الفصل الرابع غرين
نظر غرين إلى والدته بصدمة، وهو يراها تضغط على الزناد، أغمض عينيه، ينتظر موته على يد أقرب مخلوق إلى قلبه، أمه.
فتح عينيه، عندما سمع الطلقة النارية تمر بجواره وتصيبه بخدش، ثم قال بألم:
اقتربت على فعلها أمي، إلى هذه الدرجة أصبحت تكرهيني؟ وكل هذا من أجل ماذا؟ من أجل رجل.
نظرت إليه بصدمة وهي تقول:
أغرب من أمام وجهي يا غرين، لا أريد رؤيتك، أنسى أنَّ لك أم.
قال لها بنبرة حزينة:
منذ هذه اللحظة، سوف تكوني ميتة بالنسبة لي، أمي.
عاد غرين من ذكرياته، ثم قال لنفسه، "لقد عدت، وأصبحت رجل قوي، يخافه الجميع، السنوات التي قضيتها في سجن الأحداث، كانت أفضل سنوات حياتي، فهي السبب في ما أنا عليه اليوم."
وأخذ يتجول بالقرب من البحيرة، رأى فستان نسائي ملقى على الأرض، وعندما نظر إلى البحيرة، كان هناك جسد يسبح في الماء.
صرخ غرين:
إنها أملاك خاصة يا فتاة، أخرجي من الماء، هذه البحيرة من ضمن أملاكي.
شعرت سوزان بالصدمة؛ عندما اكتشفت إنها ليست بمفردها، وأن هناك رجل يصرخ فيها.
قالت سوزان، وهي ما زالت مختفية في الماء:
سوف أخرج عندما تبتعد يا هذا.
أقترب غرين من حافة البحيرة، امسك الفستان، ثم قال:
إذا لم تخرجي الآن، سوف أقوم بإلقاء هذا الفستان الثمين في الماء.
قالت سوزان بحدة:
لن تفعلها، لن تجروء على فعل ذلك.
ضحك غرين وهو يقول:
بل أستطيع، ولن تقدري على منعي، أستطيع فعل ما أريد.
بعدها مباشرة ألقى الفستان في البحيرة.
نظرت بصدمة إلى فستانها المفضل، فقدت هدوئها، وخرجت من الماء حتى أصبحت أمامه مباشرة، ورفعت كف يديها، وهوت بصفعة قوية على خده.
نظر إليها غرين بغضب شديد، وقالت بنبرة مرعبة:
سوف أقتلك، ولكن قبلها سأقطع هذا الجسد وأنتِ لا تزالين في كامل وعيك.
شعرت بالخوف من كلامه هذا، ولكن قبل أن يمسكها، قامت بدفع جسده داخل الماء، ثم هرولت بأقصى سرعة لها، تنهدت بعمق، وقالت وهي تلهث بشدة:
هذا الرجل مجنون.
عندما خرج غرين من الماء، قال بغضب:
سوف أجدك ثم أحطمك.
وفي منزل ديانا، الذي لا يبتعد كثيرًا عن قصر غرين.
نظرت إلى نفسها بغضب في المرآة، قالت لنفسها:
لماذا جئت إلى هنا غرين؟ لماذا لم تظل في مكانك؟
سمعت طرقاً على الباب، فقالت ديانا بغضب:
أدخل.
قالت الخادمة:
نعم سيدتي.
قالت لها ديانا بحدة:
أريد تجهيز سيارتي على الفور.
وفي أقل من نصف ساعة، كانت ديانا في الطريق المؤدي إلى قصر العراب، رأت من وراء الشباك سوزان تجري شبه عارية فوق الطريق.
قالت ديانا بسرعة:
أوقف السيارة.
توقفت السيارة وخرجت منها، صاحت تنادي:
سوزان.
التفتت سوزان إليها، وهي تشعر بالصدمة والخزي من وضعها هذا، ثم حاولت تجاهلها، لكن ديانا كررت نداءها:
توقفي عن الجري يا فتاة، تعالِ معي في سيارتي، منظرك هذا غير لائق، واحتمال كبير أن يراك الكثير.
قررت سوزان أن تسمع كلام ديانا، وذهبت إلى حيث تقف السيارة في منتصف الطريق.
قالت ديانا:
هيا إلى الداخل.
دلفت سوزان إلى السيارة، ملتزمة الصمت، لم تنطق بأي كلمة.
مدت ديانا إليها بمعطفها، ثم قالت:
ارتدي المعطف، ليس من اللائق أن تدخلي القصر بملابسك الداخلية.
بعد ارتدائها المعطف، قالت سوزان بخفوت:
شكرًا لك، سيدتي.
قالت ديانا بفضول:
ماذا حدث لك؟
تنفست بعمق، وهي تقول:
لقد كنت أسبح في البحيرة الخاصة بالمنزل القديم، هذا المنزل الذي يوجد في بداية الطريق، ثم سمعت شخصًا يصرخ ويقول ماذا أفعل في أملاكه.
تعالت دقات قلبها وهي تسألها:
ولكن هذا المنزل مهجور.
قالت سوزان:
كان مهجورًا، لقد سمعت من أبي أن المالك الجديد اسمه غرين، هذا الغرين حاول استفزازي؛ نتيجة لذلك صفعته، وألقيته في مياه البحيرة.
شعرت ديانا بمشاعر متضاربة، ما بين الرغبة في الانتقام والرغبة في الصفح، قالت ديانا بهدوء لا يظهر ما بداخلها من بركان:
نصيحة مني، لا تتحدثي عما حدث في البحيرة.
أومأت سوزان برأسها، ثم قالت:
حسنًا.
توقفت السيارة عند الباب الخلفي للقصر.
قالت ديانا بابتسامة:
بدلي ملابسك بسرعة، سوف أكون في انتظارك في حفل الخِطْبَة.
ردت سوزان بخفوت:
لن أتأخر.
نظرت ديانا إلى اختفاء سوزان، ثم قالت بنبرة منخفضة:
لا تغضبِ مني يا فتاة، أعلم أنكِ ليس لديك ذنب فيما سأفعله بك في الأيام القادمة.
دلفت سوزان بسرعة إلى غرفتها، أغلقت الباب خلفها، ثم توجهت إلى غرفة الاستحمام، وفي الداخل وأمام المرأة تساقطت دموعها بغزارة.
وعندما انتهت من إعداد نفسها، هبطت الى الأسفل، وجدت ديانا في انتظارها.
قالت لها ديانا:
ابتسمي يا حبيبتي، ولا داعي الخوف.
قالت سوزان بخفوت:
يجب عليَّ الخوف، إذا كان هو غرين كما سمعت من والدي، سأقع في مشكلة كبيرة.
قالت لها بنبرة ماكرة:
لا داعي لكل هذا الخوف، هو لا يعلم من أنتِ؛ وبالتالي لن يستطيع العثور عليك.
سألت ديانا:
هل كلامك هذا حقيقي؟
ابتسمت لها وهي تقول:
بالطبع يا فتاة، وهيا بنا نحتفل دون خوف.
دخلت روز إلى مكتب ليو، مرتدية ملابس مثيرة للغاية، أرادت منه أن يفقد السيطرة على نفسه، راغبة في اختبار قدرته على التحمل.
ابتسمت روز من الداخل، لم تكن تريده أن يلمسها، وستحرق نفسها إذا فعل ذلك، لكنها أرادت أن يفقد عقله.
عندما رآها، قال لها بغضب:
أخرجِ من هنا.
قال له بابتسامة ماكرة:
لكني جئت لأخبرك أن الجميع في انتظارك، وأقول لك أيضًا، أنني سمعت كلامك وبدلت ملابسي، حتى تعرف كم أنا فتاة مطيعة.
نظر لها بقسوة، ثم قال:
هذا الفستان أسوأ من الذي قبله، أذهبِ لتغيير الفستان.
قبلت روز خده، ثم قالت بنبرة ناعمة:
لماذا ليو؟ هل لأنك تريدني، هل تعلم؟ وأنا أيضًا أريدك، القليل جدًا، لن يعرف أحد.
ضغط ليو على أسنانه، ثم سحب شعرها من الخلف، وجعلها تنظر في عينيه، أصبحت عيناه سوداء داكنة، ابتلعت لعابها خوفًا؛ لأنها رأت هذه النظرات المرعبة.
قالت ليو لها بصوت أسود مميت:
لن يعرف أحد إطلاقا، نعم لن يعرف أحد.
أخافها مظهره، وقالت لنفسها "أركضِ الآن يا فتاة، إنه أصبح خارجاً عن السيطرة."
ولكن في غضون ثانية، أصبحت ملتصقة به، كانت تلهث لأنها شعرت بالرعب، لم تكن تتوقع ذلك منه، أن يفقد سيطرته بهذه السهولة.
ابتلعت لعابها، غير قادرة على منع نفسها من الأنين، عندما نظر إلى عينيها، شعر ليو كما لو كان في عالم آخر، لم يعد هناك أي شيء يستطيع إيقافه في هذا العالم، لكي يحصل عليها.
ابتسم وهو يسمع صوتها المرتفع الخائف:
هل هذا ما كنت تطلبينه من البداية؟ ستحصلين على أمنيتك الآن.
روز بصوت خافت:
ليو، ربما يجب أن تتوقف.
ابتسم، ثم قال بصوت أجش:
اصمتي، تريدين ذلك، حسنًا، دعينا نلعب قليلاً.
ثم خلع قميصه، اختفت أنفاسها، كانت الوشوم مخيفة لها، كان جسده مميتًا.
قالت لنفسها "ما الذي يحدث معك بحق الجحيم؟ لماذا أنتِ مستسلمة له؟ لماذا لا تهربي؟ يجب أن توقفي هذا اللقيط، ماذا ستفعلين الآن؟"
أرادت الهروب، لكن يديه كانت تطوقها مثل الحديد، ابتلعت لعابها في رعب، عندما رأت نظراته الراغبة الموجهة لها.
قال لها ليو:
أنتِ فعلًا جميلة للغاية.
ظلت صامتة، وقالت لنفسها "هل هذا يحدث لها حقًا؟ كيف ستستسلم له؟ عائلته والعراب كانوا السبب في موت شقيقتها"
وفي هذه اللحظة، طرق شخص الباب، من وراء الباب المغلق، قال العراب:
يا بني، لماذا تأخرت جدًا؟ هيا ضيوفك يسألون عنك.
فتح ليو عينيه في رعب، ثم دفعها بعيدًا عنه، كما لو كانت تحرقه، سقطت روز على الأرض، رفعت وجهها ثم نظرت إلى وجهه المتجمد، ثم ابتسمت بانتصار.
قال العراب:
حسنًا، سأذهب الآن، لكنني أريدك أن تنزل بسرعة، وأريد أن أخبرك أن ديانا أتت إلى الحفل، من الأفضل ألا تفتعل معها المشاكل.
أغلق ليو عينيه، وقال لنفسه:
ماذا كان سيفعل؟ ماذا بحق الجحيم؟ كان العراب، الرجل الذي أحبه مثل والده، والرجل الوحيد الذي يحترمه في حياته.
كان يخون العراب، لم يكن ليفعل هذا أبدًا، حتى لو كلفه هذا حياته، الآن يفعل ذلك، وهو يعرف جيدًا أن حياة والده بالمعمودية يعتمد على هذه اللعينة، هذا كان سيقتل العراب.
هذا جعل دمه يغلي في غضب، وضع يده على عينيه في محاولة لعدم ارتكاب جريمة وقتلها.
بقيت روز هناك، تحدق إلى وجهه بابتسامة هادئة، أرادت أن تعرف في ماذا كان يفكر؟ ماذا سيفعل؟
كانوا هادئين لفترة من الوقت حتى نهض، ثم دفع كرسيه بقوة وسقط على الأرض، لعن بصوت عالٍ، وكان الجحيم يحترق في عينيه.
تنهدت روز، وقالت بصوت هادئ:
كالعادة، أنت لا تنهي عملك أبدًا.
بنبرة قاسية قال لها:
أنسى ما حدث، في غيابي اعتني بالعراب، إذا أزعجته، فأنت ميتة، كوني عاهرة جيدة، فهو يدفع لك جيدًا.
ابتسمت له، ثم قالت له بشكل غير مبال:
كلماتك أوامر سيدي.
تظاهرت روز بعدم الاهتمام، وأنه لم يحدث أي شيء منذ قليل، وقفت أمامه، وقامت بتسوية ربطة عنقه، ثم قالت:
هل تعلم أنك العريس الأكثر وسامة؟ خطيبتك الطفلة محظوظة للغاية.
ابتسم بقسوة، ثم قال:
طفلة، إنها أكبر منك بعدة أشهر فقط.
ابتسمت، وعضت شفتها وهي تقول:
كلانا يعرف النضج ليس بالسنوات.
اتسعت ابتسامته، وهو يراها تقترب منه، كادت تلمسه تقريبًا، لكنه أوقفها بإيماءة من يديه.
ثم قال لها بابتسامة سوداء:
خطيبتي تنتظرني.
ابتسم لها، وقرب شفتيها بالقرب من أذنها، ثم همس:
إذا جئت إلى الطابق السفلي بهذا الفستان، أقسم أنني سأكسر كل عظمة في جسمك المثير.
اختفت ابتسامتها، عرفت أنه يعني كل كلمة قالها لها.
ردد كلامه:
هل تفهمين؟
لم تجب، مما جعله يضغط بأصابعه على خصرها بقسوة.
أومأت برأسها، وقالت بصوت منخفض:
نعم.
قال لها بهدوء مميت:
جيد.
ثم قبل خدها، وغادر الغرفة دون النظر إلى الوراء.
ظلت تحدق إلى الباب قليلًا، ثم صرخت، وحطمت كل شيء من حولها، مهما فعلت، مهما كنت تخطط، بغض النظر عن مدى قوة محاولتها، فإن الأمر ينتهي دائمًا بتنفيذ أوامره، فهو دائمًا يتقدمها خطوة واحدة، لكن ليس من الآن، فصاعدًا إنه دوري.
ابتسمت، ثم قالت لنفسها:
"نعم، سأفعل ذلك، سوف أنتقم لك شقيقتي، مهما كلفني الأمر."
هدأ ليو نفسه، ثم فتح الباب ودخل إلى القاعة، فاليوم حفل خطوبته، رأى هذه المدعوة ديانا، أقترب منها ثم قال:
أنتِ لستُ مدعوة إلى الحفل، لماذا أتيت؟
ابتسمت ديانا وهي تقول:
جئت من أجل التهنئة والمباركة.
قال لها بقسوة:
خذي واجب الضيافة، ثم غادري، تواجدك هنا غير مرغوب فيه.
قالت ديانا بهدوء:
ولماذا هذه المعاملة البغيضة؟ ما حدث مني لا يستحق كل هذا، لقد اعتذرت لك كثيرًا، ألم يحن وقت الصفح والنسيان.
قال ليو بهدوء مميت:
غادري.
ردت عليه بابتسامة:
حسنًا، لن أمكث كثيرًا.
ذهبت روز إلى القاعة بعد نصف فقط، لقد حرصت على تفويت مراسم الخطوبة، لم تكن تريد أن ترى اللقيط، أو العراب أو أي شخص في هذه العائلة سعيد، فهي تشعر بالنيران تشتعل في داخلها؛ عندما تراهم سعداء ويضحكون.
لقد غيرت ثوبها كما قال لها ليو، ابتسمت عندما رأت عيون الجميع عليها، بمجرد دخولها قاعة المأدبة، سار زوجها الحبيب بسرعة تجاهها.
قال لها العراب:
حبيبتي، اين كنت؟ لقد بحثت في كل مكان، أرسلت الرجال للبحث عنك، كنت سأموت من الخوف عليك.
قالت له بابتسامة:
ما رأيك في فستاني حبيبي؟
تنهد العراب، وابتسم لها:
لقد أخذت أنفاسي من هذا الجمال النادر، لكن ألا تعتقدين أن الفستان يظهر الكثير من ظهرك؟
روز غير مبالية:
لا، أخبرني الآن، هل تم ارتداء الخواتم؟
أومأ برأسه وقال:
نعم، عزيزتي، لا أصدق أنك فاتك الاحتفال، أين كنت كل هذا الوقت؟
بابتسامة مزيفة قالت له:
حبيبي، أنا آسفة، كان ثوبي ممزقًا، لذا اضطررت إلى العودة إلى المنزل لتغيير ملابسي.
ثم رقصت روز لفترة طويلة مع زوجها، مع كل من دعاها إلى الرقص، باستثناء ليو، أنها تريده أن يغضب، حتى يفقد عقله.
كانت تغازل العراب بحرية أمامه، بعد نصف ساعة، كانت تقف أمام البار، عندما شعرت بأن هناك شخصًا يقف خلفها، ابتسمت لنفسها، فهي عرفت من هو.
همس ليو في أذنها:
لقد فاتتك حفل خطوبتي.
شربت كوبها دون الدوران، ثم قالت:
سامحني يا ليو، أنا اضطررت إلى البحث لفترة طويلة على فستان جديد، وكان هذا سبب التأخير.
ابتسم ليو بغضب:
أنت تلعبين لعبة محفوفة بالخطر للغاية، فتاتي الصغيرة.
قال لها بابتسامة مغرية:
أشعر بالملل، هل نلهو قليلًا.
ابتسم ليو، واستنشق عطرها وهو يقول:
أنا في حفل خطوبتي، والعراب وخطيبتي وراءنا.
قال روز بابتسامة مغرية:
خائف.
قال لها بقسوة:
لست أنا من يجب عليه الخوف.
قالت له روز متجاهلة كلامه:
سوف أشتاق إليك كثيرًا، لا تتأخر في العودة إلى المنزل.
وفي مكان آخر، عند أوريلا.
مرت الأيام وتوالت التنازلات من قبلها، حتى أتى هذا اليوم الذي غير حياتها، وجعلها تتخذ هذا القرار، خرجت أوريلا من غرفتها في اتجاه المنزل الرئيسي.
جون قبل دقائق قد اتصل بها، وأخبرها أنه يريد شيئاً من غرفته، رَقْم أحد العملاء، وهذا الرَّقْم مسجل في الدفتر الخاص به، الموجود في داخل أحد أدراج مكتبه.
وهي في طريقها إلى صعود السلالم، سمعت صوت مريان يأتي ضاحكًا من المطبخ، لم تبالي روز في البداية، ثم أكملت طريقها بالصعود.
لكن استوقفتها نبرة مريان المستهزئة، وهي تقول:
جون ابني الحبيب لا يرفض أي طلب لي، بداية من اقتراح جعل الزواج مبكرًا، وأنا من حدد الميعاد، وأنا من اتفقت مع الكنيسة في هذا الميعاد أيضًا.
صدمت أوريلا، وهي تسمع هذا الكلام، أنها تعلم أن جون يسمع كلام أمه، وأنَّ مريان تتدخل في كل كبيرة وصغيرة ولكن ليس إلى هذه الدرجة المريضة.
ثم أكملت مريان بلهجة ضاحكة:
ابني جون استطاع اختيار زوجة مطيعة له، تسمع كلامي في كل شيء، وعندما أريد أي شيء أخبر ابني، وهو بطريقته المغرية يجعلها تنفذ كل طلباته.
ثم أكملت مريان قائلة:
ولكن لا ينقصني إلا شيء واحد، هو إنجاب الأطفال، أن أصبح جَدَّة وأحمل أطفال جون، ولكن هذه اللقيطة لا ترد إنجاب الأطفال مباشرة، ولكن أنا متيقِّنة من قدرات ابني على إقناعها وعدم تأجيل الإنجاب.
ومن أجل ابني جون، يجب أن أعامل هذه اللقيطة بحب ومودة، ولكن عندما تنجب الحفيد الذي أريده، سوف أجعله يطلقها بعد فطام الطفل، فأنت تعلمين جيدًا، أن جون لا يرفض أي كلمة أقوله له.
تسمرت أوريلا في مكانها، لمعت عيونها بالدموع، أكيد خضوعها وقبوله لكل كلام جون، كان هذا هو الخطأ، الاستسلام والموافقة على كل كلمة، بداية من السكن في منزل السيدة مريان حتى تحديد موعد الزفاف.
هزت رأسها قائلة بخفوت:
نعم أخطأت في حق نفسك، أنتِ لم تكوني خانعة وخاضعة لهذه لدرجة من قبل، دائماً معتمدة على ذاتك في كل صغيرة وكبيرة، لا يوجد سلطة عليك من أحد.
تساقطت دمعة يتيمة من زاوية عينيها، وهي تتمتم:
كل هذا بسبب حبي له، هذا الحب الذي جعلني أتنازل، واتغاضى عن عيوب جون وإنه ابن أمه، لا يستطيع أن يرفض لها أي أمر، أنا لا أستطيع الاستمرار في هذه الزواج.
وفي داخل قصر غرين، جمع غرين جميع رجاله.
قال بغضب شديد:
لقد كان هناك فتاة في البحيرة، كيف تسللت إلى أملاكي؟
قال كبير الحرس:
مستحيل أن يحدث هذا سيدي.
نهض غرين من مكانه، وألقى الكأس من يديه، تناثر الزجاج إلى آلاف الشظايا على الأرض:
أنتَ مطرود، أغرب من أمام وجهي.
قال كبير الحرس:
حسنًا سيدي.
وبمجرد مغادرته، قال غرين:
أريد العثور على هذه الفتاة مهما كان الثمن.
قال الجميع في التوقيت نفسه:
نعم سيدي.
قال غرين:
ليغادر الجميع.
وعندما أصبح بمفرده، سار غرين نحو البار، وصب لنفسه مشروب، قال بخفوت:
اليوم، يوم ميلادك أمي، ما رأيك أن نحتفل سويًا على طريقتي؟.
ودون أن يفكر غادر منزله، واتجه نحو منزلها، بحكم خبرته في اقتحام المنازل، استطاع التسلل بكل سهولة إلى الداخل.
وفي الطابق العلوي، كانت ديانا مستغرقة في النوم؛ بسبب المهدئ الذي تتناوله بأستمرار.
فتح غرين باب غرفة النوم الرئيسية بهدوء، هو يعلم مخطط هذا المنزل جيدًا.
رآها نائمة على الفراش، اقترب وجلس على الحافة، ومرر يديه بخفة على وجهها بخفة وقال:
من منا أولاً سوف يقتل الآخر؟
فتح عينيه، عندما سمع الطلقة النارية تمر بجواره وتصيبه بخدش، ثم قال بألم:
اقتربت على فعلها أمي، إلى هذه الدرجة أصبحت تكرهيني؟ وكل هذا من أجل ماذا؟ من أجل رجل.
نظرت إليه بصدمة وهي تقول:
أغرب من أمام وجهي يا غرين، لا أريد رؤيتك، أنسى أنَّ لك أم.
قال لها بنبرة حزينة:
منذ هذه اللحظة، سوف تكوني ميتة بالنسبة لي، أمي.
عاد غرين من ذكرياته، ثم قال لنفسه، "لقد عدت، وأصبحت رجل قوي، يخافه الجميع، السنوات التي قضيتها في سجن الأحداث، كانت أفضل سنوات حياتي، فهي السبب في ما أنا عليه اليوم."
وأخذ يتجول بالقرب من البحيرة، رأى فستان نسائي ملقى على الأرض، وعندما نظر إلى البحيرة، كان هناك جسد يسبح في الماء.
صرخ غرين:
إنها أملاك خاصة يا فتاة، أخرجي من الماء، هذه البحيرة من ضمن أملاكي.
شعرت سوزان بالصدمة؛ عندما اكتشفت إنها ليست بمفردها، وأن هناك رجل يصرخ فيها.
قالت سوزان، وهي ما زالت مختفية في الماء:
سوف أخرج عندما تبتعد يا هذا.
أقترب غرين من حافة البحيرة، امسك الفستان، ثم قال:
إذا لم تخرجي الآن، سوف أقوم بإلقاء هذا الفستان الثمين في الماء.
قالت سوزان بحدة:
لن تفعلها، لن تجروء على فعل ذلك.
ضحك غرين وهو يقول:
بل أستطيع، ولن تقدري على منعي، أستطيع فعل ما أريد.
بعدها مباشرة ألقى الفستان في البحيرة.
نظرت بصدمة إلى فستانها المفضل، فقدت هدوئها، وخرجت من الماء حتى أصبحت أمامه مباشرة، ورفعت كف يديها، وهوت بصفعة قوية على خده.
نظر إليها غرين بغضب شديد، وقالت بنبرة مرعبة:
سوف أقتلك، ولكن قبلها سأقطع هذا الجسد وأنتِ لا تزالين في كامل وعيك.
شعرت بالخوف من كلامه هذا، ولكن قبل أن يمسكها، قامت بدفع جسده داخل الماء، ثم هرولت بأقصى سرعة لها، تنهدت بعمق، وقالت وهي تلهث بشدة:
هذا الرجل مجنون.
عندما خرج غرين من الماء، قال بغضب:
سوف أجدك ثم أحطمك.
وفي منزل ديانا، الذي لا يبتعد كثيرًا عن قصر غرين.
نظرت إلى نفسها بغضب في المرآة، قالت لنفسها:
لماذا جئت إلى هنا غرين؟ لماذا لم تظل في مكانك؟
سمعت طرقاً على الباب، فقالت ديانا بغضب:
أدخل.
قالت الخادمة:
نعم سيدتي.
قالت لها ديانا بحدة:
أريد تجهيز سيارتي على الفور.
وفي أقل من نصف ساعة، كانت ديانا في الطريق المؤدي إلى قصر العراب، رأت من وراء الشباك سوزان تجري شبه عارية فوق الطريق.
قالت ديانا بسرعة:
أوقف السيارة.
توقفت السيارة وخرجت منها، صاحت تنادي:
سوزان.
التفتت سوزان إليها، وهي تشعر بالصدمة والخزي من وضعها هذا، ثم حاولت تجاهلها، لكن ديانا كررت نداءها:
توقفي عن الجري يا فتاة، تعالِ معي في سيارتي، منظرك هذا غير لائق، واحتمال كبير أن يراك الكثير.
قررت سوزان أن تسمع كلام ديانا، وذهبت إلى حيث تقف السيارة في منتصف الطريق.
قالت ديانا:
هيا إلى الداخل.
دلفت سوزان إلى السيارة، ملتزمة الصمت، لم تنطق بأي كلمة.
مدت ديانا إليها بمعطفها، ثم قالت:
ارتدي المعطف، ليس من اللائق أن تدخلي القصر بملابسك الداخلية.
بعد ارتدائها المعطف، قالت سوزان بخفوت:
شكرًا لك، سيدتي.
قالت ديانا بفضول:
ماذا حدث لك؟
تنفست بعمق، وهي تقول:
لقد كنت أسبح في البحيرة الخاصة بالمنزل القديم، هذا المنزل الذي يوجد في بداية الطريق، ثم سمعت شخصًا يصرخ ويقول ماذا أفعل في أملاكه.
تعالت دقات قلبها وهي تسألها:
ولكن هذا المنزل مهجور.
قالت سوزان:
كان مهجورًا، لقد سمعت من أبي أن المالك الجديد اسمه غرين، هذا الغرين حاول استفزازي؛ نتيجة لذلك صفعته، وألقيته في مياه البحيرة.
شعرت ديانا بمشاعر متضاربة، ما بين الرغبة في الانتقام والرغبة في الصفح، قالت ديانا بهدوء لا يظهر ما بداخلها من بركان:
نصيحة مني، لا تتحدثي عما حدث في البحيرة.
أومأت سوزان برأسها، ثم قالت:
حسنًا.
توقفت السيارة عند الباب الخلفي للقصر.
قالت ديانا بابتسامة:
بدلي ملابسك بسرعة، سوف أكون في انتظارك في حفل الخِطْبَة.
ردت سوزان بخفوت:
لن أتأخر.
نظرت ديانا إلى اختفاء سوزان، ثم قالت بنبرة منخفضة:
لا تغضبِ مني يا فتاة، أعلم أنكِ ليس لديك ذنب فيما سأفعله بك في الأيام القادمة.
دلفت سوزان بسرعة إلى غرفتها، أغلقت الباب خلفها، ثم توجهت إلى غرفة الاستحمام، وفي الداخل وأمام المرأة تساقطت دموعها بغزارة.
وعندما انتهت من إعداد نفسها، هبطت الى الأسفل، وجدت ديانا في انتظارها.
قالت لها ديانا:
ابتسمي يا حبيبتي، ولا داعي الخوف.
قالت سوزان بخفوت:
يجب عليَّ الخوف، إذا كان هو غرين كما سمعت من والدي، سأقع في مشكلة كبيرة.
قالت لها بنبرة ماكرة:
لا داعي لكل هذا الخوف، هو لا يعلم من أنتِ؛ وبالتالي لن يستطيع العثور عليك.
سألت ديانا:
هل كلامك هذا حقيقي؟
ابتسمت لها وهي تقول:
بالطبع يا فتاة، وهيا بنا نحتفل دون خوف.
دخلت روز إلى مكتب ليو، مرتدية ملابس مثيرة للغاية، أرادت منه أن يفقد السيطرة على نفسه، راغبة في اختبار قدرته على التحمل.
ابتسمت روز من الداخل، لم تكن تريده أن يلمسها، وستحرق نفسها إذا فعل ذلك، لكنها أرادت أن يفقد عقله.
عندما رآها، قال لها بغضب:
أخرجِ من هنا.
قال له بابتسامة ماكرة:
لكني جئت لأخبرك أن الجميع في انتظارك، وأقول لك أيضًا، أنني سمعت كلامك وبدلت ملابسي، حتى تعرف كم أنا فتاة مطيعة.
نظر لها بقسوة، ثم قال:
هذا الفستان أسوأ من الذي قبله، أذهبِ لتغيير الفستان.
قبلت روز خده، ثم قالت بنبرة ناعمة:
لماذا ليو؟ هل لأنك تريدني، هل تعلم؟ وأنا أيضًا أريدك، القليل جدًا، لن يعرف أحد.
ضغط ليو على أسنانه، ثم سحب شعرها من الخلف، وجعلها تنظر في عينيه، أصبحت عيناه سوداء داكنة، ابتلعت لعابها خوفًا؛ لأنها رأت هذه النظرات المرعبة.
قالت ليو لها بصوت أسود مميت:
لن يعرف أحد إطلاقا، نعم لن يعرف أحد.
أخافها مظهره، وقالت لنفسها "أركضِ الآن يا فتاة، إنه أصبح خارجاً عن السيطرة."
ولكن في غضون ثانية، أصبحت ملتصقة به، كانت تلهث لأنها شعرت بالرعب، لم تكن تتوقع ذلك منه، أن يفقد سيطرته بهذه السهولة.
ابتلعت لعابها، غير قادرة على منع نفسها من الأنين، عندما نظر إلى عينيها، شعر ليو كما لو كان في عالم آخر، لم يعد هناك أي شيء يستطيع إيقافه في هذا العالم، لكي يحصل عليها.
ابتسم وهو يسمع صوتها المرتفع الخائف:
هل هذا ما كنت تطلبينه من البداية؟ ستحصلين على أمنيتك الآن.
روز بصوت خافت:
ليو، ربما يجب أن تتوقف.
ابتسم، ثم قال بصوت أجش:
اصمتي، تريدين ذلك، حسنًا، دعينا نلعب قليلاً.
ثم خلع قميصه، اختفت أنفاسها، كانت الوشوم مخيفة لها، كان جسده مميتًا.
قالت لنفسها "ما الذي يحدث معك بحق الجحيم؟ لماذا أنتِ مستسلمة له؟ لماذا لا تهربي؟ يجب أن توقفي هذا اللقيط، ماذا ستفعلين الآن؟"
أرادت الهروب، لكن يديه كانت تطوقها مثل الحديد، ابتلعت لعابها في رعب، عندما رأت نظراته الراغبة الموجهة لها.
قال لها ليو:
أنتِ فعلًا جميلة للغاية.
ظلت صامتة، وقالت لنفسها "هل هذا يحدث لها حقًا؟ كيف ستستسلم له؟ عائلته والعراب كانوا السبب في موت شقيقتها"
وفي هذه اللحظة، طرق شخص الباب، من وراء الباب المغلق، قال العراب:
يا بني، لماذا تأخرت جدًا؟ هيا ضيوفك يسألون عنك.
فتح ليو عينيه في رعب، ثم دفعها بعيدًا عنه، كما لو كانت تحرقه، سقطت روز على الأرض، رفعت وجهها ثم نظرت إلى وجهه المتجمد، ثم ابتسمت بانتصار.
قال العراب:
حسنًا، سأذهب الآن، لكنني أريدك أن تنزل بسرعة، وأريد أن أخبرك أن ديانا أتت إلى الحفل، من الأفضل ألا تفتعل معها المشاكل.
أغلق ليو عينيه، وقال لنفسه:
ماذا كان سيفعل؟ ماذا بحق الجحيم؟ كان العراب، الرجل الذي أحبه مثل والده، والرجل الوحيد الذي يحترمه في حياته.
كان يخون العراب، لم يكن ليفعل هذا أبدًا، حتى لو كلفه هذا حياته، الآن يفعل ذلك، وهو يعرف جيدًا أن حياة والده بالمعمودية يعتمد على هذه اللعينة، هذا كان سيقتل العراب.
هذا جعل دمه يغلي في غضب، وضع يده على عينيه في محاولة لعدم ارتكاب جريمة وقتلها.
بقيت روز هناك، تحدق إلى وجهه بابتسامة هادئة، أرادت أن تعرف في ماذا كان يفكر؟ ماذا سيفعل؟
كانوا هادئين لفترة من الوقت حتى نهض، ثم دفع كرسيه بقوة وسقط على الأرض، لعن بصوت عالٍ، وكان الجحيم يحترق في عينيه.
تنهدت روز، وقالت بصوت هادئ:
كالعادة، أنت لا تنهي عملك أبدًا.
بنبرة قاسية قال لها:
أنسى ما حدث، في غيابي اعتني بالعراب، إذا أزعجته، فأنت ميتة، كوني عاهرة جيدة، فهو يدفع لك جيدًا.
ابتسمت له، ثم قالت له بشكل غير مبال:
كلماتك أوامر سيدي.
تظاهرت روز بعدم الاهتمام، وأنه لم يحدث أي شيء منذ قليل، وقفت أمامه، وقامت بتسوية ربطة عنقه، ثم قالت:
هل تعلم أنك العريس الأكثر وسامة؟ خطيبتك الطفلة محظوظة للغاية.
ابتسم بقسوة، ثم قال:
طفلة، إنها أكبر منك بعدة أشهر فقط.
ابتسمت، وعضت شفتها وهي تقول:
كلانا يعرف النضج ليس بالسنوات.
اتسعت ابتسامته، وهو يراها تقترب منه، كادت تلمسه تقريبًا، لكنه أوقفها بإيماءة من يديه.
ثم قال لها بابتسامة سوداء:
خطيبتي تنتظرني.
ابتسم لها، وقرب شفتيها بالقرب من أذنها، ثم همس:
إذا جئت إلى الطابق السفلي بهذا الفستان، أقسم أنني سأكسر كل عظمة في جسمك المثير.
اختفت ابتسامتها، عرفت أنه يعني كل كلمة قالها لها.
ردد كلامه:
هل تفهمين؟
لم تجب، مما جعله يضغط بأصابعه على خصرها بقسوة.
أومأت برأسها، وقالت بصوت منخفض:
نعم.
قال لها بهدوء مميت:
جيد.
ثم قبل خدها، وغادر الغرفة دون النظر إلى الوراء.
ظلت تحدق إلى الباب قليلًا، ثم صرخت، وحطمت كل شيء من حولها، مهما فعلت، مهما كنت تخطط، بغض النظر عن مدى قوة محاولتها، فإن الأمر ينتهي دائمًا بتنفيذ أوامره، فهو دائمًا يتقدمها خطوة واحدة، لكن ليس من الآن، فصاعدًا إنه دوري.
ابتسمت، ثم قالت لنفسها:
"نعم، سأفعل ذلك، سوف أنتقم لك شقيقتي، مهما كلفني الأمر."
هدأ ليو نفسه، ثم فتح الباب ودخل إلى القاعة، فاليوم حفل خطوبته، رأى هذه المدعوة ديانا، أقترب منها ثم قال:
أنتِ لستُ مدعوة إلى الحفل، لماذا أتيت؟
ابتسمت ديانا وهي تقول:
جئت من أجل التهنئة والمباركة.
قال لها بقسوة:
خذي واجب الضيافة، ثم غادري، تواجدك هنا غير مرغوب فيه.
قالت ديانا بهدوء:
ولماذا هذه المعاملة البغيضة؟ ما حدث مني لا يستحق كل هذا، لقد اعتذرت لك كثيرًا، ألم يحن وقت الصفح والنسيان.
قال ليو بهدوء مميت:
غادري.
ردت عليه بابتسامة:
حسنًا، لن أمكث كثيرًا.
ذهبت روز إلى القاعة بعد نصف فقط، لقد حرصت على تفويت مراسم الخطوبة، لم تكن تريد أن ترى اللقيط، أو العراب أو أي شخص في هذه العائلة سعيد، فهي تشعر بالنيران تشتعل في داخلها؛ عندما تراهم سعداء ويضحكون.
لقد غيرت ثوبها كما قال لها ليو، ابتسمت عندما رأت عيون الجميع عليها، بمجرد دخولها قاعة المأدبة، سار زوجها الحبيب بسرعة تجاهها.
قال لها العراب:
حبيبتي، اين كنت؟ لقد بحثت في كل مكان، أرسلت الرجال للبحث عنك، كنت سأموت من الخوف عليك.
قالت له بابتسامة:
ما رأيك في فستاني حبيبي؟
تنهد العراب، وابتسم لها:
لقد أخذت أنفاسي من هذا الجمال النادر، لكن ألا تعتقدين أن الفستان يظهر الكثير من ظهرك؟
روز غير مبالية:
لا، أخبرني الآن، هل تم ارتداء الخواتم؟
أومأ برأسه وقال:
نعم، عزيزتي، لا أصدق أنك فاتك الاحتفال، أين كنت كل هذا الوقت؟
بابتسامة مزيفة قالت له:
حبيبي، أنا آسفة، كان ثوبي ممزقًا، لذا اضطررت إلى العودة إلى المنزل لتغيير ملابسي.
ثم رقصت روز لفترة طويلة مع زوجها، مع كل من دعاها إلى الرقص، باستثناء ليو، أنها تريده أن يغضب، حتى يفقد عقله.
كانت تغازل العراب بحرية أمامه، بعد نصف ساعة، كانت تقف أمام البار، عندما شعرت بأن هناك شخصًا يقف خلفها، ابتسمت لنفسها، فهي عرفت من هو.
همس ليو في أذنها:
لقد فاتتك حفل خطوبتي.
شربت كوبها دون الدوران، ثم قالت:
سامحني يا ليو، أنا اضطررت إلى البحث لفترة طويلة على فستان جديد، وكان هذا سبب التأخير.
ابتسم ليو بغضب:
أنت تلعبين لعبة محفوفة بالخطر للغاية، فتاتي الصغيرة.
قال لها بابتسامة مغرية:
أشعر بالملل، هل نلهو قليلًا.
ابتسم ليو، واستنشق عطرها وهو يقول:
أنا في حفل خطوبتي، والعراب وخطيبتي وراءنا.
قال روز بابتسامة مغرية:
خائف.
قال لها بقسوة:
لست أنا من يجب عليه الخوف.
قالت له روز متجاهلة كلامه:
سوف أشتاق إليك كثيرًا، لا تتأخر في العودة إلى المنزل.
وفي مكان آخر، عند أوريلا.
مرت الأيام وتوالت التنازلات من قبلها، حتى أتى هذا اليوم الذي غير حياتها، وجعلها تتخذ هذا القرار، خرجت أوريلا من غرفتها في اتجاه المنزل الرئيسي.
جون قبل دقائق قد اتصل بها، وأخبرها أنه يريد شيئاً من غرفته، رَقْم أحد العملاء، وهذا الرَّقْم مسجل في الدفتر الخاص به، الموجود في داخل أحد أدراج مكتبه.
وهي في طريقها إلى صعود السلالم، سمعت صوت مريان يأتي ضاحكًا من المطبخ، لم تبالي روز في البداية، ثم أكملت طريقها بالصعود.
لكن استوقفتها نبرة مريان المستهزئة، وهي تقول:
جون ابني الحبيب لا يرفض أي طلب لي، بداية من اقتراح جعل الزواج مبكرًا، وأنا من حدد الميعاد، وأنا من اتفقت مع الكنيسة في هذا الميعاد أيضًا.
صدمت أوريلا، وهي تسمع هذا الكلام، أنها تعلم أن جون يسمع كلام أمه، وأنَّ مريان تتدخل في كل كبيرة وصغيرة ولكن ليس إلى هذه الدرجة المريضة.
ثم أكملت مريان بلهجة ضاحكة:
ابني جون استطاع اختيار زوجة مطيعة له، تسمع كلامي في كل شيء، وعندما أريد أي شيء أخبر ابني، وهو بطريقته المغرية يجعلها تنفذ كل طلباته.
ثم أكملت مريان قائلة:
ولكن لا ينقصني إلا شيء واحد، هو إنجاب الأطفال، أن أصبح جَدَّة وأحمل أطفال جون، ولكن هذه اللقيطة لا ترد إنجاب الأطفال مباشرة، ولكن أنا متيقِّنة من قدرات ابني على إقناعها وعدم تأجيل الإنجاب.
ومن أجل ابني جون، يجب أن أعامل هذه اللقيطة بحب ومودة، ولكن عندما تنجب الحفيد الذي أريده، سوف أجعله يطلقها بعد فطام الطفل، فأنت تعلمين جيدًا، أن جون لا يرفض أي كلمة أقوله له.
تسمرت أوريلا في مكانها، لمعت عيونها بالدموع، أكيد خضوعها وقبوله لكل كلام جون، كان هذا هو الخطأ، الاستسلام والموافقة على كل كلمة، بداية من السكن في منزل السيدة مريان حتى تحديد موعد الزفاف.
هزت رأسها قائلة بخفوت:
نعم أخطأت في حق نفسك، أنتِ لم تكوني خانعة وخاضعة لهذه لدرجة من قبل، دائماً معتمدة على ذاتك في كل صغيرة وكبيرة، لا يوجد سلطة عليك من أحد.
تساقطت دمعة يتيمة من زاوية عينيها، وهي تتمتم:
كل هذا بسبب حبي له، هذا الحب الذي جعلني أتنازل، واتغاضى عن عيوب جون وإنه ابن أمه، لا يستطيع أن يرفض لها أي أمر، أنا لا أستطيع الاستمرار في هذه الزواج.
وفي داخل قصر غرين، جمع غرين جميع رجاله.
قال بغضب شديد:
لقد كان هناك فتاة في البحيرة، كيف تسللت إلى أملاكي؟
قال كبير الحرس:
مستحيل أن يحدث هذا سيدي.
نهض غرين من مكانه، وألقى الكأس من يديه، تناثر الزجاج إلى آلاف الشظايا على الأرض:
أنتَ مطرود، أغرب من أمام وجهي.
قال كبير الحرس:
حسنًا سيدي.
وبمجرد مغادرته، قال غرين:
أريد العثور على هذه الفتاة مهما كان الثمن.
قال الجميع في التوقيت نفسه:
نعم سيدي.
قال غرين:
ليغادر الجميع.
وعندما أصبح بمفرده، سار غرين نحو البار، وصب لنفسه مشروب، قال بخفوت:
اليوم، يوم ميلادك أمي، ما رأيك أن نحتفل سويًا على طريقتي؟.
ودون أن يفكر غادر منزله، واتجه نحو منزلها، بحكم خبرته في اقتحام المنازل، استطاع التسلل بكل سهولة إلى الداخل.
وفي الطابق العلوي، كانت ديانا مستغرقة في النوم؛ بسبب المهدئ الذي تتناوله بأستمرار.
فتح غرين باب غرفة النوم الرئيسية بهدوء، هو يعلم مخطط هذا المنزل جيدًا.
رآها نائمة على الفراش، اقترب وجلس على الحافة، ومرر يديه بخفة على وجهها بخفة وقال:
من منا أولاً سوف يقتل الآخر؟