الفصل السادس و الثلاثون الحلقه الثانيه الجذء الثاني

جاء موعد زفاف سجى وعمرو وزفاف زينب وهشام ايضا، سليمان بيه قام تجهيز عرس كبير وفخم جدا لابنته ودعى كثير من الناس الذين لديهم سلطه ونفوذ واموال وجاه.
تم اعداد قاعه الزفاف كانت في قريه كبيره جدا اختارها سليمان بيه الى ابنته، اختار فيها عده برامج كثيره كان في قمه سعادته لزواج ابنته، قد كان متكفل عمرو خطيب ابنته باكثر من نصف هذه المصاريف لانه يعلم الحاله الماديه التي وصل اليها سليمان، وانه اخيرا بدا ان يقف على رجليه وان يستعيد عمله مره اخرى.
كان سليمان بي منشغل بكل تلك الأجواء السعيدة، بينما كانت شاديه اخته مشغوله البال كيف تفسد عليهم هذا اليوم، وابو زينب ايضا كان مشغول البال بكيف يفسد عليهم يوم زفاف ابنته زينب، الى ان يحقق غرضه من ان ياخذ اموال كثيره من زوجها.
شاديه خطرت ببالها فكره هي تعلم علاقه سجى باصدقائها الفتيات في الجامعه، وتعلم كم هن لا يحبن سجى وتعلم انهن يمكن ان يضايقونها في هذا اليوم، ولكنها لا تعلم اماكن سكن اصدقائها او حتى اسمائهم، فقط كل ما تتذكره هو صديقتها سهيله لا تعلم عنها سوى اسمها، قررت شاديه ان تذهب الى الجامعه وتسال عن اصدقاء سجى وتسال عن سهيله بالتحديد، وسهيله تلك سوف تخبرها بباقي اصدقاء سجى.
فعلا ذهبت شاديه الى الجامعه وبدات ان تسال الفتيات التي تقابلهن عن من يعرف سجى سليمان، ومن هم اصدقائها؟ الى ان اشارت الي احدى الفتيات على سهيله، ذهبت شاديه الى سهيله وبدات في التحدث معها.
شاديه قالت لها: انتي سهيله صديقه سجى في الجامعه؟
تعجبت سهيله وقالت لها: ومن انتي اولا؟
شاديه اجابتها:
- انا عمتها ولكن انا اريد ان اتاكد هل انتي سهيله صديقتها؟
بابتسامه سخريه اجابت سهيله وقالت:
- كنت صديقاتها الى ان قررت ان تقطع عنا المعونه.
شاديه قالت:
- انا لا افهم ما تقصدين هل انت صديقتها ام لا؟
سهيله اجابتها:
- انا وثلاثه من اصدقائي كنا اصدقاء لسجى، وكنا الاصدقاء المقربين اليها وكانت لا تبخل علينا باي شيء، كانت تدفع كل اموالها من اجلنا من اجل فقط ان نكون سعداء، و ان نبقى بجوارها ولكنها بين لحظة وأخرى قررت الافاقه وقررت قطع تلك المعونه، ومنعت اطلاقا ان تصرف علينا اي جنيها واحد فقط، حتى انني قد كلمتها في موعد خطوبتي ودعوتها على حضور حفل الخطوبه وظنا مني انها قد تاتي لي بهديه كبيره سمينه، تليق بها وتليق بحالتها الاجتماعيه، ولكنها لم تحضر لي اي شيء لم تحضر لي حتى ابسط الهدايا التي حضرها لي اصدقائي الفقراء، ولكنني لم اسكت ولم اصمت فقد صرخت في وجهها، ولكنها قامت بفعل شيء لم انساه في حياتي فقد اهنتني اهانه كبيره، قامت برمي لي اموال بسيطه لا تعد على اصابع اليد وقالت ان هذه الاموال هي ثمن ما أكلوا وما شربوا، فقد كانت معها شاب هو شريكها في كل الاعمال وكل مشاريع التي تمتلكها، وتركتني وغادرت يومها انا كنت بفستان الخطوبه ولم استطيع ان اصرخ بوجهها اكثر من هذا، ولكنها قد ضايقتني وقد شعرت أنها احرقت دمي فأتمنى أن يؤخذ بتاري منها.
شاديه ابتسمت واشارت براسها وقالت لها:
- هذا ما انا قادمه من اجله، وبالتحديد اليوم هو موعد زفافها على هذا الشاب الذي تقولين انه كان معها يوم خطوبتك، انا جئت اليكي اليوم لكي تاخذي بتارك كما تريدين، انا اريدك ان تجمعي كل باقي اصدقائها وان تفتعلي موقف في يوم زفافها يجعلها تخجل من نفسها، يجعلها تتمنى ان تشق الارض ولا يكون لها وجود، وللعلم يا سهيله ان سجى في تلك الفترة اصبحت فقيره فقد خسر والدها كل ما يملك، فقد اصبحتي انتي اغنى منها ولكنها لم تريد ان تقول لكم كي لا تصبح لقمه سهله في افواهكم، وبالتأكيد هذا هو السبب الذي خبأته سجى عنكم ولم تخبركم به، لذلك اتجهت سجي لعمل مشاريع خاصه بها هي والشاب الذي ساندها هذه المشاريع، هي من أوقفت على ساقيها من جديد.
سهيله باستغراب قالت لها:
- هل تقصدين انها ما زالت فقيره ام انها استعادت كل الاموال التي خسرت؟
شاديه قالت لها:
- والدها مازال لما يستعيد امواله قط، هو فقط بدا مشروعه من جديد ما زال لم يحقق اربحه، اما هي فمشروعها قد كبر وقد حقق ارباح كثيرة، هي اصبحت اغنى من والدها الان.
سهيله بتعجب قالت:
- ولكن انا لا افهم، لماذا انت تريدين ان افسد عليها يوم زفافها؟ فانتي كما اخبرتني عمتها، ما هي مصلحتك في هذا؟
شادية قالت لها:
- لا يوجد لدي اي مصلحه يا سهيله، ولكني اريد ان اخذ بثاري انا الاخرى، هذا الذي سوف تتخذه زوجا لها انا اكون زوجه عمه، وقد كنت اختاره عريسا لابنتي الكبرى شيماء، ولكنه بعد ان اتفقنا على كل شيء ذهب واختار سجى، و ابنتي الان منهاره وانا اريد ان افشي غليلي فيما سوف تفعلونه معها.
سهيله قالت لها:
- حسنا انا فهمت الان اعطيني موعد الزفاف بي التحديد والمكان، وانا سوف اجمع اصدقائي وسوف ترين بعينيك ما يطيب قلبك ويريحه.
قالت شاديه الى سهيله:
- ان الموعد اليوم في تمام الساعه السابعه مساء في اكبر قريه من القرى الساحلية الموجودة على هذا الخط، انها قريه ابو حمدان اسالي فقط عن هذا الاسم، وعن عرس سجى وعمرو، وكثير من الناس سوف يدلونك على المكان بالتحديد.
استاذنت شاديه وخرجت من الجامعه وهي تفكر ان هذا غير كافي لإفساد امر الزفاف على سجى، بدأت تفكر في صنع اي شيء آخر، لها اي شيء يمنع تلك الزيجة اطلاقا، ثم جاءتها فكرة شريره وقالت ان جاءت باحد الفتيات تدعين ان عمرو هو زوجا لها، ولكن في اوروبا وانها ظلت تبحث عنه كثيرا الى ان علمت من الأخبار أنه سوف يتزوج اليوم، فكانت لا تعلم بمكان إقامته في مصر، وعندما تخبر الجميع ان عمرو متزوج منها، بعدها هذا بالتاكيد سوف يفسد أمر الزواج نهائيا، وسوف ترفض سجى ان تكمل زواجها من عمرو، وبالفعل اعجبت شاديه بتلك الفكره جدا وقررت أن تنفذها.
ذهبت شاديه الى احدى الفتيات اللاتي يعملن في المصنع الصغير الخاص بها، شاديه كانت تمتلك مصنع صغيرا للملابس تعمل فيه الفتيات كل منهن على ماكينه للخياطه، اختارت شاديه أجملهن واقلهن فكرا، لكي توافق على ان تمثل مثل هذه التمثيليه الحقيره.
ذهبت شاديه الى مصنعها وبدات النظر في كل الفتيات واحدة تلو الاخرى تختار بينهن، ثم وقع عيناها على نور، نور فتاة ريفية بسيطة لا تجد قوت يومها، تنتظر الأجر اليومي لها بفارغ الصبر، دائما ما تشتكي من حال وتعب والدها ووالدتها واحتياجها الشديد للأموال، كما انها تتمتع بوسامة وجمال فائق وليس محدود، ذهبت اليها شاديه بكل حزم وصرامة وقالت لها بصوت قوي:
-يا نور تعالي على مكتبي ورائي الان.
ذهبت نور وراء شاديه وهي ترتعد خوفا، هل سوف تقيلها من العمل؟ هل سوف تققل منها ومن أجرها اليوم اي شيء؟ هل قامت نور بارتكاب اي خطا في عملها؟ ظلت الاسئله هذه كلها تخطر ببالها وهي في طريقها الى مكتب شاديه.
الى ان وصلت شاديه الى مكتبها وجلست على المقعد الخاص بها بكل قوة وبكل كبرياء، اشارت الى نور ان تجلس على الكرسي المقابل لها وقالت لها:
- يا نور كم تريدين العلاج والدك ووالدتك؟
تعجبت نور تلقائيا من السؤال وقالت لها:
- انا لا افهم يا استاذه شاديه.
شاديه اجابتها قائله:
- لا اريد ان اساعدك في حياتك انا اعلم ان والدك مريض وايضا امك كذلك، فاسالك كم تريدين لعلاجهما، انا اريد ان اساعدها.
فرحت نور بلهفه شديده اجابت قائله:
- حمدا لله، شكرا لك يا استاذه شاديه لم اتوقع ابدا ان تخبريني بهذا السؤال، انا كنت اظن انكي سوف ترفديني من العمل معكي، اي اموال يمكن ان تساعديني بها، انا لا اتكلم بالتاكيد شكرا لانكي فكرت في هذا.
شاديه قالت لها:
- ولكن لدي شرط سوف اعطيكي خمسه الاف جنيه ولكن بشرط.
تعجبت نور وقالت الى شاديه:
- اتقصدين انها معونة مشروطه وما هو شرطك اذن؟
شاديه قالت لها:
- نعم يا نور انها معونة مشروطه، اليوم هناك حفل زفاف كبير هذا الحفل العريس يدعى عمرو، عمرو هذا عاش طوال حياته في بلاد اوروبا وفرنسا، انا اعلم كل شيء عنه في الخارج، عروسته هذه لا تعلم عنه اي شيء حدث له في الخارج، انا اريدك ان تذهبي الى حفل زفافه اليوم وامام جميع الحضور، وان تقولي ان عمرو هذا هو زوجك وانه اخبركي انه سوف ينزل الى مصر ليقيم مشروعه الخاص في مصر، ويعود اليكي مره اخرى اما ان يرسل اليكي بان تاتي الى مصر انتي ايضا، وتعيشوا هنا سويا، ولكنه تأخر عليكي في الرسائل وانقطعت أخباره ولم تعلمي عنه اي شيء طوال مدة زيارته هنا في مصر، وهي مدة خمسة أشهر ونصف، ثم علمتي من الاخبار ومن الاعلانات أنه سوف يقيم حفل زفافه في هذه القرية، وجئت لكي تواجهيه بما فعله معكي، فهمت كل كلمة قلتها يا نور مقابل هذه الجمله البسيطه التي سوف تتفوهي بها امام الحضور سوف اعطيكي خمسة آلاف جنيه.
نور جف ريقها و اشتد عرقها كانت جميع أفكارها غير مرتبه مرتبكة لا تعلم كيف تجيب على الأستاذة شادية، هل تاخذ الخمسه الالف جنيهات التي وعدتها بها شاديه وتذهب لعلاج امها وابيها وتطمئن عليهم وعلى صحتهم، وتعيش هي واسرتها في مستوى أرقى مما يعيشون فيه الآن، ام تفسد حياة فتاة اخرى ليس لها أي ذنب وتفسد عليها يوم زفافها، كانت نور مرتبكة لا تعلم الإجابة ولكنها بعد ان فكرت قليلا اجابت على شاديه.
قالت نور:
- انا اسفه يا استاذ شاديه كنت اتمنى ان استطيع مساعدتك، وليس لدي اي اعتراض في ان تكون تلك المعونة مشروطة، ولكن كنت اتمنى ان استطيع ان اقوم بهذا الشرط ولكني لا اقدر ان افسد زفاف فتاة ليس لها اي ذنب، وإن أفسد عليها يوم تتمناه أي فتاة، انا فتاه واعلم كيف تشعر، اعلم ان حدث هذا لي في يوم زفافي فانها سوف تكون النكسه الكبرى بالنسبه لي، لا اريد ان اضع اي فتاه في هذا الموقف، انا اعتذر منك لا استطيع ان اقوم بما طلبته مني.
تعجبت شاديه وبدا الغضب يظهر على ملامحها وقالت بصوت عالي:
- ماذا تقولين يا نور؟ هل انتي ترفضي عرضي؟ هل ترفضي الموافقة على ان تتفوهي بهذه الجمله البسيطه وتقولين وتزعمين انكي لا تستطيعين؟ هل انتي خائفه على هذه الفتاه المسكينه؟ لا تخافي هذه الفتاة قوية وتستطيع ان تقوم من هذا الموقف الف مره، يا نور ان لم تقبلي بهذا الشرط فلا مكان عندي لك للعمل، ان رفضتي فاخرجي من مكتبي هذا وعودي الى بيتك فورا، ولا يوجد لدي مكان لك من هنا اطلاقا ولا حتى لك أجر هذا اليوم، ولكن ان وافقتي على عرضي سوف اعطيكي كل ما تحلمين به ،حتى ان طلبت اموال اكثر سوف اعطيكي.
حزنت نور حزنا شديدا، ظل تفكر وتفكر لكنها قالت انها لا يمكن ان تفعل هذا بأي فتاه مسكينه، تركت المكتب غيرت ثيابها تركت ثياب العمل، عادت الى بيتها وهي تلملم معها حزنها ودموعها، منهاره على عملها، عندما دخلت البيت جرى عليها اخواتها الصغار يهرولون، أين هو طعام اليوم؟ لم تحضر نور معها أي طعام فقد منعتها شاديه من أجر يومها، لذلك لم تستطيع احضار اي شيء معها، ظل الصغار يبكون، ظل الأب مريض في فراشه تنظر نور الى اخواتها الى امها و الى ابوها، وتبكي تشعر ان لا حيله لديها ولا وقت لكي تبحث عن عمل آخر، لذا بعد كل التفكير وبعد ما تراه أمامها من ضغط، وافقت جرت نور على المصنع كان موعد العمل قد انتهى، وقد اقفل المصنع سالت نور البواب عن مكان إقامة الاستاذة شادية، اجابها بتفاصيل العنوان ركبت سيارة أجرة وذهبت إلى العنوان الذي وصفها لها بواب المصنع، وصعدت الى شقتها وطرقت الباب، فتحت لها شاديه تعجبت عندما راتها!
وقالت لها شاديه:
-لماذا جئتي الى هنا يا نور؟ هل غيرتي رايك ام ماذا؟
نور قالت لها:
- نعم أنا على استعداد ان انفذ لكي كل ما طلبتي، ولكن فقط اعطيني الاموال اولا، اخواتي يبكون من الجوع، امي مريضه ودواها قد انتهى، أبي على فراشه لا حول له ولا قوه، لا يستطيع أن يقوم من مكانه، ارجوكي يا استاذه شاديه ساعديني، وانا سوف انفذ كل ما طلبتيه مني.
شاديه قالت لها:
- لا الوقت يداهمنا والعرس اليوم، بعد انتهائك مما طلبته منك سوف اعطيكي كل ما تريدين، ولكن لن اعطيكي جنيها واحدا قبل ان تقومي بما طلبته منك، اما الان حسنا انك جئتي الى هنا لانني اريدك ان تظهري بمظهر مختلف تماما عما انتي عليه، اذهبي الى الحمام وخذي حمام دافئ، سوف انادي المربيه التي تعمل هنا في المنزل ان تدخل معكي الحمام وتنظفك تماما، انا اريد ان ارى امامي فتاه مختلفه تماما عن نور التي تعمل عندي في المصنع، احضرت اليكي فستانا هو فستان سهره سوف يغير من مستواكي عندما ترتدينه، وهنا يوجد مصفف الشعر قد جلبته لي ولبناتي، لحضور حفل الزفاف لكي نستطيع ان نحضر حفل الزفاف، سوف اجعله يغير من هيئه شعرك ايضا، اذهبي اولا واستحمي وتنظفي ثم اخرجي، والمربيه سوف تغير من رائحتك هذه، وعندما تخرجين وترتدين الفستان سوف يقوم هؤلاء الذين جلبتهم لي ولبناتي، بتغيير زينتك وتغيير ملامحك كلها، سوف اجعلك تنظرين الى المراه لا تعلمين من انتي، حينها سوف ننزل سويا الى القاعه، ولكن لا اريد ان يعلم اي احد من الحضور هويتك الحقيقيه، وايضا لا اريد ان يعلم اي احد من الحضور ان انا من جلبتك، انا سوف اخبرك العنوان بالتفصيل واشير اليه، وسوف ندخل نحن اولا ثم انتي تدخلين بعدنا بخمس دقائق، تدخلين بمفردكي لكي لا يعلم اي احد من الحضور من انتي، ومع من كنتي حاضره، ان اتفقتي واتفقنا على هذا الكلام ادخلي بالداخل، اما ان رفضتي فاخرجي من الباب كما قولت لكي في الصباح عندما كنتي جالسه في مكتبي.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي