الفصل٢١

الفصل الاول بعد العشرين
بعد  انتهاء اجواء الحفل العائلي .
أخذ كل عريس عروسه لاحتفال بالخارج

كانت جايدا ترتدي فستانا من اللون الذهبي ليس بشفاف ولا ضيق    قبل الخروج من المنزل مسحت زينتها .
داخل سيارة يحيى
تنفس يحيى بهدوء ثم قال :
-اخيرا رجعتي ليا و برجوعك نورتي دنيتي تاني ده انا  من غيرك الدنيا كانت عاتمه
وا نهي كلامه مازحا:
يرضيكي اضيع يا وديع .
اجابت  جايدا قائلة :
-ما يرضنيش تضيع يا وديع.
-حافظ بقى على النعمة و تتصدق علشان ربنا يحمينا و يحفظنا لبعض
-انت عارف فضل الصدقة ايه .
فالصدقه هي العطية التي يخرجها الانسان  و لا تقتصر على الاموال  فهي اي فعل يقوم به  مخلصا به النيه دون ان يكون مصاحبا بمن ْ او أذى و ان يكون من مصدر رزق حلال  فتعد كفالة اليتيم صدقة و القاء السلام صدقه  و التبسم في وجه  أخيك صدقة و بناء المساجد و المستشفيات  و دور تحفيظ القرأن صدقه   و إخراج الذكاة  صدقه  و اطعام الطعام صدقه و صلاة الضحى لمن أقامها صدقة و مساعدة الاخرين سواء بالوقت و الجهد او بالمال صدقه سواء كان علنا او سرا

فالصدقه لها باب خاص يوم القيامه يدخل يدخل منه كل من تصدق  ابتغاء وجه الله و رضاه  فهي تطفيء غضب الرب و ترفع من مكانة و شأن المسلم في الجنة و تشفي  المرضى  من الامراض  حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم داووا مرضاكم بالصدقات.
أخذ  كف يدها اليمني مخللا اصابع كفه الايسر في أصابعها  بعد ان  لثم كفها بقبلة ناعمة يعبر فيها  عن شوفه الدائم لها .
تخضب وجهها بالحمره  حاولت ان تسيطر على دقات قلبها التي تقرع كالطبول في حاضرته  فماذا يحدث لها من همساته و لمساته ؟
قرفقا بقلبي يا رفيق الدرب والحياة .
شرعت في فك كف يدها  لكنه لم يمهلها الفرصة لتفعل بل تشبث بها أكثر  فجذبها  اليه فاستقر رأسها عند موضع قلبه  فبصوت أجش قال:
- ايوة اثبتي هنا ده مكانك اصلا
ردت عليه بخجل :
-بطل يا يحيى تكسفني

لكنه لم يتركها بل أردف :
- في حد يتكسف بردوك من حبيبه .

غمز لها مداعبا :
-اومال هاتعمل ايه يا وحش في اللي جاي.
-عايزك كده جامد و تسد في مكانك .
ضربته في كتفه الايسر بعد ان اعتدلت في جلستها :
-يوه يا يحيى بطل انت بتحرجني  .
نفخت بشكل مصطنع  وقالت :
- اوف عليك يا يحيى .
اشتياقه لها و كلماته المعبره  على ذلك با أفعاله ايضا تدغدع انوثتها و تمحي اي حاجز  او سد  يمنع بينها و بينه  ويزيل اي توتر و رهبه منها اتجاهه

اما يحيى فيفعل  ما في وسعه  حتى يزيح ذلك الحاجز القائم بينهما كنتيجة  الاولى لفعلته الشنيعة .
يقر و يعترف بينه و بين نفسه  اولا قبل الاخرين  انها  قد تحملت كثيرا و كان فوق عاتقها  كالجبال الراسيات لو غيرها لكانت انهارت و ما بقت صامدة .
الاف السيناريوهات حضرت براسه  ليجد نفسه  يقول بنبره  سيطر  عليها الحزن والندم:
-لما عرفتي انك حامل ليه مانزلتيهوش
حاولت الاتحزن و قالت ببرود  أجادته :
-هو صحيح جه بطريقه ما كنتش راضيه عنها  بس جه عن طريق الحلال انت في الاول والاخر زوجي .
-و حتى لو ماكنتش متزوجه وحصل اي شيء كانت نتيجيتها اني  حامل عمري ما اقتل روح بريئة ما لهاش ذنب.
-وفي الاخر ده ابتلاء من ربنا لوماكنتش قده ماكنتش اتبليت به ربنا ادرى واحد بينا ربنا علام الغيوب .
وده مكتوب من قبل ما اتولدت. والمكتوب  لازم ينشاف   حلو وحش كله بيعدي بيسيب جوانا ذكرى ودس علمنا اياه و الحمدلله على كل حال .
انا بطلت الوم نفسي و ياريت انت كمان تبطل انا عايزة اعيش حياتي في استقرار نفسي
هل يوجد شيء اكثر من العشق  ؟
بالطبع لايوجد اكثر من الهيام  فلقد اصبح متيما بها بقلبها المحب الذي يساع الجميع بل ويحتويهم 
فقد عشق طيبة قلبها عقلها الراجح الذي يوزن الامور بحكمه في معظم الاحيان وجل من لا يسهو .

  حين وصل الى وجهتهم أوصد سيارته   في المكان المخصص لها. واعطى المفاتيح للمسئول عن ذلك المكان

عند باب المطعم الراقي  عند دخوله  المحل  التقى بعميله لديه  فتاة ثلاثينيه  شعرها كستنائي قشدية البشرة ذات أنف مدبب و جههها عريض كالقمر   ترتدي ملابس ضيقة تبرز أنوثتها
نادت بغنج تجيده :
-يحيى
اضطر يحيى ان يقف و يصافحها دون مد يده  للتسليم
عليها لكنها قدمت كف يدها اليمنى تفاجأت من ان فتاه أخرى قدمت يدها اليها تبادلها السلام بفتور مقصود :
-اسفه يحيي مابيسلمش على غير محارمه
اغتاظت من فعلته  و يبدو ان يحيى قد ضاع منها  فلقد كانت تضع عينيها عليه و تخطط كيف  تصطاده ويصبح فريستها و تسليتها في الفترة المقبله و تنهل منه ما تشاء من اموال ثم تقذفه من مرماه كخرقة بالية لكن مخططها قد فشل قبل حتى ان تحظى بشرف المحاولة.
فلقد غرت بجمالها الذي لا يقاومه احد
بغرور سألت:
-مش تعرفنا يا يحيى على المدام
لم تنتظر جايدا رد يحيى  واجابت :
-,انا الدكتوره جايدا زوجته ياحاجه .
-على فكره اسمه الباش مهندس يحيى مش يحيى
-حد سمحلك. تشيلي الالقاب
_و على فكره شوفيلك  شركه تانية  تديرلك شغلك   لاننا مايشرفناش نتعامل مع حضرتك
اما يحيى فمصدوم لم يقوى على قول شيء فكانت امامه كالفرسة الجامحه   من كثرة غيظها وغيرتها عليه   نيران  ضارمه تهنش بها فحولتها  من حمل وديع الى قط

يخربش باظافره كل من يتطاول على شيء ملكها
استفزها بالحديث قائلا:
-هي عملتلك ايه علشان تكلميها و تعامليها كده .
-انا شايف الست كانت ذوق معانا .
-انتي عمرك ماكنتي كده وبعدين حد قالك ان انا هانهي معايا شغلي .
    غيرتها اعمتها فقالت :
-الذوق دي يا استاذ عايزة تخطفك مني كده عيني عينك على عينك ياتاجر علشان تبقى اخر يوم في عمرها  انت حبيبي انا بس يحيى لجايدا. ومهما شاف قلبه وهي تشير على موضع قلبه ما دقش ولا حب غيري .
-و بعدين يا استاذ  ده هايبقى ردك  بردوك لو الايه اتقلبت وبقيت مكاني
بوجه محتقن. اجاب :
-كنت جبت كرشه في ساعتها.
-ده  احنا صعايده. و دمنا حامي .
-انتي مرتي انا يكلمك ليه بشكل ده .
حاولت جايدا تهدئته  قائلة :
-حبيبي خلاص. اهدى  انا بقولك افرض. انت بس اللي حبيبي و من حقي ادلعك و اتدلع  عليك يا يويو .
رد عليها :-انتي كده بقيتي خطر ماتيجي تبقى دخلتنا الليله   شكلي هاتهور يا برعي
ردت عليكه بدعابه :
-هو بردوك في برعي بالجمال ولا الانوثة ديت .
برعي في عينك
-ولا اقولك ركب نضاره علشان شكلك مابقيتش بتشوف .
معلش العضمه كبرت حكم السن .

  رد مزحتها ,قائلا:
-كلها يومين وتعرفي ان معاكي ٤٤ حصان بيرمح في الشقة رمح .
  يحمد الله كثيرا لقد من الله عليه كثيرا فاخير قد انكشعت الغمه و عاد الطير الى موطنه  كانت حياته كئيبه بدونها  فهي مصدر سعادته والهامه .

ثم قبل باطن يديها الاثنان على التوالي و التناوب .

اما في سيارة راجي
كانت عطر ترتدي فستانا فضيا و حجاب من نفس اللون عليه بعض النقوش و الرسومات البيضاء .
اما راجي فيرتدي بدلة كلاسيكيكية من اللون الاسود تحتها قميضا فضيا و حذاء من اللون الاسود
باغتها قائلا :
-حافظه اد ايه من القران .
ردت عليه عطر قائلة :
-جزء عم بس .
تحدث:
-و ليه مكسوفة وانتي بتقوليه ايه رايك احفظك انا.
-انت عارفة فضل حافظ القرآن ايه

  تطلعت نحو الطريق  وجدته يسلك الطريق  الصحراوي   سألته بلهفة وحب استطلاع كانها طفله صغيرة تسأل والدها الى اين نحن ذاهبون يا أبي لكنه راوغها ولم يعرفها  حتى تكون المفاجأة ساحقه وكامله  و تظل في ذاكرتها الى الابد .
  مع الصمت  الذي طغى على الاجواء. غفلت دون اراده منها في نوم هانيء فمنذ عدة ايام و لم تأخد قسطا كافيا من النوم .

في شقة وليد
لا يعلم ما يجذبه الي تلك النسمه و كأنها هفوه من الريح في ليلة صيف شديدة الحرارة او في ليلة شتاء شديدة البروده فتأتي سحاب غزيرة الامطار فتحول الجو دفيء يسري في النفوس .
عينيها كلون القهوة التي يستهوي تناولها رغم مرارتها
لها نكهة خاصة تشده الى تذوقها دائما دون ملل وهكذا هي تلك النسمه منذ ان رأها و قد خطفت انظاره فتعلق به قلبه و عقله ليتفقا عليه معها فلا يذوق طعم النوم الا قليلا .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي