكرها بنفسها عندما كانت تعيش مع والدتها، ساندي مثلها حرمت من الكثير من الأشياء الجميلة لذلك، ستبذل جهدها لتعويض صديقتها الوحيدة طالما هي قادرة على ذلك.


احتضنت دييغو بحب وطلبت منه البقاء هادئا، إلى حين عودتها، وفي طريقهما إلى مركز التدليك تفاجأت أنجيل بتلقي اتصال من ريبيكا.
لقد مر وقت طويل كما أنها ما تزال غاضبة بسبب ما فعلته معها.


أجابت بضيق لتقول ريبيكا:
_ اتصلت لأهنئك، بمناسبة نجاح الإعلان لقد بدوت رائعة.

ترددت أنجيل وهي تشكرها،ثم سألتها ريبيكا:
_ أنت غاضبة مني بسبب ما حدث؟

تنهدت أنجيل بعمق وأجابت:
_ صحيح، لقد جرحتِ مشاعري، وسببت القلق لأبي وأمي وويليام لقد اعتبرناك فردا من العائلة لكنك.

تفاجأت عندما سمعتها تقول:
_ أنا آسفة، لم يكن هذا قصدي مما فعلته، أنجيل لقد مررت بتجربتك نفسها، قبل ست سنوات أدرك تماما الصعوبات التي تواجه المرأة بعد الانفصال، ما فعلته كان نابعا عن حبي لك، أنت صديقتي الوحيدة، أنا أعلم تماما ما سيؤول إليه الأمر، لذلك أردت تنبيهك.

ردت أنجيل:
_ أقدر ذلك، لكن أنا واثقة أن عائلتي تحبني، هم لن يبعدوني عن طفلي أبدا، ويليام لن يفعل لقد وعدني.

قاطعتها ريبيكا قائلة:
_ زوجي السابق وعدني بذلك أيضا، قال أنه سيبقي الطفلة معه ويعتني بها بدلا مني، وقال أنه بذلك سيمنحني الفرصة لأبدأ حياة جديدة، حسنا لقد نجحت فعلا، لكنه في النهاية أبعد الطفلة عني، هي لا تحبني الآن بل تفضل زوجة أبيها عليّ، ذلك الوغد استغل غيابي وجعل ابنتي تتعلق بامرأة أخرى لقد تأخر الوقت حتى أدركت ذلك وأنا نادمة حقا لأنني صدقته، تمنيت لو أنني أبقيت ابنتي معي.

تعاطفت أنجيل معها إنه شعور مؤلم حقا، هي لا تستطيع تخيل أن دييغو يحب امرأة غيرها لاسيما روز.

فكرت للحظات ثم أجابت:
_ ريبيكا، أنا أعتبرك صديقة مهمة طالما كنت معي، وشاركتك حياتي وأسراري، أنا لست حاقدة عليكِ، أنا أتفهم قلقك علي الناتج عن تجربتك القاسية، لكن صدقيني لن يتكرر الأمر معي، لأنني مختلفة عنكِ وويليام أيضا مختلف عن زوجك السابق.

أصغت إليها ريبيكا ثم قالت:
_ أنت مخطئة ويليام ليس مختلفا، كل الرجال متشابهون بمجرد أن ينفصل عنك، يرغب في محو كل شيء قديم صدقيني، هو لن يرغب في بقاء أي أثر لك، سيعمل على إبعادك، خاصة أنه الآن يحظى بدعم والديه. أولئك اللذيْن يدعيان أنهما يحبانك استغلا غيابك لاستضافة روز وويليام في منزلهما، ما أقوله هذه المرة ليس كذبا، إن كانوا يملكون الشجاعة سيعترفون بذلك ولن ينفوا الأمر، أريدك أن تري الأمور على حقيقتها.


تألمت أنجيل وهي تسمع ذلك، التزمت الصمت للحظات ثم أضافت ريبيكا:
_ آسفة لجرحك، بينما أنت حامل أخشى أن يؤثر ذلك عليك.

توترت أنجيل وقالت:
_ لا لست حاملا.

استغربت ريبيكا لتضيف:
_ لقد كان خطأ في التشخيص، وأدركت أنني لست حاملا لحسن الحظ، أنا مضطرة لإنهاء المكالمة.


أنهت المكالمة على الفور، تطلعت إليها ساندي وقلقت وهي ترى عينيها تدمعان.

أمسكت كتفها بينما همست أنجيل:
_ ريبيكا، قالت أن ويليام ذهب رفقة روز إلى منزل عائلته، بناء على طلب والديه، هل تفهمين معنى ذلك؟ وجودي يزعجهم وأنا هو المانع الوحيد لسعادتهم.

تعاطفت ساندي معها، وقررت الرفع من معنوياتها قائلة:
_ ولكن أين المشكلة في ذلك؟

نظرت إليها أنجيل بعدم فهم لتقول:
_ أنت انفصلت عن ويليام، لديك المال والشهرة والمكانة الإجتماعية، لم تعودي في حاجة إلى تلك العائلة أساسا أنت امرأة بالغة، ويمكنك العناية بطفلك ويمكنك الحصول على منزل إذا أردتِ، أنت ستتركينهم عاجلا أم آجلا، عندما تقررين بدأ حياة جديدة، عندما تجدين الرجل المناسب وتتزوجين، وطبعا دييغو سيعيش معك،لأنك ستأخذين حق الحضانة.
ويليام سيكون حرا وأنت كذلك لست طفلة لتحزني إن هم تخلوا عنكِ، أتعلمين؟ أقترح أن تبادري أنتِ بالرحيل عنهم وأثبتي لهم أنك لا تهتمين لهم.


ابتسمت أنجيل بحزن، طريقة تفكير ساندي المتمردة تفاجئها دائما وجهة نظرهما للأمور مختلفة تماما، وساندي دائما تنظر بشكل إيجابي عليها تعلم ذلك منها الواقع أن معظم كلامها كان صحيحا، إلا شيء واحد، إنها تحب والدي ويليام كثيرا، وتؤمن أنهما يحبانها، وهما الآن ممزقان بينها وبين سعادة ابنهما وهي تقدر مراعاتهما لها، وأنهما استقبلا روز في غيابها، الأمر كان ليكون أصعب لو أنها كانت موجودة هناك، لترى ويليام رفقة حبيبته، ربما حقا عليها التفكير في الانتقال إلى مكان آخر وفي أسرع وقت.

تفاجأت ساندي وهي ترى البهجة واضحة على وجه رئيستها وقالت:
_ أتعلمين ؟نحن في عطلة، لننسى كل شيء ونستمتع.

ابتسمت ساندي واحتضنتها قائلة:
_ أنجيل، مع أنك تمنحين انطباعا خارجيا بأنك مترددة وضعيفة، لكنك في الواقع امرأة قوية ورائعة أنا سعيدة للعمل معك.

ضحكت أنجيل قائلة:
_ هل تحاولين مجاملتي لأدفع لك المزيد من المال لتستمتعي؟

ضحكت كلتاهما وحظيتا بوقت ممتع، واسترخت أنجيل بعد جلست التدليك والعناية بالبشرة.

في ذلك الوقت ويليام كان جالسا في غرفة المعيشة، يحتسي شرابا لعل ذلك يخفف من ألم قلبه، إنه الآن يكره نفسه لإدراكه كم كان تصرفه غبيا لقد تسرع ولم يمنح لزواجه فرصة، لكن ما باليد حيلة زوجته شاركته الغباء نفسه، واستمرت في الهرب منه كلما حاول الحديث معها هي لم تترك له مجالا، غضبه كان يزداد مع كل مرة تتركه في منتصف الحديث، وهي لم تكن متعاونة أبدا، ربما هي من ملت منه وفعلت المستحيل لتدفعه لتركها وتظهر في مظهر الضحية وتكسب التعاطف، من الجيد أنها الآن في مكان بعيد جدا عنهوإلا كان سيخنقها بيديه.

انتبهت روز إلى مزاجه السيء، إنها تدرك تماما أنه تأثر برؤية ذلك الإعلان وأنه يحن إلى زوجته، جلست إلى جانبه قائلة:
_ ويليام، لقد بدوت غريبا منذ أن كنا في الشركة ما الأمر؟

أحنى رأسه وهو يقول:
_ أنا آسف.

مدت ذراعها تحيط كتفيه وهمست:
_ على ماذا؟

سمعت تنهيدة حزينة وهو يجيب:
_ لقد وجدت أنني متعلق بأنجيل، أنا ما زلت أحبها.

أسندت رأسها إليه قائلة:
_ ربما أنت متعلق بها لكنك لا تحبها لا يمكنني اعتبار ما بينكما حبا، وإلا لما استطعت الابتعاد عنها علاقتكما كانت فاشلة تلك هي الحقيقة.

لم يعلق على كلامها بينما أضافت:
_ الوقت كفيل بإنهاء تعلقك بها كما أنهى زواجكما.

فكر بعمق، تلك كانت محاولة يائسة منه ليخبرها أن تدعه وشأنه وأنه غير راغب في الاستمرار معها وقال:
_ لقد وجدت أنني أقارنك بها في كل شيء، خاصة عندما قبلتني اليوم الأمر كان مختلفا تماما، لقد بدوت خبيرة جدالدرجة أنني تساءلت عن ماضيك.

توترت للحظات ثم همست:
_ تفكيرك خاطئ، إن استمريت على هذا النحو، فأنت لن تنجح في حياتك العاطفية أبدا.

تساءل عن قصدها لتضيف:
_ لماذا تركت أنجيل إذا كنت تبحث عن نسخة مماثلة لها وأنت تعلم أن الأمر سيكرر نفسه وستفشل مجددا؟

أدرك أنها محقة بينما قالت:
_ شعورك كان مختلفا معي ببساطة لأنني لست هي، أنا مختلفة أنا امرأة أخرى، وبخصوص ماضيّ لن أجيبك، ستعرف الإجابة مع الأيام.

قالت ذلك ثم انسحبت بهدوء تاركة إياه يغرق في دوامة من التساؤلات، إنه يكره الاعتراف بذلك لكنها محقة، لم ينجح الأمر مع أنجيل، ومن الخطأ أن يبحث عمن تشبهها لكن حتى مع ذلك هو ما زال يشتاق إليها، حتى مع فشلهما ما زال يريدها قربه.


في اليوم التالي، سرت أنجيل بالسباحة مع كل من ساندي ودييغو لقد حظوا بوقت ممتع.

وأصر دييغو على التقاط صور رفقة والدته، مع أنها شعرت بالإحراج وهي ترتدي ملابس السباحة لكن كما قالت ساندي هي لم تكن الوحيدة، وهذا سهل الأمر عليها.

ساندي نفسها بدت كطفلة صغيرة، ربما هي المرة الأولى لها في رحلة مماثلة ،من الجيد أنها أحضرتها خاصة أنها تتفق بشكل جميل مع دييغو.

جلست تحت المظلة تراقبهما، هذا يعيد إليها بعض الذكريات من شهر العسل مع ويليام.
تلك كانت رحلتها الأولى، ورأت الكثير من الأشياء الجديدة، وقد كان صبورا وهو يعلمها السباحة مع أن خوفها كان مبالغا فيه وكانت تتمسك به كثيرا.

احمر وجهها للحظات ذلك الوقح كان يستغل خوفها ليلمسها، إنها تشتعل غضبا كلما تذكرت ما حدث بالأمس.

استفاقت عندما ناداها دييغو لتنضم إليهما، طفلها الجميل، الذي يشبه زوجها السابق الوقح، ليته كان يشبهها هي بدلا من ذلك.


بعد أيام انتهت عطلة أنجيل لتعود أخيرا إلى عملها الإعلان حقق نجاحا باهرا أكثر من المتوقع بكثير، وقد شهد المنتج إقبالا كبيرا فور طرحه.

الصحافة والمجلات تحدثوا عنها وعن موهبتها في التمثيل والإخراج وأنها قامت بعمل استثنائي.


دخلت الشركة وهي سارحة تماما، لقد بذلت جهدها لتبدو طبيعية أمام والدي ويليام، ولم تظهر أبدا أنها تعلم بذلك العشاء، ستنسحب ببطء عندما يحين الوقت كي لا يشعرا بالذنب.

انتبهت عندما قابلت فرانس، صافحها بحرارة قائلا:
_ مبارك لك على النجاح الذي حققته.

ابتسمت له وأجابت:
_ شكرا جزيلا لك.

توترت وهي ترى نظراته المركزة عليها وقال بإعجاب واضح:
_ تبدين متألقة الفستان يناسبك تماما، إنه أفضل بكثير من ملابسك المعتادة.


توردت وجنتاها بينما أضاف:
_ والعدسات أفضل من النظارة بكثير، إنه تغيير مدهش.

سحبت يدها منه وهي تشعر بالخجل وتركته بحجة أن لديها اجتماعا.

أسرعت ناحية المصعد وقد أدركت أن نظرات الموظفين لها قد تغيرت عن السابق، حتى أن بعضهم قام بتحيتها وتهنئتها، هل كل ذلك بسبب التغيير في مظهرها؟ صونيا محقة، المظهر مهم جدا.

اتجهت ناحية المصعد لتصطدم بويليام، تطلع كل منهما إلى الآخر. لكن سرعان ما شعرت بالغضب وهي تتذكر ما فعله، لذلك تجاهلته تماما عندما ألقى عليها التحية ودخلت المصعد قبله.

تصرفها لم يرق له خاصة أنهما متجهان إلى قاعة الاجتماع نفسها، استقل المصعد إلى جانبها.

بينما تجاهلته وتظاهرت بالعبث في هاتفها.

استرق النظر إليها وأدرك أنها لن تسامحه ببساطة، تردد للحظات وهو يتأمل مظهرها إنها تبدو رائعة.

ذلك جعله يغضب هو الآخر.، هل تستمتع بإيذائه بهذه الطريقة؟ كما لو أنها تقول لقد صرت أنيقة وأعتني بمظهري نكاية بك، مع أنه كان يهديها أغلى الثياب والمجوهرات، لكنها كانت ترفض كل محاولاته للتقرب منها.

ضغط على قبضته للحظات محاولا السيطرة على غضبه، وصدمت عندما مد يده وقرص وجنتها بشدة.

التفتت إليه بغضب وشعر بالتسلية وهو يرى احمرار وجنتها.

تحسست وجنتاها قائلة:
_ ماذا تظن نفسك فاعلا؟

ابتسم بسخرية قائلا:
_ لا شيء، فقط كنت أعاقبك.

شعرت أنها تكرهه وأضاف:
_ لأنك كنت مهملة وارتكبت ذلك الخطأ خلال مكالمتنا.

شعرت بالإحراج، إنها تكره هذا الجانب منه تحديدا، هكذا كان يضايقها دائما.

لكن الوضع هذه المرة كان مختلفا، فهو كان المخطئ لأنه استرق النظر إليها والنتيجة.

صدم عندما صفعته بقوة قائلة:
_ وهذا عقابك على وقاحتك، من الآن فصاعدا لا تنظر إلى ما هو ليس من حقك.

كان على وشك الانقضاض عليها عندما فتح باب المصعد

رمق كل منهما الآخر بعدائية وخرجا.

الاجتماع كان ناجحا وسرت أنجيل وهي تتلقى عبارات التقدير من المدراء الآخرين وفي النهاية لقد أصروا عليها لتأخذ أجر الممثلة إضافة إلى أجر المخرج رغم معارضتها.

بعد انتهاء الاجتماع غادرت أولا كي لا يلحق بها ويليام، إنها المرة الأولى التي تراه فيها غاضبا هكذا، خاصة أن أصابعها قد طبعت على وجنته.

والجميع لاحظوا ذلك، ولاحظوا احمرار وجنتها هي الأخرى مؤكد أن كثيرا من الإشاعات سوف تثار.

لكنه هو الملوم في ذلك مضايقته لها كانت واضحة وقد استحق ما فعلته معه.

جلست في مكتبها محاولة التركيز على عملها، عندما طرق الباب ودخل شخص ما لم تتعرف عليه.

لقد بدا شابا متمردا من نظرته الساخرة، وانزعجت كونه جلس دون إذن منها.

تطلعت إليه بعدم فهم بينما قال:
_ مكتب جميل وثروة كبيرة وشهرة أيضا النوع المفضل لديّ، أنت مفيدة جدا لعملي أيتها السيدة.

أدركت أنه من النوع الذي يسبب المشاكل وردت:
_ أيا كان عملك، من الواضح أنك مخطئ، ولا علاقة لي بأمثالك.

أطلق ضحكة ساخرة وقال:
_ أنا صحفي وأنت مادة دسمة لمقالاتي، ولأكون أكثر دقة أنا صحفي فضائح.

فكرت للحظات ثم قالت:
_ آه، الباباراتزي لم أواجه مشكلة معهم من قبل ولن أواجه أبدا في حياتي، أتعلم لماذا؟ لأنني لا أتسبب لنفسي بالفضائح آسفة لأن قدومك كان مضيعة للوقت.

أخرج ظرفا ووضعه أمامها قائلا:
_ إدفعي، أو تحملي النتائج.

حاولت أن تكون حذرة وردت:
_ لن أدفع بغض النظر عن محتوى هذا الظرف.

ضحك قائلا:
_ لقد تكبدت عناء اللحاق بك إلى سانتوريني وقد حصلت على بعض الصور الجميلة.

فتح الظرف وأخرج الصور، تفحصتها للحظات،
إنها صورها بملابس السباحة، رفقة دييغو وساندي.

رفعت نظرها إليه وقالت:
_ وأين الفضيحة التي تراها في هذه الصور؟

بدا غير متأكد من ردة فعلها، لقد أخبروه أنها سيدة محتشمة وستخاف من انتشار مثل هذه الصور لها لكن!

تردد للحظات ثم قال:
_ أنت، مظهرك هو الفضيحة، أنت لست محتشمة.

شعرت برغبة في صفعه هو الآخر وأرته إحدى الصور قائلة:
_ انظر جيدا، هل أنا هي الوحيدة التي ترتدي ملابس السباحة؟ الجميع يفعل، حتى أن ملابسي محتشمة مقارنة بالبقية، ثم أنا أرتديها في الشاطئ وليس في مكان عام، الفضيحة الوحيدة هي طريقة تفكيرك المتخلفة، أعتقد أنك ستجني ارباحا كبيرة إن كتبت عنها في صحيفتك بدلا من مضايقتي.


شعر أنه قد تمت السخرية منه وتلك الرحلة كانت بلا فائدة، لذلك حاول مجددا:
_ هل أنت واثقة أنك لا تمانعين نشرها؟

أصرت على رأيها مع أنها تكره أن يراها الآخرون هكذا، لاسيما في الصحف الصفراء لكنها لا تعتبر ذلك خطأ، وساندي وضحت لها الأمر. ثم إنه لا شيء يضمن عدم نشرها حتى لو دفعت له وقد يستمر في تهديدها وامتصاص أموالها وهي ترفض ذلك، يجب ألا تظهر قلقها.


تجاهلها وأخذ الصور ثم خرج بعصبية، ليصطدم بساندي التي كانت تسترق السمع وقد شعرت بالقلق على رئيستها وقالت:
_ لا أريدك أن تنشر الصور سأدفع لك، هل يمكنك مرافقتي؟

شعر بالسرور وهو يسمع ذلك وذهب رفقتها واتجها مباشرة إلى مكتب ويليام.

ساندي دخلت أولا وشرحت له ما حدث وقد غضب كثيرا وأمرها بالذهاب أولا بينما هو يتولى التصرف.

دخل الصحفي المكتب وهو يشعر بالسرور لكنه صدم عندما أمسكه ويليام من ياقة قميصه بشدة وقال:
_ كيف تجرؤ على تهديد زوجتي؟

ابتلع ريقه بصعوبة وهو يقول:
_ زوجتك! لكنني سمعت أنكما انفصلتما!

قاطعه ويليام قائلا:
_ هذا ليس من شأنك أتعلم بإشارة واحدة، أستطيع جعلك تختفي أنت وجريدتك وكل ما يخصك، أنت تعبث مع الأشخاص الخطأ.


أدرك أنه ورط نفسه في شيء كبير هذه المرة وقال معترفا:
_ آسف، لكن هناك من اتصل بي وأخبرني أنني سأجني الكثير إن هددت زوجتك بصورها لكنها بدت غير مهتمة ورفضت الدفع.

شعر أنه على وشك الاختناق، بينما تساءل ويليام عن هوية الشخص الذي يريد إيذاء أنجيل، لكنه لن يقبل أبدا أن تظهر صورها في صحف الفضائح.

أفلته محذرا:
_ إليك التالي، ستسلمني كل الصور التي بحوزتك وسأمنحك مهمة أخرى إذا أردت المال.

تفاجأ الصحفي بينما أضاف ويليام:
_ أريد معرفة هوية الشخص الذي اتصل بك.

تردد للحظات ثم قال:
_ لقد كان صوت امرأة لكنني لم أقابلها أبدا أقسم لك.

أخذ منه ويليام الظرف وقال:
_ إن حاولت اللعب معي، ستندم طوال حياتك أؤكد لك، وستفعل المستحيل لمعرفة هوية المتصل، وإن نجحت سأكون سخيا معك هل تفهم؟

أومأ الصحفي الشاب برأسه وغادر، وهو يشعر بالامتنان لأنه لم يتجرأ وينشر الصور، من الواضح أن هذا الرجل سينتقم منه أشد انتقام إن ضايقه، وبحسب خبرته المتواضعة هناك من استعمله ليزيد الخلاف بين أولئك الاثنان.


زفر ويليام بعصبية وجلس على مكتبه يتفحص الصور. أنجيل وطفله الجميل، تلك الوقحة تجرأت على ارتداء ملابس السباحة التي أظهرت الكثير منها، لحسن الحظ أن ساندي اخبرته، لن يتحمل أبدا أن تنتشر صورها.

أخفى الظرف في درج مكتبه، وهو يتساءل من هي المرأة التي تريد إيذاء أنجيل، الوحيدة التي يمكن أن تخطر له هي ريبيكا، لكنه سمع أنهما تصالحتا إذا من قد تكون؟

أمضت أنجيل الأيام التالية وهي في مزاج جيد خاصة أن ذلك الصحفي لم يعد أبدا، وركزت في تلك الفترة على تعلم القيادة.

في ذلك الصباح دخل ويليام الشركة وانتبه إلى نظرات الموظفين الغريبة وتمكن من سماع وشوشاتهم.

عندما استقبله فرانس ونظرة أسف على وجهه وهو يقول:
_ ويليام أنا حقا حزين لما حدث، لا شك أن الأمر كان صعبا عليك.

رفع حاجبه مستفهما وسأله:
_ ماذا هناك؟ ما الذي تتحدث عنه؟

أدرك فرانس أنه لم يقرأ الخبر بعد، وقدم له الصحيفة ورأى ما كتب بالخط العريض لم يصدق وموجة من الإحباط والغضب والحزن ضربته "المخرجة أنجيلينا ماسترسون تجهض طفلها انتقاما من طليقها بعد أن هجرها".
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي