الفصل السادس الجزء الثاني

صاحبة البنفسج الجزء الثاني
الفصل السادس
للكاتبة ندى محسن|White Rose

اتى الصباح، أستيقظت روز جلست على السرير، تعجبت عندما لم تجد مهران كما أعتادت أن تراه، تعجبت وهي تنظر حولها بحيرة ومن ثم هبطت الى الأسفل وهي تقوم بعدل شعرها.

وجدته يقف أمام ليال ويبدو أنهم يتحدثون، أقتربت بهدوء وفضول تريد أن تستمع لكل ما يقولوه، سمعت مهران يتحدث مع ليال قائلًا:

-لا يا حبيبتي لا داعي للقلق، لن يصل لكِ أخبرتكِ بهذا، أخبرتكِ أنني لن أخذلكِ ولن تأتي معي اليوم، لا أريد أن تحدث أي مشاكل تتسبب في إزعاجكِ.

لمس وجنتها بهدوء:

-أطمئني، كل شيء سوف يكون على ما يرام.

أبتسمت ليال وأقتربت لتضمه فأمسك بيدها، أبتسم قائلآ:

-علي أن أذهب لأني تأخرت عن العمل، أعتني بنفسكِ وأخبري روز أني غادرت للعمل.

ذهب وليال اصبحت تتابعه، ابتسامة خبيثة ظهرت على فمها وقام بالتسطح على الأريكة وهي تنظر الى السماء بسعادة كبيرة:

-لا أعلم ما الذي يحدث لي، لكني سعيدة بكل ما حدث، أنا حقًا سعيدة يا حبيبي.

صعدت روز الى غرفتها وهي تشعر بدماءها تغلي، شعرت أنها تفقد اعصابها، لم تجد ما تقوم به، قامت بالأتصال على ورد لتجيبها بعد قليل؛ فلقد كانت نائمة:

-مرحبًا يا أمي، هل أنتي بخير؟

أبتلعت روز ما بحلقها، كانت على وشك أن تبكي، لقد كانت دائمًا تشعر بالكثير من الغيرة على مهران، لا يمكنها أن تتجاهل وجود فتاة غريبة بالقرب منه، كادت أن تفقد عقلها دون مبالغة:

-أنا احتاج اليكِ يا ورد، أريدكِ ان تأتي لتجلسي معي بعض الأيام، أخبري مازن بهذا وتعالِ الى هنا، هناك امر طارق.

شعرت ورد بالقلق، فاللمرة الأولى تشعر أن والدتها تحتاج لها حقًا، أومأت وهي تنظر الى مازن الذي يجلس ويتابعها بقلق:

-حسنًا يا أمي، لن أتأخر عنكِ.

أومأت روز قائلة:

-أعتني بنفسكِ يا حبيبتي، لا داعي للقلق.

أنتهت من الحديث معها واغلقت، مسحت عيناها بالكثير من الغضب والغيرة:

-تلك السيدة ليس لديها نية حسنة، وأنت يا مهران تكاد تصيبني بالجنون، كيف تتصرف معها بتلك الطريقة!

أخبرتني انها كانت تخطط لتوقع بإبنك وأنت قومت بطردها، كيف تفعل هذا الأن وتأتي بها الى هنا، بل وتعاملها بتلك الطريقة، ما كل هذا الهراء يا مهران!

اخذت نفس عميق بغضب، قلبها محمل بالكثير من الحزن والغضب وهي لا تدري كيف عليها أن تتصرف معه، هو سوف يظن أنها تشعر بالغيرة منها فقط.

لن يفهم ان ما يحدث خطأ وأنها لن تسمح بتجاوز الحد، سوف تفعل المستحيل لتحافظ على بيتها وزوجها.

كان مهران يقود سيارته، شعر بالضيق يحيط به، تذكر روز كيف كانت تشعر بالغيرة وكيف كانت تشعر بالضيق من وجود ليال، حرك رأسه بنفي، لا يمكنه ان يتركها حزينة، أخذ هاتفه وقام بطلبها.

كانت تمسح دموعها وجدت صوت هاتفها يعلوا شيئًا فشيئًا، تحدثت مجيبة إياه:

-ما الأمر يا مهران! هل هناك مشكلة؟

أبتلع مهران ما بحلقه وهو يلاحظ ضيقها الشديد:

-متى أستيقظتي؟ غادرت المنزل منذ قليل.

أجابته بهدوء شديد:

-قبل أن تغادر المنزل، عندما كنت تتحدث مع ليال.

قرب مهران بين حاجبيه، علم انها رأته، تحدث ببعض الضيق:

-ولماذا لم تأتي وتتحدثي معي! لم أريد أن ازعجكِ كالعادة وأنتي لماذا لم تتحدثي معي؟

تحدثت روز بالكثير من الجفاء:

-ما الذي تريده! لماذا تحدثت معي الأن يا مهران؟

أنفعل مهران وهو يقود:

-ماذا بكِ يا روز! أنا أطمئن عليكِ، لا أرى أين تكمن المشكلة!

أغلقت الهاتف في وجهه، كانت تشعر بالكثير من الغضب، لا يمكنها أن تتجاهل الأمر، لا يمكنها فعل هذا حقًا.

أما عن مهران، كان ينظر الى هاتفه بعدم إستيعاب، حرك رأسه بنفي:

-أنا لا يمكنني أن أصدق هذا حقًا! هل قامت بإغلاق الخط في وجهي؟ هل فقدت عقلها؟

ترك الهاتف وهو يشعر بالكثير من الغضب منها، لا يعلم لماذا تصعب الأمور، هو يرى أن الأمر بسيط، رأى أنها ستتقبلها لأنها كانت وحيدة وتعلم هذا الشعور جيدًا.

لكنه لم يكن يعلم أن كل هذا سيحدث وستشعر بهذا الغضب! تحدث بضيق:

-حسنًا يا روز، سوف أُريكِ كيف تتصرفين، سوف أريكِ جيدّا.

حرك رأسه بعدم إستيعاب وضيق شديد:

-لقد فقدتي عقلكِ يا روز حقًا.

كان مازن متعجب كثيرآ، نظر الى ورد بحيرة:

-هل من الممكن ان تكون قد تشاجرت مع عمي مهران؟

رفعت ورد كتفها بحيرة:

-لا أعلم ما الذي يحدث! لا يمكنني أن اتنبأ بالأمر لكن حتى لو تشاجرت معه لن يحدث هذا فهو دائمًا يراضيها، لا يتحملوا الهجران.

أوما مازن لها وهو يشعر بالكثير من الحيرة:

-حسنًا يمكننا أن نذهب، سوف نذهب للطبيبة كما اتفقنا ومن بعدها سوف نذهب الى المنزل، هيا لنحضر حقائبنا.

أومات ورد له، تشعر بالكثير من القلق على والدتها، تتمنى أن يكون كل شيء على مايرام.

كان سيف كالعادة يتحدث على الهاتف، أقتربت منه روما ليضعه جانبًا، شعرت بالكثير من الغضب والضيق منه.

تركته بشكل ملحوظ ودلفت الى الشرفة، أرجع شعره الى الخلف بإنزعاج وتبعها، هو يتحدث مع أحد المسؤولين عن فرع الشركة في لندن وهي ستغضب لذلك لا يريدها أن ترى حديثه معها، اقترب ضمها قائلآ:

-ماذا بكِ يا روما، لم اريدكِ ان تغضبي، أنا أقوم بشيء مهم وعندما تأتين أتفرغ للجلوس معكِ، لم أفعل شيء خاطئ ولم أفعل ما يستحق غضبكِ، لا تغضبي إذا سمحتي يا روما.

نظرت روما اليه وهي تشعر بالكثير من الضيق:

-أنا لا أحب هذا، لا أحب أن تداري شيء عني.

اومأ سيف لها وهو يقترب ليقبل وجنتها بحنان:

-حسنًا يا روحي، لن أزعجكِ، ما رأيكِ سوف ءأخذكِ الأن لتجلسي مع أمي وأبي ومن بعدها سوف اذهب للشركة وءأتي مع أبي على المنزل.

أومأت روما له وهي تريد أم تقوم بتغيير المكان فهي تشعر بالملل، خصوصًا عندما يذهب ويتركها، تحدثت قائلة:

-حسنًا يا سيف، سوف أذهب وأجلس معهم حتى تعود.

ذهبت ورد الى منزل والدها، تعجبت عندما رأت تلك الغريبة تفتح الباب لها، رفعت ورد إحدى حاجبيها:

-من تكوني أنتي؟

قربت ليال بين حاجبيها وهي ترمقها بإستحقار:

-ومن أنتي لتسأليني؟

أقتربت روز وقامت بدفعها بهدوء:

-هذه أبنتي، تحدثي بأدب.

نظرت ليال الى روز بغضب شديد، لكنها لم تتحدث ودلفت الى غرفتها بهدوء لتتحدث مع مهران.

تعجبت ورد وهي تنظر الى والدتها والى مازن:

-من تكون تلك يا أمي؟ تبدو وقحة للغاية!

نظرت روز الى ورد والى مازن بتردد:

-تعالوا لنجلس في المكتب قبل أن يعود مهران، سوف أتحدث معكم وأخبركم بكل ما يحدث.

أومأوا وذهبوا معها، بينما ليال تحدثت الى مهران، كانت تبكي بإصطناع:

-مهران أنا لا يمكنني أن أبقى هنا، هي قامت بإهانتي وضربي أمامهم وأنا كل ما فعلته أني ذهبت الى غرفتي، من يستطيع أن يتحمل هذا!

لن أغادر الا بعد عوتك، أشعر بالخوف لكن لا يمكنني أن أبقى وهي لا تتقبل وجودي، أتت بإبنتك وزوجها ليخرجوني من هنا وأنا حقًا لا أجد ما أقوله.

وقف مهران بضيق، لم يكن ليصدق لولا أنه قد سمع ورأى كيف أن روز تتصرف بتسرع ولا تحترم قراره كما يعتقد.

ذهب لسيارته دون حتى أن ينتظر سيف ليقود بسرعة؛ حتى يصل الى المنزل بشكل أسرع، تحدث قائلًا:

-أتمنى أن يمر كل شيء على خير يا روز، لا أريد أن أتشاجر معكِ لكنكِ حقّا تستفزيني كثيرًا.

أتسعت أعين مازن عندما أستمع الى حديث روز، لم يختلف حال ورد عن مازن، تحدثت بإنفعال شديد:

-أخبريني يا أمي كيف قبلتي بدخولها الى هذا المنزل أصلآ؟ كيف سمحتي يا أمي لو كنت مكانكِ كنت ألقيت بها في الخارج وفي الحال.

أبعدت روز عيناها عنها وهي تشعر بالكثير من الحزن، تحدثت بحزن:

-لم أجد ما أفعله، لم أجد ما أقوم به يا ورد.

خرجت ورد من المكتب وأتجهت الى ليال التي كانت تقف ويبدو أنها تستمع الى حديثهم.

أبتسمت بتهكم عندما رأت ورد تقترب منها، كانت تقوم بإستفزازهم بكل حركة تقوم بها، دفعتها ورد بإتجاه الباب:

-أخرجي من هنا الأن، أبتعدي عن أبي وأياكِ أن تقتربي من هذا المنزل، أنا أعلم أن والدتي طيبة القلب ولا يمكنها أن تتعامل مع فتاة مثلكِ

، هيا أذهبي من هنا ولا تجعليني أرى وجهكِ القبيح هذا مرة أخرى.

قامت ليال بإفلات يدها:

-لن أذهب، سوف يأتي مهران ليقرر هذا الأمر، لا أحد غيره يمكنه أن يفعل هذا.

أقترب مازن وهو لا يريد لورد أن تقوم بأي شيء يضرها؛ فهي حامل وقد أخبرته الطبيبة بخطورة أن تنفعل حتى.

قامت ورد بسحب شعرها عندما وصلت الى قمة إستفزازها:

-سوف تخرجين الأن، لن أجعلكِ تبقين دقيقة هنا، هذا المنزل لنا يا عديمة الأخلاق أنتي.

سمعت صراخ مهران ويبدو أنه أتى لتوه:

-ورد؟ ما الذي تفعليه هل جننتي؟ أتركيها الأن.

التفتت الى مهران ولم تترك ليال، تحدثت بغضب شديد:

-أنا لا أعلم كيف تسمح لفتاة مثلها أن تبقى هنا؟ تأتي بفتاة ليل للمنزل؟ ما هذا الجنون؟!

أنفعلت ليال وهي تبكي بإصطناع:

-أتركي شعري أنتي تقطعيه، أتركيني.

دفع مهران ورد بقوة وغضب:

-لا تجعليني أفقد أعصابي وأقوم بضربكِ.

أقترب مازن بسرعة ليمسك بها؛ فلقد كان قلق من سقوطها بسبب دفع مهران لها، أنفعلت هي:

-أنت تقوم بضربي من أجل تلك السيدة؟ ما الذي فعلته لك يا ترى؟ ما الذي قامت به لتقول هذا وتبيع زوجتك وأبنتك من أجلها؟

نظر مهران لها وهو يحرك رأسه بعدم إستيعاب:

-ما الذي تقوليه أنتي! ما هذا الجنون؟ هي تحتاج الى مكان لتبقى به، هي ليست سيئة كما تظنين أنتي فلماذا تفعلين هذا من أين تعرفيها أنتي إن كانت سيئة او جيدة؟!

نظر الى روز التي تقف تتابع ما يحدث، أبتسم مهران بغضب وهو يحرك رأسه بعدم إستيعاب:

-لا أعلم كيف جننتي الى هذا الحد؟ أخبريني ما الذي قولتيه لتلك الغبية لتفعل هذا؟ هل فقدتي عقلكِ يا روز؟ لم يعد لديكِ عقل لتفكرين بالأمر؟ ما هذا الجنون؟

أبتلعت روز ما بحلقها أرادت أن تصعد الى غرفتها، لكن مهران قد قبض على يدها بغضب:

-الى أين أنتِ ذاهبة بعد كل ما فعلتيه وبعد كل ما قولتيه أنتِ؟

أفلتت يده وهي تنظر له، يرى الغضب بعيناها، يرى كم هي غاضبة منه، تحدثت ولم تهتز أمامه:

-لا أعلم متى أصبحت تفكر بتلك الطريقة يا مهران! أنا لن أغفر لك، صدقني سوف تندم كثيرًا على كل ما تفعله، تلك الفتاة لا تستحق ثقتك، هي لا تستحق مدافعتك المستمرة عنها، سوف تندم يا مهران صدقني.

نظرت الى ليال بغضب، أقتربت ورد وهي لا يمكنها أن تتحكم بغضبها، فلقد كانت عكس روز لا يمكنها أن تصمت ولا يمكنها أن تتجاهل، صرخت في وجه ليال وهي تدفعها بقوة:

-أخرجي من هنا، الا يوجد لديكِ أي كرامة، هيا أذهبي.

أمسك مهران بزراعها وقام بدفعها بغضب:

-توقفي يا ورد ليس من شأنكِ، أنتي لستي ولية أمري، هذا ليس منزلكِ.

أمسك مازن بيد ورد وهو يرمق مهران بغضب:

-ورد توقفي عن هذا، عمتي يمكنكِ أن تأتي معنا، لا يمكنني أن أترك ورد هنا.

يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي