الفصل الثاني عشر
بعد إجراءات عمليات الدفن، اتصل ديفيد بالرئيس.
قال ديفيد بضيق:
لقد تم تسوية كل شيء بخصوص الفتاة.
رد الطرف الآخر:
الفتاة ماتت، إذًا مهمتك انتهت ديفيد.
سأل ديفيد:
ماذا أفعل بعد ذلك، هل هناك شيء آخر مطلوب مني؟
رد الرئيس:
لا، عد إلى بلدتك، سوف أتصل بك لاحقًا.
أغلق ديفيد الاتصال، شعر بغصة مؤلمة في حلقه، فهو لأول مرة في حياته يشفق على فتاة.
همس ديفيد:
لا تخدع نفسك ديفيد، هذا حب وليس شفقة.
في قصر العراب.
في الصباح، كان الجميع على مائدة الإفطار باستثناء روز وسوزان.
قال العراب :
هل ذهبت إلى شقيقتك، وأخبرتها أن الجميع على المائدة؟
رد مارك:
نعم أبي، لكنها لم ترد عليَّ، وفضلت النوم على البقاء بصحبتنا، أكيد نومها الكثير هذا؛ بسبب إجهاد ليلة أمسِ.
قطع العراب حديث مارك، قال بسرعة:
نائمة بسبب مرضها.
فهم مارك كلام والده، فقال هو الآخر:
هي السبب في مرضها هذا، لقد تناولت الطعام بكثرة، دون مراعاة لحجم معدتها، أول مرة أرى فتاة قادرة على تناول أي شيء أمامها.
ابتسم ليو وقال:
وأنتَ أيضًا هكذا يا مارك تحب الطعام كثيرًا، ولولا ممارستك الرياضة لأصبحت مثل الفيل، لا تستطيع الحركة.
دلف الخادم إلى داخل الغرفة وقال:
الآنسة سارة، خطيبة السيد ليو في الخارج.
قال العراب:
دعها تدخل.
في أقل من دقيقة دلفت سارة، وقالت بابتسامة:
صباح الخير، هل أتيت في وقت غير مناسب؟
التزم ليو الصمت، مما جعل العراب يقول لها:
بالطبع لا ابنتي سارة، تفضلي لتناول الإفطار معنا.
قالت سارة بابتسامة:
شكرًا أبي.
جلست بجوار ليو، ثم ابتسمت له بخجل، الذي بدا أن عقله في مكان آخر.
سألته قائلة:
لم ترد على تحيتي؟ هل مجيئي أزعجك.
قال العراب:
بالطبع لا ابنتي، ولكنك تعرفين طبع ليو، لا يحب كثرة الكلام.
ردت بابتسامة ساحرة:
هذا من أحد أسباب حبي له.
تنهدت ثم قالت لنفسها، أنا أغرمت به بجنون، منذ أن رأيته أول مرة في مكتب والدي، ومنذ تلك اللحظة أصبح الزواج منه هو هدفي في الحياة، وفي النهاية نجحت، أنا الآن خطيبة ليو، وقريبًا زوجته، الرجل الأقوى والأكثر نفوذاً في العالم.
لاحظت سارة عيون ليو تتحول إلى اللون الداكن، وهو ينظر إلى باب الغرفة، ثم نظر بعيدًا بغضب.
روز بصوت عال :
صباح الخير أيها الوسيم.
ابتسم العراب لها:
ملكتي استيقظت أخيرًا.
قبلته روز على خده، وعيناها على ليو الذي تجاهلها تمامًا.
قال العراب :
هل قلتِ مرحبًا لسارة؟
عانقتها روز، وهي تقول لها:
مرحبًا بك في العائلة، أنا متيقِّنة من أنكِ ستحبين الجميع هنا.
ابتسمت ساره:
شكرًا لك سيدة روز.
ردت روز بابتسامة باردة:
فقط قولي أمي، ليو يفعل ذلك.
نظرت إلى ليو الذي نظر إليها بابتسامة قاتمة.
قال لها العراب بنبرة محذرة:
عزيزتي.
ابتسمت روز:
أنا فقط أمزح، إنه يعرف ذلك.
ثم سارت وجلست بجانب العراب، سكبت القهوة لنفسها، ونظرت إلى كرسي سوزان الخالي وابتسمت، قالت لنفسها، تخلصت من شخص في هذه العائلة الكريمة.
قالت روز بابتسامة ماكرة:
متى الزواج؟
ردت سارة بسرعة:
بعد أسبوعين من يوم الخِطْبَة، أبي يريد رؤية أحفاده في أسرع وقت.
ضغطت روز على شفتيها، ثم قالت:
أنتِ ما زلتِ صغيرة يا فتاة، استمتعي بحياتك قليلاً.
نظرت إلى ليو، ثم أكملت قائلة:
لا أستطيع أن أتخيل ليو كوالد، أطفاله سينتحرون قبل أن يبلغوا سن المراهقة.
ضحك العراب، أم مارك كتم ضحكته بصعوبة، أما سارة فكانت تنظر إليها بدهشة، وكأنها لا تصدق أن أحدًا يمكن أن يمزح أمام ليو.
ابتسم ليو بمكر، ثم قال:
لا تقلقي يا روز، ما دمت في هذا المنزل، لن أسمح لها بالإنجاب، أنا أكره أن يأتي أطفالي لرؤية كبير هذه العائلة متزوجًا من عاهرة، لن أنجب أطفالاً حتى يتعب منك، ويرميك في سلة المهملات التي أتيت منها.
العراب بغضب:
ليو.
ابتسمت روز، ووضعت يدها على قلبها:
ليو، إذا كان لدي قلب، فإن كلماتك ستؤذيني، لكن للأسف ليس لدي هذا القلب.
ثم نظرت إلى خطيبته، وقالت لها:
لا تخافي حبيبتي إنه يمزح فقط، ومع مرور الوقت سيصبح كل شيء طبيعيًا بالنسبة لك في هذه العائلة.
قال العراب:
لا تدعين ذلك يزعجك يا سارة، هذا الحديث أصبح معتادًا بيننا.
نظرت سارة إلى ليو، الذي نفخ بلا مبالاة في سيجارته، ووقف لتقبيل وجنتيها، ثم قال:
سوف أغادر حبيبتي.
قالت له روز:
متى أصبحت لطيفًا هكذا؟ وتقوم بالاستئذان.
نظر إليها ليو بغضب، أراد عقابها ولكن لديه عملاً مهمًا.
قال ليو بصوت غاضب، وهو ينظر إلى مارك:
انهض، لدينا صفقة مهمة.
نهض مارك منزعجًا، ثم تبع ليو دون أن ينطق بأي كلمة.
قال العراب:
سأغادر عزيزتي، هل تريدين أي شيء من الخارج؟
قالت روز بابتسامة ساحرة:
لا حبيبي.
ثم غادر العراب، ترك روز وسارة في الغرفة نفسها.
ابتسمت روز بمكر:
بما أنكِ انضممت إلى هذه العائلة، سأقدم لك النصيحة، لدي خبرة جيدة جدًا مع الرجال، أعرف كل نوع منهم جيدًا ونوع ليو هو الأسوأ، شيئان لا تتوقعيهم منه.
سألت روز:
ما هم؟
قالت روز:
أولًا الحب، لأنه غير قادر على الإحساس به، فهو يعتبره علامة ضعف، هو يفضل الموت على الوقوع في الحب، ثانيًا الولاء، قد تكون أجمل بنت في الكون لكنه سيخونك.
نظرت إليها روز، رأت نظرة الانزعاج على وجه سارة، ابتسمت وتابعت حديثها:
أنتِ تعلمين أن هذا صحيح، أراهن بقطع ذراعي أنه خانك بعد خطبتكم مباشرة.
ابتلعت سارة لعابها وكادت الدموع تسقط من عينيها؛ مما جعل ابتسامة روز تتسع:
تعلمين أنني على حق، أنا آسفة.
نهضت روز، وقالت:
أنا ذاهبة.
غادرت روز بابتسامة نصر تزين وجهها الجميل، تألم قلبها عندما تذكرت يوم وفاة أختها.
قالت بهمس:
شقيقتي الحبيبة، من أجلك سأدفنهم واحدًا تلو الآخر.
عندما مرت روز بالقرب من غرفة سوزان، سمعت صوتًا يصدر من الداخل، فتحت الباب ودلفت إلى الداخل، وقفت مصدومة مكانها؛ عندما وجدت سوزان نائمة في السرير ورأسها مغطى، وتصدر صوت مكتوم.
هتفت روز بصدمة:
سوزان، أنتِ هنا؟
قالت سوزان من تحت اللحاف:
أرجوك يا روز، أريد أن أكون وحدي.
قالت روز بانفعال:
وأنا لن أتركك وحدك، حتى تقولي لي ماذا حدث؟
ثم سحبت البطانية عنها، رأت وجهها محمرًا، وعيناها منتفختان من البكاء وكان وجهها شاحبًا.
قالت روز بنبرة حاولت جعلها هادئة:
ماذا حدث حبيبتي؟
دفنت سوزان وجهها في الوسادة، قالت لها بصوت مكتوم:
سوف أقول لكِ ما حدث لاحقًا، غادري الآن.
كتمت روز غضبها بصعوبة، قالت لها:
انظري إليَّ سوزان، قد أتدخل في شؤونك، لكنني أعتبرك أختي الصغيرة، كنت دائمًا وحدي، تمنيت طوال حياتي أن يكون لي أخت، لذلك أنا أعتبرك أختي منذ أن رأيتك، وأريدك أن تعرفي أنني قلقة عليكِ.
كيف عدت من الملهى، هل تركك غرين تغادرين؟ هل أساء إليك، أنتِ تبدين ميتة، أقسم أن سرك سيذهب معي إلى القبر.
لاحظت روز أن جسدها اهتز من الرعب، بمجرد أن قالت اسمه.
قالت روز:
أخبريني ما الذي حدث معكِ في الملهى؟
بقيت سوزان على هذا الحال دون أن تجيب، مما جعل روز تقول لها:
آسفة، يبدو أنكِ لا تفكري بي كأخت، لذا سأرحل.
أرادت النهوض، لكن سوزان أمسكت بيدها، لقد حان وقت معرفة ما حدث، رفعت سوزان رأسها ببطء شديد، وهي جالسة أمسكت بيد روز بخوف.
قالت سوزان:
سأخبرك بكل شيء، لكن مهما حدث لن تخبري أحدًا، يجب أن أتحدث مع شخص آخر قبل أن أصاب بالجنون، وأنتِ صديقتي الوحيدة، أختي، لذا لن تخبري أحدًا.
قالت لها روز:
أبدًا.
قالت سوزان وهي تمسح دموعها:
في يوم الحفلة، تسللت إلى الخارج وذهبت إلى مكاني المفضل، هذه البحيرة التي ظلت مهجورة لسنوات عدّة، وعندما كنت أسبح تفاجأت بمالك المكان.
سألت روز:
هل كان غرين؟
أومأت سوزان برأسها، ثم قالت:
نعم، ثم حدث بيننا شجار انتهى بصفعي غرين، وبعدها مباشرة ألقيته في البحيرة.
قالت روز:
خطوة غبية.
أومأت سوزان برأسها ثم قالت:
نعم، وعندما رآني في الملهى، فقد عقله وحاول اغتصابي، كان عاقد النية على فعل أشياء مروعة معي.
سألت روز:
إذًا كيف خرجتِ من الملهى؟ لا أعتقد أنه تركك تغادرين.
حكت لها سوزان ما حدث، شعرت روز بغضب شديد؛ بسبب فشل خطتها، ولكنها قالت لنفسها، "لا تغضبي روز، سوف تتخلصين من الفتاة لاحقًا."
قالت روز بنبرة رقيقة:
لا تبكي حبيبتي، أنتِ الآن في المنزل.
عانقت سوزان روز بشدة، ثم قالت:
روز، أنا خائفة جدًا، لقد حاول إيذائي، هو يريد الانتقام، لقد عشت مع مثل هذا النوع طوال سنوات عمري هذه، هذا النوع لا يترك انتقامه أبدًا، ليو وغرين متشابهان في هذا الأمر، أتذكر أن هناك شخصًا قام بخيانة ليو، وقتها ليو لم يهدأ له بال حتى وجده، وقام بإطعام هذا الشخص للتماسيح.
هل تعلمين أن ليو يمتلك مزرعة؟ يقوم فيها بتربية جميع أنواع المفترسات، لذلك أنا خائفة جدًا.
ربتت روز على ظهرها برفق، وقالت لنفسها، "اللعنة على هذه العائلة، أيديهم دائمًا ملطخة بالدماء."
اعتقدت أنها كانت سيئة، لكن هذه العائلة كانت الأسوأ.
أمضت روز اليوم كله في محاولة لتهدئة سوزان، ولحسن الحظ، كانت قادرة على فعل ذلك.
بحلول المساء كانت جالسة في غرفتها، وعقلها في مكان آخر، قالت بهمس:
لقد فشل انتقامي مع سوزان، ولكني متيقِّنة أنني لن أفشل مع مارك، الليلة سوف تبدأ خطتي الثانية، سأحرق قلب ليو، سوف أعطيه الطعنة الأولى، حان الوقت.
وفي مقر الشركة الرئيسي لعائلة العراب، أتى غرين ومعه مساعده ريد.
دلفت السكرتيرة إلى مكتب العراب، قالت بنبرة متوترة:
السيد غرين يريد رؤيتك.
كلا الشخصين ليو والعراب، نظرا إليها في صمت، قبل أن يقول لها ليو:
دعيه يدخل، هو فقط.
بمجرد مغادرتها، قال العراب بحدة:
ماذا يريد؟ هو المنافس الرئيسي لنا في جميع صفقاتنا.
قال ليو ببرود:
بعد قليل سوف نعلم ماذا يريد.
دلف غرين إلى الداخل، ثم قال:
مرحبًا أيها العراب، مرحبًا يا ليو.
لم يرد عليه ليو السلام، وقال فورًا:
ما سبب هذه الزيارة غير المرغوبة.
قال غرين:
سوف أدخل في الموضوع مباشرة، أريد الزواج من سوزان.
ساد صمت تام لعدة لحظات، قبل يصيح ليو:
على جثتي.
قال غرين بلا مبالاة:
إذا كنت تريد هذا، فليكن على جثتك.
أقترب كلا الوحشين من بعض، حتى أصبح لا يفصل بينهم سوى مسافة قليلة جدًا، وكل واحد منهم وضع يديه في ملابسه، استعدادًا القتال.
قال ديفيد بضيق:
لقد تم تسوية كل شيء بخصوص الفتاة.
رد الطرف الآخر:
الفتاة ماتت، إذًا مهمتك انتهت ديفيد.
سأل ديفيد:
ماذا أفعل بعد ذلك، هل هناك شيء آخر مطلوب مني؟
رد الرئيس:
لا، عد إلى بلدتك، سوف أتصل بك لاحقًا.
أغلق ديفيد الاتصال، شعر بغصة مؤلمة في حلقه، فهو لأول مرة في حياته يشفق على فتاة.
همس ديفيد:
لا تخدع نفسك ديفيد، هذا حب وليس شفقة.
في قصر العراب.
في الصباح، كان الجميع على مائدة الإفطار باستثناء روز وسوزان.
قال العراب :
هل ذهبت إلى شقيقتك، وأخبرتها أن الجميع على المائدة؟
رد مارك:
نعم أبي، لكنها لم ترد عليَّ، وفضلت النوم على البقاء بصحبتنا، أكيد نومها الكثير هذا؛ بسبب إجهاد ليلة أمسِ.
قطع العراب حديث مارك، قال بسرعة:
نائمة بسبب مرضها.
فهم مارك كلام والده، فقال هو الآخر:
هي السبب في مرضها هذا، لقد تناولت الطعام بكثرة، دون مراعاة لحجم معدتها، أول مرة أرى فتاة قادرة على تناول أي شيء أمامها.
ابتسم ليو وقال:
وأنتَ أيضًا هكذا يا مارك تحب الطعام كثيرًا، ولولا ممارستك الرياضة لأصبحت مثل الفيل، لا تستطيع الحركة.
دلف الخادم إلى داخل الغرفة وقال:
الآنسة سارة، خطيبة السيد ليو في الخارج.
قال العراب:
دعها تدخل.
في أقل من دقيقة دلفت سارة، وقالت بابتسامة:
صباح الخير، هل أتيت في وقت غير مناسب؟
التزم ليو الصمت، مما جعل العراب يقول لها:
بالطبع لا ابنتي سارة، تفضلي لتناول الإفطار معنا.
قالت سارة بابتسامة:
شكرًا أبي.
جلست بجوار ليو، ثم ابتسمت له بخجل، الذي بدا أن عقله في مكان آخر.
سألته قائلة:
لم ترد على تحيتي؟ هل مجيئي أزعجك.
قال العراب:
بالطبع لا ابنتي، ولكنك تعرفين طبع ليو، لا يحب كثرة الكلام.
ردت بابتسامة ساحرة:
هذا من أحد أسباب حبي له.
تنهدت ثم قالت لنفسها، أنا أغرمت به بجنون، منذ أن رأيته أول مرة في مكتب والدي، ومنذ تلك اللحظة أصبح الزواج منه هو هدفي في الحياة، وفي النهاية نجحت، أنا الآن خطيبة ليو، وقريبًا زوجته، الرجل الأقوى والأكثر نفوذاً في العالم.
لاحظت سارة عيون ليو تتحول إلى اللون الداكن، وهو ينظر إلى باب الغرفة، ثم نظر بعيدًا بغضب.
روز بصوت عال :
صباح الخير أيها الوسيم.
ابتسم العراب لها:
ملكتي استيقظت أخيرًا.
قبلته روز على خده، وعيناها على ليو الذي تجاهلها تمامًا.
قال العراب :
هل قلتِ مرحبًا لسارة؟
عانقتها روز، وهي تقول لها:
مرحبًا بك في العائلة، أنا متيقِّنة من أنكِ ستحبين الجميع هنا.
ابتسمت ساره:
شكرًا لك سيدة روز.
ردت روز بابتسامة باردة:
فقط قولي أمي، ليو يفعل ذلك.
نظرت إلى ليو الذي نظر إليها بابتسامة قاتمة.
قال لها العراب بنبرة محذرة:
عزيزتي.
ابتسمت روز:
أنا فقط أمزح، إنه يعرف ذلك.
ثم سارت وجلست بجانب العراب، سكبت القهوة لنفسها، ونظرت إلى كرسي سوزان الخالي وابتسمت، قالت لنفسها، تخلصت من شخص في هذه العائلة الكريمة.
قالت روز بابتسامة ماكرة:
متى الزواج؟
ردت سارة بسرعة:
بعد أسبوعين من يوم الخِطْبَة، أبي يريد رؤية أحفاده في أسرع وقت.
ضغطت روز على شفتيها، ثم قالت:
أنتِ ما زلتِ صغيرة يا فتاة، استمتعي بحياتك قليلاً.
نظرت إلى ليو، ثم أكملت قائلة:
لا أستطيع أن أتخيل ليو كوالد، أطفاله سينتحرون قبل أن يبلغوا سن المراهقة.
ضحك العراب، أم مارك كتم ضحكته بصعوبة، أما سارة فكانت تنظر إليها بدهشة، وكأنها لا تصدق أن أحدًا يمكن أن يمزح أمام ليو.
ابتسم ليو بمكر، ثم قال:
لا تقلقي يا روز، ما دمت في هذا المنزل، لن أسمح لها بالإنجاب، أنا أكره أن يأتي أطفالي لرؤية كبير هذه العائلة متزوجًا من عاهرة، لن أنجب أطفالاً حتى يتعب منك، ويرميك في سلة المهملات التي أتيت منها.
العراب بغضب:
ليو.
ابتسمت روز، ووضعت يدها على قلبها:
ليو، إذا كان لدي قلب، فإن كلماتك ستؤذيني، لكن للأسف ليس لدي هذا القلب.
ثم نظرت إلى خطيبته، وقالت لها:
لا تخافي حبيبتي إنه يمزح فقط، ومع مرور الوقت سيصبح كل شيء طبيعيًا بالنسبة لك في هذه العائلة.
قال العراب:
لا تدعين ذلك يزعجك يا سارة، هذا الحديث أصبح معتادًا بيننا.
نظرت سارة إلى ليو، الذي نفخ بلا مبالاة في سيجارته، ووقف لتقبيل وجنتيها، ثم قال:
سوف أغادر حبيبتي.
قالت له روز:
متى أصبحت لطيفًا هكذا؟ وتقوم بالاستئذان.
نظر إليها ليو بغضب، أراد عقابها ولكن لديه عملاً مهمًا.
قال ليو بصوت غاضب، وهو ينظر إلى مارك:
انهض، لدينا صفقة مهمة.
نهض مارك منزعجًا، ثم تبع ليو دون أن ينطق بأي كلمة.
قال العراب:
سأغادر عزيزتي، هل تريدين أي شيء من الخارج؟
قالت روز بابتسامة ساحرة:
لا حبيبي.
ثم غادر العراب، ترك روز وسارة في الغرفة نفسها.
ابتسمت روز بمكر:
بما أنكِ انضممت إلى هذه العائلة، سأقدم لك النصيحة، لدي خبرة جيدة جدًا مع الرجال، أعرف كل نوع منهم جيدًا ونوع ليو هو الأسوأ، شيئان لا تتوقعيهم منه.
سألت روز:
ما هم؟
قالت روز:
أولًا الحب، لأنه غير قادر على الإحساس به، فهو يعتبره علامة ضعف، هو يفضل الموت على الوقوع في الحب، ثانيًا الولاء، قد تكون أجمل بنت في الكون لكنه سيخونك.
نظرت إليها روز، رأت نظرة الانزعاج على وجه سارة، ابتسمت وتابعت حديثها:
أنتِ تعلمين أن هذا صحيح، أراهن بقطع ذراعي أنه خانك بعد خطبتكم مباشرة.
ابتلعت سارة لعابها وكادت الدموع تسقط من عينيها؛ مما جعل ابتسامة روز تتسع:
تعلمين أنني على حق، أنا آسفة.
نهضت روز، وقالت:
أنا ذاهبة.
غادرت روز بابتسامة نصر تزين وجهها الجميل، تألم قلبها عندما تذكرت يوم وفاة أختها.
قالت بهمس:
شقيقتي الحبيبة، من أجلك سأدفنهم واحدًا تلو الآخر.
عندما مرت روز بالقرب من غرفة سوزان، سمعت صوتًا يصدر من الداخل، فتحت الباب ودلفت إلى الداخل، وقفت مصدومة مكانها؛ عندما وجدت سوزان نائمة في السرير ورأسها مغطى، وتصدر صوت مكتوم.
هتفت روز بصدمة:
سوزان، أنتِ هنا؟
قالت سوزان من تحت اللحاف:
أرجوك يا روز، أريد أن أكون وحدي.
قالت روز بانفعال:
وأنا لن أتركك وحدك، حتى تقولي لي ماذا حدث؟
ثم سحبت البطانية عنها، رأت وجهها محمرًا، وعيناها منتفختان من البكاء وكان وجهها شاحبًا.
قالت روز بنبرة حاولت جعلها هادئة:
ماذا حدث حبيبتي؟
دفنت سوزان وجهها في الوسادة، قالت لها بصوت مكتوم:
سوف أقول لكِ ما حدث لاحقًا، غادري الآن.
كتمت روز غضبها بصعوبة، قالت لها:
انظري إليَّ سوزان، قد أتدخل في شؤونك، لكنني أعتبرك أختي الصغيرة، كنت دائمًا وحدي، تمنيت طوال حياتي أن يكون لي أخت، لذلك أنا أعتبرك أختي منذ أن رأيتك، وأريدك أن تعرفي أنني قلقة عليكِ.
كيف عدت من الملهى، هل تركك غرين تغادرين؟ هل أساء إليك، أنتِ تبدين ميتة، أقسم أن سرك سيذهب معي إلى القبر.
لاحظت روز أن جسدها اهتز من الرعب، بمجرد أن قالت اسمه.
قالت روز:
أخبريني ما الذي حدث معكِ في الملهى؟
بقيت سوزان على هذا الحال دون أن تجيب، مما جعل روز تقول لها:
آسفة، يبدو أنكِ لا تفكري بي كأخت، لذا سأرحل.
أرادت النهوض، لكن سوزان أمسكت بيدها، لقد حان وقت معرفة ما حدث، رفعت سوزان رأسها ببطء شديد، وهي جالسة أمسكت بيد روز بخوف.
قالت سوزان:
سأخبرك بكل شيء، لكن مهما حدث لن تخبري أحدًا، يجب أن أتحدث مع شخص آخر قبل أن أصاب بالجنون، وأنتِ صديقتي الوحيدة، أختي، لذا لن تخبري أحدًا.
قالت لها روز:
أبدًا.
قالت سوزان وهي تمسح دموعها:
في يوم الحفلة، تسللت إلى الخارج وذهبت إلى مكاني المفضل، هذه البحيرة التي ظلت مهجورة لسنوات عدّة، وعندما كنت أسبح تفاجأت بمالك المكان.
سألت روز:
هل كان غرين؟
أومأت سوزان برأسها، ثم قالت:
نعم، ثم حدث بيننا شجار انتهى بصفعي غرين، وبعدها مباشرة ألقيته في البحيرة.
قالت روز:
خطوة غبية.
أومأت سوزان برأسها ثم قالت:
نعم، وعندما رآني في الملهى، فقد عقله وحاول اغتصابي، كان عاقد النية على فعل أشياء مروعة معي.
سألت روز:
إذًا كيف خرجتِ من الملهى؟ لا أعتقد أنه تركك تغادرين.
حكت لها سوزان ما حدث، شعرت روز بغضب شديد؛ بسبب فشل خطتها، ولكنها قالت لنفسها، "لا تغضبي روز، سوف تتخلصين من الفتاة لاحقًا."
قالت روز بنبرة رقيقة:
لا تبكي حبيبتي، أنتِ الآن في المنزل.
عانقت سوزان روز بشدة، ثم قالت:
روز، أنا خائفة جدًا، لقد حاول إيذائي، هو يريد الانتقام، لقد عشت مع مثل هذا النوع طوال سنوات عمري هذه، هذا النوع لا يترك انتقامه أبدًا، ليو وغرين متشابهان في هذا الأمر، أتذكر أن هناك شخصًا قام بخيانة ليو، وقتها ليو لم يهدأ له بال حتى وجده، وقام بإطعام هذا الشخص للتماسيح.
هل تعلمين أن ليو يمتلك مزرعة؟ يقوم فيها بتربية جميع أنواع المفترسات، لذلك أنا خائفة جدًا.
ربتت روز على ظهرها برفق، وقالت لنفسها، "اللعنة على هذه العائلة، أيديهم دائمًا ملطخة بالدماء."
اعتقدت أنها كانت سيئة، لكن هذه العائلة كانت الأسوأ.
أمضت روز اليوم كله في محاولة لتهدئة سوزان، ولحسن الحظ، كانت قادرة على فعل ذلك.
بحلول المساء كانت جالسة في غرفتها، وعقلها في مكان آخر، قالت بهمس:
لقد فشل انتقامي مع سوزان، ولكني متيقِّنة أنني لن أفشل مع مارك، الليلة سوف تبدأ خطتي الثانية، سأحرق قلب ليو، سوف أعطيه الطعنة الأولى، حان الوقت.
وفي مقر الشركة الرئيسي لعائلة العراب، أتى غرين ومعه مساعده ريد.
دلفت السكرتيرة إلى مكتب العراب، قالت بنبرة متوترة:
السيد غرين يريد رؤيتك.
كلا الشخصين ليو والعراب، نظرا إليها في صمت، قبل أن يقول لها ليو:
دعيه يدخل، هو فقط.
بمجرد مغادرتها، قال العراب بحدة:
ماذا يريد؟ هو المنافس الرئيسي لنا في جميع صفقاتنا.
قال ليو ببرود:
بعد قليل سوف نعلم ماذا يريد.
دلف غرين إلى الداخل، ثم قال:
مرحبًا أيها العراب، مرحبًا يا ليو.
لم يرد عليه ليو السلام، وقال فورًا:
ما سبب هذه الزيارة غير المرغوبة.
قال غرين:
سوف أدخل في الموضوع مباشرة، أريد الزواج من سوزان.
ساد صمت تام لعدة لحظات، قبل يصيح ليو:
على جثتي.
قال غرين بلا مبالاة:
إذا كنت تريد هذا، فليكن على جثتك.
أقترب كلا الوحشين من بعض، حتى أصبح لا يفصل بينهم سوى مسافة قليلة جدًا، وكل واحد منهم وضع يديه في ملابسه، استعدادًا القتال.