الفصل التاسع والعشرون

كانت علاقتى بعاليا لم أقدر أن أقول عنها علاقة متكاملة أو بها بعض من التكافؤ، فكانت عاليا تحبنى كثيراً تحاول أن تظهر لى ما بداخلها من حب، ولكننى كنت فقط أحب ما تفعله من أجلى أحب حبها لى، أحب أنها دائما تهتم بكل ما أفضله، تحاول اسعادى على قدر الأمكان، كنت ممتن كثيراً لذلك، ولكن ليس على الحبيب حرج إذا تعلق قلبه بشخصا أخر، فلا يقدر على السيطرة على نفسه، يجد نفسه دائما يميل إلى تلك الكفة التى يفضلها.

هذا ما كان يحدث لى، فبعد مرور تلك الفترة التى تكون فى بداية العلاقة والتى يظهر بعدها كل شئ، كان يحدث معى مواقف غريبة، ومبارزات مابين عقلى وقبلى ومحاولتى للسيطرة عليهم، كنت أقع فى فخ المقارنة، فكانت كلما تفعل معى عاليا شيئا أو تتحدث معى فى أمر، أجد عقلى من طلقاء نفسه يقوم بالمقارنة بينهم، فأجد نفسى أقارن بين ما تفعله عالياً معى الأن وما تقوله لي، وبين ما كانت تفعله شروق فى تلك المواقف، ذلك فقط كان يجعل عقلى يفقد تركيزه ويتم تشتيته لأجدنى فى صراع داخلى بينى وبين عقلى، ولا أعطى إهتمام لما تقوله عاليا، فقط أحاول السيطرة على تلك الأفكار وأن أجعلها تبتعد عنى، كان هذا فى بعض الأحيان يجعل عاليا تشع غضبا، وترانى غير مهتم بها أو غير متهم بما تقول، ولكن الأمر لم يكن كذلك، انا فقط اجاهد نفسى وأحاول السيطرة عليها.

ظللت هكذا فترة مابين تلك الحيرة، ومابين محاولتى أن أكون بجانبها وأن أحاول أن اشعرها بوجودى، إلى أن حدث شيئاً عن طريق الخطأ، ولا أعلم هل هذا الشئ من اوقع إمامى هو القدر أم ماذا.

كنت فى إحدى الأيام جالسا بمنزلى، أتحدث هاتفياً مع عاليا، والتى كانت تخبرنى بعض الأشياء التى تفعلها، حتى قالت لى:

_ أنا لقيت صفحة على الفيس بوك، فيها تصميمات فساتين تحفة، وعايزة أخد رأيك فى كام واحد منهم.

رددت عليها قائلا:

= مفيش مشكلة يا حبيبتى، ابعتيلى طيب لينك الصفحة.
_ طب استنى، خليك معايا هبعتهولك وتشوف وأحنا بنتكلم.
= ماشى ياحبيبتى.

فى غضون ثوانى كانت قد أرسلت لى اللينك، وبعدها دخلت عليه وبدأت فى تصفح الفساتين وكانت تقول لى أنها تريد أن تأخذ رأيى فيهم، كنت لا أبالى بذلك الأمر، أختار أشكالا عشوائية، وأقول لها عليهم، وكانت هى تقول لى بعض الأشياء التى لا تعجبها فيهم، حقا هذا الأمر مرهق جدا على الرجال، فالرجل حينما يريد شراء شيئاً يقوم بزيارة محلا يبيع تلك الشئ ويرى الأفضل ويقوم يشراءه مباشرةً، أما عن الفتيات، فيظلون يتجولو بالمحلات ولا يملون،فيمكنهم أن يظلوا أسبوعاً يسعون فى البحث فى المحلات، وفى النهاية يقولون إنهم لم يروا شيئاً أعجبهم، جميع النساء على هذا الوضع، لذلك كنت اهاودها فقط فى تلك الأمر لأنى أعرف فى النهاية أنها ستختار شيئاً خارج عن ما أقوله تماماً، ظللت أبدى بعض الآراء العشوائية، حتى لاحظت منشورا توقفت عنده بعض الوقت، كان هذا المنشور من إحدى الفتيات وتريد أن تأخذ رأى المتواجدات على تلك الصفحة عن فستانين تريد أن تعرف أيهما أفضل، ليس هذا هو الأمر الغريب ولا المعنى، ولكن فحينما وقعت عيناى على ذلك المنشور أحسست بداخلى بأن من كتبه هى شروق، نعم أعرفها وأعرف طريقة حديثها، أعرفها أكثر من معرفتى لخطوط كفى وعدد الشعر الأبيض الذى بدأ فى الظهور برأسى، أعرفها اكثر من أى شئ، بعدما ظلت عيناى عالقة قليلاً على هذا المنشور ولم أتحدث ولا اتفوه بحرفا واحد، تذكرت أن هناك أسما يكتب صغيراً وأن هذا الأسم هو أسم الشخص الذى نشر ذلك المنشور، دققت فيه، وبالفعل زاد يقينى وعلمت أنها هى، كانت فى تلك اللحظات تحدثنى عاليا ولكننى لم ألتفت لحديثها، كنت قد شردت مع هذا الأمر، حتى بدأت فى تكرار كلماتها:

_ عمر عمر عمر، أنت روحت فين ياحبيبى؟

انتهبت مؤخرا لحديثها، ولكننى لا أعرف ماذا أقول لها، ولكنى وحدتنى أقول بصراحة:

= مفيش أصل شوفت بوست فيه فستانين حلوين وعجبنى فركزت معاهم جدآ.
_ أنهى دول؟
= الفستانيين البيض دول.
_ اممممم، أنت إيه نفسك نلغى الخطوبة وتبقى فرح علطول!

كانت تقول عاليا تلك الكلمات على سبيل الدعابة، ولكنى كنت قد تشتت بسبب ذلك المنشور، وبدأت فى التشتت كالعادة ولكنى الأن مشتت فى أمرا أخر وهو أننى رأيت ذلك الفستان الأبيض، هل حقاً أقترب حفل زفافها، لا أعرف ما أفعله الأن هو حيانة أم ماذا، ولكنى وحدت بداخلى رأسى حربا إذا وضعت فيها سؤالاً آخر سينتهى الأمر بأنفجار رأسى وتناثرها أشلاء، لا أعرف ماذا أفعل فوجدت نفسى تلقائيا أتحدث إلى عاليا وأقول لها:

= عاليا معلش أنا آسف أنا هقفل دلوقتى وشوية وهكلمك عشان دايخ.
_ فى إيه يا حبيبى مالك طيب؟
= مفيش دماغى بس داخت شوية دلوقتى تقريبا بسبب عينى، فهقعد شوية وهكلمك.
_ ماشى ياحبيبى بس طمنى عليك؟
= حاضر.

أغلقت معها المكالمة وجلست أتطاير بعقلى يميناً ويساراً، حتى وجدت نفسى لا أعرف ماذا أفعل، لماذا افكر كثيراً فى شروق، لماذا تأخذ شروق كل هذا الحيذ من حياتى، لم أكن أتوقع أننى سأكون بتلك التعب فى الإبتعاد عنها، هل أنا سأظل طوال عمرى لا يوجد بحياتى سوى الندم على أمرها، حتى بعدما قررت أن أبتعد عنها وأن لا أحدثها، أجد إمامى أشياءا تخصها بمحض الصدفة، لا يمكن أن يكون كل ذلك صدقة لابد وأن يكون هذا له سبب، ولكن ما ذنب تلك الفتاة التى تعلقت بى والتى كانت تسعى من أجل الوصول إلى ماذنها فيما أمر به، ما ذنبها فى اختيارها لرجلا لا يريد أن يدخل قلبه سوى شروق، أعرف أن عاليا احبتنى بصدق، وأن حبها نابع من داخلها ويخؤج لى على هيئة أفعال ومشاعر وحديث، ولكننى حتى الآن لم ابادلها ربع ما تفعله معى.

كانت تمر الأيام وأنا يوما تلو الآخر أجد نفسى مازلت فى تلك الأزمة ولا اقوى على الخروج منها، حتى أننى حاولت الهروب وبدأت فى التركيز فى إنتاج الألبوم الغنائى الذى كنت انوى إصداره، وبالفعل اتفقت مع شركة وبدات فى تسجيل الأغنيات، وكنت أغنى وأنا أفعل ذلك فقط لأننى أريد الهروب من تلك الدائرة المغلقة، التى لا يوجد منها مفرا ولا يوجد بها أى طريقة أو سبيل للهروب.

كان كل يوم يمر تنفر عاليا منى وتنفر من تصرفاتى معها، وبدات حياتى تشكل لها جانبا مزعج للغاية، حتى قررت فى يوم من الايام ان نلتقى ونتاقش فى ذلك الامر، الجقيقة هى اننى كنت اخشى تلك المقالبة كثيرا، كنت اخشى ان ينفضح امرى امامها وان تعرف كل ما مررت به او ما جدث معى، اخشى ان تعرف انني حتى تلك اللحظة لم احبها وفقط احب ما تفعله من اجلى، بينما انا معها واحمل بأصبعى خاتما منها، ولكن اهم ما املك ليس لها.



اتفقنا ان نلتقى سويا وبالفعل نزلت لكى التقى بها وانا كعادتى لم ارتب لشئ، فقط ذاهبا لكى اخلق بعض المبررات التى ليس لها قيمة على الاطلاق.



جلسنا سويا باجدى الكافيهات التى كنا نفضلها ولكن لم تكن هى تفضلها، هى فقط احبتها لاننى احبها، فماذا لو علمت اننى احب تلك المكان لأنه يزكرنى بشروق.



بعدما جلسنا بدأت انا بسؤالها:



_ ممكن بقى تقوليلى ايه اللى مضايقك ؟



ردت على بعدما تنهدث وكأن هناك كلاما كثيرا سيخرج مع تلك التنهيدة:


= بص ياعمر انت عارف انا بحبك قد ايه وعارف كمان انى عيزاك ازاى فحياتى، وقد ايه انا كنت بسعى لأننا نكون مع بعض، بس صدقنى الموضوع بقاله فترة غريب، انا مش قادرة افهمه لحد دلوقتى.
- موضوع ايه بقى؟
= موضوعى انا وانت، انت مش ملاحظ اننا مبقناش نتكلم زى الاول مبقاش فى بينا اى تفاهم، وانت علطول عصبى الفترة دى، وتقريبا كمان مش حابب تحكى معايا حاجة، بس انا للأسف حاسة بكل حاجة ياعمر، حاسة انك بسبب اللى انت فيه دا اللى هو انا معرفوش انك بتبعد واننا خلاص مبقيناش مع بعض، او بمعنى اصح بقينا زى اللى بيتخطبوا صالونات، وانت فاهم انا اقد ايه كويس.
_ بصراحة هو اللى انا مش فاهمه احنا نازلين نتناقش عشان تعرفى انا مالى ولا احنا نازلين عشان خاطر تقوليلى استنتاجاتك؟
= لا نازلين عشان نتناقش وافهم مالك، صدقنى ياعمر انا والله فعلا ما فى حاجة مهمة عندى قدك، بس خايفة خايفة لشخصيتى تغلب عليا، والاقى نفسى بقسى على قلبى وعلى الاحاجة اللة انا عيزاها عشان كرامتى.
_ وانا مطبتش منك تيجى على نفسك يا عاليا، ولا عمرى هبقى حابب انى ابهدلك معايا.
= طب وليه ياعمر، ليه معذب نفسك لوحد ليه مش راضى نشيل القفة مع بعض، ليه بتحاول تبعدنى عن مشاكلك؟
_ لأنها مش مشاكل يا عاليا، اللى انا فيه دا مش مشاكل، اللى أنا فيه دا تشويش ولغبطة وحجات كتير متضاربة فبعض أنا نفسى مش عارف ارتبها.
= مهو دا أهم أنك تخلينا دماغ واحدة على الأقل يبقى عندى سبب للحالة اللى أنت فيها، أنا مش بقولك أنى معنديش صبر وأنى مش هقدر اتخطى المرحلة دى معاك، ولكن أنا محتاجة بس أعرف فى إيه عشان يبقى عندى مبرر، عمر أنا بقعد كل يوم استناك تخلص مشاوير اللى بتقولى عليها دى عشان نتكلم وفى الاخر تكلمنى دقيقتين وتقولى تعبان ولازم انام، كل دا بيحسسنى بعدم اهتمام منك للبنى آدمة اللى فحياتك وبكون محروقة أوى وحاسة بحرقان فى قلبى أنك مش عايزنى وأنك مش حابب وجودى.
_ بالعكس يا عاليا أنا عمرى ما هقدر الاقى واحدة تحبنى وتخاف عليا زيك، ولكن يا عاليا ياحبيبتى أنا زى أى بنى آدم فى الدنيا بيحتاج يقعد فترة لوحده، دا بيكون بسبب ضغوط بقى مشاكل، انا بقى كل دا عندى وضيفى عليهم أنى شخص كثير التفكير، يعنى تضارب أفكار مع عقلية زيى مخلية فى حرب جوا دماغى ومش عارف اتخلص منها خالص.
= وأنا المطلوب منى إيه يا عمر دلوقتى المفروض يكون دورى ايه فحياتك؟
_ كل اللى بطلبه منك أنك تفضلى جنبى وتعدى معايا المرحلة دى لأنى لازم اعديها، يمكن يجى الوقت اللى أقدر احكيلك فيه عن كل حاجة، ولكن دلوقتى أنا حتى النقاش دا بيتعبنى، وبيضغط عليا أكتر عشان كدا، بطلب منك أنك تختارى.
= أختار ايه؟
_ لو مش حابة حالتى دى وشايفة أنى ضاغطك معايا بضغطى، ليكى كل الحرية أننا نبعد فترة لحد ما نفسيتى تتحين وارجع تانى كويس، ودا حقك على فكرا.
= لا طبعا مينفعش أعمل كدا، آمال هيبقى إيه لزمتى لو معاك على الحلوة بس، م أنا دا ياعمر.
_ أنا قولت اعرض عليكى بس.
= وأنا مش حابة، أنا حابة أنك تخرج من اللى أنت فيه دا ولحد ما تخرج منه أنا هفضل معاك، وربنا يعدى الفترة دى على خير يارب.
_ يارب يا حبيبتى.

جلست معها وحاولت عاليا قدر الإمكان أن تغير مجرى الحديث حتى انتهى اليوم وعدت إلى بيتى مرة اخرى، كنت وأنا جالس معها أعرف من داخلى أننى كاذب ولكنى لا أقوى على أن أقول لها شيئا، لم تفعل عاليا شييا سيئا بحياتى كى اتركها بهذه الطريقة، ليس ذنبها أنها تعلقت بى، من يريد أن يكون كل آماله أن يجد من يحب وحينما يجده لا يجد منه أى إهتمام أو بعض المشاعر الصادقة، وفالنعاية يكسر بخاطره وبالقرب من الوقت المحدد الذى سيعرف البلد أجمع بما بينهما وسيجلسان بجوار بعضها فى كوشة واحدة، ينظر لهما الجميع ويدعو لهما بالذرية الصالحة، كيف لى أن أكون بكل هذه القسوة وأقول لها لا أريدك وقلبى مع غيرك، لابد وأن الله سيحاسبنى على ما فعلته بقلبها.

مرت أيام ورا أيام وأنا حالتى على نفس الوضع لا يتغير شيئا عاليا تحاول أن تخرجنى من حالتى وأنا أيضا أحاول، فقد طلبت منها أن تكن بحوارى دائما، هذا لأننى أريد أن انسى شروق أن لا افكر بها حينما أضع رأسى على وسادتى، ولكننى اكتشفت مع الوقت أن وجود عاليا بحياتى يجعلنى أفكر فى شروق اكثر مما لو كنت وحدى، فهناك كلمات وعبارات أسمعها، لم أتمنى فى يوم سماعها من أحدا سوى شروق.

كان كل يوم يمر أشعر فيه أكثر أننى أظلم عاليا معر واننى لابد وأن أنهى كل شئ بيننا، ولكنى لم أكن أعرف الطريقة التى سأفعل بها ذلك، حتى قررت فى النهاية أن يكون الأمر دون أن نلتقى فأنا لا أريد أن أراها وهى عيناها تدمع وتقف منتظرة تعاطفى معها، أو أراها تنكسر إمامى من كلماتى فحاولت أن أرسل لها رسالة نصية عن طريق الواتساب، ومنها أشرح كل شئ لا يمكننى قوله وهى امامى وهذا سيجعل الأمر أقل قسوة علينا.

فتحت المحادثة الخاصة بها وبدأت فى الإرسال:

_ عاليا، بتعملى ايه؟

جلست أنتظر حتى ترد على، وما أن يمعت صوت الموبيل يعلن عن ردها فامسكته وقرأت رسالتها:

= مفيش ياحبيبى قاعدة بقلب فى التليفزيون.

ها هى تقول لى الآن حبيبى وانا أجهز نفسى لكى اقولها لها أنا لا أصلح لكى أنال الشرف وأكون حبيبك، رددت عليها قائلا:

_ فى موضوع مهم عايز أتكلم معاكى فيه.
= ماشى، أنا معاك أتصل بيك يعنى؟
_ لا خلينا هنا أفضل.
= فى إيه يا عمر قلقتنى.

جلست أنتظر قليلا، لا أعرف هل أقول لها أم أصمت أم ماذا يجب أن افعل، وبعدتردد كبير بدأت فى الكتابة:

_ بصى يا عاليا، أنا حابب أتكلم معاكى بكل صراحة منعا لأى شئ هيحصل بعد كدا، أنا حاولت كتير جدا أنى اتأقلم واعيش حياتى، ولكن دا صعب جدا، أنا شخص غير مسؤول بالمرة ومينفعش يكون زوج مش آب حتى، للأسف أنا بقالى فترة عندى تضارب كبير، التضارب دا فى مووضع أنى بحبك ولا لأ، ولكن فى النهاية وبعد كلامك معايا كتير، اكتشتفت انى بحب حبك ليا، ودا ظلم بين ليكى، وأنا مرضاش أن أميرة اختى، تطون مع راجل عايش معاها بس عينها على غيرها، أتمنى تفهمى كويس جدا كلامى، وأنا والله كنت بحاول على قدر ما أقدر أنى أحبك لأنى فعلا أنا الخسران أنى هبعد عن واحدة زيك، واحدةكانت تتمنالى الرضا أرضى، ولكنت اكتشفت أنى لو سيبت حياتنا تكمل مع بعض، ساعتها مش هبقى بظلم بس، لا هبقى بظلمك وبخدعك، أتمنى تسامحينى وأتمنى ربنا يعوضك بسخص أفضل منى مليون مرة، لأنى فعلا مش كلام أنتى تستاهلى راجل افضل منى بكتير، ولكن هنقول إيه بقى القدر، ربنا يكرمك يارب فى حياتك ويوفقك.

قمت بالضغط على زر الأرسال، واخرجت زفيرا من داخلى وكأنى طرقت كل ما كنت أريد قوله أعرف أننى ابلغتها بنصف الأمر فقط ولكن هذا هو الجانب الذى يخصها، أما الجانب الأخر والسبب الرئيسي بالمسبة لى، فهذا لا ينبغى أن يعلمه احد.

جلست بعض الوقت ونظرت للهاتف كانت قد قرأت رسالتى، ولكنها لم ترد لا أعرف لماذا كنت أنتظر الرد هل لأننى أريدها أن تكون فعلا بخير، أم أننى أريد أن أتأكد أن كل شئ قد انتهى ويهدئ ضميرى عن مضايقتى، وبعد مرور دقائق وجدتها ارسلت لى رسالة:

_ ولا يهمك ياعمر وربنا يكرمك أنت كمان بكل خير، على فكرا أنا كنت عارفة وكنت متوقعة أنك هتيجى تقولى كدا فى أى وقت، وفعلا زى ما انت قولت دا قدر، ومحدش بياخد كل اللى عايزة، مع السلامة ياعمر أتمنى نكون اصدقاء ونسال على بعض كل فترة.
_ اتمنى فعلا والله بس مظنش للأسف أنه هينفع، بسبب أننا كان في مابينا مشاعر.

انهيت حديثى معها، وجلست وأنا لأول مرة أرتاح لقرار قد اخذته، وبعدها بدأت فى الإمساك بورقة وقلم من مكتبى، لا أعرف لماذا امسكتهم ولكننى وجدتنى أكتب أولى كلماتى" كفانا بشرا وحب" ولدأت فى كتابة اغنية بتلك العنوان، لا أعرف هل هى كانت اغنية أم أنها خواطر خرجت من رأسى الآن على هيئة أغنية.
فى اليوم التالى استيقظت مبكراً،ووحدت نفسى أتوجه إلى تلك الاستوديو الذى اسجل به الأغنيات، كنت أحمل جيتارى على كتفى، ومن ثم دخلت إلى المكان وطلبت من صدقى أن يقوم بتسجيل اغنية لى، وبالفعل بدأت فى العزف والغناء معا ولم يكن معى آلات أخرى فقط صوتى وكلماتى، واصابعى التى تلعب على الناس وتتلاعب بمشاعرى وقلبى مع كل كلمة أقولها.

طلبت من صديقى تلك أن يضم تلك الأغنية إلى الالبوم وأن يكون الالبوم كاملا بتلك العنوان، وبالفعل كانت هى أولى الأغنيات التى نزلت على موقع التواصل الاجتماعى، وبدأت بعدها فى إنزال باقى الاغنيات، والتى كانت تلقى وبالصدفة رواقا كبيرا بالشارع بين الشباب والكبار.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي