الفصل التايع والعشرون

بعد القليل من الوقت خرجت أيلا من المرحاض تلف منشفة طويلة على جسدها وأخرى على خصلاتها نظرت بالغرفة تبحث عن بلال فوجدته ييتلقي على الفراش مغمض العينين يضع يده على جبينه اقتربت منه بحب ولامست ذراعه ممررة يدها عليه ليفتح عينيه ينظر إليها بإعجاب وكأنه يراها لأول مرة رفع يديه يضم بهما وجهها ليجذبها نحوه يضمها بحب وهو يفكر ما اجمل تلك المره التي يملك بين يديه الآن فهي تقارن بنساء العالم أجمع، تعجبت أيلا من حالة بلال ويده التي تتجول على جسدها برغبة وشغف يستكشف معالمه وكأنه لأول مره يلمسها ابتعدت عنه عندما وجدت يده قد ازدادت جرأة ووقاحه ويمكن أن ينتهي بها الأمر بأي لحظة بين ذراعيه يبثها عشقه وشغفه ولكن ما لا يعرفه أنها غير جاهزة لإشباع شغفه المميت بها، زمجر بغضب وهو يجذبها نحوه من جديد رغبة في تقبيل ثغرها الشهي ولكنه منعته ووضعت يدها على فمه قائلة بإبتسامة ناعمه خجله :

- هااااي بلال اهدأ حبيبي، لا يمكنك فأنا لست متاحة لتلك الجولات الشغوفه أنا خارج الخدمه لخمسة أيام

- ماذاااااا؟

صرخ بها منتفضا من مكانه لتصدح ضحكاتها بصخب ومرح أما بلال جلس بجوارها يسألها بإستهجان وغضب وقد استطاع استنتاج ما تقصده من حديثها :

- هل حقاً تقصدين ما فهمته؟

اومأت له بخجل لتزداد عيناه قتامة وغضب لينهض من الفراش ويقف بمنتصف الغرفه يضغط على يديه بشده مما تعجبت له أيلا ليهتف بغضب وصوت عالي :

- لا لا لا لما اليوم، لما اليوم آاااه


اجفلت من صرخته الغاضبه فنهضت وتقدمت منه تلمس كتفه بحب للإطمئنان عليه ولكنها انتفضت بفزع تنفض يدها بقوة صارخة بألم عندما شعرت بإحتراق يدها من مجرد لمسها لجلده الحارق، ألتفت إليها بلال وقد فزع من صوتها وتقدم منها على الفور يضمها بقلق مردفا :

- أيلا ما بك هل أنتي بخير؟

- آه بلال لقد احترقت يدي، جلدك كالجمار المشتعل يا إلهي لقد شعرت وكأنني ألمس قطعة حديدية منصهره

أجابته ايلا بدموع وألم فقبض بلال على كف يدها يرفعه أمام عينيه ينظر إليه فوجده شديد الإحمرار وجلده ملتهب ولكنه أبتسم بهدوء ومال على يدها ينفخ بها بحنان وحب أغمضت عيناها بألم شديد عندما شعرت بشفتي بلال يطبعان قبلات صغيرة خفيفه عليها ولكن ما هي إلى لحظات قليلة ولم تشعر بأي ألم بيدها فتحت عينيها تنظر بدهشة إلى يدها فوجدت أن إلتهابها اختفى وكأنها لم يكن بها شيء نظرت إليه بصدمة كبيرة فإبتسم بمكر ومال عليها يطبع قبلة حارة على شفتيها يقبلهما بنهم ولكن أيلا انتفضت بوجل وشعرت وكأنها تختنق شعور بالنفور اختلج قلبها لأول مرة فهي حتى لم تشعر بمثل هذا النفور بأول مرة قبلها بها بل اشتعل قلبها برغبة في المزيد أما الآن تختنق وقلبها يقرع بجنون حتى يبتعد وكأنه يطبق على أنفاسها ويخنقها، ابتعد عنها أخيراً لتزفر أنفاسها بصعوبة وعيناها مغمضة بخجل من نفورها الجديد عليها من زوجها فكرت بداخلها بأنها تشعر بذلك بسبب هرموناتها المتقلبة بمثل تلك الفتره وأنها ستعود لطبيعتها فيما بعد همس لها بلال برغبة وغضب مكتوم :

- كيف يمكنني التحمل لخمسة أيام لا أعلم، ولكن ما أعلمه أنني سأحترق كثيراً حتى تنتهي تلك الفتره

ضحكت أيلا بدلال ونعومة أشعل رغبته بها أكثر ليسب ويلعن بخفوت فمظهرها بتلك المنشفه مغري وابتسامتها الجميلة وبشرتها الناعمه لا يساعدانه على التماسك زفر أنفاسه بغضب لتهتف به وهي تتحرك من أمامه ناحية الخزانة تخرج لها ملابس تصلح للخروج وأخبرته بأنها ستخرج لرؤية أصدقائها القدامى قليلاً ثم تعود إليه من جديد رغم حزنه وغضبه من هذا القرار ولكنه فضل الصمت حتى لا تحزن جلس على الفراش وتابعها وهي ترتدي ملابسها فلعن وهو يتابعها وهي ترتدي قطعة قطعة من ملابسها ثم اتجهت نحو السراحة وصففت شعرها إلى أن انتهت وتقدمت منه تقبل وجنته بحب وابتعدت سريعاً قبل أن يتمكن منها غادرت الغرفه، ليجلس بلال وهو ينظر لما حوله ونهض يتفرس بالنظر إلى كل شبر في غرفتها تقدم من خزانتها يفتحها وإبتسامة خبيثه ترتسم على شفتيه قبض على إحدى قمصانها المنزليه ورفعه إلى أنفه يغمض عينيه يستنشق رائحته بعمق إلى داخله يفتح عينيه فجأة لتتحول إلى الأسود الداكن ويختفي منها اللون الأبيض نهائياً ليفح من بين أسنانه التي ظهرت لها أنياب عملاقه من العدم قائلاً بنبرة شيطانية جحيمية :

- وأخيراً أيلا حان الوقت لإمتلاكك سأكون أكثر من سعيد عندما أحصل عليك كما أردت وتخليتك بين ذراعاي منذ أن سمعت صوتك بتلك الليلة فمنذ تلك اللحظة وأنا اراقبك لم تفارقي عيناي ولو للحظة واحدة أنتي لي، فقط ملك لي، ملك لغوران لا غيره

ضحك بقوة وارتفعت ضحكاته الشيطانية بشر وهو يتوعد بإمتلاكها روحا وجسدا لا يصدق بأنه معها وأنها كانت بين ذراعيه يضمها ويشم رائحتها بحرية دون قلق من أن تبتعد عنه رغم أنه شعر بنفورها من قبلته ولكنه استطاع أن يتلاعب بأفكارها واقنعها بأنها تقلبات هرموناتها هي المسؤولة عن هذا الشعور وأن كل شيء سيكون بخير لاحقاً

عادت أيلا بعد عدة ساعات لتجد والديها يجلسان على الأريكة ينظران إليها ثم إلى بعضهما بإرتباك رغم غضبها منهما ولكنها لا تستطيع أن تقاطعهما لفترة طويله فإقتربت وجلست على المقعد المواجه لهما قائلة بإبتسامة خفيفه كعتذرة منهما رغم أنها لم تخطأ :

- هل ما زلتما غاضبين مني؟ إذا نعم فأنا أعتذر بشده صدقا لم أقصد أن اضايق أي منكما بتلك الطريقه ولكن تألمت حقا من تجاهلكما لزوجي والتعامل مع خوفي عليه بلا مبالاة وكأنه مجرد رجل عادي قد مر بحياتي وسيأخذ منها بعضا من الوقت وسيمضي كل منا في طريقه،امي أبي يجب أن تفهما بلال أصبح زوجي ولن نفترق أبداً عندما تنتهي تلك المشاكل ويعود كما كان سابقاً ستحبونه كثيراً كما أنا أحبه وأكثر هو يحبني بجنون ولا يمكن أن يكسر قلبي يوماً لذلك اطمئنا

- إذا كان هذا هو ما يريح قلبك صغيرتي فأفعلي ما شئتي وسنكون دائماً معك سندعمك حتى النهاية ونحن نعتذر عما بدر منا بحقه ولكن لنتنظر حتى يظهر هذا العاشق ونعتذر منه شخصياً

كان هذا صوت والدها يهتف لها بهدوء وجدية مرحا بأخر جملته لتنهض وهي تقبل وجنة كل منهما بحب تعانقهما ثم غادرت إلى غرفتها بعد أن استأذنت منهما وركضت إلى الداخل حيث متلهفة لرؤية بلال وضمه لقد اشتاقت إليه دلفت إلى الداخل ودرات بعينيها بالغرفة تبحث عنه فوجدته ممدد على الأريكة أمام التلفاز مغمض العينين ويبدو أنه نائم ابتسمت بمكر ثم دلفت إلى المرحاض وأخذت حمام دافئ سريعاً ثم خرجت وبدلت ملابسها لأخرى منزليه مريحه مكونه من بنطال قصير من اللون الأسود وتيشيرت بحمالات رفيعه من اللون الأصفر وبه نقوش صغيره باللون الأسود جففت خصلاتها ثم خرجت إلى المطبخ وقامت بتحضير طبق كبير من الفشار المملح الشهي والتي تعشق تناوله طوال الوقت وقد قررت أن تشاهد فيلمها المفضل مع بلال وتقضي معه بعض الوقت الذي قد يقرب بينهما بعيداً قليلاً عن وقاحته أمسكت الطبق بين يديها وذهبت إلى الغرفه ووضعته على الطاولة التي أمامهما ووضعت السي دي الخاص بالفيلم ثم صعدت على جسده بهدوء ولكنه كان كافي لإيقاظه فضمها بقوه على الفور برغبة وقد أتت إليه دون عناء طوق خصرها واعتدل لتجلس بين أحضانه ورغم أنه أرادها غقط عقاباً وانتقاماً من بلال ولكن اقترابها هذا أشعله وحرك شعوراً بداخله لم يشعر به سابقاً إتجاه أي أنثى على الأرض لا جنية أو انسية ضمها بشوق واغمض عينيه هامساً لها بضعف :

- هل إشتقت إلي جميلتي؟

- بشده، إشتقت إليك بشده بلال أشعر وكأني لم أراك منذ سنين وليست مجرد ساعات قليلة

أجابته بحب وحنان وهي تقبل عنقه قبلة رقيقة ارتعش لها جسده برغبة فهذه المرأة تحرك به مشاعر هي الوحيدة التي استطاعت جعله يشعر بها زمجر بتأثر عندما شعر بأنها تمرر أنفها وشفتيها على طول عنقه صعوداً ونزولا فلفها ليصبح ظهرها مقابلا لصدره وهمس لها بضعف وجنون :

- ألا تعلمين عواقب تصرفاتك حبيبتي؟ أنا لن أصبر كثيراً هاااا اهدئي واللعنة علي وعلى جسدي الذي يحترق شوقاً لكي

انقض عليها يقبل شفتيها برغبة واحتراق شوقاً لها فلم تلاحظ نظراته إلى نقطة ما أمامهما ووضعت يدها على صدره تحاول منعه وقد ضربها نفس الشعور الذي شعرت به صباحاً ولكن عندما رأت لهفته ورغبته حاولت عدم الإستسلام لتلك المشاعر اللحظيه وحاولت مجراة قبلته لها والغوص معه بتلك المشاعر التي كانت تفقدها صوابها سابقاً


***

في مكان ما شديد البشاعة من يراه يرتجف جسده من شدة الذعر في عالم آخر موازي لعالم البشر وبداخل كهف مظلم كان هناك بركن ما بالكهف مقيد اليدين والقدمين بغلال حديديه معلقه بسقف المكان والدماء تنزف وتسيل من جرح رأسه العميق أنفاسه ثقيلة مغمورة بداخله يكاد يستطيع أن يزفرها من شدة الألم الذي يعصف بجسده وبالأخص رأسه لا يعلم أين هو ولكن قلبه غير مطمئن لتلك الرائحه ويخبره بأن هذا المكان هو إحدى الإمكان في ذلك العالم الذي يحارب حتى لا يعود إليه من جديد قلبه يخبره أنه هناك ولكن عقله يرفض وبشده إحتمال عودته ويخبره بأنها فقط أبعدته عن حبيبته التي تحترق من فكره زواجهما كما أخبرته عندما ظهرت أمامه من جديد لا يعلم منذ متى وهو هنا فهو أستيقظ وجد نفسه معلقاً بتلك الوضعيه غامت عيناه بالدموع وهو يفكر بحال صغيرته التي من المؤكد أنها أستيقظت ولم تجده فتكاد تموت خوفاً وقلقاً عليه اشتعل جسده بغضب حارق وهو يتذكر ما حدث صباح اليوم الذي نهض به من جوارها يدخل إلى المرحاض لأخذ حمام دافئ ينعش جسده المرهق بعد قضاء وقت ممتع ومميز مع صغيرته الفاتنه

نهض من مكانه ينظر إليها بعشق ليميل عليها يقبل شفتيها قبلة خفيفه كرفرفة الفراشة واتبعها بأخرى على جبينها يستنشق رائحتها العبقه بنهم وحب ثم أبتعد ونهض عن الفراش متجهاً نحو المرحاض ولكنه توقف أمام الباب ونظر إليها من جديد وقلبه يقرع بداخله بجنون يشعر بإختناق لا يعلم سببه ليعود إليها مجدداً ويغمرها بشده يدفن وجهه في عنقها وكأنه آخر مرة يراها بها أبتعد عنها فور أن شعر بتململها حتى لا يقلق نومها فليدعها تستيقظ على راحتها دلف إلى المرحاض وفتح الدوش بكابينة الاستحمام لتغمره المياه الدافئة من كل مكان لتشعره بالراحة والاسترخاء انتهى بعد مدة قصيره وخرج يلف منشفة على خصره وأخرى يجفف بها وجهه وشعره يبتسم بهدوء وفرحة عارمة لأنه وأخيراً حصل عليها بالحلال وأصبحت زوجته أمام الله والعالم أجمع أبعد المنشفه من على وجهه في طريقه للخروج من المرحاض ولكن تسمرت قدميه بمكانها وإتسعت عينيه بصدمة وغضب وهو يراها تقف أمامه تتكأ على الباب تمنع خروجه بصورتها البشرية التي أعتاد رؤيتها عليها أيام زواجهما تقف أمامه دون ملابس ودون خجل وكأنها تظن أنها بتلك الهئية قد تأثر به وتجعله يعود ويركض إليها مقبلاً إياها بشغف كما كان يفعل بالسابق بأوقات مشابهه لا تعلم بأنه لا يطيق النظر إلى وجهها فمهما كان مفتون بجمالها سابقاً إلا أنه الآن ومهما تصورت في اجمل الأشكال لن يرى إلا صورتها الحقيقة البشعة والمقززه، هتف بغضب وهو يتقدم منها يكاد يجن كيف خرجت وهي ممنوعة من الخروج من عالمها وقد أصدر والدها فرمان واضح بذلك لقد هربت منه بتلك الليله ولكن اليوم ان تهرب أقترب منها بغضب وتوعد قائلاً :

- أنتي! كيف خرجتي، كيف وصلتي إلى هنا واللعنة ماذا تريدين بعد ألم ننتهي ألا يكفي ما حدث لي بسببك؟ لقد نجوتي بالمرة السابقه ولكن اليوم لن أتركك سوى وأنتي جثة هامدة

مد يده ولكن وقبل أن يقبض على شعرها شعر بيدين ضخمتين تقبضان على عنقه بقسوة شديدة وقبل أن يلتفت ويرى من يخنقه هكذا وجد نفسه يرتفع عن الأرض ويلقى بقسوة عليها مجدداً ولكن ليس قبل أن ترتطم رأسه بالحوض وينفلق رأسه من شدة صلابته بجرح كبير مخلفا عنه بقعة دماء كبيره عليه صرخة مدوية خرجت منها وهي تتقدم نحوه بلهفة وكانت آخر ما سمع قبل أن يغيب عن الوعي تماماً وهو لا يشغل باله سوى ما يمكن أن يحدث لصغيرته النائمه بسلام في الخارج رغم محاولته عدم الإستسلام لدوامة الظلام التي تجذبه بداخله حتى يطمئن عليها ولكن كان كل شيء أقوى منه ليقع مغشياً عليه بلا أدنى مقاومة

خرج من شروده في ذكريات تلك اللحظات على صوت أقدام تقترب منه لم يستطع رفع رأسه والنظر للقادم ولكن تلك الرائحة الكريهة واللعينة أخبرته عن هوية القادمة دون حاجة للنظر إليها، تأكد من وجودها عندما صدح صوتها ذو النبرة الدامية تتحدث بسخرية ومكر شديدين :

- زوجي العزيز كم إشتقت إليك، وأخيراً عدت إلى ديارك يا صغيري لقد هربت بالمرة السابقه وانقذتك من بين يداي تلك المعتوهه ولكن هذه المرة لم يستطع أحد إيقافي

تحامل على ألمه وعافر لرفع رأسه ونظر إليها بغضب وإسمئزاز وكلماتها تطرق أذنيه لتشعره بمدى مكر وخطورة حديثها الساخر نطق بكره وغضب عارم يرفض فكرة أنها اعادته إلى عالمها القاسي عليه :

- أين أنا أيتها الملعونه لا يمكنك الدخول بي إلى عالمك من جديد أين احضرتني تلك المره

- ولكني فعلت وأنت في عالمي الآن ولكن بمكان منعزل عن عيون جميع الجان بمكان لن يخطر على بال والدي أو أي أحد بجانب لعنتك المعلقة يا روحي فأنت بداخل كهف من كهوف جزيرة السوريان

اقتربت منه حتى تلامست انوفهما لتتجعد ملامحه بنفور اغضبها ولكنها تجاهلت نفوره وأجابته بخفوت ومكر بنبرة صوت قاسية وشامته، تجمدت تعبيرات وجهه وهو ينظر إليها ببلاهة لا يصدق ما قالته هل حقاً نقلته لتلك الجزيرة التي لا يذهب إليها إلا من هو ملعون ومنفي من قبيلتهم فهي تعتبر المركز الأكثر قوة والأكثر غموضاً في هذه القبيلة وهذا يعني شيئاً واحداً وهو أنه لن يكتشف أمره أحداً ولن ينقذه أحد أتت بباله صورة أيلا صغيرته وهي تبتسم له بحب تخبره بأنها ستظل بجواره دائماً ولن تترك تلك المعلونه لتقترب منه مرة أخرى دمعت عيناه بألم وعجز وهو يهمس بإسمها بلوعة وشوق :

- أيلااا

- ههههههههه لا تقلق فزوجتك العزيزة بخير وسلامه إلى الآن، حتى أنها غافية بين ذراعيك براحة وهناء دون وعي لما يحدث معك

جحظت عيناه بصدمة عندما وصل إليه معنى كلماتها ولكنه أنتظر توضيح منها وهتف بها بتوجس متسائلاً بعدم فهم أو هكذا تداعى :

- ماذا تقصدين بحديثك، كيف يعني تكون بين ذراعاي وأنا أسير عندك ومقيد هنا؟

- ولكنها لا تعلم ذلك، وبصراحة لم استطع تركها وحيدة لم يطاوعني قلبي أن اخيفها واتركها تبحث عنك كالمجنومة دون جدوى حتى تنتحر وهي تظن أنك تركتها وتخليت عنها لذلك أرسلت لها من يأنس وحدتها ويشبع رغباتها العاشقه لك وليطمئن قلبك أنها بخير سأدعك ترى بعينيك ما يثبت لك صدق حديثي

أجابته بمكر وإبتسامة شريره خاليه من الرحمه اتبعت حديثها برفع يديها إلى الأعلى أمام عينيها وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة له ولكن وبعد لحظات وجد سحابة من الدخان الأسود تتشكل بين يديها على شكل دائرة ثم توسعت تلك الدائرة لتشبه الشاشة الصغيرة فنظر إليها وعيناه تذرفان الدموع بغضب وعجز وهو يرى ما شل حركة جسده واعتصر قلبه من شدة الألم فصغيرته وحبيبته زوجته الحبيبه تجلس على أريكة غرفتها تتناول المقرمشات بينما تجلس بين أحضانه كما تظن هي نظر لذلك الكائن الجالسة بين ذراعيه ليجده ينظر نحوه بخبث مبتسماً بمكر وكأنه يراه وهو يزيد من ضم خصر أيلا وينحني مقبلاً عنقها وصدرها وهي تضحك وتكركر بعشق ثم مددها على الأريكة وهو يعتليها وفجأة أغلقت جارين يديها تصفق بهما فلم يعد يرى شيئاً ليسمعها تقول بصوت شامت :

- اووه لقد انتهى العرض، فلنترك بعض الخصوصية للعاشقين يا رجل أم أنك لا تتفق معي؟


- سأقتلك أيتها الملعونه لن أتركك أقسم لك برب العرش أنني سأقتلع قلبك من مكانه وامزق جسدك إلى أشلاء صغيره وارميها إلى كلاب الشوارع الضاله لتنهشها وهذا الحقير الآخر سيحترق ويتحول إلى رماد إن حاول الإقتراب من زوجتي ستكتشف الأمر أنا أكيد بأنها ستكتشف أمره وحينها أن ينقذه أحد من بين أسنانها

صرخ بها بغضب وهو يشعر بعالمه ينهار أمام عينيه وهو عاجز عن التحرك والدفاع عن زوجته رؤيتها بين ذراعين ذلك الكائن مزقته وكسرت قلبه تظن بأنه هو من معها تسلمه جسدها عن طيب خاطر وهي لا تعلم الحقيقة يلمسها كما يفعل وهي تبتسم دمعات حارقة إنسابت على وجهه بقهر وغضب من نفسه يشعر بالعجز نيران الغضب تنهش قلبه ولكن يخذله جسده فهو مقيد وضعيف لدرجة أنه لا يستطيع تحريك إصبع من أصابعه حتى


***

أخذت تضع ثيابها في الحقائب وتقوم بترتيبها استعداداً للمغادرة مع عاصي بعد عقد القران دلفت اليها سيلينا تبتسم لها بحب وربتت على كتفها قائلة بجدية تبث بعض القوة بداخلها مع علمها بأنها لا تحتاج لذلك فصديقتها قويه ولا تهزم ببساطه :

- هل أنتي مستعده؟ أرى أنك جاهزة وقمتي بتوضيب حقائبك أيضاً

- نعم علي الإنتهاء من تلك التحضيرات حتى نرحل إلى منزله بعدد عقد القران، فما رأيك أليس علينا أن نبدأ سريعاً في تنفيذ مخططنا؟

ابتسمت بخبث لتبادلها سيلينا ابتسامتها وهي تتذكر اتفاقهما معا عندما أتت إليها وكانت بحالة سيئه لا تعي لما يدور حولها تتذكر كيف صرخت بها وهي تهزها بغضب شديد تنهرها حتى تعود لوعيها

"تريدين الموت أليس كذلك؟ تودين الموت دون أن تأخذي بثأرك ستتركين العالم وسيحيا هو براحة يمرح ويدور هنا وهناك ولن يعاقب عما فعله بك"

صمتت تبكي وتنساب دموعها بضعف لم تجيبها فهي حزينه جدا مجروجة منه أول رجلاً تعجب به وينبض له قلبها خدعها وقام بالإعتداء عليها دون أي ذرة شفقه أو رحمة نفت برأسها بألم وهي تنظر إلى صديقتها التي تصرخ بها لتشعر بالنار تشتعل بداخلها أكثر مما جعلها تصرخ بقوه وألم غاضبة منه بشده كم تود تمزيق وجهه وجسده إلى أشلاء متناثرة صغيره لا تعثر عليها الكلاب حتى

" أنا لا أريد الموت أريد تدميره اريد سحقه تحت قداماي أريد إذلاله بهذا العشق الذي يهتف به أمام وجههي لا أريد الموت، أنا أريده مذلولا. أمامي وسأفعل"

هتفت لها سيلينا بإبتسامة خبيثه تظهر مدى قوة تلك الفتاتان وأن لا يوجد شئ بعد يستطيع كسرهما عادت من ذكريات ذلك اليوم وهي ترى هاندا تغلق الحقائب وترتدي فستانها الأبيض القصير :

- أرى أنك انتهيتي، حسنا لنذهب ولكن لأخبرك شيئاً وارجو ألا تغضبي مني وقومي بالتفكير بذلك جيداً حسنا، هذا الرجل عاصي مغروم بك حقا لو كنتي رأيتي عيناه وهو خارجاً من غرفتك بعد أن وافقتي على الزواج به فكان يكاد يطير من فرط سعادته

- سيلينا لا تبدأي رجاء حتى لو كان يموت بي عشقا وإن كان فعل ما فعله بي واعتدى علي بدافع الحب وأن يمتلكني فأنا سأجعل من هذا الحب علقما يمرر حياته كالشوك المغروس في حلقه لا يستطيع ابتلاعه أو إخراجه ينغص عليه حياته ويؤلمه كلما تنفس أو ابتلع رمقه سأصبح مثل السرطان اتوغل في خلايا جسده ودمه لأدمرها ولن يستطيع التخلص مني بسهوله ورغم حبه الذي توغل بقلبي ولكن بفعلته تلك سأقسو على قلبي وادعسه بحذائي سيكون مثل الخاتم بإصبعي وسأكون كحبل مشنقة يلتف حول عنقه يخنقه ولن بتمكن من لفظي خارج حياته

- اوووف كم أنتي قاسية يا فتاه، اللعنه عليك عاصي لقد فتحت أبواب الجحيم بوجهك كان الله بعونك أو بمعنى أدق رحمة الله عليك

هتفت بها سيلينا بمرح وهي تضحك بصخب لتخرج معها إلى الخارج تجران الحقائب خلفهما حتى وصلا إلى الأسفل حيث تنتظرهما والدة هاندا مع عاصي ووالدته التي تراه هاندا للمرة الأولى وكم شعرت بالحنان إتجاه تلك السيدة فعيناه تشع حنان وحب لها اقتربت منها وقبلت يدها وجبينها بحب خالص وركب الجميع عداها هي وعاصي الذي حمل الحقائب ووصعها بشنطة سيارته ثم ألتف حول السياره لينظر إلى هاندا بحب فمظهرها خلاب يخطف الأنفاس
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي