الفصل الاربعون

هنا سمعوا صوت يقول لهم:
_ اذا اردتم انقاذها فـ افعلوا ما نطلبه منكم.
هنا ردت آسيا عليه قائله:
_ لن نفعل اي شيء تريدونه.
هنا وجدت آسيا ان ملامح ريتا تغيرت و اصحبت خائفة من شيء آسيا لا تراه و لقد كانت تفتح عيناها علي وسعها و بـ شدة هنا امتلت الدموع عيناها، فـ قالت آسيا له:
_ اتركها تخرج الان من هنا.
هنا سمعت صوت يقول لها بـ كل اريحيه:
_ طلباتك اوامر يا انستي.
و فاجأه و بدون سابق انذار سمعت آسيا صوت اطلاق نار، و الاسوء بـ كثير، ان تلك الرصاصة احتلت راس ريتا، هنا انزلت ريتا راسها، فـ لقد ماتت، انهم لم يعطوها اي انذار او تحذير انهم سوف يقتلوها.
هنا كانت فريدة لم تنظر الي المشهد، و لكن ما ان سمعت صوت اطلاق النار و انصدام وجه آسيا، نظرت الي الهاتف فـ وجدت ريتا منزله راسه و يصفوا منها الدماء و هي مربوطة في الكرسي.
هنا سمعوا كليهما صوت يقول:
_ لقد نفذت اوامرك فـ لقد تركتها تخرج و لكن ليس بـ جسدها، و مره اخري عندما نقول لكم ان تفعلوا شيء سوف تفعلوه بدون اي اعتراض ، يجي ان تفعلوه و الا سوف تجدوا اناس تسقط من حولكم و السبب هو انتم.
هنا ما ان انهي كلامه حتي اقفل المكالمة مره.
هنا نظرت آسيا الي فريدة، و في ثوان معدودة حتي فسد نفس آسيا مره اخري و اغمي عليها في وقتها، وقعت آسيا علي الارض و بـ قوة ايضا.
يا لذاك الصباح!، لم يبد يومهم بعد و لكنه انتهي من قبل ان يبدا بـ شكل مأسوي جدا، رغم انهم لم يكونوا يحبوا ريتا كثيرا، الا انها لا تستحق تلك النهاية لها، لا تستحق ان تموت في هذا السن.
لا يستحق احد الموت علي يد هؤلاء البشر، لا يلديز و لا ريتا، و لا اي شخص ابدا.
هذا ظلم، القتل ظلم و الحياه ظلم، و العالم ظالم ايضا، لا شيء عادل في تلك الحياه البئيسة ابدا، ماذا سوف تفعل عندما تجد احد زملائك في الدروس معك قتل و امام عينك، انتظر غير انه مات امام عينك، مات بـ سبب كلامك.
لقد فلتت اعصاب آسيا فعلا بعد رويتها لـ هذا المشهد، الجميع متعب، الجميع يريد الراحة، لا كل هذه الاشياء التي تحدث معهم ابدا.
هنا حملت فريدة آسيا و هي تبكي و البكاء يملئ وجهها و صوتها ايضا.
وجهها اصبح احمر هذا غير انها يصعب ان تأخذ نفسها بـ قوة
لـ ماذا انقلبت حياتهم بـ هذه الطريقة؟!
ماذا فعلوا كي يساحقوا هذا؟، لما حدث هذا، الم يكونوا يكفيهم ما لديهم من مشاكل، ما كل هذا؟.
آسيا التي منذ ان ولدت و هي لا تعرف لـ ماذا تركها والدها و ذهب و يكمل حياته تاركها خلفه، و من ثم زواج والدتها تعبها و معاملة زوج والدتها السيئة لها، سفر والدتها و تركها هنا لـ وحدها حدوث تلك الاشياء، قتل ريتا امامهم، يلديز، عصابة تجري خلفهم و هم لا يعرفوا السبب اساسا.
كل شيء سيء يحدث لهم، المشاكل لا تنتهي لديهم ابدا.
هنا اتصلت فريدة بـ الاسعاف، بـ سبب ضيق نفسها هي ايضا، و انها لا تستطيع فعل اي شيء، هذا غير حالة آسيا ايضا.
و ما ان اقفلت الهاتف حتي شعرت بـ دوار شديد في دماغها و من ثم في ثوان معدودة كانت تلقت ضربة شديدة علي راسها من الخلف.
لم تري من كان خلفها و لا كيف دخل الي المنزل؟، و لكن ما تذكرته انه يوجد شخص خلفها قوي البنية و طويل ايضا مرتدي بنطال اسود و عليه قميص كحلي.
و من ثم بعدها بـ دقائق كانت الاسعاف امام المنزل، و عندما دخلوا الي المستشفى لم يكن هناك اي شخص في المنزل سوي آسيا و فريدة و واقعون علي الارض، هنا حملهم الاسعاف هم الاثنين و انتقلوا الي المستشفى.
--
في احدي غرف المستشفى:
كانت آسيا و فريدة في نفس الغرفة و لقد كانت الغرفة مرتبه و كل شيء موجود بها و مرتبه ايضا.
استيقظت آسيا اولا و وجدت فريدة نائمة في الفراش الاخر بـ جانبها و كل شيء هادئ لـ الغاية في الغرفة و المستشفى بـ اكملها كما لو كان لا يوجد احد في المستشفى.
هنا نظرت الي انحاء الغرفة و هي تبحث عن هاتفها او اي شيء يخصها.
و لكنها لم تجد شيء، و لاحظت ان هناك شيء بـ يديها في نظرت اليها فـ وجدت انهم يضعون تلك الخراطيم التي توصل المحلول الي يديها.
هنا استيقظت فريدة ايضا و هي تضع يديها علي راسها و تقول بـ الم:
_ اههه، ما الذي حدث لنا؟.
هنا نظرت آسيا الي راس فريدة و قالت لها:
_ ماذا حدث لـ راسك؟.
هنا سالتها فريدة قائله:
_ ماذا يوجد في راسي؟.
هنا ردت آسيا عليها قائله:
_ هل ضربك شخص ما؟، ام انك وقعتي علي الارض بـ قوة؟.
هنا قالت فريدة لها:
_ ما اتذكره انني تلقيت ضربة قوية جدا علي راسي، و لكن لم اري من الذي ضربني.
هنا وجدوا باب الغرفة ينفتح و يدخل شخص اليها.
ما ان راته آسيا حتي نسيت كل شيء حدث لها قبل قليل، شعورها تغير في ثوان معدودة، حتي نظرات عيناها تغيرت من الخوف الي الدهشة و الغضب و الصدمة، كانت تنظر له بـ تركيز، كان كل شيء تغير من حولها و لم يبقي سوي ان تلك المشكلة التي ظلت معها منذ ان كانت صغيرة.
اما عن فريدة فـ لقد كانت تشبه علي ذلك الشخص الواقف، انه يشبه آسيا لـ حد كبير جدا، لون عينه، درجة لون بشرته، شعره، ملامح وجه، كل شيء في يشبه آسيا لـ حد كبير جدا.
هنا قالت آسيا له بدون ان يرمش لها جفن:
_ ما الذي جلبك الي هنا؟.
هنا وضع ذلك الشخص الصندوق الذي كان في يده و قال لها:
_ ما ان سمعت ما حدث معك و انك انتقلتي الي المستشفى حتي اتيت لك، انا اعرف ان نازلي ليست هنا الان.
ردت عليه آسيا بـ استهزاء قائله:
_ ماذا؟!، هل اتيت كي تمارس الابوة الان؟
«عمر» (والد آسيا) كان يحاول ان يقترب منها و لكن قالت آسيا له:
_ ان اقتربت خطوه واحدة اخري، سوف انادي الممرضة لكي تخرجك من هنا.
هنا قال عمر لها:
_ هل يمكنك ان تستمعي الي فقط؟.
هنا لاحظت فريدة ان عمر يرتدي قميص كحلي و بنطال اسود، يبدو انها صدفة، و لكن في تلك الاجواء و ما يحصل معهم لا يوجد مجال لـ اي صدفه معهم ابدا، كل خطوة و كل شيء يحدث معهم مخطط بـ شكل جيد جدا و مرتب.
هنا قال عمر الي آسيا:
_ اسمعيني فقط، لقد تركتك لكي احميك، انت لا تعرفي ما حدث لي؟.
هنا و يدون ان تقول آسيا اي شيء، حتي ضغطت علي الزر الذي بـ جانب فراشها، و هذا الزر ينادي علي الممرضة.
نظر عمر لها و من ثم قالت آسيا له:
_ لم انسي ما حدث ابدا، و لن انسي انك اتخذت عائله اخري و اكملت حياتك.
هنا دخلت ممرضة و هي تنظر الي آسيا، فـ قالت آسيا لها:
_ خذي هذا الرجل، انا لا اعرفه و يدعي انه يعرفني و يريد اخذي، لا تدخليه الي المستشفى ابدا.
هنا نظر عمر الي آسيا بـ حزن، و لقد كانت تبادله آسيا النظرات و لكن بـ غضب يحتل عيناها.
هنا نظرت الممرضة الي عمر و قالت له:
_ سيدي من فضلك هل تخرج من الغرفة؟.
هنا قال عمر لها:
_ حسنا.
ثم خرج من الغرفة بدون ان يقول اي شيء اخر، فـ لقد وضع رسالته في مكانها و متأكد انهم سوف يرونها.
هنا نظرت فريدة الي جوارها و وجدت هاتفها، نظرت فريدة له و وجدت انه لا يوجد به كلمة سر كما كان به من قبل اما عن هاتفها فـ وجدت انه تم ازالة اي شيء تعتبره العصابة شيء ضدهم، هنا وجدت فريدة ان هاتفها الصورة الموجودة به مكتوب بها كلام بـ خط عريض و ابيض و الشاشة سوداء و مكتوب بها ( افتحي الحافظة.)
هنا دخلت فريدة الي حافظة الهاتف و كان مكتوب بها كلام كثيرا، بدأت فريدة تقرائه من البداية الي النهاية.
و لقد كان من كتب هذا عمر والد آسيا، لقد كان يحكي كل شيء قبل ان يهجر آسيا و يتركها هي و نازلي لـ وحدهم، كيف استلف دين من العصابة و لم يستطيع تسديده، فـ اضطر ان يعمل معهم، و واحدة واحدة حتي اصبح فرد من العصابة معهم.
كيف كان يراقب آسيا من بعيد؟، و كيف كان نادم انه تركها و رحل؟، كان كل شيء عن حياته التي تتكلم عن سبعة عشر عام رحلوا.
كل شيء كتبه بـ دقة، و دراما كبيرة جدا لـ درجة ان فريدة اشفقت عليه، و اصبحت تتعاطف معه.
هنا كانت آسيا غاضبة جدا و من ثم بدات تنظر حولها و وجدت فريدة تمسك هاتفها، فـ قالت لها:
_ تشششش، ماذا تفعلي؟.
لم تكن فريدة انتبهت عليها، فـ نادت آسيا عليها قائله مره اخري:
_ فريدة، اين وجدتي هاتفك؟.
نظرت فريدة عليها قائله:
_ وجدته هنا بـ جانبي.
نظرت آسيا الي الجانب الاخر الذي كانت تشير عليه و من ثم قالت لها:
_ انظري الي جانبك مره اخري، و ابحثي عن هاتفي فـ انا لم اجده بـ جانبي.
هنا تركت فريدة هاتفها و نظرت لها قائله:
_ ليس هنا.
فـ قالت آسيا لها:
_ انظري اولا و من ثم تكلمي.
هنا قالت فريدة لها:
_ لقد اخذته العصابة بـ سبب التسجيلات التي كانت عليه بـ اسمائهم، و لقد جلبوا لك هاتف جديد بدل القديم، و في الرسالة يقولوا لك ان لا تقلقي ابدا علي الصور فـ كلها في هاتفك الجديد، صور، رقم جديد ل القديم، جراب له، كل شيء بدل القديم.
خنا قالت آسيا لها:
_ ماذذاااا؟.
هنا هزت فريدة راسها بـ ايجابية قليلا، و من ثم تذكرت ريتا فـ نظرت امامها بـ حزن، هنا قالت آسيا لها:
_ كيف عرفتي هذا؟.
هنا القت فريدة هاتفها الي آسيا و قالت لها:
_ من هذا.
هنا اخذت آسيا الهاتف و وجدت الرسالة، و لكن قبل ان تقرائها وجدت الهاتف اغلق، حاولت ان تفتحه مره اخري و لكنه قفل، لم تكن البطارية نفذت بل بـ العكس كان مشحون.
هنا قالت آسيا لها ما ان اخذت الهاتف:
_ ماذا يوجد به؟
ردت فريدة عليها قائله:
_ لقد تركوا رسالة في هاتفي، و قالوا انه سوف يغلق عندما يريدوا هذا، يبدو انهم يراقبونا.
هنا ما ان سمعت آسيا كلمة يراقبونا، حتي امسكت الهاتف و رمته من النافذة.
فـ قالت فريدة لها:
_ لما فعلتي هذا؟.
هنا قالت آسيا لها:
_ هل اتركهم يراقبونا بدون ان اقول شيء او افعل شيء؟، من الواضح انهم يسامعوا الينا عبر المكبر و يشاهدونا من الكاميرا.
هنا قالت فريدة لها:
_ معك حق.
صمت فريدة بعدها قليلا و من ثم قالت لها:
_ هل تعرفي ان والدك عمر كان يعمل معهم؟.
هنا نظرت آسيا لها بـ عدم فهم، فـ سالتها قائله:
_ مع من يعمل؟.
ردت فريدة عليها قائله:
_ كان يعمل مع العصابة.
هنا كانت سوف تقول آسيا شيء و لكنها وقفت رغم تعبها و كانت تبحث في الغرفة عن اي شيء به مكبر، حتي انها نظرت الي التقويم اليوم و لاحظت انه عدي يوم عليهم منذ قتل ريتا، نظرت آسيا لـ التاريخ بـ صدمة و لكن تلاشت صدمتها عندما كانت تنظر الي فريدة لاحظت الصندوق الموجود، فـ توجهت اليه و وجدت هاتفين جديدين.
هنا قالت آسيا لـ فريدة:
_ هيا نذهب.
فـ قالت فريدة لها:
_ الي اين؟.
هنا قالت آسيا لها:
_ لن نجلس هنا، سوف نذهب الي المنزل.
و ما ان انتهت جملتها حتي همست لها و قالت بدون ان تخرج صوت من فمها:
_ الي مركز الشرطة.
هنا عدلت فريدة نفسها سريعا، اما آسيا لم تكن تعرف كيف تخرج هذا الشيء من يديها، و لكنها ازلته بـ بطيء شديد و من حسن حظها انه كان يوجد بعض القطن و لاصق في الغرفة، غيروا ملابسهم هم الاثنين و خرجوا من تلك الغرفة بـ هدوء تام، كي لا يراهم احد.
و بـ الفعل توجهوا نحو المنزل اولا، لـ ان آسيا كانت متأكدة ان الهاتفين مراقبين، تركوهم في المنزل و من ثم توجهوا الي مخفر الشرطة سريعا، و لكن قبل ان يذهبوا اخذوا كل الصور الموجودة لديهم.
صور يلديز، صور ريتا، الصناديق كل شيء.
و من ثم خرجوا و ركبوا تاكسي كي يتوجوا نحو مركز الشرطة سريعا.
--
امام مركز الشرطة:
نزلت آسيا و فريدة من التاكسي و هم يحملوا كل شيء، معاده الهواتف لـ انها مراقبه.
و ما ان نزلوا و تمشوا قليلا الي الامام حتي انصدموا بـ شرطي يحمل الكثير من الصناديق السوداء و بـ نفس الاحجام.
فـ وقع الصندوق الذي كان في يد آسيا، و باقي الصناديق السوداء ايضا علي الارض.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي