الفصل 2 ج3

في منزل هاجر..

كانت تجلس براحه امام التلفاز تتابع احد البرامج الكرتونيه بتركيز و انتباه شديد، وامامها أطباق عده الاطعمه السريعه و التسالي ليقطع خلوتها داخل غرفتها دلوف والدتها وهي تردف متزمره:
انتي يا اخرة صبري، بتتفرجي علي ايه اللي بتتفرجي عليه دا مش بتاع العيال الصغيره يا بنتي دانتي اتكتب كتابك هتكبري امته، صبرني يا رب.

هاجر بضجر: خلصتي يا امي، ممكن تسيبيني بقا شويه اتفرج براحتي و تخرجي.

هاله: والله انا لو عليا مش عاوزه اشوفك بس عبري الراجل اللي تعب يرن على تليفونك و انتي مش بتردي عليه.

هاجر بلامبلاه: لا مش فاضيه انا دلوقتي بعدين اكلمه.

لياتيها صوته الرجولي الاجش من خلفها متمتما بغضب:
وحياة امك،والتفت واردف: سوري يا طنط بس بنتك دي
قاطعته هاله: عارفه يا ابني عاوزه الضرب، هيا عندك اتخانقوا براحتكم بس من غير صوت لارجع اولع فيكم انتوا الاتنين.
وتركتهم وخرجت من الغرفه تاركه لهم المنزل وهبطت للبهو بعيدا عنهم.

ليتابع كريم بوجه مختنق: بتقفلي التليفون ليه ي هاجر

انتفضت في مكانها ليسقط طبق التسالي من بين يديها على الارض مردفةً بتوتر من نبرته وخوف يجتازها:
ممكن تهدى هو انا مش قفلته هو اللي فصل شحن و انت بترن عليا.
كريم : لا يشيخه اهبل انا ولا عيل صغير هصدقك.

هاجر بجديه زائفه: سؤال واحد، مش انت بتحبني؟.

زفر و هو ينظر يمينا ويسارا و اردف: بت انتي، انتي عاوزه تجنيني، انا بقول اي وانتي بتقولي اي دلوقتي.

هاجر: طب خلاص هقولك ما هو انت لو بتحبني هتستحملني، انا كنت مشغوله شويه عادي يعني بتحصل ي فوزي.

شدد من خصلات شعره واردف: و الله انتي ذنب انا عملته و بتخلصيه مني، انا تمام كدا جبت اخري، انتي خليكي مشغوله بافلام الكرتون دي يا تافهه وانا ماشي هروح اتكلم مع السكرتيره في الشغل واخد رايها في تصميم الشقه والوانها و انتي خليكي مع مشغولياتك دي.

و ماهي الا لحظه كاد يتحرك و لكن منعه تلك التي سحبت السكين الصغير الموضع امامها واردف بتحذير وهي تقربه من وجهه :
وحياة ربنا كنت حيت قتلتك و قتلتها انت عارف انت بتقول اي، تاخد راي مين يا بابا دا انا كنت اخدت روحك.

اتسعت عينيه بصدمه واردف: اهدى بس دا انا كنت بنكوشك، انا مقدرش اخد غير رايك انت ي كبير، هدي حالك كدا وارمي القصافه دي من ايدك.

ابتعدت عنه واردفت و هي تهندم من ملابسها: ايوه كدا رجاله ماتجيش غير بالعين الحمرا قال ياخد رأيها قال، ثم تابعت و هي تقترب منه غاضبه:
طب ما تاخدها الشقه احسن و اهو حتى تختار علي الطبيعه و تعين المكان.

كريم بضحك: انا كنت لسه هقترح عليها كدا فعلا.

هاجر بغضب جنوني: طيب ابقى قابلني لو سبتك تروح الشركه دي تاني ي كريم ها.

اردف مشاكسا: اي هتمنعني ازي ي مسيطر انت.

هاجر بتفكير: ها، هنتجوز و هقولك همنعك ازي.

كريم بفرحه عارمه فهذا ما كان يعبث لأجله: لا ما هو انا قررت نأجل الفرح شويه على ما السكرتيره الجديده تفهم الشغل و كدا، مايصحش برده اسيب الشركه لكارم و امير كدا من غير ما اكون مطمن عليها.
اتسعت عينيها بصدمه ليردف بخبث: اقصد الشركه في اي، انتي هتتحولي ولا اي، في دخان بيطلع من راسك لحظه اروح اجيب مايه.

وهم يهرول ليجدها تعترض طريقه وتردف بنبره لا تحمل النقاش : انت كنت بتقول فرحنا بعد كام يوم.
كريم بتوتر: بعد شهر.

لملمت خصلات شعرها على شكل كعكه بالاعلى واحتنق الدماء بوجتنيها من الغضب لتردف حازمه: الاسبوع الجاي هيكون فرحنا ي كريم و لو جدع روح الشركه الاسبوع دا و لا حتى فكر، مش هتلحق اصلا عارف ليه، علشان انا هسحلك في الشقه الاسبوع دا مع العمال لحد ما يخلصوا تشطيب و يا انا ي السكرتيره دي ي كريم.

كادت الفرحه تطيح به ارضا و ها قد وصل لما يريد ليخرج من الغرفه و يقول: لحظه بس كدا اجيب مايه وارجع نتكلم علشان انتي فاجأتيني.
هرول للخارج ليجد والدتها في انتظاره ليردف هامسا بفرح: الخطه نجحت وافقت ي حماتي وافقت.

تابعت والدتها: مش قولتلك دي بنتي و أنا عرفاها مش هتيجي غير بالغيره، بس وحياة امك لو زعلتها هتكون الجاني على نفسك.
وقطعت حديثها مغيره نبرتها للصدمه و الغضب المصطنع: يعني اي يعني الفرح الاسبوع الجاي، احنا كدا مش هنكون لحقنا نجيب باقي الجهاز.

فهم من نبرتها مجيء هاجر ليتابع على نفس وتيرة الأم: والله انا مش عارف ي امي بس هاجر هيا اللي صممت و انا مش عارف هنلحق ازي نعمل كل دا.
هاجر بصوت مرتفع نسبيا:
والله دا اللي عندي عجبك اوك، مش عاجبك اتفضل شوف واحده تانيه، انا اصلا مش مرتاحه للحوازه دي.
كريم بخوف من تلك المجنونه متقلبة المزاج: لا ي روحي ازي دا انا لو مجهزتش الشقه اروح مع العمال واشتغل معاهم بنفسي دي شقتنا و جنتنا الصغيره.

هاجر: حلوه الفكره دي والله من بكره فعلا روح اشتغل معاهم.

كريم: ها، اكيد يا جوجو انا اقدر أرفضلك طلب، تعالي بس كدا نشوف انتي كنتي بتعملي اي، واهو كمان اوريك شوية حاجات كدا عاوزين نختارهم مع بعض.

هاجر: يلا بينا، مفيش وقت اصلا.

تابعت الدلوف لغرفتها ليتابع بهمس: بنتك دي مجنونه بس بعشق امها، دعواتك بقا.

هاله بضحك: ربنا يسعدكم ي ابني و يهدي سركم.

بعد نصف ساعه مرت عليهم وهي تختار بعض التصاميم الاخيره لاثاث المنزل، تملل كريم وأردف: هاجر بقالنا نص ساعه بنختار شكل السفره بس كدا كتير هنخلص باقي العفش علي السنه الجايه.

هاجر بعيون معلقه بما تشاهد: اصبر عليا بس ي كريم، ما انا كمان محتاره وانت مش بتحتار معايا.

كريم: يا حبيبتي انا سايبك تختاري براحتك علشان بعد كدا متقوليش علي حاجه اختارتها مش عجباكي.

لتغلق الهاتف وتردف: انت مفيش حاجه بتختارها مش حلوه يكفي انك اختارتني ولا ايه.

اقترب منها اكثر مخللا يده بين خصلات شعرها المتمرده على رقبتها من الخلف و هو يردف: وكنت احسن اختيار، جيتي خليتي لحياتي طعم بجنونك و حبك اللي بقيت مدمنه دا هو انتي سحرتيني مش كدا.
اعتدلت في جلستها لتتقابل عيونهم مردفه بخجل: انت اللي غيرت حياتي كلها مش مجرد معتقدات والسلام، خليتني استغنى عن كل حاجه مقابل اني اكون معاك ربنا ما يحرمني منك.

سحبها داخل احضانه مغمغما و هو يدفن رأسه بين عنقها: ولا يحرمني منك طول العمر ي احلى صدفه في حياتي.

وهكذا يكون العشق لا باب للأسغناء، للعاشق اهون عليه ان يفتح باب النيران ولا البعد عن معشوقه للحظه والشعور بالفقد، هذا أسوأ ما يمر على العلاقه ويدمر القلوب.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي