الفصل 63

انتبه عندما احتضنته فجأة من الخلف فأنهى المكالمة واستدار إليها آخذا إياها في عناق حار وهو يقول:
_ حبيبتي لقد استيقظت كيف تشعرين الآن؟


تمسكت به بشدة بينما حملها بين ذراعيه لتهمس:
_ لقد فقدت الأمل في قدومك لماذا اختفيت دون أثر وتركتني أواجه كل شيء بمفردي.

تحسس الكدمة على وجنتها وهو يجيب بأسف:
_ مهما قلت لن يمكنني التعبير لك عن أسفي أنا حقا أكره نفسي لأنني تركتك من دون حماية، لم أتخيل أن الأمور ستأخذ هذا المجرى، لن أتركك بعد الآن سآخذك معي أينما أذهب، أنت ودييغو لن تفارقاني أبدا.


قبل شفتيها بحب وبادلته القبلة محاولة نسيان الألم الذي عانته.

جلس على الأريكة وأجلسها في حجره قائلا:
_ أنجيل أنا آسف لما سأقوله لكن بما أن كل شيء قد ظهر للعلن سأتحدث، والدتك لحفظت آخر أنفاسها وحيدة كانت تتمنى رؤيتك وإخبارك أنها أحبتك لكن.

انتابها حزن عميق وهمست:
_ لقد كنت عنيدة ولم أصغ إليك حينها، أنا أدرك ذلك الآن.

ربت على ظهرها بحنان قائلا:
_ حبيبتي لقد تركت لك هذه الرسالة.


أخذت منه الرسالة بيد مرتعشة وفتحتها بينما ضمها إليه قرأت الرسالة بعيون دامعة:

"حبيبتي أنجيلينا، ربما الوقت متأخر لكنني أردت أن أخبرك لمرة واحدة على الأقل أنني أحبك، لم أرد أن أمنحك تلك الحياة التعيسة، لم أكن راضية عن نفسي.

لقد كرهت نفسي لأنني أنجبتك في تلك الظروف وجعلتك تشاركينني تلك الحياة القذرة، في كل مرة كنت أنظر فيها إليك كنت أرى أنك ملاك وأنك تستحقين العيش في ظروف أفضل، كنت تستحقين أمّا أفضل مني.

لقد كنت بريئة وجميلة لقد كنت أجمل شيء حدث في حياتي وأردت حمايتك بأي ثمن، كل ما فعلته كان من أجلك وصدقيني لو أنني عثرت على طريقة أخرى لأضمن لك بها حياة كريمة لفعلت.

في اللحظة التي شعرت فيها أنك في خطر لم أتردد لحظة في قتل ذلك الرجل، لم أتحمل أن تتأذى طفلتي الوحيدة حتى لو عنى ذلك أن أقضي عشرين سنة من حياتي في السجن.

لكن على الأقل لقد تمكنت من التواصل مع والدك وجعله يأتي للعناية بك، وبفضل ما حدث أنت الآن تنعمين بالحياة التي تستحقين، صدقيني أنا لست نادمة على شيء وأنا سعيدة لأنك بخير ولا أريدك أن تندمي على شيء أيضا، كوني سعيدة وعيشي حياة طويلة.

لقد سمعت أنه صار لديك طفل، مؤكد أنك أم رائعة على خلافي، أيامي صارت معدودة بسبب مرضي وقد كنت أتمنى أن أراك مرة أخيرة، لكن لا بأس سأغادر هذا العالم وأنا مطمئنة طالما أنك تملكين زوجا محبا وعائلة تعتني بك والدتك المحبة بلانكا."

انفجرت باكية بينما احتضنها ويليام بحنان مربتا على ظهرها، إنه يدرك كم أن ألمها كبير ولا يسعه فعل شيء غير ضمها إليه.

بعد بكاء طويل استرخت أخيرا وهمست:
_ ويليام أنت تعلم كل شيء عن حياتي في الماضي، أليس كذلك؟

اعترف لها قائلا:
_ أجل لقد انتابني الفضول بعد شجارك مع والدك وطلبت من مارسيل البحث وعلمت أن والدتك في السجن وذهبت لمقابلتها، صحتها لم تكن جيدة وكانت تقضي آخر أيامها ثم توفيت بعدها بقليل، كان ذلك سبب غيابي.

شعرت بالتعاسة أكثر وهمست:
_ لكنك لا تعلم بخصوص الحادث الذي تعرضت له.

مع أنه يعلم بالفعل إلا أنه يريد سماع ذلك منها مباشرة فهمس:
_ يمكنك إخباري إذا أردتِ.

مع أن الأمر يؤلمها إلا أنها همست:
_ أمي اعتادت إحضار زبائنها إلى المنزل وأثناء ذلك كانت تخبرني أن أبقى في غرفتي وأغلق الباب بإحكام.

في تلك الأمسية أمي كانت خارج المنزل وأنا كنت رفقة السيدة جينيفر لكنني رغبت في العودة إلى المنزل، لم أتخيل أبدا أن ذلك الرجل كان يراقبني.

كنت في المنزل عندما سمعت صوتا واعتقدت أنها أمي، فأسرعت بالذهاب إليها لكنني صرخت بخوف عند رؤيته، أرعبه ذلك فوضع يده على فمي يمنعني من الصراخ، أصبت بالدوار ولا أتذكر ما حدث بعدها فقط استيقظت في المستشفى وأبي كان هناك.


تطلعت إلى ويليام بحزن ليقول وهو يربت على شعرها:

_ والدتك أصيبت بالفزع عندما سمعت صراخك وأسرعت لتجد ذلك الرجل يحاول تكميم فمك ودون وعي منها أخذت شيئا حادا وطعنته عدة مرات إلى أن أردته قتيلا، هذا ما أخبرتني به لقد قامت بحمايتك.

نزلت دموعها بهدوء وهي تجيب:
_ أمي هي من أنقذتني، لولاها كنت.

طبع قبلة على جبينها لتضيف بألم:
_ عدم تذكري لتفاصيل الحادثة جعلني خائفة، أنا حقا لم أكن أعلم ما الذي حل بي ولم تكن لدي الجرأة لأسأل أحدا، تمنيت لو أصارحك بذلك قبل الزواج وأنه من الممكن أنني لست.

أحاط وجهها بيديه قائلا:
_ أتذكر أنك كنت خائفة جدا ليلتها، لكن بمجرد أن انتهينا، أنت ذرفت دموع الفرح وعانقتني بقوة، لقد كنت تعيشين معاناة كبيرة لكنني لم ألاحظ ذلك، أنا حقا آسف.

هزت رأسها نفيا وأجابت:
_ لا تعتذر كان علي فقط إخبارك، لكنني كنت خائفة من أن ترفضني.

أسند جبينه إلى جبينها لتضيف:
_ ويليام الظروف التي عشتها والحادثة جعلاني أخاف من الرجال، كما أنني لم أكن راضية عن أسلوب حياة والدتي، رؤيتها وهي تحاول التقرب من الرجال وإغوائهم ومغازلتهم كان أسوأ شيء، لذلك أنا لم أرد أن أكون مثلها لذلك لم أحاول يوما مغازلتك ولم أبادر يوما بالتقرب منك، لم أردك أن تعتبرني امرأة رخيصة أتمنى أنك تفهم موقفي الآن.

أحاط خصرها وجذبها إليه قائلا:
_ أنا أفهم ذلك تماما أؤكد لك، لكن كوني واثقة أنني لن أعتبرك أبدا امرأة رخيصة إن حاولت إغرائي يوما، لأنك ببساطة زوجتي والوحيدة التي يحق لها ذلك.

توردت وجنتاها خجلا وردت:
_ أنا حقا آسفة على الأوقات التي رفضتك فيها، كنت قد فقدت ثقتي في نفسي وفي النتيجة لقد جعلت علاقتنا تسوء وحدث كل ما حدث.

ابتسم وهو يجيب:
_ لا أعتقد أن ما حدث كان في صالحنا لولا ذلك لما تمكنا من معرفة بعضنا بشكل أفضل ولما أدركنا عمق مشاعرنا اتجاه بعضنا، والأهم أننا تمكنا من تجاوز المشاكل التي كانت تعكر زواجنا.

من الآن فصاعدا علاقتنا ستكون مبنية على أسس متينة أساسها الحب والصدق لن نخفي شيئا عن بعضنا اتفقنا.

أومأت برأسها إيجابا ثم تذكرت شيئا وقالت مترددة:

_ على ذكر ذلك لقد اكتشفت أن فرانس هو من كان يراسلني وقد اعترف لي بحبه وحاول إجباري على مبادلته الحب.

شحبت ملامح ويليام وهو يسمع ذلك، لقد حاول مراعاة ظروفها ولم يؤنبها على الذهاب إلى شقة فرانس وتلك التمثيلية اللعينة، لكنه لا يستطيع كبح نفسه أكثر.

أفلتها ثم رمقها ببرود وقال:
_ تصرفك بالذهاب معه كان خاطئا.

أومأت برأسها إيجابا ليضيف والغيرة تأكل أحشاءه:

_ هل لمسك؟ هل فعل شيئا خاصا؟

تطلعت إليه بحزن وأخبرته مجبرة بكل ما حدث بينهما هي وفرانس، لكن حتى وهي تؤكد له أنه لم يحدث شيء خاص، الغيرة كانت تقتله ومؤكد أنه لن يسامح فرانس على ذلك.

رمقها بحزن وقال بصوت مخنوق:
_ أنجيل أنت متعبة الأفضل أن تأخذي حماما لتسترخي ثم تعودي للنوم، سأطلب لنا العشاء لاحقا.


في ذلك الوقت صدمت ريبيكا وهي ترى المقاطع التي انتشرت لخطيبها في مواقع التواصل، مستحيل! هل هذا يعني أنه فشل في الانتقام من أنجيل؟

عضت يديها من الغيظ وهي تفكر أن عليها إيجاد طريقة للهرب، مؤكد أن ويليام لن يغفر لها، لقد رأت الرغبة في القتل في عينيه لم تتخيل أبدا أنه سيعامل امرأة بعنف لكنه ضربها بقسوة فعلا.


أنهت أنجيل الاستحمام وارتدت المبذل وهي تفكر ويليام حزين جدا، إنها حقا تلوم نفسها على الذهاب إلى شقة فرانس لكنها لم تكن تتخيل أن الأمور ستأخذ ذلك المنحى.


تناولا العشاء معا في صمت ويليام يحترق من الداخل، إنها تدرك ذلك ليتها تتمكن من إخماد الحريق في داخله.

بعد العشاء أمرها بالذهاب للنوم وتولى هو تنظيف المطبخ.

جلست على السرير وهي تفكر، كرامته كرجل جرحت، ماذا يسعها أن تفعل لتشفي جرحه؟ هي لا تحتمل رؤيته هكذا.

فكرت للحظات قبل أن تتخذ قرارها.

كان جالسا على الأريكة يفكر في ما حدث، من جهة فرانس كان صديق طفولته وقد نشآ معا وصار صديقه المقرب، هو لم يرد أن يجد نفسه في موقف مماثل وبغض النظر عن كل الأذى الذي تسبب فيه فرانس هو عاجز عن كرهه، إنه يتعاطف معه في مكان ما من قلبه، في النهاية لا أحد يختار من يقع في حبه.


كما أنه يحاول ألا يلوم أنجيل لقد مرت بوقت عصيب وليس من العدل لومها، حتى لو كانت مخطئة بالفعل هذه المرة، لكنه يتحمل جزء من المسؤولية أيضا لأنه لم يخبرها عن مشاعر فرانس، ومع ذلك ومهما حاول إقناع نفسه، التفكير في أن رجلا آخر عانق حبيبته وحاول لمسها هذا يثير جنونه وللأسف ليس هناك ما قد يخفف من غيرته.

استفاق من أفكاره عندما شعر بأنجيل تضع يديها على كتفيه برفق وتهمس:
_ لقد عدت من رحلة طويلة مؤكد أنك متعب.

دلكت كتفيه برفق وسمح لنفسه بالاسترخاء، أغمض عينيه محاولا طرد الأفكار المزعجة من رأسه.

تفاجأ عندما فتحت أزرار قميصه ببطء ولم يستطع منع نفسه من التحديق في عينيها، وما جعل قلبه يتسابق أنها لم تتفادى نظراته هذه المرة عيناها تعلقت بعينيه.


تحسست صدره بخجل بينما همس لها:
_ أنجيل لا تجبري نفسك، أخبرتك أنا أتفهم ما مررت به.

ابتسمت له وهي تجيب:
_ أنت زوجي، أنا فقط من يحق لها فعل ذلك.

ابتسم رغما عنه بينما طبعت قبلات صغيرة على عنقه وأحس بأنفاسها المتسارعة على بشرته.

لم يستطع منع نفسه من عناقها قائلا:
_ تبا أنا لست زوجك.

ثم أخذ شفتيها في قبلة حارة ليحلقا معا في عالمهما الخاص.


فتحت أنجيل عينيها بكسل وابتسمت وهي تشعر بحضن ويليام الدافئ مع أن ملامحه لم تكن واضحة لها، لكنها تحسست قسمات وجهه بيدها.

ليلة أمس حملت الكثير من السعادة لهما وقد أدركت أنه ليس من الصعب عليها القيام بالخطوة الأولى ومغازلة زوجها.

يبدو أن خوفها كان بلا مبرر في النهاية، ويليام يحبها وكان يتوق إليها، لن تنسى أبدا النظرة في عينيه بالأمس وهي تقبله.

لقد كان يتمنى أن يشعر بحبها له ،إنها حقا تلوم نفسها لأنها حرمته من ذلك لأكثر من ثماني سنوات لاشك في أنه يحبها ليتحمل كل تلك المدة في صمت، من الآن فصاعدا ستبذل جهدها لتعوضه عن ذلك.

إنها مدينة له بكل شيء، كان لها سندا وصديقا وزوجا وحبيبا وكل ما تريد، لن تنكر أنه جرحها في كثير من الأحيان لكن تلك الجراح جعلتها أقوى وجعلتها تتغير للأحسن، هي لم تعد خائفة وقد تخلصت من خجلها وترددها.


أخذت هاتفها بهدوء والتقطت صورة لهما معا.
ابتسمت ودونت في مفكرتها على الهاتف:
_ يوم جديد بداية جديدة مع حبيبي ويليام.

تحسست صدره برفق وهي تفكر، نومه في العادة ليس ثقيلا، لكنه أنهك بسبب رحلته الطويلة واضطراره للعودة.

اقتربت منه بهدوء مقبلة شفتيه بلطف هو كان يحب إيقاظها بهذه الطريقة.

تململ وفتح عينيه وابتسم لها لتهمس في أذنه:
_ صباح الخير، هل حظيت بالراحة الكافية؟

أحاط خصرها وجذبها إليه أكثر وهو يجيب:
_ أجل لكن هل ما يحدث حقيقي؟ أنا عاجز عن التصديق، حبيبتي التي فقدت الأمل منها قررت أخيرا إظهار حبها لي، لا شك أنه حلم.

تجهمت ملامحها وهي ترد:
_ ليس حلما لكن لقد فكرت كثيرا في الأمر خلال غيابك، ويليام لن أمنحك الفرصة للتفكير في الذهاب إلى امرأة أخرى مجددا، سأمنحك الحب والاهتمام اللّذيْن تحتاج لذا رجاء عدني أنك لن تنظر إلى غيري ابدا.

نظر عميقا في عينيها بينما تحسس ظهرها وهو يجيب:
_ لن أفعل أعدك سأكتفي بك لبقية حياتي، أقسم لك أنا مجنون بك يا أنجيل.

تذكرت شيئا مهما وهمست:
_ طوال السنوات الماضية لم أقل ذلك بشكل لائق.


تطلع إليها بينما دفنت وجهها في صدره وهمست له:
_ ويليام أنا أحبك، أحببتك في الماضي وسأحبك للأبد، أنا آسفة على إهمالي لك وآسفة على الهرب منك ولأنني جرحتك دون قصد، أعدك أن يتغير ذلك كله.

خفق قلبه بشدة وهو يسمع ذلك إنه حقا سعيد للتفكير في أنها في حضنه مجددا، إنه أشبه بالحلم بعد كل ما مرا به، لقد مرت أوقات كثيرة اعتقد فيها أنه خسرها للأبد، لكنها حقا نائمة بين ذراعيه وتغازله.


طبعت قبلات صغيرة على صدره وعنقه ليهمس:
_ حسنا أنا أتوقع قدوم أخ لدييغو في أقرب وقت.

رفعت نظرها إليه وردت:
_ لست متأكدة من ذلك.

ضحك لسماع ذلك بينما تحسس كتفيها وهو يهمس لها:
_ اليوم سيكون يوما خاصا هناك خبر سار في انتظارنا.

تطلعت إليه بعدم فهم وهو يضيف:
_ لقد قمت بمعاقبة الشخص الذي تسبب لك في كل ذلك الأذى.

تغيرت ملامحها وهي تتذكر محنة أمس، بينما اعتدل في جلسته وضمها إليها وهو يقول:
_ ريبيكا وخطيبها اللعين أخذا جزء صغيرا من العقاب.


قرأت الأخبار عن المقاطع التي انتشرت للوكاس وشحبت ملامحها لتقول:
_ ويليام ريبيكا لم تتعرض لشيء مماثل أليس كذلك؟

أطلق ضحكة وأجاب بتسلية:
_ لنرى، حسنا في الواقع لقد سمعت أنها وقعت معك عقدا وحاولت تهديدك باستعماله، مبنى الوكالة كبير ومن الصعب إيجاد العقد، لذلك قررت التخلص من المبنى بأكمله اختصارا للجهد.

بدت مشدوهة وهو يريها الصور على هاتفه، لقد اندلع حريق مهول في المبنى بأكمله ولم يبقى سوى الأنقاض والرماد.

ابتعدت عنه وهي تقول بلوم:
_ أعلم أنهما أخطآ لكن.

أظلمت ملامحه ورد:
_ هل تتعاطفين معهما أم ماذا؟

أحنت رأسها وأجابت بحزن:
_ لا أنا لا أتعاطف معهما كنت لأكون في صدارة الأخبار لولا إنقاذك لي، لقد استحقا ذلك لكن ما يحزنني هو أنك صرت رجلا قاسيا مثل أبي تماما، أنت على علاقة برجال المافيا أليس كذلك؟


زفر بعصبية ورد:
_ أجل لقد صرت واحدا منهم ولدي مكانة مهمة أيضا، أنا أحتاج إلى ذلك وإلا ما كنت لأستطيع الوقوف في وجه والدك وما كنت لأستطيع حمايتك وحماية دييغو، أنجيل إذا كنت ستحاولين إقناعي بتركهم فلا تتعبي نفسك.

أدارت ظهرها وردت بحزن:
_ إنهم مجموعة من المجرمين وأنت واحد منهم، أنا لا أتحمل ذلك، الرجل الذي أحبه.

احتضنها من الخلف قائلا:
_ أنجيل الرجل الذي تحبينه سيظل كما هو ولن يتغير، أقسم لك كل ما أفعله هو لحمايتك وحماية ابننا.

أدارها لتواجهه بينما تمنت أن يكون كلامه صحيحا سوف تصدقه لأن هذا ما تريده، مع أنها أكثر من يدرك الخطر الذي يحدق بكل من يختار هذا الطريق.

أومأت برأسها بينما لم ترقه النظرة الحزينة على وجهها.

مد يديه يدغدغها برفق وضحكت رغما عنها، ولم يفلتها إلا عندما شعر أنه لم يعد بإمكانها الاحتمال.


حدقت فيه بعيون قلقة وأدرك أن لديها ما تقوله انحنى إليها بينما سألها:
_ حبيبتي هل هناك ما يزعجك؟

..نظرت مباشرة في عينيه وقالت:
_ الواقع لقد دست على مبادئي من أجلك فقط لأنني أحبك قررت الوثوق بك، رغم عدم حصولي على إجابات حتى أنني سلمتك نفسي بالرغم من أننا لم نعد متزوجين، ويليام لنضع حدا لذلك بما أن أغلب خلافاتنا قد انتهت، يجب أن نتزوج خاصة مع احتمال قدوم طفل آخر.


توترت وهي ترى ابتسامته الساخرة وهو يرد:
_ لا أرى داعيا لذلك نحن سعيدان، أليس كذلك؟ أخشى أننا إن تزوجنا سنختلف مجددا.

آلمها سماع ذلك منه وتفاجأ عندما أبعدته عنها وارتدت مبذلها قائلة بغضب:
_ ويليام أنت حقير أنا أكرهك.


راقبها وهي تدخل الحمام ثم انفجر ضاحكا، صدقا لقد كان ينوي مفاتحتها في الموضوع، لكنه فجأة رغب في رؤية ردة فعلها إن رفض.


تنهد بارتياح وخطر له أن عليه أن يطلب يدها بطريقة لائقة، ربما سيصطحب ابنهما دييغو معهما أيضا سيكون سعيدا برؤية والديه معا، لكن الأهم أن يحتفظ بالأمر سرا لتكون مفاجأة لها.

في ذلك الوقت ريبيكا كانت منهارة لا يمكنها تصديق أن كل ثروتها قد ضاعت في رمشة عين.

وكالتها تحولت إلى رماد، ويليام مؤكد أنه وراء كل ما حدث، كيف عليها أن تتصرف؟ مؤكد أنه ينوي معاقبتها ولن يكتفي بالوكالة، عليها إيجاد حل للخروج من هذه الورطة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي