الفصل الرابع عشر مقابلة عابرة

عزم عدنان الفيومي على مغادرة لندن في أسرع وقت ممكن؛ وذلك خوفًا على حياة حفيده آدم.

آدم دلف إلى مكتب جده الذي بات يفكر بشكل قطعي أن يترك لندن في أسرع وقت.

نظر إلى الجد فوجده شاردًا لدرجة أنه لم يشعر به أثناء دخوله إلى المكتب، ظل واقفًا يترقب خروج الجد من شروده، وحدث نفسه قائلًا:
—أعلم أنك مشغول البال علي، ولكن ما أفعله لا يمكنني الرجوع عنه حتى أنفذ ما أريده.

دنا من جده وقام بوضع ذراعه على كتفه، ثم حدثه قائلًا:
—رينو، ما أراك شاردًا! فيما تفكر أم أن هناك امرأة جميلة هي التي تشغل بالك أيها الذئب الماكر؟!

انتبه عدنان الفيومي وتحدث قائلًا:
—منذ أن فقدت جدتك وأنا لم أفكر في امرأة آخر، أصبحت أنت يا بني كل حياتي، وأنا الآن أفكر في الحفاظ على حياتي المتمثلة فيك أنت.

قبل آدم رأس جده وعلق قائلًا:
—جدي، لا تقلق بشأني وأعدك أن أنتبه جيدًا قبل أن اخطو أي خطوة.

نظر الجد إلى حفيده نظر ماكرة، ثم حدثه قائلًا:
—معنى ذلك أنك تنوي الأستمرار في هذا الطريق! ما الداعي لما تفعله أريد أن أعرف؟!

ابتسم آدم وعلق قائلًا:
—جدي، لن تصدق ما أقوله لك. ولكن أقسم لك أن هناك شيء بداخلي يدفعني إلى محاربة كل فاسد، خاصة رجال الشرطة الفاسدين.

تعجب عدنان الفيومي وعلق قائلًا:
—وماذا عن تجارة السلاح يا سيد آدم؟!

ابتسم آدم وعلق قائلًا:
—جدي، لم يكن هناك تجارة للسلاح؛ بل كانت فخ لذلك الشرطي الفاسد المدعو كريس.

تعجب عدنان الفيومي وعلق قائلًا:
—وما دخلك انت بذلك يا بني؟!

ابتسم آدم وعلق قائلًا:
—جدي، المجتمع الذي حكمه الفاسدون لا يتقدم بل على العكس تمامًا يتراجع، لا بد أن نقوم بمحاربة أي فاسد وهذا ما افعله.

ثم نظر آدم إلى جده وعلق قائلًا:
—ماذا عن مباراة اعتزالك أيها العجوز؟!

ابتسم عدنان الفيومي وعلق قائلًا:
—لقد صرفت نظر عنها، وأصبح كل ما يشغل بالي هو السفر إلى أي بلد آخر.

شعر آدم بالسعادة؛ لإلغاء جده تلك العملية وعلق قائلًا:
-حسنًا يا جدي هذا خبر سار للغاية، ولكن لن أذهب إلى أي بلد آخر سوى مصر.

غادر آدم مكتب جده الذي قرر تصفية جميع أعماله في لندن تمهيدًا للعودة إلى مصر.

عدنان الفيومي قام بالاتصال على صفوان الحربي الذي ما إن علم باتصاله، حتى أسرع قائلًا:
—عدنان الفيومي، الا زلت تتذكر أن لك صديق يدعى صفوان؟!

ابتسم عدنان الفيومي وعلق قائلًا:
—وكيف لي أن انسى صديقي العزيز، وصاحب الفضل الأول في خروجي من مصر بحفيدي آدم.

صفوان الحربي علق قائلًا:
-عدنان، أنت شريك عمري وكم أتمنى أن تعود ونعمل معًا مجددًا.

ابتسم عدنان الفيومي وعلق قائلًا:
—لهذا قمت بالاتصال بك، لقد قررت العودة لمصر مرة أخرى، وأريدك أن تعد لي منزلًا مناسبًا بعيدًا عن منزلي القديم، وبمعني أدق بعيدًا عن جاسر وعصمت.

ابتسم صفوان الحربي وعلق قائلًا:
—عصمت الناجي تلك الحقيرة؛ التي تسببت في فصلي من الخدمة، لقد سعرت بالسعادة وأنا أراها حزينة على فقد ابنها، ولكن ماذا ستفعل عند عودتك إلى مصر وهو معك؟!

عدنان الفيومي علق قائلًا:
—صفوان، كل ما يعرفه آدم أن والديه قد توفيا، لن أخبره بشيء ولن ادعها تقر عينيها برؤيته.

ابتسم صفوان الحربي وعلق قائلًا:
—حسنًا يا صديقي تسعدني عودتك خاصة  بعد انقضاء المدة، سوف أعد المنزل المناسب ل،  وما إن أنهتي منه سأخبرك على الفور.

اطمأن عدنان الفيومي أن صديقه العميد السابق صفوان الحربي سوف يدبر له كل ما يلزمه في مصر، انهى مكالمته الهاتفية وأسرع بالاتصال على آدم ليطمئن عليه.

عدنان الفيومي قام بالاتصال على آدم ولكنه لم يستجيب، اعادة المحاولة عدة مرات ولكن دون فائدة، شعر بالقلق الشديد على آدم وحدث نفسه قائلًا:
—أتمنى ألا يكون قد وقع في مأزق مجددًا.

اتصل عدنان الفيومي بفهد وطلب منه أن يخبر رجاله أن يكوني على أهبة الاستعداد للخروج في مهمة.

الذئب المقنع في مطاردة مع الشرطة؛ أثناء محاولة منه زرع اجهزة تصنت في مكتب الشرطي كريس.

لم يجد أمامه سوى الدلوف إلى إحدى البنايات. والاختباء فيها.

دلف إلى المبنى،  وطرق الباب الخاص بأحد المنازل، فتح صاحب المنزل الباب وفوجيء بشخص لا يعلمه، حدثه قائلًا:
—من أنت ومن تريد؟!

آدم علق قائلًا:
—سيدي، اعتر لك ولكن هناك لصوص تقوم بمطاردتي، فهل يمكنني الانتظار قليلًا حتى يغادروا؟!

وقف الرجل صامتًا قليلًا، ثم حدثه قائلًا:
—تستطيع البقاء حتى يغادروا.

ابتسم آدم ودلف إلى داخل المنزل، بينما الشرطة تبحث عنه في كل مكان بالخارج.

جلس آدم صامتًا فبادره الرجل بالحديث قائلًا:
—لا تقلق لن أدعك تغادر دون أن تشعر بالاطمئنان أن هؤلاء اللصوص قد غادروا.

ابتسم آدم وعلق قائلًا:
—شكرًا لك سيدي وأعتذر منك فقد كذبت عليك.

نظر الرجل باهتمام شديد، بينما واصل آدم حديثه قائلًا:
—سيدي، من يطاردني ليس باللصوص ولكنهم
رجال من الشرطة.
تعجب الرجل وعلق قائلًا:
—ماذا فعلت لتقوم الشرطة بمطاردتك؟!

آدم علق قائلًا:
—كنت أقوم بزرع جهاز تصنت في مكتب لأحد الضباط الفاسدين.

تعجب الرجل وعلق قائلًا:
-كيف تفعل شيئًا كهذا؟! ألا تعلم أن ذلك الأمر يمكن أن يؤدي بك إلى السجن إذا تم الأمساك بك؟!

آدم أجاب قائلًا:
—أجل سيدي، اعلم ذلك ولكن الأهم بالنسبة لي هو جمع الأدلة وكشف حقيقة ذاك الحقير كريس.

نظر الرجل إلى آدم، وقد أعجب بشجاعته فحدثته قائلًا:
—من أنت أيها الشاب؟!

ابتسم آدم وعلق قائلًا:
—أنا شخص لا يحب الفساد والفاسدين خاصة من رجال الشرطة.

نظر الرجل إليه وعلق قائلًا:
—هل يمكنني معرفة أسمك يا بني؟

ابتسم آدم وعلق قائلًا:
— بالطبع سيدي، اسمي آدم.

ابتسم الرجل وعلق قائلًا:
—ما اجمله من أسم وأعزه إلى قلبي! معك العم عادل.

ابتسم آدم وعلق قائلًا:
—هل أنت من اصول عربية سيد عادل؟

أومأ عادل برأسه وعلق قائلًا:
—اجل يا بني.

فجأة سمع الأثنان صوت طرق علي باب المنزل، فأشار عادل إلى آدم وهمس قائلًا:
—آدم، اختبأ بالداخل في هذه الغرفة سريعًا.

وأشار له إلى الغرفة التي سوف يختبأ بداخلها.

أسرع فهد إلى الغرفة وقام بالاختباء بداخلها، واتجه عادل صوب الباب ثم قام بفتحه.

فتح عادل باب المنزل فوجد الشرطة أمامه، أحد أفراد الشرطة تحدث إليه قائلًا:
—سيدي، هل طرق ببابك شاب في مقتبل العمر، وطلب الأختباء لديك؟

عادل علق قائلًا:
—سيدي، لم يطرق أحد بابي منذ عدة أيام فأنا أعيش بمفردي.

آدم نظر إلى العديد من اللوحات المعلقة على الجدران، استوقفته إحدى اللوحات، وقف أمامها وظلت يحدث نفسه قائلًا:
—ما أشبه هذه المرأة بأمي!

دلف عادل إلى الغرفة وحدث آدم قائلًا:
—آدم، لقد غادرت الشرطة فاطمئن.

لم يجيبه آدن وظل متسمرًا أمام اللوحة، اقترب منه عادل وحدثه قائلًا:
—ما الأمر يا بني؟! هل أعجبتك هذه اللوحة؟

اومأ آدم برأسه وعلق قائلًا:
—سيدي، إنها رائعة للغاية، من أين قمت بشرائها؟

ابتسم عادل وعلق قائلًا:
—لم اشتريها من أي مكان، فهذه اللوحة من أعمالي فأنا أعمل رسامًا.

نظر آدم إليه وعلق قائلًا:
—أنا أيضًا أهوى الرسم وأحبه كثيرًا، ولكن من أين استلهمت هذه اللوحة؟!

ابتسم عادل وعلق قائلًا:
—لماذا تسأل عن هذه اللوحة بالتحديد؟! وعلى العموم سأجيبك عن سؤالك كل هذه اللوحات خاصة بعائلتي، ولكل فرد من أفرادها قمت برسم لوحة له، هى عائلة صغيرة في العدد ولكنها عائلة يتمنى كل شخص أن يكون له عائلة مثلها.

ابتسم آدم وعلق قائلًا:
—ربما استوقفتني هذه اللوحة لأنها تشبه شخص عزيز على قلبي، أعتذر منك عن الإطالة، وهذا الكارت الخاص بي، ربما أستطيع يومًا أن أرد لك معروفك هذا شكرًا لك سيدي.

ابتسم عادل وعلق قائلًا:
—لا داعي للشكر، ربما لو كنت قد تزوجت كان سيصبح لي شابًا مثلك، شرفت بك يا بني.

غادر آدم منزل عادل، وما إن خرج من المنزل حتى أسرع بالاتصال على جده عدنان الفيومي  الذي كان يستعد للخروج والبحث عنه.

شاهد عدنان الفيومي اتصال آدم، فأسرع بالتحدث إليه قائلًا:
—آدم، أين أنت؟! لماذا لم تقوم بالرد على كل هذا الكم من الاتصالات؟!

آدم علق قائلًا:
—جدي، أنا الآن في طريقي للمنزل لا تقلق ما إن أصل فسأخبرك بكل شيء.

عدنان الفيومي علق قائلًا:
—حسنًا، أنا في انتظارك انتبه على نفسك يا بني.

أدم حدث نفسه قائلًا:
—أشعر أن الأيام المقبلة تحمل في طياتها الكثير من الأحداث المؤلمة.

لم ينتبه آدم أن جده لم يغلق الخط بعد واستمع لهذه الكلمات.

عدنان الفيومي ما إن سمع بهذه الكلمات حتى علق قائلًا:
—لن أدعك في لندن يومًا واحدًا بعد الآن.

القاهرة.
غرام أويس الشامي تجلس مع الملازم عبد الرحمن وتشرح له طبيعة المهمة التي سيقومون بها، فتخبره قائلة:
—كل ما علينا الآن أن نضع خطة للتقرب من صفوان الحربي كي نستطيع جمع أكبر قدر من المعلومات عن ذلك الشخص.

ابتسم عبد الرحمن وعلق قائلًا:
—سيدتي، هل لي باقتراح ربما يكون في صالح  هذه المهمة؟

نظرت غرام بإنتباه شديد وعلقت قائلة'
—تفضل عبد الرحمن تستطيع عرض اقتراحك بكل حرية.

الملازم عبد الرحمن علق قائلًا:
—سيدتي، تتذكرين الملازم عادل الذي جاء معي لتهنئتك بالترقية؟

أزمأت غرام برأسها وعلقت قائلة:
—أجل أتذكره ولكن ما شأن ذلك الشخص بالمهمة التي سنقوم بها؟!

ابتسم الملازم عبد الرحمن وعلق قائلًا:
—عبد الرحمن له خال مهندس ديكور لديه مكتب في نفس البناية التي يسكن بها صفوان الحربي.

أومأت غرام برأسها وعلت الإبتسامة وجهها وعلقت قائلة:
—لقد فهمت ما تريد قوله، هل تعني أن خال  الملازم عادل سيكون سببًا في الأقتراب من صفوان الحربي أليس كذلك؟

ابتسم الملازم عبد الرحمن وعلق قائلًا:
—أجل سيدتي، وأرى أن نشرك الملازم عادل معنا في هذه المهمة.

غرام صمتت قليلًا ثم علقت قائلة:
—لديك الحق في ذلك  سنعمل مهندسون ديكور في مكتب خال الملازم عادل.

حسنًا استدعي الملازم عادل لنتحدث معه في ذلك، ولكن قبل أي شيء هل تثق في ذلك. الرجل؟
ابتسم الملازم عبد الرحمن وعلق قائلًا:
—لا تقلقي بشأن ذلك فنحن أصدقاء قبل أن نصبح زملاء عمل وأعرفه جيدًا.

لندن.

آدم في طريقه لمنزل جده عدنان الفيومي، عادل امسك بالكارت الخاص بآدم وكانت المفاجئة التي اصابته بالصدمة والذهول.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي