الفصل السادس بداية الانتقام

عندما طال صمت أوريلا، قال لها ديفيد بهدوء:
لن أطالب به أو بثمنه منك في المستقبل، فأنا شخص كريم جدًا.

لم ترد عليه، وسمع صوت بكائها يتوقف، فقال لها:
تقديم منديل مجاني سوف يكون لفترة محدودة، إذا كنت ترغبين في ذلك، أو تفضلين مسح أنفك في كم بلوزتك، أو في تلك التنورة القصيرة الرائعة.

لم ترد عليه، ولم تنظر إليه، ولكنها توقفت عن البكاء؛ مما جعله يردف ببعض المرح في محاولة بسيطة منه، لكي يخرجها من حزنها.

قال لها بمرح:
لقد أصابتني بالإحباط يا أوريلا، بسببك لقد كسرت تخيل مشهد البطل وهو يعرض على الفتاة منديلًا، لكي تمسح دموعها.

ومن المفترض في هذا الموقف البطلة تأخذ المنديل، واثقة أنك لا تريدي منديلًا مني، حتى لا تكسري بخاطر البطل.

ودون وعي منها مسحت أنفها في كم بلوزتها، وقالت له:
أنت لست البطل، ونعم أريد المنديل.

حاول كتم ضحكته، وقال بلهجة هادئة:
المنديل! أعتقد لا داعي له، بعد استعملت كم ملابسك.

نظرت إلى المكان الذي أشار إليه، اتسعت عيونها، بصدمة عندما تأكدت من هذا الفعل، بعدها مباشرة وجهت له نظرات محذرة.

قالت بصوت حاد:
لا تضحك، أعطيني المنديل.

ضم شفتيه حتى لا تظهر ابتسامته، ثم أخرج من قميصه علبة مناديل، وسحب منها واحدًا، مَدّ يديه، وقال لها:
تفضلي وعلى الرحب والسعة يا أوريلا.

أخذت منه المنديل بسرعة، وبعد أن مسحت أنفها وجهها، قالت له بخفوت:
لن أشكرك فأنتَ لا تستحق.

نظر إليها للحظات قبل أن يقول:
لا بدَّ أن هذا الشاب جون، يستحق فسخ الخِطْبَة بجدارة، فهو فاشل أحمق لكي يخسر فتاة مثلك نارية، من أجل إنه لا يستطيع قول كلمة رفض لوالدته.

ثم قام بإعطاء أوريلا، ابتسامة أكثر من رائعة، وهو يقول: عن نفسي أنا على استعداد تام بمقايضة اثنين من العمات، من أجل الحصول على فتاة مثلك في منتهى الجمال.

استقامت أوريلا في مقعدها، احمرت وجنتاها بخجل طفيف على سماع تغزله فيها، مما جعلها تقول له بحدة:
الزم حدودك يا هذا، لا أريد لسانك النطق بأي كلمة غزل.

ابتسم وهو يقول:
صعب لي أرى فتـاة جميلة، ولا أقول لها هذا، أنت فتاة جميلة، وتستحقِ رجل ذو شخصية قوية وليس ضعيفًا.

كلامه ألجم لسانها عن النطق لعدة ثوان قبل أن تقول:
لماذا قلت سوف أبادل عمتين وليس أمك؟

رد عليها بوجه باسم:
لأني لست مثل جون، كلمتي هي النهائية، وليست كلمة شخص آخر حتى لو كانت أمي، ولكن للأسف أمي ليست على قيد الحياة.

قالت له:
آسفة على خسارتك.

ثم شبكة كل أصابعها، وهي تقول مستفسرة:
لماذا لم تقل شيئًا عندما اقتحمت سيارتك؟

قال لها:
أنتِ كنتِ كالقطار الذي لا يتوقف.

ومضت عيناها الزرقاوان النار، وهي تقول:
هذا ليس مبررًا، لم يكن لديك الحق إلى الاستماع لهذا الحديث الخاص، لقد كانت قلة ذوق، وعدم شهامة منك بالتزامك الصمت، وعدم النطق بأي كلمة.

قال ديفيد بلهجة محتجة:
التزمت الصمت! بسبب أنه لم تتح لي الفرصة لقول أي كلمة لك.

عندما دلفت إلى السيارة فوجئت بوجود فتـاة جميلة تجلس في سيارتي، وقبل أن يتاح لي الوقت لأقول كلمة واحدة، انفجرتِ في وجهي بالكلام، كرشاش المياه المندفع، لقد لاحظت شعرك الأحمر، وقررت أن الجلوس صامتًا أكثر أمانًا حتى تنهي كلامك.

صرخت أوريلا في وجهه:
ليس لدي شعر أحمر، شعري ليس أحمر.

قال ديفيد بهدوء:
حسنًا، دعنا نقول بني محمر.

ثم أردف قائلًا:
أحمر داكن مع عيون زرقاء، يا له من مزيج مغرٍ، إنها ألواني المفضلة.

حدقت أوريلا إلى وجهه، وهي تقول:
لدي شعر بني فقط.

ثم نظرت حولها، وقالت:
أين نحن؟

رد عليه بهدوء:
بالقرب من محطة قطار الأنفاق.

قالت له:
جيد جدًا، المكان مناسب لي، أعرف كيف أجد طريقي إلى الفندق من هنا، سوف أركب قطار الأنفاق لكي أصل إلى فندقي.

- سأوصلك أينما تريدين، ولا داعي لركوب القطار، في أي فندق تقييمِ؟ لكي أوصلك.

أردفت قائلة:
لا داعي، ليست هناك حاجة لذلك، المكان ليس بعيدًا، ولن يأخذ سوى خمس دقائق.

ثم ضمت شفتيها تحاول إخراج هذه الكلمة، قالت له بخفوت: شكرًا لك.

لمعت عيونه وهو يرد:
شكرًا! هذه الكلمة جاءت متأخرة منك.

ثم ابتسم لها، وهو يكمل:
المهم لدي أنك قلت شكرًا، هل تريدين علبة مشروب غازية، لدى العديد منها بطعم الليمون، لعل وعسى يهدئ المشروب من طبعك الناري.

قالت لها برفض:
لا أريد يا سيد ديفيد.

ضحك وهو يقول لها: حقًا، أوريلا، بعد كلّما مررنا به معًا، وما زالت أراك مصممة على استعمال الشكليات بيننا، دعينا نتعرف من أول وجديد، أنا ديفيد وأنت أوريلا، تشرفت بمعرفتك ولقائك يا أوريلا.

وهو يتحدث كان يرسم على وجهه تعبيرات مضحكة.

صدمتها روح الدعابة الصادرة من ديفيد، ما حدث منذ قليل كان صدمة لها، كان هذا جنونيًا مثل حفلة صاخبة في منتصف الليل.

ارتجفت شفتا أوريلا؛ في محاولة لإخفاء ابتسامة الصادرة عنها، وارتجفت غمازة وجنتيها ثم ابتسمت، ونظرت إلى ديفيد في صمت ثم اندلع كلاهما في الضحك.

قطع ضحكته وأخذ ينظر إليها في هدوء، وقال:
أخيرًا رأيت هذا الوجه يبتسم، كنت أعتقد أنني لن أرى هذا الوجه يبتسم، نصيحة مني لك ابتسمي دائمًا، الابتسامة تزيدك جمالاً.

بعد مدّة من الضحك، شعرت أوريلا بالراحة بعد عدة أسابيع من الضغط على أعصابها، وبعد مدة من الابتسام بتكلف.

قالت له بخجل:
أنا حقًا آسفة بشدة، لأنني كنت مصدر إزعاج لك يا ديفيد، أعتذر لك كثيرًا عن سوء السلوك الذي بدر مني معك، لقد كان هذا يومًا فظيعًا بالنسبة إلي فليس كل يوم تقوم فتاة بفسخ خطبتها.

أصبح كل شيء سيء، بداية من دخولي إلى السيارة الخطأ، أنتَ كنت موجوداً في التوقيت والمكان الخطأ.

وهي تتحدث أعطته ابتسامة واسعة، كان من المدهش مدى الراحة التي شعرت بها معه الآن، بعد أن كانت منذ أقل من نصف ساعة تريد الانقضاض عليه، كالقطة المتوحشة.

وتشويه هذا الوجه الوسيم، الذي ظنت لبعض الوقت لا يستحقه، كان يجب أن تشعر بالضيق والإهانة منه، ولكن لا تعلم ماذا حدث لها في هذه المدّة القصيرة جدا، هو جعله تنسى كلامه الحاد، وتلتزم الجانب المسالم وإعلان حالة من الهدوء.

أومأت رأسها بخفة، وهي تحدث نفسها "هذا الوضع أفضل بالنسبة إليًَ، يجب ألا أكون عدوانية هكذا."

قال لها ديفيد:
شكرًا لك يا أوريلا على الكلمات الرقيقة، أعلم إنكِ قضيتِ وقتا كئيبًا إلى حد ما مؤخرًا، الآن واضح إنكِ قد غفرتِ لي سوء سلوكِ، هل عفوتِ عني؟

ردت عليه بابتسامة:
طبعًا عفوت عنك، وأنا لا أحمل أي ضغينة لك يا سيد ديفيد.

قال ديفيد بلطف:
عليك أن ترى جون وتفسخين الخِطْبَة، لن يكون الأمر سهلاً، من الأفضل أن تقومي بالاتصال به، والاتفاق على موعد بينكم، أعتقد أنك ستكونِين قادرة على مواجهة الصعوبات على وجه أفضل، إذا استراحتي قليلاً، تناولي وجبة جيدة، ثم قومي بالاتصال به.

قالت أوريلا لنفسها "ربما كان محقًا بشأن كلامه، ويجب أن أستريح قليلًا، ثم اتصل بجون."

ابتسم لها ديفيد، وهو يقول:
سلام يا أوريلا.

قبل أن تخرج من السيارة قالت له:
سلام يا ديفيد.

ثم غادرت بخطى مسرعة.

لم يتركها ديفيد للحظة، متابعًا إياها بسيارته، حتى أطمئن أنها وصلت إلى الفندق ثم تحرك مبتعدًا، وهو في الطريق أخذ يتحدث مع نفسه "يجب عليَّ التصرف بسرعة، وجعل هذه الفتاة المتقلبة الطباع تحت عيني وبين يدي."

ثم أخذ نفسًا عميقًا، وتنهد ثم زاد من سرعة سيارته.


في قصر العراب.

كانت سوزان تقف بجوار ديانا في الحديقة، بعيدًا عن الأنظار، ولكنهم لم يكونوا يعلموا أن هناك عيون وأذان متلصصة، تسمع كل كلمة تقال.

قالت سوزان بخفوت:
أنا خائفة جدًا، خائفة أن يعثر عليَّ، لا أريد حدوث أي شجار بسببي.

قالت لها ديانا بنبرة مهدئة:
لا داعي لكل هذا الخوف، حتى إذا علم من أنتِ، لا يستطيع الاقتراب منك، غرين سيفقد الكثير؛ إذا حاول مس شعرة من رأسك.

قالت سوزان:
ولكن لا أريد أن يموت شخص بسببي.

تحدثت ديانا بهدوء:
إذًا هذا مقدر له أن يحدث، ولا نستطيع فعل شيء سوى الدعاء ألا يحدث شجار عنيف بين عائلتك وغرين، أنا سوف أغادر الآن، لا أريد أن يراني ليو هنا، هو لم يسامحني حتى الآن، سلام حبيبتي.

ردت عليها سوزان: سلام.

ابتسمت روز، وقالت بنبرة شريرة:
لقد علمت كيف سأحقق أول انتقام لي.

ثم ذهبت إلى مكتب ليو، هو قد طلب رؤيتها.

حان وقت مغادرة ليو، لإتمام تلك الصفقة الضخمة، لكنه لم يغادر قبل أن يراها، نظر ليو في عينيها، ثم قال:
احذري أيتها الفتاة الصغيرة، لمجرد أنني سوف أكون بعيدًا عنك، لا يعني أنني لا أستطيع اقتلاع قلبك.

ضحكت روز بصوت عال:
اهدأ، أنا سوف أكون فتاة مطيعة، هل تعلم أن خطيبتك تشبه الملاك.

قال ليو:
إنها فعلًا ملاك، نوع جديد لم أجربه من قبل، فأنا معتاد على الحثالة أمثالك.

ضغطت على أسنانها بغضب:
حسنًا، أنت تعرف ما يقولون، الحثالة تنجذب إلى الحثالة.

ضحك بسرور، ثم قال:
اللعنة، كم سأفتقد هذا اللسان الحاد؟

ثم اختفت ابتسامته، وساد الصمت بينهما، لم ينطق بكلمة واحدة، فقط دخن سيجارته بلا مبالاة، استمعوا إلى أنفاس بعضهم البعض.

انغمس كل منهم في أفكاره مدة وجيزة حتى تحدث ليو:
ماذا؟ لماذا أنتِ صامتة؟

ردت روز:
سوف أفتقدك، سأموت من الملل في غيابك.

ليو بنبرة غير مبالية:
حقًا!

عبس وجهها الجميل، وقالت:
نعم، سأفتقدك، سأفتقد الطريقة التي تنظر بها إليّ، سوف أفتقد رائحتك، صوتك، لمستك المذنبة على جسدي.

ثم سكتت لبضع ثوان قبل أن تكمل:
أكثر ما سوف أفتقده هو شفتاك القاسية.

أغلق ليو عينيه وأمال رأسه للخلف، كانت العاهرة تقتله مع كل حرف، لم يفعل شيئًا خلال الأيام الماضية سوى التفكير فيها.

اعتاد أن يراها في كل حلم، كان يفتقدها لدرجة أن كل ذرة منه تؤلمه، ومع ذلك كان يعلم أن البقاء بعيدًا هو الحل الأفضل حتى لو قتله ذلك، يبتعد عن هذا الإدمان.

قالت روز بابتسامة ماكرة:
سوف أفتقد معذبي.

ليو بنبرة غير مبالية:
كوني فتاة جيدة، وابتعدي عن المشكلات.

عضت شفتها السفلى، ثم قالت:
نعم سيدي، سأكون فتاة مطيعة.

غادر الغرفة، وفي الأسفل قام بتوديع الجميع، راقبت روز السيارة، وهي تبتعد، وهي تشعر بألم مبرح لم تعرف سببه.

حاولت تجاهل هذا الألم، ولم تستعد وعيها إلا بعد أن تحدثت ابنة العراب معها.

قالت سوزان:
الحفل كان رائعًا، أليس كذلك؟

ابتسمت روز ونظرت إليها في صمت دون أن تتكلم، الأمر الذي جعل الفتاة تتساءل:
ما الأمر، زوجة أبي؟

روز بنبرة مميتة:
لا شيء، قولي يا سوزان، هل تحبين النوادي الليلية؟

ردت سوزان:
نعم أحبها، ولكن والدي يمنعني من الذَّهاب، إلى هذه الأماكن، وإذا سألته الذَّهاب سوف يرفض، ويصرخ في وجهي.

قالت روز بابتسامة خبيثة:
لا تقلقي من الرفض، أنا سوف أقنع العراب، سوف نخرج الليلة سويًا.

ثم وضعت روز يدها حول كتف سوزان، ودخلوا القصر، ذهبت سوزان إلى غرفتها، وظلت روز في مكانها في منتصف قاعة القصر الرئيسية.

عليها أن تستغل غيابه كما خططت من قبل، عليها أن تجعل ابنة العراب المحبوبة قطعة قماش بالية.

دخلت روز إلى غرفتها ثم إلى الحمام، وقالت لنفسها أمام المرآة:
الفتاة بريئة جدًا، لا تستحق ما سوف تفعله بها.

ضربت كف يديها بقوة على الحائط، ثم قالت بغضب:
ليس هناك ذرة شفقة داخل هذا القلب روز، يجب أن يتم تنفيذ خطتك بسرعة، الوقت ينفد، كل لحظة تمر تهدد حياتك.

سمعت طرقًا على الباب، أغمضت عينيها، وابتلعت ريقها، ثم قالت:
أدخل.

قالت الخادمة:
سيدتي، العراب في انتظارك.

تنهدت روز بانزعاج:
سآتي بعد قليل.

تختنق عندما تراهم كعائلة سعيدة مليئة بالحب، جعلها اشمئزازها تريد أن تتقيأ، لماذا يكون لديه عائلة؟ بينما حرمها من عائلتها الوحيدة، لم يكن ذلك عادلاً أبدًا، وسيحل وقتهم قريبًا جدًا.

عندما دخلت روز حيث يوجد زوجها، ابتسمت عندما رأت عيون العراب تتلألأ بمجرد أن رأتها.

همست في عقلها:
زوج غبي، غبي.

ابتسم العراب وقال لها:
حبيبتي.

ضحكت سوزان بصوت خافت، وهي تسمع والدها يغازل زوجته.

قالت سوزان:
سوف أغادر؛ حتى يأخذ كل منكم حريته.

ثم تركتهم مغادرة.

قالت روز بابتسامة:
توقف عن إزعاجي حبيبي.

نظر العراب إلى وجهها، ثم قال:
ما بك حبيبتي؟ وجهك يبدو شاحبًا.

توجهت نحوه وقبلت خده، ابتسمت روز له، ثم جلست بجانب زوجها، وقالت:
أنا آسفة، أنا لست على ما يرام، ربما أنا مريضة.

قال العراب بنبرة قلق واضحة:
هل تريدين مني الاتصال بالطبيب؟ كيف تشعرين؟

ابتسمت روز وهي تنظر إليه:
أنا بخير، فقط متعبة قليلاً؛ بسبب الحفلة.

أمسكت بيده وتابعت:
شكرًا لقلقك علي.

ابتلع العراب لعابه، وهو يحدق إلى يدها التي تلمسه، فقالت له بسرعة:
أريد الخروج مع سوزان الليلة، ليلة خاصة بالفتيات فقط.

قال العراب:
ولكن حبيبتي، سوزان لا تخرج ليلًا.

قالت له بنبرة مغرية:
وإذا قلت من أجلي حبيبي، فأنت تعلم إذا عاد ليو، فسيكون ذلك مستحيلًا، هل تسمح لنا بالخروج يا زوجي الحبيب؟

قال العراب:
ليو لن يوافق.

نظرت روز إلى زوجها، وقالت بنبرة هادئة:
هل نخرج أم لا؟ أو لا تريد أن يغضب ليو بسببك؛ لأنك عصيت أوامره.

أجاب العراب بحدة:
أنا صاحب اليد العليا، وليس ليو.

ابتسمت وهي تقول له:
فهل نخرج؟

قال العراب:
من أجلك أنتِ فقط، استمتعي في الخارج مع روز حبيبتي.

ومنذ هذه اللحظة، كانت بداية انتقام روز.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي