الفصل الثامن ملهى الوحش

بمجرد خروج روز من الملهى، ضحكت بنبرة عالية، وقالت لنفسها: "هذا أول انتقام لي، وتدمير هذه العائلة كلها سوف يكون بسببي أنا، الجميع يستحق انتقامي، حتى هذه الفتاة الخجولة، التي تركتها خلفي فريسة لهذا الشيطان، الذي لا يعرف الرحمة، كما سمعت عنه من الآخرين."

وفي الداخل، كانت سوزان تنظر إليه بعيون خائفة، وجسد يرتعش، فهي تعلم أنه لن يرحمها أبدًا؛ بسبب ما فعلت بالقرب من البحيرة، هو لم ولن يغفر لها أبدًا ما حدث.

التزم كلاهما الصمت عدة لحظات، قبل أن يقول غرين بنبرة باردة مميتة:
الفتاة الصغيرة أمامي.

قالت له بخفوت:
أنا آسفة على ما حدث، آسفة على صفعي لك، آسفة سيد غرين.

دون أن ينطق بأي كلمة اقترب منها، ومرر أصابعه بخفة على هذه البشرة الناعمة، ثم قال:
بشرتك كبشرة طفل صغير، ونظرات عينيك بريئة وخجولة، أنا أعلم أن كل هذه تمثيل، وأن وراء كل هذه البراءة فتاة ماكرة خبيثة.

قالت له بخوف:
اعتذر لك غرين، آسفة بشدة، ما حدث كان مجرد لحظة طيش مني، لم أقصد أن أقوم بإيذاء أو استعمال أي عنف، كان مجرد سلوك طائش مني، سلوك عنيف في لحظة غضب.

ضحك ببرود وهو يقول:
ندمك لن يفيدك في شيء، أنا تمنيت هذا اليوم، تمنيت رؤيتك ومعرفة هذه الفتاة، التي تجرأت عليَّ، أنتِ تعلمين جيدًا إنني لن أترك ثأري.

أومأت برأسها، وهي تقول:
نعم، لقد سمعت عنك الكثير، وعن جنونك المطلق مع أي شخص يقوم بإغضابك.

صرخ بقسوة:
ماذا قلتِ توًا؟

نظرت إليه بخوف، وقالت بصوت يرتعش:
هذا ليس كلامي، ولكن كلام الآخرين.

قطع كلامها، وهو يقول لها بقسوة:
يكفي كلام، وهيا بنا.

سألت بصوت يرتعش:
إلى أين؟

قال لها بسخرية:
إلى غرفتي، أنت لا تريدي أن تعصي كلامي؟ أنا لن أتركك تفلتين من بين يدي مجددًا.

قالت له بنبرة متوسلة:
أرجوك دعني أنصرف، يجب أن أعود إلى المنزل، هل تريد أن تشتعل الدنيا بينك وبين أبي وليو، هل ستشعر بالسعادة عندما يموت الكثير من الأشخاص بسببك؟

نظر إليها بغضب، ثم قال:
نعم، ولن أمانع إذا مات الجميع، ما يهمني هو تحقيق انتقامي، حان الوقت لتسديد دينك.

قالت له بخفوت:
أليس لديك رحمة وضمير، كيف تستطيع أن تكون سيئًا إلى هذه الدرجة؟ ما حدث مني لا يستحق كل هذا، أنا اعتذرت لك، ماذا تريد أكثر من ذلك؟

قال لها بقسوة:
أريد الانتقام، أريد تدمير هذا الجسد، هذا الجسد الذي متأكد جيدًا أنه ما زال عفيفًا، لم يلوث بعد، وهيا إلى غرفتي.

توسلت سوزان:
أرجوك لا تفعل ذلك، مهما كان ما حدث، لا أستحق عقابك هذا.

لم يُبَالِ غرين بتوسله له، جرها خلفه حتى باب غرفة الاستحمام، فتح الباب، ودفعها إلى الداخل.

قال لها:
لديك فقط نصف ساعة لتنظيف نفسك، ستجدين في الداخل كل ما يلزمك.

لم ينتظر ردها، وقام بدفعها إلى الداخل، وأغلق الباب خلفها.


وفي مكان آخر، عند ديفيد.

وفي داخل غرفته، كان يتحدث إلى الهاتف.

قال ديفيد:
الفتاة سوف تكون تحت سيطرتي.

قال الطرف الآخر:
يجب أن تغادر الولاية، من الخطر وجود الأختين في الولاية نفسها، هذا سوف يعرض المهمة إلى الخطر، أجعل الفتاة تبتعد بعيدًا.

قال ديفيد بهدوء:
سأجد حلاً لهذه المشكلة.

انتهت المكالمة بعد وقت قصير، وأخذ ديفيد يفكر للحظات، ثم أخرج من ملابسه هذه العلبة الصغيرة، ونظر إليها بتركيز، وغادر بعدها مباشرة الغرفة.


في الفندق وفي داخل غرفتها، قامت بتغيير ملابسها، وقررت أن تريح جسدها قليلاً، قبل الاتصال بجون وأخباره بمكانها والتحدث معه في هدوء، بعيدًا عن منزل هذه الحية السامة مريان.

استلقت على الفراش، وأغمضت عينيها، ولم تمر عدة دقائق على غفوتها، وتعالى رنين الهاتف، الموجود في غرفتها.

نهضت من فوق الفراش منتفضة، وتناولت الهاتف:
ألو.

رد موظف الفندق عليها:
سيدتي هناك شخص يريد التحدث إليك، اسمه ديفيد.

قالت له أوريلا:
تمام، دعني أتحدث إليه.

تناول ديفيد الهاتف من يد موظف الاستقبال، وتحدث إليها بنبرة مرحة:
لدي شيء مهم يخصك.

ضيقت بين جبينها مفكرة ثم قالت :
وما هذا الشيء إذا؟

قال لها وهو يضع إحدى يديه في جيب البنطلون، وأخذت أصابعه تتحرك، وتمسك ما بالداخل.

عبست وهي تسأله قائلة:
أدخل في الموضوع مباشرة يا ديفيد، وأخبرني مباشرة دون المرواغة في الكلام، ماذا نسيت؟

أردف قائلا على الفور:
لقد نسيت خاتم خطبتك في السيارة عندي، وقبل أن تطلبي به، فأنا لن أعطيك إياه الآن، ولكن سأحتفظ بها بأمان حتى تقبلي دعوتي على الغذاء، فأنا متأكد أنك لم تأكلي شيئًا حتى هذه اللحظة.

شعرت أوريلا بالرعب، وهي تقول لنفسها:
"لقد نسيت الخاتم تمامًا، كيف نسيت الخاتم، ولم تتذكره قط؟ لا يوجد فسخ خطبة بدون الخاتم."

ثم قالت بصوت هادىء:
أرسل الخاتم الآن يا ديفيد.

هز رأسه نافيًا:
لا، لا يوجد خاتم إلى في حالة واحدة، وهي قبولك بالخروج معي لكي نتناول الغذاء.

ضغطت أصابع يديها على الهاتف وهي تهتف :
لن تلجأ إلى الابتزاز يا ديفيد، لتحصل على ما تريد؟ أم أنك سوف تفعل ذلك.

قال لها بهدوء:
طبعًا لن أتردد باللجوء إلى الابتزاز، لكي أنفذ ما أريد، أنا شخصية يائسة، حتى أنني سأفكر في الاختطاف؛ إذا فشل كل شيء آخر، ما افعله لمصلحتك فأنت تحتاجين إلى بعض الطعام وأيضًا الرفقة الممتعة.

ردت عليه بلهجة يائسة :
أعتقد أنه ليس لدي خيار سوى قبول دعوتك، هذه الدعوة التي تمت تحت الأجبار والتهديد، ولكن ليس باليد حيلة، ويجب الموافقة على كل طلباتك من أجل الحصول على خاتمي.

قال لها بثقة:
هل تقبلي دعوتي يا حمراء الشعر؟

ردت عليه أوريلا بضيق:
نعم أقبل دعوتك، ولا أريد لسانك أن ينطق حمراء هذه ثانية، وإلا قطعته لك.

ضحك وهو يقول:
هل ترضين ذلك لي؟ لست أنتظر منك إجابة، ولكن سعيد من قبولك الدعوة.

قالت له بضيق:
دعوة تحت الإجبار، ولست راضية عنها.

أخذت نظراته تتجول في أنحاء الفندق ثم قال:
يكفيني الحصول على موافقتك يا فتاة، عندك نصف ساعة فقط لكي تجهزي، لن أجعلك تذهبين إلى مطعم بعيد، فقد رأيت هنا في الفندق مطعم، ومن الواضح أن الطاهي المسؤول يعد الأطباق الشهية، وهذا واضح من عدد الناس الداخلين إليه.

نهضت أوريلا من فوق الفراش، وهي تشعر بالضيق، بسبب ابتزازها على موعد لم ترده.

وهي ترتدي ملابسها تبدلت ملامح وجهها من العبوس إلى الابتسام، فهناك رجل وسيم يريد رفقتها، وهي لن تكون متعنتة، فهي أيضًا تريد الرفقة الطيبة والمرحة، ونظرت إلى المرآة تتأمل ملابسها، وقالت لنفسها إنها تحتاج تنسى جون.


عند سوزان وفي داخل غرفة الاستحمام، أخذت تنظر إلى كل شيء أمامها برعب خالص، بحثت بعينيها عن أي وسيلة للهروب، رأت شباك صغير في أحد الجوانب، اقتربت بسرعة، وحاولت فتح الشباك، ولكنها فشلت، ولكن بمجرد ابتعادها، سمعت أصوات هامسة آتية من الخارج.

قال الرجل:
سوف نقوم بقطع الكهرباء عن المكان، ثم نقوم بإشعال النار، وحرق غرين والجميع.

رد الرجل الآخر:
لا أريد حدوث أي خطأ في الخطة.

-لا تقلق الخطة تحت السيطرة، وفي هذه اللحظة تم ضخ دفعة كبيرة من المخدر عبر فتحات التهوية، ستجعل من يستنشقه يفقد التحكم في نفسه، ويكون في حالة عدم اتزان، وفقدان مؤقت للوعي، وبعدها سوف نقوم بقتل الجميع، وإشعال النار في المكان.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي