الفصل الثاني
حقا فا إن سيلين تتعب كثيرا فى إقناع التجار لكى يأخذون منها تلك التماثيل والتابلوهات وكثير من الاشياء، التي تصنعها يدويا بيديها والتي تستحق عليها كل تقدير واحترام.
مع إنها تفعل عملها على اكمل وجهه والبضائع التي تصنعها تباع فى وقت سريع، ويبحث عنها الكثير من الزبائن يريدون أن يعرفون اين تعمل لكى يذهبون إليها بدلا من هؤلاء التجار الجشعين.
ولها زبائن مخصصون يطلبون التماثيل والتحف التى تفعلها سيلين بيديها فهى حقا مميزه؛
لأن عملها حقا به طابع مختلف وأنيق وعليه الطلب بشكل كبير لانه به حرفيه عاليه وايضا جودة.
ولكن يوجد هناك من يعاديها ويريد أن لا تربح وأن يصيبها خيبه امل وتلجأ إليهم بعد أن تحبط ولا تجد من يشترى منها بضعتها.
وبعض التجار ومنهم الحاج عبد الجليل ومن بعد أن توفى والدها الحج عامر، أصبحوا يتعاملون معها بشكل سئ ولكن ليسوا جميعا بل هناك قله قليله منهم، وهؤلاء هم من يتعاملون معها بشكل غير مريح، يجعلها تظن بأنهم يكرهونها أو ما شابهه!
وتقوم بسؤالهم لماذا تتعاملون معى بهذه المعاملة السيئه؟
الم تحترمون هيبه ابى المرحوم!
لقد كان يعطى لكم البضاعه ولا يأخذ ثمنها إلا حينما تتدبرونه أنتم ولم يطلبه منكم!
الم تذكرون تلك الايام؟
هل نسيتم فضل ابى عليكم!
هل هذا جزائه حينما كان يتعامل معك بكل ادب واحترام!
لا افهم فإن هذه البضاعه أنتم تأخذونها منا منذ مرور الكثير من الاعوام، فلماذا الان ترفضونها أو تريدون أن تبخسوا بثمنها الارض؟
هذا بدلا أن تقفوا الى جانب اولاد الرجل الذى لطالما وقفت الى جانبكم وساعدكم، حقا عيبا عليكم..
وحينما وجدوها تتحدث هكذا، أخذ منها الحاج عبد الجليل بضاعتها بالثمن الذى اعتادوا عليه، ولكن سيلين أقسمت بينها وبين نفسها بأن هذه اخر مره سوف تأتى بها الي ذلك التاجر، وهى تعلم جيدا أنه هو من سوف يحتاج اليها يوما ما وسايندم على ما يفعله معها الان؛ لأنها مدركه تماما بأنه هو من يحتاج إليها وليس العكس.
وسوف يأتى إليها في يوما من الايام معتذرا عن ما بدر منه اليوم،
ولكنها وقتها سوف ترفض أن تبيع له بضاعتها الثمينه والمميزه، وسوف تطلب منه أن يذهب لكى يحضر بضاعه متجره من مكان آخر غيرها، وان لا يأتى إليها مره اخرى.
ولكن سيلين لم تدرك بعد حقيقه الأمور، فهناك أيادى خفيه تعمل فى الخفاء، وتلك الايادى تريد أن تقع سيلين ولا تقم مره اخرى..
سيلين لا تعرف ما سبب تلك المعامله التي يتعاملون بها معها هؤلاء التجار!؟
لم تدرك بعد بأن السبب فى ذلك الأمر هم اعمامها الإثنان!
صلاح وعطيه هؤلاء اللذين كان من الواجب عليهم أن يقفون الى جانب أبناء أخيهم بعد وفاه والدهم!
ولكن مع الاسف قد حدث العكس تماما، وهم من يحاولون أن يجعلون سيلين تحتاج إليهم وتلجأ لهم فى حل مشاكلها؛ وسوف نرى من سوف يحتاج إلى الآخر!.
خاصه بعد رفض سيلين أن تعطى لهم الورشه أيضا مثل ما كان يفعل والدها، وهذه وصيته لها ولإخوتها قبل أن يتوفاه الله، ولكن ليسوا جميعا سوف يقومون بتنفيذ تلك الوصيه، فا سهير لديها رأيى آخر!
الان يحاولون أعمامهم أن يقطعون رزقهم بأساليب وقحه يفعلونها دون درايه من أحد؛،
لكى يجعلونهم يفعلون ما كانوا يريدون أن يفعله أبيهم فى حياته، ورفضه أكثر من مره وهو اعطائهم تلك الورشه الصغيره.
حينما تعلم سيلين بحقيقه الأمور سوف تصدم كثيرا، ولكن في جميع الأحوال يقف الله معها ويخرجها من ما يدبرونه لها فى الخفاء.
دون تدخل منها؛, فقد عنايه من رب العالمين، لانه يعلم حقيقه ما تخفيه الصدور.
واما عن حياه سيلين الشخصيه، فلم يعد لديها شيء خاص تعيش به، فقط تعيش على الذكريات الجميلة التى كانت فى حياتها مسبقا، ولا تعلم اذا كانت جميله ام هذه ذكريات خادعه!؟
حقا لا تعلم فكل شيء تغير فى وقت بسيط جدا، كل شيء حتى الأشخاص من حولها، أصبحوا فى أماكن غير أماكنهم وأماكن لا يمكن أن كانت تتوقع أنهم سوف يكونون بها في يوما من الايام.
فمصطفي ذلك الشاب الطموح والذى كان بينه وبين سيلين قصه حب جميلة، وصلت بهم الى أنهم خططوا لحياتهم معا؛,
ولكن مع الأسف لم يكتب لها الله الإستمرار، ومن الممكن أن نقول إن ذلك الشئ من حسن حظ سيلين، ولكن الأمور تظهر حقيقتها إلينا بعد مرور بعض الوقت، والمأساه أننا لا نعلم كم ذلك الوقت بالتحديد!.
تذكرت سيلين مصطفي ذات يوم، حينما كانوا يتمشون معا فى الطريق ممسكا بيديها حبا بها وخوفا عليها، ممسكا بيديها خوفا من ان لا تتركه وتذهب..
يخاف أن يمر الوقت وينتهى دون ما يشبع من رؤيتها، وبعد أن تتركه يصبح وحيدا من دونها، ذلك كان شعور مصطفي قبل أن يتغير كل شيئا.
وقال لها يا سيلين يا حبيبتى لما تريدين أن تتركين التعليم؟
يمكنك أن تدبرين وقتك بينه وبين عملك مع ابيك فى الورشه!
وقتها نظرت سيلين الى الجانب الآخر وأخبرته وقالت؛
_لا يمكننى التوفيق بينهم يا مصطفي فأنا أتحمل على عاتقى مسؤوليه عائلتى كاملة؛
_ فأبي كبيرا في السن ولا يحسن أن يعمل وبدء أن يفقد بصره تدريجيا.
لا أستطيع أن اوفق بينهم سوف أخسر شئ منهما بالتأكيد؛؛
والافضل أن أقوم بتأجيل دراستى الى أن اركز امورى وذلك افضل لى ولعائلتى أيضا.
ولكن انت يا مصطفى لا تهمل دراستك، لا تفعل مثلى فأنا لديا ظروفا خاصه بى، وانت ليس لك ذنبا.
قال لها مصطفي، لا اعلم يا سيلين فلقد شعرت بالإحباط؛؛
خاصه وأن عمك عطيه يجعلنى اعمل طوال اليوم، ولا يرحمنى ولا يعطى لى وقت حتى ارتاح فيه ولو لوقت قليل والاجازه تكاد تكون معدومه، وانا بذلك الأمر أيضا اضغط على حالى جدا.
قالت له سيلين لا يا مصطفي، فأنت باقى لك عام واحد وتنهى دراستك في كليه التجاره، لا تضيع تعبك هباء.
وتتركه ومن بعد ذلك يمكنك أن تعمل فى مكان ارقى من العمل لدى عمى فى متجر الذهب الخاص به.
صدقنى لن ينفعك سوى دراستك إياك أن تهملها، ولا تقلق انا سوف اساعدك اذا استطعت فعل ذلك، سوف افعل كل ما فى يدى لكى تنهى دراستك.
قال لها مصطفي،؛
_وماذا سوف يحدث حينما انتهى من كل ذلك يا سيلين، هل سوف نتزوج؟
صمتت سيلين وكأنها تعلم وتكاد تكون على يقين بأنها حتى الزواج ليس من حقها.
الا فى حال واحد وهو أنها تكون قد اطمئنت على إخوتها الاربعه، وأنهم أصبحوا فى بيوتهم لا يحتاجون لشيىء، ومن بعد ذلك يمكنها أن تفكر فى نفسها.
_فاسؤال مصطفي ادخلها في دوامه من التفكير، لقد جعلها ترى الأمور عن بعد، وتنظر لنفسها وتقول الى متى انا سوف اعمل؟
وما هو مصيرى بعد ذلك ياترى؟!
فقالت له، وهى لا تصدق نفسها وكأنها تكذب عليها وعليه.
_نعم يا مصطفي ولما لا؟
انت فقط تشجع وأفعل ما عليك، ذاكر وأكمل دراستك واجد عملا وبعد ذلك يمكننا أن تتزوج لا يوجد مانع لذلك.
ضحك مصطفي وكأنه يعلم أن سيلين لا تقول الحقيقه، لانة يعلم حقيقة حالها من الاول الى الاخر، ويعلم انها تعمل لكى تستطيع الانفاق على أسرتها وانها ليس فى يديها حيله.
وقال لها، كيف يا سيلين وماذا سوف تفعلين مع إخوتك؟
مسحت سيلين دموع عينيها التى نزلت منها غصبا عنها، وكأنها تخفى فى داخلها الكثير.
والغريب انها أخفت حزنها بضحكتها البريئه وقالت ل مصطفي..
ماذا تظن يا مصطفي!
هل اخوتى سوف يبقون الى جانب هكذا طوال العمر؟
_هم أيضا لهم حياتهم الذين سوف يعيشونها فى المستقبل القريب سوف يتزوج سعيد، ومن بعده سهير وفى نفس ذات الوقت سينهى شادي دراسته وايضا سلمي.
وكل ذلك سوف يحدث بينما أنت تنهى دراستك أيضا وتجد عملا آخر، فقط اتركها الى رب العالمين يا مصطفي، لا تعلم لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً.
فقال لها مصطفي، حسنا يا سيلين فأنا يكفينى فقط أن أكون الى جانبك وتراكى عيناى كل يوم، صدقينى هذا الشئ يكفينى فأنا احبك من صميم قلبى.
واتمني أن اريحك من كل هذا العمل الشاق، ونكون انا وانتى في منزل واحد يجمعنا به الحب والتفاهم، انا لا اريد سوى ذلك الأمر صدقينى؛,
وأخواتك انا اكن لهم كل حب واحترام، واعلم جيدا أن ليس لهم من أمرهم حيله.
ولكن يا سيلين انا متعجب من امر، لماذا لم يوافق والدك على بيع الورشه التى يملكها، لقد عرض عليه اخوته مبلغا طائلا وايضا الى جانب ذلك المبلغ منزل كبير،
_وللحق انا ارى أن ذلك عرض مغرى جدا وفرصه ذهبيه!
لما لم يوافق؟
فإذا حدث ذلك الأمر فبالطبع سوف يتغير حالكم الى الافضل.
فقالت له سيلين وهى غاضبة بعض الشيء، وما دخلى انا يا مصطفي!
هذه أرادت ابى وانا لا استطيع ان افرض عليه شيء، وكيف نعطيهم ورشتنا التى نعمل بها ونأتي بقوت يومنا منها!
وماذا نفعل اذا اخذوها؟
اين نذهب؟
ونحن حياتنا كلها قضيتها فى تلك الورشه.
التى ورثها ابى عن والده المرحوم..
_ وأعمامى هؤلاء أمرهم غريب، فالم يكفيهم ما لديهم من ثروات واموال، وينظرون وطامعون فى تلك الورشه الصغيرة التى يملكها ابي، الم ترى أن هناك أمرا مريبا!
أليس كذلك!
فقال لها مصطفي، لا اعلم ولكنى استمع إليهم اوقات وهم يقولون انهم يريدونها بأى شكلا ايا كان أو اى ثمن.
قالت له سيلين، لا يهمك منهم انت فقط افعل عملك على اكمل وجهه، وانا سوف اذهب الى الجامعه واحضر اليك المحاضرات التى تتغيب عنها رغما عنك، بسبب عملك الشاق لديهم.
لا تقلق أنا سوف اقف الى جانبك على الدوام، ولكن لا تترك دراستك، هل بأمكانك أن تعدنى بذلك الشئ؟
_قال لها نعم يا حبيبتي اعدك.
فقالت له حسنا هى بنا فا لقد أخذنا الوقت كثيرا ولقد تأخرت جدا على ابي.
وذهبت سيلين فى طريقها الى ورشه ابيها، لكى تكمل بها عملها، ولكن ذلك الأمر كان بالماضى حينما كان ابيها على قيد الحياة.
وتذكرت الآن ويبدو أن الأمر مر عليه اشياء صعبة أثرت عليها بالسلب.
وتذكرت سيلين هذا الشيء الآن، والغريب أن مصطفي لم يعد معها، سوف نعلم سويا اين ذهب وماذا فعل مع سيلين من خلال الفصول الاتيه.
دخلت سلمي على اختها، وجدتها جالسه أمام النافذه سارحه في عالم آخر.
فقالت لها سلمي، كيف حالك يا اختى؟ فزعت سيلين ولكن لم تخف فالقد ايقظتها سلمي من ذكرياتها التى لطالما كانت تهرب منها.
وقالت لها، انا بخير يا سلمي تفضلى بالدخول يا اختى، انتى أخبرينى كيف حالك؟ وكيف الدراسه معك؟
هل كل شيء يسير على ما يرام؟
_ردت عليها سلمي قائله؛، نعم أنا على ما يرام الحمد لله فأنتي تعلمين أننة متفوقه فى دراستى ودائما اكون من الأوائل.
_قالت لها سيلين، نعم يا حبيبتى وانا افخر بذلك الشئ جدا، الى حد لا تتوقعينه.
فقالت لها ولكنى يا اختى لدي شيء اريد أن أخبرك به، ولكنى أشعر با الحرج منك.
فقالت لها سيلين، ومنذ متى ونحن نشعر بذلك الحرج من بعضنا البعض يا سلمي؟
أخبرينى حبيبتى بما تريدين انا اسمعك.
_فقالت لها سلمي بعد تردد كثير منها؛،
_انا اريد بعض النقود لكى أقوم بشراء بعض الملابس الجديده، فما لدى من ملابس أصبح قديم ومهلهل؛،
انا اعلم يا اختى بأنك أعطيتنى المال منذ وقت قريب لكى احضر بعض الكتب.
ولكنى حقا اريد أن احضر بعض الملابس ايضا بشكل ضرورى، ولا اعلم ماذا افعل؟
ولكنى اعلم جيدا بأننى اضغط عليكى كثيرا ولكن اطمئنى انا سوف ابحث عن عمل الى جانب دراستى، وارحمك من نفقاتى الزائده.
_ابتسمت سيلين وردت على أختها قائله؛، عمل ماذا التى تريدين أن تعملى به يا سلمي؟
عملك الوحيد الذى اريدك ان تعمليه هو دراستك يا حبيبتى، ولا تقلقي فيوم غد أن شاء الله سوف افيق باكراً واذهب الى الورشه.
وجميع ما سوف اصنعه سوف اقوم ببيعه واحضر لك نقوده لكى تأتي بما تريدين، لا يهمك يا حبيبتى أن الله لطيفا بعباده ولن يضيعنا ابدا طالما أننا نحسن عملنا.
_قالت لها سلمي، يعلم الله يا سيلين بأننى لا اطلب منك سوى المعقول وليس بيدى شئ يا اختي.
اشكرك على وقوفك الى جانبى ومساعدتى دائما، ولكن اعلم وأكاد اكون موقنه بأننى سوف ارد لك كل هذا الشيء فى المستقبل.
_فردت عليها سيلين، ولكنى لا اريد منك مقابل يا سلمي، انا اريد أن تكونى ناجحه فقط وتكونى سعيده فى حياتك وتحققين كل ما تتمنى ويجعله الله به الخير لك.
_ولكن حقا أخبرينى ما اخبار احمد ابن عمك عطيه؟
هل ما زال يزعجك، ام شعر بخيبه امل وأدرك انك لا تحبينه؟
وكيف تحبينه وهو شخصا فاشلا فى كل شيء، حتى دراسته لم يحسن أن يكملها وأصدقاء السوء الذين من حوله، كيف سيتركونه يكون شخصا جيدا ونافع فى يوما من الايام!؟
_ردت عليها سلمي قائله، نعم فهو لم يسئم منى ابدا ويعتبر رفضى له هو نوع من انواع الخجل مثلا، فكبريائه لم يسمح له بأن يصدق بأننى لا أحبه ولا أراه مناسبا لى فى يوما من الايام.
_فقالت لها سيلين، وماذا سوف نفعل معه يا سلمي؟!
فا لقد أخبرت والده بأفعاله تلك معك أكثر من مرة، ولكنه يظهر امامى وكأنه يرضى بما يفعل إبنه ولا يهمه أنه يضرنا بهذه الأفعال.
لا اعلم الى من اشكى، إذا كان والده نفسه لم يفعل له شيء.
_فقالت لها سلمي وهى واثقة من نفسها، لا تبحثى عن أحد لكى يأخذ لنا حقنا يا اختى، فأنا لدى القدره لكى اخذ حقى:
وان لا اجعل أحدا يتخطى حدوده التى انا وضعتها له معى ابدا، فقط انتى طمئني حالك من ناحيتى وكونى واثقة منى.
_فقامت سيلين بإحتضان أختها سلمي وقالت لها، حسنا يا حبيبتى انا واثقة بك الي ابعد الحدود، واعلم بأنك يمكنك الحفاظ على نفسك دون ما تحتاجين لأحد، ولا تقلقى من الأمر التى جأتى إلى من أجله.
فيوم غد أن شاء الله سوف تجدين المال بالداخل موجود على مكتبك.
_قالت لها سلمي، اشكرك يا اختى والله يوفقك يوم غد أن شاء الله وكل يوم، وتستطيعين أن تبتاعين جميع الأشياء الجميله التى تصنيعها بيدك.
يتبع
مع إنها تفعل عملها على اكمل وجهه والبضائع التي تصنعها تباع فى وقت سريع، ويبحث عنها الكثير من الزبائن يريدون أن يعرفون اين تعمل لكى يذهبون إليها بدلا من هؤلاء التجار الجشعين.
ولها زبائن مخصصون يطلبون التماثيل والتحف التى تفعلها سيلين بيديها فهى حقا مميزه؛
لأن عملها حقا به طابع مختلف وأنيق وعليه الطلب بشكل كبير لانه به حرفيه عاليه وايضا جودة.
ولكن يوجد هناك من يعاديها ويريد أن لا تربح وأن يصيبها خيبه امل وتلجأ إليهم بعد أن تحبط ولا تجد من يشترى منها بضعتها.
وبعض التجار ومنهم الحاج عبد الجليل ومن بعد أن توفى والدها الحج عامر، أصبحوا يتعاملون معها بشكل سئ ولكن ليسوا جميعا بل هناك قله قليله منهم، وهؤلاء هم من يتعاملون معها بشكل غير مريح، يجعلها تظن بأنهم يكرهونها أو ما شابهه!
وتقوم بسؤالهم لماذا تتعاملون معى بهذه المعاملة السيئه؟
الم تحترمون هيبه ابى المرحوم!
لقد كان يعطى لكم البضاعه ولا يأخذ ثمنها إلا حينما تتدبرونه أنتم ولم يطلبه منكم!
الم تذكرون تلك الايام؟
هل نسيتم فضل ابى عليكم!
هل هذا جزائه حينما كان يتعامل معك بكل ادب واحترام!
لا افهم فإن هذه البضاعه أنتم تأخذونها منا منذ مرور الكثير من الاعوام، فلماذا الان ترفضونها أو تريدون أن تبخسوا بثمنها الارض؟
هذا بدلا أن تقفوا الى جانب اولاد الرجل الذى لطالما وقفت الى جانبكم وساعدكم، حقا عيبا عليكم..
وحينما وجدوها تتحدث هكذا، أخذ منها الحاج عبد الجليل بضاعتها بالثمن الذى اعتادوا عليه، ولكن سيلين أقسمت بينها وبين نفسها بأن هذه اخر مره سوف تأتى بها الي ذلك التاجر، وهى تعلم جيدا أنه هو من سوف يحتاج اليها يوما ما وسايندم على ما يفعله معها الان؛ لأنها مدركه تماما بأنه هو من يحتاج إليها وليس العكس.
وسوف يأتى إليها في يوما من الايام معتذرا عن ما بدر منه اليوم،
ولكنها وقتها سوف ترفض أن تبيع له بضاعتها الثمينه والمميزه، وسوف تطلب منه أن يذهب لكى يحضر بضاعه متجره من مكان آخر غيرها، وان لا يأتى إليها مره اخرى.
ولكن سيلين لم تدرك بعد حقيقه الأمور، فهناك أيادى خفيه تعمل فى الخفاء، وتلك الايادى تريد أن تقع سيلين ولا تقم مره اخرى..
سيلين لا تعرف ما سبب تلك المعامله التي يتعاملون بها معها هؤلاء التجار!؟
لم تدرك بعد بأن السبب فى ذلك الأمر هم اعمامها الإثنان!
صلاح وعطيه هؤلاء اللذين كان من الواجب عليهم أن يقفون الى جانب أبناء أخيهم بعد وفاه والدهم!
ولكن مع الاسف قد حدث العكس تماما، وهم من يحاولون أن يجعلون سيلين تحتاج إليهم وتلجأ لهم فى حل مشاكلها؛ وسوف نرى من سوف يحتاج إلى الآخر!.
خاصه بعد رفض سيلين أن تعطى لهم الورشه أيضا مثل ما كان يفعل والدها، وهذه وصيته لها ولإخوتها قبل أن يتوفاه الله، ولكن ليسوا جميعا سوف يقومون بتنفيذ تلك الوصيه، فا سهير لديها رأيى آخر!
الان يحاولون أعمامهم أن يقطعون رزقهم بأساليب وقحه يفعلونها دون درايه من أحد؛،
لكى يجعلونهم يفعلون ما كانوا يريدون أن يفعله أبيهم فى حياته، ورفضه أكثر من مره وهو اعطائهم تلك الورشه الصغيره.
حينما تعلم سيلين بحقيقه الأمور سوف تصدم كثيرا، ولكن في جميع الأحوال يقف الله معها ويخرجها من ما يدبرونه لها فى الخفاء.
دون تدخل منها؛, فقد عنايه من رب العالمين، لانه يعلم حقيقه ما تخفيه الصدور.
واما عن حياه سيلين الشخصيه، فلم يعد لديها شيء خاص تعيش به، فقط تعيش على الذكريات الجميلة التى كانت فى حياتها مسبقا، ولا تعلم اذا كانت جميله ام هذه ذكريات خادعه!؟
حقا لا تعلم فكل شيء تغير فى وقت بسيط جدا، كل شيء حتى الأشخاص من حولها، أصبحوا فى أماكن غير أماكنهم وأماكن لا يمكن أن كانت تتوقع أنهم سوف يكونون بها في يوما من الايام.
فمصطفي ذلك الشاب الطموح والذى كان بينه وبين سيلين قصه حب جميلة، وصلت بهم الى أنهم خططوا لحياتهم معا؛,
ولكن مع الأسف لم يكتب لها الله الإستمرار، ومن الممكن أن نقول إن ذلك الشئ من حسن حظ سيلين، ولكن الأمور تظهر حقيقتها إلينا بعد مرور بعض الوقت، والمأساه أننا لا نعلم كم ذلك الوقت بالتحديد!.
تذكرت سيلين مصطفي ذات يوم، حينما كانوا يتمشون معا فى الطريق ممسكا بيديها حبا بها وخوفا عليها، ممسكا بيديها خوفا من ان لا تتركه وتذهب..
يخاف أن يمر الوقت وينتهى دون ما يشبع من رؤيتها، وبعد أن تتركه يصبح وحيدا من دونها، ذلك كان شعور مصطفي قبل أن يتغير كل شيئا.
وقال لها يا سيلين يا حبيبتى لما تريدين أن تتركين التعليم؟
يمكنك أن تدبرين وقتك بينه وبين عملك مع ابيك فى الورشه!
وقتها نظرت سيلين الى الجانب الآخر وأخبرته وقالت؛
_لا يمكننى التوفيق بينهم يا مصطفي فأنا أتحمل على عاتقى مسؤوليه عائلتى كاملة؛
_ فأبي كبيرا في السن ولا يحسن أن يعمل وبدء أن يفقد بصره تدريجيا.
لا أستطيع أن اوفق بينهم سوف أخسر شئ منهما بالتأكيد؛؛
والافضل أن أقوم بتأجيل دراستى الى أن اركز امورى وذلك افضل لى ولعائلتى أيضا.
ولكن انت يا مصطفى لا تهمل دراستك، لا تفعل مثلى فأنا لديا ظروفا خاصه بى، وانت ليس لك ذنبا.
قال لها مصطفي، لا اعلم يا سيلين فلقد شعرت بالإحباط؛؛
خاصه وأن عمك عطيه يجعلنى اعمل طوال اليوم، ولا يرحمنى ولا يعطى لى وقت حتى ارتاح فيه ولو لوقت قليل والاجازه تكاد تكون معدومه، وانا بذلك الأمر أيضا اضغط على حالى جدا.
قالت له سيلين لا يا مصطفي، فأنت باقى لك عام واحد وتنهى دراستك في كليه التجاره، لا تضيع تعبك هباء.
وتتركه ومن بعد ذلك يمكنك أن تعمل فى مكان ارقى من العمل لدى عمى فى متجر الذهب الخاص به.
صدقنى لن ينفعك سوى دراستك إياك أن تهملها، ولا تقلق انا سوف اساعدك اذا استطعت فعل ذلك، سوف افعل كل ما فى يدى لكى تنهى دراستك.
قال لها مصطفي،؛
_وماذا سوف يحدث حينما انتهى من كل ذلك يا سيلين، هل سوف نتزوج؟
صمتت سيلين وكأنها تعلم وتكاد تكون على يقين بأنها حتى الزواج ليس من حقها.
الا فى حال واحد وهو أنها تكون قد اطمئنت على إخوتها الاربعه، وأنهم أصبحوا فى بيوتهم لا يحتاجون لشيىء، ومن بعد ذلك يمكنها أن تفكر فى نفسها.
_فاسؤال مصطفي ادخلها في دوامه من التفكير، لقد جعلها ترى الأمور عن بعد، وتنظر لنفسها وتقول الى متى انا سوف اعمل؟
وما هو مصيرى بعد ذلك ياترى؟!
فقالت له، وهى لا تصدق نفسها وكأنها تكذب عليها وعليه.
_نعم يا مصطفي ولما لا؟
انت فقط تشجع وأفعل ما عليك، ذاكر وأكمل دراستك واجد عملا وبعد ذلك يمكننا أن تتزوج لا يوجد مانع لذلك.
ضحك مصطفي وكأنه يعلم أن سيلين لا تقول الحقيقه، لانة يعلم حقيقة حالها من الاول الى الاخر، ويعلم انها تعمل لكى تستطيع الانفاق على أسرتها وانها ليس فى يديها حيله.
وقال لها، كيف يا سيلين وماذا سوف تفعلين مع إخوتك؟
مسحت سيلين دموع عينيها التى نزلت منها غصبا عنها، وكأنها تخفى فى داخلها الكثير.
والغريب انها أخفت حزنها بضحكتها البريئه وقالت ل مصطفي..
ماذا تظن يا مصطفي!
هل اخوتى سوف يبقون الى جانب هكذا طوال العمر؟
_هم أيضا لهم حياتهم الذين سوف يعيشونها فى المستقبل القريب سوف يتزوج سعيد، ومن بعده سهير وفى نفس ذات الوقت سينهى شادي دراسته وايضا سلمي.
وكل ذلك سوف يحدث بينما أنت تنهى دراستك أيضا وتجد عملا آخر، فقط اتركها الى رب العالمين يا مصطفي، لا تعلم لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً.
فقال لها مصطفي، حسنا يا سيلين فأنا يكفينى فقط أن أكون الى جانبك وتراكى عيناى كل يوم، صدقينى هذا الشئ يكفينى فأنا احبك من صميم قلبى.
واتمني أن اريحك من كل هذا العمل الشاق، ونكون انا وانتى في منزل واحد يجمعنا به الحب والتفاهم، انا لا اريد سوى ذلك الأمر صدقينى؛,
وأخواتك انا اكن لهم كل حب واحترام، واعلم جيدا أن ليس لهم من أمرهم حيله.
ولكن يا سيلين انا متعجب من امر، لماذا لم يوافق والدك على بيع الورشه التى يملكها، لقد عرض عليه اخوته مبلغا طائلا وايضا الى جانب ذلك المبلغ منزل كبير،
_وللحق انا ارى أن ذلك عرض مغرى جدا وفرصه ذهبيه!
لما لم يوافق؟
فإذا حدث ذلك الأمر فبالطبع سوف يتغير حالكم الى الافضل.
فقالت له سيلين وهى غاضبة بعض الشيء، وما دخلى انا يا مصطفي!
هذه أرادت ابى وانا لا استطيع ان افرض عليه شيء، وكيف نعطيهم ورشتنا التى نعمل بها ونأتي بقوت يومنا منها!
وماذا نفعل اذا اخذوها؟
اين نذهب؟
ونحن حياتنا كلها قضيتها فى تلك الورشه.
التى ورثها ابى عن والده المرحوم..
_ وأعمامى هؤلاء أمرهم غريب، فالم يكفيهم ما لديهم من ثروات واموال، وينظرون وطامعون فى تلك الورشه الصغيرة التى يملكها ابي، الم ترى أن هناك أمرا مريبا!
أليس كذلك!
فقال لها مصطفي، لا اعلم ولكنى استمع إليهم اوقات وهم يقولون انهم يريدونها بأى شكلا ايا كان أو اى ثمن.
قالت له سيلين، لا يهمك منهم انت فقط افعل عملك على اكمل وجهه، وانا سوف اذهب الى الجامعه واحضر اليك المحاضرات التى تتغيب عنها رغما عنك، بسبب عملك الشاق لديهم.
لا تقلق أنا سوف اقف الى جانبك على الدوام، ولكن لا تترك دراستك، هل بأمكانك أن تعدنى بذلك الشئ؟
_قال لها نعم يا حبيبتي اعدك.
فقالت له حسنا هى بنا فا لقد أخذنا الوقت كثيرا ولقد تأخرت جدا على ابي.
وذهبت سيلين فى طريقها الى ورشه ابيها، لكى تكمل بها عملها، ولكن ذلك الأمر كان بالماضى حينما كان ابيها على قيد الحياة.
وتذكرت الآن ويبدو أن الأمر مر عليه اشياء صعبة أثرت عليها بالسلب.
وتذكرت سيلين هذا الشيء الآن، والغريب أن مصطفي لم يعد معها، سوف نعلم سويا اين ذهب وماذا فعل مع سيلين من خلال الفصول الاتيه.
دخلت سلمي على اختها، وجدتها جالسه أمام النافذه سارحه في عالم آخر.
فقالت لها سلمي، كيف حالك يا اختى؟ فزعت سيلين ولكن لم تخف فالقد ايقظتها سلمي من ذكرياتها التى لطالما كانت تهرب منها.
وقالت لها، انا بخير يا سلمي تفضلى بالدخول يا اختى، انتى أخبرينى كيف حالك؟ وكيف الدراسه معك؟
هل كل شيء يسير على ما يرام؟
_ردت عليها سلمي قائله؛، نعم أنا على ما يرام الحمد لله فأنتي تعلمين أننة متفوقه فى دراستى ودائما اكون من الأوائل.
_قالت لها سيلين، نعم يا حبيبتى وانا افخر بذلك الشئ جدا، الى حد لا تتوقعينه.
فقالت لها ولكنى يا اختى لدي شيء اريد أن أخبرك به، ولكنى أشعر با الحرج منك.
فقالت لها سيلين، ومنذ متى ونحن نشعر بذلك الحرج من بعضنا البعض يا سلمي؟
أخبرينى حبيبتى بما تريدين انا اسمعك.
_فقالت لها سلمي بعد تردد كثير منها؛،
_انا اريد بعض النقود لكى أقوم بشراء بعض الملابس الجديده، فما لدى من ملابس أصبح قديم ومهلهل؛،
انا اعلم يا اختى بأنك أعطيتنى المال منذ وقت قريب لكى احضر بعض الكتب.
ولكنى حقا اريد أن احضر بعض الملابس ايضا بشكل ضرورى، ولا اعلم ماذا افعل؟
ولكنى اعلم جيدا بأننى اضغط عليكى كثيرا ولكن اطمئنى انا سوف ابحث عن عمل الى جانب دراستى، وارحمك من نفقاتى الزائده.
_ابتسمت سيلين وردت على أختها قائله؛، عمل ماذا التى تريدين أن تعملى به يا سلمي؟
عملك الوحيد الذى اريدك ان تعمليه هو دراستك يا حبيبتى، ولا تقلقي فيوم غد أن شاء الله سوف افيق باكراً واذهب الى الورشه.
وجميع ما سوف اصنعه سوف اقوم ببيعه واحضر لك نقوده لكى تأتي بما تريدين، لا يهمك يا حبيبتى أن الله لطيفا بعباده ولن يضيعنا ابدا طالما أننا نحسن عملنا.
_قالت لها سلمي، يعلم الله يا سيلين بأننى لا اطلب منك سوى المعقول وليس بيدى شئ يا اختي.
اشكرك على وقوفك الى جانبى ومساعدتى دائما، ولكن اعلم وأكاد اكون موقنه بأننى سوف ارد لك كل هذا الشيء فى المستقبل.
_فردت عليها سيلين، ولكنى لا اريد منك مقابل يا سلمي، انا اريد أن تكونى ناجحه فقط وتكونى سعيده فى حياتك وتحققين كل ما تتمنى ويجعله الله به الخير لك.
_ولكن حقا أخبرينى ما اخبار احمد ابن عمك عطيه؟
هل ما زال يزعجك، ام شعر بخيبه امل وأدرك انك لا تحبينه؟
وكيف تحبينه وهو شخصا فاشلا فى كل شيء، حتى دراسته لم يحسن أن يكملها وأصدقاء السوء الذين من حوله، كيف سيتركونه يكون شخصا جيدا ونافع فى يوما من الايام!؟
_ردت عليها سلمي قائله، نعم فهو لم يسئم منى ابدا ويعتبر رفضى له هو نوع من انواع الخجل مثلا، فكبريائه لم يسمح له بأن يصدق بأننى لا أحبه ولا أراه مناسبا لى فى يوما من الايام.
_فقالت لها سيلين، وماذا سوف نفعل معه يا سلمي؟!
فا لقد أخبرت والده بأفعاله تلك معك أكثر من مرة، ولكنه يظهر امامى وكأنه يرضى بما يفعل إبنه ولا يهمه أنه يضرنا بهذه الأفعال.
لا اعلم الى من اشكى، إذا كان والده نفسه لم يفعل له شيء.
_فقالت لها سلمي وهى واثقة من نفسها، لا تبحثى عن أحد لكى يأخذ لنا حقنا يا اختى، فأنا لدى القدره لكى اخذ حقى:
وان لا اجعل أحدا يتخطى حدوده التى انا وضعتها له معى ابدا، فقط انتى طمئني حالك من ناحيتى وكونى واثقة منى.
_فقامت سيلين بإحتضان أختها سلمي وقالت لها، حسنا يا حبيبتى انا واثقة بك الي ابعد الحدود، واعلم بأنك يمكنك الحفاظ على نفسك دون ما تحتاجين لأحد، ولا تقلقى من الأمر التى جأتى إلى من أجله.
فيوم غد أن شاء الله سوف تجدين المال بالداخل موجود على مكتبك.
_قالت لها سلمي، اشكرك يا اختى والله يوفقك يوم غد أن شاء الله وكل يوم، وتستطيعين أن تبتاعين جميع الأشياء الجميله التى تصنيعها بيدك.
يتبع