الفصل التاسع

خلف زجاج حجرتها يعلم جيدا انها تقف ككل يوم بمكانها تبكي بصمت وللاسف رغم عشقه لها ورغم كونها زوجها الا انه لا يستطيع ايقاف دموعها استقام عاصم بجسده العريض واقفأ بسرعه يغلق ازرار قمبصه الاسود اللون الذي يلازمه دوما ابتسم بتهكم وهو يتذكر كلمات شقيقته غفران

_لقد لازمك اللون الاسود في ثيابك حتي ثارت ايامك جميعها سوداء

اغمض عينيه بالم ويده تخلخل شعيرات راسه بعنف يكاد يقتلعه من منبته وهو يهمس لنفسه بصوت خفيض غاضب

_صدقت يا غفران ولكن قد اسودت حياتي فب اليوم الذي انتهكت به برائتها

نظر عاصي للبحر امامه بامواجه القويه وغروب الشمس الجو قارص برودة مط شفتيه بضيق وهو يعلم انه حان وقت أن يدلف لداخل المنزل ليحدث ما يحدث كل يوم منذ اخذها قسرا بخطوات بطيئه استدار عائد من حيث اتي طرق علب الباب الزجاجي قبل أن يدلف للداخل توقف عاصي ثانيه واخري امام غرفتها قبل أن يقترب منها وقلبه يخفق بعنف لم يعرفه سوي معها هي طرق بخفه وحين تاخرت ثانيه فقط ثانيه واحده في الاجابه اقتحم غرفتها كاعصار نبع من العدم وحين وجدها تقف تقف مرتعبه في زاويه الغفره تنحنح بحرج وهمس بارتباك

_اسف لقد اعتقدت أن سوء اصابك

نظرت له وتين بنظرات خائفه وغاضبه في نفس الوقت من بين اهدابها الكثيفه ثم همست بكره نبع من داخلها

_اي سوء سيصيبني اكثر مما انا به

غضب عامر اعتمل صدرة وحين للاقتراب منها حتي صارت انفاسه تلفح وجهها بعنف وهو يهدر بها قائلا بضيق

_الي متي سيستمر الامر هكذا الي متي وتين

ابتعد عنها يفرك وجهه بعنف بالغ وهو يهمس من بين اسنانه بغضب
_يا الهي لقد اعتذرت وتوسلت وانت كما انت
بسرعه وبحركه واحده اقترب منها فجاءة كما ابتعد عنها فجاءة وهو يهمس بحنان بدء يغزو صوته وقلبه

_اعشقك وتين وتعلمين ذلك فلما لا تصفحين لم لا تعطيني فرصه اخري كي اصحح ما حدث واي خطا إقترفته وكل قسوة نالتك

اغمضت وتين عينيها بقوه وقلبها يخفق بعنف بالغ وهي تنكمش اكثر فاكثر تتنفس باضطراب تخشاه وترتعب منه وهو لا يعي ذلك يسحب الهواء من رئتيها تشعر باختناق وضيق ومع اختناقها يشحب وجهها اكثر واكثر وحين وعي هو لذلك همس بقلق

_وتين هل انت بخير

ازداد انكماشها علي ذاتها اكثر واكثر وهي تهمس بضعف
_ابتعد

تقوس حاجبيه وزدادت ملامحه صرامه تغافل في لحظه عما تشعر به واشعرته كلماتها انها ترفضه كما فعلت وكما يفعل دائما عاصي حين يشعر بالرفض فيعمل علي فرض نفسه بقوه وما الي ذلك كان ابشع مما اعتقد أن يفعل يوما هجم عليها يقبل شفتيها بقوه وتسلط يثبت ملكيته لها ورغم مقاومتها الضعيفه الا انه لم يتوقف استمر في تقبيلها حتي اكتفي منها ولم يتوقف حتي شعر بطعم دموعها المالحه بفمه للحظه توقف العالم فجاءه شعر بما فعل وبما اقترف للمرة الالف ربما دفعه ذلك للابتعاد عنها وهو يقف علي بعد خطوتين منها يتنفس بعنف يزبد ويلعن نفسه مرة تلو اخري وهو يراها تهاوت جالسه علي قدميها احدي يديها تمسح شفتيها بعنف واليد الاخري وضعتها علي قلبها لم تبدء اي بادرة له لم تصرخ ولم تنظر اليه حتي انها لم تقاوم فقط جالسه علي ارضيه الباردة اندفع عاصي خارج من الغرفه غالقا الباب خلفه بقوه مندفعا الي غرفته القي نفسه علي فراشه يقسم بداخله انه لم ينتوي ذلك لم يرد يوما ان يؤذيها اغمض عينيه بأسي وهو يتذكر ما حدث معها منذ ثلاث سنوات حين كانت هي في السابعه عشر وكان هو في الحاديه والثلاثون


فلاش باك

انتفض عاصم امام ابيه الرجل الستيني بغضب وهو يهدر بقوه

_سامحك الله يا ابي علي ما فعلته بي

ابتسم والد عاصم بهدوء ممتصا لغضب ابنه الوحيد وهو يهمس بهدوء لازمه دوما

_لما بني ما الذي فعلته لك كي تغضب مني هكذا

ازداد الغضب توهجا في عين عاصي وازدادت ملامحه شراسه وهو يهدر بعنف

_ما الذي فعلته كي تغضب هكذا يا إلهي ابي انك حقا لا تعترف انك فعلت امرا خطا

ازداد ملامح والده الهادئه صرامه وهو يسال ابنه مستقهما

_هل الزواج امرا خاطأ عاصي ؟هل اختياري لك فتاه علب خلق ودين ترعاك وتحمل اسمك امرا خاطئ

ابتسم بتهكم وسخريه رغم غضبه ثم نظر لوالدة بقوه

_فتاة!!!بربك ابي اي فتاه لقد استغليت ثقتي بك وتوكيلي اياك بإيجاد زوجه لي لافاجئ بك تزوجني طفله في السابعه عشر ابي كيف لك ان تفعل ذلك

مط شفتيه بلامبالاه واضحه قبل أن يردف

_وماذا أن كانت في السابعه عشر الن تكبر هل سنظل طوال عمرها في السابعه عشر و
زمجره غاضبه خرجت من فمه قبل أن يقطع حديث والده هادرآ بقوه

_اذا انتم من حكمتم عليها فلا تلومنني فيما سافعل

انتفض والده غاضبا جاذبا اياه من ثيابه بقوه هادرا به بقوه اشد

_اياك أن توذيها عاصم عهد الله بيني وبينك أن اذيتها لا اسامحك ابدا الفتاه يتيمه وهي وصيه وامانه اوكلت لي فلا تؤذبني فيها

استفاق عاصم من ذكرياته علي صوت رنين هاتفها الذي علي فجاءة محطم الصمت الكئيب الذي يحاه جعله رنين الهاتف يستقيم في جلسته ممسكا الهاتف بملل تنفس بقوه قبل أن يجيب برتابه

_مرحبا غفران كيف حالك وكيف هو ابي

ابتسمت غفران بحب فور سماعها صوت اخيها الحبيب قائله

_اشتقنا لك اخي متي ستنكرم علينا بزياره نراك بها

ذلك ما كان ينقصه مكالمه غفران مسح وجهه بارهاق متجاهلا حديث شقيقته قائلا

_كيف هو غفران وكيف حاله

تنفست غفران بقوه وهمست بضيق

_مثلما تركته اخي

باعتها عاصم وهو يقول
_مازال يرفض مخاطبتي او حتي رويتي

صوت تنهد وصله من شقيقته تبعها قولها

_الي متي سيستمر الوضع هكذا اخي الي متي

_الي اللقاء غفران وابلغي والدي السلام

اغلق الهاتف مع شقيقته قبل أن يعطيها فرصه للحديث مجددا ولسانه يردد خلفها بتلقائيه

_جميعنا نسال نفس السؤال غفران الي متي سيستمر الوضع هكذا

استقام عاصم واقفا علي قدميها العاريه مستشعرا رطوبه ارضيه الغرفه الباردة سائرا ببطء حتي وصل لشرفه غرفته وقف امام زجاجها ينظر للبحر مطولا وماهي الا لحظه واخري حتي لاحظ اقترابها من البحر مسرعه روئيتها وروئيه ما تنتوبه في خطواتها النسرعه جعلته يهتف بجزع مرتعب وهو يركض بقوه تجاهها

_ليس مرة اخري وتين ليس مره اخري اتوسل الي
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي