الفصل الثامن والثلاثون

"لقد تغير حال العائلة من حال لحال، يكفى فقط أن الأمور قد وضحت للجميع وخاصة بالنسبة لسهير.
؛وذلك لأنها أبدا لم تقتنع بأن سيلين أختها حقا تحبها وتخاف عليها، وذلك حتى أكثر من ما تخاف هى على نفسها.

وأظن أن سهير تأكدت من ذلك الأمر بنفسها بعد ما فعل بها مصطفي ما فعل.
فهو الآن سرق منها أموال تلك الشقة بعد أن أخذها منها برضاها التام، والقانون لا يحمى المغفلين.

_وسهير كانت أكبر مغفلة فى ذلك الوقت، ؛ولكن الآن على الأقل قد توضحت الأمور.
على الأقل الآن أصبحت سهير تعرف من هو حبيبها ومن هو أيضا عدوها.

'قبل أن تكتشف سيلين أمر أعمامها وما الذى كانوا يفعلون أسفل الورشة.
،قبلها فقط بيوم واحد كان اليوم هو إتمام للشهر الثانى وهذا هو آخر ميعاد لسلين، وذلك لكى تسلم شركة السيد عادل آخر دفعة من التحف والتماثيل والتى كانت تصنعها لهم، وهذا بعد إتفاق قد أبرمته مع السيد عادل من قبل شهرين مروا.

_ولكن هذا الخبر كان سيئ جدا بالنسبة لعادل.
؛وهذا لأنه بهذا الشئ سوف يحرم من رؤية سيلين مثلما تعود، ولم يستطيع أن يتحدث معها وكأن يتحجج بذلك العمل، فما الذى سوف يجمعهم مرة أخرى؟

"لقد أنتهى أمر العمل الذى كان يعمل منه حجة لكى يتواصل معها كل حين وآخر.

ولكن آخر يوم تقابلت سيلين مع السيد عادل، زادت فى نظرة أكثر وأكثر.
؛وذلك لأنها رفضت مساعدته لهم ذلك اليوم حينما كانت سهير فى المشفى، حينما قام بدفع تكاليف المشفى.

_فسيلين لم تقبل على نفسها أو على إخوتها ذلك الأمر وهو أن يعطى لهم عادل نقودا ويظن أنهم محتاجون ويريدون صدقة.
،وعرفت من موظفوا الإستقبال كم كانت تكاليف العملية، وقامت بوضعها فى ظرف وذهبت إلى الشركة.

وقالت للسيد عادل..
"تفضل يا سيدى، أنا أشكرك على مساعدتك
ولكن صدقنى نحن لسنا فى حاجة لها، فنحن لدينا الخير كثيرا والحمد لله.

_حينها أدرك عادل كم أن سيلين فتاة عزيزة النفس، ولا تقبل مساعدة من أحد مهما كان ذلك الشخص قريبا منهم.
ولم تفكر سيلين أبدا فى إستغلال ذلك الرجل وهذا؛ لأنه له سلطة ونفوذ وأيضا رجل أعمال كبير، ويملك الكثير من الأموال والمشاريع.

وعرف حق قدر تلك الفتاة، خاصة وأنه حاول إقناعها ذلك اليوم بأنه لا يريد منها رد هذه النقود، ولكنها رفضت ذلك وبشدة حتى أنها غضبت بعض الشئ، وهذا ما جعل السيد عادل يأخذ الظرف من يديها لكى ترتاح ولا تغضب.

_ووقتها تجرء عادل وأخبر سيلين بما يحمله لها فى قلبه وهذا طوال الفترة التى عرفها فيها.
فمنذ أن رآها أول مرة وهو لا يستطيع أن ينساها ولا يوم وكان يفكر فيها بإستمرار.
وأخيرا قرر أن يعرض عليها الزواج.

كانت سيلين تريد أن تستأذن لكى تذهب ولكن السيد عادل تجرء وقال لها، سيلين..
_أنا أريد أن أخبرك بأمر هاما جدا بالنسبة لى يا سيلين، وأريد منك أن تخبرينى عن رأيك به بكل صراحة، دون مجاملة منك.

(نظرت له سيلين وكأنها كانت تعرف ما الشيء الذى يريده السيد عادل منها، هى لا ترفضة ولكنها لا تريد الزواج الآن وهذا لنفس السبب، نعم إخوتها.)

(وفى نفس الوقت شادي يحب مريم وهذا ما يجعل الأمر أكثر صعوبة على سيلين، وهذا لأنه تخاف أن يعاقبه السيد عادل بأن يرفض زواج مريم إذا رفضت سيلين الزواج منه هو أيضاً، وفى ذلك الوقت سوف يكون لديه الحق فى هذا الأمر.
ولكن لنرى ماذا سوف تفعل.!

"فقالت له، حسنا يا سيد عادل تفضل أخبرنى أنا أسمعك جيدا.

_فقال لها هل تقبلين أن تتزوجين بى؟
نظرت له سيلين وقالت له..
"ماذا؟ أتزوج بك!
ما تلك المفاجأة يا سيد عادل، لقد بما تقول جدا.

قال لها عادل..
_حسنا بإمكانك أن تستعيبى الموقف جيداً ومن ثما تفكرين وتعطى لى إجابة على سؤالى، ولكن لا تتأخرى من فضلك.
وكونى على يقين تام بأننى سوف أكون فى قمة سعادتى إذا وافقتى على طلبى هذا.

ولكى أكون صريحاً معك، أنا أحبك منذ أن رأتك عيناى أول مرة، ولهذا السبب أنا تجرأت من ناحيتك وسمحت لنفسى بأن أفكر فيكى، وهذا لأن شعورى تجاهك لم أشعر به من قبل، فبعد وفاة المرحومة زوجتى لم أجد سيدة مثلها ولم أتجرء وأتزوج من أى فتاة أيا كانت، لم أسمح لنفسى بتجربة أى شىء أيا كان هكذا، أنا كنت محتاج أن أقتنع ولم أقتنع سوى بك أنتى.

_كنت أحافظ على مشاعرى طوال الوقت الذى كنت به أعيش حياتى دون زوجة أو شريكة حياة، وأريد أن تكون حياتى ملكا لسيدة تستحق فعلا تلك المشاعر النبيلة الصادقة والتى سوف أهبها لها، ولا أريد لها مقابل سوى الحب والإخلاص، وهذه المشاعر هى تجاهك أنتى يا سيلين ونابعة من صميم قلبى.

_أنا لن أضغط عليك يا سيلين،
فأنتى صاحبة القرار.
ولكن هذا الحديث كان بداخلى منذ فترة وكنت أتمنى أن أخبرك به منذ وقت طويل ؛وهذا لكى أرتاح وأخرج لك كل ما فى قلبى، والباقى مثل ما أخبرتك القرار لك أنتى.

(وقتها سيلين لم تعرف ماذا تجيب، أو بمعنى أصح لم تعرف ماذا تريد!
فالسيد عادل فرصة عظيمة جدا، فهو رجل تحلم به أى فتاة ويكفى فقط أخلاقه العالية وكيف يتعامل مع سيلين برقة وذوق.
وفى نفس الوقت هى لم تريد الزواج الآن، وهى بالطبع لن تستطيع أن تعطى له إجابة الآن؛ ولذلك السبب قالت له..

"سيد عادل حقا أنت فجأتنى بذلك الأمر الآن، وأنا لم أكن أتوقعه أبدا، ولذلك أنا أطلب منك فرصة لكى أفكر ومن ثما أخبرك بقرارى، والآن أسمح لى أنا عليا الذهاب فلدى أمور كثيرة يجب عليا إنجازها.

وذهبت سيلين وإلى حد الآن وهى تفكر، ولكنها وأخيرا قد وصلت إلى قرار نهائى فى ذلك الأمر وقررت أن تخبر السيد عادل بما قررت.

***

_وذهبت اليوم سلمي إلى المشفى، والذى تم حجز أحمد فيه لكى يتلقى العلاج من ذلك السم الذى كان يتعاطاه، ولكن الآن أصبح أحمد فى حال جيداً.
فإن حالته تتحسن يوما بعد يوم.
وكل هذا بفضل الله ومن ثما إهتمام سلمي به.

"فهى كانت كل يوم تذهب إلى أحمد فى المشفى وكانت تهتم جدا لأمره وهذا لأنها هى من وعدته بهذا الشئ حينما طلبت منه أن يذهب إلى المشفى لكى يتعالج من الإدمان.

،ومن كثرة ما رأته سلمي كل يوم تعودت على رؤيتة، وأصبحت سلمي تحمل فى قلبها لأحمد حبا إلى حدا ما، وهذا الأمر حينما أدركت به سلمي تراجعت وخافت من أن تستمر به، ولكنها رغما عنها إستمرت وذلك بسبب أنها إعتادت على وجود أحمد فى حياتها.

بالإضافة إلى أنها أيضا كانت تشعر تجاه أحمد بالمسؤولية.
وأنها إذا تركته سوف تدمر حياته ويعود إلى الممنوعات مرة أخرى، ؛ولذلك قررت البقاء معه وراهنت على أنها سوف تستطيع أن تجعل منه شخصاً آخر، شخص يعتمد عليه ويكون نافع لنفسه ولعائلته.

_وبالفعل هذا حدث،
فلقد تجاوز أحمد فترة جيدة فى العلاج إلى أن أصبح لا يريد أن يتناول تلك الأشياء مرة أخرى، وكان يشعر بالأطمئنان والأمان فى وجود سلمي إلى جانبه، وهذا ما كان يشجعه ويجعله يستمر فى أن يحاول أن ينتهى ذلك الكابوس، كابوس الإدمان.

_والآن أصبح أحمد شخصاً أخر، شخصاً سويا ويستطيع أن يعتمد على نفسه، وأن يعتمد عليه أيضا الآخرون، فوالدته السيدة عائشة بامكانها الآن أن تعتمد عليه فى مشروعا ما ويديره، لطالما تمنت أن يكون أمامها احمد شخص جيد وتستطيع أن تعتمد عليه دون خوفاً منه أو عليه.

"ولكن أحمد رأى أنه من الأفضل له فى البداية أن يكمل تعليمه، والذى أهمل فيه بسبب الأزمة التى مر بها.
،ولكن الآن الوضع أختلف فسلمي معه، وسوف تشجعه وتساعده مثل ما ساعدته على أن يوقف تناول تلك السموم، وسوف تقف إلى جانبه وأصبح الإثنان تقريباً فى علاقة رسمية.

'فلقد قررت السيدة عائشة أن تذهب وتطلب يد سلمي لأحمد فى أقرب وقت ممكن، وهذا لكى تكون الأمور بينهم رسمية، فمن من الفتيات مثل سلمي!
هى حقا فتاة تستحق الإحترام والتقدير، وهذا من أجل مجهودها الذى بذلته لكى تساعد أحمد.


***

_اليوم قرر شادي أن يقابل مريم، أخبرها بذلك عبر الهاتف.
وذلك لكى يخبرها بأخر التطورات التى حدثت معه، ومع عائلتة، فى أمور الميراث.
ولكى يفكرون معا كيف سوف يخططون لحياتهم المقبله.

"ولهذا ذهبت إلى الشركة وذلك لكى تذهب هى وشادي بعد إنتهاء الدوام، وأنتظرت شادي فى الخارج فى مكان بعيد إلى حد ما ولكن واضح لشادي وسوف يذهب إليه.
وحينما أتى كان علي يسير وراء منه وذلك بمحض الصدفة.

_ولكن علي وقف بعيد لكى يرى ماذا سوف يحدث، بعد أن لمح سيارة مريم واقفة بعيدا، وشادي يذهب مسرعاً فى إتجاهها،
فوجد ما توقع بضبط، وكانت مريم فى قمة سعادتها حينما رأت شادي، وصعد شادي فى السيارة وذهبوا معا.

ولكن تلك المرة لم يترك علي هذه الفرصة من بين يديه تضيع هباء.
،فقد ذهب خلفهم دون ما ينتبهوا لوجوده، وراقبهم حتى يرى إلى أين سوف يذهبوا!
وحينما وصلت مريم هى وشادي إلى أحدا الأماكن العامة، نزلا سويا من السيارة وجلسا معا بشكل طبيعى ولا يوجد هناك أى شىء لا سمح الله يسيئ لأى أحدا منهما.

_ولكن ذلك علي قام بتصويرهم وكأنهم يفعلون شيئاً خطيرا وهذا دليلا عليه،
ولم ينتظر كثيراً، فذهب إلى الشركة مسرعاً لكى يخبر السيد عادل بما رأى على أبنته وشادي، وبهذا السبب يكون علي فى نظر السيد عادل شخص مخلص ويخبره بكل شيء يحدث من وراء ظهره،
وذلك لأنه سوف يثبت بهذه الصور أن شادي شاب مخادع ويتواصل مع أبنته من دون علمه.

فقال السيد عادل..
_يا سيدى لقد وجدت شيء بالصدفة، ولكنى قمت بتصويره ربما تكن فى حاجة لكى تعرف به، وتكون الأمور واضحة أمامك.

"نظر له عادل وكأنه يعلم أن علي هذا يحب جدا إفتعال المشاكل، وخاصة لشادي وسيلين.
ولقد صبر عليه كثيراً إلى أن أوشك صبره على النفاذ؛ وذلك لأن السيد عادل على علم أيضا أن علي لا يحب شادي بالمرة، وقيامه بما يفعل الآن من الواضح جدا أنه بسبب شادي، فقال له..

"خيرا يا علي، ماذا هناك أخبرنى!؟

قال له علي..
لا أنا سوف إريك بنفسك يا سيدى ولن أخبرك بأى شئ وذلك لأنى لا أعلم شيئاً عن ذلك الأمر، تفضل..
وأعطى علي إلى السيد عادل الهاتف والذى هو يحتوى مجموعة صور قد أخذها علي لمريم وشادي، بينما كانوا يجلسون فى ذلك المكان العام.

ولكنها جميعها صور عادية وفى مكان عام وكانوا جالسين على طاولة ويتناولون شراباً ما، ولا يوجد فى الأمر أى شىء به خدش حياء أو ما شابه.

فقال له السيد عادل..

_وماذا هناك يا علي!
أنا لا أرى فى تلك الصور أى شىء مخل!
أنت كيف تتجرء على أبنتى وتفعل ما فعلت؟
ماذا تقصد بأنك تصورهم معا؟ ما الذى يدور فى بالك أخبرنى..

_قال له علي بعد أن ضاع الحديث من فمه، فلقد توتر كثيراً من ردت فعل السيد عادل عليه ولم يكن يتوقعها أبدا، وقال له..

_لا يا سيد عادل لقد فهمتنى بشكل خاطئ، أنا فقط كنت فى ذلك المكان وذلك بالصدفة، وحينما رأيت الآنسة مريم أمامى قمت بتصويرها بدافع أن تراها أنت يا سيدى ولا يوجد هناك أمرا آخر.

حتى ذلك الشاب أنا لم أنتبه له من يكون أو ما هى هويته، إلا بعد أن نظرت فى الصور وتفاجئت بأنه شادي، وهذا لأننى ركزت على الآنسة مريم فقط.

(فنظر له عادل وكأنه يحمل له الكثير فى قلبه، أو أنه ينوى له على نيه ما وما زالت غير معروفة.)

ومن ثما قال له السيد عادل..
"حسنا يا علي أشكرك على مجهودك هذا، والآن تفضل على مكتبك وأنا سوف أتصرف فى هذا الأمر.

ثم قام عادل بالإتصال بإبنته مريم، وحينما ردت على هاتفها قال لها.
مريم كيف حالك؟

قالت له يا أبى أنا فى أفضل حال.
فقال له والدها
_أين أنتى الآن يا حبيبتى؟ أظن أنك فى الخارج.

قالت له نعم،
_أنا مع أصدقاء لى نجلس فى مكان عام نتناول الطعام ونتحدث.

قال لها والدها..
_أنا أعلم أن شادي معك يا مريم، أنا أريد منكم أن تحضروا إلى الشركة معا الآن، أريد أن أتحدث معكم فى أمر خاص جدا ولا يتحمل التأخير.

(تعجبت مريم كيف علم والدها بذلك الأمر، وأن شادي معها!
ولكنها لم تستطيع أن تخفى على والدها شيئا فقالت له.)

_حسنا يا أبى سوف نأتى إليك على الفور،
وتعجب شادي ومريم من مكالمة السيد عادل، وظنوا أنه بسبب أنه علم بأن مريم وشادي معا، إذا سوف تحدث مشكلة كبيرة ولم يستطيع الإثنان أن يبررا موقفهما للسيد عادل وقتها.

،ولكنهما ومع كل هذا لا يستطيعوا أن يتأخروا عليه أبدا، وقررا الذهاب إليه على الفور وقرر شادي ما مريم قرار قد يغير مجرى حياتهم.

؛فذهبا معا ودخلت مريم المكتب الخاص بوالدها، وكان شادي برفقتها، وعلي واقفاً بعيد يشعر بالفرح الشديد والإنتصار ؛لأنه قد وضع شادي ومريم فى موقف محرج مع والد مريم، وقال لنفسه..

بالتأكيد سوف يوبخ شادي ويطرده من الشركة، لقد أتت لى الفرصة على طبق من ذهب وأنا بإستغلالها أفضل إستغلال، أفضل شيء هو ما فعلت اليوم سوف أتخلص من ذلك الفضولى والمستغل شادي هو وأخته.

وقال لنفسه..
_بالتأكيد لن يسمح لهم السيد عادل بالبقاء فى الشركة: بينما يفعل أخيها ما يفعل مع أبنته مريم دون ما يعلم، أكيد سوف يأخذ موقف قوى إتجاههم ويكون فى صالحى أنا، وهذا لأننى أنا من أخبرته بأمرهم وأعطيت له الدليل.

***

قال السيد عادل..

يا مريم هل أنتى بينك وبين شادي شيء أكثر من أنكم زملاء فى الجامعة، وأنه يعمل هنا فى شركة والدك؟

"نظرت مريم فى الأرض وكانت تشعر بالخجل، كيف لها أن تخبر والدها بأنها تحب شادي جدا، وأنها كانت تحاول مساعدته منذ البداية لكى يستطيع أن يرتبط بها بشكل رسمى ويوافق والدها عليه.

ولكنها لا تستطيع أن تنكر ذلك الأمر أكثر من ذلك، وسوف تخبر والدها وهذا كان قرارها هى وشادي منذ أن أخبرها والدها عبر الهاتف أن تأتى."

فقالت لأبيها..
"نعم يا أبى أنا وشادي نحب بعضنا البعض، ولكنه حب طاهر وبريئ وينوى شادي على أن يتقدم لحضرتك آخر هذا العام، لأنه بذلك يكون قد أنهى دراسته الجامعية ويمكننا أن نتزوج،
طبعا كل هذا بعد موافقتك على الزواج.

_ثم نظر السيد عادل إلى شادي وقال له..
أنا لا أسمع صوتك! ما رأيك فى الحديث الذى أخبرتنا به مريم أبنتى؟

قال له شادي..
_لقد كنت أنتظر أن تنهى مريم حديثها وهذا لأن حضرتك وجهة حديثك لها فى البداية.
ولكنى أعلم ومدرك جيدا ما هو الشيء الذى أريد أن أقول وأن أفعل.

_أنا يا سيدى أحب أبنتك من كل قلبى وأنا أستطيع أن أجعلها سعيدة معى إلى آخر عمرى، وذلك لأنى أحبها.
والآن أنا أطلب يديها منك، هل تقبل بى زوجا لإبنتك مريم؟

نظر لها السيد عادل وقال..
_وهذا سوف يكون أسعد يوم فى حياتى حينما أراكم معا فى ليلة زواجكما وخاصة لانكم تحبوا بعضكم ولقد رأيت ذلك الشئ داخل عيونكم.

بارك الله لكم تلك الزيجة، وأنا موافق طبعا فشادي شاب له مستقبل يليق بك يا أبنتى، وأيضا طموح ومهذب ولم أرى منه أى شىء سيئ طوال فترة عمله هنا معنا فى الشركة.

والآن هيا لكى نعلن خبر خطوبتكم للجميع، لكى لا يظن أحد بكم ظن السوء.
ففهما الإثنان أن هناك شخصا ما كان يريد بهم السوء حينما أخبر السيد عادل عن لقائهما معا،
ولكن السيد عادل أراد أن يرد كرامة أبنته أمام الجميع، وهذا حلا بالنسبة لى جيد جداً.

_فخرج السيد عادل ومن خلفه شادي ومريم، وقال..
أريد من الجميع أن ينتبه إلى حديثى هذا، الجميع دون إستثناء، أين السيد علي؟
أها ها هو علي مساعدى ويدى اليمنى والذى أعتمد عليه فى كل شيء.

(لقد ظن علي أن السيد عادل سوف يخبر الجميع بالخبر الذى لطالما تمنى حدوثه، وهو رفد شادي من الشركة وإلقائه فى الخارج، ولكن العكس صحيح فمن سوف يلقى فى الخارج هو علي بنفسه، والأصعب من ذلك أن السيد عادل ينوى أن يكن شادي مكانه)

فقال عادل..
_الآن أعلن لكم عن خطوبة أبنتى مريم من الأستاذ شادي، وهذا بعد موافقتى على الزواج ومباركتى له.

فرح جميع الحضور وقاموا بالتصفيق بشدة فرحة لفرحة شادي ومريم، والجميع قال مبروك والله يتمم على خير،
'ما عادا علي، كان واقفاً فى زاوية بعيد ينظر ولا يتحدث، ومن ثما جائت المفاجأة.

فقال السيد عادل متوجهاً بحديثه إلى علي..
"وأما عنك أنت يا علي، نحن قد أستغنينا عن خدماتك من الآن أنت خارج تلك المجموعة، بإمكانك تصفية حسابك والذهاب من هنا فى أقرب وقت ممكن، والبحث عن عمل آخر.

(لم يتحدث علي ولم يتفوهه بكلمة واحدة ؛وذلك لأنه يفهم جيدا أن السيد عادل أراد معاقبته بسبب ما فعله مع مريم وشادي حينما ظن بهم ظن السوء، وحينما أيضا ظن أن السيد عادل سوف يظن بهم ظن السوء.

ولكن ومثل ما أخبرتكم أن العكس صحيح تماماً، فما حدث هو العكس.

***

_وأخيرا جاء موعد حفل زفاف سعيد ودلال..
لقد كان يوما مميزا جدا للجميع وسوف يحدث به الكثير من المفاجآت ولكنها مفاجآت سارة ومبهجة، لقد أنتهى الوقت الصعب على تلك العائلة.
والآن تعيش عائلة سيلين حالة من الحب والإستقرار والذى لطالما حرموا منه، فمنذ وفاة الوالد لم يشعر أحد منهم بالأمان.

"ولقد كانت دلال سعيدة ووالدتها أيضا، وذلك بعد أن إستأجر سعيد لوالدت دلال منزل خاص بها وذلك المنزل فى نفس المبنى الذى فيه شقة دلال وسعيد.

وهذا بعد أن قامت بنقل جميع أغراضها من المنزل القديم، إلى المنزل الجديد.
والذى كان السيد جمعه جارا لهم فيه، لقد تركوا له كل شيء وذهبوا بعيدا عنه.
؛وهذا لكى يتقون شره، ولكى تتم زواجة دلال على خير دون ما يفعل لهم المزيد من المشاكل.

ولكن قبل حدوث كل هذا ذهبت له السيدة أحلام، وأعطت له ذلك الشيك الذى أعطاه لها فى السابق.
_وأخبرته أنها لا تريد منه شيء، وأنها لم تتحمل أن ترى إبنتها الوحيدة تتألم وتضيع من بين يديها،

ويكفيها أنها لم تخبر عنه الشرطة ذلك اليوم وفعلت ما طلبه منها عبر الهاتف وهى فى المشفى جالسة إلى جوار أبنتها، فلقد تخلت عن حق ابنتها مقابل أن يتركهم فى حالهم ؛وأن لا يتعرض لهم بعد الآن فالزواج قسمة ونصيب.

_وجمعه رد عليها وقال لها، كم أعطى لك سعيد ذلك الفقير لكى توافقين على زواجه من أبنتك؟
هل دفع لك أكثر من ما أنا دفعت!
ربما ليس لكم فى الطيب نصيب، وأنا لا يشرفنى أن أتزوج من عائلتكم وسوف أنسى أمركم ولن أتذكركم فى يوما من الأيام.

"وقتها لم تريد السيدة أحلام أن تطيل معه فى الحديث، ولم ترد حتى عليه بل تركته وذهبت وقالت لنفسها يقول ما يقول،
المهم أنه يترك أبنتى فى حال سبيلها، وانا سوف أتحمل تلك الإهانة أيضاً من أجل ابنتى دلال، والتى ظلمتها معى وأدعو الله أن يغفر لى هذا الذنب الكبير.

(وجاء موعد الحفل والذى حضره الجميع، فكل من كان جيد فى حياة هذه العائلة الصغيرة قد أجتمع على خير فى حفل زفاف دلال وسعيد.

_السيدة عائشة ومني أبنتها، وأحمد وإلى جانبه سلمي خطيبته، وأيضا شادي وإلى جانبه مريم خطيبته.

وأيضا سهير والتى كانت فى قمة شياكتها وأناقتها، فلقد نظرت لنفسها فى المرأه وأخبرت نفسها أنها جميلة ولا تستحق أن تعيش تعيسة فى يوما من الأيام.

"وكان الجميع سعيدا جدا ويرقصون ويغنون من أجل فرحتهم بتلك النهاية السعيدة، وعلى رأسهم سيلين والتى جعلت فرحتهم تزداد الضعف، حينما دخلت إلى قاعة الزفاف وكانت ممسكة بيد السيد عادل، وهذا بعد أن وافقت سيلين على الزواج منه)

"لقد أقتنعت أنها تريد فى حياتها شخصا مسالما وطيب مثل السيد عادل، وهذا لأنها لم ترى منه فى يوم أنه سئ الخلق أو أنه يطمع فى شىء تمتلكه، ويكفى زوقه العالى معها حينما لم يضغط عليها ولم يجبرها على شئ.

بل ترك لها حرية الإختيار وترك لها القرار، وهذا كل ما تحتاج إليه سيلين فى حياتها وأظن أيضا أن أى امرأه لا تحتاج سوى إلى رجل،
رجل فقط يحترمها)
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي