صفقة على شرف أنثى الحلقةال 50 والسابعة من الجزء الثالث

ندى تخاطب أبيها وتقول يا أبي للأسف أحمد لم يصل لحل جذري حتى الآن ،ولم يستطع جلب أي أدله ،ولا حتى وضع أجهزة تصنت، وكأن خالد يعلم ويحصن نفسه جيدا.
حينها أجابها والدها وقال أعلم ذلك يابنتي، فقد أخبرني أحمد بالهاتف ؛ولكن لا تقلقي فأنا لي طرقي الخاصة ايضا ،ولي رجالي ونفوذي أيضا ...فوالدك ليس قليل.

فردت عليه ابنته وقالت لا أبدا فأنت على رأسي يا أبي وأعلم ذلك جيدا ...رفع الله قدرك أكثر واكثر؛ ولكني أقصد بحسب اتفاقنا مع أحمد فهو من كان سيفعل ذلك.
فرد عليها والدها وقال أعلم قصدك يابنتي ؛ولكني مع ذلك وضعت خطتي ايضا ،وجعلت أحد رجالي يضع جهاز التصنت بالسيارة ،أما الباقي فلا تقلقي عليه لأن أمر الملفات والاثباتات فأحمد هو المتكفل بها، فلقد أخبرت أحمد بأمرها منذ يومين.

ندى :الله لا يحرمني منك أبدا يا أبي.
فرد عليها الاب بحنانه الأبوي وقال ولا يحرمنيش منك يا قلب بابا، وانتظري بنفسك حتى تتأكدي وتري ماذا سأفعل.
ثم رفع سماعة هاتفه بعد مغادرة ابنته وطلب من السكرتيرة بادخال خالد لمكتبه. فردت عليه السكرتيرة: أمرك يا سيدي... ثم وجهت نظرها لخالد وقالت له تفضل يا خالد بيه.

فأجابها خالد بابتسامة مصطنعة: شكرا يا أيتها الجميلة.
فتعجبت السكرتيرة من كلمته الأخيرة وابتسمت.
وما ان دلف لداخل مكتب السيد محمود الشبراوي حتى ألقى عليه التحية بابتسامة ماكرة وقال: مساء الخير يا سيد محمود، مساء الخير يا مدام ندى.

فرد عليه الشبراوي وابنته ندى ببرود :قل ما عندك يابن الشريف باختصار ماذا تريد؟ ،فكان رد خالد عليه ببرود اكبر وقال: أظن أن ندى قد أخبرتك بالأمر يا سيدي!.
فأجابه الشبرواي بجمود: نعم أخبرتني وطلبك مرفوض وليس فيه نقاش
أما خالد وببروده المعتاد جلس واضعا قدما فوق اخرى وقال :ولماذا طلبي مرفوض يا اونكل محمود.

محمود الشبراوي :هو هكذا مرفوض ومن الاساس
خالد :ألا تعلم أن ابنتك ندى الآن حرة ومن حقها الزواج مرة أخرى وأنا ليس هناك مثلي سيسعدها ولن تجد مثلي في الأساس.

وما ان سمعت ندى جملته الاخيرة تلك حتى تملكها
الغضب وصرخت فيه بصوت جهوري وردت عليه بحدة وتأفف: اسمعني جيدا يا هذا... لو كنت آخر شخص بهذا العالم ولن أجد أحد فلن اتزوجك يا خالد ...نجوم السماء اقرب لك من ان تلمس طرف ثوبي. وخالد ببروده المعتاد قال لها :أبهذه السرعة نسيتي ماذا فعل أم تحبي أن أذكرك يا ندوش

نرجع الى ماذا فعل خالد مع ندى من قبل حينما أمانته
وكيف اختطفها فتذكرت القصة بألم وكيف ذهب للنيابة
عند ندى فقد استدعتها النيابة كي تتعرف على المتهمين وبالفعل ذهبت للنيابة ومع والدها وبالتالي احمد وعادل فهمت من انقذاها من بين يدي رجال خالد ففور استدعاء احمد اتصل بندى ليخبرها وبسأل اذا كان جاءها استدعاء من النيابة فاجابته ندى بعم أتاني وذاهبة انا وابي سيذهب معي.
فرد احمد تمام نتقابل هناك ولكن كوني قوية ولا تخافي من شيء تمام.
فردت ندى قائلة: إن شاء الله الله بستر لانني فعلا خائفة من ردت فعل خالد.
فرد احمد قائلا: لاتخافي نحن بجوارك.
فردت ندى قائلة: الله المستعان ثم اغلقت الهاتف فالاب سمعها تتحدث بالهاتف فسألها مع من تتحدثين ياندى.
فاجابته ندى قائلة: هذا احمد يا بابا إتصل بي ليسألني إذا كانت النيابة استدعني للتعرف على المتهمين ام لا لانه هو ايضا جاءه استدعاء. فكان يقول لي لا تخافي من شيء.
فرد الاب احمد محق يابنتي لاتخافي فنحن بجوارك ولا يستطيع خالد أن يؤذيكي بعد الآن.
فردت ندى قائلة: ربنا مايحرمني منكم يارب.
فرد الاب قائلا: ولا منك ياحبيبتي هيا بنا لكي لا نتأخر واكثر من النصف ساعة وصل السيد محمود الشبرواي وندى الى النيابة فهو لم يرجع القاهرة بل ظل بالاسكندرية بالشالية الخاص به حتى انتهاء القضية ثم بعدها سيرجع هو ابنته الى القاهرة.
وبالفعل وصلوا الكل للنيابة وجلسوا ينتظرون دخولهم مكتب النائب مع محامي السيد محمود الشبراوي لكي يتم عرض المتهمين على ندى وايضا احمد جاء ومعه المحامي الخاص به أيضا وبعد ربع الساعة نده العسكري عليهم ليدخلوا لمكتب النائب العامة لعرض المتهمين عليهم ليتعرفوا عليهم.
النائب قال لهم تفضلوا استريحم ياجماعة لحين وصول المتهمين.
فجلس الكل وانتظروا وصول المتهمين.
فالنائب قال لهم السيد خالد اتي صباح اليوم وتعرف عليهم وهم اعترفوا بجريمتهم حتى هناك شخص منهم اعترف انه قام بمراقبتك وامر رجاله بخطفك لطلب فدية مالية ولكن كان لابد ان تتعرفوا عليهم بنفسكم حتى نتأكد بانهم هم نفس الاشخاص.
ندى وقد تفاجأت من كلام النائب حين قال ان خالد تعرف عليهم بنفسه فردت سألا اياه هل جاء خالد اليوم وذهب هكذا بكل بساطة.
فرد المحامي الخاص بندى سألا النائب العام ماذا يعني ان يأتي خالد ويذهب يافندم دون التحقيق معه.
اجابه النائب قائلا: لانه لايوجد اي دليل يثبت ادعاء ندى هانم وخاصتا بعد تفريغ الكاميرات لم نرى اي شيء يدين السيد خالد وخاصتا بعد اعتراف صابر الذي كان يراقبك على حسب قولك واعترافه.
فردت ندى بصدمه قائلة: كيف ذلك خالد هو الذي امر رجاله بمراقبتي وخطفي وهددني كثيرا وفبرك صور وارسلها لزوجي عصام كي يدمر حياتي كيف ينجوا بجرمه بهذه السهولة كيف كيف.
ثم انهارت بالبكاء.
فاجابها النائب بتأثر واحس انها صادقة فعلا فقال لها: اهدئي ياهانم انا أصدقك ولكن ليس هناك اي دليل ضده ولا توجد له اي صورة بالكاميرات تماما.
ندى بصوت غاضب باكي ردت سألت إياه كيف انا لا اصدق كيف يخرج منها هكذا خالد هو من خطفني ودمر حياتي كيف له ان ينجوا ويعيش حياته وكأن شيء لم يكن.
الاب رد على ابنته قائلا اهدئي ياندى هذا قانون ولابد من ادله ثبت اتهامنا.
فرد النائب قائلا انا مقدر انفعالك ياندى هانم ولكن مثلما قال السيد شبرواي هءا قانون ولابد من ادلة دامغة حتى يتم اثبات التهمة على الشخص وإلا كانت صارت فوضى كل من كان له عداوة مع احد يأتي ويتهمه بالخطف او غيره.
فردت ندى قائلة: ولكن انا لم اتهمه عبسا لمجرد العداوة والا كنت فعلتها من سنين طويلة لان العداوة بيننا قديمة خاصتا بين ابي ووالد خالد.
النائب رد عليها قائلا: انا لا اقصدك صدقني انا مصدقك ولكن ليس هناك دليل والمحامي سوف يشرح لكي التفاصيل كي تقدري عملنا فاكمل قائلا الان المتهمين سيدخلون كي تتعرفي عليهم انتي والاستاذ احمد والاستاذ عادل كونها هودنا من تعاركا معهم وانقذاكي من بين يديهم.
احمد رد قائلا: تمام يافندم ثم قال لندى ارجوا ان تهدئ حتى ننتهي من الأمر ولنا حديث آخر مع خالد.
فردت ندى بانصياع قائلة: حاضر سأحاول. وبالفعل دخل صابر ومعه المتهمين الاربعة فعرضوا عليهم وتعرفت ندى واحمد وعادل عليهم ثم امسكت ندى صابر وقالت هذا من كان يراقبني لصالح خالد هو احد رجاله.
النائب رد قائلا تمام ياندى هانم اهدئ.
ندى ردت عليه قائلة تمام سأهدء ولكن لن اتنازل عن اتهامي لخالد الشريف.
فرد المحامي قائلا: ياندى هانم التهمة سقت عن السيد خالد بمجرد اعتراف هؤلاء المجرمين.
فرد احمد والشبراوي قائلين: كيف ذلك واكمل الشبراوي قائلا من واضح جدا انهم تحملوا القضية تحت ضغط او تهديد من خالد.
فرد المحامي الى هنا انتهت القضية وخالد خرج منها وتحملها هؤلاء المتهمين بدل عنه سواء تحت التهديد او اي شيء اخر قانون خالد الشريف بريئ من التهمة.
فرد احمد سألا النائب قائلا: ما هي تطورات التحقيق قي باقي القضايا يافندم.
اجابه النائب قائلا: بخصوص قضية المباني فقد اثبت التحقيقات ان المسؤولين عنها هم المهندسين الذين وردت اسمائهم في التحقيقات
احمد بصدمة رد قائلا: كيف ذلك المسؤول الاول عن المشروع هو خالد الشريف والمهندسين دول موظفين عنده بالشركة وهو مسؤول عن كل كبيرة وصغيرة بالمشروع وهؤلاء المهندسون هم من نفذوا اوامره لايعقل ان يفعلوا ذلك من انفسهم.
فرد النائب قائلا: ولكن كل هذا كلام مرسل وليس عليه دليل وكل التحريات والتحقيقات اثبت انهم هم المسؤولون عن المشروع وانهم فعلوا كل هذا لاجل افشال المشروع لعداوة بينهم وبين خالد الشريف.

نرجع للوراء يومين قبل استدعاء ندى واحمد والكل.
بمكتب النائب العام دخل له احد الظباط واعطاه تقرير التحريات التي اجريت عن المهندسين.
فقال النائب للظابط سألا إياه اخبرني الى اين وصلتوا في التحريات...


نكمل عند النائب العام حيث جاءه الضابط المكلف بالتحريات حول المهندسين المتهمين بقضية المباني المخالفة فسأل النائب الضابط قائلا الى اين وصلت التحريات ياحضرت الضابط.
فاعطاه الضابط التقرير واجابه قائلا كل شيء امام سيادتك في التقرير .
فرد النائب قائلا: اشرح لي بالتفصيل الى اين وصلت وانا ساتطلع على التقرير فيما بعد.
فاجابه الضابط قائلا: حاضر يافندم نبدأ بالمتهم الأول والمحرض الأساسي وهو احد المهندسين ويدعى عصمت العمايري.
النائب رد سألا الضابط تمام ما قصته هذا.
الضابط اجابه قائلا: هذا على حسب كلام الموظفين بالشركة كان يعمل بشركة السيد صبحي ولكن لم يكمل شهرين


ام خالد بمكتبه يدور بالغرفة مثل المجنون ويفرك يديه ويتخبط يمينا ويسارا ؛حتى دخلت السكرتيرة وقالت له ان الشخص الذي ينتظره اتى ومعه بعض الأشخاص، فأمرها ان تدخله فورا وان لا تدخل عليهم احد مهما كان.

فاجابته السكرتيرة قائلة: أمرك يافندم، ثم دخل الشخص ،ومعه بعض من رجال خالد ،ثم جلسوا ؛فبدأ خالد معهم الكلام فورا حيث قال لهم: اريدكم ان تنصتوا الي جيدا لانه الأمر الذي اريدكم به كبير ؛وخطر ولا اريد به أي اخطأ تمام.
فرد الشخص المنوط بتنفيذ الخطة مع رجاله قال له: نحن تحت أمرك يا باشا تفضل.

خالد وقف وبدأ يتحدث وهو يدور بالغرفة ،ثم اسرد في الكلام ؛وشرح لهم ما الذي سيفعلوه تماما؛ وبعد ان انتهى سألهم هل فهمتم ما اريد ام تريدون ان اشرح اكثر.
فرد احد رجاله واجابه قائلا: لقد فهمنا جيدا هذه خطة سهلة لا تستغرق الكثير من الوقت في التنفيذ؛ ولكن لابد من معرفة الاماكن بالتحديد لاجل تحديد الهدف والباقى أمره سهل:
فحرك خالد رأسه في حركة رفع وخفض وهو يقول: تمام انصرفوا الآن ولكن؛ اريد التنفيذ من الآن ابدأوا من اليوم.
اجابه الكل قائلين: أمرك يا خالد باشا ،ثم انصرفوا لتنفيذ مخطط خالد ضد الشبراوي ولكن ما هو وكيف ومتى سينفذ هذا سنعرفه مع الاحداث تباعا .




قبل الحادث بعدة أيام حيث كان أحمد بالشركة الام بالقاهرة، وبمكتب السيد صبحي اتى أحمد لانهاء بعض الأعمال، فدخل أحمد وألقى التحية وبادله السيد صبحي التحية نفسها و تصافحا قائلا له تفضل يا باشمهندس.

أحمد :اهلا بحضرتك يا سيدي.
السيد صبحي: هناك بعض الأعمال أريد أن ننهيها خلال وجودك هنا.
أحمد: تحت أمرك يا عمي، لكن ما هوية هذه الأعمال؟.
فاجابه السيد صبحي قائلا: بخصوص مشروع غرب القاهرة اريد منك الذهاب الى ارض المشروع والإطلاع على بعض الأمور، لأنه لدي إجتماع طارئ اليوم بخصوص صفقة ادوية جديدة.
فرد احمد قائلا: أمرك ياعمي سأذهب الآن، ثم اردف سألا ولكن ما الأمر هل هناك مشكلة بالمشروع؟

فقال له السيد صبحي نعم هناك بعض المشاكل بالخلطات والمهندس المكلف أخبرني بهذا وحاولنا ادراك الأمر ولكني أقلق حيال هذا فأريدك أن تطمئن على المؤن والخلطات واذا كان هناك شيء تستطيع فعله افعله في الحال ،حقيقة ان لم تأتى أمس كنت سأتصل بك اليوم واستدعيك للإشراف على الاساسات بنفسك، لاني مشغول جدا هذه الفترة.

حينها رد عليه أحمد انتا تؤمرني يا عمي ولكني كنت أنوي الرجوع غدا الى الإسكندرية ؛لأن هناك صفقة أريد التعاقد عليها.
فرد السيد صبحي سائلا: ما نوع هذه الصفقة ومتى تنوي التعاقد عليها.
فأجابه أحمد قائلا: هذه صفقة ادوية ولقاحات عرضها علي صديق أمريكي الجنسية.

فرد السيد صبحي قائلا: ولكن هذه الصفقة ستكون كبيرة جدا والسيولة التي معنا لا تكفي لاتمامها.
فحدثه احمد وقال نحن سنجتمع انا وصديقي هذا وبعض الاصدقاء من إيطاليا وامريكا أولا ثم بعد ذلك نقرر ماذا سنفعل.
فرد عليه السيد صبحي عليه وقال له: تمام وان لزم الأمر نجد شريكا موثوق به فما رأيك؟.

فأجابه أحمد قائلا: وهذا ما كنت افكر به يا عمي، ولدى هذا الشريك الموثوق به، ولكني لم اعرض عليه الأمر قبل ان اتحدث معك بهذا اولا. فبادره السيد صبحي ...وأنا معك وواثق باختيارك وأعلم انك لن تختار شركة غير موثوقة لكن من هذا الشريك يا ترى؟

فاجابه احمد وقال له: شركة الشبراوي، فهذا اكثر مجال يعملون به وناجحين فيه. فكان رد صبحي بالموافقة و قال له تمام، اعرض عليه الامر خلال وجودك هنا ،وذلك لكي تعلم ما اذا كان سيوافق ام لا. فرد احمد قائلا: تمام، اليوم ساتحدث معه.
فأجابه السيد صبحي قائلا: تمام يا بني الله يوفقك انا اعلم انك ستنجح بهذه الصفقة بإذن الله.

فرد أحمد عليه قائلا: يااااااارب اتمنى ذلك يا عمي فهذه صفقة كبيرة جدا لو نجحنا بها ستكون ضرب كبيرة لنا في سوق الأدوية واللقاحات ايضا. فكان رد السيد صبحي أن قال له ياااارب اذا هيا اذهب الآن، ولكن لا تتأخر فانا سانهي الإجتماع واذهب الى البيت سانتظرك هناك .فاخبره أحمد أنه لن يتاخر وانصرف مودعا اياه قائلا: السلام عليكم.

أما عند خالد بالشركة فقد جاءه أحد رجاله الذين كلفهم خالد بمراقبة الشبراوي وندى وشركاته ومخازنه: هل أتيت بجديد ام لم تصلوا الى شيء؟.فاجابه الشخص قائلا: بخصوص المخازن لم نعلم شيء حتى الآن ولكن بخصوص الشركة، وندى هانم فهناك جديد بالطبع.

فسأله: وما هذا الشيء أخبرني يا هذا؟.
فاجابه الشخص قائلا: هناك شخص يدعى أحمد يحيى قد أتى الى الشركة هو نفس الشخص الذي اعطيتنا صوره من قبل.
فرد خالد بعصبية قائلا: ما الذي اتى به الى هنا تحدث فورا؟.
فاجاب الشخص قائلا: لا أعلم يا باشا فالشباب رأوه وهو يدخل الشركة ولكن لم يعلموا لماذا اتي.

فرد عليه خالد قائلا: تمام، أريد ان تعلم ماذا كان يريد، وأريد منك ان تراقب ذاك البيت أيضا هل فهمت. فرد عليه الشخص: تحت أمرك يا باشا. حينها طلب منه خالد الانصراف الآن، واريد معلومات مفصلة عن أحمد هذا ولماذا اتى الى هنا ولماذا ذهب الى شركة الشبراوي، افهمت. فاجاب الشخص قائلا فهمت يا خالد باشا، استئذن منك.

نعود عدة ايام أيضا للورا عند عصام فقد كان جالسا بمكتبه بالشركة شاردا يفكر بحاله والى ما وصل إليه بسبب خالد الشريف ذاك ،وقطع شروده دخول والده عليه حيث قال له اترك الماضي خلفك، واترك الحزن والألم وامضي في طريقك والتفت لعملك فهمت يابني؟

فاعتدل عصام في جلسته معتذرا لوالده وقال له ولكن لا أستطيع نسيان كل شيء ببساطة هكذا يا أبتي.
فرد الاب عليه قائلا: انصت الي جيدا هناك صفقة مواد غذائية لقد انهيت اجراءاتها وجئت أخبرك لكي تسافر لاتمامها هناك مع الروس، واهو منها شغل ومنها سياحة لكي تستطيع الخروج من هذا الألم والحزن الذي يسيطر عليك.

فرد عليه عصام دون اعتراض أو نقاش قائلا له: تمام يا ابي سأسافر. بينما كان رد والده أن قال له : تمام سوف احجز لك تذكرة لبعد غدا بإذن الله. ووافق عصام بالفعل. ولكن الاب قال له ولكن لا تنسى يا بني فهذه صفقة كبيرة جدا ولا نريد ان نخسرها... انتبه جيدا وكن على قدر المسؤولية.

عصام : تمام يا ابي لاتقلق.
دعا له الاب ثم قال له إذا هيا بنا على الإجتماع.
فسأله عصام : وما هذا الإجتماع يا بابا؟
فاجابه الاب :هذه إجتماع بخصوص مشروع لإنتاج اللحوم ومواد الألبان ومشتقاته يا حبيبي.
فسأله عصام أيضا: مصانع يعني.
فاجابه الاب قائلا: نعم مجموعة مصانع مطروحة للبيع بمزاد علني.

حينها سأله عصام مرة اخرى بتعجب وكيف ذلك؟!
فاجابه الأب قائلا: هذه مجموعة مصانع خاصة اشترتها الدولة وطرحتها للبيع ،والشركة التي تريد ان تشتري تقدم اوراقها وتشترك بالمزاد؛ ولكن كل مصنع على حدى؛ بمعني اننا اذا اردنا نقدم على مصنع معين نتقدم باورقنا والشركة التي يرسى عليها العطاء ستأخذ المصنع. فرد عليه عصام بتمتمة قائلا: لقد فهمت تمام هيا بنا.

ويمر يومين بعد ذلك وتظل الامور على حالها بين خالد الشريف من ناحية، وبين كل من محمود الشبراوي وأحمد وندى وعصام من ناحية اخرى ،وأما عصام فقد سافر لإتمام الصفقة التي تحدث له عنها والده أحمد المحمدي ،والتي كان يهدف من وراءها فقد الى إبعاد ابنه عن مصر حتى ينسى ويبدأ حياته من جديد.

بينما كان كل من عادل وسمر يجهزان لحفل زفافهما المرتقب، وفي الوقت ذاته كان كل من أحمد والشبراوي وصبحي قد أتموا اتفاقهم بخصوص صفقة الأدوية واللقاحات ،وقد وقعوا بالفعل العقود الخاصة بتلك الصفقة، والتي ستكون بداية العمل مع شركة الشبراوي على المدى الطويل.

وتمر الايام سريعا بينما يحاول أحمد الاعتراف بحبه لندى وأنه لا زال ينبض داخله بحبها وأنه لم يتغير ابدا اتجاهاا، ويأتي يوم الزفاف المنتظر الذي سيجمع الأحبه معا.

وتتجهز سمر وبصحبتها ندى التي رافقتها طيلة اسبوع كامل تساعدها وتساندها كأنها أختا لها ،وبتلك الفترة كانت السيدة هناء والدة أحمد تلاحظ نظرات الحب المتبادلة دون كلام ؛ولكنها لم ترد أن تفتح الموضوع مع أحمد حاليا حتى الانتهاء من زفاف ابنتها فهي لا تريد أن تخرب على ابنتها فرحتها.

وباليوم المنتظر وهو يوم حفلة زفاف سمر على عادل صبحي صديق أحمد والكل مندمج مع العروسان، وفجأة وأثناء الإحتفال وجو ألأغاني والصخب أشار أحمد لسمر وعادل وقال لهم: هيا نفذا الإتفاق الآن!.
فردت الام باستفهام وتعجب وقالت له: اتفاق ماذا يابني؟.
فأجاب أحمد على والدته وقال لهاا: ستعرفين الآن ي أمي..... ثم نظر لندى وقال لها أيضا :انتبهي جيدا فهناك مفاجأة جميلة ستعجبك ،فردت عليه ندى باستفهام وقالت : تمام لكن ما هذه المفاجأة يا احمد؟.
فأجابها أحمد وهو ينظر اليها نظرات كلها عشق وغرام وقال لهل انتظري قليلا وستعرفين.
حينها نادت سمر على ندى وقالت لها: هل من الممكن ان تأتي الى جواري هنا ي ندوش؟.
فاجابتها ندى قائلة: بالطبع با قلبي... ثم ذهبت ووقفت بجوار سمر وعادل، وبتلك اللحظة صعد أحمد أيضا الى جوارهم وأمسك المايك وبيده علبه صغيرة... ثم اقترب من ندى وهو ينظر اليها نظرات حب وعشق وهي تنظر اليه بتعجب واستفهام ممزوج بالاندهاش وعلامات التعجب على وجهها فهي لم تفهم الى الآن ماذا يحدث؟، وعلى النقيض تماما كانت السيدة هناء واقفة بالقرب منهم وتستشيط غيظ من تصرفات ابنها المراهقة.

وفجأة اقترب أحمد ،ولكن دون حركة الجلوس على ركبته كالعشاق في الافلام والمسلسلات هذه ؛لكنه اقترب من ندى وامسك يدها وسألها والمايك: هل تقبلي الزواج بي يا ندى.
فنظرت له ندى في دهشه وفرحة تخللتها كل المشاعر المختلطة، وصمتت قليلا.
لكن أعاد أحمد طلبه مرة أخرى، وقال لها لماذا صمتي يا ندوش؟.

بينما ندى التفتت الى ابيها ووالدتها ونظرت الى أبيها بالأخص والذي كان يجلس بالقرب منها واشار لها برأسه وأومأ بالموافقة.
فنظرت ندى الى أحمد وقالت له في خجل بعدما امسك بالمايك وقربه من فم ندى: أوافق بالطبع اوافق.
وما ان توجه اليه ليرد عليه اذا بهذا الشخص في لحظة باغته واطلق عليه رصاصتين استقرتا في صدره وبطنه فسقط احمد على الأرض وسط صريخ وعويل الكل؛ فإذا بالشخص يحاول الهرب ولكن امسكه امن القاعة وقاموا بتكتيفه والتحفظ عليه ثم طلبوا الشرطة على الفور ومن ثم سادت حالة من الفزع والرعب وبدأ معظم الحاضرين بالهرولة خارج القاعة.

اما الام فقد ظلت واقفة وهي مصدومة وتخشبت مكانها دون حراك، وكأنها في اللا وعي تنظر لاحمد وهو غارق بدمه وبلحظات سقط احمد على الارض بين يدي ندى التي تلقفته على حجرها وامسكت برأسه تحتضنته بين ذراعيها وهي تصرخ وترتجف من هول الصدمة وتنادي أحمد احمممممممد استيقظ احمد لا تتركني ارجوك احمد استيقظ لاتغيب.

وظل أحمد ينظر إليها كأنها نظرات وداع وعينيه تدمع، ويحاول ان يبتسم لها محاولا التماسك، وايضا حاول التحدث لكنه لم يستطع ،فظل يحرك عينيه بابتسامة، وندى بحانبه تبكي وتحتضنه بين ذراعيها وتقول له؛ لا تتركني يا حبيبي انا احبك كثيرا ،تماسك لا تخف سوف تكون بخير وسنعيش سويا طوال العمر.

وبينما هم كذلك واذا بأم احمد تجثوا على ركبيتها عند صدر إبنها تمسكه بخوف ورعب وتصرخ بصوت مرتجف وهي تبكي بشدة من صدمتها وخوفها على إبنها وتقول أحمد فيق يا بني لا تتركني انا واختك استيقظ أرجوك يا بني فأنا لن اقدر على العيش بدونك استيقظ لا تتركني.

وظلت على تلك الحالة حتى التف الكل حول احمد وجلسوا حوله يصرخون ويبكون ويحاولوا انقاذه، كل هذا حدث في دقائق قليلة جدا جدا ؛ولكن طالت وكأنها ساعات يحاول فيها عادل وعزيز انقاذ أحمد بعد ان اتصل عزيز بالاسعاف؛ ولكن لم ينتظروا وصول الإسعاف فصرخ عادل وعزيز بهم قائلين ابتعدوا حتى نسعفه ابتعدوا هيا.اما ندى فقد تفاجأت بوجود أحمد أمامها بالشركة حين كانت ذاهبة لمكتب ابيها لتوقيع بعض الأوراق فسألته في دهشة: أحمد ما الذي اتى بك الى هنا خيرا.
فاجابها أحمد بابتسامة، ونظرة حب وشوق وقال لها جئت لاراكي.
فردت عليه ندى باندهاش وسألته قائلة: وهل أتيت من الاسكندرية الى القاهرة خصيصا لتراني يا سي أحمد.
فاجابها أحمد بابتسامة وعينيه تلمع بالحنين لها وقال: حقيقتا هناك بعض الأعمال؛ فقاطعته ندى قائلة؛ دعنى نذهب الى مكتبي اولا ثم نكمل حديثنا، تفضل.
فوافق احمد وقال وهو كذلك ثم دخلا المكتب وجلست ندى على كرسيها ورأ مكتبها، وجلس احمد بالكرسي المقابل لها وهو ينظر إليها إعجاب كبير وحب اكبر ثم اردف قائلا: المكتب لائق بكي جدا تبدين سيدة أعمال رائعة وناحجة باذن الله.
فتبسمت ندى وقالت له: ليست لهذا الدرجة انني ابدأ حياة العمل منذ أيام قليلة.
فرد احمد قائلا: اعلم ذلك ولكن فعلا تبدين رائعة بذي العمل والجلوس ورأ المكتب، انتي حقا ستكونين سيدة أعمال ناحجة بإذن الله.
فردت ندى عليه قائلة: بإذن الله، ولكن لم تقل لي ماذا تفعل هنا بالقاهرة.
اجابها احمد قائلا: لقد اتيت الى القاهرة لإنهاء بعض الأعمال الخاصة بصفقات سندخلها قريبا، فهو بالحقيقة لم يستدعي الامر حضوري الى القاهرة خصيصا ،وكان من الممكن ان أرسل احد الموظفين لينهيها؛ ولكني أخذتها حجة لكي آتي الى هنا وأركي، حتى اطمئن عليك أفضل من الإتصال عبر الهاتف.
فردت عليه ندى بابتسامة ونظرات له والخجل بعينيها وقالت له: متشكرة جدا يا أحمد على إهتمامك هذا ،ثم اردفت وسألته: وكم يوم ستبقى هنا بالقاهرة.
فاجابها أحمد قائلا: سأعود بعد غدا باذن الله.
فردت ندى عليه قائلة: إذا سوف ندعوك الى العشاء معنا غدا، ولا أريد اي إعتراض، وقالت لها وهي مبتسمة وتؤشر باصبعها بوجهه هل فهمت يا باشمهندس.

ام خالد بمكتبه يدور بالغرفة مثل المجنون ويفرك يديه ويتخبط يمينا ويسارا ؛حتى دخلت السكرتيرة وقالت له ان الشخص الذي ينتظره اتى ومعه بعض الأشخاص، فأمرها ان تدخله فورا وان لا تدخل عليهم احد مهما كان.

فاجابته السكرتيرة قائلة: أمرك يافندم، ثم دخل الشخص ،ومعه بعض من رجال خالد ،ثم جلسوا ؛فبدأ خالد معهم الكلام فورا حيث قال لهم: اريدكم ان تنصتوا الي جيدا لانه الأمر الذي اريدكم به كبير ؛وخطر ولا اريد به أي اخطأ تمام.
فرد الشخص المنوط بتنفيذ الخطة مع رجاله قال له: نحن تحت أمرك يا باشا تفضل.

خالد وقف وبدأ يتحدث وهو يدور بالغرفة ،ثم اسرد في الكلام ؛وشرح لهم ما الذي سيفعلوه تماما؛ وبعد ان انتهى سألهم هل فهمتم ما اريد ام تريدون ان اشرح اكثر.
فرد احد رجاله واجابه قائلا: لقد فهمنا جيدا هذه خطة سهلة لا تستغرق الكثير من الوقت في التنفيذ؛ ولكن لابد من معرفة الاماكن بالتحديد لاجل تحديد الهدف والباقى أمره سهل:
فحرك خالد رأسه في حركة رفع وخفض وهو يقول: تمام انصرفوا الآن ولكن؛ اريد التنفيذ من الآن ابدأوا من اليوم.
اجابه الكل قائلين: أمرك يا خالد باشا ،ثم انصرفوا لتنفيذ مخطط خالد ضد الشبراوي


ونعود للمستشفى والحادث حيث أحمد راكض باصابته البالغة
وعلى الطرف الآخر يجتمع الشبراوي وعادل وعزيز وهم جالسون على طرف بعيدا قليلا ويتحدثون، وبينما هم كذلك وجه عادل سؤاله للجميع: لماذا حصل هذا ومن ذاك الشخص ولصالح من فعل هذا، ولماذا يريد قتل أحمد.

فأجابه الشبراوي والد ندى وقال: أنا متأكد أن خالد هو من وراء كل هذا، فهو قد أتي الي الشركة قبل أيام وهددنا بطريقة غير مباشرة ؛ولكن لم اتوقع ان يكون غايته قتل احمد، فلقد تخيلته سوف يحاول محاربتي بالعمل والصفقات وهكذا ؛لكن أن يصل الأمر للقتل فلم اتوقع ذلك ابدا.

فعلق عادل على كلامه سائلا اياه قائلا: كيف هددكم ،ماذا قال لكم ولما لم تبلغون الشرطة في لحظتها بهذه التهديدات.

فأجابه الشبراوي: يابني هو أتي بكل بجاحة وطلب يد ندى، وانا وندى بالطبع رفضنا فجن جنونه ،واخذ يهدد فطردته من الشركة شر طردة، واثناء حديثهم اتت الشرطة ومعهم وكيل النيابة ليحقق في الواقعة وملابساتها احمد سألا اخته: منذ متى تعلمين؟
اجابته سمر انا اعلم انك لم تنساها يا اخي وان حبك لها لم ولن ينتهي فها هي الفرصة يا اخي امامك احكي معها واطلب يدها وانهى هءا الشوق والانتظار الطويل يا اخي.
فرد احمد قائلا: حقيقةً أخاف ان تطون لا تفكر بي مثلما افكر بها انا.

فردت عليه سمر قائلة: لا بالتأكيد فهي تبادلك نفس الحب، ألم ترى كيف تنظر اليك وتسترق النظر لك ما بين الحين والاخر يا أخي ،انظر لا تقلق واقدم على هذه الخطوة ولا تؤجلها ففرصتك اليوم حقا، عيا افعل لها مفاجأة كما يحدث بالافلام والمسلسلات واطلبها امام الجميع، مادمت تشعر انها تبادلك نفس الاحساس ولن ترفض طلبك ،وابيها وامها يحبونك أيضا وهذا دافع قوي لك لتقدم على هذه الخطوة الحميلة.

فرد احمد عليها قائلا: أحقا ستوافق ندى يا سمورتي؟.
فاجابته ندى قائلة: بالتأكيد ستوافق لا تخف أمامك بضعة ساعات، اذهب الآن واشترى خاتم جميل يليق بها، واطلب يدها اليوم والبسها إياه أمام الحضور وانهي قصة حبك هذه، والتي ظلت معلقة لسنين، وتزوجها يا اخي وأرحنا فانت تحبها وهي تحبك ولا يوجد اي مانع لهذا الزواج ،فهيا اذهب الآن وانا سأشرح لعادل الوضع لكي يكون بالصورة معناخالد هو الاخر ببرود اكبر وقال: أظن أن ندى قد أخبرتك يا سيدي!.

فأجابه الشبرواي بجمود: نعم أخبرتني وطلبك مرفوض وليس فيه نقاش يا سيد خالد.
أما خالد فرد عليهم ببروده وأسلوبه المائع وجلس واضعا قدما فوق اخرى وقال :لماذا يا حمايا العزيز ،ألا تعلم أن ابنتك ندى الآن حرة ومن حقها الزواج مرة أخرى ...ثم أضاف بغرور زائد عن حده قائلا ولن تجد شابا مثلي يتقدم لها.

وما ان سمعت ندى جملته الاخيرة تلك حتى تملكها
الغضب وصرخت فيه بصوت جهوري وردت عليه بحدة وتأفف: اسمعني جيدا يا هذا... لو كنت آخر شخص بهذا العالم ولن أجد أحد فلن اتزوجك يا خالد ...نجوم السماء اقرب لك من ان تلمس طرف ثوبي.

بينما رد عليها خالد بغضب مكتوم وقال لها : لماذا يا ندى؟، انتي تعلمي اني أحبك و تعلمي أيضا أني لن اتخلى عن هذا الحب ابدا ،ثم نظر لها بنظرة تهديد ،وكأنه يقول لن تكوني لغيري حتى ولو دمرت الكل لأجلك، ففهمت ندى وأيضا الشبراوي فهم مغزى نظرات خالد لابنته

فتدخل الاب وقال : ندى لن تكون لك ابدا حتى لو أتيت حبوا تستعطفني وتتوسل أن اوافق فلن أزوجك ابنتي، فأنا لن أزوج ابنتي لشخص فاسد مثلك عديم الأخلاق والشرف، ولا يشرفني ان أضع يدي بيد شخص فاسد فهمت.

فرد عليه خالد بغضب وبصوت جهور وقال.. ندى لي انا ولن تكون لغيري، انا الذي احببتها قبل اي أحد، ولن يتزوجها أحدا غيري ما دمت حيا.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي