الفصل الرابع عشر

بمجرد خروج العراب من غرفته، دلفت سوزان في الحال.

قالت سوزان بنبرة تعيسة:
أريد التحدث معكِ قليلًا روز.

أخفت روز ضيقها من هذه الفتاة الضعيفة، قالت لها بابتسامة:
تعالِ بجواري يا فتاة.

جلست سوزان على حافَة الفراش بجوار روز، ثم قالت:
أنتِ أكثر شخصًا يعلم طبيعة العَلاقة بيني وبين غرين، كيف قمتِ بإعلان هذا الخبر على طاولة الطعام، دون إعلامي مسبقًا؟

قالت لها روز بهدوء:
لم يكن هناك أي وقت حتى أتحدث معكِ، فقد علمت بموضوع غرين، وأنا على طاولة الطعام، فقد همس العراب في أذني بهذا الحديث، وقال لي أن أقوم بإعلان هذا الخبر بنفسي، لم يكن هناك مجال للرفض، أو حتى إخبارك به.

ضغطت روز على شفتيها بقوة، ثم قالت بنبرة تعيسة:
أنا لا أريده زوجًا لي، هو يريد الانتقام مني، يريد قتلي.

تأففت روز من ضعفها هذا، ولكن بالرغم من ضيقها هذا، قالت لها بنبرة رقيقة:
عزيزتي سوزان، هو لا يستطيع أن يمسكِ بسوء، سيفكر ألف مرة قبل أذيتك، واعتقد أنه نسى أو تناسى رغبته في الانتقام، هو استخدم عقله، ثم وازن أموره جيدًا، وأن هذا الزواج سوف يعود بالمنفعة عليه، كما سيعود بالمنفعة علينا.

قالت سوزان بحزن:
ولكن غرين مثل ليو في الطباع، سوف يجعل حياتي جحيمًا، واحتمال كبير أن يقوم بقتلي.

قالت لها روز بهدوء:
لن يحدث هذا، إنه ليس غبيًا إلى هذه الدرجة، أنتِ لست فتاة عادية، أدفني مخاوفك هذه حبيبتي، فلا داعي منها.

هتفت سوزان:
كيف أدفن مخاوفي؟ هو كان يريد اغتصابي، وما زال يريد ذلك.

قالت لها روز بملل:
وقتها سيكون زوجك، فلن يكون اغتصابًا إذًا.

سوزان بانفعال:
كيف تقولين ذلك؟ ألم تخبريني إننا أخوات، كيف تقبلين على شقيقتك موقف مثل هذا؟ لو كنت فعلًا شقيقتك، لن يكون هذا ردك أو موقفك.

شعرت روز بنيران تستعر في داخلها، عندما ذكرت شقيقتها، حتى إذا كانت لم تقصد ذلك.

قالت لها روز بملامح وجه جامدة:
لإننا في حكم الشقيقات، أقول لكِ أقبلي الواقع ولا تحاولي العناد، غرين وضعك في داخل رأسه، لن تستطيعي الهروب منه أبدًا، وإذا كنت في مثل موقفك هذا، سوف أكون سعيدة لأنني سأكون زوجته، ولست عاهرته.

حركت رأسها بقوة، ثم قالت:
لا أستطيع تقبل فكرة الزواج من هذا الوحش.

روز بهدوء:
فكري قليلًا عزيزتي، غرين لن يهدأ له بال، حتى يحصل عليك، هل تريدين هذا عندما تكونين زوجته؟ أم عندما تكوني مختطفة؟ وإذا حدث ذلك وقام باختطافك، ستقوم حرب بين عائلتك، هل تريدين رؤية دماء أحبابك تراق بسببك؟

قالت سوزان بنبرة رافضة:
بالطبع لا أريد ذلك، لكني لا أستطيع الزواج منه، فأنا أحب شخصًا.

ثم قطعت كلامها فجأة، فقالت لها روز بفضول:
ماذا قلتِ؟ هل تملكين حبيبًا يا فتاة؟

قالت لها سوزان بنبرة خافتة:
نعم، أنا أمتلك حبيب.

سألت روز بفضول:
تحدثي يا فتاة، وأخبريني كل شيء عن هذا الشاب، من هو؟ وما العائلة التي ينتمي إليها؟

عضت سوزان على شفتيها السفلى بقوة، ثم قالت لها:
هذا الحديث سر بيننا، أنه ابن وزير العدل.

هتفت روز بصدمة:
ماذا قلتِ؟ تركتِ جميع الشباب والرجال، ووقعت في حب ابن أكبر أعداء ليو والعراب، وزير العدل.

تنهدت سوزان، ثم قالت بنبرة تعيسة:
لم أكن أعلم وقتها، وهو أيضًا حتى هذه اللحظة لم يعلم من أنا.

قالت لها روز:
كيف هذا؟ متى وكيف تقابلتم؟

قالت لها سوزان بشرود:
كنت ذاهبة إلى مدرستي الثانوية، للحصول على بعض الأوراق، لكي أقدمها إلى الجامعة، كنت متخفية، أتصرف كفتاة عادية، ولست ابنة رئيس المافيا، أحاول أن أعيش حياة طبيعية.

عادت سوزان إلى الماضي، وهي تتحدث إلى روز.

أشار ضابط شرطة المرور إلى سيارتها لكي تتوقف، عندما خرجت من السيارة، توقف الضابط عن النطق للحظات، ثم قال لها بابتسامة:
صباح الخير.

سوزان بنبرة خائفة:
صباح الخير، لماذا قمت بإيقافي؟ هل فعلت شيئًا خاطئًا؟

ابتسم لها ابتسامة ساحرة، ثم قال:
لقد تعديتِ إشارة المرور.

هتفت سوزان:
يا إلهي، أبي سوف يقتلني لو علم بما حدث.

قال لها بابتسامة:
لن يعلم، من أجل عيونك الساحرة هذه، لن أسجل لك هذه المخالفة.

قالت سوزان بنبرة ممتنة:
شكرًا لك كثيرًا أيها الضابط.

قال لها:
اسمي هنري، وأنتِ ما اسمك؟

قالت له:
اسمي سوزان.

قال لها هنري بابتسامة:
قبل مغادرتك، أريد رَقْم هاتفك.

بنبرة رافضة، قالت له:
لا، لن أعطيك رَقم هاتفي.

ابتسم لها، ثم قال بهدوء:
إذًا سوف ألجأ إلى الابتزاز، رَقْم هاتفك مقابل عدم تسجيل المخالفة لكِ، أيهم تفضلين، مخالفة وشجار مع الوالد، أم رَقْم هاتف.

كانت سوزان تمتلك هاتفًا، اشترته خُلْسَة، دون معرفة أحد، في هذه اللحظة شعرت بالسعادة، من أجل هذا الهاتف.

قالت له:
أنتَ تعلم أنني سأختار إعطاءك رَقْم هاتفي.

قال لها بابتسامة:
نعم، أعلم ذلك.

عادت سوزان من ذكرياتها، ثم قالت وهي تتنهد بعمق:
أخذ كل منَا رَقْم الآخر، وتوالت الاتصالات بيننا.

قالت لها روز:
كل هذا وأنا لا أعلم عن هذا الموضوع شيئًا؟ أنتِ لستِ فتاة سهلة، كما كنت أعتقد.

عبست ملامحها الرقيقة وهي تقول:
أنا كنت أريد حياة طبيعية، كنت أتمنى أن أكون من أسرة بسيطة، ولست فتاة مافيا، كنت أريد الحب، الحب الحقيقي مع شاب لا يخاف مني، لذلك كانت علاقتي به سرية لا يعلمها أحد، على عكس هنري هو أخبر عائلته عني، هل تعلمين أنه تقدم لخطبتي؟

هتفت روز بصدمة:
متى هذا؟

ابتسمت سوزان وهي تقول لها:
قبل ثلاث أيام من الحفل، أصر هنري على رؤيتي، حديث الهاتف أصبح لا يرضيه، لذلك اتفق أن نتقابل في مطعم بلو.

اتسعت عيناها وهي تسألها:
كيف تمكنتِ من الخروج من القصر، دون أن يلاحظ الجميع؟

قالت سوزان بابتسامة شاحبة:
في زي ابنة الخادمة، نحن في نفس العمر والجسم، عندما أريد الخروج كنت أرتدي ملابسها، بالاتفاق بيننا.

قالت لها روز:
يا لكِ من فتاة ماكرة، ومتى علمتِ أنه ابن وزير العدل؟

ردت عليها سوزان بابتسامة، وهي تتذكر هذا اليوم:
عندما تقدم لخطبتي، قلت له كيف أوافق على شاب لا أعلم شيئًا عن عائلته.

ثم أخذت سوزان تسرد عليها ما حدث في هذا اليوم، في الماضي، وفي داخل مطعم بلو.

هنري بنبرة مترددة:
سوزان، أريد أن أقول لك أمر مهم.

سوزان بابتسامة ساحرة:
ما هذا الأمر عزيزي؟

قال هنري في الحال:
أنا أريد الزواج منك، أريد رؤية عائلتك.

المفاجأة ألجمت لسانها عن النطق لعدة ثواني، ثم قالت له:
تريد الزواج مني.

قال لها بابتسامة:
نعم، أريد الزواج منك.

قالت سوزان بنبرة متوترة:
لكني لا أعلم شيئًا عنك سوى اسمك، لا أعلم شيئًا عن عائلتك.

قال لها هنري بابتسامة:
سوف أخبرك كل شيء عن عائلتي، اسمي هنري ريتشارد كارد.

ضاق جبينها قليلًا وهي تقول:
هذا الاسم ليس غريبًا على أذني، أعتقد إنني سمعته قبل ذلك، أين؟ لا أعلم.

ضحك هنري، ثم قال لها:
بالطبع سمعت هذا الاسم كثيرًا قبل ذلك، لأنه اسم وزير العدل، أنا ابن وزير العدل.

سعلت سوزان بشدة؛ بمجرد سماعها كلامه، قال هنري بقلق:
ماذا بكِ حبيبتي؟

قالت سوزان بصوت مختنق:
قل إنكَ تمزح هنري، نعم إنها مزحه، هذه الأمور لا داعي لكي تكذب فيها؛ من أجل أن تنال إعجابي.

قال لها هنري بابتسامة:
لكني لا أكذب في هذا.

ثم أخرج من ملابسه، بطاقة الهُوِيَّة الخاصة به، وأعطها إلى سوزان، ثم قال:
ما الاسم المكتوب في البطاقة.

قرأت سوزان الاسم، ثم قالت بنبرة مصدومة:
أنتَ لا تكذب، كم تمنيت أن تكون كاذبًا في هذا الأمر.

قال لها هنري:
إلى هذه الدرجة خائفة من أبى، لا تخافي، ليس كل ما يقال عنه في وسائل الإعلام حقيقي، هو مع عائلته أطيب أب في العالم، لكن مع المجرمين وحشًا قاسيًا.

شعرت بغصة مؤلمة في حلقها، وهي تسمع كلامه هذا، قالت له:
لقد تأخرت على عودتي إلى المنزل، وأنتَ تعلم أن والدي صارم للغاية، بخصوص خروجي وتأخري في الخارج.

قال لها هنري:
لكنكِ لم تردِ عليَّ حبيبتي.

قالت له سوزان:
عندما أمهد الموضوع لأبي أولًا.

عادت سوزان من ذكرياتها، على صوت روز وهي تقول لها:
أنتِ تعلمين أن هذه العَلاقة محكوم عليها بالفشل؟ كيف تستمرين في عَلاقة مثل هذه؟ أيتها الغبية، عديمة المسؤولية.

أومأت سوزان رأسها، ثم قالت:
نعم، ولكني كنت أريد الحب.

قالت له روز بغضب مفتعل:
حب مستحيل، أين كان عقلك عندما وقعت في غرامه.

همست قائلة:
ماذا أفعل روز؟

قالت لها:
انزعي هنري من عقلك وقلبك.

ردت عليها بنبرة متألمة:
لكني لا أستطيع فعل ذلك.

قالت لها روز بغضب:
بل تستطيعين، عَلاقة مثل هذه سوف تكون نهايتها كارثة بكل المقاييس، ومن الأفضل أن تظل في طي الكتمان، لا يعلم بها أحدًا، وزير العدل والمافيا خصمان لا يجتمعان، هيا إلى غرفتك يا فتاة، أريد النوم قليلًا.

بمجرد أن غادرت سوزان، زينت ملامح روز ابتسامة خبيثة وهي تقول:
فتاة غبية، لم يكن من المفترض أن تقولي هذا السر لي.

في الملهى.

كان مارك يجلس في الزاوية، يتناول مشروبه المفضل.

اقتربت منه فتاة رائعة الجمال، جلست بالقرب منه، ثم قالت له بابتسامة مغرية:
هل تطلب لي مشروبًا؟

كان ينتظر فتاة أخرى، تعرف إليها منذ شهرين، هذه الفتاة كانت تعشقه وتلبي له كل طلباته، ولكن هو ليس مخلصًا لأي فتاة، وليس لديه مانع في تلبية نداء تلك الفتاة.

قال لها مارك:
ليس هنا، ولكن في المنزل.

قالت له الفتاة بابتسامة:
المشروب في منزلي أنا، موافق.

ابتسم مارك وهو يقول:
موافق، هيا بنا.

ثم تناول يد الفتاة، ولكن قبل أن يتحرك، نادت عليه الفتاة التي كان ينتظرها:
مارك، أين أنتَ ذاهب؟

قال لها ببرود:
كما ترين سوف أغادر، اذهبي إلى العمل، لم أعد بحاجة لكِ اليوم، لاحقًا يا حبيبتي.

قالت له الفتاة اللعوب:
هيا بنا عزيزي، سوف نستمتع كثيرًا معًا، وليس مع هذه المملة، اسمي مارلين.

وفي منزلها، جلس مارك على الكرسي، ينتظر مارلين تأتي له بالمشروب.

أتت مارلين، ثم قالت له:
تفضل يا عزيزي المشروب، هذا الشراب لا يعد لأي شخص، سوف يعجبك كثيرًا.

قال لها مارك:
متيقِّن من ذلك.

ثم شرب المشروب كله على دفعة واحدة، فقالت له:
ما رأيك، هل أعجبك؟

قال لها:
أعجبني كثيرًا.

ثم أشار لها لكي تقترب منه، قال لها:
اجلسي بجواري.

عندما جلست بالقرب منه، قالت:
من هذه الفتاة التي رأيتها في الملهى؟

قال لها بضيق:
هذا ليس الوقت المناسب، عزيزتي هناك أشياء أهم من تلك النكرة.

قالت له بابتسامة:
لا مانع لدي من بعض الحديث قبل اللعب والمرح.

قال لها مارك:
حسنًا.

ثم بدأ مارك في الكلام، حتى شعر بالرغبة في النوم، قال لها وهو يتثاءب:
لماذا أريد النوم؟

ابتسمت له وهي تقول:
استرخي عزيزي، لن تشعر بشيء، لن تشعر بأي ألم.

قال لها بوهن:
ماذا تقولين؟

قالت له بنبرة مرعبة:
ببساطة سوف تموت، هذا المطلوب كله.


في اليوم التالي، وفي قصر العراب.

فتحت روز عينيها في الصباح، لتجد العراب جالسًا بالقرب منها، على حافَة السرير، والهاتف في متناول اليد.

عندما نهضت قالت له:
أشعر بالخوف عندما أكون وحدي يا حبيبي.

حدق بها فترة طويلة ثم قال:
لقد انتهى الأمر، مارك مات على يد فتاة قابلها في الملهى، قاتلة مأجورة، ثم تم دفن جثته في الغابة، انتقمت من هذا اللقيط.

رفعت روز رأسها من على الوسادة، وحدقت إلى العراب، وقالت لنفسها، "ما أجمل هذا الشعور، الانتقام أجمل إحساس شعرت به."

أدارت وجهها بعيدًا عن العراب، وزينت وجهها ابتسامة منتصرة، وقالت لنفسها "هذه هو أول طعنة في قلب ليو، والعراب"

قالت له روز بابتسامة:
صباح رائع حبيبي.

قال لها العراب:
فعلًا صباح رائع، فلقد انتقمت لشرفي.

لم تشعر روز بهذا الكم من السعادة، منذ أن غادرت أختها الحياة، كما لو أن الهواء قد عاد إلى رئتيها، بعد ما فعلته مع ليو والعراب

أخيرًا تحققت الضربة الأولى في هذه العائلة، كانت هذه البداية فقط، لم تشعر بأي ذنب بشأن مارك، فهذا اللقيط يستحق ذلك.

وأجمل شيء في القصة، هو أن والده الذي قتله، عرفت منذ البداية أن هذا سيحدث، العراب لم يحب مارك أبدًا، عندما كان طفل طرده العراب من المنزل، عندما لم يطع كلامه.

لكن ليو أعاده إلى القصر عندما كان طفلاً، وأجبر العراب على معاملته جيدًا، لكنه لم يحبه أبدًا.

أفعال مارك لم تساعد والده على حبه، العراب لم يحب أي طفل من أطفاله، هو لا يحب سوى نفسه، عائلة غريبة، وأيضًا عَلاقة غريبة تجمع بين الأب والأبناء، ما هذا الزمن الغريب الذي يقتل فيه الأب ابنه والعكس؟

قالت له روز:
هل أنتَ جائع حبيبي؟

قال لها:
نعم عزيزتي، جائع بشدة.

قالت لها بابتسامة ساحرة:
بمناسبة هذه المناسبة السعيدة، سوف أحضر لكَ الإفطار بنفسي.

قال لها العراب:
أحبك كثيرًا ملكتي.

ردت عليه روز بابتسامة:
وأنا أيضًا حبيبي.

خرجت روز من الغرفة، ونزلت إلى المطبخ، الذي كان فارغًا في هذا الوقت من اليوم، وأخذت تحضر الطعام وهي تغنى وترقص مع نفسها، توقفت روز عن الحركة، عندما شعرت بالخطر.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي