الفصل التاسع هروب

بمجرد سماعها هذا الحديث، وأن كل شخص يوجد في الملهى سوف يتم قتله، ابتعدت سوزان من جوار النافذة ببطء، ثم نظرت حولها في رعب وقالت بخفوت:
ماذا أفعل؟ أنا سوف أموت، الجميع سيموت، فكري بسرعة يا فتاة، الغاز سوف يتم ضخه الآن.

وقعت عيناها على صندوق للإسعافات الأولية، معلقًا في الزاوية، وقالت بأمل:
أتمنى أن أجد ما أريد.

فتحت الصندوق بسرعة، وبحثت في الداخل حتى وجدت ما تريد، وقالت بخفوت:
يجب أن تكون فعالاً وتمنع استنشاق المخدر.

ارتدت القناع بسرعة، ثم قالت:
ماذا أفعل بعد ذلك؟

ثم طرأ على عقلها هذا الحل، وقالت:
سوف أقوم بإشعال جرس الحريق، هذا سوف ينبه الجميع بوجود خطب ما، وأيضًا وسيلة تشتيت لي لكي أهرب، وفي الوقت نفسه أمنع حدوث هذه المجزرة.

أخرجت من حقيبتها قداحة صغيرة، وقالت بارتياح:
أخيرًا وجدت لك شيئًا نافعًا آخر.

ثم قامت بإشعال قطعة من القماش، ووقفت على المقعد، وقربت قطعة القماش المشتعلة من السقف، وأخذت تدعو:
هيا، أطلق صوتك المزعج.

وفي الخارج، شعر غرين بخمول يسيطر على جسده، ولكن بمجرد سماع جرس الإنذار، نهض مسرعًا واقترب من باب غرفة الاستحمام ولكن قبل فتحه، سقط على الأرض.

وفي اللحظة نفسها، فتحت سوزان الباب، ورأت غرين يسقط على الأرض، نظرت له في صمت ثم تحركت إلى الخارج.

قال غرين وهو يحاول التماسك:
إلى أين؟ هل تهربين ثانية؟

ترددت قبل أن تقول له:
سأستغل انشغال الجميع، وسأهرب من هنا.

قال غرين بصوت شبه غائب، وهو يكاد يفقد الوعي:
ماذا حدث؟

نظرت إلى الباب المفتوح، وقبل أن تتحرك قالت له:
عندما كنت في غرفة الاستحمام، سمعت رجلين يقولان أنه سوف يتم الهجوم على الملهى وقتل الجميع، لذلك قمت بتفعيل جرس الحريق، لتنبيه رجالك، وأيضًا لكي أستطيع الهروب.

رأته سوزان يغمض عينيه، فعلمت أنه فقد الوعي، أرادت الخروج ولكنها لم تستطع تركه، مكشوفًا هكذا في منتصف الغرفة، قامت بتحريك جسده الضخم بصعوبة خلف البار الموجود في الغرفة.

فتح عينيه، ثم قال بضعف:
لماذا فعلتِ ذلك؟

شعرت بغصة في حلقها، وهي تقول:
مع أنَّ أنكَ تستحق الموت، لكن ضميري لن يتحمل عدم مساعدة إنسان يحتاج إلى المساعدة.

وعندما انتهت من كلامها، هرولت إلى الخارج، وبمجرد أن أصبحت في الخارج، اشتعل المكان بصوت طلقات النار، وتصاعدت الأدخنة في الهواء.

وفي داخل الفندق.

عندما رآها ديفيد أمامه، أطلق من فمه صفير معبرًا عن إعجابه مما رأى، دار حولها ثم أخذ ذراعها، وقال لها:
تبدين رائعة جدًا.

توردت وجنتيها بخجل ناعم وهي ترد:
شكرًا يا ديفيد.

رد عليها بنعومة:
عفوًا.

ثم ضغط على كف يديها وهو يقودها إلى المطعم، كانت أوريلا متفاجئة من طوله، عندما وجدت أنها لم تقترب إلا من كتفه فقط، إلا هذه الدرجة هي قصيرة، كانت تعتقد أن طولها مناسب.

أخذت أوريلا تخمن طوله بالمقارنة بطولها، إحتمال أن يكون طوله حوالي ست أقدام أو يزيد قليلًا، تساءلت في نفسها:
"ماذا يفعل من أجل الحصول على المال؟ أعتقد أنه رجل ناجح، يعتمد على نفسه جيدًا."

وجد ديفيد طاولة في مكان هادئ كما يريد، ثم نادى على النادل، وعندما أصبح بجانبهم، سأل أوريلا:
ماذا تريدين أن تتناولي عزيزتي؟

ألقت نظرة على المحيط بجوارها، إنها المرة الأولى التي تدخل فيها إلى مطعم الفندق، ويبدو مما رأت أن المكان هنا رائع.

كرر ديفيد سؤاله عندما لم ترد عليه:
أين ذهبت أفكارك؟

قالت له:
ذهبت أفكاري إلى لا شيء يا ديفيد.

قال لها بابتسامة ساخرة:
إذًا ماذا تريدين؟ أي صنف من الطعام تحبين أن أطلبه لك.

لمست أصابعها برقة الزهور الموضوعة في المزهرية، ثم قالت:
سأختار ما تختاره.

ابتسم ابتسامة واسعة وهو يرد عليها:
متأكد من أن اختياري سوف يعجبك، لقد اكتشفت أن المطعم يقوم بإعداد بعض الأطعمة اليونانية المشهورة.

نظرت له بفضول قبل أن تسأله:
هل أنتَ يوناني يا ديفيد؟

أومأ برأسه وقال بفخر:
نعم يوناني وافتخر، هل عندك اعتراض؟

أعطته ابتسامة ساحرة وهي ترد عليه:
أبدًا، منذ سنوات وأنا أريد أن أقوم بزيارة اليونان، لقد سمعت من بعض الفتيات عندما كنت أدرس أن اليونان بلد ساحرة، والرجال هناك رائعين.

احمرت خدودها بخجل عندما أدركت ما قالت.

غمز لها بإحدى عينيه ثم قال:
وهل أنا من ضمن هذه الفئة الرائعة.

تنحنحت، ثم قالت بعد وقت قصير من الصمت:
أنتَ تعلم جيدًا أنك وسيم، ولم يكن هناك داع من السؤال.

ضحك وهو يقول:
اعلم أنه لا داعي من السؤال، ولكن أحببت إرضاء النزعة الذكورية لدى بسماع تغزلك لي.

ردت عليه بحدة:
لا تقل كلام لم أقله، أنا لم أتغزل بك.

قال لها بابتسامة:
قلتِ إني وسيم، إذن تغزلتِ في وسامتي، يا أيتها الفتاة الجميلة الرائعة النارية.

لمعت عيونها بالضحك:
أنتَ شخص ميؤوس منك، هل أنتَ دائمًا هكذا مع الفتيات.

رد عليها بمرح:
الفتيات الجميلة فقط، فأنا كرجل يوناني لا أستطيع تجاهل الجمال، أقصد هنا الجمال في كل شيء، طعام، وفتيات وأي شيء جميل.

ضحكت بخفوت وهي تقول:
فعلًا أنتَ شخص ميؤوس منه.

تنحنح النادل الواقف بجواره، وعندما نظر له ديفيد، أردف الرجل قائلًا:
ماذا سوف تطلب سيدي؟

قال ديفيد له:
أريد موساكا، والتحلية حلوة البوجاتسا.

وعندما انصرف النادل، ضحك ديفيد ثم قال:
بسببك نسيت الرجل تمامًا.

ابتسمت هي الأخرى وقالت:
بسببك أنتَ وليس أنا.

نظر لها، وأخذ يتأمل وجهها الضاحك قبل أن يسأل قائلًا:
ماذا سوف تفعلين بعد فسخ خطبتك؟

اختفت ابتسامتها، وطرقت بإحدى أصابعها على الطاولة، ثم قالت بعد صمت قصير:
مع أن هذا السؤال ليس من شأنك، ولكني سأعتبرك صديقًا لي، وسوف أخبرك ماذا سوف أفعل، سأحاول إيجاد وظيفة، أريد السفر بعيدًا.

أنا فتـاة ليس لي أي أقارب، مجرد فتاة نشأت في ميتم واعتمدت على نفسها، لقد تعبت كثيرًا وأنا أكبر في الملجأ.

ثم غامت عيونها، وهي تتذكر بعض المشاهد المؤلمة الحزينة التي تعرضت لها وهي صغيرة.

عندما رأى ديفيد الدموع بداخل عيونها الزرقاء، قال لها:
إذا كان الحديث يؤلمك، فلا داعي منه يا فتاة.

هزت رأسها رافضة، ثم قالت له:
أريد التحدث، هذا الكلام أول مرة أتحدث عنه، كان عندي ست سنوات في هذا الوقت، تخيل يا ديفيد طفلة صغيرة لا تفقه شيئًا في الحياة، طفلة صغيرة بريئة.

سأل ديفيد:
ماذا حدث؟

قالت وهي شاردة:
كنت في هذا الوقت أشعر بالجوع الشديد، لذلك قررت التسلل إلى المطبخ وأخذ قطعة من الخبز فقط، مجرد قطعة من الخبز لسد القليل من جوعي في هذا الوقت، دلفت إلى المطبخ وأخذت ما أريد.

وأنا في طريقي إلى غرفة البنات، ظهر مدير الملجأ أمامي ورأى ما أحمله في يدي، كنت بمفردي أنا وهو في هذا الوقت من الليل، والسكون المخيف يحيط بي، انظر له بخوف، جسدي الصغير يرتعش، انظر إلى يديه، متوقعة من هذه اليد تهبط على وجهي، تصفعني في أي لحظة.

قال ديفيد:
هل ضربك؟ أنتِ وقتها كنتِ طفلة، مستحيل.

أومأت برأسها، ثم قالت:
ولكن عوضًا عن أن يصفعني، وجدته يسحب يدي وجرني خلفه حتى مكتبه، وفي الداخل وعندما أغلق الباب، نظر إلى ابتسامة مرعبة، ما زالت أتذكرها حتى يومنا هذا.

قال بخفوت:
أنا أتوقع ما حدث لاحقًا.

تنهدت وهي تقول:
أخذت يداه الخشنة تجول على جسدي الصغير بعنف، ووحشية، وأنا أنظر له بعيون متسعة خائفة، لساني عاجز عن النطق بأي كلمة، أحاول استيعاب ما يحدث، وما هذا العقاب الذي يحدث لي؟ لم أكن أفهم شيئًا، ولكن كنت أشعر بالألم وأن ما يحدث خطأ.

نظر لها بصدمة وهو يسمع ما تقول، ثم سأل بصوت خافت: هل، هل؟

لم يستطع إكمال بقية السؤال، ولكن أوريلا فهمت ما يريد.

ضغطت على شفتيها وهي تقول:
لم يحدث ما تفكر فيه، لم يغتصبني فعليًا، ولكنه اغتصب طفولتي وبراءتي، تكرر هذه الفعلة ثلاث مرات، وكنت صامتة غير قادرة عن الدفاع عن نفسي، حتى أتى هذا اليوم.

ثم صمتت أوريلا عن الكلام، قال لها ديفيد:
أكملي يا فتاة، ماذا حدث في هذا اليوم؟

قالت بنبرة متألمة:
اليوم الذي أتت فيه أخصائية نفسية، لإعطاء محاضرة عن كيفية دفاع الأطفال عن أنفسهم في مثل هذه المواقف، وعدم الصمت.

وعندما سألت الجميع هل هناك أحد تعرض لموقف مشابه؟ وعندما انتهت من سؤالها، وجدت نفسي تلقائيًا أذهب إليها وألقى نفسي في حضنها.

قال ديفيد بغضب:
سوف أقتل هذا اللعين.

أكملت أوريلا ما تقول:
وبعد عدة محاولات من التهدئة، ومعرفة سبب بكائي، أخذت أخبرها ما حدث لي من اعتداء، وبعد أن تم التحقيق معه، اكتشفنا أنه اعتدى على أكثر من فتاة وصبي، ولاحقًا تم القبض عليه، وتم الحكم عليه بالسجن خمس وعشرين سنة، بتهمة التحرش والاعتداء.


قال بنبرة منفعلة:
كان يستحق الإعدام.

نظرت له بعينين متألمة، ثم قالت:
لاحقًا مات في السجن، والعدالة الإلهية تمت عندما قتلها أحد السجناء، وبعد موته أقسمت بعدم الخضوع لأي شيء، ثم اجتهدت في دراستي وحصلت على بكالوريوس في التمريض.

قال ديفيد:
فتاة عاقلة، الشهادة مهمة جدًا في الحياة.

زينت شفتيها ابتسامة وهي تكمل:
وفي خلال دراستي قابلت جون، أحببته، ومن أجل هذا الحب تنازلت عن العديد من المبادئ، ولكن عندما انتقلت إلى العيش في منزل والدته اكتشفت العديد من العيوب، عيوب لا أستطيع القبول بها.

عندما كنت صغيرة عاهدت نفسي بعدم الاستسلام لأي أمر يؤذيني أو الصمت عنه، لذلك قررت الهروب وفسخ هذه الخِطْبَة، أريد السفر والحصول على وظيفة وبدء حياة جديدة.

قال ديفيد بعد لحظات من التردد:
هل ما زالتِ تحبين جون؟

شردت قبل أن تقول:
لا أعلم، في هذه اللحظة أشعر بتناقض في مشاعري تجاهه.

سأل ديفيد :
لقد قلت إنكِ ستغادرين، وأيضًا أنك تريدين العثور على وظيفة، هل قصدت ذلك، أم لا؟

أردفت مؤكدة على سؤاله:
قصدت كل كلمة قلتها يا ديفيد.

نظر لها بتمعن قبل أن يقول:
ما نوع هذا العمل الذي تفكرِ فيه؟

ابتسمت ابتسامة شاحبة وهو تقول:
خريجة تمريض، ماذا سوف تريد أن تعمل، أنا ممرضة، أجلْ أريد العمل في مجال دراستي.

اعلم أنه سيكون من الصعب الحصول على وظيفة، فأنا لم أعمل قبل ذلك، خبرتي العملية في التمريض كانت مقتصرة على سنوات دراستي، وبالطبع أي مشفى يريد شهادة خبرة لكي يتم قبولي في أي وظيفة.

شرد في تأمل وجهها ثم قال:
ما حدث لك قدر ومكتوب، وفعلًا من الأفضل لك البدء في حياة جديدة.

شبكت أصابع يديها على الطاولة ثم قالت له:
لقد أخبرتك عن حياتي دراستي، والآن أنتَ تعلم كل شيء عني، ماذا عنك؟

تنفس بعمق وهو يقول:
أنا أمتلك شركة للتجارة.

صاحت أوريلا:
إنك لا تبدُ كمالك شركة تجارية، وما نوع هذه التجارة؟

هز ديفيد رأسه مدعي الحزن:
أيجب عليٌَ ارتداء بدلة، لكي يظهر أني أمتلك شركة، والشركة نوع عملها التجارة وتحميل البضائع.

سألت بفضول:
أي نوع من البضائع؟ كم حجم هذه الشركة؟

رد عليها ديفيد :
إنها شركة متنوعة، بشكل رئيسي جلب إمدادات البلدة والبضائع إلى البلدة التي أعيش فيها.

-ولماذا كنت هنا؟

-كنت أقوم بإلقاء ندوة تخص صغار رجال الأعمال.

-وماذا كان موضوع الندوة؟ قاطعته أوريلا.

لم يتضايق من مقاطعتها ورد عليها بهدوء:
كانت الندوة تتحدث عن الميزانية، كيفية زيادة الإنتاج برأس مال محدود فقط.

قالت له أوريلا:
هذا أكثر من رائع، هل كان الحاضرون كلهم من الأغنياء؟

ابتسم وقال لها كاذبًا:
قلة منهم أغنياء للغاية، والكثير منهم في وضع مريح، لكن الغالبية منهم مثلي، يبحثون عن لقمة العيش، والنهوض بشركتهم الصغيرة وحمايتها من الإفلاس في المستقبل، ويجب عليَّ بذل مجهود أكثر للنهوض بشركتي، وفي الوقت الحاضر يوجد ما يعوق حلمي.

قالت بفضول:
وما الذي يعوق حلمك؟

قال بابتسامة:
لدي توأمان، يبلغان من العمر سبع سنوات في المنزل، حتى قبل ثمانية أسابيع ظلت عمتي تعتني بهما، لقد كان لدي الكثير من الصعاب في الأيام الماضية، لن أتكلم في هذه المشاكل الآن.

ونتيجة هذه المشاكل عانت عمتي من نوبة قلبية طفيفة، كانت في المستشفى منذ ذلك الوقت.

وهو يتحدث قال لنفسه، "يجب إقناع أوريلا بأي طريقة، فأنا لا أفضل خطفها، وأريد أن تأتي معي بكامل إرادتها."

ثم أكمل كلامه:
وقال الطبيب أنه يجب الحصول على مساعدة شخص خبير، شخص يمكنني إحضارها إلى المنزل، إنها لا تحتاج إلى مجرد ممرضة، ولكن أيضًا شخص يقوم بشؤون المنزل، كان لدي مدبرة منزل، ولكن اكتشفت أنها مدمنة على الكحول.

في أحد الأيام جئت إلى المنزل، لأكتشف أنها في حالة سكر، وكان التوأمان معاها في نفس الغرفة، لذلك كان عليَّ أن أقوم بطردها من المنزل، والآن أنا في حاجة إلى شخص موثوق يمكن الاعتماد عليه.

قالت له أوريلا:
يمكنك البقاء معهم ورعايتهم.

ابتسم لها ثم قال:
لا يمكنني البقاء مع الأطفال، الشركة لديها العديد من المشاكل ومعرضة للإفلاس، وتحتاج تواجدي باستمرار، لقد وضعت إعلانًا في الصحافة، تقدم اثنان وكانوا ميؤوس منها تمامًا.

سألت أوريلا:
بأي طريقة كان ميؤوس منهم؟

أتى النادل يحمل الطعام، صمت ديفيد، وانتظر حتى وضع النادل الوجبة وغادر، وقال بعدها مباشرة:
الأول كان رجلاً لم يتجاوز الستين يمشي على عكاز، يحتاج هو إلى الاعتناء به.

ضحكت أوريلا وهي تقول:
والثاني ماذا كانت مشكلته؟

رد عليها بابتسامة:
الثاني كانت فتاة، كانت تريد مغازلتي، ولمحت على احتمال حدوث عِلاقة بيننا، ثم حاولت تقبيلي.

في هذه اللحظة، كانت أوريلا ترتشف رشفة من الماء، الذي غص في حلقها، ثم رنت ضحكتها وقالت:
لا أصدقك، أنتَ تضحك عليَّ، ولماذا فتاة تفعل هذا؟ فأنتَ لست وسيمًا إلى هذه الدرجة.

قال لها ديفيد بحدة مصطنعة:
لم يكن الأمر مضحكًا، ما حدث حقيقيًا ولم يكن من وحي الخيال، لذلك قمت بطرد الفتاة، ثم جربت كل وكالات التوظيف ومكتب العمل، لا شيء، لا أحد يريد المكوث في هذه البلدة الصغيرة، العيش في بلدة تعتبر بلدة ريفية، عكس المدينة التي توجد فيها كل وسائل الترفيه.

سألت أوريلا:
والآن ماذا سوف تفعل؟

نظر لها وتأملها بتركيز قبل أن يردف قائلًا:
أعلم ما أريد، وأتمنى أن يكون الرد لديك بالإيجاب

قالت له أوريلا بحيرة:
أنا لا أفهمك، ولا أفهم ماذا تريد أن تقول يا ديفيد.

قال لها بهدوء:
هل أنتِ مهتمة بالسكن في مدينة بسيطة؟ لا أريد الضغط عليك يا أوريلا، لكن لا هناك ضرر في تولى هذه الوظيفة لمدة شهر، فأنتِ في هذه الفترة لا تعملي، وتريدين وظيفة.

لن تخسري شيئا إذا قبلتِ هذه الوظيفة، بل على العكس أنتِ ستكونين الرابحة.

ثم ذكر لها مبلغ مغري، ما رأيك أليست هذه وظيفة رائعة لك؟ ما رأيك هل أنتِ موافقة؟

وجهت إليه أوريلا نظرة طويلة، وقالت لنفسها "أنا لا أستطيع الحكم على شخصية الرجل من نظرة واحدة، لكن ملامحه الأنيقة، تركت انطباعًا جيدًا لدى، وأيضًا موقفه الشهم معي، بغض النظر عن ابتزازي للخروج معه."

وعندما التقت العيون، رأت بريقًا من الضحك حول عينيه، عينين بنيتين كانت تحمل لمعة من التسلية.

قال لها بلهجة مغرية:
لن أضغط عليك يا أوريلا للحصول على إجابة منك، في هذه اللحظة ولكن لاحقًا عندما تفكرين في عرضي جيدًا سوف أنتظر الرد، هيا تناولي الطعام وإلا سوف يبرد ويكون مذاقه غير لذيذ.

قالت له على الفور:
احتمال أن تكون قاتلًا متسلسلاً، تريد أن أذهب بمفردي إلى مدينتك الصغيرة، ثم تقوم بسجني والتخلص مني.

هربت من بين شفتيه ضحكة رنانة، ثم قال من بين ضحكاته: لديك خيال واسع، أول مرة أسمع صفة القتل لدي، طوال سنوات عمري سمعت العديد من الصفات غير المحببة، والآن تم إضافة صفة القتل.

أردفت بحدة:
لا تضحك، من حقي قول ذلك بسبب كثرة ما سمعت عن حوادث القتل والاختطاف، أعطيني ضمانات أنك شخص يمتلك سمعة جيدة بين جيرانه، وطبعًا سوف أتناول الطعام، أنا فعلًا جائعة جدًا، وشكرا لك على إجباري لي لكي أتناول الطعام معك.

رد عليه بضحكة ساحرة:
العفو أنستي، بخصوص الضمانات أنا شخصية معروفة لدى أهل بلدتي، لتشعري بالثقة أكثر، سوف أعطيك بعض الأشخاص الذين سيشهدون على شخصيتي المحترمة جدًا.

قالت أوريلا وهي تردد:
يا لك من شخصية محترمة.

لم يرد على تعليقها، وأخذ في تناول الطعام الموضوع في الطبق الذي أمامه، ثم قال بتلذذ:
هذه الوجبة ممتازة، لم أكن أتوقع أن تكون بهذه الروعة.

وعندما نظرت أوريلا إلى الطبق شعرت بمدى جوعها، ثم أخذت تتناول الطعام بشهية مفتوحة، لدرجة أنها لم تلاحظ نظرات ديفيد الخبيثة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي