الفصل الثالث

ذهبت دلال الى حيث يعمل سعيد فى ورشة النجارة والتى هى لا تبعد عن منزلهم كثيرا، ولم تخبر والدتها بأنها تريد أن تذهب الى حيث المكان الذى يعمل به سعيد، وذلك لأنها تحاول أن تمنعها من ذلك قدر المستطاع.

ولكن دلال أخبرت والدتها بأنها تريد أن تذهب لكى تأتى بطعام الافطار، وذهبت الى سعيد فى الخفاء دون علم والدتها، هناك فى ورشه النجارة والتى هى بجانب منزلها، الجميع هناك الى جانب بعضهم البعض، فمنزل دلال الى جانب الورشه التى يعمل بها سعيد.

وبعد سيرها عده أمتار وهى تنظر هنا وهناك خوفا من أن تراها والدتها؛؛
هناك المنزل التى تقيم به عائلة الحاج عامر، والذى يكون والده سعيد رحمه الله عليه، والذى يبعد عنهم هو الورشة الخاصة بالحاج عامر والتى تعمل به سيلين عوضا عن والدها فى الفتره الحالية.

حينما نظر سعيد من على مدى هكذا،،
ووجد دلال آتيه إليه من بعيد رآها وكأنها تخطو مثل الغزال، خفق قلبه وكاد أن يخرج من صدره من شده حبه وعشقه لها، هو يعشقها لطالما احبها وتمنى أن تكون له فى يوما من الايام:،
وهى من جعلته يفكر فى الزواج ويتمنى أن تصبح زوجه له فى يوما من الايام..

وليس وحدة من يتمنى ذلك الأمر،،
بل هناك شخصا اخر يريد أن يتزوج من دلال وبشدة، وشغلة الشاغل هو كيف يأخذ دلال من سعيد ويتزوج منها هو، وعدم إتمام زواجهم.

_قام مفزعا من موضعه وذهب فى اتجاهها مسرعا فى طريقة إليها بلهفه وشوق وحب.
قابلها ومد يديه من بعيد لكى يسلم عليها، وحينما وصلت له قال ما هذا الصباح الجميل،؟!
ليتنى اراكى فى بداية يومى هكذا كل يوم لكى اتفائل واجد يومى أصبح سعيدا وميسرا.

_فقال لها، اهلا بك يا حبيبتى كيف حالك؟
لقد حاولت الاتصال بك ليله امس ولكن لم تجيبى على اتصالاتى!
حبيبتى ماذا هناك؟
هل انتى بخير!!

ردت عليه قائله الحمد لله يا سعيد انا بخير؛، نعم فهاتفى الخاص ليس بحوذتى بل هو مع امى،، لقد أخذته منى لكى لا أتحدث معك!
تعجب سعيد كثيرا من ذلك الحديث،
_وسألها لماذا فعلت ذلك الأمر!!
ألست خطيبتى وسوف نتزوج بعد مرور فتره قليله!
ماذا حدث؟
لماذا والدتك تغيرت هكذا من ناحيتى؟!
، لقد لاحظت انها تعاملنى بشكل سئ خلال الفتره القليله الماضيه.

_قالت له نعم يا سعيد وهذا الشيء ما يجعلنى أشعر بالاحباط والحزن، وسألتها مثل ما تسألنى انت الآن واجابتني بأنها تريد الصالح لى فقط، ولا يهمها كثيرا ما اتفقت عليه معك.

_ولكن والدتى ليست بخير ابدا على الاطلاق، فهى ما زالت تعترض زواجنا وتخبرنى كل يوم انك يا سعيد ليس لديك مستقبل وتطلب منى أن أتركك وانهى تلك العلاقه التى بينى وبينك، ولكنى لم استطيع فأنت تعلم كم انا احبك.

_فقال لها، ماذا!
قولى لى ثانيه ماذا قلتى توا!

لم اصدق اذنى، فأنا أعشق تلك الكلمة منك وأشعر بالسعادة حينما أخبرينى ذلك الامر، ارجوكى لا تحرمينى من أن تخبرينى هكذا على الدوام..

خجلت دلال وحاولت أن تخفى خجلها، بأن تتحدث بشكل غاضب فقالت له.

_هذا ليس الوقت المناسب لكى تمزح معى به يا سعيد، اخبرنى ماذا سوف نفعل مع امى؟
اعطى لى وقتا معينا لكى نتمم زواجنا به، لكى أخبر امى به وارتاح قليلا من حديثها الذى يجعلنى أشعر با التوتر ليلا ونهارا.

_فرد عليها سعيد قائلا؛
، إذا كان الأمر بين يدى يا حبيبتى صدقينى لكنت تزوجت بك الآن،
ولكن ما باليد حيلة فأننى احاول على قدر استطاعتى أن أجمع النقود لكى نتزوج فى اقرب وقت ممكن ونكون معا فى منزل واحد، وهذا الأمر يحتاج صبرا ووقتا.

فهذا ليس بشئ سهل المنال، وانتى تعرفين كم هو صعب ومكلف، وانا بمفردى وابي لم يترك لى شئ لكى استند عليه، وسوف اتحمل جميع تكاليف الزواج، ولا اعلم هل مساعده سيلين اختى لى سوف تكفينى ام لا.

وانتى تعلمين أن تكاليف الزواج باهظه الثمن واحتاج بعض الوقت لكي ادبرها، صدقينى يا حبيبتى انا احبك واتمنى أن تكونى معى وتأكدى بأننى أحاول ولن أتوقف وسوف احاول مره والف مره أيضا لكى تكونى معى، ثم أننى ما زلت ابحث عن سكن ويتبقى لي جهاز المنزل والأشياء الناقصه.

كل هذه الأشياء تحتاج إلى أموال كثيره، وانا احاول فقط اصبرى وطمئنى والدتك سوف يتم زواجنا في اقرب وقت ممكن، حتى أن اختى سيلين وعدتنى بأنها سوف تساعدنى في تكاليف الزواج، وايضا طلبت منى أن أنتظر حتى تنهى أعمالها التى تشغلها بيديها،

واخبرتنى انها تنوى أن تبتاعهم جميعهم وسوف تكون نقودهم من نصيبى انا تلك المره لكى اتزوج بهم.

حبيبتى صدقينى انا احاول لا تخافى ولا تقلقى فا كل شيء سوف يكون مثل ما تريدين، ولكن أتعلمين شيئا.
انا يكفينى الان انك اخبرتينى بأنك تحبينى، وقولتي لي ذلك الأمر بكل وضوح دون خجل، لا أستطيع أن اوصف لك مدي سعادتى الان.

ضحكت دلال وقالت له، وانا صابره عليك فقط لأننى احبك يا سعيد، ولكن والدتى مصممه أننى لابد أن أتزوج من شخص يكون مقتدرا ماديا، وتقول لى بأننى بذلك الأمر سوف اعيش الي جانبه سعيده طوال حياتى ولم ينقصني شيء.

واخبرتنى أيضا أننا إذا تزوجنا وهذا سوف يكون دون ارادتها فإننا يجب علينا أن نقيم في منزل يكون ملكا لنا، وليس إيجار وتقول أننى جميله وأننى استحق أن يكون لي منزل ملكا لى، وانا لا اهين نفسى واقبل أن اعيش فى منزل انت تقوم بأستأجاره وانت ليس لديك امكانيه شرائه.

واخبرتنى أن السيد جمعه الصاوي صاحب متجر الأجهزة الكهربائية هذا الذي يقيم في العماره المجاوره لنا، يريد أن يتزوج منى وأنه سوف يكتب لى عماره من بابها لى انا وحدى، واشياء أخرى كثيره فقط طلبت منى أن أفكر وبعد ذلك اوافق عليه.

ولكنى أخبرت والدتى بأننى من المستحيل أن اوافق على ذلك الرجل وعلى تلك الزيجه، من الأساس واخبرتها أننى إذا ما تزوجت منك أنت فا لن اتزوج من احدا غيرك يا سعيد، وطلبت منها أن تنسى ذلك الأمر ولكنى لا أشعر بالراحه لا اعرف على ماذا تنوى امي أن تفعل.

ولكن لا تقلق فا لقد أخبرتها انه رجلا كبيرا في السن في عمر والدى المرحوم، وأنه لديه ثلاث زوجات، ولديه من الأطفال ما يزيد عن عشره أبناء، ماذا يريد منى أن افعل؟ هل اتزوج منه وأتى إليه بخمسه اطفال انا ايضا! الم يكفيه ما لديه، حقا انه رجلا لا يملئ عينيه سوي التراب.

لم يخجل من حاله ويريد أن يأتى با الرابعه أيضا، ويريد أن أكون أنا تلك الزوجه الرابعه.
ولكنى لن اقبل بأن يحدث هذا الشيء مهما حدث لن اوافق أن يشترينى ذلك الرجل بنقوده وان أسمح لوالدتى بأن تعطينى هكذا بسهوله لذلك الرجل.

وطلبت منها أن لا تتحدث معى في شأن ذلك الرجل مره أخرى، واخبرتها أننى احبك انت يا سعيد وسوف اصبر عليك الى أن يأذن لنا الله بأن نجتمع فى بيتا واحدا، وهذا ما جعلها تفقد صوابها وتغضب وتسمعني ما أكرهه سماعه وطلبت منى أن أعطى لها موعدا لكى نتزوج به.

قال لها سعيد، حقا أنه رجل ليس لديه اخلاق فا كيف يطلب يدك الى الزواج منه، وهو يعلم بأنك خطيبتى! حقا سوف اعرف كيف اتصرف معه ولا تقلقى انتي، واستمرى في اصرارك على رئيك إلى أن اتى اليكى بالخبر اليقين.

ولكن لا يهمنا من أمره الآن يكفينى انك معى يا حبيبتى، وتعلمين ظروفى وما امر به وما احاول ان افعل وسوف نتخطى كل هذه العقابات معا، لم يستطيع أحد أن يفرق بيننا وسوف نكون معا الي اخر العمر.

ولا تقلقى فا مثل ما أخبرتك انا افعل كل ما فى وسعى لكى نكون معا انا وانتي في منزل واحد، ولكن ماذا سوف نفعل فى أمر والدتك ورفضها إلي؟

قالت له دلال بعد أن فكرت قليلا وقالت له، عن أي أمرا به تتحدث يا سعيد؟ فا امى تريد اشياء كثيره في وقت قليل.

ضحك سعيد بسخريه منه، وقال لها أمر والدتك التى تريد شقه ملكا لنا، هى تريد أن تصعب على الأمور بينما هي في الأساس صعبه جدا! الم تدرك حقيقه حالي انا لم اكذب عليها فى اي شيء ولقد أخبرتها بتحقيقه امرى كامله دون أن أخفى عنها أي شيء.

أخبريها يا دلال بأنك خطيبتى انا وسوف نتزوج تحت اي ظروف، وفي اى مكان سواء ملكا أو ايجارا وهذا ما اتفقت عليه معها حينما اتيت الي منزلكم لكى اطلب الزواج بك، وهى في ذلك الوقت لم تعترض على شيء بل بالعكس كانت سعيده جدا وقتها، إذا ماذا حدث الان ومن الذى استطاع أن يغير رئيها فى إلى هذه الدرجة؟

ما الذى غير حالها هكذا من ناحيتى!
هل يعقل أن يكون السيد جمعه هو السبب!
وكيف توافق على أن تتزوجين من رجلا في سن والدك، وسوف تصبحين زوجه رابعه أيضا!!

انا لا اصدق ولكن لا يهمك يا حبيبتى سوف اخلصك من كل هذا في اقرب وقت ممكن.

الحاج عطيه فى متجره الذى يبيع فيه الذهب، ويدعى أن الذهب الذى يملكه في ذلك المتجر ليس هناك ما يشبهه فى جميع المتاجر من حوله، وليس له مثيل من وجهه نظره، ولديه يقين تام بأن بضاعته ليس لها شبيه فى اى مكان آخر.

وانا أرى أن ذلك الأمر غرورا منه لا اكثر، لأن يوجد غيره الكثير من التجار اللذين يعملون في نفس التجاره ولديهم أيضا اشياء مميزه، وكلا منا يبحث عن ما يريد أو ما يفضل.

كان جالسا على مكتبه بينما العاملين يبيعون ويشترون من أمامه وفى المكان المجاور له تجاره أخيه الحج صلاح ولا يقل عن أخيه شيء فا هم الاثنان يشترون نفس البضاعه من نفس المكان وتجارتهم مرتبطه ببعضها البعض.

حتى أن نقودهم واحده وتجارتهم واحده حتى أن هدفهم واحد وهو محاوله الاستيلاء على المتجر الصغير الذي تملكه عائله أخيهم المتوفى، ولا اعلم ما هو سبب تعلقهم بهذا الأمر تحديدا ومحاوله فعله بأى طريقه تمكنهم من الاستيلاء عليه.

حتى نقودهم الكثيره ونفوذهم لم تنفعهم بأى شئ لان سيلين رافضه رفضا قاطعا بأن تعطيهم ذلك المتجر، ورافضه كل ما عرضوه عليها ولكن أخبرتهم انها لن تعصى والدها وسوف تنفذ وصيته مهما كلفها ذلك الأمر.

وهذا ما ترفضه سهير اختها، لأنها تريد المال ولا تهمها كثيرا وصيه والدها أو حتى أن تحتفظ بذكراه، وهذا الأمر يغضب سيلين دوما وهو سبب فى أنهم دوما ليسوا على إتفاق ودائما يتشاجرون معا، ولكن كل مره تبدء المشاجره وتكون السبب بها هى سهير.

لأنها تربطها علاقه وطيده باعمامها الإثنان، ومقتنعه تمام الاقتناع بالشئ الذى يريدونه، وهم من يستخدمونها دوما لكى تساعدهم على إقناع سيلين بأن تترك المتجر وتأخذ بدلا منه النقود والمنزل الذين وعدهم به، ولكن دون جدوى فا سيلين لم توافق ابدا ولذلك دائمه المشاجره مع اختها.

ودائما على اختلاف، لم تدرك سهير بأن سيلين هى من تعمل لكى تنفق على ذلك المنزل، وتجعل من اخواتها أشخاص اسوياء يحترمهم الناس بتعليمهم أو بشأنهم الرفيع، لم تدرك أن ذلك الأمر اهم بكثير من الأموال التى يريدون اعطائها لهم.

ولكن هذا ليس الشئ الوحيد الذى فعلته سهير فا هى فعلت ما هو اسوء وللاسف في اختها، وبمساعده وتخطيط من اعمامها، مع الاسف عاشت سيلين صدمه صعب جدا أن يتحملها احد، فا حبيبها مصطفي هل تذكرونه، ذلك الشاب الذى كانت بينه وبينها علاقه.

كان من المتوقع أن تنتهى باالزواج ذات يوم، لقد فعلت له سيلين كل شيء يجعله يقف على قدميه ويكمل تعليمه، كانت الى جانبه وساعدته مثل ما تفعل مع إخوتها وأكثر.

ولكن ما النتيجه!!
لقد صدمها مصطفى به، حينما نفذ ما أمره بها عمها صلاح، حينما طلب منه أن يرتبط بسهير ارتباط رسمى، وفي مقابل ذلك الشئ سوف يرفع من قدره ويعطى له شقه ملكا له لكى يتزوج بها.

مع العلم ان مصطفي كان دخله بسيط جدا وكان يعمل لديهم في متجر الذهب، ومع الاسف استمع لهم مصطفي ونفذ ما أراده منه، وجعل سيلين تعيش اصعب صدمه في حياتها حينما علمت ذات يوم بأن أختها سهير سوف يأتى إلى خطبتها اليوم شاب وقالت..

اهلا وسهلا يا الف مرحب، ده يوم السعد والهناء يا سهير.
نظرت لها سهير هكذا بطريقه غير لائقه وقالت لها، شكرا لكى.
وجاء العريس واتت سيلين بأخوتها الرجال لكى يحضرون ويتفقوا معه على كل شيء.

وبالفعل تجهز الجميع لأن سهير قد كبر سنها وكان لم يأت أحد لكى يطلبها للزواج، ولذلك الجميع كان سعيدا بذلك العريس وكانوا يتمنون أن يكون شخصا جيدا تعيش معه سهير في سلام وامان.

وجائت الصدمه، حينما رأت سيلين بعينها مصطفى وهو يدخل من باب المنزل، وسهير واخواتها يرحبون به جدا ويقولون له، تفضل يا عريس اهلا وسهلا بك.

والجميع في وادى وسيلين فى وادى اخر، وادى تملئه الصدمه وخيبه الامل، ولم تعرف كيف تتصرف وقتها وماذا تقول وماذا تفعل، الى درجه انها شكت فى الأمر فى البدايه، وظنت أن الجميع قد أخطأ وان مصطفي قد أتى اليوم لكى يطلب يديها هى وليس يد أختها سهير.

ولكنها التزمت الصمت والصدمه إلى أن تفهم وتسمع بأذنها ماذا سوف يقول وترى بعينيها ماذا سوف يفعل، مع الاسف مصطفي تعامل وكأنه لا يعرف سيلين ولم يراها من قبل، وكان يتحدث مع سعيد وشادي في تفاصيل الزواج، وسهير جالسه إلى جانب سيلين فى قمه سعادتها.

وقال مصطفي وبصوت واضح ومسموع، انا اتشرف أن أطلب منكم واتقدم بالزواج من اختكم المصون الانسه سهير.
حقا لقد حقت صدمت سيلين، فإذا لا قدر الله شخصا ما وضع فى ذلك الموقف يا ترى ماذا سوف تكون ردت فعله؟
يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي