الفصل الثالث عشر

ذهب «فاثونيت» مجددًا ليشرب حساء مع الملكة كنوع من الضيافة الملكية، وترك بيلانا خارجًا تبحث عن جناح الملكة وتعود لأخباره بالمكان حتى يفكروا في خطة جيدة للتسلل إليه وإخراج الكتاب منه.
ولكن حينما كان جالس تذكر شيء هام!!
إذا وقع ذلك الكتاب في الأيدي الخاطئة للمرة الثانية سوف تنتهي العوالم الثلاثه.
ولماذا «بيلانا» تخاطر بعمرها من أجل ذلك الكتاب؟
ليس لأنه أنقذها هذا ليس مقابلًا كانت تستطيع الفرار إذا فك معدن جليد، ولم يكن سيعثر عليها مجددًا.
نظر «فاثونيت» لجميع الحشود من حوله ومن ثم استأذن من الملكة لأن هناك شئ ضروري يريد مناقشته مع بيلانا ثم تحرك خارج القاعة ذاهبًا «لبيلانا» بسرعه البرق
كانت بيلانا وقتها تبحث بالخارج عنه حتى رأته فأعلنت شفتاها عن أبتسامة رقيقة مقتربة منه قائلة لهُ أنها وجدت الكتاب ويجب إن يذهبا على الفور، قبل أن يلحظ أحد ما اختفاؤه
لقد قالت له أنها وجدت الكتاب بداخل الغرفة بعد صراع هائل مع الجان كما يظهر على هيئتها؟
لما لم تنتظره!!
لقد أخبرها ان تنتظر قدومه، هل بالفعل تفكر في سرقة الكتاب والرحيل به؟!

كان رد فعله صادمًا ألقى على «بيلانا» تعويذة جعلتها تغرق في نوم عميق وأخذ الكتاب وهرب.
لم تستطع فعل شئ لم يكن بوسعها الحراك كانت تنام بفعل اللعنة لكنها تشعر بكل شئ يدور حولها شعرت بأقدامه تبتعد عنه تدريجياً وأقدام اخرى تقترب منها.
كُشف أن الكتاب سُرق وتم القبض على «بيلانا» التى كانت تود تقديم شكر لذلك اللعين الذي حررها من سجنها ولكن أين هي الآن هي ضحية الخيانة.

الخيانة مجددًا ومجددًا يجب ان تتعلم الدرس، يجب ان تدرك جيدا ان الثقة في هؤلاء الأشخاص غير مرحب بها لديها، تثق بهم فتخونها ثقتها، وتظل وحيدة كعادتها، لقد شعرت بالوحدة مجددًا ظنت أنه يحتاج المساعدة في مقابل ذلك تتحرر هي لكنه خانها تركها وأخلف بوعده واتفاقهما كم انكِ غبية يا بيلانا حتى تثقي بهؤلاء الأشخاص.

عندما وصل لمنتصف الطريق بدأت خطواته السريعة بالهدوء والتريث، حتى تذكر ذراع «بيلانا» المجروحة وهي تخبره بأمر الكتاب، كانت تستطيع الهرب ولا تنتظره وتأخذ الكتاب حينها ولكنها لم تفعل، أيضًا لقد رأى العديد من الجروح تملأ وجهها وزراعها كيف له لم يلحظ هذا الشئ.
ضرب جبينه قائلا:
- تبًا يجب أن أسرع يا لي من أحمق كبير.
ثم عاد لها حتى ينقذها مما وقعت فيه أومما اوقعها هو فيه.


عيناها الزرقاء كانت تراقبانها بحده، صرخت في وجهها:
- لما سرقه؟
ردت هي ببرود:
- لا أعلم.
قالت الملكة بغضب اكثر:
- ولكني اريده، أريد ذلك الكتاب خصيصًا.
قالت بيلانا بعد تنهيدة كبيرة:
- حسنًا أنا أعلم سر الكتاب هو ليس كتابًا عاديًا، أنه كتاب ملعون يلعن كل من يقرأ تعاويذه وإذا وقع بالأيدي الخطأ دُمر الجميع، لذا يجب ان يكون بالأيدي الآمنة ولكن لا أعلم إن كان هو الأمان أم لا بعد الآن!

سمعت صوتا يلهث من خلفها
- معها حق، أعتذر لتركك أنا أحمق.
نظرت اه نظرة خاطفة ثم أدارت وجهها ما لبث أن بدأ بالصراع مع الحراس وغلبهم بسهولة لم تستطع ابعاد انظارها عن تلك المعركة الكبيرة فهناك العديد من الحراس ةالعديد من الجان وهي مكبلة الآن بمعدن جليد ذلك اللعين حتي أشتدت المعركة كان يهزمهم بسهولة ولكن آتى أحد الجان من خلفه، هو لا يراهم لكن هي!! صرخت هي قائلة:
- إحذر خلفك جني.

صرخت به حتى تنبهه فأستمع لكلماتها المحذرة، تحرك بخطوات هادئة ناحيتها ونظر لها بأعين لامعة متأسفًا عما بدر منه، لكنها أدارت وجهها عنه، كانت نظرات الملكة زائغة تصرخ لباقي الحراس أن يأتوا سريعًا لكنها لا تعلم ان معظمهم مخدر والآخر قد تم القضاء عليه، قام فاثونيت بحركاته الرشيقة المعتادة وقضى على الجميع ثم أخذها من يدها وهي مربطة بمعدن جليد ورحل تحت صرخات الملكة «لميس» التي أصبحت وحيدة دون حراسها ولكنها لم تتركهم هكذا.

ارتطم وجه فاثونيت بشئ غير مرئي، كانت طبقة رقيقة من الألماس صنعتها الملكة كي تمنعهم من الرحيل، تركت عرشها ونزلت على الدرج قائلة:
- لست أحد الملوك العادين انا لميس ملكة مملكة الألماس ومن لم يعرفني خسر، ليس الماس ما يميز المملكة به والثراء الفاحش.
بعد بخلع رداء العرش الملوكي الخاص بها لتظهر مرتدية حلة من الماس تلتف حول جسدها وشعرها الأبيض يتموج خلف ظهرها، مع حذائها الطويل الألماسي كانت كأحد الجنيات الأسطوريات.
كان فاثونيت خارج من معركة قوية للغاية الآن ويبدو أيضًا ان لميس ليست بالشخص السهل، بدات بيلاما بتفعيل قواها الخاصة التي لا يستطيع معدن جليد منعها ورأت كل شئ في جسد لميس حتى أنها رأت نقطة الضعف بجانبها الأيمن ابتسمت وأقتربت من فاثونيت قائلة:
- هي لي، فك قيدي.
وبالفعل فكَ قيدها وبدأت معركة شرسة بعدما ابتعد عنهم هو، ليترك المجال للنساء.
بدأت بيلانا بإستعادة طاقتها وقالت:
- حسنًا لميس أرني أفضل ما لديكِ.
وبدأت معركة كبيرة بين بيلانا ولميس خسرت الإثنين معظم قواهم ولطن كانت بيلانا هي المتفوقة في تلك المعركة فالغضب من فاثونيت جعلها تفرغ كل قوتها في لميس.
وخسرت لميس واقعة على الأرضية تصرخ وتحاول الوقوف.


كانت تقترب أكثر فأكثر بالخنجر من رقبة هذا الرجل الذي لقبته بالخائن، رفعت يداها مرة واحده لتدفعها سريعًا بعنقه ولكن الصدمه هُنا!
أن الخنجر قد أصاب جذع الشجرة ولم تُصبه
غضبت «بيلانا» كثيرًا كان الخنجر في يديها وتلتف حولها وهي تقول:
-أظهر أيُها الجبان أشعر بطيفُك من حولي، سوف أنال منك سأقتُلك، أنتَ خائن.
لم تجد الجواب وظلت تُثرثر إلى أن سحب «فاثونيت» الخنجر من يداها وهو يقول:
- أنا من أنقذتك، تودين قتلي؟
هجمت عليه صارخه لكنه أوقفها بنظرةٍ من عينهُ قائلًا
- إهدئي
- كَيف لي أن أهدأ أنتَ من ورطني في تلك الجريمة منذ البداية أيها المخادع
نظر «فاثينوت» لها ببرود وقال:
- لم أفعل شئ فقط تركتك في مكانك
صرخت به «بيلانا»:
- أصمت أيها اللعين ودعني أنال منك، حرر قيدي.
ذهب إلى الشجرة يسترخى عليها مرة أخرى وهو يقول:
- أنا أفعل ما اشاء
ظلت مُجمده كالتمثال أمامهُ وظلت تُثرثر لعدة من الوقت كان لا يُريد فك قيدها لأنها بالتأكيد سوف تُهاجمهُ وهو لا يريد إذائها.
ولكن في ظل ثرثاراتها هذه أوقفته اخر جمله قالتها:
- لماذا أنقذتني، مادُمت تحاول قتلي، أنتَ أحمق وانا أكرهك
نظر لها بحيرة وحاول أن يتظاهر بالغرور ولم يرُد عليها.

كانت تُثرثر بشدة مما أثار غضبه وألم في رأسه فجمدها لقليل من الوقت
كان يُفكر ما الذي يفعله الآن، معه الكتاب ولكن ليس مع اصدقائه؟!
أيخبر «ميدوس» حتى يحرر راني ولكن ميدوس بذات نفسه لا يستطيع تحريره لأنه سنعاني والسنعان والعنان لا يمكنهم دخول ذلك المكان!
كان يفكر ماذا إن عرفوا البشر أن الكتاب في عالمهم؟
إنهم أشد ذكاء من السنعانيين
هم يخترعون وهم يقلدون، هم يصنعون وهم يستخدمون، هم يكتبون وهم يغنون
البشر أذكى المخلوقات على وجه الأرض
نحن السنعانيين نعرف قيمتهم ربما أكثر منهم، نحن نشتهر بالذكاء وهم من يصنعوه
نشتهر بالسحر وهم من يهملوه
لأنهم فقط لا يحتاجونه، الحقيقة أن السحر من يحتاجهم، حتى أن المئة عام عندهم ينتهون ونحن نعيش على ذكراهم

في مكان آخر حيث يتحرك الفريق للذهاب إلى «إيلاف»
- لازلتُ لا أصدق أني رأيتكي!
ابتسمت «دارين» وربتت على كتفها ثم قالت
- ولا أنا ولكن ها نحن ذا أجتمعنا مجددًا بعدما أنهت «دارين» جملتها الأخيره تجمدت هي و «سُدم» كالتمثال، لا يستطعون التحرك! بدأت دارين بالغضب وحاولت التحرك كانت تحاول إعادة قواها المتجمدة تكره تلك الحركة تأتي علي غفلة.
نظرت «لوري» لـ«راني» بدهشة قائلة:
- ماذا يحدث لهم؟
ضحك «راني» مكركرًا:
- يجب أن نذهب لتلك الثالثه، يبدو أنها تسقط في العديد من المشاكل.

ثم ألقى عليهم تعويذة أعادت لهم الحركة من جديد، لا يُغيب عن عقل «راني» أن تلك القدره على تقيد الشخص دون ظهور أي قيد من حوله، لا يَملكها إلا عناني ساحرًا من معشر عنان وعلم أن النهاية أقتربت.

في عنان.

كانت الأمور تتدهور أكثر قام الوزراء بإرسال إستدعاء لـ«فاثونيت» أن إحدى الممالك تهاجم ويبدو أنه تم السيطرة عليها وتريد السيطرة على الباقى حتى تستولي على عنان بأكملها!
لأول مره يشعر «فاثونيت» بهذا العجز والضعف، أخذ «بيلانا» المقيدة معه إلى عنان. كان جالس على عرشه برفقة أهم مسؤلين دولتة فقال:
- الحرب هى الحل الوحيد.
قال أحد الجالسين:
- لكننا لا نستطيع الآن، نحن الطرف الأضعف في تلك الحرب بلا ريب، لا تنسى من يقود تلك المعركة

تنهد «فاثونيت» وهو يتذكر قول احد الوزراء له أن الساحر «جليد» قام بحشد جيش للإستيلاء على عنان!
يبدو أنه علم بأمر الكتاب، وان الكتاب الآن في عنان تنهد ثم قال في غضب:

- إذا أخبرني ما الذي يمكنني فعله الآن
قالها أحدهم يُتمتم بخوف:
- أن نطلب الدعم من الملك «ميدوس»، ذلك الحل الوحيد
طرفه «فاثونيت» بإحدى عينيه بكل غضب ثم قال
- لا أعتقد ان العم «ميدوس» سوف يساعدنا لقد طردنا آخر مرة ولكن أن علم أنه لأجل الكتاب أعتقد سيقبلُ بالأمر!
ما رأيك أيتها الثرثارة؟

فك قيد لسانها ليدعها تتحدث فلم ترد عليه، أقترب منها بهدوء قائلًا:
- بيلانا عزيزتي ماذا حدث هل أكل القط لسانكِ؟
ابتسمت بسخرية وقالت:
- لا ولكنك على وشك الوقوع أيها الفارس الهمام فالمملكة الأخرى وقعت هي أيضًا.
وبالفعل أتاه خبر وقوع مملكة أخرى من الممالك تذكر قولها حين قالت انها تستطيع معرفة الحروب ووقت وقوعها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي