البارت الأربعون

خديجة بجدية: انتوا جايين هنا ليه ايه طلباتكم
أنهت خديجة حديثها ونظرت اليهم تنتظر أن يتحدث أحدهم ولكن وقعت عينيها علي ذلك الرجل الذي ينظر لها نظرات جريئة ووقحة وابتسامة لعوب مرسومة علي ثغره بطريقة جعلتها تشمئز من ذلك الرجل
دينا بخبث: احنا قولنا إلي احنا عايزينه للست زينب
صالح بجدية: انسوا الي قولته للست زينب نحب نسمع بقا طلباتكم
طاهر بخبث وهو ينظر إلي خديجة بتفحص: احنا طلباتنا بسيطة خالص ولا ايه يا قمر رأيك أيه
كادت أن تتحدث خديجة ولكن قبل أن يتفوه أحدهم بأي كلمة تفاجأ طاهر بصفعة قوية علي رقبته من الخلف مما جعله يسقط علي الأرض من قوة الصفعة نظر الجميع إلي ذلك الرجل الذي دلف إلي الشقة رجل وسيم للغاية بملامح رجولية صلبة وحادة وجذابة في ذات الوقت نظر له الجميع بإستغراب فهم لا يعرفون ذلك الشخص أبدا ما عدا خديجة ورحمة ورحيل
تألم طاهر بسبب تلك الصفعة القوية ولكن وجد أحدهم يجذبه له من تلابيب قميصه بعنف شديد
صخر بجمود: عينك تيجي عليها هصفهملك وانت واقف تقعد عينك في الأرض
أومأ له طاهر بسرعة وخوف فتركه صخر وجلس طاهر في مجلسه دون أن يرفع عينيه من علي الأرض
حسان بغضب: وانت مين انت كمان
نظر له صخر نظرة كانت كفيلة بجعله يصمت ويفعل كما فعل ابنه بالضبط نظرت دُرية إلي الجميع من حولها ثم قالت بهدوء: انتوا قولتوا نتكلم بهدوء وقبل حتي ما نتكلم لقينا الأستاذ دا داخل هو تبعكم ولا ايه
لم يهتم صخر بحديثها واتجه إلي خديجة ونظر إلي ذلك الذي كان يجلس بجانبها ولك يكن سوي علي الذي قام علي الفور من جانبها وجلس صخر وحاوط كتفيها بذراعه الأيمن دون أن يخجل من شي أو يخاف من أحد
لبيب بهدوء: زينب مفيش داعي لما إلي بيحصل ده احنا مش عايزين مشاكل
زينب بغضب: انت مش عايز مشاكل لكن أبوك وإخواتك غيرك يا لبيب انتوا جايين تطالبوا بفلوس مش من حقكم أصلا عايزين تاخدوا فلوس أبويا الله يرحمه وكمان طمعانين في فلوس جوزي لا مش هسمحلكم ولو علي موتي فاهمين
حسان بغضب: أخويا مكنش عادل في تقسيم الورث
زينب بغضب: الورث إلي بتتكلم عنه ده أبويا إلي تعب وشقي فيه جدي قسم ورثه بما يرضي الله وأبويا خد حقه وكبره وانت وولادك لسه زي ما انتم محلك سر وطمعانين في حق أبويا اسمع يا عمي كلامي النهائي انت مش هتاخد لا ولا عيالك مليم واحد من فلوس أبويا
دينا بغضب: لو كنتي مفكرة ان الي معاكي دول هيحموكي تبقي غلطانة يا زينب دا انا أبعت أجيب الرجال وترجعي معانا المنصورة غصب عنك وجوزك دا هيطلقك ويا تتجوزي لبيب أو طاهر اختاري
زين بغضب وحدة: انتي احمدي ربنا انك واحدة ست عشان انتي لو راجل وبتقولي كده كنت دفنتك مكانك
دينا بغضب: ما تورينا يا سبع الرجال
دُرية بجدية وخبث: اسكتي يا دينا مسمعش صوتك زين بيه عنده حق دي بردو مراته
لبيب بهدوء: يلا يا بابا عشان نمشي وجودنا هنا ملوش لازمة
حسان بغضب: ماشي انا همشي دلوقتي بس خرجت تاني وهاخد الورث وانتي غصب عنك هترجعي معانا المنصورة وهتتجوزي طاهر عشان لبيب خسارة فيكي يلا
أنهي حيان حديثه وخرج من تلك الشقة وتبعه طاهر ودينا ودُرية التي نظرت بخبث وجرأة إلي زين ورحلوا من الشقة أما لبيب فوقف ونظر إلي زينب بحزن ثم تركها وخرج خلفهم وهو غير راغب في الذهاب معهم فهم مصدر تعاسته في حياته البائسة
داخل الشقة وبعد رحيلهم
نظر الجميع إلي صخر بإستغراب بسبب جرأته وجلويه هكذا وكأنه يملك تلك الشقة نظرت خديجة إلي الجميع بخجل وتوتر وكادت أن تبتعد عن صخر ولكنه ضغط علي كتفها وقربها منه أكثر
زين بحاجب مرفوع: مين حضرتك
صخر بجمود: جوز بنتك المستقبلي
رحمة بصدمة: يعني ايه
صالح بجدية: انتي تعرفيه يا أنسه رحمة
رحمة بصدمة وعدم فهم: أيوة دا مستر صخر الدويري صاحب شركات الحديد والصلب
توجهت جميع الأنظار إلي صخر فمن لا يعرف ذلك الاسم فهو أشهر من نار علي علم
صخر بجمود: أستاذ زين انا بطلب منك ايد خديجة
زين بجدية: وانا مش موافق خديجة تعالي عايزك
هب زين واقفا بعصبية ودلف إلي غرفة خديجة وابتعدت خديجة عن صخر وذهبت خلف والدها وتبعتها رحيل ورحمة وحسناء وزينب
دلفت الفتيات إلي الغرفة ووجدوا زين يجلس علي الفراش بغضب وصدره يعلو ويهبط من فرط انفعاله
خديجة بتوتر: بابا
زين بغضب: كده انا فهمت هو دا بقي إلي هيحميكي منهم مش كده
خديجة بتوتر: يا بابا اسمعني صخر كويس وبيحبني
زين بغضب: كويس إزاي جري ايه يا أخيه يا محترمة انتي مش بتشوفي الاخبار ولا بتقرأي جرايد انتي مش عارفة الاعلان بيكتب ايه عن صخر الدويري دا كل يوم مع واحدة شكل وكان خاطب وهما الإتنين سابوا بعض أكيد طبعا لازم تسيبه واحد نسوانجي وخمورجي هتحب فيه ايه تقوم بنتي المبجلة تروحله وتقوله احميني فيجي يطلب أيدها مني وانا المفروض أني أوافق مش كده يا خديجة
خديجة ببكاء: يا بابا اسمعني عشان خاطري
زين بغضب: مش هسمع ولا كلمة فاهمة ومفيش مرواح الشركة دي تاني وجواز من صخر الدويري مفيش فاهمة يا خديجة
أنهي زين حديثه وخرج من الغرفة وهو غاضب وبشدة واتجه إلي الصالون ووقف أمام صخر
زين بغضب: انا معنديش بنات للجواز تبعد عن بنتي وتنساها خالص انت فاهم
نظر له صخر بجمود ثم قال ببرود: تمام يا حمايا العزيز الفرح هيبقي الخميس الجاي متتعبش نفسك انا عايز خديجة بس قصري فيه كل حاجة ولو تحب تشوف بنتك هتقعد فين أبقي عدي عليا في القصر
نظر له زين بغضب وأمسكه من تلابيب قميصه بغضب شديد وقال بحدة: تنسي بنتي فاهم تنسي حتي انك عرفت بنت اسمها خديجة انا مستحيل أجوز بنتي لواحد زيك يلا اتفضل اطلع برا بيتي واتمني الزيارة دي متتكررش مرة تانية
أنهي زين حديثه وتركه بحدة ومازال ينظر له بغضب شديد أما صخر فكان يطالعه ببرود شديد ثم قال بإبتسامة باردة: الفرح الخميس الجاي متنساش يا حمايا
أنهي صخر حديثه وإرتدي نظارته الشمسية ورحل من الشقة ببرود
زين بغضب: جتك داهية في برودك
علي بتنهيدة: يخربيته مرعب انت شوفته بيبص إزاي
صالح بضحك: بصراحة كنت ماسك نفسي بالعافية وهو بيضرب الراجل إلي كان هنا ولا لما بصلك يا قلب أمك انت قومت في ثانية هههه
زين بغضب: ناقصكم انتوا الإتنين
صالح بإبتسامة: انت مضايق ليه يا زين واحد كويس وابن ناس ومعروف ايه الي يخليك ترفضه
زين بغضب: قال يعني عنده دم واترفض دا بيقولي الفرح الخميس الجاي دا مجنون وبعدين الاخبار كلها بتتكلم عن علاقاته النسائية دا دنجوان يا صالح
علي بغمزة: طب ما انت كنت خاربة يا زين وانت صغير
زين بغضب: اتلم يلا انا بس مكنتش بحب أقول لبنت لا عشان مكسرش خاطرها بس ما قبل ما اتجوز وأخلف
ضحك علي وصالح بصخب ثواني وشاركهم زين الضحك فقال صالح بهدوء: يا زين ما كلنا كنا خاربينها قبل الجواز ومش يمكن خديجة تهده وتخليه يكره صنف الحريم كله
زين بضحك: تعملها بنتي وتعملها ههههه
علي بإبتسامة: حلو بقا يعني انت موافق
زين ببرود: لا مش موافق وسيبكم بقا من الموضوع ده واستنوا هنا هنتغدي كلنا مع بعض انهاردة
أنهي زين حديثه وتركهم واتجه إلي غرفته حتي يبدل ملابسه
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي