الفصل الثاني والستون

ابتسم عباس بسعادة الكون كله وهو يرى الشاحنات تصل الى ورشة منذر، ترجل منذر من احدى الشاحنات وهو يسير بخيلاءٍ وابتسامة ظفرٍ على شفتيه الغليظة.

اقترب منه عباس بفضولٍ كبير فقد علم أنه تم وضع كمين على طريق القاهرة الزراعي، جلس منذر على مقعده ناظرًا للساعة التي قاربت على السادسة صباحًا ليتبعه عباس بذات الفضول.

نظر إليه يسأله وهو متعجبٌ حقًا من كيفية سلامة الشحنة وكيفية وصولها بأمانٍ الى هنا، لقد توقع ان يصير اشتباكٍ بينه وبين القوات بفعل الأسلحة التي أخذها:
-أخبرني أين الشُحنة؟.

اشار منذر برأسه الى الشاحنات التي تقدم منها عدة رجال ومن بينهم السائقان ثم قاموا بفتح غطاء السيارة من الأمام، وقد بدأوا بإخراج الكمية المتواجدة بداخلها.

وبينما قام البعض بفك عجلات الشاحنة تحت استغراب عباس ليفتح عينيه على مصراعيها وهو يراهم يقومون بقطع الإطار ليظهر العجلة الحديدية وقد مُلِأت بكميات أخرى.

التفت الى اثنان من الرجال يقومون بفك براغي غطاء الشاحنة من الخلف ليظهر أن هناك كميةٌ لا بأس بها.

نقل أبصاره إلى منذر الذي بدأ يدخن سيجارته وما زال هناك غموضٍ يشوشه:
-ألم تشتمها الكلاب البوليسية؟!.

ابتسم منذر بإستهزاءٍ كبير ثم نفث دخان سيجارته ببطء قبل أن يجيبه:
-هل تعلم اننا طوال الأسبوع المنصرم من أول وصول الشحنة حتى قبل الانطلاق بها ونحن نقوم بتمويه وطمس الرائحة!.

أكمل حديثه حيث اعل في جلسته ناظرًا الى عباس بقوة:
-لقد قمنا برش جميع الكمية بالفلفل الأسود ثم قمنا بلفها داخل نايلون محكم الاغلاق بعدها غمسناه بزيت وشحم السيارات، وفوق ذلك كله أعدنا نثر الفلفل الأسود فوقه.

نظر اليه عباس بإعجابٍ كبير فطريقته طريقةٌ جهنمية حقًا، فكر للحظةٍ قبل أن يسأله بتعجبٍ مستفسر:
-وهل قاموا بتفتيش الشاحنات حقًا؟، لقد أخبرتني أنهم لن يقوموا بذلك وكان صوتك وانت نفسك واثقًا في الهاتف.

هز منذر رأسه بخفةٍ قبل أن يجيبه بعدما أخذ أكبر نفسٍ من السيجارة ينهيها ثم أخرجه:
-لقد تدبرت الأمر وكانت هذه الخطة ألف، جعلت عدة فتيات يقودون سيارة حمراء وهم اجانب الجنسية،


تجعد جبين عباس وهو يستمع له بينما أكمل منذر:
-بينما هناك فتاةٌ مصرية تعمل معي قمنا بضربها حتى جعلنا الدماء تسيل من رأسها وجعلناها تمثل أنها مصابة وعند مرورهم عند الحاجز أخبرتهم أنها هاربة من العدالة وعليهم ألا يتوقفوا عند الحاجز، وبذلك اجتازوه وقد لاحقتهم الشرطة.

حالةٌ من الذهول أصابت عباس وهو يستمع الى حديث منذر، فليس أي شخصٍ عادي سيفكر بهذه الطريقة.

احنى زوايا فمه بإعجابٍ من تفكيره وتصرفه فحقًا منذ هو ابليسٍ بذاته، خاطبه بهدوءٍ كبير:
-هل أحضرت بقية المستندات التي تدين السيد جاك؟.

نفى منذر برأسه بينما أشعل سيجارةً أخرى:
-ليس بعد عباس، وهذا العمل خطيرٌ جدًا لأنه كما تعلم أن فيه مخاطرة كبيرة، أنني أتجسس على أمن الدولة ومن المحتمل أن أعدم.

لوى عباس جانب فمه بتهكمٍ كبير وهو ينظر اليه، يعلم أنه لا يهمه هذا الأمر لكنه يريد مالًا أكثر، لذلك خاطبه بجدية:
-كم تريد من المال؟.

ابتسم منذر بشجعٍ كبير نافثًا دخان سيجارته قبل أن يجيبه:
-ليس أقل من ثلاثة مليون دولارًا.

اجابه عباس بصدمةٍ كبيرة وعدم استيعابٍ للمبلغ:
-هل تسمع أذنيك منذر ما تقول؟، ثلاثة مليون ماذا؟.

اعتدل منذر واقفًا مبتعدًا عن عباس يسر نحو الرجال بينما يخاطبه بلهجةٍ غير قابلة للنقاش تنهيه:
-هذا ما عندي عباس، وأنتم أحرار القرار بين أيديكم.

وقف الخمس ضباط منكسين رؤوسهم للأسفل بينما يصرخ بهم اللواء عصام بغضبٍ كبير وقد برزت عروقه تزامنًا مع إحمرار وجهه:
-حمقى، لماذا وقعتم في مثل هذا الفخ؟ أين حماسكم وثقتكم أنكم ستمسكون بالشحنة؟.

ظل الخمس ضباط مطأطئين رؤوسهم وهم يشعرون بالخزي الكبير، كيف سمحوا لأنفسهم أن يقعوا في مثل هذا الكمين،

لقد تفاجئوا بعبور المركبات بعدما تجمهر الجميع عند السيارة التي تحمل الفتيات الأجنبيات، هم يعلموا كل العلم أنهم متواطئون معهم لكن لا يوجد دليلٍ يدينهم.

خاصةً تلك الفتاة المصرية التي فعلًا يبدو علامات الضرب المبرح باديةً على وجهها الذي يسل منه الدماء وجسدها المليء بالكدمات الزرقاء.

لكن كيف لم تشتمهم الكلاب المدربة، هذا ما أثار استغرابهم، او كيف علموا من الأساس بوجود كمين، لا بد من وجود شخصٍ يعمل في الشرطة يخبرهم بكل شيء.

ضرب عصام بيده سطح المكتب وهو لا يستوعب حقًا أنهم وقعوا في مثل هذا الفخ لقد كان يشيد بهم ويضرب الأمثال بهم، ماذا سيقول الآن لمدير مكافحة المخابرات، لقد جعله يثق به أنهم على قدرٍ بهذه المهمة.

ولشدة غضب اللواء عصام لبث الضباط الصمت وهم لا يستطيعون أن ينطقوا حرفًا واحدًا وهذا ما زاد من غضبه أكثر:
-هل ابتلعتم ألسنتكم؟، ألا يوجد تبريرٌ واحدٌ لما حدث، طبعًا أنتم مخطئون، كيف ستبررون فعلتكم هذه.

سار نحوهم ينظر اليهم بتمعنٍ كبير يريد أن يعلم شيئًا واحدًا فقط من ملامح وجوههم، فجميعهم يحملون الجمود الممزوج بالندم والخيبة:
-من منكم متعاونٌ معهم.

ولدهشة الجميع مما نطق به رفع الجميع رؤوسهم ينظرون إليه باستنكارٍ ممزوجٌ بالصدمة، دافع مشاري عنهم بعد صمتٍ طويل:
-ما الذي تقوله أيها اللواء عصام، من منا سيقبل على فعل خيانةٍ كهذه؟، أخبرني.

التف اللواء عصام بجسده ينظر إليه رافعًا حاجبه بتعجب:
-إذًا أيها المقدم المجتهد هل يمكنك أن تخبرني سبب فشلكم؟!.

ابتلع معاذ ريقه عندما وجد اللواء عصام ينظر إليه، فقد كان هو السبب الرئيسي في التتبع، وهو الذي كان عليه من المفترض أن يفهم الأمر بدهائه عندما توقف جهاز التتبع لفترةٍ ثم إكمال الطريق،

لكن كيف ينسب فشلًا له؟، كيف يخبر خاله بأمرٍ كهذا رغم انه ليس السبب، حاول استجماع شجاعته وهو متأكدٌ كل التأكد أن هناك خائنٌ داخل المركز بينهم:
-لا تقلق أيها اللواء، أعدك أن أحضر لك الخائن الذي بيننا، دعني اتأكد فقط من شيء وحينها سأجلبه لك زاحفًا.

مسح عصام وجهه بكفيه فما يقوله معاذ ربما محقٌ به، فلا يمكن أن يكون هناك سببٌ لمعرفة المهرب بوجود كمين وخاصة في مثل هذا الوقت.

فعندما وصلهم خبر عدم نجاحهم انتظر الست ساعات على تحمر من الجمر وهو يكاد ينفجر يريد أم يصرخ في وجوههم ويعرف سببًا واحدًا يبرد قلبه.

نظر اليهم وكأنه حمل كل غضب العالم بأجمع:
-في الغد أريد كل واحدٍ منكم على انفراد، وخلال شهرٍ واحد إن لم تخصر لي الخائن معاذ اعتبروا أنفسكم مواطنون عاديون.

أكمل بعدما وقف بصلابةٍ تهتز لها الأبدان:
-والآن يمكنكم حمل خيبتكم وفشلكم والذهاب الى منازلكم.

خرج الجميع يجرون اذيال الخيبة والفشل خلفهم وكل واحد يفكر فيهم من هو الخائن في هذا المركز.


داخل حرم الجامعة وقف آسر ينظر للطلاب قبل أن يجلس مكانه يبحث عنها وضربات قلبه في تزايدٌ كبير بينما يسترجع ما حدث في الأمس عندما أراد الخلود للنوم،

وجد رسالةً على تطبيق الماسنجر، فتحها بترددٌ لترتجف أنامله وتضرب دقات قلبه بقوةٍ عندما وجدها رسالةً من ريما، قرأها على عجلٍ حيث كان محتواها
"شكرًا لك على ما فعلته معي، هل ما زلت تشرح للطلاب في نفس الموعد؟".

كتب لها بأنامل مرتجفة أنه ما زال يقوم شرح المحاضرات للطلاب ولا يعلم سببًا او تفسيرًا لما يحدث معه، وبدورها أخبرته أنه تريده بعدما ينتهي من الشرح.

انتبه إلى صوت الطلاب يطالبونه بالبدء ليتنهد بإحباطٍ لأنها لم تأتي، أخذ نفسًا عميقًا ثم بدأ بالشرح ببعض السكون على غير عادته،

أنهى ما عليه ثم حمل حقيبته ينوي المغادرة يلمحها تقف مع ساهر بخصلاتها المتطايرة بفعل نسمات الهواء الهادئة،

انتبه لنفسه فهي حبيبة ساهر لينفض رأسه ثم سار متوجهًا نحو قاعة المحاضرة، وقبل أن يدلف اوقفه صوت ساهر مما جعله يقف في مكانه متنهدًا بقوة، التف بجسده ناظرًا له بهدوء بينما لمح وجودها بجانبه:
-ما الأمر ساهر.

أخذ ساهر نفسًا عميقًا قبل أن يقترب منه أكثر يخاطبه:
-هل لي ببعض الوقت آسر.

عقد آسر بين حاجبيه ففي ماذا يريده ساهر، هل يعقل أنه سيوبخه لأنه اقترب من ريما بقصد المساعدة،

تنهد بقلة حيلةٌ ثم ابتعد عن القاعة يسير بجانب ساهر بهدوء، وقف ساهر في مكانٍ منزوي عن الطلاب وازدحامهم ليخاطبه بهدوء:
-شكرًا لك آسر.

رمش آسر بعدم استيعابٍ منه، هل ساهر المتعجرف يشكره؟، أكمل الآخر دون الاكتراث لتعجبه:
-لقد أخبرتني ريما بما فعلته معها، لذلك أريد أن أطلب منك طلبًا.

انتبه اليه آسر بإنصاتٍ كبير ليتحدث ساهر بغصةٍ وقد ظهرت نبرة الحزن عليه:
-أريد أن تحمي ريما في غيابي آسر، أريدك أن تكون لها أخًا وسندًا وتساعدها على الدراسة.

لم يستوعب آسر طلب ساهر وقبل أن يتحدث أوقفه الآخر وهو يكمل حديثه:
-لا تقاطعني آسر، انني ذاهبٌ الى أمريكا لأكمل دراستي، وكما تعلم ريما مصابة بمتلازمة توريت وأظنك بحث عنها والجميع هنا يتنمر عليها في غيابي، وهذا سبب عدم مجيئها كثيرًا.

لا يعلم آسر ماذا يفعل، هل يعبر عن سعادتك أم عن قلقه وتردده!، تنهد بقوةٍ كبيرة ثم نظر اليه يتحدث برزانة:
-ان كانت تعاني من التنمر يمكنكم تحديد مكانٍ عام وانا مستعدٌ لشرح لها ما تريد، فلست بصدد مواجهة طلابٍ لا أعرف كيف أتصرف معهم.

فرك ساهر لحيته بتفكير فهذا اقتراحٌ جيد، نظر الى ريما التي تنظر الى آسر فرفع حاجبه بتعجب، تنهد بقوةٍ ثم أجابه:
-حسنًا سوف نفكر في هذا، لكن أريدك أن تكون معها ريثما تكون هنا أعتبره عملًا انساني آسر.

تنهد آسر بقوةٍ وهو محتارٌ في أمره حقًا، ان اقترب منها يشعر أنها خطرٌ عليه، وإن رفض فهذا يتنافى مع مبادئه وأخلاقه.

نظر اليها ليجدها تنظر اليه ببراءة وكأنها تتأمل منه الموافقة، اعاد بصره إلى ساهر يومئ له بالموافقة ليتنهد الآخر براحةٍ كبيرة:
-لقد ايت لي معروفًا لن أنساه آسر طوال حياتي، خلال الاسبوع هذا سأسافر وأكمل دراستي هناك ان شاء الله، عدني أن تحافظ عليها.

مد ساهر يده إليه مما جعل آسر يضع يده داخل يده يقبض عليها:
-أعدك ساهر.


جلست عنود تهز قدميها هزًا دليلًا على توترها، لقد حاولت الاتصال بالرقم او حتى الوصول اليه لكنه لم يكن متوفر،

ضغطت على خصلاتها بغضبٍ كبير وقد شكت في عباس فليس غيره يمكنه أن يحصل عليه او يعرف رقمها.

أمسكت هاتفها تنظر الى الرقم الذي ارسل اليها في الصباح يريد أن. يلتقي بها وهذا ما جعلها تجن أكثر من ذي قبل.

اعتدل تحسم أمرها ثم توجهت نحو غرفة الثياب تخرج البعض على عجل وقد قررت الذهاب حيث المكان الذي أرسل اليها، لكن كيف ستتمكن من الذهاب وبكل هذا الحرس الموجود؟.

انهت ارتداء عباءتها السوداء الخاصة بالحمل وبعدها وضعت حجابها الزيتوني لتحمل حقيبتها وتهبط الدرج،

فتحت باب منزلها لتتفاجئ بوجود مشاري، ابتسمت بتوترٍ تبتلع ريقها لتجد ملامحه منقلبة للضيق،

نظر اليها رافعًا حاجبه فأين ستذهب في مثل هذا الوقت؟، فالساعة لم تتجاوز الحادية عشر ظهرًا!.

فركت أنفها بتوترٍ لتفسح له المجال بالدلوف، سار للأمام وما زال متعجبًا فلم تخبره انها ستذهب، لذلك نظر إليها متسائلًا:
-إلى أين العزم؟!.

حاولت أن تستحضر هدوءها وتوازن طبيعتها:
-أين سأذهب، الى تارا بالتأكيد.

اومأ لها بهدوءٍ قبل أن يسألها مستفسرًا بتعجب:
-لكن لم تقولي لي او تعطيني خبرًا؟.

زفرت بقوةٍ فهي تعلم أنه لن يتركها هكذا، لذلك أجابته باستفزازٍ كبير:
-هل يجب أن أخبرك بكل خطوةٍ أخطوها مشاري؟، لا تكن خانقًا وغير منطقي.

رفع حاجبه من اسلوبها فمنذ متى كانت المحافظة على حياتها خناقًا؟!، جز على اسنانه بقوةٍ لا يريد ان يخرج غضبه عليها، فيكفيه ما حدث معه في المهمة.

حاول تنظيم أنفاسه وهو يشعر بحرقةٍ مما حدث حقًا، خاطبها بضيقٍ كبير:
-عنود بالله عليكِ انني متعبٌ ولست في مزاجٍ يسمح للجدال، لذلك اقتصري الشر.

لقد أشفقت عليه لكن ان لم تذهب لن تعلم من الشخص الذي يرسل إليها، نظرت اليه متصنعة البرود:
-هل انتهيت؟، والآن سأذهب.

أغمض عينيه بقوةٍ كبيرة يحاول تنظيم أنفاسه التي بدأت تثور، لماذا لا تهتم به؟، انه بحاجةٍ إليها! يريد أن يغفو داخل حضنها مثل كل مرةٍ تفعل معه عندما يشعر بالضيق!،

يريدها أن تخلل أناملها في خصلاته التي أطالها من اجلها، يريدها أن تخبره بأن كل شيءٍ سيمضي وسيهون ولا يحمل نفسه فوق طاقته.

نظر اليها متنهدًا بتقطع قبل أن يجيبها:
-حسنًا عنود يمكنكِ الذهاب.

ادار ظهره يكمل طريقه للأعلى قاصدًا غرفته من اعتاد على القلق ظن الطمأنينة كمين، فها هو يعود لقلقه من جديد.

نظرت عنود في أثره ماسحة دمعةً سالت منها برثاءٍ لحالها، لتتوجه نحو الباب ثم أغلقته خلفها.


بينما كانت وجد تلعب مع طفلتها استمعت الى صوت ياسر الذي جاء قبل قليل بضيقٍ مما حدث، فقد أخبرها بكل شيء.

حملتها بين يديها ثم توجهت إليه ليخاطبها بهدوءٍ ونعاس:
-عندما يحين موعد صلاة الظهر ايقظيني.

اومأت برأسها ثم اقتربت تجلس بجانبه قبل أن تضع ملك بين ذراعيه، حاولت أن تنام وهي تفكر فيما قاله والد ياسر.

لقد أعاد حديث ياسر عن سمر ولا تعلم لماذا فاتحها في هذا الأمر، أيعقل أنه يمهد لشيءٍ ما تجهله؟.

اعتدل عندما شعرت انه غط في نومٍ عميق هو وابنته لتتوجه نحو المطبخ تعد الطعام بعقلٍ شارد.

لا تعلم لماذا تذكرت حسن فقد قرأت في الصباح الرسائل القديمة التي بينها وبينه على تطبيق الماسنجر، كم استحقرت نفسها عندما سمحت له بالتقرب منها او محادثتها،

لذلك قامت بحذف الرسائل بل وقامت أيضًا بحظره، فهي منذ فترةٍ كبيرة أكثر من سنة لم تفتح الفيس او الماسنجر.

كلما تتذكر ما فعله في يوم خطبتها تكاد تجن لكن ما بهون عليها ذلك هو عوض الله لها بياسر.

ووسط تزاحم الذكريات التي تأتي بالحزن والضيم، استمعت الى صوت رنين المنزل لتترك السكين بجانب الجزر قم غسلت يديها قبل أن تجففهم.

توجهت نحو الباب ظنًا منها أنه والد ياسر لذلك فتحته بإبتسامةٍ سرعان ما تلاشت وهي ترى الزائر.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي