الفصل العشرون

نظرت إليه هاندا بحماس تومأ برأسها إيجابياً مردفة بمرح وصوت عالي :

- نعم هو كذلك، إذا أنتم أخي وأمي صدقتم ذلك هذا يعني أنني نجحت

أقتربت منها ساندرا مسرعة وعيناها متسعة بصدمه وغضب وقبضت على عنقها تخنقها برفق تستلقي بها على الأريكة وتشرف عليها بجسدها الممتلئ بعض الشيء مما سبب الإختناق لهاندا واخذت تصرخ بسامر لمساعدتها ولكنها رفض ذلك وأخذ يتابع ما يحدث بحنق من شقيقته التي ارعبت قلبه وقلب والدته لأجل مشهد تمثيلي مزيف سخيف، هتفت بها والدتها وهي تضربها برفق وحنق :

- اصرخي بعد هل تعلمين بماذا شعرت عندما رأيت بتلك الحالة؟ كادت قلوبنا أن تتوقف أيتها الغبيه

- أعتذر ولكن ابتعدي وانهضي عني ارجوك أنا أختنق هنا

هتفت بها بصعوبة وهي تحاول دفعها لأنها تشعر بالإختناق وكأن جسدها سينفجر من ضغط جسد والدتها عليه، نهضت ساندرا عنها وجليت بجوارها تلهث بشده وجسدها يتصبب عرقا ومازال ينتفض من الفزع اعتدلت هاندا ونظرت إليها لتجدها تقبض على يديها التي ترتعش بشده محاولة السيطرة عليها أقتربت منها وضمت يداها بين كفيها بحنان ووضعت رأسها على كتفها تهمس لها بحنان وهدوء :

- اهدئي أمي انظري أنا بخير لا شيء يدعي لكل هذا الخوف كان مجرد مشهد وكنت اؤديه وقت دخولكما لم التفت لكم ولم انهيه لأنني أردت رؤية مدى صدق تمثيلي

- أعلم طفلتي لكني تذكرت ما حدث لشقيقك قبل اختفائه ظننت أنني قد اخسرك كما خسرته لا يمكنني تحمل صدمة خسارة أحداً منكما مرة أخرى

اجابتها والدتها بحزن شديد وعيناها تفيضان بالدمع وبدأت في البكاء بصوت مرتفع وشهقات متقطعه فإقترب منها سامر على الفور يضمها بحنان وتبعته هاندا تزيد من ضمها ليرفع يامر ذراعه ويضم الإثنان معا هامساً لهما بحنان وحب :

- هاااي يا فتيات ما بكما؟ أنا هنا معكما وسأظل هنا ولن أبتعد أبداً أو ربما علي الزواج والذهاب من هنا حتى أشعر بأنني ذات أهمية

ضربته هاندا برفق فضحك بصخب لتضحكا معه ويضموا بعضهم البعض يستمدان القوه والصبر من بعضهم حتى يستطيعون الإستمرار والحياة بعد فقدان عمود المنزل والأب الروحي لهم، بلاااال

                               ***

صباح اليوم التالي أستيقظت أيلا تفتح عيناها بإرهاق تشعر بتورم عينيها وإلتهابها الحارق من مجرد فتحها تؤلمها بشده من كثرة بكائها طوال الليل بسبب حديثه الذي سقط على مسامعها كالصاعقة التي دمرت عالمها بالكامل، نهضت من الفراش بكسل وجسد متهالك اتجهت نحو خزاتها أخذت بعض الثياب التي تناسب الذهاب للجامعه ودلفت إلى المرحاض تأخذ حمام دافئ يساعدها على إراحة عضلاتها المشدوده بألم وخرجت إلى الصالة حالما انتهت من إستعدادها وارتداء ملابسها، أغلقت باب غرفتها وألتفت لتتفاجئ به مستيقظ ويجلس على الأريكة يغطي وجهه بكفيه منكس الرأس تقدمت من باب الشقه تنوي الخروج ليوقفها بصوته العميق فور أن شعر بأنها تغادر المنزل :

- أيلا توقفي أرجوك

- لماذا؟ ألم تنتهي أو مازال هناك ما تقوله للخوض في عرضي وشرفي؟.. 

أجابته وهي تلتفت إليه بحده وألم وتجمعت الدموع بعينيها بحسرة نهض من مكانه يطالعها بتعجب فماذا تقول هذه كيف يعني يمكنه الخوض بعرضها فعرضها هو عرضه هو حتى وإن حدث بينهما أكثر من ذلك ولو انفصلا للأبد لا يمكنه التفكير حتى بفعل ذلك تقدم منها ووقف أمامها يسألها بإستهجان غاضب :

- أخوض بعرضك؟! هل جننتي أيلا أم ماذا؟ لماذا تقولين هذا ما الذي فعلته لك حتى تفوهتي بهذا الكلام اللعين؟..

- أرى أنك أنت من نسيت ما تفوهت به من فمك اللعين ليلة أمس

هتفت بسخرية وإستنكار غاضبة بقوه، فإتسعت عيناه بغضب شديد ونهرها قائلاً بحده جاده لا تحمل النقاش :

- ألجمي قباحة لسانك فأنا لن أسمح لك بإهانتي

- وهل عليا أنا تحمل اهانتك وقباحة لسانك معي ووصفك لي بالعاه*ة

اتسعت عينا بلال بصدمة وهو لا يصدق ما تفوهت به الآن هل جنت أم أن الإنفصال عنه أثر على عقلها ولكن لما يؤثر فهي وجدت بديلاً له دون عناء هتفت لها بغضب حارق :

- ماذااااا؟! أناااا
أنا وصفتك بتلك الصفة البشعة اللعينه أم أنك تتهميني بذلك حتى تلهيني عن محاسبتك على علاقتك السريعه مع ذلك الصديق البغيض

- أناااا؟ هل نسيت ما تحدثت به وأنت ثمل وكيف عاملتني بقسوة؟ لقد تسببت في بكائي الليل بطوله أيها الوغد ألا تشعر بما تفعله بي كيف يدمرني؟

أجابته بغضب وهي تضربه لكمات متتالية على صدره وكتفه بغل بينما تهبط دموعها بألم تشهق باكيه بصوت ممزق يقتله ويمزق قلبه ألما عليها، قبض على يديها التي تسددان له الضربات يقيدهما بقوه ليجذبها إليه لتكون محاطه بذراعيه القوتين وهي يهتف بها بحنان يحاول تهدئتها يهمس لها معتذراً :

- آسف صغيرتي كنت ثملا لا أعي لما أتفوه به، لكن أقسم أنني لم أقصد كلامي الذي لا أتذكر منه أي شيء أقسم أن ما تفوهت به كان من غضبي وغيرتي عليك أكاد أجن من غيرتي عليكي حبيبتى أشعري بنيران قلبي أيلا فأنا اتمزق بين هوسي وعشقي لكي

بدأت تهدأ مقاومتها العنيفه له فإستغل الأمر وخفف من حدة قبضته حولها ولفها بين ذراعيه لتواجهه ويرى ملامح وجهها التي اشتاق للنظر إليها عن كثب فوجدها مغمضة العينين ودموعها تنساب على وجنتيها واحده تلو الأخرى دون توقف مال بوجهه لتلفحها أنفاسه الساخنه لترتعش شفتيها رغماً عنها بضعف ليبتسم بحنان فور ملاحظته لها وأخذ يلثم وجهها بقبلات خفيفه كرفرفة الفراشة يزيل دموعها التي تغرق وجهها الجميل بنعومة ودلال لا يليق إلا بها من ثم مرر إبهامه على شفتها السفلية برغبة وشغف ومال نحوها ولكنه لم يقبلها همس أمام شفتيها بحزن وألم تشعر بسخونة أنفاسه تحرق شفتيها ليتثاقل تنفسها ويضيق صدرها بضعف دلالة على إستجابتها الحاره له وتأثرها به حتى الآن :

- لقد رأيتكما أيلا رأيته كيف ينظر لكي رأيتك كيف تبتسمين له بوجنتان حمراوتان سمعت تصفيق أصدقائكم وما خرج من شائعات من أفواههم ولكن لم ينفي أحداً منكما أي شائعة منهم وكأن ما يقولونه حقيقياً وانتما مغرمان، لم أتحمل ذلك شربت حد الثمالة كنت أشعر بقلبي يتمزق وانفجرت الدماء بأوردتي من شدة غضبي بذلك الوقت لو ما أنني أعلم أنه من الممكت أن ألفت النظر إليكي وافتح علينا باب جنهم من كثرة التساؤلات كنت انقضيت عليه وهشمت وجهه ومزقته قطعاً صغيرة حتى كلاب دوريتنا الشرسة والذكيه لن تعثر على جثة له

اضطرب قلبها وازدادت خفقاته بشده لتحاول الإبتعاد ولكنه أبى تحريرها من بين ذراعيه وزاد من ضمها له بطريقة اقلقتها لترفع وجهها تنظر إليه بإستعطاف ليتركها ولكنها شهقت بخجل وخفوت عندما تلاقت أعينهم في نظرة عميقه فكان يطالعها برغبة وألم يشعر بالفقدان رغم أنها بين يديه وطالعته هي بضعف وتوتر لعلمها بأنها ستستسلم له فوراً دون عناء منه يكفي أن يقترب منها لتضرب بتعقلها وثباتها عرض الحائط وتعود إلى نقطة البداية معه وكأنه لم يجرحها أو يزعجها بأي شيء قبل الآن، وها هو يحقق لها خيالاتها ويميل برأسه نحوها يلتقط شفتيها في قبلة حارة هادئه يبث بها شوقه لها وألمه من بعادها عنه وكأن قشرة ثباته الواهيه والتي كانت تتصدر ملامحه اليوم الماضي تصدعت وتفككت لتظهر مشاعره الحقيقية وهي أنه بالفعل يتمزق وجعا ببعدها عنه
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي