الفصل السابع عشر

اما عن «ميدوس و «راني» كانوا يجلسوز بجانب بعضهم بطريقة مروعِه وجميلة تريح القلب بعد كل هذه المأساة ويبدو أنه قد حان وقت الحديث بينهم الآن والحنين حيث قال ميدوس بفراغٍ مريب رغم أن ما بداخله ممتلئ بما فيه الكفاية ليقوله:
- صراحةً لا أعرف ماذا أقول، أنا الآن في هدوئي وأشعر أنني أود الجلوس معك هكذا طوال العمر دون كلام:
قاطعه «راني» بكل وِد وحُب و تفهُم و كأنه يعرف ما في قلبه جيدًا:
- لا تقل شيئًا يا أبي انا أعلم أنك تفعل المستحيل مِن أجلي، فعلت ذلك لانك تحبني و ليس العكس لذلك لا داعي أبدًا لأن تتكلم.. ليست لدي مشكلة بالفعل إذا جلسنا هكذا طوال الحياة.
إبتسم ميدوس بحبٍ ثم نظر له نظرة لم تُفهم بالظبط لكنها كانت نظرة حنان، حُب، أمل.. نظرة حياة كما يقولون فتعجب راني بشدة ثم قال و هو ينظر في عين والده:
- لماذا تنظر لي بهذه الطريقة؟
أجابه ميدوس و لم تقِل نظرته شيء أبدًا:
- لقد إشتقت إليك يا بُني، كانت الأيام دونكَ مُوَّحشه ومُزريه.. لقد كانت الأيام معك كالجنه و دونكَ كأنها حريق هائل و كان كل هذا الحريق هُنا.
ثم أشار ميدوس إلى قلبه فإمتئلت عين راني بالبُكاء وقال بصوته الباكي ذاكَ:
- أنت أيضًا يا أبي، صدقني كانت الحياة صعبه دونك، لقد كنت أكذُب طوال فتره حبسي في القلعه و أقول دائمًا أنك مِت بالنسبة إليّ لكنك في الحقيقه كنت تعيش في قلبي طوال الوقت و لم أنساكَ أبدًا، أنا أحبك جدًا يا أبي.
و انتهى الحديث بعناق قويًا مجددًا.

أما عن «إيلاف» و «فاثونيت» رحبوا ببعضهم ترحيبًا حار ووقف كل منهما ينظر لحبيبتة بهُيام.
«إيلاف» ينظر لـ«سُدم» بنظارات هادئة و هو مبتسم نعم فأنه سعيد على سعادتها الآن و لا يمكنه أن ينكر ذلك لقد كان قلبه يخفق بقوة لأجل رؤيته لها بهذه السعادة.
أما عن «فاثونيت» فكان ينظر إلى «بيلانا» بإهتمام في الخفاء كي لا تلاحظ هذا ولكنه كان سعيد جدًا انها الآن أصبحت تبتسم نعم الآن فقط أصبح الحزن ليس له وجود بمنحنيات و جهها.. كانت السعادة الحقيقه هي تلك التي يراها الآن في معالم و جهها لأول مرة، لكن إهتمامه بها كشفه ووضح لها كيف ينظر لها من بعيد و عندما إنتبه لإنتباهها له إبتسم لها هو الآخر فكانت هذه هي السعادة الحقيقة بالنسبة إليه وإليها.
وبعد أن انتهوا من القضاء على ذلك الكتاب قال «راني» هو يضيق عينيه غير مُصدق لما يحدث الآن
- تلك الكلمات في هذا الكتاب تختفي في هذه القارورة!
قالها بعدما فُتح الكتاب على مصرعيه بداخل تلك القارورة المليئة بماء البلور
نظر الجميع و وجد أنه كذلك فعلًا مما جعل الجميع يبتسم بشدة.


و دعت «لوري» الجميع بإبتسامتها التي لا تُفارق وجهها أبدًا رغم أنها بداخلها شيء آخر تمامًا.. إنها فتاة المستقبل التى جائت خصيصًا لتوثق تلك اللحظه السعيدة..
اجتمعت الثلاثة عوالم و أصبحت قوة و احدة بمجرد ان تزوج كُل من «دارين وراني»، «ايلاف وسدم»، «فاثونيت وبيلانا»
هكذا تم التوحيد هكذا أصبحت العوالم كُتلة و احده قادرة على تحطيم المصاعب جُلها، لأنها و ببساطه قوات العوالم كلها أصبحت قوة واحده، حيث يستطيعون الإنتصار في ألف حرب.

و ها قد حلت السعادة و تم لم شمل الأصدقاء من جديد و ليس هذا فقط كل شيء لقد اجتمع كل منهم مع من يحب.
فبعد عامًا ونصف من السعاده والزهاء والأمل
جاء ولي العهد الأول حفيد ميدوس نعم إنه أبن «راني ودارين» كان ذلك الطفل المعهود المنتظر منذ تسعةٍ أشهر حيث أنه بعظ حمل دارين كانت المملكة كلها في سعادة تنتظر المولود الجديد، و لأن راني كان سعيد جدًا أجمع على صنع حفلة في الغد تدعوا الجميع لأضخم حفل
في التاريخ سيحتفل الجميع بوليّ العهد سواءً كانوا ملوكًا أو أمراء أو حتى أناس عاديون.
كان كُل العالم يجتمع في ذلك الحفل بضخامه قاتله أرعبت حتى راني شخصيًا
يبدو و كأنها سوف تبدو أسعد ليلةً في التاريخ.

كان «إيلاف» يقف بقرب «سُدم» و يقول لها بمرحه المعتاد ومشاغلبته
- أنتِ جميلة جدًا اليوم، تبدين أنثى فاتنه، رائعة، جميلة، ع..
قاطعته سديم بطريقتها المُعتاده ككل مرة كأنها لم تتغير أبدًا مما جعلها تقول:
- يكفي، أعرف أنك تبالغ لكن وبصراحة..
صمتت قليلًا ثم إبتسمت و أخذ تتأمل ملامحه بحنان غريب لم يسبق لها و فعلت حيث قالت:
- تبدو جميل اليوم أكثر من أي يوم.
لوى «إيلاف» ثغره قليلًا و أخذ يتأمل السقف متدعيًا الممل ثم نظر إليها مرة آخرى و قال بصوتٍ خافت:
- ماذا تقصدين يا سُدم؟ أنا جميل كل يوم ألا تعرفين هذا؟
إبتسمت «سُدم» بمرح و هي تأكل إحدى الفاكهه ثم إبتسمت قائلة بخوفتٍ و كأنها لا تريد من أحد سماعها:
-أحبك يا «إيلاف».. أحبك كثيرًا.
و فجأة إقترب منها ثم قَبَل جبينها قائلًا مُتأثرًا على عكس عاداته:
- و أنا لا أحب في هذه الحياة سواكِ، أنتِ أغلى ما أملك يا سديمي.
إحتضنته سديم بكل الحنان الذي في الكون مما أبدى لكل الحاضرين حبهم لبعضهم.

كان مشهدًا مبدعًا جدًا لكل الناظرين، اما في الجانِب الآخر يقف «فاثونيت» بقرب «بيلانا» متراقبًا لتحركاتِها و هي تتحدث مع أحد المختصين بالزينة وتشرح له كيف تريد بالظبط حيث قالت بذكاء:
- دع هذه الزهرة الكبير من هُنا و ضعها في المنتصف تمامًا حيث تكون هذه الدخله الرئيسه لرؤية راني ودارين.. أما عنكِ أيتها الخادمه، ضعي ذلك العُقد في أول المقدمه و أتركي هذه الزهرات البُرتقاليه للخادمة الأخرى.. أو هيا أعطني إياها سأضعها أنا في المكان الصحيح.
لكنها قبل أن تقترب من الزهور مسك فاثونيت يديها برفقٍ ولمحَ للخادمه بمعنى أن تذهب ثم قال بحبٍ:
- مللتُ من مُتابعتكِ طوال الوقت
ثم نظر لها برقه وحب واضح ثم قال:
- هل تتفرغين لي قليلًا يا سيدتي؟
قالت ببتسامة و اسعة و إقتربت منه بطريقة واضحه ثم قالت:
- بالطبع سأتفرغ لك، و إذا أردت سأترك الحفل وأهتم بك وسط هذا الحشدّ.
تعالت ضحكات فاثونيت ثم قال مداعبًا إياها.
- أنتِ اليوم مختلفة و جميلة، كأنني أراكِ لأول مره!
شعرت «بيلانا» ببعض الخجل الغير مُعتاد في شخصيتها ثم قالت:
- شكرًا لك، أحم شكرًا جدًا.
رفع فاثونيت حاجبه قليلًا ثم قال بخبث.
- شكرًا؟ آه
حسنًا أنا أيضًا، أيضًا أحبك جدًا جدًا.
وهنا تحدثت بيلانا بعد أن ضحكت بسبب تفهمها لمقصده و بعد أن تحول صوتها لصوتٍ خَجِل:
- أنا ايضًا.
قال و هو يقرب يديها من فمه ببطء و رقةٍ لم تعتدها في فاثونيت غير آخر فتره:
- وانتِ ماذا؟
قالت بخجل حقيقي حتى أن و جهها تلون بالحمرة.
- أنا ايضًا أحبك يا «فاثونيت».
و سع عينيه قليلًا و أخذ ينظر في عينيها لفترة طويلة.

و بينما الجميع كان يلهوا بكل سعاده ومَرح داخل القصر، كان كُلًا مِن «راني» و «دارين» و المولود الصغير  يقفان خارج القصر ليتبارك المولود بماء النهر ليصبح اكثر قوة، و هذه طريقة إستخدمها كل السُحراء الاقوى في العالم.
كانت تقف «بيلانا» و «سُدم» يراقبانها من بعيد وهي تلتف برأسها كل ثوانٍ وتبتسم لهم وكذلك هم كان ذلك المشهد عميق جدًا تعجب منه كلًا من فاثونيت و إيلاف و راني، وذلك لأنها لا تتوقع أن تفعل خطوة في هذه الحياة بدونهم حتى و إن كانت هذه الخطوة تخص طفلها الأول والوحيد.. أي أنها تمتص قوتها منهم.
كان «راني» يلاعب الصغير و يغني له بصوتٍ مسموع أضحك الجميع، حيث أن راني لم يكن صوته جميلًا يومًا ما لكنه تقصد ذلك ليمتع الجو أكثر.
أما «دارين» فتخبره أن يُسرع لتذهب للفتيات فهم ينتظرونها هي و الطفل على باب ذاك القصر ليستقبلونها بحسب القوانين.
كان صوت الاحتفلات صاخب و سرعان ما توقف كل شيء مرة و احده
و يعم الصمت لثواني قليله أرابت الجميع حيث كان الجميع ينظر لبعضه متعجبًا و كذلك الفتيات سدم ودارين و بلاينا كانو ثلاثتهم ينظرون لبعضهم نظرات غريبه وكأن هناك شيء محسوس بالنسبة إليهم.
ثم بعد ثوانِ ضئيلة
تشاهد أعظم انفجار في التاريخ يقضي على القَصر ومن فيه.
كانت أكبر صدمه تعرضوا لها.
لم تُصدق «دارين» إلا بعدما و جدت جثة صديقتيها تُقاربها و بجانبهم أزواجهم، في بعض الأحيان تحاول الفرار من الواقع، لقد انتهى كل شسء امام عيناها ولا تعرف ما السبب، هدءت الآجواء في لحظه وقتل اعز ما لديها في لحظه، و ماذا يحدث و لماذا يحدث كل هذا، حقبة من المعاناة التي تعتليها، ماذا سوف تفعل أنت إذا كنت بمكانتها الآن، فهي في أشد و اسواء المواقف سوءٍ، البؤس يلحق بهم بعدما ظنت انهم هكذا استقرت الامور و حلت الساعده و لن ترحل، و لكن السعادة لا تدوم ابدًا، مر شريط حياتهم أمام عيناهم، قصتهم امام عيناهم منذ البداية مغمارتهم سويًا و قت ماكانو يهربون سويًا ويذهبونإلى كهف اليمين و حتى و جدو الكتاب و فرقتهم الأيام ثم عادو مره اخرى و جمعهم القدر من جديد تأكد عزيزي القارئ أن الحياة ليست منصفه، لنتدوم سعادتك، و لن تتخلص من البؤس
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي