الفصل العشرون

مرت فترة فى علاقتى مع شروق ممتلئة بالتذبذب، بسبب بعض الكلمات التى تقولها أختها وفى نفس الوقت لم يقكن معادها أي دليل، لا اظن أننى فى يوما من الأيام قد حدث بينى وبينها أية شجار، فقد كنا حتى فى أصعب الأوقات التى نجد فيها خلاف بيننا نتحدث بهدوء ويوضح كلا منا وجهة نظره للأخر حتى يتثنى لنا فهم بعض، ومن بعدها نوازن الأمور فى قرارا يرضى الجميع.

زادت تلك التذبذبات حينما قررت الدولة غلق الكافيهات والمطاعم، وفى تلك الفترة بدأت تنتابنى حالة من الهلع والخوف، أولا حيال اختى ونفسى فكيف سنعيش، من أين سنجنى الأموال، ماذا لو ما تبقى معى من الأموال قد نفذ، ومن ناحية أخرى كنت أشعر بالخوف تجاه شرروق، تلك التى كنت متأكدا أنها ستظل بجوارى أيا كانت ظروفى، وبالفعل فبعدما علمت ما حدث لى، بدأت تفكر فى التوفير فى كل فكنا نلتقى سويا بالصباح باكراً وقبل بزوغ الشمس، كنا نجلس فقط أمام البحر ونكتفى بزجاجة المياه التى معنا، كانت شروق مثال يحتظى به للمرأة الداعمة والوفية، لم تشعرنى يوما بأننى أمر بظروفا صعبة، كانت دوما تكتفى فقط بتواجدها معى لا اكثر، لم اشعر منها فى يوما من الأيام بالنفور من أننا نجلس على شواطئ البحر، ومن أننى لا أملك اموالا فى تلك الوقت، كانت تشعرنى دائما أننى أحقق لها كل ما تريد.

كانت تلك المعاملة التى أجدها من شروق، تجعلنى تحت ضغطا أكبر فأجد نفسى أبكى ليلا، وأريد أن يتصلح حالى وأمورى لكى اقدر على ارضائها بكل ما تريد، ولكن بدات الدروف تسوء اكثر فاكثر فقد نفذ ما لدى من اموال وبدأت اتداين لبعض الاشخص لكى أقوى على تحمل مصاريف البيت، وبدات فى رحلة البحث عن وظيفة فى مكانا من تلك الأماكن التى تعمل فى تلك الفترة، كانت شروق أيضا تساعدنى على ذلك، فكانت دوما تتمنى لى أن أكون فى اقصى مراحل النجاح، حتى تمكنت من الحصول على وظيفة بإحدى الأماكن ولكنها بمرتب ضئيل، حتى اقنعتنى شروق بأن أعمل فقط لجلب المصاريف الواجبة، وبالفعل بدأت العمل، كنت اعمل حتى الساعة السابعة مساءاً وإذا أتاح لى الوقت لمقابلة شروق أفعل ذلك وأن لم يتيح لى نكتفى بالتحدث هاتفياً.

كانت شروق قد بدات فى الدخول على امتحانات اخر العالم، كانت فى تلك الوقت فى عامها الثالث بالكلية، وقد أعلنت الجامعات أن الإمتحانات ستكون عبارة عن أبحاث، بدأت أن اساعدها فى ذلك الأمر حتى أننى كنت أجد نفسى أقوم بعمل الابحاث بدلا منها، فكانت هى قادرة على الاجابة على الأسئلة أما عن جمع المعلومات كان الأمر يتطلب صعوبة منها، وكما يشعر أى أب بدوره تجاه ابنته، كنت أشعر أنا أيضا أنه ييتوجب على أن اساعدها حتى ولو تطلب منى الأمر أن اقوم بذلك بدلا منها.

كرت تلك الفترة وكنا ننظر نتيجة تلك الامحانات حتى خرجت تلك النتيجة فوحدها فرحة كثيرا بذلك حتى أنها أرادت أن تخبرنى بطريقة مختلفة، فقررت أن نلتقى صباحا، وبعدما التقينا، وجدت معها شنطة ورقية تهدينى إياها، اخدته منها وقمت بسؤالها:
_ إيه دى ياحبيبتى.
= دى هديتك ياروحى، مبروك يا قلبى نجحت وبتقدير عالى كمان.

ضحكت بداخلى فأنا أرى امامى الأن ملامح طفلة فى بداية اعوامها سعيدة وفرحة وكان كل ما تريده قد تحقق لها، ولكنها تتجسد فى جسد حورية من الجنة ارسلت للأرض لكى تعلمهم كل معانى الجمال، كنت انظر إليها وانظر إلي بهجتها ولا أقوى على الرد، فقط اكتفى بالابتسام فى وجهها.

تكرت الشنطة الورقية بجوارى، وقمت باحتضانها، كانت نبضات قلبها تسكن بداخلى، أشعر وأن قلبها يتسارع مع الفرح، ويرقص ويهلل بالداخل، كنت سعيدا بذاك ولولا أننا بالشارع وهناك أشخاصا حولنا ما تركتها تخرج من بين زراعي أبدا، فكانت تبعث السكينة والفرح والطمأنينة بداخلى بدوجدها بين احضانى وراسها تقبل كتفى، اعتدلت فى جلستى مرة أخرى، ومن ثم قبلت يدها وقلت لها.

_ مبروك ياحبيبتى، بس مش المفروض أن أنا اللى اجيبلك هدية!
= ليه على أساس أن أنا اللى نجحت!
_ أيوا طبعا.
= لا أنت اللى عملت كل حاجة ولولاك مكنتش هعدى السنة دى.
_ وأنا من غيرك مكنتش هفهم حاجة ولا أعرف أعمل حاجة، أنا كل اللى عملته سمعت منك وكتبت اللى سمعته، عشان كدا النجاح بتاعك أنتى اوعى تفكرى أن أنا اللى خليتك تنجحى، هفضل اقولهالك دايما، انتى أزكى منى بكتير، بش أنتى اللى مش حاسة بنفسك.
= انا كل اللى حساه دلوقتى أنى نفسى افضل جنبك العمر كله واعيش فحضنك.
_ لو عليا نفسى مخرجكيش منه أبدا.

ألقت شروق برأسها على كتفى ومن ثم قالت:
= ربنا يخليك ليا ياحبيبى وما يحرمنى منك أبدا
_ ولا منك يا حبيبتى يارب.

كنت أشعر دائماً وأنا معها بأن الكون يتوقف عن الدوران، بأن العالم لم يكن به غيرنا، كانت تتملك شروق من كل ذرة مشاعر تسكن بداخلى، كنت أراها بحروف إسمها ، اراها شروقى، وشوقى، وشغفى، شريكتى، وشقيقتى، وشرفى، وشامتى، أراها راحتى، ورحلتى، وروحى، ورحيقى، وربيعى، وريعانى، ورغبتى، أراها ونسى، و وردتى، و وجدانى، وولعتى، أراها قرينتى، وقدرى، وقلبى، وقلمى، وقوتى، وقومى، قرة عينى، كنت أرى فيها كل ما هو جميل، حتى جاء تلك الوقت الذى لم يكن فى حسبانى ابدأ، جاءت اللحظة التى بإمكانها أن تنهى كل ما هو جميل بذلك العالم فى نظرى، تقضى على ما تبقى من الفرح فى تلك الحياة.

ففى إحدى الأوقات وبسبب تلك الأخت غريبة الأطوار زادت المشاحنات بيننا، وأصبح الأمر بيننا لا يمكن أن يستمر بتلك الطريقة، كانت كلما حظيت أنا وشروق بلحظات سعيدة، تأتى هى لكى تدمرها بأفعالها وقولها، حتى أنها بدأت فى إيصال ذلك لامها وأصبح الأمر صعبا على الإستمرار بهذا الوضع.
كنت اجلس بمنزلى اتفحص هاتفى، بينما وجدت شروق تراسلنى وتخبرنى بأنها لا تريد أن تتحدث معى مرة أخرى، صدمت من هول تلك الرسالة، كيف كيف لشروق أن تقول لى ذلك لابد وأن هناك أحدا هو من يحدثنى، لم اتوقع أنها حقا شروق، فقمت بالأتصال بها مرارا وتكرارا، ولكنها لم تجيب حتى فى النهاية أغلقت هاتفها، لا اعرف ماذا أفعل وماذا على القيام به، قمت من مكانى وبدأت أتجول فى البيا ذهاباً وإياباً، حتى خطؤ فى رأسى بأن أتحدث إلى والدتها فربما تعملنى الأمر أو حتى اتواصل معها.

امسكت هاتفى وقمت بها، وحينما سمعت صوتها قلت:

_ أنا أسف انى بتصل بحضرتك بس أنا كنت عايز اتطكن على شروق وهى موبايلها مقفول.
=بص يابنى، معلش أنا عارفة أنك بتحبها وهى كمان بتحبك، بس مش هينفع تكملوا مع بعض خلاص الموضوع انتهى.
_ أيوا بس على الأقل من حقى اعرف فى إيه وايه أسبابه!
= صدقنى هى اللى بلغتنى دا اقولهولك، دا كلامها هى.
_ طب أنا آسف استأذن حضرتك خلينى اكلمها بس على الأقل أفهم فى ايه!
= حاضر هحاول، خليك معايا ثوانى.

فى تلك الوقت قامت فى الأغلب والدتها بكتم الصوت لأننى لم أسمع حتى صوت حركة بالهاتف، كنت فى زهول تام ولكننى أحاول تمالك نفسى لكى أفهم الأمر وماذا هناك، حتى سمعت صوتا مرة أخرى يقول:

_ خد يابنى شروق معاك اهى.

اعطت والدتها لها الهاتف وجاوبت شروق علي:

_ الو ياعمر.
= أولا مينفعش اللى بينا ينتهى بطريقة زى دى، ولو حتى مبقتيش عيزانى فى حياتك من حقى أفهم اسبابك
_ صدقنى يا عمر الأفضل أننا منكملش، أنا مش هعرف أكمل فى الوضع دا سامحنى.
= وضع ايه، أنا عارف أن ظروفى صعبة الفترة دى بس والله هتتعدل، حتى لو عايزة ناخد فترة راحة لحد ما دنيتى تنحسن، ماشى لكن نبعد دى صعبة جدا.
_ أنت مش فاهم حاجة، بالله عليك متحاولش تضغطنى.
= أنا مش بضغطك ولكن أنا من حقى أفهم إيه الوحش فيا!
_ أنت عمرك ما كنت وحش ولا فيك حاجة وحشة، بس أحنا صعب نكمل ياعمر افهمنى بالله عليك ربنا يعلم اللى أنا فيه دلوقتى.
= طيب ممكن تحكيلى طيب حصل إيه اوعدك بعد ما تحكى هعمل اللى أنتى عيزاه.

كنت أقول هذه الكلمات وصوتى ظاهراً عليه التعجب الشديد، بينما وجهى يملاؤه ماء عينى التى سالت دون إدراك منى بذلك، حتى أنها بللت رقبة القنيص الذى ارتديه من كثرتها.

بدات شروق فى أن تقص على ما حدث، كنت فى ذلكاليوم لم اتحدث معها كثير، فقد كانت آخر مكالمة بيننا فى الساعة السابعة مساءا، وقد علمت فى وقتها أنها ستذهب مع اقاربها الذين جاءوا من السفر ويجلسون بمنزلهم، لذلك قلت لها حينما تجدين فرصة لمحادثتى أنا فى انتظارك، حتى ؤأيت تلك الرسالة فى الساعة الواحدة صباحا، فلا ارعف ماذا حدث فى تلك الساعت الستة الذين مروا.


كانت شروق فى منطقة بحرى ومعها خالتها وابناءها الاثنين محمد و إيمان، ومعهم ايضا نور و رغد إحدى صديقات نور الذين إذا نظرت إليهم شعرت بالغضة فى قلبك، كما ترى فتايات الملاهى الليلية، كانوا يتحركون ذاهبين إلى إحدى الأماكن المعروفة والمشهورة بتلك المنطقة وهو محل حلويات إسمه الشيخ وفيق وهذا من أشهر المحال بالإسكندرية، وغالبا كل من يأتى لزيارة الاسكندرية يريد تجربة هذا المكان.

كانوا يضحكون ويتبادولن النكات، حتى بدأت تلك الفتاة التى تدعى رغد فى قص امر خطبتها عليهم، كانت نور تقول لها:
_ إيه يابنتى مقولتليش بقى على حوار العريس اللى جايلك؟

ردت عليها رغد قائلة:

= دا يبقى مدريرى فى الشركة اللى أنا شغالة فيها، كنت حاسة من فترة أنه معجب بيا وبصراحة لما بدأ يلمحلى، الموضوع اغرانى، صاحب شركة، ومعاه عربية حديثة، وعنده شقة كبيرة جدا، هعيش مدلعة، قولت ليه مبصش للفرصة دى، فبقيت بلاعبه لحد ما وقعته وجاى عايز يتقدملى.
_ يابنت اللذينة يا زكية أنتى، اهى هى دى العرسان ولا بلاش، مش واحدة تجرى ورا واحد محلتوش حاجة وكمان عايزة تصرف عليها، لأ والأوسخ أنه كان بيبص لأختها.

فى تلك اللحظة غضبت شروق مما تقوله نور فى الأن تهينها أمام الجميع صديقتها تلك واقاربها، فردت شروق بانفعال قائلة:

_ نور انا قولتلك مليون مرة ملكيش دعوة بيا ولا بحياتى ولو اتكلمتى كلمة تانية عليا هاخد بعض وأروح.

نظرت إليهم إيمان ابنة خالتها وحاولت أن تهدي الأمر وتفهم ماذا يحدث، فقالت لشروق:

= أهدى بس ياشروق أكيد مش بتتكلم عليكى.

فردت عليها شروق:

_ لأ عليا، هى من يوم ما أنا ارتبط بعمر وهى بتسم بدنى كل شوية بكلام يحرق الدم.

ردت نور فى تلك الوقت:

= وهفضل أقولك كدا لحد ما تتعدلى وتفوقى لنفسك وتعرفى حقيقته.
_ انتى عارفة أنك كدابة وان كلامك كله كدب.
= أنا مش كدابة، أنتى اللى عبيطة ومضحوك عليكى مش أكتر
_ ولما أنتى مش كدابة ليه رافضة تقعدى معاه وتبينيلى حقيقته، تبينيها لأختك على الأقل اللى بتحرقى دمها كل يوم بكلامك دا؟
= لأنى عارفة أختى عبيطة وهبلة وهتصدق حبيب القلب مش هتصدقنى.

وقبل أن ترد شروق، قالت إيمان موجهة كلامها للأثنين:

= اهدى يانور خلاص، وبعدين أنا مش عارفة باعمل ا كدا ليه، وياشروق طالما هو وحش كدا ابعدى عنه وخلاص، ليه يابنتى تقبلى بواح. كان باصص لأختك قبل ما يبصلك، الاى زى دا أول ما يضمنك هيبص لغيرك برضو زى ما عمل قبل كدا.

فردت نور على إيمان:

_ لا هى بتحب تمسح اللى برميه على الأرض.

فى تلك الوقا لم تقوى شروق على استكمال الجلوس أو الحديث قد انهارت فى البكاء ولم تتمالك اعصابها، وقامت من جلستها وخرجت من المكان ولكن قبل أن تصل إلى الباب وقعت أرضا، كان خلفها محمد إبن خالتها حنلها واوقف سيارة وتحركوا جميعا معها إلى إحدى المستشفيات، فكانت ضغطها عالياً جدا، حتى أن الدكتور قال إنها كادت أن تدخل فى جلطة بالمخ، ظلوا بالمستشفى طيلة ثلاث ساعات، وحينما تاكدوا من سلامتها بعدما أخذت بعض المحاليل والأدوية، تحرك ا بها وعادوا إلى المنزل وحينما وصلت إلى البيت ارسلت لى تلك الرسالة.


فى تلك الوقت لم أكن أعرف ماذا يتوجب علي فعله، أرى حبيبتى وشريكة حياتى تضيع من بين يدى، وأنا لا ذنب لى فى ذلك، كانت عيناى تنزف أمطارا من الدموع ولا اقدر على أن اوقفها، حتى أننى ايضا لم أعد قادراً على التحكم بصوتى، وكأن شروق كانت آخر ما تبقى من احلامى وأخر ما سأرى من جمال بهذه الدنيا، كنت عالقاً، ولا اعرف ماذا أقول لها، حتى أننى وجدت نفسى اسألها بصوتا لا أعرف كيف خرجت منى تلك النبرة ولم تخرج بعدها مرة أخرى:

_ وأنتى شايفة المفروض أعمل ايه.

أجابت شروق على كلماتى بعدما صمعت صوتى:

= عمر أنت كويس، أبوس إيدك أنا تعبانى لوحدى متخلينيش أتعب أكتر من كدا.

رددت عليها وأنا أحاول أن أخرج الصوت من فمى:

_ أنا كويس متقلقيش، بس عايز أعرف أنتى عيزانى أعمل إيه.

كانت تجيب على كلماتى وهى تبكى من كسرة قلبها:

= مش عارفة، كل اللى أنا عارفاه ومتأكدة منه أنى حبيتك، وحبيت حياتى معاك، وشوفت فيك كل حاجة حلوة، بس للأسف عارفة أنى هفضل احارب فى طريقين طول عمرى ومهما حصل مش هقدر أتخلص منهم.
_ وأنا مش محتاج أقولك أنتى بالنسبالى إيه، أنا مكنتش محتاج من تلدنيا دى غيرك، بس واضح كدا أن مش مكتوبلى نصيب فى الدنيا أخد حاجة بحبها.
= ربنا بيعوض يا عمر، هيعوضنى وهيعوضك خير، وسامحنى على أى حاجة حصلت منى، أنا فعلا نفسى اتمسك بيك بس صدقنى مش قادرة.
_ محصلش حاجة يا شروق، كل شئ قسمة ونصيب، خلى بالك على نفسك كويس وخدى بالك من كل صحتك وحياتك.
= وأنت كمان.
_ تصبحى على خير.

لم تجيب شروق على فكررت كلماتى مرة أخرى فقالت:

= هو أنا ينفع اطلب منك طلب.
_ للأسف مش هينفع.

كنت أعرف أنها ستطلب منى أن القاها ولكننى لا أريد ذلك فقد كان كافيا مايحدث الآن وإذا التقينا فهذا يعنى أننا لن نفترق فحينما ستنظر لى ستنسى تلك المشكلات وكأن شييا لم يكن، ردت شروق علي قائلة:

= ليه ياعمر، محتاجة أشوفك حتى ولو آخر مرة.
_ مش هقدر سامحينى، ولا أنتى كمان هتقدرى وأنا عايزك تخرجى من الدوامة اللى بقيتى فيها من يوم ما عرفتينى، عشان كدا خلينا ننهى الموضوع وأحنا بعيد.
= حاضر ياعمر، هسمع كلامك كالعادة، ومش هعترض.
_ مع السلامة.
= مع السلامة ياعمر.

تركت الهاتف بجوارى، ولكننى لم اغلق المكالمة اغمضت عينى وظللت على هذا الوضع لا اريد أن أفكر فى شئ أريد أن يتوقف قلبى عن النبض الأن أتمنى أن أضع رأسى على وسادتى للمرة الأخيرة، كنت أشعر بالدموع تسيل من عينى وأنا مغمضها، ولكن حاولت قدر الإمكان وقف تلك الأفكار والاسئلة التى تدور برأسى. حتى ذهبت فالنوم من كثرة البكاء.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي