الفصل الخامس عشر

كانت «سُدم» تجلس بجانب «إيلاف» ولا تتحدث بشيء، كانت تريد الإستماع لما يفكر به حاولت ومحاولتها بائت بالفشل فقد كان أيلاف على دراية تامة بقواها ويعلم جيدًا قدرتها على قراءة الأفكار والشفاء لا ينسي ذلك الفخ الذي اوقعته به حين قابلها اول مرة.
- يا سيد أرجوك لقد سُرقت كل امتعتي لا اعلم ماذا أفعل.
أقترب منه أيلاف بحذر وقال:
- احكي لي ما حدث هيا؟
بدأ الرجل بقص كل شئ حيث قال بنبرة خبيثة لم يلحظها إيلاف ان هناك إحدى الفتياة غافلته في نومه وسرقت جميع حاجياته عندها شعر
لكنه كان يعرف قواها فبكل بساطه لم تستطع تفسير جملة واحده يفكر بها، كان يفكر بلغة غريبه لم تستطع تفسيرها حتى الآن فقالت:
- بمَ تُفكر؟
أجابها بسرعه مفرطة:
- لا شيء
قالت مُصره
- أريد معرفة ما تُفكر
قال بجديه غير معتاده
- لا اعرف، حقًا لا اعرف شيء
تفهمت ذاك الشُتات وأصرت على شفتيها بغيظ ثم قالت تغير مجال حوارهم:
حسنًا، أنتَ كنت امير إذا هل اناديك سمو الأمير!!
كانت تشاغله وبدأ حديثهم يأخذ الكثير من المنحنيات حتى أخبرها بطفولته وأخبرته هي أيضا.
هي كانت تعاني من عائلتها وعندما ماتو اشتاقت إليهم كثيرًا.
وهو بعد والده تأثر به أيضًا وبعد أصدقائه قصص وقصص متشابهه.


ها هي «بيلانا» تترك ذلك المكان المقزز بأجقدامها..
تترك السجن لتذهب لأرفه مكانٍ في القصر، لا تعرف اتشكر قواها التي هي سببًا في تحريرها أم تشكر نفسها على تحمل تلك القوة، كان لأول مره ترى تلك الأجواء الغريبة التي لم تراها في أي قصر قبل الآن، فهي تسللت للكثير من القصور قبل لكن شيء كذلك كان تقرأه في بعض كُتب تأملاتها
ورغم ذلك كان الحزن واضح في كل مكان، الأشجار والأزهار الجميلة تبدوا يابسه والأرض تبدو جافة وشاحبة وكل والفتيات التي قابلتهن تعاني من اللون الأسود تحت عينيها، ربمَا هي أيضًا
لكنها تعرف السبب، السبب كان حربًا في داخلها ويبدو أنه نفس السبب هُنا ايضا
لكن الغريب أنه شخص بهذا الظلم والوحشية كيف أنها ترى الحُب الخالص في قلوب الجميع.. الجميع؟
حقًا الجميع؟
أكثرهم فتيات، لا تتأملي ثانيًا يا «بيلانا» ولا تدققي بإهتمام سواء في الحرب القادمة..
ذهبت إلى تلك الغرفة الشامخة المبزره في جمالها ولم تهتم كثيرًا فيكفي ما رأته من جمال في الخارج ثم ألتفتت إلى ذلك السرير المُلفت
تأملته بيديها اولًا لتتأكد من صحته
فهي مازلت لا تثق «بفاثونيت»
وعندما أطمئنت ركضت عليه كالأطفال وغفلت بعد ثوانٍ من شدة الإرهاق.

                         ***
جاء الصباح واشرقت الشمس لتيقظ الجميع استيقظت.«دارين» اولهم ثم امسكت بإحدى الكتب الفارغة تدون كل ما حدث كان عادتها دائمًا ان تسجل اي شيء مهم يحدث معها.
استيقظت «لوري» بعدها فركت عينيها وناظرت «دارين» التي تكتب و لكن شيء واحد صدمها وجعلها مشتته!!
تلك المدونه في يد «دارين» تشبه للمدونه التي دائمًا ما يقرأ فيها «أذيب»!!
اقتربت «لوري» منها قائلة:
- ماذا تفعلين؟
-ادون الأشياء المهمة

عادت لها ذكرى أن «أذيب» دائما ما كان يمسك مدونه تشبه تلك ودائما ما كان يبكي، اهناك صلة بينها وبين «أذيب» أم هل وقعت المدونة في يده وعلم ماضيهم لذا أراد تغيره؟!

استيقظت «سُدم» و ذهبت بجوارهم، جلس الفتيات معًا في انتظار استيقاظ الآخرين هناك رحلة تنتظرهم.
تحدثت الفتيات في مواضيع مختلفة.
وتحدثت «لوري» عن «أذيب» وحبها له وشبهته «براني» وبعناد «دارين» وقالت ضاحكة:
-إذا كان أحد آخر لقال أنه ابنكما المستقبلي من كثرة التشابة
ضحكت الفتيات لكن «لوري» عقدت لسانها حينما جالت الفكره في رأسها!!
ابنهم!


في الجانب الآخر استيقظ «راني» و «إيلاف» كانوا يتحدثون ويراقبونهم
- على من يتحدثون؟
قالها «إيلاف» وهو مستند على الصخرة بظهره ويرفع ذراعه في الأعلى بلا مبالاه
فوضع «راني  قدمًا على الأخرى في تكبرٍ وهو في نفس وضعيه «إيلاف» ثم رفع ذراعه هو الأخر لكن على رأسه وقال ببرود
- ربما عني، فأنا مُثير جدًا
ضحك «إيلاف» في سخريه واضحة ثم قال وهو يسخر منه
- هذا مقلب كبيرًا في نفسك يا «راني»
ابتسم راني بسخرية أكبر ثم قال
- حسنًا لنفترض ذلك، ما الذي يهمك في الأمر
قال «إيلاف» بضحك
- أحب أن أسخر منك
نظر إليه بغضب ثم نظر للأمام مرةً أخرى وضحك هو الآخر.

كانت «سُدم» تقول لـ«لوري»:
- اذًا فسري لي، ماذا يعني أنك تحبين شخص وكيف أنه لا يحبك ثم يوكلك بمهام قويه وكيف أنه لا يعتبركِ شيء في حياته ثم يقبلك قبل آخر مهمه!!
نظرت إليها «دارين» ثم قالت:
- هناك شيء اكبر من ذلك، لا تثرثري يا «سُدم»، هيا «لوري» اخبريني ما هو الشيء الأكبر؟
نظرت إليها «لوري» في غيظٍ ثم تركتهم وغادرت، لتعود بعد قليل وتقول
- لا يمكنني إخباركم لكنني اريد حل، هل أعود بعد إنتهاء مهمتي؟ أم اتركه وأغادر ولا يراني مرة أخرى؟
قالت «دارين» ببعض الحكمه
- عودي لكن..لا تجعليه يشعُر بوجودك كقبل، أجبريه على أن يعترف إليكِ بحُبه وحده ولا تعطيه من أهتمامك لأنه لا يستحق ابدًا..
قالت معترضه بوضوح وجديه
- كلااااا، «أذيب» يستحق
نظرت «دارين» و «سُدم» إلى بعضهم في صدمة، لم يكن بسبب سذاجتها و إنما لسببًا آخر لا يعرفه سواهم.
السبب هو الحب يا سادة.

                       ***

في قصر «فاثونيت» كان يجلس «ميدوس» و «فاثونيت» ومعهم «بيلانا»، تحدث «ميدوس» قائلًا:
- لأنتهاء الكتاب نحتاج إلى الماء ولكن ليس ماءًا عاديًا بل ماء بلوري.
قالت «بيلانا» وهي ترفع حاجبًا:
-بلورى! كيف هذا؟
رد «فاثونيت» عليها قائلا:
- الماء البلوري لا يوجد إلا في مدينة الحب اليس كذلك، هو ماء لامع يشبه البلور قطرتين منها فقط قد تملئ دلو بأكمله يستخدم في إزالة السحر الفاسد والملوث بمعني أصح سيُنهي الكتاب

استأذن «فاثونيت»«ميدوس» ان يذهب هو و «بيلانا» لمدينة الحب لإحضار الماء المقدس أخذ «فاثونيت» قارورة مخصوصة لذلك الأمر و اخذت «بيلانا» واحده أخرى.

الفصل الثاني والعشرون:

ذهب الأصدقاء في رحلة دامت يوم ونصف على الأقدام لقصر «فاثونيت» عند البشر و عند وصولهم صرخت «سُدم»
- واخيرًا وصلنا
ابتسم «إيلاف» على طفولتها و قال للحارس الذي يقف على الباب:
-أخبر سيدك ان «إيلاف» ومعه ضيوف في الخارج
-سيدي ذهب لعنان، هناك حرب كبيرة تدور هناك، لقد تدهور الوضع.

صدم الجميع حرب في عنان!
جال في خاطر «سُدم» شيئا مهم فقالت:
-اعتقد إني أعرف أحدًا سيخبرنا كيف نتخلص من ذلك الكتاب إذا حصلنا عليه
شردت «سُدم» قليلًا ثم قطعت شرودها وقالت:
-نعم لقد وجدت الحل
تابعها الجميع بجديه و انتباه شديد
وهم يقولون
- ماهو
قالت «سُدم» بجدية واضحة:
- لنذهب للحكيم (واجدين)، اذهبوا أنتم لمساعدة صديقكم وسنذهب نحن له
ابتسمت «دارين» و قالت بسرعه ممزوجة بالمرح والتفاخر:
- واذا لم ينفع سحر القوة، فسحر الحكمة أنفع من أي شيء

ابتسمت «سُدم» بذكاء ثم التمست الصخره بجمود وقالت
- أحب ذاكرتك يا «دارين»
لم يفهم أحد شيء من ذلك، فقال راني:
- سنذهب معكم، عنان لا تحتاج للمساعدة في الحروب ولكن ان كانت الحرب قوية كما يقول الحارس إذا من سيطلب منه فاثونيت المساعدة
اجابت «لوري»:
-والدك يا «راني»
- أجل إذا سيكونون بخير لا تقلقوا.

قالت «دارين» بعدما نظرت لـ«لوري» بفخر ستذهبين أنتِ و التورام في رحلة لقبيها برحلة الصيد.
لكنكم تصتادون حكمه وعلم، ستذهبون لـ (سيد الألوان) وتخبريه أنك مبعوثة من طرفنا و تطلبين منه حل لهذه المشكله
هو شقيق سيدي الحكيم «واجدين» والذي سوف يساعدنا بالتاكيد، أما نحن فسوف نذهب لـ«واجدين» بأنفسنا
قال «إيلاف» بإبتسامة واضحه:
- لكن ماهي قصتهم
قالت «سُدم» و هي تنظر لـ«دارين» بطرف عينيها:
- قصتهم طويلة جدًا يا «إيلاف»، سأحدثك عنها في الطريق.
وافقها الجميع وذهب كلًا منهم في رحلته بعدما عرفوا الطريق جيدًا.
ذلك الطريق الذي لا تنساه الفتيات ابدًا.

                        ***

ذهب «فاثونيت» و «بيلانا» لمدينة الحب كان المكان مغيمُ بالرومانسية الالوان الهادئة والنساء الكثيرة الفاتنة اسم على مسمى بالفعل، قاطعت «بيلانا» شرود «فاثونيت» قائلة:
-كيف سنجد الماء؟
-يقع في أضخم مبنى في كامل المدينه

قطاعته «بيلانا» قائلة:
- هذا؟
غريب أمر ذلك المكان هل يسهل القدوم إليه؟!
كانوا يقفون أمام مبنى ضخم يبدو أنه مصنوع من الصخور ويحيطه الكثير من الأشجار، ملون بالكثير من الألوان قال «فاثونيت»
- ماء البلور هنا
بدأ «فاثونيت» و «بيلانا» يقتربان أكثر من ذلك المبنى الضخم
كان من دون بوابة تعجب «فاثونيت» ولكنه أهم بالدخول لكنه يحجبه ستار غير مرئي من الدخول!!
طرده سريعًا للخلف وهذا آثار غضبه أكثر
- كَيف ذلك حتى قوتي لا تُفيد
انتبهت «بيلانا» بطرف عينيها لأربعة ألوان بالجانب الآخر والغريب هُنا أنهم ثلاث دوائر بالون الاصفر ودائرة واحده فقط بالون الرمادي
جميع الألون ضوئها مغلق إلا اللون الرمادي فهو شديد السطوع.
قالت بشغف
- أنظر لهذا
نظر لها بتعجب لا يستطيع التفسير فقالت:
- هذا يعني انه لا يسمح بالدخول لذلك المكان إلا لبشري، اللون الرمادي رمز لنا أما اللون الأصفر فهو رمز لكم
ثم قال لها سريعًا:
- حسنًا عليكِ الدخول أنتِ أملأي القارورة سريعًا وعودي
قالت «بيلانا» بجدية
- أعتقد أن ذلك أفضل
- لا تقلق سأعود
هز رأسف بمعنى نعم.

كان «فاثونيت» قد طال به وهو ينتظر ومازال ينتظر ولا يوجد جديد.
مرّ الكثير من الوقت وما زالت في الداخل، لم يستطيع تمالك نفسه بالصبر أكثر ثم اقترب من ذلك الحاجز مره اخرى
حاول أن يتخطاه اكثر من مرة لكنه لم يستطيع وفي لمح البرقّ ظهر رجلاً من اللاشيء وأخف على كتفيه بمرح.
- من أنتَ؟

كان رجلٌ ذو أنف طويل، تراه يرتدي قبعةً صفراء اللون ورداء يشبهُ لملكات النحل الزنانه بالأصفر والأسود، رجلٌ تشق إبتسامته وجهه ويدارى نصف وجهه شعره المموج برتقالي
قال الرجل:
- أُدعى قُبع أنا رجل القبعة.
أجل يا سادة وها هو صديقنا قبع يظهر مجددًا
قالها قبع بمرح وفخر فنظر إليه «فاثونيت» بإستخفاء ثم تجاهله ببرود وأكمل في محاولاته..
- أنتَ، أنتَ تتجاهلني؟
قالها «قُبع» وهو يلتف حوله بغضب مع وقفة المرح خاصته فتجاهله «فاثونيت» للمرة الثانية فقال وهو يلتفت ليرحل
- أبقّ هنا للأبد لن تأتي، ولن أساعدك
التفت إليه «فاثونيت» بدقة ثم ركض خلفه بسرعة فائقه وامسكه وقال:
- لحظة، أنتَ تعرفها
اغلق قبع عينيه في غضب ثُم قال مُصرًا على أنه سيرحل وبجدية
- اتركني، اتركني، لن أساعدك أبدًا أيها المغرور
ضيق عينيه بجدية ثم قال ببعض التماسك:
- أنها هناك منذ فتره طويلة، حاولت بكل الطرق لكن ذلك الحاجز يمنعني
حرك قبع رأسه في تأثر ثم عزف مقطوعةً قصيرة حزينة
كان «فاثونيت» يحاول بقوة أن يتماسك نفسه ليساعده الرجل، فقال «قُبع» معتقدًا أنه يسبب المرح:
- سأقتلع ذلك الحاجز لكن لدي بعض الشروط والإختبارات
ضغط «فاثونيت» على يديه بقوة ليتحمل ذلك المعتوة الذي يراه امامه، فقال محاولًا اخفاء غضبه:
- وما هي شروطك وإختباراتك؟
قال «قُبع» بعدما إسترخى على جنبه الأيمن ثم التفت لـ«فاثونيت» بمرح:
- لنختبرك أولًا
تنفس «فاثونيت» بنفاذ صبر وهو يرفع يديه من جانبه بجديه ثم قال:
- حسنًا، هيا اختبرني

                     ***  

كانت «دارين» و «رانى» و «سدم» و «إيلاف» يتحركون بهدوء وبساطة في تلك القلعة الغريبة
كانوا ينظرون لكل شيء بلهفة، فسأل «إيلاف» :
- ما هي القصة الطويلة تلك؟
كان نفس السؤال الذي يدور بعقل راني لكنه يحاول اصطناع اللامبالاة على عكس «إيلاف» فقالت «دارين»
- القوة شيء عظيم جدًا يُمنح لكل المخلوقات، هُناك من يُقدس قوتهُ، و هناك من يدفنها، و هناك من يتفاخر بها، وهناك من يصنعها وينميها.
هذان الشقيقان أحدهم يصنع القوة و ينميها في الأجساد، والآخر يجعلك تراها و تصنعها و تنميها أنت بنفسك.
قال «راني» بعدم فهم
- لكننا لدينا قوة، لا نحتاح لتنمية
ضحكت «سُدم» بصوت مسموع ثم قالت: لكن «دارين» لم تقصد تلك القوة، هناك قوى أخرى يحب أن تعرفها
شعر «راني» بالفضول و كذلك «إيلاف».
توقفت اقدامهم عند تلك القلعة المفزعة لشدة طولها الواضح
اقتربوا منها أكثر وتعجبوا عندما وجدوا الباب مفتوحًا على أوسع درجاته برحابٍ
كانت قلعة من الخارج، لكنها كانت قصرًا و لا أجد أعمق من الجمال لأفسر ذلك الشيء بالداخل
كانت منتظمة بشدة الاشياء كلها موضعها وكأنه الذي بالخارج لا يمس الداخل بأيةٍ صله، و الغريب انها البداية فقط
فكلما خطوا خطوةً واحده كلما تغيرت  الأسماء و الألوان والأشياء كُلها.
حتى ثيابهم، تحولت من ثياب قديمة و جافة إلى أرقى و أجمل ثياب رأتها عينهم.
كان الأدب هو المتحكم وليس الصمت
فمما قالته «سدم» و «دارين» جعلهم يلتمسون الصمت احترامًا.
و فجأة سمعوا صوتًا هادئًا ومحكوم يقول
- أنرتم
- و كأنى سمعت ذلك الصوت من قبل!
قالها «راني» في استعجاب، نظروا في كل مكان لكنهم لم يجدوا أحد.
فأبتسمت «دارين» و قالت بنفس النبرة:
- لا تنتهي ألعابك يا حكيم
ضحك نفس الصوت مجددًا ثم قال
- صوتي جميل، أليس كذلك يا «راني»؟
وسع «راني» عينيه ثم قال ببعض الهدوء
- أتمنى أن تكون الشخص الذي أفكر فيه
قال بعد سكون ثوانٍ
- هذه ليست جديده عليكِ يا «دارين» و لا أنتِ «سُدم»، أما أنتَ «راني» والأمير «إيلاف» تعلمون من أنا جيدًا لكنكم تجهلون.
ابتسمت «سُدم» أما عن «دارين» فنظرت للأرض بأدب فقال مكملًا:
- جئتم إلى هُنا قبل أعوام كثيرة، لكن أنا أتذكر كنتم ثلاثة وحينها قُلت لي يا «دارين» (سنأتيك سويًا أو لا نأتي) لكنك الآن عُدتي ولم تأتي هي معكِ..
قالت «دارين» بحذرٍ محاولة أن لا تخطئ بعدما نظرت أسفلها بأدب:
- لهذا جئتك اليوم، جئتك حتى نأتيك سويًا فيما بعد
قال الصوت مجددًا
- لكنكِ أتيتِ من أجل «راني»، و ليس لأجلها هذه المرة
بُسم ثغر «راني» في الخفاء، رفعت عينيها بجدية ثم قالت بجمود واضح
- جئتك من أجلهم، أنا لا أنساها أبدًا
قال الصوت بنفس نبرته
- مثل قبل، لم تتغيري أبدًا..
قالها ثم ظهر في الحال
كان قصير القامه يرتدي ثوب أحمر طويل ويتكئ على عصًا سوداء لديه بشرة بيضاء وذقن طويل يصل لنهاية قدمية قال راني في صدمه:
-أنه أنتَ؟
قال «ايلاف» بمرح
-أنتَ جميل كصوتك كالعادة
نظر إليه بإحكام ثم قال بعين ضيقه
- هه
نظر لـ«سُدم» فإبتسمت فسر الحكيم ما يحدث لم يفسرها أحد غير «سُدم».
تحرك بخطوات سريعه ثم قال وهو يتخطاهم:
- تعالوا معي
                        ****

لو أن هناك أحدًا يعرف «فاثونيت» ونظر إليه في تلك الحالة، لم يكن ليصدق أبدًا!
كان عالق في الهواء متمسك بغصن صغير من اللاشيء لا يراها سواه بقوته و منظره مضحك للأنظار
أما رجل القبعه فكان في أشد المرح يغني ويدندن بسعادة غير موصوفة
شعر ببعض الانتصار ثم قال بمرح
- حسنًا سوف تحل لغزي أولاً، حتى أنزلك وأساعدك لتصل إليها
نظر «فاثونيت» إلى نفسه بغضب ثم حاول تمالك نفسه و قال
- ماهو لغزك؟
قال «قُبع» بذكاء يتضح أنه غباء
- كم عُمري؟
قال «فاثونيت» دون أن يفكر:
- أعتقد أنه ألفًا وعشرين عام
قالها بعفويه فأشتعل غضب رجل القبعة وأنزله من ذلك المكان ففرح «فاثونيت» على أنها الإجابه الصحيحه
لكنه وقبل أن يلتقط ثيابه حجزه رجل القبعة داخل لوحًا من البخار
- ألفًا و عشرين عامًا أيُها المغرور؟ إذًا لتبقى هُنا ألفًا وعشرين عام.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي