الفصل السادس والثلاثون

صباح اليوم التالي استيقظت أيلا من نومها ونهضت عن الفراش بكسل ووهن شديد دلفت إلى المرحاض لتستعد للذهاب إلى جامعتها تذكرت ما حدث بينها وبين بلال ليلة أمس لتحتقن عينيها بالدموع لتتصاعد بداخلها رغبتهت بالبكاء والصراخ حتى تتخلص ولو لقليل من الألم الذي تشعر به بداخلها، صراع بين قلبها وعقلها فقلبها يخبرها بأنه يعشقها ولكنها ضغطت عليه واخرجته عن شعوره بطلبها العوده للعمل كل دقيقة تمر بينهما ومن الممكن أن يكون غضب منها وظن أنها ملت منه وتريد الإبتعاد عنه لذلك كان جامد المشاعر وطلب منها الذهاب لبضعة أيام حتى تقرر بهدوء ما عليها فعله وما تريد، أما عقلها فيحاول إقناعها بأنه لم يعد يحبها ومل منها فقد وصل إلى مراده منها وحصل عليها فلا داعي لبقائه معها، جففت دموعها التي خانتها وانسابت على وجهها بحزن وألم لتحاول عدم التأثر بذلك والخروج الآن من تلك الدوامه وحينها فقط تستطيع ان تقرر هل بالفعل يمكنها العيش بدونه أم أنها لا تستطيع ذلك

خرجت بعد فتره من غرفة هاندا مرتدية ملابسها استعداداً للذهاب إلى الجامعه وجدتها تجلس في غرفة المعيشة تمسك بإحدى الكتب باللغة الإنجليزية ويبدو أنها رواية ما تقرأ بها بإندماج حتى أنها لم تشعر بخروجها فأبتسمت بحنان فتلك الفتاه تعدها شقيقتها التي لم تنجبها والدتها فهي اعتنت بها كثيراً ليلة أمس فكانت تشعر بها تدخل لتطمئن عليها وتخرج من جديد اقتربت منها بهدوء وطوقت عنقها من الخلف تضمها بحنان وحب أخوي صادق تقبل جبينها هامسة لها بإمتنان :

- شكراً لك هاندا، شكراً على اعتنائك بي طوال الليلة الماضية

ألتفتت تنظر إليها بحب تتحسس جبينها تبتسم بإتساع عندما لم تجد بها حرارة وقد عاد اللون قليلاً إلى وجهها قصت على كف يدها تجذبها لتجلس بجوارها لمعرفة ما بها فعيناها التي كانت تلتمع بالسعادة والحياة الآن تلتمع بالحزن والألم :

- لا داعي لشكري أيتها الغبيه، أنا فقط غاضبة منك لما لا تحكي لي عن مشاكلك فأنا سأساعدك بكل تأكيد

نظرت إليها أيلا بدموع واجابتها بإرتباك وتوتر وهي تتململ في جلستها :

- ليست مشاكل أنا فقط ارتبطت مع شاب في علاقة غرامية ولكن تدهورت الأحوال بيننا قليلاً

انتفضت هاندا تطالعها بصدمه قبل أن تصرخ بحماس وهي تقف على قدميها أمامها وتسحبها لتواجهها وهي تهتف بلهفة :

- من يكون، أخبريني كيف يبدو أهو وسيم من أين هو عربي أم أجنبي هيا أخبريني لماذا صمتي الآن

صدمت من ردة فعلها وسعادتها تلك تتعجب من حماسها وقد ظنت بأنها لن يعجبها الأمر بل اعتقدت أنها ستوبخها على فعلتها تلك وتجبرها على تركه وعدم الدخول بعلاقة مع أي شاب سوى علاقة شرعيه وعلى مرأى ومسمع من الجميع توردت وجنتيها خجلاً وهي تجيبها بهمس :

- وهل أعطيتني فرصة للإجابه، اصمتي قليلاً حتى أخبرك بما حدث كل شيء بدأ منذ شهرين عندما أعجب كل منا بالآخر فأتى واعترف لي بحبه وأنا كذلك اعترفت له بإعجابي وحبي له وحقيقة أنا لم أشعر بالسعادة بحياتي مثلما شعرت بها بهذين الشهرين الماضيين، ولكنه منعني من الذهاب إلى العمل فطلبت منه العوده فقد تعافت يدي ولكن بمجرد نطقي لتلك الكلمات أبتعد عني وشعرت وكأن من أمامي ليس حبيبي بل شخصاً آخر بارد المشاعر وجامد الملامح وجدته يطلب مني الذهاب بكل هدوء وتركه لبضعة أيام او أكثر حتى أقرر ما أريد فعله، البقاء معه أو إنهاء تلك العلاقة بهدوء

إلتمعت عيناها بدموعها فربتت هاندا على يدها بحنان قبل أن تردف بعقلانية وهي تطمئنها وتطمئن قلبها القلق والذي واضح ألمها وحزنها من حديثها عنه ولمعة الدموع بعينيها :

- اسمعي أيلا ما حدث منك ليس خطأ على الإطلاق، ولكن الطريقة نفسها هي الخطأ أن تكرري طلبك للعوده إلى العمل جعلته يشعر بأنه غير مرغوب فيه بحياتك وعلى الأرجح هذا ما اغضبه وجعله يتصرف بتلك الطريقه القاسيه ولكن أخبريني هل كان يعيش معك هنا، لذلك لم أعد اراكي ولم تأتي لقضاء الوقت معي كالسابق أليس كذلك

خجلت أيلا ولكنها لم تعلق ولم تجيبها عن سؤالها وارتبكت بداخلها فبلال أخبرها بأنه ضابط شرطة وهو الآن بمهمهة سرية ولا يجب عليها التحدث عنه لعدم تعريض حياته للخطر وكشف هويته للعلن وذلك آخر ما تريده نظرت إليها بود وهي تستأذنها بالذهاب إلى الجامعه لتعلم هاندا بأنها تفضل إبقاء تلك التفاصيل سرا بينها وبين حبيبها ابتسمت لها بسعاده وهي تودعها عند الباب واعطتها أحدي مفاتيح شقتها لأنها ستتأخر بالعمل لتاخذه منها على استيحاء وتغادر بهدوء ولكن قبل أن تصعد بداخل المصعد نظرت إلى باب شقتها معه لتتنهد بألم وضغطت على أزرار المصعد تطلب صعوده

_________

توقف المصعد أمامها ليفتح بابه فدلفت بسرعه ولم تنتبه إلى من يخرج منها والذي عاد أدراجه بضعة خطوات إلى الخلف تأثرا بإصطدامها به ولكنه طوق خصرها يضمها إليه بحماية يحول دون سقوطها على الأرض أو اصطدام رأسها بالمرآة التي تملك طول وعرض إحدى حوائط المصعد بالكامل رفعت عيناها تنظر إليه بصدمه فوجدته يطالعها بجمود وهو يضم خصرها بين ذراعيه بحننان يتناقض مع قسوة عينيه ورغماً عنها وجدت عيناها تحدقان بوجهه تتفحص ملامحه الذابله والذي يبدو من حالته كأنه لم ينم الليل بطوله أدمعت عيناها وهي تعاتبه بنظراتها حاولت كبح دموعها التي خانتها وانسابت على وجهها بضع قطرات منها لتخفض وجهها بحنق من نفسها تخفي عنه تأثرها بفراقه عنها فهي مجرد ليلة واشتاقته وشعرت وكأنها لم تره منذ زمن بعيد انكمشت بين ذراعيه تدفن وجهها بصدره العضلي، فأبتسم رغماً عنه رغم غضبه منها ولكنه اشتاقها بشده ليلة واحده وجعلته يرغب بتكسير الباب على هاندا ليخرجها من هناك ويدفنها بأحضانه يشبع جوع قلبه وجسده لها رفع رأسها ينظر إلى وجهها الفاتن وحمرة وجنتيها بفعل بكائها همس بقرب شفتيها يعاتبها بحنان :

- لماذا تبكين الآن ألم يكن هذا ما أردته أن تبتعدي عني، هان عليكي بلال لتتركيه هل مللتي من حبي وقربي لترغبي بالعمل والانشغال عني ألا يعجبك بقائك معي وبين أحضاني

فتحت عينيها تنظر إليه بصدمه هو من يعاتبها ألم يكن هو من طلب منها الذهاب إلى بيت هاندا والابتعاد عنه الآن يقول لها أنها هي من ملت وارادت تركه، ضغطت على أسنانها بحنق منه وهتفت توبخه بغيظ :

- هل أنا من مللت أم أنت، أنت من طردني من المنزل أنا لم أخرج بإرادتي أنت من طلبت مني الخروج والابتعاد عنك أنت من جعلني اقضي الليل بطوله غارقة ببكاء مرير حتى تغلب علي التعب وغبت عن الوعي ولم أشعر بأي شيء حتى الصباح والآن أنت من تعاتبني وتلقي اللوم علي

انتفض قلبه بقلق فقبض على وجهها بين يديه يتفحص حرارتها وهبط بيده يتحسس باقي جسدها يفحصه بحنان وقلق يسألها برفق وعيناه تلتمع بالدموع وغصة تتصاعد بداخله بألم وفكرة أنه تسبب بحزنها ومرضها تقتله :

- بماذا تشعرين هل يؤلمك شيء أتريدين الذهاب إلى المشفى اوووف كم أنت أحمق كبير يا بلال لا داعي لسؤالك هيا لنذهب إلى الطبيب فلنتطمئن على صحتك، يا إلهي كل هذا حدث بسببي كيف لي أن احزنك لتلك الدرجه أنا آسف سامحيني رجاء صغيرتي اغفري خطئي الغير مقصود

راقبت حركاته المتوتره والقلقه ويده التي تمر على جسدها بجرأة وحرية خالية من الرغبه هو يريد الإطمئنان عليها فقط مازحته حتى تخرجه من حالة جلد الذات الذي تملكت منه فمالت على أذنه تهمس له بمكر أنثوي :

- أنا بخير لا تقلق، لا داعي للمس جسدي بتلك الطريقة أو أنك تتعمد فعل ذلك بحجة الإطمئنان على صحتي

نظر إلى عينيها بعبث وجرأة وقبض على خصرها يجذبها إليه بقوه مثيرة وقد نجحت واخرجته من حالة الحزن التي غرق بها ليعود العبث ليملأ ملامحه فنظرت إليه بقلق وهو يميل نحوها يهمس أمام شفتيها بعبث وخبث :

- لا أحتاج إلى حجج وإستأذان حتى ألمس جسدك فأنتي وجسدك ملكاً لي وأستطيع لمسه وقتما أشاء وأنتي لن تستطيعين منعي كما الآن تماماً

رفعت وجهها متسائلة بقلق عما يقصده ولكنه لم يدع فرصة لها بالتفوه بحرف آخر وانقض على شفتيها يقبلها بنهم وجوع وشعوره بها بين ذراعيه تستجيب للمساته وقبلاته يأجج نيران رغبته بها، قض على عنقها يجذبها منه يقربها له ليعمق قبلته لها أكثر حتى شعر بها تضرب كتفه بقبضتها الصغيره طلبا للهواء فأبتعد عنها مرغما ذاته على التوقف الآن وإلا يقسم بأنه سيأخذها بالمصعد ولن يهتم بما سوف يحدث شهقت أيلا بخفوت تأخذ أنفاسها بصعوبه فهمست له بلهاث والخجل يكاد يقتلها :

- هل جننت بلال نحن بالمصعد ماذا لو كان توقف ورآنا أحد ماذا كان سيقول عنا، أبتعد عني

دفعت يديه الممسكه بخصرها بحنق وهي تعدل من وضع ملابسها ولكن عادت ونظرت إليه بإستنكار عندما خرجت منه ضحكة خافته ولكنها استمعت إليها بوضوح ضربته بمعدته بغضب تسأله بإستنكار :

- ما المضحك في الأمر، هل تريد أن يفتضح أمرنا أمام الجميع ويمكسوا بنا متلبسين بفعل فاضح في المصعد

- هاااي هذا ليس بلد شرقي، لا داعي للقلق فهنا تلك الأمور طبيعيه وتحدث بالشارع وبكل مكان ليس المصعد فحسب لذلك اهدئي لن يحدث شيء

أجابها بإستنكار من قلقها وغضبها الغير مبرر من وجهة نظره حيث بأنه محق بذلك ففي بلاد الغرب لا رقابة لأفعال الشباب تجدون كل ما يحرض على الرزيلة والفحشاء من خمور وسهر وملاهي ليلية حاشدة بالشباب والفتيات في عري وفجور نظرت له بحنق وضغطت على زر اعادة تشغيل المصعد ليهبط بهما إلى الدور الأول سألها بهدوء مشيراً إلى الرقم الذي ظهر على شاشة المصعد الصغيره :

- إلى أين أنت ذاهبة، للجامعة أم إلى المطعم

نظرت له بحزن تعلم بأنه يغار ويعارض فكرة عملها مرة أخرى وخاصة عند رؤيتها بين أحضان رافي لذلك طمئنته بإبتسامه ناعمه قائله بحنان :

- سأذهب للجامعه لدي بعض المحاضرات المهمه وسأعود على الفور لن أعمل مرة أخرى إذا كان هذا ما يغضبك لن أفعل ما يغضبك ويحزنك فأنا لن أكون سوى السبب في سعادتك فقط لا في حزنك وإلامك حبيبي

صدم من إجابتها وهدوئها المفاجئ فنظر إليها بتوجس وبداخله يشعر بأنها تخطط لشئ ما ولكنها فاجأته بضمها له بحب تقبل موضع قلبه وترفع عبنيها تنظر إليه بحنان فهي تعلم بأنه صدم ولكنها فكرت بحديث هاندا فهي من أخطأت بطلبها العوده للعمل اكثر من مره وما حدث منه لم يكن سوى ردة فعل لما حدث منها فهو يحبها وهي تشعر بذلك ويغار عليها فهي رأت جنونه عندما وجد رافي يضمها فقد جن جنونه عليها حتى أنه كاد أن يتعرض لها بالضرب من شدة غضبه منها بذلك الوقت ولإعتقاده بأنها تحبه، همست له بحنان بينما تومأ برأسها إيجابياً تؤكد على حديثها :

- أعلم بأنك تتعجب من تغيير رأيي ولكني فهمت أنني لم أكن على صواب عندما أصريت عليك لأعود إلى عملي من جديد ولكن الآن أعدك بأنني لن أفعل سوى ما يرضيك ويريحك لكن عليك أن تنتظر الليلة أيضاً فأريد قضاء بعض الوقت مع هاندا أشعر بأن لديها الكثير لتخبرني به فهل لي أن أفعل ذلك 

إبتسم بمكر وهو ينظر إليها فعلى ذكر إسم هاندا تذكر بأن تلك المشاغبة الصغيره هي السبب في تغيير وتحسين مزاج صغيرته بل جعلتها تعتذر وتبادر بتلطيف الأجواء بينهما فأومأ إليها بحنان سامحا لها بالبقاء معها الليلة فالأفضل لها أن تبقى بعيداً عنه الليلة، اقتربت وارتفعت على أطراف اصابعها لتواكب طوله واستندت بيدها على كتفيه العرضين وطبقت قبله شغوفه على شفتيه وكانت تلك أول مبادرة منها لتقبيله ولكن وقبل أن يحكم قبضته عليها ويودعها بطريقته الخاصة والتعمق بقبلته تركته وابتعدت عنه بإبتسامه عابثه ونظرة عينيها تخبره بأن هناك المزيد ولكن ليجتمعان سويا مره أخرى فتح باب المصعد وتابعها بعيناه وهي تغادره وتذهب في طريقها للخروج وقبل أن تعبر الباب ألتفتت تنظر إليه بحب وتلقي له قبله بالهواء تنهد بعشق وهو يدعي الله لتنتهي تلك الليله على خير ويستطيع التخلص من لعنة تلك الساحره اللعينه والماكره لينعم بحياة هادئة ورائعة مع صغيرته حياة مليئة بالحب والعطاء والسعادة

_________ 

بعد مرور عدة ساعات عادت أيلا إلى المنزل وفتحت الباب بالمفتاح التي أعطته إليها هاندا ودلفت لتجد أنوار المنزل مشتعله فيبدو أن ساندرا وسامر قد عادو هتفت بإسم ساندرا ولكن لم تتلقى أي وجواب رأت غرفة النوم الخاصة بهاندا الضوء بها خافت قليلاً عن باقي الشقه فإتجهت نحوها بهدوء ودلفت إليها فصدمت عندما رأت هاندا تستلقي على الفراش تضم نفسها وبين يديها إطار لصورة ما، انفطر قلبها حزنا عليها عندما سمعت صوتها المكتوم بالبكاء وهي تهتف بألم :

- لقد إشتقت إليك، لم أعد أشعر بسعادة اي لحظة تفوق أو نجاح بدونك هل تعلم اليوم تمت ترقيتي وأصدقائي أرادوا إقامة حفل حتى يباركوا هذا المنصب الجديد ولكني لم أرغب بذلك فكل ما فكرت به هو أن أركض وآتي إليك لأضمك بين ذراعي واخبرك بنجاحي ولكني افتقد اجابتك وحبك لي افتقد حماسك وتشجيعك الدائم

تعالت أصوات بكائها لتقترب منها أيلا سريعاً وتضمها بين ذراعيها بحنان تربت على ظهرها لتشعر بها هاندا وتطوقها بذراعيها وتهشج في بكاء مرير وقد اشتاقت لنصفها الآخر بشده ظلت تهدئها وتحاول طمئنتها بأنها بجانبها دائماً ولن تتركها حتى هدأت واستكانت بين ذراعيها وغطت في نوم مجهد سحبت نفسها بهدوء حتى تعدل من وضعية نومها سحبت الغطاء عليها ولكن وجدت إطار الصورة بين ذراعيها فجذبتها منها بهدوء واحكمت الغطاء عليها وخرجت إلى صالة المنزل وبيدها ذلك الإطار جلست على المقعد بتعب وهي تفكر بحالة هاندا وحزنها ألمها قلبها لأجلها فيبدو أنها تشتاق إليه كثيرا ولكن من هو، هل كان حبيب أم شقيق او صديق لا تعلم ولكنها تحبه كثيراً وهذا واضح من حزنها لأنه ليس بجانبها بذلك الوقت انتبهت لأنها تمسك بالصورة بين يديها فقررت النظر بها ورؤبة معذب قلب صديقتها رفعتها امام عينيها تنظر إليها وإبتسامه خفيفه تزين ثغرها

اختفت ابتسامتها وشحب لون وجهها عندما طالعها وجهه الوسيم نصب عينيها بتلك الصوره مع صديقتها فكان الصوره تجمع بين هاندا وبلال في وضع أقل ما يقال عنه حميمي ابتسامتهما واللمعه بتلك العينان لم ترها حتى معها هي دمعت عيناها وهي ترى سعادته الواضحه بتلك الصوره وهو يحمل هاندا على ظهره كالطفل الصغير وهي تطوق عنقه تضمه إليها بحب واضح على ملامح وجهها ليأجج ذلك سعور الألم بداخلها نهضت عن المقعد بغضب تتجه نحو غرفة هاندا تريد تفسير عن هذا الأمر ولكنها توقفت قليلاً تفكر بأن من لديه إجابة على سؤالها فهو ذلك المخادع وليست هاندا لأنها لا تعلم أي شيء عن علاقتها به فهي لم تذكر إسمه او تريها صورته فبذلك ليس هي من تملك الجواب بل هو

اتجهت نحو باب المنزل قابضة على الصورة بيدها وقد كانت الساعه قد قاربت على السابعة مساءً خرجت من المنزل لتهذهب إلى منزلها معه وطرقت الباب بعنف وقوه عدة طرقات لم يجيبها أو يفتح الباب ففكرت أنه لا يجوز له فتح الباب فيمكن أن يكون هناك أحد غيرها هو من يطرق الباب فرفعت صوتها قليلاً تخبره بهويتها بحده وانتظرت بضعة ثواني لتجده يفتح الباب وعلى ملامحه يرتسم الغضب بوحشية قبل أن يجذبها للداخل ويغلق الباب خلفها بقوه اهتزت لها جدران البناية بأكملها قبض على ذراعها بقوه يجذبها منه وهو يهتف بغضب مكتوم :

- هل جننتي أم ماذا، لما تطرقين الباب أليس معك مفتاح له ماذا لو رآك أحد ما الذي سيفكر به أما أنت مجنونه لتطريقين باب شقتك التي لا يسكن بها سواكي أم أن هناك من يعيش معك دون علم أحد وهذا سيعرضك للإسئله والمواقف الصعبه وسيعرض حياتي للخطر هل تريدين ذلك

تابع بغيظ وهو ينظر إلى الساعة ليعلم أن أمامه ساعة فقط ويبدأ القمر بالظهور والخطر يقترب كل دقيقة عن الأخرى لكنه صدم عندما وجدها تنظر له بجمود وكأنها لا تهتم بما قاله لها وزادت صدمته بها عندما نفضت يده عنها تجذب ذراعها بقوه وهي تهتف لديه بغضب وحدة :

- لا يهمني كل ذلك، لماذا أهتم بك وأنت مخادع تخدعني وتلعب بمشاعري ماذا فعلت لك لتفعل بي هذا، لا استحق منك هذا الألم إذا كنت لا تحبني فأتركني أمضي بطريقي بعيداً عنك ولا تحطمني بتلك الطريقة لماذا اقتربت مني لماذا لمستني لماذا كسرت قلبي ودمرت حياتي لماذاااا

صرخت به بألم ليصدم بما تتفوه به كيف له أن يفعل بها ذلك فهي عشقه وجنونه فهو يعشقها عشقاً لم يشعر به أي رجل على وجهه الارض فهي بالنسبة إليه اكسجين الحياة كيف لها أن تتهمه بمثل تلك التهم هو لم يفكر بخداعها يوماً وعندما لمسها واقترن بها كان يشعر بها وبعشقها من كل قلبه نظر إليها بصمت وضيق عندما وجد دموعها بدأت بتساقط على وجهها الجميل رفع يده يلمس وجهها يحاول إزالتها ولكنها لم تسمح له ودفعت يده بحده ليتنهد بضيق وهو يردف بهدوء :

- اخدعك هل تظنين أنني اخدعك لماذا ما الذي حدث مني لتتهميني ذلك الإتهام المخجل والمهين لي كرجل لا يمكنني القبول بإهانتك لي ولا تتجاوزين حدودك معي أحبك واعشقك بشده لا يوجد في يدي ما يؤكد لك ذلك ولكن إذا أردتي يمكنك الإنتظار حتى يصبح لدي فرصة لإثبات حبي لك

نظرت إليه بدموع واومأت له برأسها بحسرة وهي ترفع أمام عينيه الصورة التي بيدها لينظر إليها بصدمة واتسعت عيناه ذعرا ليتنقل بعينيه بين الصورة وبين وجهها بتيه فقد فهم الآن حديثها فهي ظنت أن بينه وبين هاندا علاقة غرامية ولكنها لا تعلم بأنها..قاطعت شروده عندما ضربته بقبضتها الصغيره بصدره ضربة موجعه بغضب هتفت ببكاء :

- هذا الإثبات كافي جداً بالنسبة لي، لا أريد إنتظار جديدك لأني وبكل جدية لم اعد أثق بك فمن الممكن أن تؤلف قصة جديدة وتكون بها بطلا لا مخادع، ولكن أخبرني اذا كنت تحبان بعضكما إلى هذا الحد لما تركتها لماذا لم تبقى معها فهي تحبك كثيراً لم ترها وهي تبكي وتعبر عن شوقها واشتياقها لك، هل تعلم أن اليوم تم ترقيتها بعملها وعوضا عن الإحتفال مع اصدقائها بذلك الحدث السعيد فضلت العوده للمنزل وضم صورتها معك وهي تبكي اشتياقا لك

بكت بألم وتابعت بحسرة وإنكسار لم تشعر به بحياتها :
- هل تعلم كم هو صعب جدا علي أن أخبرك بأن حبيبتك تشتاقك وتبكي حسرة على فراقك هل تعلم كم هو مؤلم أن تكون حبيبتك هي أعز صديقاتي والتي أعدها بمثابة شقيقتي الكبرى لا بلال أنت لا تعلم أي شيء أنت فقط أردت الحصول علي بأي طريقه وهذا ما حدث فقد حصلت علي وانتهى الأمر عد إليها وانسى أنك تعرفت علي يوماً لا تذكر أمامها قصتنا حتى لا تنفر منك هي الأخرى 

تحركت خطوتين نحو الباب لتغادر ولكنها توقفت بصدمه عندما فتح الباب ودلفت منه هاندا بعينان متورمه وحمراء من البكاء لفترة طويلة ألتفت تنظر للخلف بقلق فوجدت بلال يقف ويربع ذراعيه أمام صدره بجمود وكأن الأمر لا يعنيه أشارت له بعبنيها أن يذهب ولكنه لم يحرك ساكناً، عادت بالنظر إلى هاندا فوجدتها تقترب منها تنظر إليها بتعجب وعندما وصلت أمامها اخذت الإطار من بين يديها بحنق :

- يا فتاه لما أخذتي الصورة وذهبتي، فأنا أبحث عنها منذ أن استيقظت وتذكرت بأنك كنتي معي فأتيت لأسألك لم أتوقع أن تكون الصورة معك

تابعت بحزن ولكنها حاولت إطفاء بعض المرح بصوتها :

- هل يعجبك بلال، انتظري فقط ليعود وسأجعله يتزوج بك حتى لا تفارقيني أبداً

صدمت أيلا مما تقول وعادت ونظرت للخلف إلى بلال فوجدته ينظر إلى هاندا بعينان دامعه وحنين ألم قلبها وحزنت بداخلها غهو يحبها وهذا واضح عليه وعليها ولكن لما تقول ستدعه يتزوجها هل هناك من تدع حبيبها لأخرى ليتزوج بها، عادت بعينيها تنظر إليها بحزن هاتفه بقلق :

- اسمعي هاندا أنا لم أكن أعلم اقسم لك، وإلا ما كنت لأقترب منه أبداً

نظرت إليها بتعجب ما تقول تلك الفتاه هل تظن أنها ستغضب إذا أعجبت بصورة بلال تلك المجنونه ستصيبها بنوبة قلبية :

- بماذا تهذين يا فتاه هل جننتي أم ماذا ولما تلتفتين وتظرين إلى الخلف كل دقيقة ولأخرى هل لديك ضيوف تخفيها عني أم أن حبيبك هنا ولا تريدين لي أن أراه

صرخت بحماس وهي تندفع للداخل فعادت أيلا والتفتت إلى بلال تنظر إليه بقلق ولكن اتسعت عيناها بصدمه وتجمدت الدماء بعروقها عندما رأت هاندا تمر بجوار جسد بلال حتى تلاميت اكتافهما ولكنها لم تنظر نحوه أو تهتم بهذا ولكن اما هل هو شفاف لدرجة أن تمر بجانبه ولا تراه نظرت إليه بإستفهام فبادلها بغموض وتحرك بهدوء أعصاب لا تملك منها ثلثها وجلس على المقعد بإحدى جوانب الصالة يراقب ما بحدث ببرود أشعلها من الداخل فإقتربت منه تهمس له بغضب :

- ما الذي يحدث أهذه لعبة منكما أم ماذا، كيف لها أن تتصرف بتلك الطريقة وكأنها لا تراك أخبرني

- هذا لأنها بالفعل لا تراني ولا أحد يمكنه رؤيتي سواك أنتي

أجابها بهدوء وكأنه يخبرها عن حالة الطقس ولا يفجر مفاجأة صادمة لها بكل المقاييس شحب وجهها من تلك الحقيقة فهاندا بالفعل لم تراه فهذا يعني أنه يتحدث بالحقيقة يا إلهي هل هو جان ارتعدت أوصالها مما جعلها تعود خطوتين للخلف مبتعدة عنه تنظر إليه بذعر فقرأ بعينيها ما تظنه وما يخيفها فتحدث بهدوء وهو يقف امامها يقبض على كتفيها رغم خوفها الذذي بدا عليها وشحوب وجهها يطمئنها فهو يريد ذهابهما من هنا بأسرع وقت، فالوقت يمر والقمر بدأ بالظهور وهو يشعر بتأثيره عليه : 

- أنا إنسان اقسم لك بالله العلي العظيم إني شاب عادي ومسلم وموحد برب العزه، ولكن حدث الكثير والذي لا وقت لأششرحه لكي ولكني أعدك إذا مر اليوم بسلام سينتهي كل شيء وسأخبرك بكل شيء وحينها يمكننا الزواج والعيش بسلام ولكن الآن أريد منكما أن تذهبان وتغلقان الشقة عليكما جيداً، صحيح أنني لست من الجان ولكني اليوم اكون أكثر بشاعة منهم رجاء صغيرتي اذهبي الآن وانتبهي لحالك جيداً

دفعها برفق لتتحرك وتذهب من هنا ولكنها كانت تتحرك بلا وعي فما قصه على مسامعها لا يستوعبه عقلها نظرت إليه بدموع واومأت له برأسها إيجابياً وهي لا تعي أي شيء سوى حماية هاندا وخروجها من هنا وبعد ذلك ستعود إليه فهي لا يمكنها أن تتركه يواجه الخطر وحيداً وعند هذه النقطة تذكرت حديث تلك العرافة أو المشعوذة كما يسميها البعض من بلدتها عندما أخبرتها بأنه ينتظرها لتحريره ولا غيرها يمكنه فعل ذلك، اتجهت نحو هاندا التي بحثت في الغرف جميعها لرؤية حبيبها السري ولكنها لم تجد أي أحد عادت محبطه تهتف بحنق :

- يا فتاه إلى أين ذهب، ألم يكن هنا بالفعل

- لا يوجد أي أحد هنا هيا لنذهب الآن وسأدعك تتعرفين عليه أقسم لك ولكني احتاج إلى هاتفي لأتحدث مع والدتي ضرورياً وهو بمنزلك هيا لنذهب

لم تترك لها فرصة للإعتراض وسحبتها معها لتطاوعها هاندا وتخرجان من الشقه فنظرت أيلا لبلال بقلق قبل أن تغلق الباب خلفها فطمئنها بإبتسامة جميله فبادلته الابتسام وغادرت مغلقة الباب بهدوء، ليتجه بلال على الفور وأخرج الغلال الحديدية الصلبه واغلق الباب عليه من الداخل بالمفتاح والاقاه من النافذة كما يفعل دائماً ويضطر لكسر قفل الباب في الصباح ليخرج منها وتغيره بعدها ربط السلاسل بسقف الغرفه والتي كان يثبت بها قطتين من الحديد الصلب ثم عقد كل سلسلة منهما على جسده ثم كبل يديه بكلبش الشرطه الخاصة بعمله كضابط شرطه وبهذا الشكل كان قد كبل نفسه ولكن بطريقة يسهل عليه الفكاك منها حتى ينقض على تلك الساحرة عندما تخرج اليوم

_____________

دلفت أيلا مع هاندا إلى منزلها وأخذت تبحث عن هاتفها كالمجنونه تحت أنظار هاندا المتعجبه وقبل أن تسألها عما تبحث وجدتها تلتقط هاتفها بلهفة وتعبث به قليلاً قبل أن تضعه على أذنها تنتظر إجابة الطرف الآخر عليها وما أن سمعت صوت يأتي من هاتفها وجدتها تهتف بلهفة دون السؤال عن حال محدثها حتى :

- أمي هل تذكرين تلك العرافة التي قابلتها بصغري هل مازالت بالبلده هل تعرفين مكانها أرجوك أمي أخبريني

صدمت والدتها التي اعتقدت أن صغيرتها تحدثها لتطمئن عليها ككل يوم ولكنها اليوم تسأل عن تلك العجوز يا الله ما الذي يحدث معها الآن أرتجف قلبها قلقاً عليها فنطقت دون وعي تخبرها بما تريد لتعلم ما الذي يحدث مع صغيرتها :

- أجل أعلم فهي تسكن بالحارة المجاوره لنا ولكن لما تسألين ما الذي يحدث معك يا ابنتي

ابتسمت أيلا براحة فهي الآن يمكنها سؤالها كيف لها مساعدة بلال دون أن تعرض حياته وحياتها إلى الخطر، هتفت برجاء وهي تبكي بحرقه :

- رجاء أمي لا تسألي الآن، اذهبي إليها ودعيني اتحدث معها يجب أن اسألها عن شيء هام للغاية يتعلق بحياتي وحياة أغلى شخص على قلبي ارجوكي امي فحياته بخطر سيموت يا أمي أرجوك

انتفض قلب جينا لسماع بكاء ابنتها بتلك الطريقه فمنذ متى وهي على علاقة غرامية بأحد الشباب ومن يكون هذا الشاب ولماذا أخفت عليها الأمر من الأساس ورغم تساؤلاتها الكثيره ولكنها رضخت إلى طلبها ونهضت من مكانها تخرج من المنزل في طريقها إلى منزل تلك العرافة، هتفت لتطمئنها برفق فقلقها عليها الآن أكبر من أي عتاب :

- حسنا صغيرتي اهدئي كدت أصل إليها انتظري القليل من الوقت فقط وسأتصل بك لتتحدثين معها

وافقتها أيلا واغلقت معها الهاتف وهي تبكي بحرقة فلقد شعرت من حديثه وكأنه يودعها وكأنها لن تراه من جديد يجب عليها معرفة ما حدث وكيف بمكنها مساعدته ولن يخبرها عن ذلك سوى تلك العرافة العجوز، اقتربت منها هاندا تسألها بقلق وقد اربكها حديث أيلا التي لم تفهم منه أي شيء على الإطلاق لأنها كانت تتحدث بالعربية ولكنها اجزمت بأن الأمر مقلق وخطير
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي