الفصل الحادي والعشرون
عندما سمعت سوزان بمقتل شقيقها، كانت محطمة، كانت تحبه كثيرًا، ولم تستطع تصديق أنه لم يعد موجودًا، شعرت بالحزن والغضب والارتباك، لم تكن تعرف كيف ستمضي قدمًا من دونه.
جلست سوزان على حافة السرير، وهي تبكي:
لا أصدق أنه مات، شقيقي مارك قتل غدرًا.
جلس غرين بجوارها، ووضع يده على كتفها، ثم قال لها بنبرة مواسية:
أعدك عزيزتي، إنني سوف أجد قاتله ثم أقتله أمام عينيكِ.
رفعت سوزان رأسها إليه، نظرت إليه ورأت الصدق في عينيه، قالت له:
هل ستفعل ذلك من أجلي؟
أومأ برأسه وهو يقول لها:
نعم، سأفعل أي شيء من أجلكِ.
صمتوا لبضع ثوان، ثم سألها في النهاية:
هل تشعرين بالجوع؟ هل أحضر لكِ بعض الطعام؟
هزت سوزان رأسها وهي تقول بنبرة حزينة:
لا أشعر بالجوع، ولكن أشعر بالحزن الشديد.
قال غرين بنبرة مواسية:
الصبر عزيزتي.
نظرت سوزان إليه بحزن وهي تقول:
لا أعرف ماذا سأفعل بدون شقيقي، بالرغم من سمعته السيئة، إلا إنه كان دائمًا جيدًا معي، كان شقيقي دائمًا هو الشخص الذي يقف بجانبي، كان يحميني من المتنمرين في المدرسة.
أنا أعلم أن شقيقي ليس مثاليًا، كان يرتكب الكثير الأخطاء، وكان يمكن أن يكون مجنونًا في بعض الأحيان، ولكنه كان يحبني كثيرًا.
أخذت سوزان نفسًا عميقًا، ثم أكملت قائلة:
سأفتقده كثيرًا.
وضع غرين يده على كتفها وقال:
أنا آسف لموت شقيقك.
عرف غرين أن سوزان ستحتاج إلى بعض الوقت للتعافي من خسارتها، لكنه هنا من أجلها، وسوف يساعدها على تجاوز هذه الأوقات الصعبة.
أردف غرين قائلًا:
سأكون هنا من أجلكِ، أنا سأكون دائمًا معكِ.
أومأت سوزان رأسها وقالت:
شكرًا لكَ، غرين، كل يوم يمر ونحن معًا، اكتشف فيه أنكَ رقيق القلب.
ابتسم غرين وقال لها:
أنا سعيد لأنكِ قلتِ هذا الكلام.
-وأنا أيضًا.
قال غرين بابتسامة:
هل تعلمين أنكِ أول شخص يطلق عليّ رقيق القلب؟ لا تقولي هذا الكلام أمام أي شخص؛ حتى لا تهتز صورتي القاسية أمام أعين أعدائي.
-أنا سعيدة أنني أول شخص يقل لكَ هذا، أريد أن أطلب منكَ طلبًا صغيرًا، وأتمنى ألا تكسر بخاطري.
نهضت سوزان من فوق الفراش، وجلست على الأريكة، ونظرت إلى غرين، كان ينظر إليها بنظرة هادئة، وبدا أنه ينصت إلى كل ما تقوله.
لا تعلم لماذا أصبحت تشعر بالراحة مع غرين؟ أصبح يفهمها، وكان هنا من أجلها، يواسيها في وفاة شقيقها، كانت تشعر أنها يمكنها أن تعتمد عليه، وأنها يجب ألا تخاف منه.
أخذ غرين نفسًا عميقًا، ثم سأل:
ماذا تريدين أن تطلبي؟
نظرت سوزان إلى عيني غرين وقالت:
أريدك أن تذهب معي إلى القصر.
فُوجئ غرين من طلب سوزان، لكنه لم يتردد في الرد، وقال فورًا:
بالطبع سأذهب معك.
-شكرًا لكَ.
ثم نهضت من مكانها وعانقت سوزان غرين، وفي هذه اللحظة تبدد كل خوفها منه، وعلمت أنه سيكون دائمًا معها، وأنه سوف يساعدها على تجاوز أي شيء.
نظر غرين إلى سوزان في عينيها، وشعر بمشاعر غريبة تسري في جسده، لم يشعر بهذه الطريقة من قبل، شعر بالدفء والسعادة والراحة، شعر كما لو كان قد وجد شيئًا كان يبحث عنه دائمًا.
ابتعدت سوزان عن غرين وهي تشعر بالخجل، كانت تعلم أنها قد فعلت شيئًا ما كان يجب أن تفعله.
قالت له بصوت منخفض:
أريد الذهاب إلى القصر الآن.
رفع غرين حاجبيه وقال:
الآن؟.
أومأت سوزان رأسها، وقالت:
نعم، أريد أن أكون مع عائلتي.
تنهد غرين وقال لها:
لكنكِ مريضة، ما زلتِ في فترة النقاهة، وأنا لا أريد أن ترتفع درجة حرارتك مرة ثانية.
ردت سوزان:
لا يهمني، أريد أن أكون هناك.
نظر إليها غرين بتمعن، ثم قال لها:
حسنًا، سأذهب معكِ.
تنفست بعمق وهي تقول له:
شكرًا لكَ، غرين.
قال غرين لها:
لا أريدك شكرك الآن، ولكنه أريده بالطبع في وقت لاحق.
ثم وقف سريعًا وذهب إلى الحمام لأخذ دش، بينما ظلت سوزان جالسة على حافة السرير، تفكر في كلام غرين وماذا يقصد؟ وعندما تذكرت مارك؛ انهارت في البكاء.
بعد بضع دقائق، خرج غرين من الحمام مرتديًا ملابسه.
قال لها غرين:
أنا مُهَيَّأ للخروج، وأنتِ؟
ردت عليه سوزان بحزن:
حسنًا، سأجمع بعض الأشياء أولًا قبل ذهابي.
ثم وقفت وذهبت إلى خزانة ملابسها لجمع بعض الأشياء، في هذا الوقت كان غرين ينتظرها في خارج الغرفة، بعد بضع دقائق، خرجت سوزان وهي تمسك حقيبتها.
قالت سوزان له:
أنا جاهزة الآن، هيا إلى القصر.
رد عليها غرين:
حسنًا، لنذهب.
خرج غرين وسوزان من المنزل، وذهب كلاهما إلى قصر العراب، عندما وصلوا إلى القصر، دخل غرين وسوزان إلى الداخل، كان الجميع يجتمع في غرفة المعيشة.
سارعت سوزان إلى روز وبكت في أحضانها، كانت تشعر بالحزن الشديد لوفاة شقيقها مارك، لقد كان يبلغ من العمر خمس وعشرون عامًا فقط، وكان لديه كل حياته أمامه.
ربتت روز على ظهر سوزان، وقالت لها:
أنا آسفة لوفاة مارك، لقد كان رجلًا رائعًا.
بكت سوزان أكثر، وقالت:
أنا لا أصدق أنه ذهب، لقد كان كل شيء بالنسبة لي.
احتضنتها روز أكثر، وقالت لها وهي تمثل الحزن:
أنا هنا من أجلكِ، سأفعل أي شيء لأساعدك.
بكت سوزان لفترة أطول، ثم بدأت تهدأ، وقالت:
شكرًا لكِ، أنا لا أعرف ماذا كنت سأفعل بدونك.
قالت روز لها بنبرة رقيقة:
أنا هنا من أجلك، بأي شكل من الأشكال، إذا كنتِ بحاجة إلى أي شيء على الإطلاق، فقط أخبريني حبيبتي.
قالت سوزان لها:
شكرًا عزيزتي، أنا أقدر موقفك ذلك.
قالت لها روز:
أنا أعلم أنكِ تحبين شقيقك كثيرًا، وسيكون من الصعب التأقلم على ألم فقدانه، لكن تذكري أنه لن يُنسى أبدًا، وسيظل له مكان في قلوبنا.
وهي تشعر بالألم، قالت لها:
أعلم، ولكنِ محطمة بسبب قتله.
حاولت روز إخفاء ابتسامتها وهي تقول لها:
أنا هنا من أجلك، سوزان.
ابتسمت سوزان وعانقت روز مرة أخرى، كانت ممتنة لصديقتها التي كانت دائمًا هنا من أجلها.
كان غرين يقف إلى جانب سوزان، ثم نظر إلى العراب الذي كان جالسًا على كرسيه، وكأس المشروب في يديه، فقال غرين لنفسه، لماذا لا يبدو عليكَ الحزن على وفاة ابنك أيها العراب.
كان العراب رجلاً قاسيًا، ولم يكن يحب ابنه، كان دائمًا يعامله بقسوة، ولم يكن أبدًا سعيدًا به.
قطع غرين حديثهم:
أين ليو؟ لا أراه.
أشارت روز إلى غرفة المكتب، ثم قالت:
هناك، لم يخرج من مكتبه منذ عودته من الغابة.
قال لها غرين:
سوف أذهب إليه.
قبل أن يتحرك غرين، تحدث إلى العراب:
التعازي كلها في وفاة مارك.
رفع العراب رأسه، كانت ملامحه قاسية وهو يقول:
شكرًا لمجيئك.
ثم تحرك غرين إلى المكتب، طرق على الباب قبل الدخول.
كان ليو يجلس على مكتبه، وبمجرد أن رأه غرين قال له:
لقد سمعت عن موت شقيقك، كل التعازي لكَ.
جلس غرين في الكرسي المقابل، ثم أكمل قائلًا:
إنه أمر صعب، لقد سمعت الكثير عن مارك، قد كان رجلاً جيدًا.
كانت ملامح ليو خالية من الحياة، وهو يقول:
كان فعلًا جيدًا.
قال له غرين:
أريد أن أفعل لكَ كل ما بوسعي، للمساعدة في العثور على من فعل هذا.
نظر إليه ليو بتمعن، ثم قال بستهزاء:
لم أتوقع منكَ ذلك.
قال غرين بسخرية:
أنا أفعل ذلك من أجل سوزان، وليس من أجلك بالطبع.
ليو بنبرة باردة:
كنت أتوقع ردك هذا، أنا أريدك أن تجمع كل رجالك.
-ما الذي تريده من وراء هذا الطلب؟
-أنتَ عرضت عليَّ المساعدة، لذلك أريدك أنتَ شخصيًا أن تبحث عن قاتل مارك.
-أنا لست محققًا.
-لا احتاجك أن تكون محققًا، احتاجك أن تكون غرين.
تقابلت النظرات القاسية، قبل أن يسأل غرين:
ما الذي تقصده؟
نقر ليو بأصابعه على سطح المكتب، وهو يقول:
أقصد أنكَ تعرف كيف تجد الناس، أنتَ تعرف كيف تحصل على المعلومات، أنتَ محترف في هذه الأمور.
-كلامك هذا شهادة أعتز بها، ولكنِ سوف أحاول إيجاد قاتل مارك من أجل سوزان وليس من أجلك.
-لا أريدك أن تنطق كلمة سأحاول هذه مرة ثانية، أريد العثور على قاتل مارك اليوم قبل غد.
-حسنًا ليو، سأجد القاتل كن متيقِّناً من ذلك.
نظر إليه ليو وهو يقول:
أريدك أن تثبت لي أن الكلام الذي قيل عنكَ صحيح، وليس مجرد كلام.
قال غرين بسخرية:
ليس عليكَ شكري.
تجاهل ليو سخريته، وهو يقول له:
أعرف إنكَ ستفعل كل ما في وسعك للعثور على القاتل.
أوما غرين برأسه وهو يقول:
سأفعل، سأذهب الآن.
قال ليو:
حسنًا.
قبل أن يغادر، قال غرين:
سأكون على اتصال دائمًا بك.
ثم غادر غرين الغرفة، أخذ ليو نفسًا عميقًا، ثم قال:
سأفعل كل ما في وسعي للعثور على قاتلك يا مارك، سوف أنتقم من قاتلك.
رفع ليو رأسه، عندما دلف العراب إلى الداخل، قال العراب له:
ماذا كان يفعل غرين هنا؟ عن ماذا كنتما تتحدثان؟
تجاهل ليو الرد على كلامه، وهو يقول له:
كيفَ يمكنكَ أن تكون بهذه البرودة؟ أخي قُتل، وكأنكَ لا تهتم.
رد العراب بهدوء:
أنا أهتم، لكنني لا أستطيع أن أسمح لمشاعري الخاصة بالظهور إلى العلن، العمل أهم من المشاعر، والآن الصفقة الجديدة تحتاجك.
صاح ليو بقسوة:
قُتل ابنك، مارك أهم من مليون صفقة.
قال العراب بهدوء:
هذا دائمًا يحدث في عالمنا، ليو، الناس يموتون.
قال ليو بغضب:
هذا ليس صحيحًا، يجب ألا يموت شخص من العائلة.
العراب بنبرة لا مبالية:
هذا هو عالمنا الحقيقي، ويجب عليكَ تقبل وفاة مارك، هذا يحدث دائمًا في عالم المافيا.
ضرب ليو على سطح المكتب وهو يقول:
أعلم أن موت مارك لم يؤثر بك، ولم يحرك شعرة واحدة من رأسك، وأنكَ سوف تترك حقه، لكن أنا سأقاتل حتى أجد من قَتَلَ مارك، وسأجعله يدفع الثمن غاليًا.
قال العراب:
أنتَ تضييع وقتك، ليو.
هتف ليو بانفعال:
سأجد قاتل أخي، أنا لن أتوقف عن البحث حتى أجده.
العراب بنبرة لا مبالية:
كما تشاء، لكن لا تلوم إلا نفسكَ إذا انهار العمل، وضاعت منا الصفقات.
قال غرين له:
لا يهمني خسارة ألف صفقة في سبيل إيجاد القاتل.
العراب قال لنفسه، أعرف أنكَ ستفعل ذلك، وأعرف أنكَ لن تنجح.
وفي مكان آخر.
كانت كاتي ومارلين واقفتين في غرفة صغيرة، مليئة بالأثاث الخشبي الداكن، كانت كاتي تنظر إلى مارلين بنظرة غاضبة، بينما كانت مارلين تنظر إليها بنظرة باردة.
قالت كاتي بغضب:
أعرف أنكِ قتلتِ مارك.
ردت عليها مارلين بنبرة لا مبالية:
أنا آسفة، لكنني لا أعرف ما تتحدثين عنه.
ضربت كاتي الطاولة بكف يديها وهي تشعر بغضب شديد، ثم قالت لها:
لا تكذبي عليَّ، لقد رأيتك معه قبل أن يقتل.
ابتسمت مارلين بمكر وهي تقول لها:
حسنًا، أنا اعترف، ولكنني فعلت ذلكَ من أجل مصلحتك.
سألت كاتي بانفعال:
مصلحتي؟ كيف يمكن أن يكون قتله في مصلحتي؟
-هو دائمًا يقتل عشيقاته، كان سيكون تهديدًا عليكِ، كان عليه أن يموت.
-مارك كان يعشقني، مستحيل أن يمسني بأي سوء، من دفع لكِ لقتله؟
-ممنوع إفشاء أسماء العملاء في هذه المهنة، إنه ميثاق المهنة.
-حسنًا، الآن أنا أهددك، إذا لم تخبريني من قتله، سأقتلك.
ضحكت مارلين، ثم قالت بسخرية:
لا يمكنك قتلي، أنا قاتلة مأجورة.
قالت كاتي لها:
لست خائفة منك.
قالت مارلين باستهزاء:
إذن، فأنتِ ميتة.
نظرت كاتي إلى مارلين، ثم إلى الغرفة المحيطة بها، كانت تعلم أنها في خطر، لكنها كانت مصممة على معرفة من قتل مارك.
قالت كاتي بإصرار:
سأعرف من قتل مارك.
ثم أخرجت مسدسًا من ملابسها، ثم قالت بنبرة مهددة:
سوف أقتلك أذا لم تخبريني بإسم القاتل.
ضحكت مارلين وهي تقول:
أنتِ سخيفة للغاية يا فتاة.
كاتي بغضب:
لن أكون سخيفة إذا كنتِ مكاني.
مارلين بنبرة لا مبالية:
أنا لا أخاف منكِ.
بعد لحظات من التفكير، قالت كاتي:
أنتِ مهمتك القتل؟ هذه وظيفتك أليس كذلك؟
سألتها مارلين:
ماذا تقصدين بكلامك هذا؟
قالت كاتي لها: أنا سأدفع لكِ لقتل قاتل مارك.
ابتسمت مارلين وهي تقول: هذا هو الكلام الجيد، كم ستدفعين من مال؟
قالت كاتي: سأدفع لكِ مليون دولار.
فتحت مارلين عينيها على مصراعيها، وهي تقول:
مليون دولار؟ هذا كثير جدًا.
-هذا ثمن قاتل مارك.
-حسنًا، سأفعلها، سأقتل قاتل مارك.
ابتسمت كاتي وقالت:
أعرف أنكِ ستفعلين ذلك.
ثم كتبت كاتي شيك بالمبلغ، ثم قالت لها:
هذا هو المبلغ الذي اتفقنا عليه.
قالت مارلين:
شكرًا.
سألت كاتي:
أريد معرفة اسم الشخص الذي سوف تقتليه.
ابتسمت مارلين وهي تقول:
فتاة ذكية، العراب هو قاتل مارك.
قالت كاتي بصدمة:
مستحيل، لماذا يقتل العراب ابنه؟
ردت عليها بنبرة لا مبالية:
السؤال ليس من شأني، مهمتي هي القتل فقط.
عندما استوعبت كاتي صدمة ما عرفت، قالت لها:
أريدك أن تقتلي العراب الليلة، قبل مراسم الدفن وبين الجميع، أريده أن يدفن مع مارك في اليوم نفسه.
قالت مارلين:
حسناً، كل كلامك سوف ينفذ، أنتِ الآن عميلة.
ثم ذهبت كاتي، وفي الخارج قالت لنفسها، سأجعلك تدفع ثمن ما فعلته لمارك.
وقت مراسم دفن مارك.
وقف الناس في حشد صغير حول القبر، يشاهدون النعش يهبط إلى الأرض، كانت كاتي تقف في الخلف، ووجهها مغطى بحجاب أسود، وعيناها تنظر إلى القبر بحزن شديد.
كانت مراسم دفن مارك حزينة، كان الجميع يشعرون بالحزن على فقدانه، كان العراب يقف في المقدمة، يلقي خطابًا.
قال العراب وهو يتصنع الحزن:
كان مارك ابني رجلًا يعتمد عليه، وسوف أتذكره دائماً.
حين كان العراب يلقي خطابه، كانت مارلين القاتلة المأجورة تقف في مكان بعيد، كانت تحمل بندقية بعيدة المدى، وكانت تستعد لإطلاق النار، عندما انتهى العراب من خطابه، بدأت الحشود في التشتت، كانت مارلين تنتظر الوقت المناسب لإطلاق النار.
عندما كان العراب على وشك الابتعاد، أطلقت مارلين النار، أصابت الرصاصة العراب في رأسه، وسقط على الأرض ميتًا.
كانت الحشود في حالة صدمة، قال أحد الحضور:
يا للهول، ماذا حدث؟
صرخ الجميع وركضوا بعيدًا، لكن مارلين لم تهتم، لقد أدت عملها، وغادرت في هدوء دون أن تنظر إلى الوراء.
كان العراب رجلًا قويًا، وكان يتمتع بنفوذ كبير في عالم الجريمة، وفاته سوف تكون ضربة كبيرة للعائلة.
جلست سوزان على حافة السرير، وهي تبكي:
لا أصدق أنه مات، شقيقي مارك قتل غدرًا.
جلس غرين بجوارها، ووضع يده على كتفها، ثم قال لها بنبرة مواسية:
أعدك عزيزتي، إنني سوف أجد قاتله ثم أقتله أمام عينيكِ.
رفعت سوزان رأسها إليه، نظرت إليه ورأت الصدق في عينيه، قالت له:
هل ستفعل ذلك من أجلي؟
أومأ برأسه وهو يقول لها:
نعم، سأفعل أي شيء من أجلكِ.
صمتوا لبضع ثوان، ثم سألها في النهاية:
هل تشعرين بالجوع؟ هل أحضر لكِ بعض الطعام؟
هزت سوزان رأسها وهي تقول بنبرة حزينة:
لا أشعر بالجوع، ولكن أشعر بالحزن الشديد.
قال غرين بنبرة مواسية:
الصبر عزيزتي.
نظرت سوزان إليه بحزن وهي تقول:
لا أعرف ماذا سأفعل بدون شقيقي، بالرغم من سمعته السيئة، إلا إنه كان دائمًا جيدًا معي، كان شقيقي دائمًا هو الشخص الذي يقف بجانبي، كان يحميني من المتنمرين في المدرسة.
أنا أعلم أن شقيقي ليس مثاليًا، كان يرتكب الكثير الأخطاء، وكان يمكن أن يكون مجنونًا في بعض الأحيان، ولكنه كان يحبني كثيرًا.
أخذت سوزان نفسًا عميقًا، ثم أكملت قائلة:
سأفتقده كثيرًا.
وضع غرين يده على كتفها وقال:
أنا آسف لموت شقيقك.
عرف غرين أن سوزان ستحتاج إلى بعض الوقت للتعافي من خسارتها، لكنه هنا من أجلها، وسوف يساعدها على تجاوز هذه الأوقات الصعبة.
أردف غرين قائلًا:
سأكون هنا من أجلكِ، أنا سأكون دائمًا معكِ.
أومأت سوزان رأسها وقالت:
شكرًا لكَ، غرين، كل يوم يمر ونحن معًا، اكتشف فيه أنكَ رقيق القلب.
ابتسم غرين وقال لها:
أنا سعيد لأنكِ قلتِ هذا الكلام.
-وأنا أيضًا.
قال غرين بابتسامة:
هل تعلمين أنكِ أول شخص يطلق عليّ رقيق القلب؟ لا تقولي هذا الكلام أمام أي شخص؛ حتى لا تهتز صورتي القاسية أمام أعين أعدائي.
-أنا سعيدة أنني أول شخص يقل لكَ هذا، أريد أن أطلب منكَ طلبًا صغيرًا، وأتمنى ألا تكسر بخاطري.
نهضت سوزان من فوق الفراش، وجلست على الأريكة، ونظرت إلى غرين، كان ينظر إليها بنظرة هادئة، وبدا أنه ينصت إلى كل ما تقوله.
لا تعلم لماذا أصبحت تشعر بالراحة مع غرين؟ أصبح يفهمها، وكان هنا من أجلها، يواسيها في وفاة شقيقها، كانت تشعر أنها يمكنها أن تعتمد عليه، وأنها يجب ألا تخاف منه.
أخذ غرين نفسًا عميقًا، ثم سأل:
ماذا تريدين أن تطلبي؟
نظرت سوزان إلى عيني غرين وقالت:
أريدك أن تذهب معي إلى القصر.
فُوجئ غرين من طلب سوزان، لكنه لم يتردد في الرد، وقال فورًا:
بالطبع سأذهب معك.
-شكرًا لكَ.
ثم نهضت من مكانها وعانقت سوزان غرين، وفي هذه اللحظة تبدد كل خوفها منه، وعلمت أنه سيكون دائمًا معها، وأنه سوف يساعدها على تجاوز أي شيء.
نظر غرين إلى سوزان في عينيها، وشعر بمشاعر غريبة تسري في جسده، لم يشعر بهذه الطريقة من قبل، شعر بالدفء والسعادة والراحة، شعر كما لو كان قد وجد شيئًا كان يبحث عنه دائمًا.
ابتعدت سوزان عن غرين وهي تشعر بالخجل، كانت تعلم أنها قد فعلت شيئًا ما كان يجب أن تفعله.
قالت له بصوت منخفض:
أريد الذهاب إلى القصر الآن.
رفع غرين حاجبيه وقال:
الآن؟.
أومأت سوزان رأسها، وقالت:
نعم، أريد أن أكون مع عائلتي.
تنهد غرين وقال لها:
لكنكِ مريضة، ما زلتِ في فترة النقاهة، وأنا لا أريد أن ترتفع درجة حرارتك مرة ثانية.
ردت سوزان:
لا يهمني، أريد أن أكون هناك.
نظر إليها غرين بتمعن، ثم قال لها:
حسنًا، سأذهب معكِ.
تنفست بعمق وهي تقول له:
شكرًا لكَ، غرين.
قال غرين لها:
لا أريدك شكرك الآن، ولكنه أريده بالطبع في وقت لاحق.
ثم وقف سريعًا وذهب إلى الحمام لأخذ دش، بينما ظلت سوزان جالسة على حافة السرير، تفكر في كلام غرين وماذا يقصد؟ وعندما تذكرت مارك؛ انهارت في البكاء.
بعد بضع دقائق، خرج غرين من الحمام مرتديًا ملابسه.
قال لها غرين:
أنا مُهَيَّأ للخروج، وأنتِ؟
ردت عليه سوزان بحزن:
حسنًا، سأجمع بعض الأشياء أولًا قبل ذهابي.
ثم وقفت وذهبت إلى خزانة ملابسها لجمع بعض الأشياء، في هذا الوقت كان غرين ينتظرها في خارج الغرفة، بعد بضع دقائق، خرجت سوزان وهي تمسك حقيبتها.
قالت سوزان له:
أنا جاهزة الآن، هيا إلى القصر.
رد عليها غرين:
حسنًا، لنذهب.
خرج غرين وسوزان من المنزل، وذهب كلاهما إلى قصر العراب، عندما وصلوا إلى القصر، دخل غرين وسوزان إلى الداخل، كان الجميع يجتمع في غرفة المعيشة.
سارعت سوزان إلى روز وبكت في أحضانها، كانت تشعر بالحزن الشديد لوفاة شقيقها مارك، لقد كان يبلغ من العمر خمس وعشرون عامًا فقط، وكان لديه كل حياته أمامه.
ربتت روز على ظهر سوزان، وقالت لها:
أنا آسفة لوفاة مارك، لقد كان رجلًا رائعًا.
بكت سوزان أكثر، وقالت:
أنا لا أصدق أنه ذهب، لقد كان كل شيء بالنسبة لي.
احتضنتها روز أكثر، وقالت لها وهي تمثل الحزن:
أنا هنا من أجلكِ، سأفعل أي شيء لأساعدك.
بكت سوزان لفترة أطول، ثم بدأت تهدأ، وقالت:
شكرًا لكِ، أنا لا أعرف ماذا كنت سأفعل بدونك.
قالت روز لها بنبرة رقيقة:
أنا هنا من أجلك، بأي شكل من الأشكال، إذا كنتِ بحاجة إلى أي شيء على الإطلاق، فقط أخبريني حبيبتي.
قالت سوزان لها:
شكرًا عزيزتي، أنا أقدر موقفك ذلك.
قالت لها روز:
أنا أعلم أنكِ تحبين شقيقك كثيرًا، وسيكون من الصعب التأقلم على ألم فقدانه، لكن تذكري أنه لن يُنسى أبدًا، وسيظل له مكان في قلوبنا.
وهي تشعر بالألم، قالت لها:
أعلم، ولكنِ محطمة بسبب قتله.
حاولت روز إخفاء ابتسامتها وهي تقول لها:
أنا هنا من أجلك، سوزان.
ابتسمت سوزان وعانقت روز مرة أخرى، كانت ممتنة لصديقتها التي كانت دائمًا هنا من أجلها.
كان غرين يقف إلى جانب سوزان، ثم نظر إلى العراب الذي كان جالسًا على كرسيه، وكأس المشروب في يديه، فقال غرين لنفسه، لماذا لا يبدو عليكَ الحزن على وفاة ابنك أيها العراب.
كان العراب رجلاً قاسيًا، ولم يكن يحب ابنه، كان دائمًا يعامله بقسوة، ولم يكن أبدًا سعيدًا به.
قطع غرين حديثهم:
أين ليو؟ لا أراه.
أشارت روز إلى غرفة المكتب، ثم قالت:
هناك، لم يخرج من مكتبه منذ عودته من الغابة.
قال لها غرين:
سوف أذهب إليه.
قبل أن يتحرك غرين، تحدث إلى العراب:
التعازي كلها في وفاة مارك.
رفع العراب رأسه، كانت ملامحه قاسية وهو يقول:
شكرًا لمجيئك.
ثم تحرك غرين إلى المكتب، طرق على الباب قبل الدخول.
كان ليو يجلس على مكتبه، وبمجرد أن رأه غرين قال له:
لقد سمعت عن موت شقيقك، كل التعازي لكَ.
جلس غرين في الكرسي المقابل، ثم أكمل قائلًا:
إنه أمر صعب، لقد سمعت الكثير عن مارك، قد كان رجلاً جيدًا.
كانت ملامح ليو خالية من الحياة، وهو يقول:
كان فعلًا جيدًا.
قال له غرين:
أريد أن أفعل لكَ كل ما بوسعي، للمساعدة في العثور على من فعل هذا.
نظر إليه ليو بتمعن، ثم قال بستهزاء:
لم أتوقع منكَ ذلك.
قال غرين بسخرية:
أنا أفعل ذلك من أجل سوزان، وليس من أجلك بالطبع.
ليو بنبرة باردة:
كنت أتوقع ردك هذا، أنا أريدك أن تجمع كل رجالك.
-ما الذي تريده من وراء هذا الطلب؟
-أنتَ عرضت عليَّ المساعدة، لذلك أريدك أنتَ شخصيًا أن تبحث عن قاتل مارك.
-أنا لست محققًا.
-لا احتاجك أن تكون محققًا، احتاجك أن تكون غرين.
تقابلت النظرات القاسية، قبل أن يسأل غرين:
ما الذي تقصده؟
نقر ليو بأصابعه على سطح المكتب، وهو يقول:
أقصد أنكَ تعرف كيف تجد الناس، أنتَ تعرف كيف تحصل على المعلومات، أنتَ محترف في هذه الأمور.
-كلامك هذا شهادة أعتز بها، ولكنِ سوف أحاول إيجاد قاتل مارك من أجل سوزان وليس من أجلك.
-لا أريدك أن تنطق كلمة سأحاول هذه مرة ثانية، أريد العثور على قاتل مارك اليوم قبل غد.
-حسنًا ليو، سأجد القاتل كن متيقِّناً من ذلك.
نظر إليه ليو وهو يقول:
أريدك أن تثبت لي أن الكلام الذي قيل عنكَ صحيح، وليس مجرد كلام.
قال غرين بسخرية:
ليس عليكَ شكري.
تجاهل ليو سخريته، وهو يقول له:
أعرف إنكَ ستفعل كل ما في وسعك للعثور على القاتل.
أوما غرين برأسه وهو يقول:
سأفعل، سأذهب الآن.
قال ليو:
حسنًا.
قبل أن يغادر، قال غرين:
سأكون على اتصال دائمًا بك.
ثم غادر غرين الغرفة، أخذ ليو نفسًا عميقًا، ثم قال:
سأفعل كل ما في وسعي للعثور على قاتلك يا مارك، سوف أنتقم من قاتلك.
رفع ليو رأسه، عندما دلف العراب إلى الداخل، قال العراب له:
ماذا كان يفعل غرين هنا؟ عن ماذا كنتما تتحدثان؟
تجاهل ليو الرد على كلامه، وهو يقول له:
كيفَ يمكنكَ أن تكون بهذه البرودة؟ أخي قُتل، وكأنكَ لا تهتم.
رد العراب بهدوء:
أنا أهتم، لكنني لا أستطيع أن أسمح لمشاعري الخاصة بالظهور إلى العلن، العمل أهم من المشاعر، والآن الصفقة الجديدة تحتاجك.
صاح ليو بقسوة:
قُتل ابنك، مارك أهم من مليون صفقة.
قال العراب بهدوء:
هذا دائمًا يحدث في عالمنا، ليو، الناس يموتون.
قال ليو بغضب:
هذا ليس صحيحًا، يجب ألا يموت شخص من العائلة.
العراب بنبرة لا مبالية:
هذا هو عالمنا الحقيقي، ويجب عليكَ تقبل وفاة مارك، هذا يحدث دائمًا في عالم المافيا.
ضرب ليو على سطح المكتب وهو يقول:
أعلم أن موت مارك لم يؤثر بك، ولم يحرك شعرة واحدة من رأسك، وأنكَ سوف تترك حقه، لكن أنا سأقاتل حتى أجد من قَتَلَ مارك، وسأجعله يدفع الثمن غاليًا.
قال العراب:
أنتَ تضييع وقتك، ليو.
هتف ليو بانفعال:
سأجد قاتل أخي، أنا لن أتوقف عن البحث حتى أجده.
العراب بنبرة لا مبالية:
كما تشاء، لكن لا تلوم إلا نفسكَ إذا انهار العمل، وضاعت منا الصفقات.
قال غرين له:
لا يهمني خسارة ألف صفقة في سبيل إيجاد القاتل.
العراب قال لنفسه، أعرف أنكَ ستفعل ذلك، وأعرف أنكَ لن تنجح.
وفي مكان آخر.
كانت كاتي ومارلين واقفتين في غرفة صغيرة، مليئة بالأثاث الخشبي الداكن، كانت كاتي تنظر إلى مارلين بنظرة غاضبة، بينما كانت مارلين تنظر إليها بنظرة باردة.
قالت كاتي بغضب:
أعرف أنكِ قتلتِ مارك.
ردت عليها مارلين بنبرة لا مبالية:
أنا آسفة، لكنني لا أعرف ما تتحدثين عنه.
ضربت كاتي الطاولة بكف يديها وهي تشعر بغضب شديد، ثم قالت لها:
لا تكذبي عليَّ، لقد رأيتك معه قبل أن يقتل.
ابتسمت مارلين بمكر وهي تقول لها:
حسنًا، أنا اعترف، ولكنني فعلت ذلكَ من أجل مصلحتك.
سألت كاتي بانفعال:
مصلحتي؟ كيف يمكن أن يكون قتله في مصلحتي؟
-هو دائمًا يقتل عشيقاته، كان سيكون تهديدًا عليكِ، كان عليه أن يموت.
-مارك كان يعشقني، مستحيل أن يمسني بأي سوء، من دفع لكِ لقتله؟
-ممنوع إفشاء أسماء العملاء في هذه المهنة، إنه ميثاق المهنة.
-حسنًا، الآن أنا أهددك، إذا لم تخبريني من قتله، سأقتلك.
ضحكت مارلين، ثم قالت بسخرية:
لا يمكنك قتلي، أنا قاتلة مأجورة.
قالت كاتي لها:
لست خائفة منك.
قالت مارلين باستهزاء:
إذن، فأنتِ ميتة.
نظرت كاتي إلى مارلين، ثم إلى الغرفة المحيطة بها، كانت تعلم أنها في خطر، لكنها كانت مصممة على معرفة من قتل مارك.
قالت كاتي بإصرار:
سأعرف من قتل مارك.
ثم أخرجت مسدسًا من ملابسها، ثم قالت بنبرة مهددة:
سوف أقتلك أذا لم تخبريني بإسم القاتل.
ضحكت مارلين وهي تقول:
أنتِ سخيفة للغاية يا فتاة.
كاتي بغضب:
لن أكون سخيفة إذا كنتِ مكاني.
مارلين بنبرة لا مبالية:
أنا لا أخاف منكِ.
بعد لحظات من التفكير، قالت كاتي:
أنتِ مهمتك القتل؟ هذه وظيفتك أليس كذلك؟
سألتها مارلين:
ماذا تقصدين بكلامك هذا؟
قالت كاتي لها: أنا سأدفع لكِ لقتل قاتل مارك.
ابتسمت مارلين وهي تقول: هذا هو الكلام الجيد، كم ستدفعين من مال؟
قالت كاتي: سأدفع لكِ مليون دولار.
فتحت مارلين عينيها على مصراعيها، وهي تقول:
مليون دولار؟ هذا كثير جدًا.
-هذا ثمن قاتل مارك.
-حسنًا، سأفعلها، سأقتل قاتل مارك.
ابتسمت كاتي وقالت:
أعرف أنكِ ستفعلين ذلك.
ثم كتبت كاتي شيك بالمبلغ، ثم قالت لها:
هذا هو المبلغ الذي اتفقنا عليه.
قالت مارلين:
شكرًا.
سألت كاتي:
أريد معرفة اسم الشخص الذي سوف تقتليه.
ابتسمت مارلين وهي تقول:
فتاة ذكية، العراب هو قاتل مارك.
قالت كاتي بصدمة:
مستحيل، لماذا يقتل العراب ابنه؟
ردت عليها بنبرة لا مبالية:
السؤال ليس من شأني، مهمتي هي القتل فقط.
عندما استوعبت كاتي صدمة ما عرفت، قالت لها:
أريدك أن تقتلي العراب الليلة، قبل مراسم الدفن وبين الجميع، أريده أن يدفن مع مارك في اليوم نفسه.
قالت مارلين:
حسناً، كل كلامك سوف ينفذ، أنتِ الآن عميلة.
ثم ذهبت كاتي، وفي الخارج قالت لنفسها، سأجعلك تدفع ثمن ما فعلته لمارك.
وقت مراسم دفن مارك.
وقف الناس في حشد صغير حول القبر، يشاهدون النعش يهبط إلى الأرض، كانت كاتي تقف في الخلف، ووجهها مغطى بحجاب أسود، وعيناها تنظر إلى القبر بحزن شديد.
كانت مراسم دفن مارك حزينة، كان الجميع يشعرون بالحزن على فقدانه، كان العراب يقف في المقدمة، يلقي خطابًا.
قال العراب وهو يتصنع الحزن:
كان مارك ابني رجلًا يعتمد عليه، وسوف أتذكره دائماً.
حين كان العراب يلقي خطابه، كانت مارلين القاتلة المأجورة تقف في مكان بعيد، كانت تحمل بندقية بعيدة المدى، وكانت تستعد لإطلاق النار، عندما انتهى العراب من خطابه، بدأت الحشود في التشتت، كانت مارلين تنتظر الوقت المناسب لإطلاق النار.
عندما كان العراب على وشك الابتعاد، أطلقت مارلين النار، أصابت الرصاصة العراب في رأسه، وسقط على الأرض ميتًا.
كانت الحشود في حالة صدمة، قال أحد الحضور:
يا للهول، ماذا حدث؟
صرخ الجميع وركضوا بعيدًا، لكن مارلين لم تهتم، لقد أدت عملها، وغادرت في هدوء دون أن تنظر إلى الوراء.
كان العراب رجلًا قويًا، وكان يتمتع بنفوذ كبير في عالم الجريمة، وفاته سوف تكون ضربة كبيرة للعائلة.