الفصلالثانيعشر

تنام في فراشها تنظر لسقف الغرفه الكئيب ،تنفسها مضطرب وكذلك تفكيرها ،حينما استفاقت من نومها وهي تنادي والدها جلست صامته علمت انه مجرد حلم ،قضي الأمر والدها لن يعود ولن يأتي مرة أخرى لن تري بسمته ولن تشعر بيديه تمسد علي ظهرها برفق ،لن تسمع دعوته الاحب لقلبها حين كان يترك سبحته وينظر اليها بفخر كلما رأى منها ما يعجبه قائلا
حماك الله بنيتي

انتهى كل شيء ،ذلك المرض اللعين قضى على كل شئ ،قضي علي والدها والان اثره يريد القضاء عليها جلست علي فراشها بعنف تتنفس بقوه وغضب وهي تلعن ذلك المرض وتشعر بالحقد يتملك منها فبرغم انها ورثت الكثير من خصال والدها الا أن الخصله الاقوي بها اخذتها من والدتها حسيبه قسوة القلب مازالت تتذكر كلمات والدتها

احذري قسوة قلبك يا قدر فهي من ستكتب قدرك

ألقت فراشها بعنف وهي تنهض هامسة بغضب من نفسها ومن الحالة التي أصبحت عليها

_اي قسوه قلب امتلك يا ابي والكلاب الضاله تلتف حولي كي تنهش عظمي قبل لحمي ليتك ما مت ابي ليت هو من

قطعت كلماته الغاضبة صوت اذان الفجر الذي جعلها تصمت تمامآ كما علمها والدها حين تسمعه وبدلا من أن تكمل حديثها صمتت وهي تستغفر الله وتحوقل في سرها وتدعو الله أن يكون معينا لها


……
وعلى الطرف الآخر جلس بهيمنة وسط عائلته ممسكا سبحته وعصاته المتكئ عليها في جلسته ،يستند عليها بذقنه اعلي يديه وعينيه تنظر الجالسين أمامه يتحدثون دون أن يبدي هوا اي راي عما يراها حتى تجرأ أحدهم وهتف
_ وماذا إن كانت فتاة لنقتص منها ومن امها بل ومن شقيقتها ايضا

حينها فقط نهض ضاربا الارض بعصاه الابنوسية بقوة جعلت قلب الرجل يرتعد قبل أوصاله وهو يتحدث بقوة وصلابة قائلا

منذ متى ونحن نأخذ ثأرنا من النساء فهد !!!هل جننت أم أن كثرة سهراتك المشبوهة قد أثرت على سلامة عقلك ؟

غضب تملك الاخر وهوا ينهض بدورة ناظرا له بتحدي قائلا

كيف تتحدث معي بتلك الطريقة يا زياد هل

زمجرة خشنة تبعها صوت وقور رغم غضبه صلبا رغم حداثة سنه قائلا بحدة

وفي البداية فهد اخبرني انت كيف تتجرأ على الوقوف أمامي هكذا

اقترب منه حتى كاد أن يلتصق به وهو يقترب من اذنه هامسا فيهما
_لا يعني كوني سمحت لك بحضور المجلس أن يكسبك ذلك حق ابداء الراي في أمر لا يخصك هل سمعت!!!

ابتعد عنه ليقف في وسط الجلوس هادرا بقوة وصلابة منهيا الحديث بل ومنها المجلس بأكمله

_ يسمعني الجميع القتيل يكون أبي ،ثاره في عنقي ،وقصاصه من حقي انا ولا يحق لاحد منكم التدخل أو المطالبة به مادام في داخلي نفس ولم ياخذ الله امانته فسابقي انا كبير تلك العائله كما كان والدي وجدي ومن منكم يعارضني أو يواجه معضلة في حديثي فليقف امامي و يخبرني بذلك الان !!!

حسنا إن كانت الكلمات تقتل لاعتقد حضور المجلس ان رؤسهم نكست بعدما قتلو حين تفوه زياد بتلك الكلمات صمت الجميع ،ومن يجرؤ على تحديه او مخالفة رأيه ،رجل هوا بحق أي حديث يخالفه واي راي لا يوافق رأيه كبير عائله الصياد رغم صغره وحداثة سنه الذي كان سببا في نقمة الكثيرين عليه شاب في الحادية والثلاثون من عمره اصبح كبير العائله رغم أحقية كثيرين غيره او ربما اعتقدوا ذلك رجل نشاء بعد وفاه والده في رعايه والدته التي كانت بمائه رجل وهي تدافع عنها وتخبرهم صراحه ان تجرأ احد علي الاقتراب منه ستنهشه باسنانها
………
حينما دلفت لغرفتها جلست علي فراشها تبكي بحرقه تنهش قلبها لم تعتقد يوما أن توضع في ذلك الموقف لم ياتي لخيالها يوما أن تحادث اخيها بتلك الطريقه او حتي أن تتجرا وتتحداه هكذا سندها وظهرها أن استقام هو استقامت هي به اغمضت عيني الدموع الحارقه تنساب على طول خديها وكأنها حفظت طريقها والى اين ستصل بعكسها هي ،ماذا ستفعل لن تؤذيه تعرف ذلك ولكنها لن تسمح له باذيه قدر شقيقتها الصغري ابنتها كما تسميها بداخلها ،هزت راسها بعنف وهي تقسم أنها لن تتركه ابدا يؤذيها ثم دعت الله كثيرا أن ينجيها هي وشقيقتها وبعد وقت ليس بقليل امسكت هاتفها تحاول الاتصال بشقيقتها مرة تلو الاخرى ترغب في للاطمئنان عليها واستمر الرنين وكذلك استمر اتصالها دون إجابة أو رد من شقيقتها قدر

………..

فور أن انتهي المجلس ذهب الي غرفه حبيبته وسيده قلبه والدته دلف للغرفه ليراها جالسه على كرسيها الأثير تمسك المصحف الذي لطالما لازمها تتلو بهدوء والابتسامة تنير وجهها نظر اليها بفخر زوجه توفي زوجها وهي في ريعان شبابها جميله وارمله كبير العائله فتيه رغم أن لديها ثلاث من الاولاد خلفها تذكر زياد قوتها وصلابه رايها حين كان هو مجرد فتي في العاشر يوم وفاه والده وحين وقفت هي امام رجال العائله وغيرهم ممن ظهر في عينيه طمعا بها تحتضن ولدها بذراعيها وهي تنظر إليهم وتتحدث بصلابه لم يعهدها بغيرها قائله

_انتهي العزاء والعويل وان كان زوجي توفي فقد ترك خلفه رجلا يحمل اسمه ويشد من غضضي فلا تحسبن اني بلا سند او انه قد كسر ظهري من كان امامها رجل نبت من رحمها فلن يجروء احد علي أن يزعزع امانها
ابتسم اكثر وهو يتذكر كافه تفاصيل حياته تحت كنفها وفي رعايتها رجل هو عكفت علي نشأته هو وشقيقاته له الفخر دوما أنه تربي بفضل والدته
اقترب بهدوء حتي جلس علي ارضيه الغرفه امامها بعد أن قبل يديها مستريحا برأسه على قدميها مردفا بضيق

ثقلت علي الهموم امي

تمسد هي بابتسامة على راسه بحنان دافئ هامسة بحب

ارح قلبك بني ،كلها اقدر وكتبت قبل أن تانى انت وقبل أن يولد أحد منا

_ لا يعرفون ذلك امي لن يؤدي الثأر إلى شي سوى أنه سيمزق عائلتنا وييتم اولادنا

_ جاهلون بني فكن انت العاقل ولا تنساق خلف جهلهم ذلك



ابتعد عنها وهو ينهض بغضب وحيره ظهرت جلية على وجهه وضعف استمد به ولا يسمح له بالظهور سوي امام والدته هدر قائلا

أخبرني امي ماذا افعل بالله عليك الرجل توفاه الله بعد أن انهكه المرض ومزق روحه ولم يترك ذرية سوى فتاه فقط فهل علي أن آثار من فتاة أمي منذ متى ونحن نأخذ بثأرنا من النساء امي ،ساخن أقسم لك

إذا لا تاخذ بثارك بالقتل يا بني

نظر اليها بحيرة يحاول فهم كلماتها وحين رأت هي ذلك منه اغلقت مصحفها وتنفست براحه وهي تهمس بهدوء

_ان كان الرجل ترك ذريته فتاة فليتزوجها بني وتحقن طريق الدماء .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي