الخيط الثانى عشر

العشاق مصابون بداء الحُب فى قلوبهم عينيهم
تُقطر حنين وشوق ونظراتهم تبوح بحديث صامت
غير قادرين على نطقوا أصابتهم لعنة الحُب وانتهى
الامر "


تسللت على أطراف أصابعها وعينياها تتلفت كل فنية والأخرى تتابعه حتى لا يأتي خلفها دلفت لغرفه وهي تغلق الباب بهدوء وبدأت في تفتيش بكُل أنش في الغرفة بعد فترة وقفت في مُنتصف الغرفة وعينياها تتدور بإرهاق وهتفت بخفوت:

_ هيكون فين يا ربي

انهمرت دموعها بقهر تِلك الحيلة التي تفعلها لم تاتى بِنَفْع لو لم تحصل على جواز سفر خاصتها كثت على الارضيه الصلبة ليلفت نظرها وجوده شنطه
سفر وبها بعض الهدوم التي

 تخصهُ اقتربت سريعا لتبحث داخلها حتى عثرت عليه بداخل تيشرت خاص

به ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتياها لتعتدل من وضع الملابس في مكانها ووضعت في ملابسها
 التي ترتديها صعدت الأعلى لتقع عيناه عليه يقف
بعيد وهو يتحدث في الهاتف بعصيبة جعلته
يبدو شيطانا

هتفت ليلى بالقرب منها:
_كُنتِ فين!؟

لم تتحدث معها بل تركتها واقتربت لتأخذ كأس من العصير وهي ترتشف منه بسعادة لقرب وصولها لغايتها الأمر مُمتع وهي تُمثل عليه الحُب وتراه
غيرة فهد التي تروق لها وبشدة وقرب خلاصها منه


اقتربت سما منها لترفع يدها حتى تحملها انحنت لتحملها بحُب وهي تغدقها بقبلات وتعالت ضحكاتها هتفت فيروزة:

_اعتقد لو خلفتي بنوته هتشبها آوى لأنها شبهك اووى الفرق اللون العينين

ابتسمت بأتساع وأكملت:
_يمكن!؟

تركتها لتقترب من أحمد ولفت يدها حول خصره ورفعت عينياها بتتطلعه بهدوء:
_أنا زهقت من هنا إمتى نرجع لبيتنا

أزداد خفقان قلبه لقربها منه ليزداد من ضمها وهو يهتف بابتسامة:

_يومين ونرجع بس تبقى مشغول عنك كمْ يوم هحل فيهم كم مشكلة عندي فى شُغل

هزت راسها بالموافقة ليجذبها اكثر الاحضانه وطبع قبله على خُصلاتها

في سيده زينب
توقفت أمام منزلها وعينياها تتدور بكُل أنش باشتياق لبيتها التي قضت اكتر من خمسة وعشرين عاما بداخله انهمرت دموعها وهي تتذكر فترة حملها وولادتها لابنتها شروق التي كبرت أمام عينياها أزداد بكاءها وهي تنظر لصورتها اَلْمُعَلَّقَة على الحائط باللوم على ما اقترفته بحق نفسها أولا

هتفت تِلك سيده التي تخطت عامها الأربعون بهدوء بعدما نظفت لها غرفتها:

_أنا نضفت الاوضه تعالى اقعدي فيها لحد ما أكمل
تنضيف

لم تتفوه بكلمة تقف مُتَصَلِّبَة أمام صورتها ودموعها تنهمر بغزارة جذبتها بعدما يأست بأن ترد عليها
لداخل غرفتها وساعدتها في الجلوس على
الفراش هتف

نعمات وهي تراه المكان يُضيق بها وهي تتذكر أفعال ابنتها شنيعة مُنذ صغارها وزوجها يبتسم ويهتف بِحَدِيثِهِ لطيف لابنته دائما

" سيبها تتدلع طول ما احنا عايشين لما نموت هتتدلع على مين؟!"

هتفت بخفوت وبكاء:
_ضاعت بسبب الانانيه لو قبلت رفضه لحبها مكنتش ماتت ليه دايما بنسعى الاذي لنفسنا

رُبما كان عليهم بأن يقولوا لها "لا" حتى تتعود على رفض ولا تُتدبر مؤمرات لتحصل على حبها

مررت دقائق باكيًا حتى تذكرت تِلك صغيره سما ركضت لخارج وهى تهتف لتِلك سيده انا عايزه اكلم ادهم
بسرعة

هزت راسها بالموافقه لتتصل به بعد دقائق وصلها
صوت جاسر لتهتف بعمليه:
_عايزه تكلم ادهم، وانا معرفش هو مين؟!

هتف جاسر بعمليه:
_تمام اديها الفون

اقترب من ادهم ليعطى له الهاتف بعدما اخبره بأن
نعمات تريد الحديث معه جاء أن يتحدث ولكنها
لم تعطى له فُرصه وهى تهتف ببكاء ونحيب:
_انا عايزه اشوف سما!؟

_حاضر اول لما ارجع من السفر هجبها تشوفك

حاولت محو دموعها وهى تهتف بآمل:
_بجد هتخلينى اشوفها

_اكيد يومين وهتلاقيها عندك بس انتِ متعيطيش
واسمعى كلام ألهام

اغلق الهاتف لتهتف ليلى بضيق:
_انتِ بجد هتروحلها تشوف حفيدتها

هز رأسه بالموافقة وأكمل بجديه:
_ست فقدت بنتها وأكيد هتحب تشوف سما كل
فترة عشان تشم فيها ريحتها

كتفت يدها أمام صدرها وهي تهتف بغيرة:
_وأنت بقى بتشم فيها رائحتها ولا إيه

جز على أسنانه بضيق وأكمل بعصبية:
_ليه مش قادرة تفهمي أنها بنتي وميهمنيش بنت
مين حتى لو خلفت من واحدة في شارع هتفضل بنتى حقيقه مش هنقدر نغيرها وحبها عندى ملهوش
علاقه هى ام تكون مين ياريت منتكلمش فى
الموضوع ده تانى لانه بيعصبنى

زمت شفتياها لِثَوَانٍ وأكملت بتلعثم:
_أنا مقصدتش كده بس أنا بغير عليك يا أدهم

رفع حاجباه بتعجب وهتف بهدوء:
_بس دى واحدة ميتها وبعدين أنت عارفة أنى
محبتش غيرك ف بلاش نتكلم في
الموضوع ده تأنى

هزت رأسها بالموافقة على حديثه وهى تتطلع له
بصمت تام

فى منزل حسين
اقتربت غاليّه ببروز بطنها وهتفت برجاء:

_أنا عايزه أزور بابا آخر مرة كلمته كان صوته باين أنه
تعبان أوى مش قادرة استنى تأنى كل يوم بيمر قلبي بيوجعنى عليه أكتر هو بقي قاعد لوحده والوحدة
صعبة وممكن يهمل في صحته

هتف حسين بهدوء:
_أنتٓ عارف أن شُغل في المصنع مبيخلصش بس
أوعدك قريب جدا اننا نقعد كمْ يوم وبالمرة أشوف
ادهم بقالى سنه مشفتهوش‏

زفرت بضيق وقد تجمعت دموع في عينياها وهتفت
باختناق:

_أنت عارف أنى آخر مرة اشوفه وقت موت ماما من
سنه ونص وكل أسبوع تقولى معلشِ عندي شُغل
والأسبوع يجر شهر وشهر جر سنه ونص وممكن
يموت وملحقش اشوفه وأنت عارف أنه مهمل
في صحته

حك رقبته بهدوء ورفع عينيه من على الملف وأكمل:
_طب قوليلى نعمل إيه وأنا عندي اجتماع بكره!؟

_خلاص نسافر انا وابنك وانتَ خلاص وتعال
رفع حاجياه باستغراب وهتف بجديه:
_يعنى انتِ شايفه كده، عايزنى اسيبك تسافرى لوحدك ليه مش شايفنى رجل ده انتِ مبتنزليش هنا لوحدك من كتر خوفى عليكم

انهمرت دموعها بحُزن واكملت:
_عشان انتَ مش واثق فيا!؟

اعتدل فى جلسته وهو يمسح على وجهه ليهدا
واكمل حديثه مرادفاً:

_انا مش واثق فى الناس اللى بره انا كل يوم دمى
بيتحرق وانا بشوف رجاله بره عامله إزى وهى بتتعد
على حرمه غيرها حتى الاطفال بقى يأذهم العالم بره مريضه ومش هقدر اسيبك تخرجى فى مكان لوحدك
وده خوف عليكِ

اقترب منها ليمرر انامله على وجهها ليمحى دموعها وهتف بهدوء:

_بكره بعد الاجتماع هنسافر بس متعيطيش
جذبها ليضمها بقوة وهو يمسد على ضهرها بحنان
طاغى جعلها تتوقف عن البكاء ابتعد قليلا شعرت
بشفتيه بين شفتياها يقبلها بحُب وشغف

مررت دقائق تليها ثوانى يشعر بنيران تحرقه وهو يقف عاجز عن إيجادها لم تكن بنسبه له تلك صغيرة صاحبة غابات زيتونية الآمر أكثر من ذلك بكثير فهى نفس الذي يتنفسه آه لو تعلم مكانتها بقلبه لكنت رضيت
بوجودها معه بدلاً عن الهروب أو حبها لذاك
الفهد
تلفت حوله وهو يهتف بغضب :

-إزى مش عارفين توصلولها لحد دلوقت إ
مسح على وجهه ليهدأ وهتف جاسر:
_ممكن تهدوا لحد ما نوصل ليها أكيد هترجع الصعيد أو هتسافر الامريكا

جحظت عيناه بصدمه وهو يهرول اتجاه حقيبته فتحها بسرعه وهو يُلقى ملابسه بعشؤائيه

أنهى بحثه وهو يجلس على الارضيه بصدمه أذا أخذته وهو لا يعلم لقد قطعت أول عقده عقدها فى الخيط الذي يجمعهم

تجلس بشرود وهى تنظر ل سما التى تتطلعها بين الفنيه والأخرى لشفاه مزمومه وكأنها تعلم بأنها من ألقتها عامدآ

وضعها ادهم على قدمايها وهتف بهدوء:
_انا عارف انك مش بتحبيها بس خالى بالك منها بس لحد ما نلاقي لوسيندا

حاوطها بهدوء وهى تهتف لسما بصوت منخفض:
_وجودك فى حياتى حاجة صعب اتحملها حتى ولو ملقيش علاقه بشروق بس انتٍ وجودك فى حياته غلطة هيفضل يدفع تمنها لمميت


التقط أنفاسهُ بصعوبه وهو يراها هيئتها الحزينه لقد مر على زواجهم اكثر من ثلاث سنوات ولم يرزقوا ب أطفال جلس بجانبها وهو يُداعب خصلاتها الناريه وهتف بحُزن :

_أحنا مش أتفقنا اننا نقفل الموضوع ده،والاطفال رزق وربنا لسه مااردش

_ أيه رايك نجرب دكتور تانى، احنا بقالنا تلات سنين فى نفس المكان ومع نفس دكتوره ومحصلش حمل ،يبقى نجرب حد تانى ؟!

_ هو أنتِ ليه مش قادره توقفى كلام عن الموضوع ده بقالنا تلات سنين فى نفس دوامه علاج تحاليل كشف يبقى خلاص

غرام ببكاء:
_الانى مش هوقف محاولات إلا لو انتَ مش عايز أطفال منى ؟!

أعتدلت فى جلستها وهى تبتعد عنه واكملت " انتَ عايز تخلف منى ولا لا"

اولاها ظهرهُ هو يردد بصوت اجش:
_بضبط انا مش عايز اخلف دلوقت انتِ لسه صغيره ومش حمل مسئوليه طفل واياكِ تفتحى الموضوع ده تانى انتِ فاهمه

زاد نحيبها وبكاءها واكملت بتلعثم:
_تمام وأياك تقرب منى بأى شكل من الاشكال لحد ما تنتهى فتره المُنتجع ونتطلق الانى مُستحيل أقعد معك فى مكان واحد مّره تانيه

اتجهت لخارج ودلف لغرفه الاطفال واغلقت الباب بعنف وضعت يدها على ثغرها لتمنع صوت شهقاتها وهى تقطع الغرفه ذهابا وايابا تشعر بنيران أشتعلت بقلبها كانت فقط تُريد طفل يشبه لياتى هو ويهدد أحلامها تكورت على الفراش ببكاء وهى تغمض عيناها بألم

أما فى الخارج وضع يده على وجهه ليهدأ من أعصابه وهو يهاجمه كلام دكتوره لتجعل الرؤيه تتلاش وهو يتذكر " أنتَ مش هتقدر تخلف ؟!"

" للاسف كورس العلاج فاشل ومنجحش بواحد فى الميه ، متقلقش هنجرب من تانى الموضوع عايز صبر "

" ده أبتلاء وربنا حابب يختبر صبركم "
"متقلقش ممكن العلاج مينجحش من مره واتنين او الخامسه بس أكيد هينجح فى يوم "

قبض على يده على ابيضت مفاصله وهبط بها على زجاج المرايه ليتحطم ويتحطم معه حياته لم يكفى بل كسر كل شئ امامه ليحل الخراب على الغرفه

جلس على الارض وهو يستند براسه لخلف وهو ينظر لكف يدهُ الذي يقطر دماء شعر بها بأنها تقف خلفه انتظرها تقترب ويضمها الاحضانه ولكنها خيبت آماله وعادت لتِلك الغرفه هبطت دمعه حارقه على وجنته وهو يعلم بأن أخر خيط انقطع فى علاقتهم

فى منزل حُسام
يقف ينظر لصوره والداته بدموع لقد تركته ورحلت تذكر ذاك الحادث الذي سرق منه الكثير والكثير وجعل من كل شئ رماد

قبل عام " فى المُستشفى"
حاله من الهرج والمرج بداخل وصوت صراخها الذي يعلو ليشق سكون الليل هتف حُسام بلهفه لتِلك الممرضه " انا عايزه أفهم ايه اللي بيحصل جوه "

الممرضه بسرعه :
_الولاده الصعبه طفلين فى حاله سيئه والام عندها نزيف ؟!

بلع ريقه بصعوبه لتُربت على كتفه وفاء بحنان وعينياها مليئه بدموع رافضه الهبوط حتى لا تضعفه خارج دكتور ليهتف بعمليه :
_ لو نزيف موقفش خلال ساعات هنضطر نشيل الرحم

شعر بضيق فى التنفس ولكنه تمالك نفسه واكمل" طب وطفلين "
دكتور : ضعاف ومحتاجين يقعدوا فى الحضانه

جلس على الارض بضعف وصدمه لقد مر حملها طوال سبع شهور طبيعى أنقلاب فى يوم حالتها لتبقى بكل ذلك سوء نظر لهيئتها المُتعبه وهى تخرج من الغرفه على سرير النقال ووجهها الشاحب شحوب الموتى لم تتحمل وفاء منظرها لتسقط فاقده للوعى

اقترب بلهفه وسرعه وهو يحاول أفاقتها واجتمع حوله الممرضين ليساعده فى نقلها لغرفه الكشف اقترب دكتور وهو يحاول أفاقتها ليهتف باسف :
_البقاء لله

رمش عده مرات فى نفس ثانيه وهو غير قادر على أستخرج حرف واحد لياتى اليه خبر وفاة ابنته هى الاخر جلس على اقرب كرسي وجسدها ب أكمله ينتفض وهو يشعر ببروده الجو حوله وضع يده على جبينه وبكا بقهر لا يعلم أيحزن على من ولا من ؟!

عوده لواقع
فاق من شروده على يدها التى وضعت على كتفه بحنان ليمحى دموعه سريعا وهو يشدد من أحضاتنها هتفت ببكاء :

_أنا أسفه كل حاجه وحشه بتحصل بسببى ، ياريتك مكنتش اتجوزتنى ؟!

شدد من أحضاتنها واكمل:
_انتِ ملقيش سبب فى اى حاجه حصلت ده عمرها وانتهى لحد كده وبنتنا ربنا عوضنا ببيجاد

نظر لذلك طفل الذى نجاه من ذلك اليوم باعجوبه وعاد بنظره لبروز بطنها وهو يمررها بحنان عليها واكمل:
_والطفل اللى جاى فى الطريق مش هتخنقى الواد وانتِ بتربطى بطنك وانتِ رايحه اى مكان

سندت راسه على صدره واكملت بخوف:
_خايفه يحصل حاجه زى المره اللى فاتت فمش عايزه حد يعرف انى حامل غير لما يتولد

مسد على ظهرها وخصلاتها وردد" ان شاء الله كل حاجه تمر بخير"

جلس على الاريكه وهى بجانبه خوفه من فقدنها يسيطر عليه لم يبقى له سواها احضتنها ليستنشق رائحتها

فى مكان أخر
تجلس وتضع راسها على زجاج سياره ودموعها لا تتوقف من الهبوط تبكى بنحيب لما هى تؤؤل اليه لحظات فقط وسوف تنتهى الامحال توقف أمام مبنى ليهبط ويأتى سريعا ليفتح لها الباب هبطت بخطوات بطيئه وهو يساقها كدبيحه نحو هلاكها توقفت أمام للافته المدون عليها أسم المأذؤن

جذبها بحنان لداخل وهو يهتف بابتسامه عريضه تُزين ثغرهُ:
_مبروك مقدما ياحبيبتى

مرر نظره على بكاءها وارتعاشها الذي يتزيد بشكل ملحوظ حاوطها ليعانقها بقوه ودفن وجهه فى عنقها وهو يستنشق رائحتها وأكمل بخفو :
_وافقى وعمرك ما هتندمى أوعدك أنى مش هتخلى عنك زى ما فهد عمل هو وجدك

شدد بقسوه من ضمها واكمل من بين أسنانه:
_لازم تواففى الانك ملقيش غيري تعرفي أن جدك بيدفع فلوس لمامتك عشان ترفض ترجعلها اخدك منها وزرعك وسط شياطين واولهم هو باعك عشان شغله حتى مسئلش عليك سنتين وتلات شهور مروا ما اخدش اى قرار يرجعك بيه اعترفي أننا مكتوببن لبعض أنتِ ملقيش حد وانا كمان هنكمل بعض ؟!

لم تتفوه بحرف وهى تشعر ب أنامله يمحى بها دموعها انتهى ليقبض على يدها ودلف لداخل

لا تعلم كم مر من الوقت وهى تجلس هكذا طيفه محاوطه تتذكر وجوده بجانبها ورائحته فاقت على صوت الماذؤن وهو ينهى حديثه "بارك الله لكم وبارك عليكم وجمع بينكما في خير "

رفعت مُقلتياها لتقابل عيناه التى تتطلعها بأنتظار للتوقيع ذلك العقد الذي يحمل صك عقوبتها الابديه وقعت عليه بروح خاويه لتتسع أبتسامته اكثر واكثر وهو يستعد لذلك لقاء القريب أملا بأن يكسر ذلك الفهد وهو يراها بجانبه

أنتهوا لياخدها وينطلق نحو المُنتجع مُنتظرا الغد سريعا ليعلن زواجه منها فى حفله الافتتاح الذي سيحضر الكثير من رجال الاعمال والصحافيين والاهم عائله ثابت والحسينى برغم حصته التى لا تتعدد الخمسه وعشرون بالمئه إلا أنه هو سيضغط على جاسر ليعطى حصتهُ ليُدير هو المُنتجع وتقع الاداره من يد فهد؟!

هتف بعصبيه وتحذير عندما راها مازالت تبكى :
_بطلى زفت عياط مببتعبيش من كتر البكا ، أياكِ تبكى قدامى مرّه تانيه انتِ فاهمه

لم تستوعب ما يتفوه به ليزداد بكاءها ونحيبها بصوت عالى وهى تلكزه وهو يقود سياره كاد أن يصدم فى سياره التى أمامه بعدما انحرف أثر ضرباتها التى لم تتوقف توقف بسياره بعدما سمع سب من سائقين السيارات زفر بصوت عالى وهو يحازل التقط أنفاسه الهاربه أكان على حافه الموت ألان

جذبها من خصلاتها الفحميه بعنف وهو يكاد أن يقتلعهم فى يده لتصرخ بألم وهى تحاول أبعد يدهُ عنها ليهتف بتحذير :
_اللى حصل دلوقت ميتكررش مرّه تانيه

انهى حديثه وهبط براسها على زجاج العربيه بعنف جعلها تتاوه بصدمه وقد اجتاحها الصداع وهى تشعر بتلاشى رؤيه لتغمض عينياها بألم

شعرت بيده على وجهها يمسد مكان الضربه بحنان وهو يهتف بحُزن:
_مكنتش عايز اذيه يطولك بس انتِ اللى أضطريتنى اتعامل معكى بطريقه دى انا أسفه

اقترب ليمرر أنفه على وجهها بهوس وهو يستنشق رائحتها الغربيه الذي ادمنها ابتعدت عنه ك من لذعها عقرب ليقبض على يده ويكمل قياده وهو ينظر لها من فنيه الى اخرى وهو يجز على أسنانه

فى قصر الحسينى
أجتمع الجميع على مائده يتناولون الطعام يجلس الحسينى على مقدمه الطاوله وبجانبه مراد وزوجته وعلى الجهه الاخرى فهد وادهم وتِلك صغيره المُتشبثه بفهد وهى تلعب بساعته السوادء المُزينه يدهُ هتف الحسينى :
_انتم هتسافروا امتى ؟!

فهد بهدوء :
_ساعه وهنبدا نتحرك برضو مش حابب تحضر ؟!

هز راسه برفض واكمل :
_مش حمل سافر وياريت انتَ كمان متسافرش عشان احمد هيجى مش عايزين مشاكل ؟!

جز على أسنانه بقوه وهو يحاول أن يهدا ومرر نظره لجميع الذي ينتظروا أجابته هتف بهدوء:

_انتَ ناسي أنى المُنتجع ده حلمى ومشروعى وتعب سنين بجهز فيه انا غلطان أنى شركت حد فيه بس أصلا عرضت على زين أنه يبيع حصته وباعها يعنى اننا ممول نص المشروع وأنَّ شاء الله هعرض على جاسر يبيع حصته ده مشروعى ومش هتنازل عنه ؟!

بلع ريقه بصعوبه واكمل :
_وبنسبه لموضوع لوسيندا فهو أتقفل هى اخترت اللى المفروض يحصل الاول والموضوع ده نسيت هى طفله وبتجرى وراء الاهتمام ارهنك لو حد عاملها باهتمام اكتر من احمد هتتطلق وتتجوزوا؟!

هتف سولاف بنرفزه :
_لوسيندا مش كده ، انا عارفه انَّ فيه حاجه غلط فى الموضوع وفاتن مخبيه حاجه مشفتوش كل الموضوع ده يتفتح بتصفر ازى وبتحاول تقفله ؟!

مراد بهدوء " ملقيش دعوه بالموضوع ده "

عادت بنظرها لفهد واكملت :
_هو ينفع احضر حفله الافتتاح

_ أكيد بس الحفله هتستمر أسبوعين على اليخت ؟!

مراد بضيق :
_هتروحى فين ببطنك دى انتِ فى شهر التامن وبعدين هتسيبى سيدرا وسليم لمين ؟!

رفعت حاجباه بضيق واكملت:
_هنروح كُلنا وبعدين مع ادهم هياخد بنته معه وبعدين مش اللى فى بطنى دول عيالك هتتكسف منهم ؟!

_ انا غلطان أنى خايف عليكى وعليهم اعملى اللى انتِ عايزة؟!

صعد فهد الاعلى ومعه تِلك صغيره التى لا تُريد تركه اجلسها على الفراش وجلس ينظر اليها ولعينياها تِلك صغيره نسخه مصغره منها عينياها الواسعتان المحاوطين برموش كثيفه انفها الصغير المُستقيم وشفتياها صغيره التى تشبها هتف بلوعه:

_بشوفها فيكى برغم اللى عملته فيا ولسه بحنلها وعايزة ترجع لو رجعت هنسي اللى فاتت ومش هعتايها يمكن ده كان عقاب ربنا ليا فى البعد

زادت حركات يدها العشوائيه لتصمت وتبدا بالبكا وهى تهتف : ماما

حملها وبدا فى تهديدتها ليزداد صراخها بصوره هستريه هبط بها الاسفل ليحملها ادهم وهو يحاول أسكتها حتى غفت من كثره البكا

اتجهوا جميعا لسياراتهم ومعهم سولاف التى ارتدت فستان فضفاض ومعها مراد الذي يحمل سيدرا وسليم

فى منزل أسر
هتفت ليلى بضيق الاسر :
_ لا يامن هيوحشنى مش هقدر مشفهمش أسبوعين او اكتر، طب امشوا وسيبه يامن ؟!

هتف أسر بُلطف وهو واعى لتعلقها بابنه الذي أتم سنه :
_طب تعالى انتِ معنا ؟!

_ انا قولت ميه مره انا ست كبيره ومليش فى الحفلات والحاجات دى ؟!

نغم بود:
_طب لو سبت يامن مش هيتعبك ؟!

اتسعت أبتسامتها وهى تهتف بلهفه:
_لا مش هيتعبنى ازدات من احضانه بحُب وهى طبع قبله على وجنته

حضتتها نغم واتجهت لخارج مع أسر لسيارته مر على زواجهم سنتين عاشتهم فى سعاده لم تتوقع بأن تحظى بها لقد أغرق بالاهتمام والحب

نظرت له بابتسامه ليلمح أبستامته الجميله مل ليضع قبله بجانب شفتياها بحُب

فى قصر الغُباشي
رمشت عده مرات بعدم تصديق وهى تهتف بارتعاش :
_هى لوسيندا هتيجى الحفله؟!

أكمل ارتداء ملابسه وهو يهتف بهدوء:
_أكيد مش احمد شريك فى المُنتجع ولازم يحضر حفله الافتتاح أنا عرفت انهم وصلوا كمان ولوسيندا معه

شعرت كانها سكب عليها دلو ماء مُثلج فى عز الشتاء لتهتف بتلعثم:
_طب وفهد ؟!

_ مش عارف شعوره وقتها هيبقى ايه، بس الموضوع ده فى حاجه غريبه وهنعرفها الحفله هتستمر أسبوعين واكيد حد يقع بحاجه تتدلنا على طرف الخيط

اقترب ليحاوطها من خصرها وهتف بوعيد :
_بس لو عرفت انك مخبيه حاجه عنى او اللى حصل ليكى ايد فيه حتى ولو غرضك شريف هتشوفى العذاب الالوان انتِ فاهمه

هبطت دموعها بصدمه واكملت :
_وانتَ ليه بتقول كده ؟!

_ الانى الاول مره خلال تلات شهور احس انى معرفكيش يا فاتن حاسس انى فى حاجه غلط بتهربي من الحديث على لوسيندا واى موضوع ليها طرف فيه بتحاولى تقفلى وبتهاجمى اى حد يقول كلمه حلوه فى حقها

فاتن ببكاء :
_انتَ ليه محسسنى انى وحشه اووى كده ، محدش قالها تحب واحد وهى متجوزه رجل غيرك كل اللى شوفته بسببك انتَ ياريتنى ما قربت منك و لا اتجوزتك حياتى اتقلبت بسببك انا بقيت بكرهك يا جاسر

شعرت بشفتاه الغليظه بين شفتيها ابتعد عنها ليهتف ببرود :
_متستعجليش على النهايه الانها كده كده جايه

_ طلقي منك مش هيبقى عقاب ، انتَ مش شايف تغيرك عليا طوال تلات شهور وكانك ارتحت لم بعدت

مرر يده على وجهها وهو يكاد يتنفس أنفاسها :
_الانك أنانيه يافاتن اخترتي اسهل طريق ومشتى فيه وتصرفك ده يثبت أنك مش شايفنى رجل ، ومين قالك انى هطلقك

اقترب لينظر لشفتياها برغبه واكمل :
_عقابك انى هتجوز عليكى واحده تانيه ، هتجوز هيام بنت الوزير هندمك فى اليوم الالف مره لو فى حاجه مخبيه عليا قدامك فرصه تتكلمى ممكن نقدر نغير الوضع فى الاسيوعين دول؟!

أبعدت مُقلتياها الباكيه وهى تمررهم فى كل الاتجاهات لم تعتقد بأنها ستعود مره أخر اصبحت حياتها مهدده مره أخرى نظر لجاسر الذي يرتدى ساعته وهو يرمقها بستهزاء لقد خسرت ثقته بها وانتهى الامر حاولت اكتساب ثقته مره اخرى ولكنها فشلت ذنب لوسيندا محاوطها ومحاوط حياتها ارتكبت جريمه فى حق نفسها عندما رضغت لحديثه ولكن فات الاوان تخاف ان تتفوه حرف تنقلب حياتها اكثر واكثر فهى سبب فى دمار بين شخصين هى من نهت علاقتهم بسلبيتها

زحفت ببطء لتبتعد عنه وجسدها الذي أصبح مشبعا بضربات واللون الأزرق القاني الذي انتشر في جسدها هتفت بصعوبة بعدما خرج خط دماء من فمها:

_أنا معملتش حاجة صدقيني، أنا قولتلك كل اللي حصل

صك على أسنانه بغضب وأكمل بوعيد:
_نهايتك على أيدي بطلى زفت عياط

رفعت يدها بألم وهي تضعها على فمها لتمنع شهقاتها ولكنها فشلت زاد بكائها بعنف كُلما يشتد ألم جسدها عليها كث على ركبته بعدما رائ حالتها التي تزداد سوء تزامناً مع شعوره بأنها تختناق رفع خُصلاتها الفحمية وهو يمسح على وجهها ويُردد بألم:
_أنا أسف مكنتش عايز اعمل كده، غصب عني غيرت عليك

شددها لاحضانه وهو يتفوه بعبرات الاسف وهى تزداد فى البكا حتى استسلمت لسحابتها السوداء حملها ليضعها على الفراش وملء طبق به ماء وبدا فى مسح جسدها من اثر دماء وجلب الاسعافات الاوليه من المرحاض وهو يطهر لها جروحها هبطت دموعه تزامناً مع تألمها اردف:

_انا أسف مكنتش عايز اذيكى غصب عني كل حاجه بتحصل بسببه ،وجودك معه ببخوفنى إنك ممكن تسيبنى انا بحبك يا لوسيندا ونفسي تحبينى رُبع الحُب اللى بتحبي لفهد ،مش مديانى اهتمام ولا حُب حتى مش راضية تفتحِ قلبك ليا كل حاجه فهد

انهى حديثه وهو يغدقها بالقبلات وضع الكثير من برفانه على يده ليمرر على انفها رمشت عده مرات لتفتح عينياها بانزعاج من تِلك رائحة التي تبغضها عادت لتنام وهي تُصدر تأوهات من كثرة الألم

فضل يتابعها وهو يجلس بجوارها يتأملها لقد سئم ياريتها تحبه بل تعشقه ولكنها تبغضه لقصي درجه حتى لا تُريد النظر فى وجهه نهض ليتابع عمله من على الاب

فى غرفه فهد

يقطع طريق ذهابا وايابا وهو يشعر بنيران تشتعل فى قلبهُ خوفاً عليها غادر لغرفه ليقف على سطح اليخت على آمل بأن تأتى ك عادتها الذي لاحظها فاق من شروده على صوت فاتن وهى تهتف بغل :

_عرفت الحقيقه عملت إيه ولا حاجه بس لازم ترمى لوم عليا

لوى شفتياه لثوانى واكمل بهدوء:
_  لانى عرفت متاخر بعد ما بقيت على ذمه رجل تانى لازم تصرف يكون مدروس كويس بذات مع الاشخاص الاغبياء لانهم ممكن ياذوا اللى قدامهم بدافع الحُب زيك بضبط

اكملت بعصبيه :
_ق قصدك إيه ؟! انى غبيه مثلا

_ قمة الغباء أنك تسئالى سؤال وتجوبي عليه غباءك وصلك إنك تكدابي والكداب حاولك الانسانه خاينه لا تؤتمن ولكن انتِ ببساطه كان ممكن تحكى كل حاجه وهو مش هيقدر ياذيكى وانا قولتلك هحميكِ انتِ وابنك

هبطت دموعها بحُزن واكملت بصدق :
_انا خوفت ، خوفت اخسرهُ انا مليش حد غيرهُ هو كل اهلى مُكنتش هستحمل يتأذي ولا كنت هستحمل أن أبنى يتاذي

زفر بضيق واكمل :
_ طب ولوسيندا متهمكيش أن كنت بغير من حبها ليكِ وجودها معكى معظم الوقت كانت بتفضلك عليا وانا كنت بسكت الانى كنت معتقد أن الحب مُتبادل انتِ غلطى ف أستحملى نتيجه خطاءك وأظن ان جاسر هيحب فيروزة فشوفى حياتك انتِ كمان

ضربت الارض بقدمياها بعصبيه وهبطت للاسفل بسرعه خبطت فى شخص ليسقط ويقع عليه اكواب العصير وهى  سقطت هى الاخرى وضعه يده سريعا على جبهتها حتى لا تتاذى من الزجاج شهقت بعنف وصدمه نهضت ومد يده لها

نظرت لثوانى لتضع يدها بين يده وجذبها لتنهض هتفت بتلعثم:
_انا اسفه مكنش قصدى ؟!

هز راسه بالمواففه وهتف :
_ولا يهمك يا هانم

بدا جمع الزجاج على الصنيه وهو يتطلعها بتعجب لوقفها حتى الان انتهى ليهبط مره اخرى مررت نظرها حولها بتوهان وهبطت لتتدلف لغرفتها اغلفت الباب وجلست على الارضيه الصلبه تبكى بنحيب

فى غرفه مراد

تجمدت الدماء فى عروقها وهى تهتف بأستنكار :
  _ انتَ بتتعصب عليا وانا حامل عشان اعيط واتبهدل وولد ولاده مبكره انتَ مبقتش تخاف عليا زى الاول لو مبقتش تحبنى طلقنى انا لا يمكن اعيش مع واحد مبيحبنيش

نظر لها بصدمه وهتف بعدم تصديق :
_ كل ده عشان اتعصب عليكِ وبعدين انا من ساعه متجوزتك وانتِ حامل وبعدين مفروض الهرمونات فى اول شهور وانتِ فى شهر التامن

_ الهرمونات طول شهور الحامل عندى وبعد كده اكتئاب ما بعد الولاده يعنى مفروض تستحملنى الفتره دى كتيرر عليا يا بيبي

اكملت حديثه بعصبيه مفرطه :_متقوليش زفت بيبى مره تانيه خليها لعيالك يا ام العيال

شهقت بصدمه وهى تهتف باستنكار :
_ إيه ام العيال دى

جلس على الفراش واكمل :
_الكلام معكِ غير مُجدى إبدا ممكن انام ولا برضو ضد هرموناتك

عقد حاجبها بتعجب وهتفت :
_مجدى مين !؟

هز راسه بقله حيله وهتف بتحذير :
_سليم سيدرا يلا على النوم ، وانتِ لو منمتيش انا اللى هولادك دلوقت

اغمضت عينياها وهى تُمثل النوم عليه ولكنها تفتح عينياها كل فتره لتقابل وجهه نائم بارهاق اقتربت لتتداعب خصلات شعرهُ بحنان وهتفت بحُب :

_مراد متزعلش منى انا مش قصدى اضايقك

طبع قبله على يدها بحُب وهو مبتسم على طريقتها الارضاءه قبل النوم

فى سيده زينب
دلف لمنزل بتعب وهو لا يشعر بقدمياه جلس على اقرب كرسي ووضع راسه لخلف مُغلقا عيناه حتى سقط فى نوم مرت اكثر من ساعتين لتنهض من الفراش لتراه ينام بتِلك طريقة نظرت له بشففه فهو يعمل ليل نهار  اقتربت لتتداعب خصلات شعره بحنان جلست على الاريكه وجذبته ليضع راسه على قدمياها وهتفت بضيق :

_انا بتتعب نفسك كده سيب شغل بليل كفايه شغل الصبح

هتف حسام بنعاس :
_نهى يا حبيبتى مش هنكلم كل يوم فى نفس الموضوع أن عارف إنك خايفه عليا بس مرتب الوظيفه الواحده ميكفيش غير الايجار والفواتير طب والاكل والمصاريف هنعمل فيهم إيه

ملت لتضع قبله بجانب شفتياه بحنان :
_ هشتغل انا كمان بس ابنك ليه حق أنه يشوفك

هز راسه برفض واكمل :
_مفيش شغل ليك انا هحاول اشوف شُغل بمرتب أعلى متشغليش دماغك الحلوه دى بحاجه

_طب هقوم حضرلك الاكل تكون أنتَ غيرت هدومك

جذبها ليضمها باشتياق وهو يقبلها من بين الفنيه والاخرى بعشق خالص

في غرفه زين ثابت

زمن شفتياها لِثَوَانٍ وأكملت برجاء:
_ليه مش عايز تكمل علاجك يا زين ليه حابب ترجع لنقطة صفر من تأني دكتورة قالتلي إنك بتتحسن كل مدى عن الأول وتخطيت نص المرحلة
المسئاله مسائله وقت ونقدر نخلف

_صدقيني أنا تعبت تلات سنين باخد في علاج وفيش إي تقدم أنا بعمل كُل اللي في وسعى بس حقيقي تعبت، مش قادر استمر اكتر من كده،ممكن توقفي كلام في الموضوع ده ونحاول نفصل شويه

هزت رأسها برفض قاطع وأكملت بتصميم:
_لا يا زين لازم تسمعني وتكمل علاجك مش هتخسر حاجة لو أخذ العلاج بس هنخسر لو وقفته

زفر بضيق وهو يدور حول نفسهُ فى الغرفه وهى لم تتوقف على الحديث صرخ بعصببه مرادفاً :

_بس كفايه ليه مش قادره تستوعبي إنى مش مستحمل فيها لو تسبينى فى حالى كم يوم من غير ما نفتح موضوع الخلفه ، فيها إيه لو مر يوم من غير خناقه كل يوم انا تعبت لو مش قادره تتحملى عجزى اطلقك

شعرت بقشعريره فى جسدها عندما أستمعت كلمه طلاق إنها تُريده ولكنها لم تستطيع سيطره عن تفكير فى طفل صغير غريزه امومتها تتحرك كلما رات طفل او طفله وهتفت :

_ زين صدقنى انا بحبك ومقدرش اعيش بعيد عنك انا بس عايزك نجرب ممكن ربنا يرزقنا بأطفال

هز رأسه بالموافقة على حديثها وأكمل:
_حاضر هزفت وهاخد العلاج بس ياريت متتغطيش عليا

وتتكلمي في الموضوع ده تأنى
هزت رأسها بلهفة موافقة على حديثه واتجهت سريعاً لتأخذ العلاج وكوب من الماء

اخذه منها بقله حيله لهفتها أبتسم بهدوء


شعر بانهياره وأنه على وشك الهاوية والخلاص هي ستبتعد عنه آماله وحياته تنحصر على تِلك صغيرة التي تفقده صوابهُ سحب المسدس من ظهر ذلك شرطيا وهتف بتهديد وهو يمحى بِأَنَامِلِهِ دموعه التي تتساقط بغزارة:
_ اللي هيقرب منى هقتَله التفت لتنظر بتوتر لفعلتهُ

بلحظه أستطعها جذبها له بسهولة ووضع المسدس على جبهتها بتهديد كُله يبعد مش عايز حد يقرب :
_لو حد قرب منى أو منها هقْتَله
نظر الجميع لبعضهم بصدمة من فعلتهُ وابتعدوا يبدو بأنه شخص فاقد لعقلهُ يتوقعه من اذيتها بدون ان يرمش له عين

لوى ذراعياها بعنف وقيدها بحزمه الجلدي الذي خلعه في لمح البصر لف أحد أذرعه على رقبتها وباليد الأخرى ما زال يتمسك بسلاح

مرر إبهامه بعشق خلاص على وجهها:
_ كنت مستني منك ضحكة واحدة أشرفها ليا كان نفسي تحبيني زي ما بحبك ده صعب عمري ما آذيتك ولا حتى قربت منك بالقوة ليه قبلتي عشقي ليكِ بالغدر نقصني إيه عشان تحبينني

جسدها الذي ينتفض بين يدها يفقده صوابه و اخر ذره عقله لتماسك يجعله يريد أن يحطم العالم بأكمله أكمل ببكاء مرير:
_ كان نفسِ أشرف نظرة رضي في عينيكِ، كل ما اببص على عينيك بشوف فيها خوف وكره ليا اشمعنا فهد اللي حبتي اشمعنا أنا

بشفتين مرتعشة هتفت بتلعثم:
_ الحُب مش بالعافية تلات سنين خاطفنى لا عرفت أحبك ولا اعرفت أتقبلك الحب مش بالجبر دى مشاعر ومش بيدي، وانتَ اذيتى لما سرقت منى حياتى وعيشت معك بالجبر والتعذيب انا بكرهك وعمرى ما حبتك فى يوم

مسح انفها بقسوة وأكمل بعيون مُلتهبة بنيران الغضب:
_ بتحبي هو مش كده!؟

شعرت بشيء يخترقها وضعت يدها على بطنها لتشعر بشيء لزج بين يدها
رفعت يدها بتعب يجتاحها لترى دماءها

دقيقة والأخرى و وقعت بين يده جلس على الأرض وهي على قدمها ما زالت وعيه تتألم من الوجع وهي على مشارف نهايتها

أحضانها بعشق وقسوة وهتف ببكاء وصوت مَبْحُوح:
_ أنا آسف مش قادر أسيبك لغيري حتى لو انهى حياتنا بطريقه دى

وضع قبله على شفتياها وهو يهزى بجملته التي دوماكرهتها من فمه:
_ أنتِ ملكي يا لوسيندا ووضع المسدس على جبهتها لينهى حياته وهي بأحضانه
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي ترى انفجر دماغه بمنظر بشع ألا تتحمله عين لتفقد وعيها هي الأخرى رُبما للابد

" رُبما كان عليك أن تتقبلى حُبٍ ووجودي بجانبك،
كان عليكٍ النظر لحالة قلبي وماذا فعلتى به،رُبما
هذه نهاية التى نستحقها انا وانتِ"

نهاية الجُزء الثانى" خيوط الهوي" الى لقاء فى
تكملة الجُزءالثالث " بنت الفهد"
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي