الفصل الرابع
ما زالت سيلين تعانى من صدمتها، فهل يعقل أن يفعل بها حبيبها مصطفي ما فعله هذا! وماذا عن علاقتهم وعن حبهم لبعضهم البعض الذى يشعل قلوبهم حنين لبعضهم!
كيف له أن يتخطى كل ذلك ويفعل ما فعل؟
حتى أنه لم يذهب لكى يخطب اى فتاه ايا كانت بل جاء لكى يخطب اخت سيلين، لم تصدق ومن فى مكانها يصدق!؟
بعد كل هذا الحب الذى كان بينهم!
حقا فا إن هذا أمر يشيب له شعر الوليد..
كانت سهير متعجله من أمرها وتريد أن ينتهى الموضوع فى اسرع وقت ممكن، ويوافق إخوتها على مصطفي دون كلام كثير أو اعتراض.
مع انها وذلك مع الاسف الشديد، سهير تعلم أن مصطفي وسيلين بينهم علاقه حب، وتعلم ومدركه تماما إن سيلين تضحى بحياتها من أجلهم هم واجلت كل شيء يخصها هى لكى تطمئن على إخوتها وتضمن لهم مستقبلهم، ولم يهمها ذلك الشئ أمام أن يكون مصطفى يكون فى حياتها هى ک زوج وحبيب.
ولكنها أيضا وبسبب انانيتها لم تبالى كثيرا بشعور أختها سيلين، لم يهمها أمرها وما سوف تشعر به حينما تكتشف ذلك الشئ المشين، تماما مثل ما لم يهمها ما اوصاهم به أبيهم قبل وفاته!
وحينما طلب مصطفي يديها واخبرهم بذلك الأمر بكل ثقه منه، نعم هو يعرف تماما ما الشئ الذى يقوله وما هو مدى تأثيره على سيلين، ولم يهمه هو أيضا ويشعرنى وكأنه سيلين لم تكن فى حياته من قبل، وان كل ما مضى بينهم وكأنه لم يكن..
كانت سهير فى قمه سعادتها وكان ذلك الشئ واضح عليها جدا، حتى أنه حينما نظر لها أخيها سعيد وجدها فى تلك الحاله، فا أيقن فى ذلك الوقت انها توافق على الزواج من مصطفي بسبب سعادتها تلك التى تظهرها إلى الجميع دون خجل.
وقال سعيد مبارك عليك يا مصطفي، لن نجد لأختنا شخصا افضل منك لكى تتزوج به، ولأنهم يعرفونه ويعرفون أنه يعمل لدى اعمامهم فى متاجر الذهب الخاصه بهم.
لم يحتاجون أن يسألون عليه ووافقوا على الفور، لأن سهير تفتعل لهم المشاكل وكانوا يريدون أن يزوجها بأسرع وقت ويتخلصون منها ولكن لم يتمكنوا من فعل ذلك الأمر إلا من خلال الزواج، واخيرا تقدم شخصا ما لكى يتزوج بها.
ولكن الشئ الذى يخفى على الجميع ولا يعرف به احد، ولكن تعلمه سهير جيدا هو أن سيلين ومصطفى فيما بينهم علاقه حب ومنذ زمن بعيد، ولأنها تحقد على اختها كانت تشعر بالغيرة الشديده منها لانها فى حياتها رجل يحبها، ويتمنى أن يتزوجه منها، بينما هى لم يريدها أحد فى حياته ولم يحبها أحد أو يعجب بها أحد من قبل.
وكان الامر منذ البدايه حينما ارسل السيد عمهم الكبير صلاح الى سهير رساله عبر الهاتف المحمول واخبرها من خلالها بأنه يريد أن يقابلها اليوم بشكل سرى لأن هناك أمرا هاما ويحتاج إليها على وجهه السرعه، واوصاها أن يكون ذلك الأمر سرا وان لا يعلم به اى احد قط وحتى إذا كانوا اخوتها.
ولأن سهير تحب مصلحتها جدا وتتمنى أن تبيع ورشه ابيها الصغيره مقابل أموال اعمامها الكثيره، ذهبت إلى مسرعه لكى تعرف ما الذى يحدث وماذا يريد منها عمها صلاح.
وحينما كانت ترتدى ملابسها لكى تذهب الى مقابله عمها مثل ما هو متفقا عليه، جائت إليها سيلين إلى غرفتها وكأنها تشعر بأن هناك شيء ما سئ سوف يحدث وستكون سهير هى السبب به، ولكنها فى الحقيقه لم تدرك حقيقه الامر بعد.
وقالت لها سيلين، كيف حالك يا سهير هل انتى ذاهبه إلى مكان؟
لماذا ترتدين ملابس الخروج؟
نظرت لها سهير نظرتها المعتادة والتى تحمل فى طياتها الغيرة والكرهه لأختها وقالت، لما تسألين؟
غريبه يا سيلين مع انك تخرجين كل يوم، وانا ولا مره سألتك إلى اين ذاهبه ولا اتدخل فى امرك ابدا، أليس لى الحق بأن أخرج من المنزل مره واحده على الاقل؟
ضحكت سيلين على سوء ظن أختها بها، وقالت لها ولكنى اذهب الى مكان معروف اذهب الى العمل ولذلك لم تسألينى، ولكنى الان قد تعجبت لأنك نادرا ما تخرجين من المنزل حتى احتياجات المنزل تطلبين منى أن أحضرها معى وانا عائده من العمل.
وحسب علمى بأنك لا تحبين الخروج ولا تحبين أن تتعاملى مع الناس، دائما تظنين بأن الجميع لا يحبك وأنهم يسخرون منك والحقيقه أنه لم يفعل أحدا لك شيء وان تلك الأشياء ما هى إلا اوهام فى مخيلتك ولذلك سألتك الآن.
وعلى العموم انا اعتذر منك يا سهير لن اسألك عن شيء بعد ذلك، انا مخطئه انا اسفه ولكن تأكدى بأننى لا تتدخل فى شؤونك بقدر أننى كنت أريد أن اطمئن عليكى واذا كنتى تحتاجين إلى أى شىء.
حديث سيلين جعل سهير تشعر بالخجل من نفسها وسوء ظنها، فا حقا أختها لم تفعل لها شيء لكى يحدث كل ذلك، فا حاولت أن تلطف الأمر وتحاول أن لا تجعلها على الأقل تشك بأمرها فا قالت لها..
يا سيلين انا لم اقصد، انا كنت امزح معك يا اختى لا يوجد سببا لكل هذا، انا فقط ذاهبه لكى اشترى بعض المستلزمات الخاصه بى، ولم اريد أن اعذبك معى فى إحضارها، وفكرت أن أذهب انا واحضرها بنفسى وهذا كل ما فى الأمر.
قالت لها سيلين بعفويه، ولما لم تخبريني بهذا الأمر؟
ومن اين سوف تأتى با النقود لكى تحضرى ما تريدين، فقط انتظرى قليلا سوف اذهب واحضر لكى بعض المال من الداخل، ولم تعترض سهير بل تركتها تذهب وتحضر لها المال.
وبالفعل ذهبت سيلين لكى تحضر لأختها المال الذى تريد، وضمير سيلين سمح بحدوث ذلك الأمر عادى، وكأنه لم يحدث من الاساس، سمح لها بخداع أختها وان ترضى لها بأن تكون مجرد أضحوكه لها.
واتت سيلين بالمال، وأعطته لأختها فى كل حب وموده وبرضى تام منها، حتى أنها سألتها إذا كان ذلك المبلغ يكفيها ام تذهب وتأتى لها بالمزيد، ولكن سهير شكرتها وأخبرتها أن ذلك المبلغ كافى، وطلبت منها سيلين أن تحافظ على نفسها ودعت لها بتيسير الامور.
لا يمكن كيف لسهير أن تتحمل كل ذلك الغدر بأختها، لماذا ترضى لها بهذا الظلم؟
سيلين لم تفعل لها اى شىء سئ من قبل، بل مع العكس تماما هى اختها وتشقى وتتعب لكى تنفق على المنزل وتعلم إخوتها، حقا سهير مثال الى الاخت السيئه، ولكنها وبداخلها صراع ويبدو عليها انها تعانى من شيء ما نفسى.
لم يغير حب وود سيلين لأختها شيء، فا ذهبت إلى مشوارها دون أن تخبر أحدا به مثل ما طلب منها عمها صلاح، ذهبت بالنقود التى أعطتها لها أختها سيلين.
وحينما وصلت إلى هناك فى العنوان الذى تركه لها عمها فى تلك الرساله وجدت المفاجأه، وجدت عمها صلاح جالسا على مكتبه وبرفقته أخيه عطيه، وايضا مصطفي، والجميع في انتظار وصول سهير، لكى يخبرونها بما اتفقوا عليه سويا.
فا قالت سهير ل مصطفي ما الذى أتى بك الى هنا؟ غريبه لم اتوقع وجودك هنا ابدا، فا انا اعلم بأنك فى صف سيلين، ما الذى حدث معكم يا ترى؟ هل تركتم بعضكم البعض وجئت لكى تنتقم منها؟ وضحكت سهير وقالت أنا أعتذر ولكن تفاجئت جدا بوجود مصطفى هنا.
قال لها عمها صلاح لا يهمك يا ابنتى اضحكى مثل ما تريدين، ولكن نحن سوف نشرح لك كل شيء فى وقته المناسب لا تتعجلين من أمرك.
وكان الامر الذى يريدونها به سوف يخبرها به عمها عطيه وكان أمرا خطيرا للغايه، واذا وافقت سهير عليه سوف تخسر عائلتها إلى الابد، وخاصه أختها سيلين.
فا قال لها عمها عطيه، اهلا وسهلا بك يا سهير لماذا تأخرتى لقد انتظرناكى وقتا طويلا إلى أن فقدنا الأمل فى مجيئك، لولا أننى متأكدا من انك تساندينا لكنت ظننت بأنك لم تأتى، الم يكن موعدنا فى تمام الساعة الثامنه مساءا؟
الان الساعه التاسعه والنصف، لما تأخرتى كل هذا الوقت؟
أخبرته سهير بأن لا يوجد سببا هاما للتأخير، وان السبب فى ضياع ذلك الوقت هو حديث سيلين معها فى أمور تافهه بالنسبه إليها، ذلك هو السبب الذى جعلها تتأخر عليهم ولم تأتى فى موعدها، وانها لولا حدوث ذلك الأمر لكانت هنا فى موعدها فى الوقت المحدد تماما، ولكن حدث ما حدث.
فا سألها السيد عطيه وعلى ماذا كان يحتوى ذلك الحديث يا ترى؟
هل أخبرتها بمقابلتها هذه الآن؟ لا اعتقد انك بهذا الغباء يا سهير أليس كذلك.
قالت له سهير وهل تعتقد يا عمى إذا كنت أخبرتها أننى سوف اكون امامك هنا الان!
بالطبع لم أخبرها، لأنها إذا علمت بهذه المقابله الان لكانت منعتنى من المجيئ اليكم، أو أنها على الأقل كانت سوف تأتى معى لتحضر المقابله، ولكن اطمئن فا انا لم أخبرها بشئ وفعلت مثل ما حضرتك امرتنى به أن افعل بالضبط.
وها أنا هنا، يا ترى ما ذلك الأمر الخاص الذى تريده منى، واخبرتنى عنه بهذا الشكل المريب؟
وايضا لا تريد أن يعلم به أحد!
قال لها عمها صلاح، فقط اهدئى يا سهير ولا تتعجلين فى امرك وتفضلى واشربى العصير لقد احضرته لك خصيصا..
ولكن سهير ليست غبيه، فا هى ومن واقع طبعها شكت فى أمرهم ولم توافق على احتساء العصير ولكن بطريق غير مباشر فا قالت له.
شكرا يا عمى فا انا أعانى من آلام فى معدتى ولا أستطيع أن أشرب اعذرنى، فا قال لها عمها صلاح مثل ما تريدين يا ابنتى، لن اعصبك على فعل شيء والان دعينا نتحدث فى الأمر الذى احضرتك هنا من أجله الآن.
اسمعى نحن نريد منك أن تمضين على استلام ارثك، قالت له سهير نعم ماذا تقول يا عمى! هل هذا ارثى انا بمفردى؟
كيف ذلك فا هو متجر صغير ومنزل ونحن نعيش به انا واخوتى، كيف حضرتك تقول ارثى؟
ضحك عمها صلاح وقال لها فقط اهدئى يا سهير واستمعى إلى حديثنا الى النهايه، لكى تفهمى كل شيء.
انتى سوف تمضين على ارثك وانك قد قمتى ببيعه لنا بيع وشراء، وسوف تأخذين حق ذلك الأمر بالكامل والمبلغ الذى تريدين، سوف نعطى لك الكثير من المال.
ها ما رئيك؟ هل توافقين؟
قالت له سهير وهى متردده فى الحديث، والكلمات تضيع من فمها.
حسنا وباقى اخوتى ماذا سوف تفعلون معهم؟
كيف سوف يحدث ذلك الأمر مع وجود عدم رغبتهم فى البيع؟
قالوا لها هذا الامر لا يهمك انتى على الاطلاق، فا هذا عملنا نحن ونحن من سوف نتصرف به.
المهم الآن أن توافقى انتى واتركى الشئ الباقى علينا نحن سوف نتصرف به، وكان مصطفى جالسا معهم ويستمع إلى حديثهم لانه من الأساس يعمل لصالحهم وكان يخدع سيلين طوال هذه الفتره.
ذلك المخادع تقرب من سيلين بأمر من عمها لكى يقنعها طوال الفتره الماضيه بأن تبيع لأعمامها المتجر وان تنهى كل ذلك الصراع، ولكن سيلين لم تفهم حقيقه امره بعد.
فا قالت له سهير بعد أن فكرت قليلا وارادت أن تنتهز تلك الفرصه لصالحها.
حسنا يمكننى أن أفعل ذلك الأمر ولكن بشرط واحد.
سألها وماذا يكون هذا الشرط يا ترى؟
قالت لهم وهذا الشرط هو أن يتقدم مصطفى لخطبتى ويطلب الزواج منى انا، وذلك فى منزلى وبوجود جميع أفراد عائلتى واولهم اختى سيلين.
واذا حدث وطلب أن يتزوج بى ونفذ ذلك الشرط، سوف افعل لكم ما تريدون وليس ذلك فقط، بل سوف اقوم بأقناع اخى سعيد أيضا، فا هو يمر فى تلك الأيام بضائقه ماليه ويريد اى نقود لكى يتمم زواجه.
وهناك أيضا شادى وسلمى، يمكننى أن احاول معهم ويمكننى أيضا أن اقنعهم
والان لقد فعلت ما على، ها ما هو ردكم هل توافقون على ذلك الاقتراح؟
صمت الجميع وظالوا ينظرون إلى بعضهم البعض فى دهشه، فا لم يدرك أحد أن ذلك سوف يكون مقابل لما يريدون منها أن تفعل.
لقد فاجئتهم وأكثر من تفاجئ با الأمر هو مصطفى من هول الشئ الذى أخبرتهم به سهير، لم يصدقون انها بكل هذا السوء لأختها، وهذا ما يحتاجون له يحتاجون إلى شخصا ما فى ذلك المنزل يكون ليس لديه ضمير لكى يساعدهم فى الأمر الذى يريدون أن يفعلوا، ولن يجدوا افضل من سهير لكى تفعل لهم ما يريدون.
ولكن مصطفى لم يوافق فى البدايه ووجد أن الأمر من المستحيل أن يحدث من جميع الجهات.
فا قال لهم لا لا أستطيع فعل ذلك الأمر فا انا لست مستعداً للزواج فى ذلك الوقت ولا اى وقت، ولما اتزوج وانا هكذا اعيش كيف ما يحلو لى أن اعيش.
واتى بشخص يفرض على اشياء ويسألنى اين كنت وماذا كنت افعل، وبعد مرور بعض الشهور افاجئ بالحمل والأطفال!
لا ارجوكم اعفونى من تلك المهمه واتركونى كما انا، إلى أن أصل إلى حل مع سيلين وسوف يأتى عليا اليوم الذى سوف أقنعها فيه بالبيع، انا لا احب القيود والزواج سوف يقيدنى.
ضحك صلاح وقال، وما ذلك الشئ الذى سوف يقيدك فى هذا يا سيد مصطفى!
إذا كان الزواج على الجاهز ولم تغرم به جنيها واحدا؟
فا جميع تكاليف تلك الزيجه على حسابى انا، طالما أن سهير سوف تقدم لنا تلك الخدمه العظيمه، فا هى سوف توفر لنا مجهودا وتعبا كثيرا إذا صدقت وفعلت لنا ما أخبرتنا به.
ولذلك الأمر من الواجب علينا تنفيذ لها ما تتمنى، طالما أنها سوف تنفذ لنا ما نريد.
وانت يا مصطفى لا تنسى بأنك تعمل لحسابنا نحن وتأخذ اجرا كبيرا مقابل ذلك العمل، والمطلوب منك هو أن تنفذ ما نأمرك به لأن ذلك هو عملك والذى تؤجر عليه مثل ما أخبرتك من قبل، واذا كنت لا تريد فقط أخبرنا الان ونحن نتصرف ونأتي بشخص آخر غيرك.
نظر مصطفى بعد أن فكر فى حديث السيد صلاح له، فا إذا تركهم مصطفي مثل ما خيره السيد صلاح، فا اين سوف يجد عملا مثل ذلك؟
فا هو يأخذ منهم أموال طائلة فقط مقابل أن يتحدث مع سيلين ويخدعها، والان سوف يتزوج دون ما يغرم شيء، فا إذا ماذا يوجد افضل من ذلك!
وقال لنفسه انا سوف اكون شخص فى منتهى الغباء إذا رفضت ذلك العرض.
فا قال له مصطفى، وماذا عن سيلين حينما تدرك الموقف وتعلم بأننى شخصا غادر وكاذب، ماذا سوف يحدث الم تفكرون فى ذلك الامر؟
سوف يهدم الحب الذى بنته معى خلال عامين قد مضوا، وماذا قد كسبنا من هذا الأمر برمته، إذا نفذت حديثكم وذهبت لكى اطلب يد أختها الان؟
ضحك عطيه وقال له، لا تهتم لأمر سيلين فا نحن نريد أن نجعلها تشعر با الصدمه، وما زالت سوف تشعر بها حينما تنفذ سهير وعدها معنا وتقوم بأقناع إخوتها با البيع الذى نفعل كل ذلك لأجله..
فا سوف نجعلها تدفع ثمن رفضها ذلك لنا غالى جدا.
يتبع
كيف له أن يتخطى كل ذلك ويفعل ما فعل؟
حتى أنه لم يذهب لكى يخطب اى فتاه ايا كانت بل جاء لكى يخطب اخت سيلين، لم تصدق ومن فى مكانها يصدق!؟
بعد كل هذا الحب الذى كان بينهم!
حقا فا إن هذا أمر يشيب له شعر الوليد..
كانت سهير متعجله من أمرها وتريد أن ينتهى الموضوع فى اسرع وقت ممكن، ويوافق إخوتها على مصطفي دون كلام كثير أو اعتراض.
مع انها وذلك مع الاسف الشديد، سهير تعلم أن مصطفي وسيلين بينهم علاقه حب، وتعلم ومدركه تماما إن سيلين تضحى بحياتها من أجلهم هم واجلت كل شيء يخصها هى لكى تطمئن على إخوتها وتضمن لهم مستقبلهم، ولم يهمها ذلك الشئ أمام أن يكون مصطفى يكون فى حياتها هى ک زوج وحبيب.
ولكنها أيضا وبسبب انانيتها لم تبالى كثيرا بشعور أختها سيلين، لم يهمها أمرها وما سوف تشعر به حينما تكتشف ذلك الشئ المشين، تماما مثل ما لم يهمها ما اوصاهم به أبيهم قبل وفاته!
وحينما طلب مصطفي يديها واخبرهم بذلك الأمر بكل ثقه منه، نعم هو يعرف تماما ما الشئ الذى يقوله وما هو مدى تأثيره على سيلين، ولم يهمه هو أيضا ويشعرنى وكأنه سيلين لم تكن فى حياته من قبل، وان كل ما مضى بينهم وكأنه لم يكن..
كانت سهير فى قمه سعادتها وكان ذلك الشئ واضح عليها جدا، حتى أنه حينما نظر لها أخيها سعيد وجدها فى تلك الحاله، فا أيقن فى ذلك الوقت انها توافق على الزواج من مصطفي بسبب سعادتها تلك التى تظهرها إلى الجميع دون خجل.
وقال سعيد مبارك عليك يا مصطفي، لن نجد لأختنا شخصا افضل منك لكى تتزوج به، ولأنهم يعرفونه ويعرفون أنه يعمل لدى اعمامهم فى متاجر الذهب الخاصه بهم.
لم يحتاجون أن يسألون عليه ووافقوا على الفور، لأن سهير تفتعل لهم المشاكل وكانوا يريدون أن يزوجها بأسرع وقت ويتخلصون منها ولكن لم يتمكنوا من فعل ذلك الأمر إلا من خلال الزواج، واخيرا تقدم شخصا ما لكى يتزوج بها.
ولكن الشئ الذى يخفى على الجميع ولا يعرف به احد، ولكن تعلمه سهير جيدا هو أن سيلين ومصطفى فيما بينهم علاقه حب ومنذ زمن بعيد، ولأنها تحقد على اختها كانت تشعر بالغيرة الشديده منها لانها فى حياتها رجل يحبها، ويتمنى أن يتزوجه منها، بينما هى لم يريدها أحد فى حياته ولم يحبها أحد أو يعجب بها أحد من قبل.
وكان الامر منذ البدايه حينما ارسل السيد عمهم الكبير صلاح الى سهير رساله عبر الهاتف المحمول واخبرها من خلالها بأنه يريد أن يقابلها اليوم بشكل سرى لأن هناك أمرا هاما ويحتاج إليها على وجهه السرعه، واوصاها أن يكون ذلك الأمر سرا وان لا يعلم به اى احد قط وحتى إذا كانوا اخوتها.
ولأن سهير تحب مصلحتها جدا وتتمنى أن تبيع ورشه ابيها الصغيره مقابل أموال اعمامها الكثيره، ذهبت إلى مسرعه لكى تعرف ما الذى يحدث وماذا يريد منها عمها صلاح.
وحينما كانت ترتدى ملابسها لكى تذهب الى مقابله عمها مثل ما هو متفقا عليه، جائت إليها سيلين إلى غرفتها وكأنها تشعر بأن هناك شيء ما سئ سوف يحدث وستكون سهير هى السبب به، ولكنها فى الحقيقه لم تدرك حقيقه الامر بعد.
وقالت لها سيلين، كيف حالك يا سهير هل انتى ذاهبه إلى مكان؟
لماذا ترتدين ملابس الخروج؟
نظرت لها سهير نظرتها المعتادة والتى تحمل فى طياتها الغيرة والكرهه لأختها وقالت، لما تسألين؟
غريبه يا سيلين مع انك تخرجين كل يوم، وانا ولا مره سألتك إلى اين ذاهبه ولا اتدخل فى امرك ابدا، أليس لى الحق بأن أخرج من المنزل مره واحده على الاقل؟
ضحكت سيلين على سوء ظن أختها بها، وقالت لها ولكنى اذهب الى مكان معروف اذهب الى العمل ولذلك لم تسألينى، ولكنى الان قد تعجبت لأنك نادرا ما تخرجين من المنزل حتى احتياجات المنزل تطلبين منى أن أحضرها معى وانا عائده من العمل.
وحسب علمى بأنك لا تحبين الخروج ولا تحبين أن تتعاملى مع الناس، دائما تظنين بأن الجميع لا يحبك وأنهم يسخرون منك والحقيقه أنه لم يفعل أحدا لك شيء وان تلك الأشياء ما هى إلا اوهام فى مخيلتك ولذلك سألتك الآن.
وعلى العموم انا اعتذر منك يا سهير لن اسألك عن شيء بعد ذلك، انا مخطئه انا اسفه ولكن تأكدى بأننى لا تتدخل فى شؤونك بقدر أننى كنت أريد أن اطمئن عليكى واذا كنتى تحتاجين إلى أى شىء.
حديث سيلين جعل سهير تشعر بالخجل من نفسها وسوء ظنها، فا حقا أختها لم تفعل لها شيء لكى يحدث كل ذلك، فا حاولت أن تلطف الأمر وتحاول أن لا تجعلها على الأقل تشك بأمرها فا قالت لها..
يا سيلين انا لم اقصد، انا كنت امزح معك يا اختى لا يوجد سببا لكل هذا، انا فقط ذاهبه لكى اشترى بعض المستلزمات الخاصه بى، ولم اريد أن اعذبك معى فى إحضارها، وفكرت أن أذهب انا واحضرها بنفسى وهذا كل ما فى الأمر.
قالت لها سيلين بعفويه، ولما لم تخبريني بهذا الأمر؟
ومن اين سوف تأتى با النقود لكى تحضرى ما تريدين، فقط انتظرى قليلا سوف اذهب واحضر لكى بعض المال من الداخل، ولم تعترض سهير بل تركتها تذهب وتحضر لها المال.
وبالفعل ذهبت سيلين لكى تحضر لأختها المال الذى تريد، وضمير سيلين سمح بحدوث ذلك الأمر عادى، وكأنه لم يحدث من الاساس، سمح لها بخداع أختها وان ترضى لها بأن تكون مجرد أضحوكه لها.
واتت سيلين بالمال، وأعطته لأختها فى كل حب وموده وبرضى تام منها، حتى أنها سألتها إذا كان ذلك المبلغ يكفيها ام تذهب وتأتى لها بالمزيد، ولكن سهير شكرتها وأخبرتها أن ذلك المبلغ كافى، وطلبت منها سيلين أن تحافظ على نفسها ودعت لها بتيسير الامور.
لا يمكن كيف لسهير أن تتحمل كل ذلك الغدر بأختها، لماذا ترضى لها بهذا الظلم؟
سيلين لم تفعل لها اى شىء سئ من قبل، بل مع العكس تماما هى اختها وتشقى وتتعب لكى تنفق على المنزل وتعلم إخوتها، حقا سهير مثال الى الاخت السيئه، ولكنها وبداخلها صراع ويبدو عليها انها تعانى من شيء ما نفسى.
لم يغير حب وود سيلين لأختها شيء، فا ذهبت إلى مشوارها دون أن تخبر أحدا به مثل ما طلب منها عمها صلاح، ذهبت بالنقود التى أعطتها لها أختها سيلين.
وحينما وصلت إلى هناك فى العنوان الذى تركه لها عمها فى تلك الرساله وجدت المفاجأه، وجدت عمها صلاح جالسا على مكتبه وبرفقته أخيه عطيه، وايضا مصطفي، والجميع في انتظار وصول سهير، لكى يخبرونها بما اتفقوا عليه سويا.
فا قالت سهير ل مصطفي ما الذى أتى بك الى هنا؟ غريبه لم اتوقع وجودك هنا ابدا، فا انا اعلم بأنك فى صف سيلين، ما الذى حدث معكم يا ترى؟ هل تركتم بعضكم البعض وجئت لكى تنتقم منها؟ وضحكت سهير وقالت أنا أعتذر ولكن تفاجئت جدا بوجود مصطفى هنا.
قال لها عمها صلاح لا يهمك يا ابنتى اضحكى مثل ما تريدين، ولكن نحن سوف نشرح لك كل شيء فى وقته المناسب لا تتعجلين من أمرك.
وكان الامر الذى يريدونها به سوف يخبرها به عمها عطيه وكان أمرا خطيرا للغايه، واذا وافقت سهير عليه سوف تخسر عائلتها إلى الابد، وخاصه أختها سيلين.
فا قال لها عمها عطيه، اهلا وسهلا بك يا سهير لماذا تأخرتى لقد انتظرناكى وقتا طويلا إلى أن فقدنا الأمل فى مجيئك، لولا أننى متأكدا من انك تساندينا لكنت ظننت بأنك لم تأتى، الم يكن موعدنا فى تمام الساعة الثامنه مساءا؟
الان الساعه التاسعه والنصف، لما تأخرتى كل هذا الوقت؟
أخبرته سهير بأن لا يوجد سببا هاما للتأخير، وان السبب فى ضياع ذلك الوقت هو حديث سيلين معها فى أمور تافهه بالنسبه إليها، ذلك هو السبب الذى جعلها تتأخر عليهم ولم تأتى فى موعدها، وانها لولا حدوث ذلك الأمر لكانت هنا فى موعدها فى الوقت المحدد تماما، ولكن حدث ما حدث.
فا سألها السيد عطيه وعلى ماذا كان يحتوى ذلك الحديث يا ترى؟
هل أخبرتها بمقابلتها هذه الآن؟ لا اعتقد انك بهذا الغباء يا سهير أليس كذلك.
قالت له سهير وهل تعتقد يا عمى إذا كنت أخبرتها أننى سوف اكون امامك هنا الان!
بالطبع لم أخبرها، لأنها إذا علمت بهذه المقابله الان لكانت منعتنى من المجيئ اليكم، أو أنها على الأقل كانت سوف تأتى معى لتحضر المقابله، ولكن اطمئن فا انا لم أخبرها بشئ وفعلت مثل ما حضرتك امرتنى به أن افعل بالضبط.
وها أنا هنا، يا ترى ما ذلك الأمر الخاص الذى تريده منى، واخبرتنى عنه بهذا الشكل المريب؟
وايضا لا تريد أن يعلم به أحد!
قال لها عمها صلاح، فقط اهدئى يا سهير ولا تتعجلين فى امرك وتفضلى واشربى العصير لقد احضرته لك خصيصا..
ولكن سهير ليست غبيه، فا هى ومن واقع طبعها شكت فى أمرهم ولم توافق على احتساء العصير ولكن بطريق غير مباشر فا قالت له.
شكرا يا عمى فا انا أعانى من آلام فى معدتى ولا أستطيع أن أشرب اعذرنى، فا قال لها عمها صلاح مثل ما تريدين يا ابنتى، لن اعصبك على فعل شيء والان دعينا نتحدث فى الأمر الذى احضرتك هنا من أجله الآن.
اسمعى نحن نريد منك أن تمضين على استلام ارثك، قالت له سهير نعم ماذا تقول يا عمى! هل هذا ارثى انا بمفردى؟
كيف ذلك فا هو متجر صغير ومنزل ونحن نعيش به انا واخوتى، كيف حضرتك تقول ارثى؟
ضحك عمها صلاح وقال لها فقط اهدئى يا سهير واستمعى إلى حديثنا الى النهايه، لكى تفهمى كل شيء.
انتى سوف تمضين على ارثك وانك قد قمتى ببيعه لنا بيع وشراء، وسوف تأخذين حق ذلك الأمر بالكامل والمبلغ الذى تريدين، سوف نعطى لك الكثير من المال.
ها ما رئيك؟ هل توافقين؟
قالت له سهير وهى متردده فى الحديث، والكلمات تضيع من فمها.
حسنا وباقى اخوتى ماذا سوف تفعلون معهم؟
كيف سوف يحدث ذلك الأمر مع وجود عدم رغبتهم فى البيع؟
قالوا لها هذا الامر لا يهمك انتى على الاطلاق، فا هذا عملنا نحن ونحن من سوف نتصرف به.
المهم الآن أن توافقى انتى واتركى الشئ الباقى علينا نحن سوف نتصرف به، وكان مصطفى جالسا معهم ويستمع إلى حديثهم لانه من الأساس يعمل لصالحهم وكان يخدع سيلين طوال هذه الفتره.
ذلك المخادع تقرب من سيلين بأمر من عمها لكى يقنعها طوال الفتره الماضيه بأن تبيع لأعمامها المتجر وان تنهى كل ذلك الصراع، ولكن سيلين لم تفهم حقيقه امره بعد.
فا قالت له سهير بعد أن فكرت قليلا وارادت أن تنتهز تلك الفرصه لصالحها.
حسنا يمكننى أن أفعل ذلك الأمر ولكن بشرط واحد.
سألها وماذا يكون هذا الشرط يا ترى؟
قالت لهم وهذا الشرط هو أن يتقدم مصطفى لخطبتى ويطلب الزواج منى انا، وذلك فى منزلى وبوجود جميع أفراد عائلتى واولهم اختى سيلين.
واذا حدث وطلب أن يتزوج بى ونفذ ذلك الشرط، سوف افعل لكم ما تريدون وليس ذلك فقط، بل سوف اقوم بأقناع اخى سعيد أيضا، فا هو يمر فى تلك الأيام بضائقه ماليه ويريد اى نقود لكى يتمم زواجه.
وهناك أيضا شادى وسلمى، يمكننى أن احاول معهم ويمكننى أيضا أن اقنعهم
والان لقد فعلت ما على، ها ما هو ردكم هل توافقون على ذلك الاقتراح؟
صمت الجميع وظالوا ينظرون إلى بعضهم البعض فى دهشه، فا لم يدرك أحد أن ذلك سوف يكون مقابل لما يريدون منها أن تفعل.
لقد فاجئتهم وأكثر من تفاجئ با الأمر هو مصطفى من هول الشئ الذى أخبرتهم به سهير، لم يصدقون انها بكل هذا السوء لأختها، وهذا ما يحتاجون له يحتاجون إلى شخصا ما فى ذلك المنزل يكون ليس لديه ضمير لكى يساعدهم فى الأمر الذى يريدون أن يفعلوا، ولن يجدوا افضل من سهير لكى تفعل لهم ما يريدون.
ولكن مصطفى لم يوافق فى البدايه ووجد أن الأمر من المستحيل أن يحدث من جميع الجهات.
فا قال لهم لا لا أستطيع فعل ذلك الأمر فا انا لست مستعداً للزواج فى ذلك الوقت ولا اى وقت، ولما اتزوج وانا هكذا اعيش كيف ما يحلو لى أن اعيش.
واتى بشخص يفرض على اشياء ويسألنى اين كنت وماذا كنت افعل، وبعد مرور بعض الشهور افاجئ بالحمل والأطفال!
لا ارجوكم اعفونى من تلك المهمه واتركونى كما انا، إلى أن أصل إلى حل مع سيلين وسوف يأتى عليا اليوم الذى سوف أقنعها فيه بالبيع، انا لا احب القيود والزواج سوف يقيدنى.
ضحك صلاح وقال، وما ذلك الشئ الذى سوف يقيدك فى هذا يا سيد مصطفى!
إذا كان الزواج على الجاهز ولم تغرم به جنيها واحدا؟
فا جميع تكاليف تلك الزيجه على حسابى انا، طالما أن سهير سوف تقدم لنا تلك الخدمه العظيمه، فا هى سوف توفر لنا مجهودا وتعبا كثيرا إذا صدقت وفعلت لنا ما أخبرتنا به.
ولذلك الأمر من الواجب علينا تنفيذ لها ما تتمنى، طالما أنها سوف تنفذ لنا ما نريد.
وانت يا مصطفى لا تنسى بأنك تعمل لحسابنا نحن وتأخذ اجرا كبيرا مقابل ذلك العمل، والمطلوب منك هو أن تنفذ ما نأمرك به لأن ذلك هو عملك والذى تؤجر عليه مثل ما أخبرتك من قبل، واذا كنت لا تريد فقط أخبرنا الان ونحن نتصرف ونأتي بشخص آخر غيرك.
نظر مصطفى بعد أن فكر فى حديث السيد صلاح له، فا إذا تركهم مصطفي مثل ما خيره السيد صلاح، فا اين سوف يجد عملا مثل ذلك؟
فا هو يأخذ منهم أموال طائلة فقط مقابل أن يتحدث مع سيلين ويخدعها، والان سوف يتزوج دون ما يغرم شيء، فا إذا ماذا يوجد افضل من ذلك!
وقال لنفسه انا سوف اكون شخص فى منتهى الغباء إذا رفضت ذلك العرض.
فا قال له مصطفى، وماذا عن سيلين حينما تدرك الموقف وتعلم بأننى شخصا غادر وكاذب، ماذا سوف يحدث الم تفكرون فى ذلك الامر؟
سوف يهدم الحب الذى بنته معى خلال عامين قد مضوا، وماذا قد كسبنا من هذا الأمر برمته، إذا نفذت حديثكم وذهبت لكى اطلب يد أختها الان؟
ضحك عطيه وقال له، لا تهتم لأمر سيلين فا نحن نريد أن نجعلها تشعر با الصدمه، وما زالت سوف تشعر بها حينما تنفذ سهير وعدها معنا وتقوم بأقناع إخوتها با البيع الذى نفعل كل ذلك لأجله..
فا سوف نجعلها تدفع ثمن رفضها ذلك لنا غالى جدا.
يتبع