الفصل التاسع

الفصل التاسع


الفصل التاسع


وقبل ان يهم عزيز بتنفيذ مخططه غرزت قمر حقتنها المخدرة في عنقه شلت حركته فى التو واسقطته ارضًا فجلست علي ركبتيها متلهفه : أدهم حصلك حاجه ؟!

لازال ممددا بجسده ارضًا : بيضرب ضرب غبي قوى ابن عمك دا شكل الغباوة عندكم وراثه

نفذ صبرها من مزاحه فقالت : طب قوم يلا امشي عشان رجالته تحت فى كل حته

_فكرك خايف منه انا يعنى !

_ طب سيبك من الرغى بتاعك دا و يلا قوم اطلع من الباب الخلفى قبل مايفوق .

ساعدته في النهوض تحرك نحو الباب ليخرج ثم توقف فجاة و قفله مجددا كإنه تذكر شيئا ما
وجد بقلق : في اي تانى ؟!

جز علي شفته السفليه : الواد دا كان جاي يعمل ايه هنا يا قمر ؟!
نفذ صبرها : انت مصمم تنقطى ليه ؟ و انا اش عرفنى يعنى .

اقترب منها اكثر : ازاى يعنى أي عرفك وتعالى هنا بأي حق عزيز يفتح الباب كدا من غير مايستأذن ؟

_ يا نهار ازرق يا أدهم هو بيفتح باب اوضتى دى مستشفي يا أدهم لو كنت نسيت  .

قطع حديثهم صوت رنين هاتفه المحمول التفت أدهم خلفه و قمر علي مكتبها : دا تلفونه صح ؟!

ضربت قمر جبهتها برفق : يبقي اكيد دا اللي رجعه .. شكله نساه لما كان هنا .

احمرت عينى إدهم و مسك معصمها بقوة : كان هنا ليه ؟! انتى مالك النهارده مش واعيه لكلامك ليه الوفت دا كان هنا ايييييه ؟!

تأوهت من قبضته قليلا : ودا وقته يا أدهم يعنى!! امشي الوقتى و بعدين نتكلم

اغمض عينيه قليلا متخذا نفسا عميقا : طيب يا قمر بس و يمين بالله لو سمعت ان الكلب دا بس حاول يتكلم معاكى لاقتلك واقتله معاكى فهمانى قولت ايه ؟!

ارتمست ابتسامه خفيفه : و تهون عليك قنر حبيبتك برده يا أدهم !!

نظر اليها بعيون ضيقه قائلا بغمز : ماهى ماتهونش لا بس خليها عاقله و تسمع الكلام كدا عشان أهواها اكتر .

اتسعت ابتسامتها اكثر و كإن كلماته مخدر من نوعٍ فريد تنتشي بهم حواسها لتغيبها عن الوعى فاقت من اعذوبه كلماته سريعا : يلا امشي

قال ممازحا : اتنيلى انتى بمكتبك اللي ف اخر دور دا لو اتقتلت هنا محدش هيحس بيااا

ضحكت بصوت مسموع : طب يلا بره يلا ورايا شغل

اقترب من الباب فتحه ثم قفله سريعا كإنه تذكر شيئا اخر
قمر بملل: ف اي تانى يا أدهم ؟؟

أدهم عضه علي شفته بغل : هتقعدى مع الزفت دا لوحدك و لا أى يلا يلا قدامى بلا مياعه وقله ادب !!

- ياخى انت بتفكر في حاجات غريبه ما هو متنيل على عينه اهوو

مسك معصمها و سحبها خلفه و هو يفتح الباب : من غير مُناهده يلا قدامى و لما يفوق ويروح فى اى داهيه تاخده ابقى ارجعى على مكتبك
. . . بعد ساعه
دخل أدهم منزله وبالتحديد غرفته الضيافه ليجد أخيه صالح و سعد يتسامران اطراف الحديث ليقطع حديثهم دخوله الذي اصابهم بالدهشه

صالح بذهول: يخربيتك مين مشلفطك كدا يا أدهم ؟!

بعده أدهم عن طريقه محاولا الجلوس علي اقرب مقعد : بالله عليك اسكت يا صالح مش حمل كلمه خالص

تبادلا الانظار فيما بينهم .. ثم اقترب سعد من اخيه ليتفحص كدماته ممازحا : من خلال خبرتى فى الحياه و عيشتى فى القريه هنا أحب أقولك يا ثالح محدش مشلفط وش أخونا غير حد غشيم و غبى من عيلة الفاروق

ازاح أدهم يد اخيه قائلا : يبقى تسكت بقا طالما عارف ونقطنى بسكوتك

ضحك صالح و سعد سويا مما قال صالح : ايدهم تقيله قوى العيله دى بس انت تستاهل كان ايه وداك هناك يعنى
تنهد أدهم قالا بارهاق وهو قائم متأهبًا للذهاب : وبعدين معاكم مبتصدقوا تمسكوا فى حاجه تضايقنى منكم انا سايبهالكم مخضرة و ماشى محدش تاعبنى غير قرارات جدكم والله

خرج من غرفة الضيافه ليتفأجى بوالدته بصحبة حنان خارجين من المطبخ : وادى ياستى أدهم رجع اهو قالت زينب جملتها ممازحه بدون ما تلتفت لجروحه .

( مالك يا أدهم ماله وشك كدا اى الى حصلك )
قالت حنان جملتها و هى تندفع نحوه بلهفه تابعتها عفاف

لتساله والدته بقلق : مالك يا أبنى ؟

جز علي أسنانه غاضبا قائلا : انا كويس يا أمى حادثه بسيطه و عدت على خير

دنت منه ابنة عمته و يكاد قلبها ان ينشطر خوفا عليه : بس أنت متبهدل جامد يا أدهم تعالى أعالج جروحك دى

تجاهل أدهم وجودها و كلماتها نهائيا و تركها غير مبالى لاهتمامها : هدخل أوضتى أرتاح و أنام مش عاوز حد يصحينى .

_ يا أبنى طمنى عليك

- قولت كويس يا أمى
قال جملته و هو علي اعتاب السلم و تركهم ذاهبا لغرفته .

دخل غرفته و هو يتذكر ما حدث عندما أستفاق عزيز وعلم بذهاب قمر وصوت ذلك الوغد الذى تلقاه عبر اتصاله بمحبوبته وكان هو المجيب تسال ما مرت به حبيبته من يوم عصيب و مؤلم يكاد يجزم أن ما مرت به من ليله كانت مهينه فهذا ما أتضح عندما ذهب الى بيت الفاروق بقدميه يسلم روحه وينتهوا من ذلك الصراااع أغمض عينيه بألم ويستسلم لدهاليز عقله . . .


فاق عزيز من نومه متألما غير متزن محاولا استجماع و استرجاع الذاكره فتح باب المكتب يبحث عنها فسأل احدى الممرضات ( الأنسه قمر روحت تشوف تيته عادية )
واضعا كفه علي عنقه كالسكران الذي للتو فاق من سُكره مغادرا المستشفي لم يجد احد من رجاله .
صعد سيارته و قادها بسرعه جنونيه الي ان وصل البيت وجد احد أتباعه فطبق علي عنقه بقسوه
- كنتوا فين يامتخلفين انتو ؟!
- الست قمر قالتلنا اوامرك اننا نروح معاها
ركله عزيز بقوه : عشان شويه اغبيه و متخلفين ..
ثم اوشكت رياح وعواصف صوته علي الزمجره والنداء عليها : قممممممر

فزعت لنداءه و ثرثره صوته
جدتها عاديه هامسه بوهن : ماله عزيز معالى صوته كدا ليه !!
ارتبكت (قمر) : ارتاحى أنتى ياست الكل وانا هشوفه .

كرر ندائه مرارا وتكرارا وفي كل مرة كانت تهتز لرياح صوته الجدران زاد قلق وارتباك قمر نظرت لجدتها و همست بهدوء : ارتاحى انتي يا تيته وانا هشوفه و هرجعلك

انهت كلماتها فوجئت به مخترقا باب الغرفه و ممسك بها من شعرها بقسوه و عنف و يسوقها خلفه كما تُساق البعير ارتفع نواحها الذي جمع اهل البيت كلهم
وصل بها لبهو بيتهم و القاها ارضا قائلا بقوة و حزم :  اسمعوا كلكم عشان مش هكرر كلامى اللي يغلط في البيت دا لازمن يتربي

صاحت كيان أختها الصغرى : وأختى عملت اى يا عزيز عشان تضربها

نظر عزيز لها بسخط : لما الرجاله تتكلم الحريم تسكت انتى نسيتى عادات بلدنا و لا أى يا ست كيان عيشتك فى البندر نسيتك

ربعت ذراعيها بعناد : الى أعرفه أن مفيش راجل بيمد أيده على بنت
قهقهه بسخريه : اييييه واحد و بيربى مراته قليله التربيه فيها حاجه دي .

انفعلت كيان وصاحت بعصبيه : اختى متربيه غصب عنك يا عزيز لسه عمى عايش على وش الدنيا ازاى تمد ايدك عليها كدا

انفجر عزيز في قهقهته : طب وسعى من وشى عشان لسه مكملتش حسابى معاها

انحنى عزيز و مسكها و اوقفها امامه و دار خلفها بهدوء يسمى بهدوء ما قبل العاصفه و بدون مقدمات صفعها بكل قوته علي وجنتها جعلتها ترقص رقصة طير ذبيح في اخر انفاسه .

انهال عليه ماهر و اختها و باقي أهل البيت يراقبون الموقف بذهول و دهشه : قولت أبعد عن أختى يا عزيز .
زاحهم جميعا بقوته للخلف و انحنى ليقفها مجددا امامه صارخا بوجهها : عاجبك اللي بيحصل دا .. اقسم بالله يا قمر لاربيكى راميه نفسك في حضن راجل غريب و مين اللي بينا و بينه بحر دم

ابتلعت غصة احزانها بالم شديد : اخرس اخرس ياحيوان اللي بينى و بين أدهم واحد زيك مش هيعرفه و لا يقدره

ثم تنهدت بقوة و اقتربت منه اكتر متحديه و محذره
: و اقولك علي حاجه كمان مش هتجوز غير أدهم يا عزيز و لو عاوز تقتله يبقي هتستلم جثتى قبله انت فاااهمنى

كلماتها كانت كعود كبريت مشتغل اُلقي في حقل بترول تحول ف ثوانٍ لثوران ملتهب بدون وعي اطبق عليها بقوته و جبروته جعلها تتقاذف كالبندول بين كفيه اصبح عدوانه يلتهمها بدون رحمه عاجزة علي الفرار منه
فوجئ باختها ( كيان ) مصوبه البُندقيه  نحوه : اقسم بالله لو مابعدت عنها لاموتك يا عزيز أبعد عنها

وقف ساخرا من فعلها ثم قرب منها بخطواتٍ متباطئه : يلا يلا اضربي هتقدري تموتينى و انتى جسمك بيترعش كدا ... فكك من الحوار دا يا كيان عشان انتى مش قدى يا بنت عمى

التفوا جميعا لصوت رنين هاتف ( قمر ) المُلقي بجانبها انحنى و مسكه فوجد اسم ( أدهم )
نظر اليها ساخرا ثم اشار اليها محذرا بالصمت و فتح الاسبيكر اتاه صوت أدهم بحنو قائلا
- روح قلب أدهم عامله ايه ؟!
صمت لبرهه ثم اكمل ادهن قائلا
- قمر !!! الوووو
اغرورقت عيناها بالدموع و ارتعش جسدها اكثر
نطق عزيز ساخرا : متقلقش قلب أدهم هنشيله من مكانه عشان روحه تطلع عشان بيبنبض لناس مش من حقها

فزع أدهم من مكانه كالملدوغ : اقسم بالله لو لمست شعرة منها يا عزيز ماهيكفينى فيك دم عيلتكم كلها و بحر الدم الى بينا هيبقى محيط ملوش نهااايه

قهقهه ساخرا : هتوصينى على مراتى و مهجت قلبى ولا أى يا أبن الجابر ثم انهى المكالمه فجاة مما جعله يجن جنونه قام مرتديا لثوبه و وضع سلاحه في جيبه مغادرا غرفته متوعدا له : مبقاش أدهم الجابر لو سبتك عايش فيها ليله كمان عزيز الكلب

دخل عمهم ليفض نزاعهم : اى الى بيحصل فى بيت الفاروق هنااا صوتكم جايب اخر البلد ليه ؟!
. . . . . . . .

عند مريم و صفاء بغرفتهما ببيت عائله الجابر


_ اي رايك كده يا صفاء فستان كتب الكتاب عاوز يضيق شويه صح ... ممم بصي بصي هخلي الخياطه تضبطهولى على مقاسى

ثم التفت حولها باستغراب : صفااء انتِ مش معايا خاالص !!

بللت اختها شفتيها بطرف لسانها بتوتر : هااا .. !! في حاجه يا مريم ؟!

عقدت اختها حاجبيها بضيق و هي تقترب منها لتجلس بجوارها : لااا دانتى دماغك في حته تانيه خالص اي اللى واخد عقلك ؟!

ابتلعت غصه احزانها محاوله الهروب من سؤال اختها : لا عااادى انا معاكى ، كنتي بتقولى ايه ؟!!

_ كنت بقول لسه الفستان عايزله تضبيط

هزت صفاء راسها و وقفت متأهبه للذهااب : نازله انا يلا شوفي كنتى هتعملى ايه ؟!

ثم تركتها و غادرت دون ان تنتظر منها ردًا و فتحت الباب صُدمت بوجود سعد امامها ، تراجعت خطوة للخلف و علقت عينيها بعيونه الحزينه ، كانت كل نظرة من عينيه مُغريه لمعرفة اجابات لاسئله كثيره بين طياتهما رمقها هو بنظره حاده كإنه رأي جنية علي صورة بشر 

- ازيك يا سعد ؟!
خرج السؤال من بين شفتيها بدون تفكير مما جعلها تضع اناملها فوقهما نادمه .

تنحنح بخفوت بعدما  دار وجهه للامام متأهبا للمغادرة مُتجاهلًا تماما سؤالها البريء الذي هرب من ثغرها رغم عنها و تركها و غادر حاملا بداخله نيران تحترق فهو رجل بدون حبيبته كإناء فارغ لا يملأه سوى تواجدها بجواره .
تصرفه جعل قلبها ينخلع من موضعه فانهمرت دموعها بغزاره و كف مرتعش فاستدارت بجسدها و عادت الي غرفة اختها تحتبس اصوات بكاؤها بداخلها و تقفل عليه الف باب ، حتى باب الغرفه اغلقته و وقفت خلفه تسند قلبها الذي لم يَكف عن الضرب بجدار صدرها .. ركضت نحوها اختها بلهفه
- صفاء مااالك ؟
. . . . . .

بمكتب بالقاهرة يعمه الغل و الحقد

_ والله خطتي متخرش المياه .. دلوقتي يا أمل هتكوني لوحدك يا سيده المجتمع الشرقي و الغربي

_ هو كده يا باشا الشركه كلها هتبقا تحت امرك صح

بغل : كل حاجه هي بتملكها ملكي انا و بس دلوقتي كده مفيش أمل يبقا فيه شغل على أصوله

_ طبعا يا باشا

_ جهزلي الشُحنه الجديده

_ ايوه بقا يا باشا كده هنرجع للشغل بقا

همس أبن الفاروق بغل بداخل نفسه : هدمرك واحده واحده يا أمل الجابر هتشوفي مبقاش طلعت الفاروق الا لما قضيت عليكي نهائيا


ببيت أمل الجابر صاحت بصدمه بعدما سمعت أنه قد حجزت البلوك على كل ما تملك : نعم .. لا ده تزوير انا المناقصه دي كانت المفروض ترسي عليا انا واثقه انها اتزورت

الضالط بعمليه : انا اسف أمل هانم كان نفسي مجيش لحضرتك بالطريقه دي بس حضرتك ممنوعه من كل حاجه فمطلوب اخلاء المكان حالا

أمل بهدوء : ممكن تسيبنا لحد بكره نكون لمينا حاجتنا

هز الضابط بهدوء : اسف يا هانم ده امر و لازم يتنفذ

سالم برجاء : طب سيبهم لحد بكره طيب

أمل بهدوء : سالم بس .. تمام طبعا ده شغلك

ناديه بهمس لداده وفاء : هي ازاي هاديه كده احنا ممنوع عننا كل حاجه ايه الهدوء اللي هي فيه ده

أمل و هى تنظر لناديه و دادة وفاء : يلا اطلعوا لموا حاجتنا كلها و هنروح شقه ناديه

قاطعه الضابط بحمحمه : احم .. اسف للمقاطعه بس ماينفعش مش دي شقه المعادي

_ ماينفعش ايه .. ايوه هي !؟

_ كل ممتلكاتك او ممتلكات انسه ناديه محجور عليها يعني محدش يقدر يقرب منهم ابدا من فلوس او شقق او شركات او مصانع ممنوع تماما

نظرت له أمل و هى تشتعل من الصدمه و لكن أخفت كل ذلك و هى تسمع حديث سالم بتنهيده . . .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي