الفصل السابع مصير مرعب

بمجرد أن وافق العراب على خروجها مع سوزان، غادرت روز في الحال، عازمة على تحقيق الانتقام الأول لها، وهو تدمير هذه الفتاة البريئة، وتحويلها إلى قطعة قماش مهترئة.

وكما قال لها طبيبها النفسي "الانتقام هو دواء هذه النفس المريضة، وليس المغفرة، الغفران ليس لها، الصفح عن الآخرين ليس بالأمر اليسير، بل لا بد فيه من مجاهدة للنفس وغير النفس، ومن انتصر على غضبه، فهو إنسان عظيم وقوي جدًا، وهي ليست كذلك."

ضحكت روز بسخرية؛ عندما تذكرت طبيبها، وقالت لنفسها "أنا وهو متشابهان، فهو طبيب نفسي يذهب إلى طبيب نفسي، هو لديه جحيمه الخاص، كما لدي أنا أيضًا، لذلك أنا أشعر بالراحة معه، فنحن متشابهان."

طرقت على باب غرفة سوزان، وعندما فتحته قالت لها:
لدي أخبار سارة، لقد وافق العراب على الخروج الليلة. لنذهب للعثور على فستان مناسب لقضاء ليلة في الخارج.

صاحت سوزان بمرح، وهي تصفق بكلتا يديها:
لا أصدق نفسي، والدي قد وافق، أنا سعيدة للغاية روز، شكرًا لكِ يا زوجة أبي اللطيفة.

ابتسمت روز لها، ثم قالت:
لا داعي للشكر حبيبتي، وقولي لي روز دائمًا، فزوجة أبي تلك تشعرني بالشيخوخة.

قالت سوزان بابتسامة:
حسنًا، سوف أناديك روز.

قالت روز:
هيا اذهبِ، واختاري فستانًا مميزًا.

أومأت سوزان برأسها، ثم ذهبت إلى البحث عن فستان مناسب للخروج الليلة.

كانت روز تجلس بمفردها في غرفتها، تنتظر سوزان، تتصفح المجلة، وتشعر بالغضب والملل، لأنها لا تحب انتظار أي شخص.

قالت لنفسها "حياة الأغنياء تافهة، في الماضي، لم أشعر أبدًا بمرور الوقت، كنت أقضي النهار والليل في العمل، في الصباح في متجر للألعاب، وفي الليل كنادلة في مطعم، كنت فتاة مشغولة للغاية، ولم أكن معتادة على أن أكون كسولة جدًا، هذه الحياة لا تناسبني."

تنهدت وطلبت من الخادمة كأس شراب، كانت قد بدأت في الشرب بكثرة، منذ أن أتت هذا المنزل الملعون.

ابتسمت ساخرة وقالت بنبرة خافتة:
عظيم، أنا أصبحت مدمنة الآن، بسبب هذه العائلة الكريهة.

كان بداخلها نيران لا تُطفأ، في كل مرة تتنفس فيها، روحها تتألم، وتشعر بألم شديد، ألم فقدان الأخت التوأم مؤلم، نار تحترق في أعماق الروح، رأت أختها تحترق داخل الغرفة المغلقة.

شربت من فنجانها بإحساس حارق، وأغمضت عينيها، ثم عادت في ذاكرتها إلى الوقت الذي كانت فيه أختها على قيد الحياة، عندما كان يلعبان سويًا في تلك الدار المشؤومة.

فقط صوت رنين الهاتف أعادها إلى الواقع، فتحت عينيها منزعجة لترى الخادمة تسرع إلى داخل الغرفة، وهي تمسك بالهاتف.

روز وهي غير مهتمة:
من الذي يتصل؟

قالت لها الخادمة، وهي منحنية تنظر إلى الأسفل:
إنه السيد ليو سيدتي، يريد التحدث إليك.

اختفت أنفاسها للحظة، وشعرت بألم شديد في قلبها، ورجفة حادة في معدتها.

ابتلعت لعابها بعصبية، وحاولت السيطرة على نفسها، وقالت لنفسها "من الغريب جدًا كيف يمكن لاسمه وحده يجعلها تنتفض هكذا، كيف يمكن لمجرد ذكر اسمه أن يكون له مثل هذا التأثير فيها؟ هل هذه كراهية؟ أم ماذا؟ "


وضعت الكأس من يدها بهدوء، وحاولت رسم الجمود على وجهها، ثم قالت:
أذهبِ إلى العمل.

أومأت الخادمة إليها باحترام، وغادرت، وتركتها تحدق بالهاتف، ثم وضعت الهاتف بالقرب من أذنها.

قالت بهدوء:
لا تقل إنكَ اشتقت لي يا عزيزي.

قال لها بابتسامة ساخرة:
بالتأكيد لا، ولكن كنت أريد التحدث إلى عرابي.

ضحكت بصوت عالي، ثم قالت:
أنا لست بهذه السذاجة عزيزي ليو، هل تشعر بالملل مثلي؛ لذلك اتصلت.

ساد الصمت للحظات قبل أن يقول:
يا له من فم كريه، أنا فعلًا أفتقد لسانك هذا، أفتقد إلى كل جزء فيك، أفتقدك كلك يا فتاة.

أغمضت عينيها لتستعيد حواسها، ثم قالت بملامح وجه جامدة:
وأنا أيضًا، لذلك حاول العودة سريعًا إلى المنزل.

قال ليو بنبرة ناعمة لطيفة:
ماذا تفعلين الآن عزيزتي؟

ابتسمت بسخرية عندما سمعت تلك النبرة، هذا الشخص الذي تتحدث معه، كان أكثر أشرار الأوغاد في العالم، المظاهر خادعة في بعض الأحيان.

قالت روز بابتسامة ساحرة:
جالسة على مقعدي، لا أفعل شيئًا، أشعر بالملل والغضب، قل لي ليو، إذا أغضبني أحد، ماذا ستفعل به؟

ليو دون تردد:
سأدفنه حيًا بعد أن أمزق قلبه، وأعطيك إياه على طبق من ذهب.

ابتسمت ووضعت يدها على خدها، وتنهدت، ثم قالت:
ليو، أخبرني ما الذي ستفعله من أجلي أيضًا.

قال ليو بسرعة ودون تردد:
سأجعلك ملكي.

ابتسمت، ثم قالت بنبرة ماكرة:
والعراب.

نظر ليو إلى الهاتف بصدمة، استفاق على ما قاله منذ لحظات، فقال بغضب:
عاهرة لعينة.

لم تبالي بما قال، ابتسمت وهي تقول:
شكرًا لك عزيزي ليو.

أغلق ليو الهاتف بغضب، وشتم بصوت عالي:
هذه اللعينة سوف اقتلع قلبها، ثم ألقيه إلى كلابي العزيزة.

وضعت روز يدها على فمها، وهي تشعر بألم شديد.


في المنزل عند جون، خطيب أوريلا.

كان عند إنهاء عمله يعود إلى المنزل مباشرة، ودون أن يتناول طعام الغداء مع والدته، يقوم بحبس نفسه في غرفته، يخرج هاتفه، ويتأمل صور أوريلا، صورة تلو الأخرى.

فهو قد أشتاق إليها، ويشعر بالخوف والقلق إن كان أصابها أي مكروه، لذلك أخبر صديق له في الشرطة بالبحث عنها، ثم فتح رسائل الهاتف لديه، وأخذ في قراءة آخر رسالة مبعوثة من هاتف أوريلا، تخبره فيها إنها سوف تبتعد نهائيًا عنه، وأنها لا تستطيع الاستمرار والعيش معه، ومع والدته في المنزل نفسه.

وعندما أنهى قراءة الرسالة، قام بالاتصال على هاتفها للمرة المئة فوق الألف، وفي كل يسمع نفس الرسالة أن الهاتف خارج نطاق الخدمة، تنفس بعمق، وأخذ يدعي بصوت شبه مسموع:
يا رب أن تكوني بخير حبيبتي أوريلا.

لم تطرق مريان باب غرفة ابنها كالمعتاد، ولكنها دلفت مباشرة، ونظرت إلى جون، وعندما رأت حزنه، قالت له بغضب:
إلى متى ستظل على هذا الوضع؟ ترفض الجلوس معي.

تنفس بعمق وهو يرد بحزن:
لاحقًا يا أمي، أرجوك إذ أردت أن تتشاجري معي، تشاجري لاحقًا، فأنا أشعر بالمرض، أنا مصاب بصداع شديد.

أردفت ماريان بانفعال:
حقًّا الصداع سيصيبك؛ لأنك معظم الوقت تفكر في هذه الفتاة اللقيطة، والمفروض أن تشكر ربك أن هذه الفتاة هربت، ولم ترتكب حماقة الزواج منها.

قال لها بلهجة عالية:
أرجوك يا أمي، أوريلا فتاة طيبة، وليست موجودة للدفاع على نفسها، لذلك لا داعي لأن تهيني فيها، كل دقيقة تمر، كفاية تدخل في حياتي.

بسبب تسلطك هذا خسرت الإنسانة الوحيدة التي أحببتها، الفتاة التي تمنيت الزواج منها، وبسبب سلوك وتدخلك في كل شؤون حياتها؛ جعلتيها تفر هاربة.

صاحت مريان وهي تضع يديها على صدرها في حركة تمثيلية منها، حتى تجعله يعدل عن الدفاع عن أوريلا، وقالت وهي تتصنع الألم:
تصرخ في وجه أمك يا جون من أجل فتاة، أمك التي تعبت من أجلك كثيرًا، حتى أصبحت شابًا وسيمًا، ذو مكانة مرموقة بين الجمع.

ثم تصنعت إنها تسقط على الأرض، نهض جون من مكانه مسرعًا، ثم أسند والدته قبل أن تقع هاوية على الأرض، وأجلسها على الكرسي الخاص بمكتبه.

قال لها بلهجة متوترة:
ما بك يا أمي؟

ردت عليه بلهجة حادة:
سوف تصيبني بجلطة يا جون، وسأموت وبموتي سوف تستريح مني، لذلك أتمنى الموت اليوم قبل الغد، لكي تتخلص من تسلطي، لكي تذهب إلى البحث عنها، وتتوسل إليها لكي تعود إليك، الآن أتمنى الموت يا جون، حتى تصبح سعيدًا.

تنهد بعمق، قبل أن يردف قائلًا لها:
بعد الشر عليك من الموت يا أمي، أنا لا أستطيع العيش بدونك.

ردت عليها بلهجة متعبة مفتعلة:
كلماتك خيبت ظني جون، أنا أريد الموت.

قال لها جون برقة:
لا تقولي هذا عن نفسك، لا يمكنني العيش بدونك، أنا أحبك كثيرًا أمي.

ثم أكمل في صمت، وداخل عقله ترددت جملة وأيضا أحب أوريلا.

ثم أردف بنبرة مسموعة:
سأذهب لكي أحضر لك دواء الضغط، دقيقتين عـلى الأكثر، وسوف أكون بجوارك، لا تتحركي، ولا تنهضي من مكانك، حتى أحضر لكِ العلاج الخاص بك.

وبمجرد خروج جون من غرفته، زينت ملامح وجهها ابتسامة منتصرة، ابتسامة مثل ابتسامة الأفعى.

وفي مكان آخر.

بعد نصف ساعة، كانت روز وسوزان في ملهى ليلي، حرصت روز على اختيار هذا النادي على الأخص، أفضل ما في الأمر أنه كان ملك أحد أشهر تجار الأسلحة في العالم، ملك غرين.

في داخل الملهى.

ابتسمت روز وهي تتناول المشروب من النادل، وأعطته لسوزان، قالت لها:
تناولي هذا المشروب، سوف يعجبك كثيرًا يا فتاة.

سوزان بصوت عال حتى تسمعها؛ لأن الموسيقى كانت صاخبة جدًا:
أنا لا أشرب.

قالت روز بنبرة حازمة:
كأس واحد من أجلي.

نظرت سوزان إلى الكأس بتردد، فقالت لها روز:
ليو ليس هنا، عيشي حياتك، وكفاك حياة الراهبات تلك.

ضحكت سوزان وشربت قليلاً منه، ثم قالت بابتسامة:
طعمها مرير جدًا، كيف تفعلين ذلك؟ كيف تحبين طعمه؟

روز بابتسامة باردة:
لقد تعودت عليه ثم أحببت مذاقه، هيا يا فتاة، ارقصي قليلاً.

قالت سوزان وهي تنظر إلى الناس حولها:
حان وقت المتعة والتصرف بحرية.

شربت روز من زجاجة النبيذ، وواصلت مشاهدة سوزان، كانت عينا سوزان تتجول في المكان كما لو كانت تبحث عنها، لم تكن تعرف سبب شعورها بالألم في قلبها.

شربت أكثر وقالت لنفسها:
"إنها ابنة قاتل أختك، لقد أخبرك الشرطي بكل ما حدث، وأن هذه العائلة السبب في حريق الدار، لذا شاهدي، واستمتعي بفوزك."

بعد حين، رأت أحد الشباب بعد أن يئس من استسلامها له، وضع شيئًا في الشراب، وعرضه على سوزان، وأخذ يصر على أن تشربه.

لمعت عيناها بالغضب، وقالت لنفسها "ليست هذه خطتي، ولست أنت الشخص المقصود بإفساد هذه الفتاة."

نهضت من مكانها بسرعة، ثم توجهت إلى سوزان، وعندما أصبحت أمامها، ضغطت على أسنانها بغضب وهي تقول:
لا تشربيه، اللعنة عليك أيها اللعين.

علت وجه سوزان نظرة متسائلة:
ما بك، لماذا تصرخين هكذا؟

صاحت روز :
تعالِ يا سوزان، وأنت أيها الشاب ابق بعيدًا عن طريقها.

أخذت سوزان نفسا عميقا، ثم قالت لها:
أريد الحقيقة، ماذا حدث، وجعلك غاضبة هكذا؟

كانت سوزان تمسك الكأس، وقبل أن تشرب منه قالت لها روز:
سوف أخبرك لاحقًا، والآن أطيعي الكلام.

قال الشاب:
لا تقاطعي ما أفعله يا فتاة، وهذا ليس من شأنك، هذه الآنسة تخصني.

قالت روز بنبرة غاضبة:
لذلك وضعت مخدرًا في مشروبها.

شهقت سوزان من الرعب، وبدأت الدموع تملأ عينيها، وهي تنظر إلى روز كما لو كانت طفلة خائفة.

تنهدت روز وسحبتها وراءها، والتفتت إلى الشاب، ثم قالت:
ابتعد عن طريقي.

ابتسم الشاب وقال:
هل تريدين المرح معي أنتِ الأخرى؟

قالت روز:
آسفة، أنا لا أتعامل مع الخنازير.

قال الشاب بصوت غاضب:
لسانك قبيح عكس وجهك الرائع، هيا أعطني الفتاة وغادري بعيدًا.

ابتسمت روز.
ابتعد أنتَ قبل أن أفقد السيطرة على نفسي؛ وأتسبب لك بضرر دائم.

ابتسم الشاب بسخرية:
تعالى، نفذي تهديدك إذا كنت تستطيعين.

قالت روز:
جيد.

دون سابق إنذار، كسرت الكأس الذي في يدها على رأسه، وقبل أن يسقط، أمسكته من شعره، وضربت رأسه على المنضدة العديد من المرات؛ مما أدى إلى فقدانه الوعي، دمائه غطت المكان.

بدأ الصراخ يعلو، وتوقفت الموسيقى، كانت سوزان تصرخ بلا انقطاع، تنهدت روز بلا مبالاة عندما رأت بعض الرجال يتجهون نحوها.

سألت سوزان بقلق:
ماذا سنفعل؟ كل هذا بسببي، هل قتلت الشاب روز، لقد مات بالتأكيد، هو مات، أستطيع أن أرى، رأسه مغطاة بالدماء، إلهي، والدي سوف يقتلني.

ثم واصلت الصراخ.

صرخت روز في سوزان:
فقط اخرسي.

صمتت روز في الحال.

كان الملهى فارغًا الآن، ولم يكن هناك سوى بعض الرجال المرعبين الذين يقفون أمامها.

وعندما خمنت ماذا سوف يحدث لاحقًا، ابتسمت للرجال أمامها، ثم رفعت روز زجاجة أخرى، وقالت:
لقد مر وقت طويل منذ آخر مرة استمتعت فيها، والآن من منكم أيها المخنثون، يريد أن يموت أولاً؟

تقدموا جميعًا، ابتسمت روز وهي تمسك الزجاجة بحزم، بينما كانت سوزان ورائها ترتجف من الرعب وتبكي.

قالت روز لنفسها "متى سوف تظهر أيها الغرين؟ أنا لن أستطيع مقاتلة كل هؤلاء الرجال، ولن أرضى بالخسارة."


بمجرد أن اقترب الرجال، ورفعت روز يدها، سمعوا صوتًا أوقفهم جميعًا.

قال غرين:
ما الذي يحدث بحق الجحيم؟ ولماذا أنت هنا يا زوجة العراب؟

أرادت روز أن تتحدث، لكن سوزان المختفية وراء ظهر روز، التي لم يرها حتى هذه اللحظة، خرجت من ورائها، وقالت بنبرة خائفة:
أنا آسفة سيد غرين، كل هذا بسببي.

كانت النظرة على وجهه عندما لاحظ وجود سوزان صدمة مطلقة، كما لو أن أحدهم طعنه توًا.

ضحك غرين، ثم قال بنبرة قاسية:
الفتاة الهاربة هنا، في ملعبي، وماذا تقصدين كل هذا بسببك؟

قالت بنبرة مترددة:
كان الرجل يحاول إيذائي.

نظرت روز إلى سوزان بانتصار، قالت لنفسها، "أخيرًا أول انتقام لي. "

نظرت روز إلى غرين، الذي أصبحت عيونه الآن حمراء على نحو مرعب، لكن ملامحه كانت مثل الجليد.

بحركة سريعة منه، أخرج خنجره المفضل، وفي الثانية التالية، كان الخنجر يستقر في منتصف جبهة الشاب.

ثم قال غرين بنبرة قاسية:
أنا الوحيد الذي سأقوم بإيذائك، على يدي أنا.

وضعت سوزان كف يديها على فمها، تكتم صرختها، وقالت أنفسنا "من بين الملاهي كلها، أتيت إلى هنا، إلى الوحش."

قال غرين بصوت مظلم:
لقد تمنيت هذا اليوم منذ هروبك، أنا وأنتِ أيتها الصغيرة في مكان واحد، في ملعبي أنا.

ابتلعت سوزان لعابها بقوة، وهي تنظر إليه بخوف، ثم ضغطت على يد روز، وقالت لها بخفوت:
أنا أريد الخروج من هذا المكان.


ضحك غرين بصوت عالي، ثم قال بقسوة:
ليس هناك خروج من هنا إلا بأمري أنا، هل تعلمين أن وجودك هنا من أسعد أيام حياتي؟

التزمت سوزان الصمت، ولكن روز هي من بدأت في الحديث:
سوف نخرج ولن تستطيع منعنا، أنت لا تريد أن يعلم العراب وليو بكلامك وتهديدك لنا.

قال غرين بهدوء مميت:
سأجعل أحد الحراس لدي يقودك إلى المنزل.

تصنعت روز الغضب وهي تقول:
لن أغادر إلا وسوزان معي، أنت لا تريد أن تقوم بينك وبين ليو حربًا مميتة.

ضحك غرين بقوة:
من قال إنني لا أريد الحرب، لديك فرصة واحدة لكي تغادري، ولن أكرر عرضي لك بالمغادرة.

قاطعت روز الحديث الدائر بينهم:
من أجلي أنا، غادري روز.

أخفت روز سريعًا ابتسامتها المنتصرة، قالت لها:
لن أغادر بدونك يا سوزان.

قالت لها سوزان بنبرة متوسلة، وعينان تلمع بالدموع:
أرجوك روز.

قالت روز:
ولكن أنا لا أستطيع تركك هنا، أخاف أن يصيبك مكروه معه.

بصعوبة بالغة رسمت سوزان على وجهها ابتسامة، وهي تقول:
لا داعي للقلق، غرين لن يسيء أليَّ، نحن سوف نتحدث فقط لا أكثر.

مال جانب شفتيه عن ابتسامة مرعبة، ثم قال:
لو كنت مكانك لكنت استمتعت إلى كلامها.

قالت روز:
ولكن ماذا سوف أقول للعراب.

نظرت إليها سوزان بحزن، ثم قالت لها:
أخبريه بأي عذر، لا تخافي عليَّ، أنا لن أتأخر عن العودة إلى المنزل، فأنا وغرين لدينا حديث، واعتذار مني على ما فعلته.

قال غرين بهدوء قاتل:
حديث حان وقته لكي أضع نقطة فاصلة له، ثم كلمة النهاية.

ثم قام غرين بالنداء على الحارس:
قم بإيصال السيدة إلى المكان الذي تريده.

قالت روز بنبرة مستسلمة:
سوف أغادر، ولكن سوف أنتظر عودة سوزان، في حالة عدم عودتها قبل شروق الشمس سوف أبلغ العراب.

ضحك غرين بنبرة عالية، ثم قال:
هل قمت توًا بتهديدي.

أومأت روز برأسها وهي تقول:
نعم.

وكانت هذه آخر كلمة قالتها روز، قبل أن تغادر، تاركة سوزان خلفها، فريسة لهذا الوحش غرين، ينتظرها في الداخل مصير مرعب.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي