الفصل الثالث عشر

الفصل الثالث عشر

داعبت اشعه الشمس الدافئه مقلتيها جعلتها تفتح عينيها رويدا رويد لتنظر حولها تتأمل غرفتها والابتسامه تعلو ثغرها عندما وقعت عيناها على وجهه الناعس ، ظلت تنظر له تتذكر ليله أمس عندما احتواها بمشاعره واستمع لها بهدوء الى ان شعرت بالسكينه والهدوء داخل احضانه ، شعرت بالأمان التى تفتقده ، اقتربت منه برفق لتطبع قبله رقيقه اعلى وجنته ثم همت من الفراش لتدلف لداخل المرحاض تنعش جسدها ثم ابدلت ثيابها وغادرت المرحاض لترتدي اسدال الصلاه وهى تفرش السجاده لتصلى فرضها ...

فتح عيناه بكسل ليجد مكانها خالي نظر حوله ليجدها ساجده تصلي فرضها ، ابتسم بعذوبيه ونهض هو الاخر ليتوجه لداخل المرحاض ، بعدما انعش جسده بالماء البارد ، ارتدي ملابسه المكونه من بنطال قطني ابيض يعلوه تيشرت ابيض نصف كم وغادر المرحاض وهو يضع المنشفه اعلى خصلات شعره يجففها بعنايه ليترك المنشفه من يده ويلتقى بعينيها العسليتين تحدق به بابتسامه .
القى بالمنشفه واقترب منها بحب يطبع قلبه رقيقه اعلى جبينها : صباح الخير يا قلبي أنا
- صباح البنفسج
ضحك بخفوت : اشمعنا البنفسج
- خدت بالي انك بتحبه
حاوط خصرها برقه ليقربها منه : بحب فعلا زهرة البنفسج بس مش اكتر منك طبعا يا فيروزه قلبي
- تعرف ان مافيش حد بيقولي فيروزه غيرك انت
- عشان انتى عندي فيروزه نادره الوجود وتخصيني أنا وبس ، اكمل حديثه بغيره
وخدت بالي من ناس كده بتقولك روزتي
ضحكت برقه وهى تضع كفيها تعانق عنقه : انت لسه بردو غيران من عامر ؟ حتى بعد لم عرفت ان هو اخويا
- غيران مش من شخصه كاخ ، غيرتي عشان مكانته فى قلب فيروزتي ، نفسي أكون أنا بالمكانه دي ، أخ واب وزوج وحبيب وصديق وابن كمان ان لزم الامر
وضعت رأسها اعلى صدره مكان قلبه الذي ينبض بصخب وهمست بصدق
- حبيبي انت مكانتك اكتر من كده بكتير ، فعلا عامر اخويا وصاحبي لكن انت حاجه خاصه ، انت الأمان والحب والسند والدعم والحنان والدفئ ، أنا من اول يوم دخلت فيه البيت هنا وحسيت بالدفئ اللى كنت مفتقداه بسبب غياب بابا وماما ، هنا جالي إحساس غريب وحلو فى نفس الوقت ، تصدق ان وقتها اتمنيت مااخرجش من هنا ، حبيت جو البيت والعلاقه الجميله اللى بينك وبين جدتك ، كان نفسي تكون جدتي وتربيني بنفسها ، وعايزه اقولك ان سعيده جدا في قربك ، انت حبيبي واخويا وابويا وصديقي وزوجي وكل الحاجات الحلوه فى حياتي
- ياخواتي بعد الكلام ده طيب أقول ايه بس ، ربنا يخليكي ليا يا روح القلب وضي العين واغلى الغالين
- ويخليك ليا وتفضل زوجي وحبيبي العمر كله
قبل خصلاتها وهو يشدد ف ضمها لصدره وهو يشاكسها بمرح : بس عيشه كمان جدتك يعنى خدتى عريس لقطه وعليه جدته هديه فى حد كده محظوظ زيك
- لا طبعا ، وعشان كده بحبك جدا جدا جدا
_ ماكنتش اعرف انك واقعه اوى اوى اوى كده هههه
شاركته الضحك ليتوقف فجاه عندما أستمع لصوت طرقات على باب الغرفه، توجه نديم لفتح الباب .
ليجد ثريا حامله صينيه الطعام وتدلف بها لداخل الغرفه
- صباحيه مباركه يا عرسان
ابتسم بهدوء : الله يبارك فيكي يا داده ،ايه ده .. ؟
- ده الفطار بتاعكم يا حبيبي ، دي اوامر الحجه .
نظر لها بغرابه : ومانفطرش مع امي ليه ؟
- عشان أنتو لسه عرسان
- لا خدي الصينية تاني يا داده واحنا نازلين
حملتها مره أخرى : حاضر يا بني اللى يريحك
نظر الى فيروزته : عندك مانع لو نزلنا نفطر مع عيشه
هزت رأسها نافيه : لا طبعا ، أناجاهزة ، انت جاهز؟
حاوط كتفها بحنان ثم غادرو جناحهم الخاص متوجهين الى غرفه الطعام ليشاركون جدتهم طعام الإفطار ..
''''""'''''
بالاسفل ، بغرفه الطعام .
نظرت الجده الى الخادمه التى عادت ثانيا وهى تحمل صينيه الطعام
- ايه يا ثريا رجعتي ليه بالاكل؟ هم الولاد لسه نايمين ؟
- لا يا حجه ده بسلامته نديم قالى ان هو وعروسته هينزلو يفطرو مع حضرتك
ابتسمت عائشه وهى تشاهد حفيدها يقبل عليها وبيده زوجته
طبع قبلته المعتاده اعلى وجنتها : - صباح الخير يا أمي
- صباح الخير والسعاده على عيونكم ياروح قلبي
طبعت فيروز قبله رقيقه اعلى وجنتها مثلما فعل نديم : صباح الخير يا تيته
- صباح الورد والياسمين يا قلب تيته
بس ليه ياحبايبي مافطرتشو فى جناحكم ، انتو لسه عرسان
ابتسم نديم وهو يجلس بالمقعد المجاور لجدته وطلب من فيروز الجلوس جانبه :
- وهو عشان عرسان لازم نفطر لوحدنا ، انتى الخير والبركه يا شوشو ، مااقدرش افطر من غيرك يا حبيبتي
- فعلا يا تيته نديم عنده حق واحنا فعلا من غيرك ولا حاجه
- مش كفايه يا حبيبي مش هتسافر تعمل شعر عسل زي اخوك ، حقكم يعني تعيشو حياتكم فى بدايتها من غير عزول
نهضت فيروز لتقبل رأسها بحب : صدقيني يا تيته وجودك وسطينا مطمني جدا ، وبعدين احنا مش بنحب السفر عشان ورانا شغل كتير وهيتعطل فى غيابنا
ارسل إليها غمزه بعينيه اليسري: حقنا يا حبي ناخد اجازه اسبوع بس وبعدين نرجع الشغل
اومت براسها موافقا وعادت تجلس مكانها : مافيش مشكله اسبوع بس
تناولو الإفطار فى جو من الالفه والسعادة التى تطفو على الجميع وبعد الإفطار قرر نديم ان يصطحب زوجته فى نزهه خارج حدود القاهره ...
"''"""""
ارتدت ثوب ابيض به خطوط سوداء من المنتصف ، يصل كمه الى رثغها ويحتضن خصرها حزام اسود عريض ليظهر جمال واناقه الثوب وانتعلت كوتشي ابيض ، ثم لملمت شعرها على هيئه كعكه وتركت غرتها تنساب اعلى جبينها .
نظر لها نديم باعجاب وظل شاردا بعض اللحظات ، يفكر بمظهرها الخاطف للعيون ، لا يريد لاحد بان ينظر إليها ولا يتفرس ملامحها ، شعر بالضيق من نفسه عندما قرر أن يخرج بها الان .
عندما طال صمته رفعت كفها امام وجهه تلوح له : هاي ، نحن هنا
ابتسم لفعلتها : معاكي ياقلبي هكون فين
دارت حول نفسها ثم وضعت كفها منتصف خصرها : ايه رايك فى الفستان
تنهد بهدوء : الفستان وصاحبه الفستان يجننو ، لدرجه ان مضايق وعايز ألغي الخروج عشان ماحدش يشوف حبيبي غيري انا وبس ، عاوز اخبيكي من عيون الناس ، مش هتحمل حد يبصلك نظره اعجاب أو أي نظره غير مريحه
نظرت له بصمت ثم تحدثت برقه : انا عمري ما لحظت ان شخصيتك متملكه ومسيطره غير فى التعامل فى الشغل ، يعني راجل أعمال قوي وناجح لازم يكون مسيطر ومتحكم بالشغل ، لكن مااعتقدتش انك كده فى حياتك
ضحك باعلى طبقات صوته: أنا مسيطر ومتملك هههه ، أنا جاد فى شغلي وده صحيح وماانكرش ان صارم كمان فى قررات تخص شغلي ، لكن متملك دي مستبعده عني تماما ، فيروزتي كلامي دلوقتي معاكي من طباعي كراجل شرقي مش أقبل ان حد يعاكس مراتي ولا ينظر لها أي نظره ممكن يكون فيها شهوه مثلا ، ممكن اقتله لو حد فكر فيكي كده وعشان كده كنت سرحان ، نفسي اصونك من عين الناس وكل العقول المريضه ، عاوزك تفضلي جوهرتي أنا بس فيروزتي الخاصه اللى غير مسموح لحد ان ينظر لها ولا يلمسها ولا حتى يتكلم معاها ، حبيبتي انتي جميله وشايفك أجمل بنوته فى الكون كله من وجهة نظري أنا ماليش دعوه الناس هتشوفك ازاى ،بس أنا حقي احافظ على الجوهره المصونه اللى معايا ، انتي دلوقتي ملزومه مني أنا ومسئوليتي أنا وواجبي احميكي واصونك حتى لو من نفسك
نظرت له بحيره : كلامك جميل بس مش فاهمه ايه المغزه منه دلوقتي
زفر انفاسه بهدوء : شايف جمالك ناقص ومحتاج اكملهولك بتاجك وعفتك وهو الحجاب ، مش مجرد غطاء رأس وبس ، لا عايزك محجبه متدينه مترفعه بالستر الشرعي وضوابطه ، شايفك بتصلي والحمدالله بتصلي بكامل سترك ليه مش تفضلي كده على طول وانتي خارج حدود مملكتك الخاصه ، عندك بيتك تعملي وتلبسي اللى يعجبك لكن بره حدوده من حقي اوجهك للنقطه السليمه فى ان حجابك فرض زي ماربنا فرض الصلاه فرض الحجاب ، ده شرع ربنا ، فيروزة انا عاوزك معايا فى الجنه ، عاوزك تاخدي بايدي واخد بايدك نوصل مع بعض لبر الأمان ، الجنه ثم الجنه ثم الجنه ، خايف عليكي من نزوات الدنيا ومش عايزك تسيبي نفسك لوساوس الشيطان ولا النفس الاماره بالسوء ، أنا وعيت على الدنيا وشوفت امي بحجابها وكانت شديده الجمال والحياء وجدتي كمان ، مش هقارنك بيهم بس نفسي الاقى راحه النفس والطمائنينه تدخل قلبك وقلبي لم نراعي ربنا فى كل حاجه ونعمل اللى ربنا امرنا بيه ، أنا عارف طبعا " انك لاتهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء "
بس أنا مسىول عنك دلوقتي بقيتي فى عصمتي وهتحاسب عليكي وملزم قدام ربنا احافظ عليكي واعاملك بالحسنه والموده والرحمه ، لساني هيفضل يذكرك لحد لم ربنا يمن عليكي بهدايته .
جلست اعلى الفراش ونكثت براسها ارضا ثم انسابت دموعها ، فقد لمستها كلماته وجعلت جسدها يقشعر لم سمعته ، هل حقا تخشى الله وتفعل كل ماامرها به المولى عز وجل ، فهى تصلي فرضها وتصوم شهرها وتخرج ذكاتها ولكن غفلت عن حجابها فهى مسلمه موحده بالله والى ان ينقصها ركن مهم لاكمال دينها ، ليست الديانه مجرد خانه فقط بالبطاقه وانما الاسلام اركان يجب على كل مسلم ومسلمه الالتزام بدينهم وعقديتهم ولن يتخلون عن أي فرض شرعه الله سبحانه وتعالى من اجل الفوز بالجنه والشرب من يد النبي صلى الله عليه وسلم شربتا هنيئا لا يظما بعدها أبدأ .
اقترب منها برفق وجلس امامها نصف جلسه يتكئ على ركبتيه ثم رفع وجهها ليمحي دموعها المتساقطه ولم يتفوه بشئ لا يريد ان يقسو عليها بكلماته ، يريد فقط أن يخبرها الصواب فهو يخشي عليها ، جذبها بقوه لتستقر داخل احضانه وهو يطوقها بذراعيه ويمسد على ظهرها بحنان يحاول تهدءتها يخشي بان تصيبها اذمه تنفسيه .......
"'''''"""""""""
فى روما ..
هاتف شركه الطيران وعلم بموعد الطائرة العائده الى القاهره بعد ساعات ، انهى حجزه داخل الفندق واصطحب زوجته لكي يلحق بمطار روما ويستقلون الطائره ..
داخله شعور بالخوف والقلق مسيطر على حالته ، حاول التحكم باعصابه لايريد لزوجته ان تشعر بما يشعر هو به الان ، فضل الصمت وهو يتطلع إليها من حين لاخر ويرسم البسمه على محياه وهو يحاوطها من كتفها لتظل قريبه منه ...

بعدما انهى اجرءاته داخل مطار روما وتم الاعلان عن التوجه لامكانهم داخل الطياره ، استقلوا امكانهم ثم وضعو حزام الأمان عندما بدءت الطائره فى الاقلاع ...

'""""""""""
تركها تبكي بحريه الى ان هدءت من نوبتها ، همس لها بصوته الحاني:
- ممكن اعرف ليه ثوره الدموع دي كلها ؟ كلامي ضايقك ؟
رفع انامله يلمس وجنتها برقه : أنا آسف لو كلامي معاكي وصلك لحالتك دي ، أنا بصارحك باللى جوايا بدون مجامله عشان احنا بقينا واحد ولازم نشارك بعض كل حاجه ، ومش طالب منك تتحجبي غصب عنك لا طبعا ، أنا عايز كلام ربنا هو اللى يدخل قلبك وتعملي بيه ، وأنا واثق أن ربنا هيلهمك الصواب والهدايا مش أنا .
لاحت شبه ابتسامه جانبيه اعلى ثغرها وهى تزفر تنهيده حارقه تخرج من اعماقها : انا مش زعلانه من كلامك يا نديم ، بالعكس فرحانه انك بتفكر فيه وعايزني اقرب من ربنا وندخل الجنه مع بعض دي حاجه مفرحاني اوى ، أنا زعلانه من نفسي ان بعيده اوي عن ربنا ، أنا وحشه
- فيروزه حبيبتي انتي عمرك ماكنتي وحشه ياقلبي ولا هتكوني
نظرت له باعين دامعه : هو أنا لو كنت وقفت قدامك وصارحتك بحبي كنت هتقول عليه ايه ؟ رخيصه ومش محترمه بعرض نفسي عليك ؟
جحظت عيناه بصدمه من هول كلماتها : ايه الجنان ده ، مش عشان بكلمك عن فرض الحجاب تبقى مش محترمه ورخيصه ده كلام أهبل ، وبعدين تعالى هنا قوليلى يعنى كنتى نفسك تصارحيني بحبك ليه من زمان وأنا المغفل اللى مش حاسس بحاجه
ابتلعت ريقها بتوتر : يعني عمري ماكنت قليت فى نظرك لو أنا اللى قولتها الاول
طبع قبله رقيقه اعلى شفتيها وهمس بحب : مش مهم عندي خالص مين قالها الاول ، المهم اننا بنحب بعض ومع بعض فى بيت واحد ومش هتنازل عنك زوجتي فى الجنه ان شاء الله
ابتسمت بألم وهزت رأسها بالايجاب : وأنا محتاجه لايدك دايما تفضل فى ايدي ونكمل طريقنا سوا ، أنا بتمنى أكون خير زوجه لخير زوح واعيش معاك عمري كله واموت فى حضنك
وضع كفه اعلى شفتيها ليجعلها تصمت : بعيد الشر عنك يا نبض حياتي ، مين جاب سيره الموت دلوقتي واحنا لسه داخلين دنيا ، بقولك ايه قومي نخرج
هزت رأسها نافيه : ماعنديش استعداد اخرج دلوقتي
تنهد بهدوء : تمام ، نقعد هنا على البسين ، كنت ناوي نطلع اسكندريه ناكل اكله سمك معتبره ونتمشي على الكورنيش واحنا بناكل دره مشوي ، يعني كنت راسم جو كده فى خيالي ونقعد على البحر بقى ونرجع اخر النهار ، مدام معترضه على الخروج أنا هظبط القعده عند حمام السباحه وكاننا على البحر
ضحكت بخفوت وهى تؤمي براسها ، ليغادر نديم الغرفه وهو يشعر بالحماس يريد ان يفعل ما بوسعه من اجل اسعاد زوجته ...
""''""''''''
استقل سيارته وغادر الفيلا فى جوله لجلب لزوجته ما تحب .،
فى ذلك الوقت جلست فيروز بجانب الجده تشاهد التلفاز يضحكون ويتسامرون أثناء مشاهدتهم لمسلسل هندي الذي تفضله الجده وظلت تقص عليها قصه ذلك المسلسل لتستمع إليها فيروز باهتمام وتشاركها الضحك لسردها لعده مواقف مضحكه ..
"""""
عاد نديم من الخارج وتوجه على الفور الى المكان المخصص لحمام السباحه ، جلس يعد لها طاوله ووضع بها مجموعه لا بأس بها من الشوكولا واخفض الاضاءه بالمكان ثم نثر الزهور داخل حمام السباحه لتعطي مظهرا جذاب ، وجلس امام حوض السباحه ينفخ البالالين الملون ويتركها تتطاير بالمكان وبعضهم يقزف لداخل حوض السباحه ، الى ان أنتهى من عمله ونظر لما فعله باعجاب ، أشعل هاتفه على النغمات الرومنسية الهادئه واضاء القليل من الشموع ووضعهم ارضا على هيئه اول حرف من اسمها ثم ترك المكان وصعد الى حيث غرفته فلم يجدها ، ابدل ثيابه ثم بحث عنها ليجدها تجلس مع جدته ويستمع لصوت ضحكاتهم العالي ، اقترب منهم بهدوء الى ان وقف خلفهم وحاوط بذراعيهم من الخلف وهو يهمس بجديه:
- حبايب قلبي بيعملوا ايه من غيري
ابتسمت الجده وهى تخبره بمشاهده مسلسلها المفضل وتطلب منه الجلوس ، ليعتذر نديم ويسحب زوجته وهو يرسل غمزته لجدته التى فهمت مقصده .
"""""
سحب يدها الى ان وصل بها الى جناحهم واخرج لها ثوب أزرق ذات حماله رفيعه ، يصل الى قبل ركبتيها بقليل وحزام اسود يحاوطه من الخصر .
- البسي ده عشان هسهرك سهره على البسين ماحصلتش
التقطت منه الثوب ودلفت غرفه تبديل الملابس ثم ارتدته ونظرت الى نفسها بالمرأه لتبتسم برضا على هيئتها ثم غادرت الغرفه لتجده يمد لها كفه ليلتقط كفها ثم دار بها وهو يطلق صفير اعجاب
- فيروزتي زي القمر
ابتسمت بخجل : عيونك انت اللى شيفاني حلوه عشان هى حلوه
- لا بجد انتي قمري المنور الليله وكل ليله
سارت جانبه وهى تتبطت ذراعه الى الأسفل لمكان حمام السباحه ، دلفت بهدوء لتستمع لصوت النغمات المنبعثه من المكان وتشاهد الشموع الجميله التى تزين اول حروف اسمها ثم تنظر لحوض السباحه بذهول لتشاهد كل ما فعله من اجلها .
أمسك بيدها يجذب لها مقعدها لتجلس عليه ،وهى تنظر لطاوله التى اعدها من اجلها وقبل أن تجلس بالمقعد ضمته بقوه
-- حبيبي عملت كل ده عشاني ؟ دي احسن مفاجاه شوفتها فى حياتي ، ربنا يخليك ليا وربنا يقدرني واسعدك
شدد فى احتضانها وهو يهمس برقه : طول مااحنا فى حياة بعض هنقدر نسعد بعض ، طبع قبله رقيقه اعلى عنقها ثم ابتعد عنها لتجلس ويجلس امامها وهو يشير بيده
- اتفضلي شكولا متنوعه من كل الأصناف ، مدام هى العشق يارب نطول من عشقك ليها ولو جزء صغير
ضحكت بقوه لتظهر غمازاتها التى ظل ينظر لها بدهشه ؛ اموت انا فى ابو غمازات ههه ، اول مره اشوفهم ، واضح اننا لسه بنكتشف حاجات جديده ، بس احنا مع بعض نكتشف على اقل من مهلنا مش ورانا حاجه
ازدادت ضحكتها ثم التقطت الشوكه لتغرسها بقطعه الكيك المغطاء بصوص الشوكولا ثم قربتها من فمه ليتذؤقها أولا .
قضم نديم نصفها واعادها الى فمها لتشاركه ما اطعمته ، ثم نهض عن مقعده وهو ينظر لها بعشق وجذبها اليه ليتمايلوا سويا على النغمات الهادئه وكل منهما يحتضن الآخر وكانهم يملكون الدنيا بين يديهم ، لم يستمعون الى لصوت انفاسهم ودقات قلوبهم التى تصفح عن ما يكنه قلب كل منهما للآخر، قلوب متعانقه وارواح مشتاقه لتنتهى امسيتهم بحملها بين يديه كالطفله التى يخاف سقوطه من بين ذراعيه يطوقها برفق وحنان ويصعد بها الى حيث غرفتهم لتتعانق الارواح كما تعانقت القلوب .
"""""""
فى ذلك الوقت كان يضع مفاتيحه داخل مقبض الباب ويدلف الفيلا بهدوء لتجحظ عيناه بقوه عندما وقعت على شقيقه الذي يحمل فيروز بين يديه ، وتشهق رهام بصدمه وهي تهتف باسم شقيقتها .
ليتسمر الثاني مكانهم وتتهامس العيون من حولهم بدهشه ، لتحاول سحب الهواء لتعبئ رئتها لتشعر بان المكان حولها خالي من الاكسجين وتشعر بانها سوف تهاجمها نوبه اختناق ...
______
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي