الفصل الثامن عشر

كان لوراندو يقود السيارة وبجواره انجيلا يوصلها لمنزل لورا، قضو بعض الوقت بأحدي المقاهى محاولاً ابعاد تفكيرها عن تلك الحادثه الخاصة بسام ولم يتحسن مزاجها من ذلك الحين، تنهد وهو يهبط من السيارة وكذلك فعلت هي بينما تتحدث بهدوء
_ سوف أقضي بعض الوقت ثم ارحل يمكنك الصعود قليلاً إن كنت ترغب

_ لا سوف أذهب للمنزل احتاج الي بعض الراحة

ابتسمت وكادت تشكره علي بقائة بجوارها لكن أتسعت عينها وهي تصرخ باسمه بفزع وهي تتحرك بسرعة، كان يقف بهدوء مبتسماً ليشعر بألم حاد بوجهه أثر لكمة تلقاها بُغته ثبت ذاته بصعوبه ليستدير ويجد ثلاثه فتيه ضخام البنية أمامه.

اقتربت انجيلا منه بخوف وهي تتفحص وجهه بقلق، كان يستطيع رؤيه الفتيه المقتربين منهم مجددًا ليبعد أنجيلا بينما يهتف بتحذير جاد
_ اياكِ والتدخل

ابعدها للخلف بسرعه وهو يبتعد قافزًا بجسده عن لكمه أخري، وقفت بعيدًا عنه برعب وهي تراقب ما يحدث امامها ببكاء، رفع يده مسددًا لكمه لوحه الشاب ولحقها بأخري في معدته بسرعة، اقترب الشابين منه ليقم كل منهم بإمساك ذراعية مكبلينه حتى لا يتحرك، دفع قدمه للخلف ليصيب قدم أحدهما لكن الأخر لم يتركه وقبل أن يكررها كان قد تلقي لكمه وحشيه من الأخر الذي استفاق.

كيل له لكمات متتالية بحده بينما هو مكبل لا يستطيع الرد والدفاع، خار جسده بالكامل وتوقفت مقاومته وأستطاع الفتي رؤية ذلك ليقترب منه عابثًا بجيبه، أستطاع الامساك بهاتفه ليخرجه بحده ويقم بكسرة لنصفين ويتحرك هاتفاً بالاخرين بجديه
_ اتركوا الحقير فقد انتهينا

القاه الشابين للامام ليصطدم بالأرض بحده وغادروا مع الهاتف، ركضت انجيلا ناحيته وهي تنظر حولها بحثاً عن عون، لم تجد أحد سوي بعض الأفراد الواقفين للمراقبه فقط.

كانت عبراتها تتسابق علي وجنتها بتوتر وهي تخرج هاتفها وتتصل بلورا بهلع
_ أهبطي حالاً ومعك انستازيا

قالتها واغلقت بسرعة وهي تسند لوراندو أن يرتفع عن الأرض، اسندت رأسه علي قدمها بهدوء وهي تبعد خصلاته بخفه وتتحدث بصوت باكي
_ ستكون بخير لا تقلق

ابتسم بدفئ ورفع يده يبعد العبرات عن وجهها وهو يخبرها بهدوء
_ اهدئ انجيلا، انا بخير لا تخافي

اندفعت لورا ناحيتهم بفزع مجرد رؤيتها للوراندو الملقي أرضاً علي اقدام انجيلا، احتضنت وجهه بكفيها وعينها تمر بفزع علي ملامحه المدمرة وبكاء انجيلا يفزعها اكثر وهي تنطق برعب
_ ما الذي حدث

كانت انستازيا اهدئهم لتخرج الهاتف وتتصل بعربة اسعاف لنجدته.
____________
_ لقد تم الأمر سيدي

تلقي أدريان الكلمات التي جلس بأنتظارها، الأن يمكنه الراحه وأخذ حقه المزعوم من سام علي فعلته مع ابنته، ضحك بهدوء وهو يحرك رأسه براحة .
_____________
_ هل جننت سام، بأي عقل ترغب بتطليقها

صرخت جين بصوت حاد أمام أبنها الجالس ببرود بغرفه المعيشة، رفع عينه يراقبها بصمت هو كل ذلك يسيطر علي أعصابه حتى لا ينفجر، لكنها تصر علي جعله يفقدها وهي تصر علي عدم طلاقه بعدما اخبرها بخيانتها، نهض واقفًا امامها ينظر لعينها بجمود لم يسبق لها رؤيته بعينه وهو يخبرها بصوت ساخر
_ ما الذي ترغبي به أمي، هل ترغبين أن أضم زوجتي وانا شهدت خيانتها لي!! أنني هنا أخبرك بخيانه زوجتي لي مع أبن عمها وأنت ترين أن أعود لها؟ هل تفكرين بي حتى أو بما أشعر به

_ كل ما افعله لمصلحتكم سام!

قالتها بدفاع مستميت ليضحك بجمود وهو يحدق بها، كم تغيرت بالفعل أخبره كل أخوته بذلك وهو لم يصدق ذلك وقال دفاعه التام بكونها كانت مضطره، لكن من امامه ليست مضطره بل راغبه بكل ذلك
_ لا، هذة ليست مصلحه أي منا أنتِ مخطئه للغاية

النقاش المحتدم بينهم جعله لا يهتم بهاتفه الذي يدق، نظرت جين له بصدمة وهي تنطق بحده
_ وما الصواب ها! أن تتركها وتتدمر العائلة ؟

_ وانا ماذا! الست فرداً من تلك العائلة لتخافي علي !

حتى تلك اللحظة هو يحاول اقناعها  بجدية قرارة، بعد صعوبة زفرت نفس قوي واخبرته بجديه
_ حسناً موافقة

تنهد بصمت لم يستريح بعد كل تلك المناقشه لكنه بالنهاية وصلت لرغبته وهي رضائها عن القرار، الأن كل ما يحتاج له هي سرينا لذا انطلق من امام والدته غير مهتم بحديثه مع انجيلا هو فقط يحتاج وجود شخص يهتم به بصدق.

_ هل انا مخطئه ؟
تمتمت بصوت مصدوم، لا تعلم لما أصبح كل شئ ضدها وفقدت كل اطفالها.
____________

وقف ستيف محتضنًا انجيلا التي كانت مستمره في بكائها برغم طمئنه الأطباء لها علي لوراندو، ربت بخفه علي ظهرها وهو يخبرها بنبرة حنونة
_ هيا يا صغيرة توقفي عن البكاء، ذلك الأحمق بخير أنتِ تعلمين ذلك شهدتي ذلك من قبل

حركت رأسها برفض بينما تخبره بأنفاس قصيرة
_ لا ستيف الأمر كان.. كان كارثي لقد كادو يقتلوه

_ يمكنكم الولوج للغرفة
قاطع حديثهم صوت الممرض الذي اخبرهم بالدلوف له، تحرك الجميع للغرفة وكانت هي تسبقهم ركضًا، احتضنته بقوة اثناء استلقائه ليتأوه بضعف بينما يحرك يده علي ظهرها ببسمه صغيرة
_ أنا بخير لكنك علي وشك قتلي الأن

ابتعدت عنه وهي تلكمه برقه في كتفه
_ انت أحمق كدت اموت حقاً

ابتسم لها، كانت لورا تراقبهم من بعيد بقليل من الغيرة، لما لم تسأل انجيلا من قبل عن إذا كانت قد أحبت لوراندو أم لا؟ تنهدت تبعد الأفكار عن عقلها وهي تتحرك مقتربه منه، سرعان ما أنتبهت عينه لها والتف بعنقه بخفه ناحيتها لتنخفض تضمه برفق حتى لا تؤذيه
_ لقد أخفتني

_ انا بخير
قالها بحب وهو ينظر لعينها الناعمة التي تنظر له، اقترب ستيف منه وهو يخبره بجديه حاده
_ اخبرتك من قبل أن تتوقف عن تلك الترهات!

_ هولاء الأفراد لا أعرفهم

قالها بضعف، عقد ستيف حاجبيه بأستغراب إن كان لوراندو لا يعرفه إذاً لما قاموا بذلك، ابتسم محاولاً تغير الموضوع وهو ينطق ببسمه
_ المهم أنك بخير

ابتسم له لوراندو ثم أعاد أنتباهه للورا وبقي الاخرون حولهم بين أحاديث منوعه ومحاولة وصول لسام او لليان.

_______________

ركضت لليان لغرفه سام وهي تطرق الباب بقلق، لم تحصل علي أجابه لتفتح والجه بحثًا عنه لكنها لم تجدة
تراجعت بعدم أهتمام وقررت هي الاخر مهاتفة سام أثناء ذهابها للمشفى بعد مكالمة ستيف، كانت تركض بسرعة لتصطدم بجين بقوة دون شعورها.

تراجعت جين بقوة قبل أن تمسك لليان وهي تهتف بها بأستغراب
_ لما كل ذلك الأستعجال! ما الذي حدث

نظرت لها لليان لثوان بتفكير قبل أن تخبرها بهدوء
_ ذاهبه للمشفى لوراندو هناك

اتسعت عين جين بقلق وهي تهتف بصوت مصدوم
_ ماذا، ما الذي حدث له

_ لا اعلم

_ لنذهب
قالت جين جملتها بحزم وهي تتحرك وتتبعها لليان بقليل من التوتر والصدمه .
________________

_ كيف تريد مني الذهاب أبي لهناك؟
سألت رونا بصدمة والدها الذي أتي طالباً منها الذهاب لمنزل سام، تحدث بحزم ونبره قاطعة
_ أنا أعلم ما أقوله رونا، لا يوجد احد بمنزلهم الأن أنا أراقبهم جميعًا، اذهبي وأحصلي علي جميع الأوراق التي بالخزنة وتعودي، هيا قبل عودتهم

نظرت رونا لجوزيف الذي غفي منذ فترة، إن كان مستيقظًا كان ليمنع والدها فهي قلقة مما يرغبة لكنها أنصاعت بصمت.
_______________

وقف سام بأحد الازقة التي أخبره عنها زين والتي تعود منها سرينا الي منزلها، كان ينتظر من وقت لا بأس به حتى اخيرًا رأها وهي تتحرك ببدايه الزقاق، كان يخفي وجهه حتى لا تراه وتتراجع ينتظر أن تمر أمامه، محرد أن مرت أمامه كان يمد يده ممسكًا معصمها.

صرخت سرينا بخوف وهي تستدير ناظرة ناحية ما يمسك يدها لتري سام، كانت الصدمة كفيلة بجعلها تصمت دون اكمال صراخها، كانت تشعر بشوقها له يمنعها من التحدث وتوبيخه لكنها كانت أقوي من ذلك وهي تبعد يده بحده وتهتف بغضب
_ هل جننت! ما الذي تفعله هنا؟

_ أنا بحاجه لكي سرينا

قالها بضعف والدموع تتجمع بعينه بحزن وضيق، انعقد حاجبيها بأستغراب وصدمة وهي تساله بتوجس
_ ما الذي حدث، هل عائلتك بخير ه...

_ ضميني سرينا، ارجوكِ

قالها بطريقه جعلتها لا تستطيع المقاومه وهي تضمه بقوة، بكي سام بضيق يعتمر صدره لتمرر يدها بهدوء بين خصلاته وهي تردد بصوت هامس حنون
_ اهدئ أنا هنا، أنا معك سام

ضمها لاحضانه بقوة دون حديث وهو يشعر أنه لم يخطئ بتفكيره، كان كلاهما غافلاً عن الصور التي التقطت لهم أو عما هو قادم.

____________

كانت اريانا قد ذهبت للمشفى للوراندو بعدما علمت من ستيف بأمره، كانت الأجواء بينهم عاطفيه ولطيفه بين ضحكات ومزاح ودي بينهم، كان ذلك حتى فتح الباب وولجت جين حينها حل صمت مطبق علي الغرفة.

نظرت اريانا لستيف الذي وجدته يبادلها النظرات قبل أن يمسك يدها بدعم، القت جين نظرة جانبيه عليهم وهي تتحرك دون أن ترحب بهم وسارت بأستقامة ناحية لوراندو ومعها لليان.

نظر ستيف لأريانا ثم لوالدته ليسحب يدها مقررًا مغادرة الغرفة حتى ترحل والدته كي لا يزعجها وجودهم، لم تهتم جين وهي تسأل لوراندو بقلق
_ هل أنت بخير ما الذي حدث معك

_ أنا بخير لا تقلقي، لا أعلم ما حدث لقد تهجمو عليا دون أي سابق انظار

أجابها بنبرة ضعيفه وقد شعر بأرهاقه يزداد لتشعر به جين وهي تخبره بحب
_ يمكنك النوم الأن قليلاً أنا بجوارك يا صغيري

التمعت عينه بحب وقد شعر بقلبه يضطرب، لأول مره تتصرف بكل تلك العاطفة وذلك جعل الصدمة تغرقه لم يعلم بما يجيبها، ابتسم بخفه وأغمض عينه مما جعل البقيه يغادرو الغرفة بصمت.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي