الفصل الفصل الثامن والأربعون

الفصل الثامن وأربعون
من رواية وتغيرت أقداري
للكاتبة هدى محمود

أنس نظر لعامر وتعلو وجهه إبتسامة جميلة ثم قال:
— لا يمكنني أن أعرف أنك بالمشفى إثر حادث ولا أتي إليك لأطمئن عليك.

نظر أنس إلى عمار فوجده مهموماً ليس ذلك الشاب الفكاهي المرح  -كعادته- فإقترب منه وهمس إليه قائلاً:
— هل يمكنني أن أتحدث إليك بالخارج يا عمار؟
عمار تعجب من طلب أنس وقال:
— بالطبع تفضل.
خرج الإثنان خارج غرفة عامر ووقف أنس متسائلاً:
— ما الأمر يا صهري العزيز أراك شارداً مهموماً لست طبيعياً.

عمار يخبره قائلاً:
—أحب فتاة وترفض أمي زواجي بها.
ضحك أنس وقال:
— هل هذا ما يغضبك يا صديقي؟
ألم تسألها عن سبب رفضها فربما كان لديها سبباً مقنعاً؟
عمار يصمت قليلاً ثم يقول:
—نعم سألتها وأخبرتني مما جعل زواجي بها بات أصعب.

نظر أنس إلى عمار في حيرة من أمره ثم قال:
— يمكنك أن تتحدث إلي بوضوح أكثر فربما أستطيع مساعدتك.

قص عمار لأنس ما دار بينه وبين والدته، وما أخبرته عن أسباب رفضها.
نظر أنس إلى عمار في صدمة وشعر بدمائه تغلي برأسه وقال:
— عمار من تلك الفتاة التي كانت لتتسبب في موت زوجتي.
عمار بكل أسف وحزن يخبره قائلاً:
—إنها نادين إبنة خالك.
شعر أنس بالضيق الشديد مما حدث وعلق قائلاً:
— لماذا لم يخبرني أحد بما حدث؟
الآن تذكرت لماذا كان يعتذر لي خالي أحمد، ولماذا أصبح هناك ود بينها وبين آمال وكثيراً ما تسألت عن سبب ذلك؟

يعود أنس لغرفة عامر فيتعجب عامر مما بدى عليه فقد عاد بوجهٍ غير الذي ذهب به، فيحدث نفسه قائلاً:
—ربما عرف بالعلاقة التي بين عمار ولقاء فغضب لذلك.

يأتي الطبيب ليخبر عامر بإنه يستطيع الخروج، فقد أظهر الفحوصات خلو جسده من أي كسور أو أي شيء يستدعي حجزه.
فيغادر المشفى مع والده وخاله وبرفقة أنس وعمار.
قدرية تقوم بالإتصال على أنس فيخبرها إنهم فالطريق وان معهم عامر، تخبر قدرية الاء قائلة:
— أزف إليكي بشرى سارة؛ عامر في الطريق مع خاله ووالده.
إبتسمت الاء وقالت:
— الحمدلله على سلامته.
لقاء تسمع ما قالته والدتها فتشعر بالسعادة لخروج عامر من المشفى.

يصل فارس ومن معه ويصعد أنس إلى غرفته دون أن يتحدث مع أحد وما إن رأته آمال حتى أسرعت إليه لتعانقه وهي تقول:
— حبيبي لقد إشتقت إليك.
يمسك أنس بيدها ويمنعها من معانقته فتتعجب وتقول:
—ماذا حدث هل أنا غاضب مني يا أنس؟
نظر إليها أنس ثم جلس على السرير وقال:
— كنت أظن إنكِ لا تخفي عني شيء أما اليوم فقد إكتشفت إنكم جميعاً قمتم بإخفاء أشياء عني.

آمال تحاول تهدئته فتقول:
—أخبرني يا حبيبي ما الشيء الذي أخفيته عنك؟
أنس يعض على شفتيه السفلى في غيظ ويقول:
— ألم تكن نادين هي من قام بدفعك لحمام السباحة عن قصد وكان ذلك يمكن أن يسبب لكي الوفاة؟
ألم تكذبي علي وتخبريني أن قدمك قد إنزلقت مما تسبب لسقوطك داخل حمام السباحة؟ ألم تفتري علي وبعد إفاقتك قمتي بطردي من الغرفة وقالت عمتي حينها: "إن ذلك من أثر المخدر".

وأثناء حديثه سمع طرق علي الباب فأسرع لفتح الباب ليجد والدته وعمته الذين جائوا خلفه ليطمئنوا عليه خاصة وإنه لم يتحدث مع أحد وصعد إلى غرفته دون أن يتكلم مع أحد، فيشير لهم بالدخول ثم يواصل حديثه قائلاً:
— أليس ما قلته لكِ هو الذي حدث؟
آمال تومأ برأسها دون أن تتحدث فتسأله والدته قائلة:
— أخبرنا ماذا حدث؟
أنس يخبرهم ويقول:
— الذي حدث هو إنني إكتشفت ما قمتم بإخفائه عني؛ أن السبب فيما حدث لزوجتي كان سببه نادين.

قدرية تجلس على المقعد وتطلب من الاء الجلوس وتقص عليه كل شيء وتقوم بعرض المنديل عليه فيشعر هو وآمال بالصدمة مما سمعوه وتبكي آمال وتقول:
— أمي حينما أخبرتيني ألا أخبر أنس قلتي لي" أنها مريضة، ولاداعي  لإخباره "وعندما جاء جدي مراد وقام بالإعتذار عما فعلته إبنته وحينها قال:" إنها تعاني من إنهيار عصبي حاد"حينها شعرنا بالشفقة وذهبنا نطمئن عليها وبعد أن شفيت قامت بالإعتذار لي عما فعلت.

قدرية تقوم معانقة آمال وتقول:
— حبيبتي أنتِ لم تخطأي، لن يحاسب الشخص على طيبة قلبه وصفاء نيته، بل يحاسب الخبيث الذي يكيد المكائد ليفرق بين المتحابين، أنس لقد علمت كل شيء بالوقت المناسب والآن باتت الأمور واضحة أمامكم فإحترسوا من هذه الفتاة، أما أنا فلابد أن أخبر لقاء حتى لا تتلاعب بها هذه الفتاة الخبيثة، وأنتي يا الاء لابد أن تشرحي كل شيء لعمار حتى لا تفسد هذه الفتاة علاقتك بولدك.

خرجت قدرية من الغرفة وتبعتها الاء وكل منهن يصر على كشف ما تخطط له نادين من مخططات؛ عن طريق معرفة الجميع لحقيقتها وأخذ الحيطة أثناء التعامل معها.

وبعد إن أخبرت قدرية لقاء شرحت لها ما تفعله وهي تتعامل مع نادين حتى لا تشك الآخرى أن أمرها قد أكتشف، عمار غاضب فبمجرد علمه شعر إنه كان كالجسر الذي تريد نادين أن تستخدمه لتنفيذ مخططاتها.

وبعد قليل تأتي نعمة مديرة المنزل وتخبرهم قائلة:
— الآنسة نادين جاءت وتريد مقابلة العروسين.
فتسرع الاء وتقول:
— أدخليها وتطلب منهم أن يتركوها تتصرف معها كما تريد.

دلفت نادين إلى غرفة الضيوف وقامت الاء بمعانقتها وهىىتقول:
—نادين ما رأيك في ولدي عمار فهو يريد الزواج منكِ وبأسرع وقت لانه قد تم نقله إلى السعودية وستسافرين معه فما رأيك لو وافقتي سأحدث والدك على الفور؟

ندر عمار وقد قهم ما ترمي إليه والدته فنادين لن توافق على السفر لان هذا يبعدها وحينها فلن تتمكن من تنفيذ ما تخطط له.

نادين تخبرها قائلة:
— لا يمكنني السفر لدولة أخرى، فهل يمكن أن نتزوج وأعيش معكم هنا ويأتي عمار في العطلات.
يخبرها عمار ويقول:
— ولكني لن أستطيع المجيء إلا بعد عام فهذه شروطهم.
إبتسمت نادين وقالت:
— سأنتظرك هنا حتى تعود.
ضحكت قدرية وقالت:
— ولكنه يا بنيتي يريد أن يتزوجك ويأخذك معه مثلما سيفعل أنس فهو أيضاً قد جاءه عرض عمل هناك ويفكر في إصطحاب آمال معه.

إبتسمت نادين وبدت  عليها السعادة وقالت:
—حسناً سأفكر بالأمر وسأخبرك يا عمار في أسرع وقت.

لقاء تبتسم وتقول 
– أمي أخي أخبرني منذ قليل إنه رفض العرض لأن آمال لا تريد السفر.
فقالت نادين:
— لا يوجد مشكلة يسافر أنس معنا ويمكن لآمال اللحاق بنا وقتما تريد.
ضحك عمار وقال:
—أشعر أن الجسر سينهار.
فتضحك لقاء وتقوم بضربه بذراعها دون أن تشعر نادين وتقول:
—أرجوك ياجسر لا تنهار وتحمل. 

نادين تسأل عمتها قدرية وتقول:
— عمتي ألن ينزل أنس من غرفته؟
نظر عمار وقال :
— هل تريدين أنس في شيء ؟
شعرت نادين بالحرج وقالت:
— أقصد أنس وٱمال حتى أبارك لهما.
لقاء تهمس لعمار وتقول:
— كيف حالك أيها الجسر؟
فيخبرها عمار ويقول بصوتٍ خافت:
— أشعر ببعض التصدعات.
نظرت إليه لقاء وضحكت وفي ذلك الوقت دلف عامر إلى غرفة الضيوف ونظر إلى لقاء وقال:
— ما رأيك أن تخبرينا ما الذي يضحكك فربما نضحك معكِ؟
عمار نظر إلى أخيه وقال:
— لقاء تفعل ما تريده وتضحك كما تريد بدون أن تخبر أحد عن سبب ضحكتها.

نظرت له لقاء وإبتسمت وقامت بقبض يدها فقبض عمار يده وتصافحا بطريقتهم ليشعر عامر بالغضب ويغادر الغرفة وتبتسم قدرية فهي تعلم أنه يحب لقاء ويغير عليها من أخيه.

نادين غادرت بعد أن وعدتهم بالتفكير في عرضهم

وفي طريقها للعودة للمنزل تفكر كيف ستخرج من هذه الورطة التي وضعت نفسها فيها.

الاء تضحك وتقول:
— الآن سيكون كل تفكير نادين في كيف ستخرج من هذه الورطة وهذا سيجعلها تنشغل قليلاً عن تدبير المكائد لأنس وٱمال.

ٱمال تبكي من إنخداعها بنادين وتشعر يالقلق بعد أن علمت أن نادين تدبر لهم المكائد حتى تفرق بينهم،فيقترب منها أنس ويمحو دموعها ويقول:
— كيف لعروسٍ جميلة تبكي هكذا ولم يمضي على زواجها غير يومان هذا فأل سيء.
ٱمال تخبره وتقول:
— أشعر بالخوف الشديد أن تنجح هذه الفتاة فيما تخطط له وتفرق بيننا يا حبيبي.

إبتسم أنس وعانق زوجته قائلاً:
— لا شيء يمكنه أن يفرق بيننا غير الموت.

فارس يجلس بجوار زوجته يرتشف رشفة من فنجان القهوة الخاص به ثم يقول:
— عجبت لأمر هذه الفتاة كيف وصلت لهذه الدرجة من المكر والخداع، فوالدها أحمد من أطيب وأنقى الأشخاص هو أبن عمي وصهري وأشهد له بأنه شخص رائع، ووالدتها سارة هي إبنة عمنا ونعرف عنها الطيبة والأخلاق الحميدة، وأخويها مراد وفؤاد رائعين أيضاً.

قدرية بكل حزن تقول:
—  هناك بعض الأشخاص عندما ييأسوا في الفوز بقلوب من يعشقوا حينها يقرروا الإنتقام وتحويل حيات حبيبهم إلى حجيم.

تعجب فارس وقال:
— أسأل الله أن يهديها وأن يبعدها عن أبنائنا، متى سنسافروفلدي أعمال متعطلة كما تعلمين؟
قدرية تخبره قائلة:
— حسناً تستطيع آن تسافر وأنا سألحق بك بعد الإطمئنان على أبنائي، ولن أترك لنادين الفرصة للتلاعب بهم كيفما شائت، كما أن أجازتي لم تنتهي بعد.

فارس يأخذ نفساً عميقاً ثم يقول:
—حسناً سأعود إلى بارود في صباح غد إن شاء الله ولا تطيلي هنا وإن كنت أرجح أن تخبري أخيكي أحمد بكل شيء.

قدرية ترفض هذه الفكرة لخوفها على حالة أخيها الصحية وتقول:
— لا يا فارس فأحمد أخي لن يتحمل شيئاً كهذا، ألم ترى كيف كانت حالته فالمرة السابقة؟

أومأ فارس برأسه وقال:
—لدي إقتراح آخر.
نظرت قدرية إلى زوجها متأملة أن تجد فيما سيقوله ما يشفي صدور الجميع فقالت ماهو هذا الإقتراح:
فارس يخبرها قائلاً:
— الحل الوحيد أن يتم كشفها أمام الجميع فتشعر بالحرج والإهانة فتغادر دون رجعة.

إبتسمت قدرية وقالت:
— هل تتخيل أن فتاة كنادين ستعترف بالهزيمة بهذه السهولة وتتركنا وشأننا؟
فارس بكل حزم وغضب يقول:
— حسناً إتركيها لي وأنا سأتصرف معها وسا...  

قدرية تقاطعه وتقول:
— لا عليك يا حبيبي سافر أنت وأترك لي هذا الأمر وأنا سأتولى حله.
وبالفعل في اليوم التالي يسافر فارس عائداً إلى البيت الكبير ليواصل خدمة أهل قريته ويستأنف عمله.

لقاء تجلس في حديقة البيت شاردة تفكر في عامر وتتسائل قائلة:
— لماذا أصبح عامر عدوانياً هكذا بات يتصيد لي الأخطاء ولا يأبي أن تحرجني أمام أهلي، ولماذا أنا غاضبة لهذه الدرجة.

ووسط الشرود الحزين للقاء يأتي من خلفها عمار وبيده وردة حمراء ويداعب بها خد لقاء التي فزعت ولكن سرعان ما تلاشي هذا الخوف بعد رؤية عمار ليتبدل إلى إبتسامة جميلة ملت هذا الوجه البشوش فيقول:
— نعم هكذا.
تتعجب لقاء وتقول:
— لا أفهم ما تقوله يا عمار!
يبتسم عمار ويقترب من لقاء ويقول:
— نعم هكذا لا أريد الإبتسامة تفارق وجه أختي وصديقتي لقاء.

إبتسمت لقاء وقالت:
— عمار كنت أفكر فيما يفعله عامر معي من تجاهل وتعمد لإحراجي حتى ولو أمام أمي.

يعرف عمار أن سبب ما يفعله عامر معها هو من واقع غيرته الشديدة عليها ويتذكر..

                       عودة للحظات ماضية
عمار يخرج من الفيلا صوب الحديقة فيشاهد لقاء تجلس في شرود
فينظر إلى الغرفة التي يجلس بها أخيه فؤاد فيراه واقفاً لا ينقطع نظره إلى لقاء التي لا تشعر بشيء فيقرر أن يشعل غيرة أخيه على لقاء فربما يؤدي ذلك إلى الإعتراف بحبها، فيسرع ويقوم بقطف وردة ويداعب بها لقاء.

لقاء تلاحظ شرود عمار فتعلق قائلة:
— إلى أين ذهب بك الشرود يا صديقي العزيز؟ 

إبتسم عمار وقال:
— تذكرت شخصًا عزيزاً علي كان يعشق فتاة ومع ذلك كان يكابر ولا يريد الإعتراف لها بحبه بل على العكس كان يسيء إليها ويقوم بإستفزازها حتى لا يشك من حوله إنه يحبها وما إن خلا بنفسه كان يعتصر ألماً لذلك.

تعجبت لقاء مما رواه عمار وعلقت قائلة:
— ولماذا يعذب نفسه إلى هذه  الدرجة؟
عمار وعينه على أخيه الذي يقف مترقباً ويقول:
— كبريائه هو ما يمنعه من الإعتراف بحبه.
ثم يستأذن منها ويدلف لداخل الفيلا وتقف لقاء لتسير على حافة حمام السباحة وهي تمسك بالوردة وفجأة تدخل شوكة داخل إبهامها فتحاول إخراجها لتزلق قدميها وتفقد توازنها لتسقط داخل حمام السباحة، فيراها عامر وينزل مسرعاً ليخرج إلى الحديقة ويقفز داخل حمام السباحة ويحمل لقاء فتنظر إليه فيعانقها فتشعر بدوار شديد تفقد على إثره وعيها فيحملها يخرجها من حمام السباحة ويحاول أن يخرج الماء الذي دخل لرئتها وهو ينادي بصوتٍ عالىٍ:
— أنس أسرع لنجدة لقاء.
فيقترب من فمها ويعطيها قبلة الحياة، فتخرج ما بداخل صدرها من الماء وفي هذه اللحظة يخرج أنس وعمار عندما سمعا لصوته فيتفاجئا بلقاء وعامر الذي يبكي ويقول:
— هى بخير أقسم لكم أنها بخير.
يمسك أنس بلقاء ويختبر نبضات قلبها فتنظر إليه وتقول:
— أخي أنا بخير، والفضل لعامر.
فيبتسم عامر ويقول:
—ألم أقل لكم إنها بخير.

تأتي قدرية وألاء وتسرعا صوب لقاء فتحتضنها وتقول:
— حبيبتي كيف حدث ذلك، الحمد لله على سلامتك، عامر حبيبي شكراً لك.

تقف لقاء وتصعد لغرفتها لتغير ملابسها المبللة المياة، وهى تتذكر عندما عانقها عامر وكم كان ودوداً عينيه يملأها الخوف عليها فتشعر بسعادة غامرة.

عامر يشكره أنس ويطلب منه أن يذهب ويغير ملابسه فيذهب ويتذكر عندما لمست شفتيه شفتي لقاء ويشعر بحنين جارف لرؤيتها
فيسرع إلى غرفتها ويطرق بابها وعندما فتحت الباب نظر إليها وهو يمسك ذراعه المصاب من أثر الحادث والذي يؤلمه كثيراً فتخبره قائلة:
— هل تتألم؟
فيبتسم ويقول:
—لقاء أنا أحبك.
فتبسم لقاء وتعلق قائلة:
— وانا أيضاً أحبك.
ثم تندفع إلى صدره كالضال الذي وجد ضالته، فيعانقها ليسمع صوت خلفه يقول:
— ما الذي تفعله يا عامر.
فتفزع لقاء وتدخل لغرفتها، ويلتفت هو ليجده عمار يضحك ويقول:
— لقد ربحت.
فيتعجب عامر ويقول:
— ربحت ماذا يا عمار؟
إبتسم عمار وقال:
— أولاً لابد أن تغير ملابسك وسأخبرك بعد ذلك.

يقوم عامر بتبديل ملابسه ثم يجلس يشرب كوباً من الشاي الساخن ويحدث عمار قائلاً:
— أخبرني ما الذي ربحته يا عمار؟
ضحك عمار وقال:
— عرفت بقدار حبك للقاء ولكن عنادك هو الذي كان يسيطر عليك فأحببت أن أستفزك لأخرج الحب الذي تخفيه داخل قلبك وقد نجحت في ذلك.
نظر عامر وقد تفاجئء مما سمعه من أخيه وعلق قائلاً:
—أفهم من ذلك أنك لاتحب لقاء؟
ضحك عمار وقال:
— بل أحبها ولكن كحبي لآمال، فلقاء أختي وصديقتي وكانت تساعدني في التقرب من نادين قبل أن نعرف حقيقتها.

وقف عامر وقام بمعانقة أخيه وقال:
–حقاً يا عمار حقاً أنت لا تحب لقاء، وهي لا تحبك.

إبتسم عمار وقال:
—لم أقل ذلك أخبرتك أنني أحبها كأختي وصديقتي، وهي لا تحب أحداً غيرك يا عم عامر.

شعر عامر بسعادة بالغة وأسرع إلى قدرية ليخبرها قائلاً:
— خالتي أريد أن أتقدم لخطبة لقاء.
ضحكت قدرية وقالت:
— أخيراً نطقتها.

تعجب عامر وقال:
—هل كنتي تعلمين يا خالتي بحبي للقاء؟!

إبتسمت قدرية وقالت:
—كنت أرى نظراتك لها وغضبك عندما تضحك مع عمار كنت أنتظر هذه اللحظة التي تعلن فيها عن حبك.

الاء تضحك وتقول:
—  وأين كنت أنا فأنا لم ألاحظ شيء؟
إبتسمت قدرية وقالت:
— كنتي مشغولة بمراقبة نادين.
تضحك الاء وتبادلها قدرية الضحك.

آمال تنزل من غرفتها مسرعة تسأل عن لقاء وما إن تعلم بخبر رغبة عامر بالزواج من لقاء حتى تهلل وتعانق أخيها وتسرع إلى غرفة لقاء لتبشرها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي