الفصل التاسع

الفصل التاسع

تتسع عينيها بعجز لثوانى ثم تنفجر فى بكاء مرير لتسرع قائله روح بضعف لا خلاص مش هاجى جانبه ولا اشوفة حتى ممكن احلف على مصحف على الكلام ده لو مش مصدقاني

هتفت إلهام برفض حازم وملامح صارمة برضة لا

ظلا على هذا الوضع للحظات طويلة تتوسل روح إليهما ليسود الصمت المكان الا من شهقاتها العالية وهمسها اليهم بضعف حتى هدئت شهقاتها لتصبح تنهدات ضعيفة من البكاء ليقول عزمى بعد تفكير استنى يا ماما أنا شايف نودى دار ايتام احسن ومحدش هيعرف حاجة بدل ما نموتوا و حد يشوفنا ونلبس مصيبه ثاني

اتسعت عينيها إلهام كما لو كان صدمه مما قاله ابنها قبضتها فى جيبها بعنف قائله بخشونة نعممم انت هتسمع كلام المجنونه دي انا قلت مش موافقه

انتفض جسدها برعب لتصيح ببكاء ولله مش هاجى جانبه ابوس ايدك يا عزمى وديه دار ايتام احسن

لتحاول التقرب منه لتقبل يده بضعف شديد لكنه عزمي أبعدها بضيق شديد واشفاق مرددا خلاص هنودى دار ايتام احسن

ارتسمت معالم الدهشة علي وجهه الهام برفض وانا قلت لا

عزمى بجدية ماما انا مش مستعد ادخل السجن تاتى لو حد شاف جابر وهو بيدفن العيل ده هتبقى جناية الدار احسن ومش هنقول اسمها علشان مترحش

كادت أن ترفض لكنها صمتت لبرهة تفكر ثم قالت خلاص اعمل اللى انت عايز بس افتكر انى أنا مش موفقة

تنهد عزمى قائلاً خلاص يالا يا جابر تعالى معايا

لتركض روح برعب قائله لتسكن نظرة ضعف ومسكنة عينيها بدموع طب استنى

إلهام موجهه حديثها الى روح بوجوم عايزة اية تانى

همست بضعف قائله بقهر خلينى احضنه قبل ما تاخدوا أخر مره

أسرعت إلهام تقاطعها بحدة نعم لا كدة كتير

لتحبس انفاسها قائله بصوت متحجرش دة اخر مرة هاشوفه فيها

تمتمت نعمه بحزن رغم اللون الشحوب الذي كسا وجنتيها ونبى يا ست الهام انتى ام وعارفة

كان حديث نعمه جعلها تفقد أعصابها وتصيح بجنون ام اية يا هبلة انتى دة ابن حرام هتسوا بعيالى

اخفض عزمي عينيه اليها قائلا خلاص بس ،جابر اديها العيل بس بسرعة وخده منها علي طول

فتحت إلهام فمها مذهولة من ماوافقت ابنها عزمي لتنظر اليه بغيظ وترحل للخارج لتركض روح تاخد نور وتقبل وجهه ودموعها تنساب من عينيها بقهر.

ليلتفت براسه لها قليلا قائلا بتردد يالا هاتى يا روح

شحبت ملامح روح حتى اصبح يحاكى وجوه الاموات ليزداد شحوب طب سيبوا شوية في حضني كمان

فيتنحنح قائلا بحزم وتردد لا هاته يالا يا جابر

ليرحل للخارج عزمي بينما أقترب جابر يأخذ الطفل
من روح بصعوبة شديدة الذي هتفت بخوف طب برحة علية

اخذتها نعمه في أحضانها لتبكي أكثر لتقول نعمه بعطف ما تسيبه شوية يا جابر

قال جابر وهو يحمل الطفل انتى عارفة اللى فيها يا نعمه مش هينفع

نظرت بحسره وألم قبل أن يخذلها جسدها المرتعش وينهار أرضا في نوبة بكاء مريرة عجزت عن السيطرة عليها لقد أخذه الطفل من أحضانها بكل جحود وقسوة

ليرحل ويصرخ نور ببكاء بعنف حيث ترك حضن امه الحنونه ويشعر الآن بالخوف نظرت روح عددا لحظات تسمع صوت بكاء طفلها بعجز وغير قارده علي فعل أي شيء شعرت بآلام شديدة تزداد داخلها قلبها بعنف اوى لتحاول تكتم وجعها وتحاول تقسي قلبها لكن لا تعرف لتدخل في نوبه بكاء بهستريه وتنهار وتصرخ بكل قوتها نـــــور نـــــور نوررررررررر

أمام إحدى البنايات القديمة قليلاً صف مصطفى سيارته و ترجل منها ودخل البناية صعد السلالم سريعه وهو يتمنى أن لا تنزعج منه رقيه من التأخير طرق علي الباب بهدوء في حين فتحت السيده رقيه وهى تقول بإمتعاض جالي على وجهها كل ده تاخير يا مصطفى ده انا قلت مش هتيجي على العموم ادخل نتغدي الاول ونبقى نتكلم بعدين

أبتسم مصطفى بأسف واعتذر ودلف إلي الداخل وبعد فترة كانت هناك طاولة صغيرة مقاعدها فارغة الأن ولكن السيده رقيه تقف حوليها تلملم بواقي طعام العشاء وبعدها اشتعلت البوتجاز لعمل شاي وخرجت أعطته إلي مصطفى الذي أبتسم بامتنان وهو ياخذ كوب الشاى الحمد اللة تسلم ايدك يا خالتي

ردت رقية بابتسامة بالهناء يا حبيبى قولي بقى لاقتها ولا لسة

عقد حاجبيه مصطفى باستغراب متسائلا بعدم فهم لقيت مين

ردت على السيدة قائلة بإمتعاض العروسة اللى انت هتخترها انت لحقت تنسى

تنهد مصطفى وهو يحتسب كوب الشاى قائله لا

جلست رقية تزمجرة قائله ولا لية مش قلت مش هتجوز بى الطريقة دة يبقى تختار انت

هتف مصطفى بقله حيله وقال انا مش عارف انتى مستعجلة على جوازي لية كله باوانه ياخالتي وبعدين ده نصيب 

إجابته رقية بحنق هنعيده تانى أنت عندك كام سنة ياض أنت وبتشتغل اهو الحمد لله يبقى لية لا

وضع مصطفى كوب الشاى أمامه قائلاً بضيق وانا مش معترض ادعي بس ان شاء الله الاقيها

تحدثت رقية بلم يعنى عايز تتجواز بجد ولا لسة بتفاكر فى القديم

نظر مصطفى إليها بعدم فهم انتى بتتكلمى على اية

لتقول رقية بجدية بتكلم عن علياء يا مصطفى

قال مصطفى بدهشة نعم وانتي عرفتى منين موضوع علياء ده انا عمري جبتلك سيره عنه

تحدثت وهي ترمقه بنظرات حاده ثاقبه و الازدراء يملئ وجهها وانت علشان ما حكتش يبقى مش هعرف

شعر مصطفى بالبحيره متسائلا باستفسار ايوة عرفتى ازاى

إجابته باعين محتقنه و وجه مشتد سمعتك وانت عندى كنت بحضر الغداء فى المطباخ وانت كنت بتتكلم فى التلفون وصوتك عالى وبتتخانق معاها قلت هتاجى و هتحكى ذى كل مرة بس المرة دى لا اية لسة بتحبها

صمت ثواني ثم قال بمرح مصطنع يعنى بتسنتي عليا يا روقا

نظرت إليه بحده قائله بغيظ بس يا واد عيب كنت جاية اقولك هتاكل سلطة ولا مخلل وبعدين متهربش جاوب وبطل غيظ فيا و رد

تنهد مصطفى وهو ياخد نفس عميق قائله باستسلام كانت زميلتي فى الجامعة كانت مستواها المدى اعلى منى بس حبتها وهى كمان و مش عارف هى كانت بتحبنى ولا بتتسلي فضلنى مع بعض خمس شهور وانا كنت معرفها ظروفي وهى قالت عادى مش فارق معاها لحد ما جت فى يوم وقالت لى فى عريس متقدم ليها واهلى مصممين وطلبت منى اجى اتقدم وانا رفضت لانى كنت لسة ما بانتش نفسى هى قالت لى انت بتتهرب وكنت بتلعب بيا وانا قلت لها مش كدة

بس انا عارف انى اهلك هيرفضوا يبقى لية اهين كرامتي بس هى قالتلي اية يعنى مفيش كرامة فى الحب حاول حتى المهم فى الاخر انا رفضت وهى زعلت منى وبطلت ترد عليا ولا تاجى الجامعة ويوم ما سمعتي بزعق فى التلفون كانت دة اول مرة ترد عليا بس ياريتها ما رديت كانت بتعزمنى على فرحها وانا اتصدمة وهى قالتلي انت اللى ماخلتش اختيار وانا فعلا قلت لى نفسى انا السبب وزعلت من نفسة جدا اللى انا سبتها و قلت يارتنى كنت رحت اتقدمت اهو حت حاولت وقلت لازم انسى بس بعدها بى اسبوع واحد زميلى قالى اللى عمال تزعل عليها وتقول انت السبب فى الفراق هى السبب مش انت ورني
دعوة خطوبة ليها من شهر يعنى جاية تقول اللحقى انا جاية عريس والهانم مخطوبة من شهر

كانت رقيه تستمع اليه باهتمام و قد جذب اهتمامها التعبير الجاد المرتسم فوق وجهه ليكمل حديثه قائلا رحت ليها وانا مصدومة وسالت على الدعوة بس قالت دة اهلى هما اللى غصبونى وكلام كدة وانا مصدقتش تانىكانت على الاقل قالتلي من بدري علشان نتصرف ولا حتى متبقيش معايا و هى مخطوبة مش اشيل الذنب لنفسى واقول انا  السبب وبعدها سبتها خالص وهى اتجوزت خلاص تفتكر هفضل احب فيها لحد النهارة اة وعلى فكرى قبلتها النهارده وقالتلي ليا انها اتطلقت واتاسفة كمان

صمتت لبرهة لتقول بصوت خافت طب ولو لسة بتحبها سامح وكمل معاها

ليقول مصطفى بينما عينيه مسلطه بهدوء علي رقيه التي كان وجهها حزين من شده الانفعال والارتباك عليه هاتف بصدق لسة بحبها اية بس يا خالتى طبعا لا وسمحتها كمان واتمنيت ليها السعادة مع اللى هتجوزا معاني حد غير المفروض يشماتة فيها بس لا علشان من ساعة اللى عملتوا بطلت ابص على حاجة مش قدى تاني

تنهدت بيأس وإحباط تردده طب امال اية سبب تاخير جوزك

هتف بعيونه اللامعة قائلاً بجدية علشان اتعلمت المرة دى إني لازم اختيار صح
                  
اترمت روح بين أحضان نعمه تردده بـ أنين مؤلمه وتصرخ بألم كلما تذكرت عندما قام عزمي بأخذ نور من أحضانها بطريقه قاسيه مؤلمه صاحت منفجره في البكاء بأعين حمراء من كثر البكاء نور خدوا منى نور زمانه بعياط جامد علشان أنا مش معايا مين هيكون احن علية منى بس يعنى خلاص مش هصحى القى جانبى مش هتكلم معا ذى كل يوم لاااا انا عايزة نور

نظرت نعمه إليها باسي وتأثر هاتفه يابنتى خلاص بطلي عياط ماتعمليش فى نفسك كدة

أطلقت بصوت متألمه و شهقات بكائها تزداد بقوه وقهر قلبى وجعنى اوى ااة

ربتت نعمه علي ظهرها بحنان قائله بس يا حبيبتى اهدي خلاص

بينما دلفت إلهام تطلعت فيها باستهزاء قائله ماخلاص ياختى بطلى نواح

اهتز جسد روح بعنف من شدة الغضب عند سماع  كلماتها تلك فهي حياتها لم تقابل شخص بوقاحتها وبقسوه قلبها لتشرد في لحظه أخذ نور من بين أحضانها بقوه رغم عنها هتفت الهام بسخرية واستهزاء امال ولو كان لي نسب كنتى عملتى اية دة ابن حرام

في تلك اللحظة قد انتفضت واقفه ترقم اياها بقسوه تركت حضن نعمه واتجهت نحوها وهي تقبض علي يدها بعنف و يعتصره بشده هامساً بفحيح حاد ما تقوليش ابن حرام دى تانى الحرام هو انتى و ابنك الحرام ذات نفسه لما تاخدي عيل من حضن امة الحرام هو لما تعوزى تقتل عيل ملوش ذنب يبقي ده الحرام

ارتعبت إلهام بخوف من هجوم روح عليها بذلك الشكل ولم تتوقع ذلك يحدث بينما صاحت روح من بين شهقات بكائها بصوت مرتجف اخفى من وشي الساعة دة علشان انا مش فاكرى حاجة غير وانتى بتاخدي ابنى من حضني اتقى شري وامشى من قدامى احسن ليكي

يـتبـع.
بـقـلـم خـديـجـه الـسـيد
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي