الفصل الثاني والعشرون

لقد مر أسبوعان منذ وفاة مارك والعراب وهدأت الأمور قليلاً في القصر، لم ترَ ليو منذ هذا الوقت، وكانت آخر مرة رأته فيها كانت في مراسم الدفن، هو لم يعد إلى القصر منذ ذلك الحين.

لقد أصيب ليو بالجنون تمامًا، سمعت أنه قتل جميع أعداء عائلته، للاشتباه في أنهم قتلوا مارك والعراب، خبر انتقامه المجنون يملأ الصحف والأخبار، الشرطة موجودة دائمًا في قصرهم، كانت عائلة العراب تدفع للشرطة مبالغ طائلة من المال، لتغض الطرف عن جرائم ليو الوحشية.

سوزان باستفسار موجه إلى روز وهي يبدو عليها الخوف:
هل تعتقدين أن ليو سيكون على ما يرام؟ لم أره منذ ما حدث، أنا خائفة جدًا عليه.

ردت عليها روز بثقة:
إنه ليو، سيكون على ما يرام، لا تقلقي.

قالت سوزان بحزن:
إنه كل ما تبقى لي من العائلة، أنا أعرفه، الجميع يقول إنه وحش، لكنه ليس كذلكَ، يفعل هذه الأشياء الفظيعة لأن قلبه يشعر بألم شديد، لم يكن مارك شقيق ليو فقط، لقد كان مثل الأبُ بالنسبة له، لم يكن العراب أبًا لنا أبدًا، لكن ليو كان سندًا للجميع، لقد أعطانا كل شيء، والآن يلوم نفسه على ما حدث.

قالت روز بمكر:
أنا أعلم كل هذا حبيبتي.

صاحت سوزان:
لقد أحرقوا روح ليو، هو الآن يتعذب.

قالت روز لها:
قلنا إننا لن نبكِ من الآن فصاعدًا، تعالِ وخذي دواءك، ونالي قسط من النوم، وكل شيء سيكون على ما يرام، الوقت يداوي كل جرح.

سألت سوزان:
هل رأيت ليو منذ مراسم الدفن؟

هزت روز رأسها، وهي تقول لها:
لقد حاولت كل يوم مقابلة ليو، لكنه رفض مقابلتي، حاولي أنتِ التحدث إليه يا سوزان.

قالت لها سوزان بنبرة حزينة:
حتى أنا فشلت في رؤيته.

صمتت سوزان عدة ثواني، قبل أن تقول بأمل:
أنتِ الوحيدة التي تجرؤ على التحدث إليه، لقد فعلتِ ذلك دائمًا، أرجوك يا روز، أنا لست غبية، أنا رأيت كيف ينظر إليكِ ليو، عينيه تبتسم فقط عندما يلمحك.

قالت روز بغضب:
هذا الكلام ليس مناسبًا، لا تنسي أنني زوجة أبيك.

قالت سوزان:
بل أرملة أبي، ليو كان دائمًا يشتعل غيرة عندما يراك مع والدي، أنا لست غبية، روز، لطالما اعتقدت أن ليو ليس لديه قلب، لكن في كل مرة أراه يحدق بكِ من بعيد، أعرف أنني لست مخطئة في إحساسي هذا.

ابتلعت روز، وشعرت بقليل من الألم في قلبها وهي تقول:
أذهبي إلى منزل زوجك، سنتحدث في الصباح، تصبحين على خير.

عندما غادرت سوزان، وبخت روز نفسها، أنا سئمت من التظاهر بالحزن وعدم الشعور بالذنب، على ما يبدو لقد فقدت إنسانيتي.

وأكثر ما أرعبها هو قلبها الممزق من أجل ليو، وكأنها تشعر بما يؤلمه داخلها، إنها تفكر فيه كل ثانية، ماذا يفعل؟ هل هو بخير؟ هل هو حزين؟

قالت بصوت متألم:
لقد تعبت من تجاهل ما يحدث لقلبي، يجب تدمير هذه العائلة بسرعة.

في وقت لاحق من اليوم، في منزل غرين.

كان غرين يجلس في غرفة المعيشة، يفكر في زوجته، كان يشعر بالذنب لأنه كان قاسيًا معها في بداية تعارفهم، كان يعلم أنه يحتاج إلى أن يكون لطيفًا معها، إذا كان يريد أن ينل حبها.

نهض غرين عن الأريكة وذهب إلى المطبخ، فتح الثلاجة وأخذ زجاجة المشروب، ثم ذهب إلى غرفة سوزان، طرق على الباب، ثم دلف إلى الداخل.

قال لها غرين فورًا:
أريد أن أتحدث إليكِ عزيزتي.

نظرت له بفضول، ثم قالت:
ماذا تريد أن تقول؟

جلس غرين على الأريكة، ثم أشار إلى سوزان، قال لها:
تعالِ اجلسي بجواري.

عندما جلست سوزان أمامه، قال على الفور:
أنا آسف لأنني كنت قاسيًا معك قبل الزواج، كنت غاضبًا منكِ بسبب ما فعلتيه عند البحيرة، لكن هذا لم يكن عذرًا لجعلك تتزوجين مني رغمًا عنك.

ابتسمت سوزان، وهي تقول له:
أنا آسفة أيضًا، لقد كنت مجنونة، كان يجب أن أتصرف ببعض العقلانية، لم يكن من المفترض أن أصفعك.

أمسك غرين بيد سوزان، ثم قال لها:
أريد الاعتراف لكِ بشيء هام.

سألته وهي تبتسم:
وما هو هذا الأمر المهم؟

قال لها غرين:
أنا أحبك زوجتي.

ابتسمت سوزان له، وقالت بنبرة خجل:
وأنا أيضًا أحبك.

صاح غرين ببهجة:
أنا سعيد جدًا.

ثم قبل غرين سوزان، كانت قبلة رومانسية، وبعدها مباشرة قال لها:
انتظري هنا، لكِ عندي مفاجأة؛ بمناسبة هذا الاعتراف الجميل.

ثم غادر غرين الغرفة، قرر غرين أن يفاجئ سوزان بشيء مميز، أتصل غرين بصديقه ريد وقال له:
أريد باقة من الزهور، وإعداد عشاء رومانسي في اقل من ساعة.

قال لها ريد:
سوف يتم تنفيذ ما قلتِ على الفور.


في قصر العراب، وفي غرفة روز.

استلقت روز على الفراش، ونظرت إلى المرآة التي توجد في السقف، كانت تشعر بالتعب، لكنها كانت أيضًا مليئة بالرضا لقد تخلصت أخيرًا من العراب ومارك، والآن لم يتبق سوى ليو وسوزان، كان انتقامها يقترب من نهايته.

كانت تفكر في شقيقتها طيلة الوقت، لقد كانت قريبة جدًا منها، لقد دمرها موتها، كانت تقسم أنها ستحصل على العدالة من عائلتهم، ولقد فعلت ذلك.

لقد عرفت أن ذلكَ لن يكون سهلاً، لكنها كانت مستعدة للقيام بذلك، لقد تدربت لعدة سنوات، وكانت مستعدة لمواجهة أي شيء.

كانت تعرف أنها إذا قتلت ليو وسوزان، فستكون قد انتهت من انتقامها، ستكون قد قضت على العائلة، وستتمكن من المضي قدمًا بحياتها.

أخذت نفسًا عميقًا، وقالت بابتسامة شريرة:
أنا مستعدة.

خرجت من غرفتها ونزلت إلى الطابق السفلي، كانت تخطط للذهاب إلى منزل سوزان وتقتلها ثم تذهب إلى ليو وتقتله هو أيضًا.

عندما وصلت إلى منزل سوزان، كانت تشعر بالتوتر، لكنها كانت أيضًا متحمسة، وقالت:
أنتِ على وشك إنهاء انتقامك، روز.

دقت على الباب، وانتظرت بضع ثوانٍ، فتحت سوزان الباب.

عندما رأت روز، عيناها اتسعت بفضول، وهي تقول لها:
روز! ماذا تفعلين هنا في هذا الوقت من الليل؟

قالت روز بنبرة باردة:
جئت لأقتلك.

كانت سوزان في حالة صدمة، لم تكن تصدق أن روز ستفعل ذلك، قالت لها:
لماذا؟ ماذا فعلت لكِ؟

قالت روز:
قتلتي أختي، وسأقتلك.

ابتسمت سوزان، وهي تقول لها:
في نهاية المطاف أنتِ علمتِ الحقيقة، ولكنكِ لن تستطيعِ فعل ذلك، أنا لست وحدي.

قالت روز:
أنا أعلم، لا يوجد سوى الخدم في منزلك، وأنا لست وحدي أيضًا.

كانت هناك أصوات في الخلفية، ثم دخل الرجال إلى الغرفة، كانوا فقط الأشخاص الذين يعملون في المنزل، وكانوا ينظرون إلى روز.

قالت سوزان:
لا يمكنكِ قتلي أنتِ بمفردك، وأنا معي رجالي.

قالت روز لها:
وأنا أيضًا لست وحدي، لقد جاء أصدقائي لمساعدتي، أصدقائي من المشردين.

دخل رجال روز إلى الغرفة، وكانوا جميعًا مسلحين، كانت سوزان محاطة الآن بالأعداء.

قالت روز:
لا جدوى، استسلمي، رجالك عبارة عن مجموعة من الخرفان الخائفة، عديمة الجدوى.

قالت سوزان:
لن أستسلم، سأقاتلك.

قالت روز:
هذا خيارك، لكنكِ في نهاية الأمر سوف تموتين.

سحبت روز مسدسها ووجهته نحو سوزان، أطلقت النار، وسقطت سوزان على الأرض ميتة.

نظرت روز إلى الرجال الآخرين، وقالت بنبرة مرعبة:
من التالي؟

لم يتحرك أحد، كانوا جميعًا خائفين.

قالت روز:
لا أحد يريد التكلم، حسنًا، سأبدأ بكَ يا صاحب الزي الأزرق.

وجهت مسدسها نحو الرجل الأول، وقالت بنبرة هستيرية:
من التالي؟ من تريده أن يموت أولًا.

الرجل كان يبكي وهو يقول:
أنا لا أعرف، أنا فقط أعمل هنا.

ثم وجهت مسدسها نحو الرجل الثاني، وقالت:
من التالي؟ لا أحد؟

قال الرجل بنبرة خائفة:
أرجوكِ، لا تقتليني، أنا لم أفعل شيئًا لكِ.

ألقت سوزان المسدس على الأرض، ثم خرجت من المنزل، كانت تسير ببطء وثبات، هي تعلم أن الوقت قد حان، لقد اقتربت نهاية انتقامها.


وقفت روز أمام باب منزل ليو، أخذت نفسًا عميقًا وطرقت على الباب.

بعد لحظات، فتح ليو الباب، نظر إلى روز بدهشة ثم قال لها:
روز؟ ماذا تفعلين هنا؟

قالت روز بنبرة حازمة:
أنا جئت من أجل الانتقام.

اتسعت عيني ليو بصدمة، وهو يقول لها:
أنتِ ماذا؟

قالت روز بجنون:
أنتَ قتلتِ شقيقتي، والآن سأقتلك.

حاول ليو التحدث، لكن روز دلفت إلى الداخل بسرعة، وأغلقت الباب خلفها، ثم اتجهت نحو ليو، وهي تحمل سكينًا في يدها.

صرخ ليو:
روز، توقفي!

روز بحزم:
لا، سوف أقتلك.

رفعت روز السكين ووجهتها نحو ليو، تراجع ليو إلى الخلف، لكنه لم يستطع الهروب منها.

قال ليو لها :
روز، أنا آسف! لم أتعمد قتل شقيقتك.

روز بقسوة:
الإعتذار هذا جاء متأخر جدًا.

ثم طعنت روز ليو في قلبه، سقط ليو على الأرض، ونزف حتى الموت.

وقفت روز فوق ليو، وهي تنظر إلى جثته، وقالت بهستيرية:
لقد فعلتها، لقد انتقمتِ لكِ شقيقتي، انتهى الأمر.

خرجت روز من المنزل وسارت بعيدًا، لقد تركت وراءها ليو ومارك وسوزان والعراب، لقد كانت السبب في موتهم.

كانت روز تشعر الآن بالرضا، لقد عاشت حياتها كلها في خوف، لكن الآن هي حرة، لقد انتقمت لموت شقيقتها، والآن يمكنها العيش بسلام.

استيقظت روز من نومها، كانت تتنفس بسرعة، وقالت لنفسها، "كان هذا مجرد حلم."

جلست روز على السرير، تنظر إلى السقف، كانت تشعر بالارتباك، وقالت وهي تتنفس بحدة:
ما الذي حدث لكِ؟ وما هذا الحلم الغريب؟ ليو لم يكن ليتوسل أبدًا.

كانت تحلم أنها قتلت ليو وسوزان، لكنها الآن كانت مستيقظة، ولم يكن أي منهما ميتًا.

قامت من السرير وذهبت إلى الحمام، نظرت في المرآة، كانت تبدو مختلفة، لم تتعرف إلى نفسها.

خرجت من الحمام وذهبت إلى غرفة المعيشة، جلست على الأريكة ونظرت إلى التلفاز، لكنها لم تتمكن من التركيز على ما كان يحدث، كانت تفكر في الحلم فقط.

في منزل غرين.
وضع غرين الزهور على طاولة الطعام، ثم وضع الطعام في الفرن؛ حتى يسخن قليلًا، ثم ذهب إلى غرفة سوزان ووجدها نائمة.

ابتسم غرين وغطى سوزان بالغطاء، ثم خرج من الغرفة وذهب إلى غرفة المعيشة، جلس على الأريكة وأخذ نفسًا عميقًا، كان سعيدًا لأن سوزان كانت في حياته.

رن الجرس، نهض غرين وفتح الباب، كان هناك رجل يقف في الباب.

سأل الرجل: هل أنتَ غرين؟

قال غرين: نعم، هو أنا.

-أنا من شركة التوصيل، هذا لكَ.

مَدّ الرجل يديه وأعطى غرين صندوقًا، أخذ غرين الصندوق من الرجل، وقال له:
شكرًا لكَ.

أغلق غرين الباب وذهب إلى غرفة المعيشة، فتح الصندوق ووجد فيه هدية سوزان التي طلبها من ريد، كانت هدية جميلة.

ابتسم غرين وذهب إلى غرفة سوزان، دخل الغرفة ووجد سوزان مستيقظة.

سألت سوزان:
ماذا هذا؟

قال غرين:
إنها هدية لكِ حبيبتي.

ابتسمت سوزان، ثم قالت:
أنا متيقِّنة أن الهدية ستكون رائعة.

فتحت سوزان الهدية ووجدت فيها فستانًا جميلًا، قالت له بنبرة سعيدة:
أحببته كثيرًا.

عانق غرين سوزان، وقال لها:
أنا سعيد لأنكِ أحببتِ الفستان.

قالت سوزان له:
أنا أحبك أيضًا.

قبل غرين سوزان، وكانت قبلة رومانسية، ثم قال لها:
لقد أعددت لنا العشاء، أرتدي هذا الفستان ثم قابليني في غرفة الطعام.

أومأت سوزان برأسها، ثم قالت له:
أعطني عشر دقائق وسأكون جاهزة.

كان العشاء رومانسيًا، تناولوا الطعام وتحدثوا وضحكوا، بعد العشاء، ذهب غرين وسوزان إلى غرفة المعيشة وجلسوا على الأريكة.

قالت سوزان له بابتسامة مرحة:
أريد أن أشكرك على الهدية.

قال لها غرين:
أردت أن أجعلك سعيدة.

ابتسمت سوزان، وهي تقول له:
أنتَ فعلًا تجعلني سعيدة.

عانق غرين سوزان، وهو يقول:
أنا سعيد لأنني أجعلك سعيدة.

ثم ذهب غرين وسوزان إلى الفراش، ناموا في أحضان بعضهما البعض، وكانوا سعداء حتى هذه اللحظة.


في قصر العراب.

ذهبت روز إلى الحمام لتغسل وجهها، بينما كانت تغسل وجهها، أخذت تفكر في الحلم من جديد.

بلعت ريقها وهي تقول:
كنت أقتل ليو وسوزان.

صمتت عدة ثواني، ثم قالت بضيق:
أنا لست سعيدة لأنه كان مجرد حلم، كنت أتمنى أن يكون هذا الحلم حقيقة.

خرجت روز من الحمام، وعادت إلى غرفة نومها، جلست على السرير وأخذت تنظر إلى السقف.

قالت روز:
يجب أن أفعل شيئًا حيال هذه العائلة، أو الباقي من هذه العائلة.

أخذت روز نفسًا عميقًا، وهي تقول:
سأبحث عن طريقة للحصول على العدالة لأختي، سوف أفعل كل ما في وسعي لأنتقم لموتك.

بعد ساعات من التفكير، وجدت روز فكرة شيطانية للتخلص من سوزان.

قالت روز بابتسامة ماكرة:
لقد وجدتها!

نهضت من مكانها وذهبت إلى النافذة، ثم نظرت إلى الخارج، ورأت الشمس تشرق.

قالت روز لنفسها:
اليوم هو يوم جديد.

أخذت نفسًا عميقًا وهي تقف أمام حوض غرفة الاستحمام، وبدأت في تنظيف أسنانها وغسلت وجهها، ثم ذهبت إلى المطبخ وصنعت لنفسها كوبًا من القهوة، جلست على الطاولة وشربت قهوتها، وعندما انتهت روز وقفت.

ثم ذهبت إلى الهاتف واتصلت بطبيبها، وحددت موعدًا معه.

وعندما انتهت من المكالمة، ذهبت إلى غرفة الملابس، لتختار ملابسها، وعندما أصبحت جاهزة، خرجت إلى الخارج.

وفي داخل العيادة.

أخبرت روز طبيبها عن الحلم الذي رأته، سمعها طبيبها بعناية، ثم قال لها: إنه مجرد حلم.

قالت له روز بملامح وجه عابسة:
أعرف، لكنني أشعر أنه يعني شيئًا ما.

قال الطبيب لها:
ربما يعني أنكِ تحتاجين إلى إيجاد طريقة أخرى للمضي قدمًا.

قالت له بنبرة باردة:
ليس هناك سوى حل واحد للمضي قدمًا، الانتقام.

قال الطبيب بضيق:
أنا السبب في غرس هذه الأفكار بداخلك، ولكنِ وقتها كنت أعيش ظروفاً نفسية صعبة، أليس هناك مجال لإصلاح هذا الضرر؟

هزت رأسها نافية، ثم قالت:
لا مجال أيها الطبيب، الانتقام هو الحل.

ثم غادرت روز عيادة الطبيب.

في وقت لاحق من اليوم.
كانت روز تقف في المطبخ، تنظر إلى كوب الشاي الخاص بها، وتفكر في هذه الخُطَّة التي توصلت إليها.

قالت روز بابتسامة ماكرة:
سوف أذهب إلى هنري وأقول له أن سبب انفصال سوزان عنه، هو غرين، وإنها تزوجت من غرين رغمًا عنها.

أنا أعلم أن هذا سيغضب هنري، وسوف يجعله يذهب للبحث عن سوزان، وبما أنه لا يعلم بمكان سوزان، فسوف أخبره أن يستعين بسلطته في الشرطة، لمعرفة مكان منزل غرين.

خرجت روز من المطبخ وذهبت إلى باب المنزل، فتحت الباب ونظرت إلى الخارج، كان الجو مشمسًا اليوم، وكان هناك عدد قليل من الأشخاص يتجولون في الشارع، كانت روز تأمل ألا يقابلها أحد عندما تذهب لرؤية هنري.

خرجت روز من المنزل وذهبت إلى منزل هنري، طرقت الباب، وفتح هنري الباب.

قالت روز له:
مرحبًا، هنري، هل يمكنني التحدث معكَ؟

قال هنري لها:
من أنتِ أولًا؟

ابتسمت وهي تقول له:
ليس من المهم أن تعرف من أنا، ولكن الذي يهم الآن الغرض من هذه الزيارة، أنا جئت لأخبرك بمكان سوزان.

قال هنري على الفور:
تفضلي بالدخول.

دخلت روز وجلس هنري على الأريكة، جلست روز في كرسي أمام الأريكة.

سأل هنري:
أين هي سوزان؟ لقد بحثت عنها كثيرًا ولم أجدها.

قالت له روز:
سوف أقول لكَ أين هي، ولكن أريدك أن توعدني أنك لن تخبر أي شخص عني.

قال لها هنري:
أقسم لكِ، أين هي حبيبتي؟

قالت روز له:
سوزان تزوجت من غرين.

تفاجأ هنري، ثم قال بنبرة مصدومة:
ماذا؟ تزوجت!

قالت روز:
نعم، تزوجت منه رغمًا عنها.

سألها هنري وهو يشعر بغضب شديد:
لماذا قبلت بهذا الزواج؟ إذًا هذا هو السبب في انفصالها وهروبها.

أخفت ابتسامتها الماكرة وهي تقول له:
سوزان أخفت عليكَ حقيقة هامة، هي من عائلة العراب، من المؤكد أنك سمعت عن هذه العائلة من قبل.

قال هنري بالصدمة:
بالطبع سمعت، أكبر عائلات المافيا.

قالت روز له:
كان هذا السبب الرئيسي في إنها تقطع علاقتها بك، وأيضًا إجبار والدها لها على الزواج من غرين.

-سوزان ليست من النوع الذي يخاف من أي شيء.

-هي لم تكن خائفة على نفسها، ولكن كنت خائفة عليكَ أنتَ، سوزان ضحت بنفسها من أجل حبها، من أجلكَ أنتَ يا هنري.

وقف هنري، وهو يقول بنبرة غاضبة
سأذهب إليها، سوف أنقذها من هذا الوحش.

قالت روز وهي تتصنع الخوف:
لا تذهب، إنه شخص خطر.

قال هنري لها:
لا يهم، سوف أخرجها من هذا المنزل.

خرج هنري من المنزل وترك روز وحدها، كانت روز تبتسم بشماتة وهي تشاهد مغادرة هنري، ثم قالت بسعادة:
هناك دماء سوف تسيل؟

ذهب هنري إلى منزل غرين، فهو عن طريق اتصال بسيط منه علم مكان المنزل، طرق الباب، لكن لم يرد عليه أحد، طرق الباب مرة أخرى، وفي المرة الثانية، الباب فتح على مصراعيه.

قالت له الخادمة:
ماذا تريد؟

قال لها هنري بهدوء:
أريد رؤية السيدة سوزان.

نظرت إليه الخادمة وهي تشعر بالريبة منه، فقالت له:
السيدة ليست في المنزل.

ثم أغلقت الباب على الفور.

هتف هنري بغضب:
أيتها اللعينة، سوف أتأكد بنفسي إذا كانت في المنزل أم لا.

ذهب هنري إلى جانب المنزل، ورأى نافذة مفتوحة، صعد هنري إلى النافذة ودخل المنزل، بحث هنري في المنزل عن سوزان، لكنه لم يجدها ذهب إلى الطابق العلوي، ووجد غرفة نوم سوزان، وأخذ يبحث في غرفة النوم على أي شيء يدل على المكان الذي توجَد فيه.

رأى قطعة من الورق، مكتوب عليها عنوان، فقال بنبرة أمل:
سوف أجدك هناك.

خرج هنري من المنزل وذهب إلى الشارع، وهو يشعر بغضب شديد، وأخذ يفكر في حبيبته التي ضحت بنفسها من أجله.

رأى سوزان، كانت تقف وَسْط المكتبة، ذهب هنري إلى سوزان ووقف أمامها.

قال لها هنري على الفور:
لماذا اختفيتِ؟

شعرت سوزان بالصدمة وهي ترَ هنري، قالت له بنبرة متوترة:
كيف وجدتني؟ من قال لكَ على مكاني؟

قال هنري بانفعال:
لقد سألتك سؤالاً، أليس لديك إجابة له؟

أخفت صدمتها بصعوبة وهي تقول له:
لقد أخبرتك من قبل أنا لا أريدك، لذلك اختفيت من حياتك، لا أريدك أن تلاحقني.

قال هنري بغضب:
أنتِ كاذبة، كل كلامك هذا كذب، أخبريني بالحقيقة كاملة.

قالت سوزان بتوتر: لا داعِ للصراخ هنا.

-إذًا أخبريني بالحقيقة، هل تزوجتي للحفاظ على حياتي؟

-سوف أخبرك كل شيء، ولكن دعنا نجلس أولًا في مكان بعيد عن الناس.


خرجت روز من منزل هنري وذهبت لمقابلة تلك الفتاة، واتفقت معها أن تذهب إلى غرين وتزرع الشك داخل قلبه.

وفي داخل مكتب غرين.

نظر غرين بفضول إلى الفتاة التي طلبت رؤيتها، ثم قال لها:
من أنتِ؟ وماذا تريدين؟

شعرت ساندي بالخوف من نظراته تلك، قالت له بتوتر:
اسمي ساندي، وأريد أن أتحدث إليك.

أشار لها غرين بالجلوس وهو يقول:
حسنًا، تفضلي .

جلست ساندي على الكرسي الذي يوجد أمام مكتب غرين.

سألها غرين:
ما الأمر، ساندي؟ لماذا طلبت رؤيتي؟

قالت ساندي له بخوف:
أريد أن أخبرك شيئًا، لكن أريدك أن توعدني أنكَ لن تغضب عليَّ بسبب كلامي.

زفر بقوة وهو يقول لها:
صبري أوشك على النفاذ، ما الأمر يا فتاة؟ تكلمي على الفور.

قالت ساندي على الفور:
سوزان تخونك.

نهض غرين من مكانه بسرعة، وقال لها بنبرة غاضبة:
هل جننت؟ سوف أقتلك على كلامك هذا.

قالت ساندي بهدوء مصطنع، فهي تكاد تموت من الخوف:
أنا لو لم أكن متيقِّنة من كلامي هذا، لم أكن لأقوله أبدًا، أنها تخونك مع حبيبها هنري.

قال غرين بغضب:
سوزان ليست من النوع الذي يخون أحدًا، غادري المكتب الآن قبل أن أقطع لسانك هذا.

ردت عليه ساندي بنبرة خائفة:
أنا لا أكذب عليكَ في أي كلمة قلتها لكَ، وأعلم أنني على حق.

صاح غرين بانفعال:
إلى الخارج ولا أريد رؤية وجهك في هذا المكتب مرة ثانية.

نهضت ساندي ولكن قبل أن تغادر قالت له:
هل تعلم لماذا قلت لكَ هذا؟ لأنني أكره الشخص الخائن مهما كانت علاقتي به، وهناك شيء آخر، هل تتذكر الحقيبة التي كادت تموت بسببها، هذه الحقيبة يوجد بها خاتم يثبت خيانتها لكَ.

ثم غادرت سندي المكتب، وفي مكان بعيد عن الشركة تلتقي روز وتخبرها بكل ما حدث مع غرين.

ابتسمت روز بشماتة وقالت لنفسها، "لم يتبقَ سوى شخص."

عندما غادرت ساندي المكتب، على الفور غادر غرين وذهب إلى المنزل.

في داخل غرفة سوزان، أخذ غرين يبحث عن الحقيبة حتى وجد ما يريد، ثم أفرغ جميع محتوياتها على الأرض، رأى هذا الخاتم، وعندما فحصها شاهد اسمين تم نحتهم من الداخل.

صاح غرين بغضب:
خائنة، أنا تغيرت من أجلك، لقد أحببتك.

جلس غرين في مكتب منزله، يفكر في سوزان كان يشعر بالغضب الشديد لأنها خانته، وأخذ يفكر في طريقة لمعاقبتها.

دخل ريد المكتب، وسأل غرين:
ما الأمر؟ لماذا طلبت رؤيتي على وجه السرعة؟

قال غرين بقسوة:
أريدك أن تأتي لي بشخص يدعى هنري ريتشارد، أريد أن يتم تقيده في الغابة.

لم يغادر ريد ولكنه ظل واقفًا، سأله غرين بانفعال:
لماذا لم تغادر وتنفذ المطلوب منكَ؟

تنحنح ريد قبل أن يقول:
هذا الشخص يجلس الآن مع سوزان، في مقهى قرب المكتبة العامة.

عندما سمع غرين كلامه، صاح بغضب:
ماذا قلت؟ ولماذا لم تخبرني بهذا الكلام قبل ذلك.

قال ريد له:
الشخص المكلف بمراقبتها أخبرني بهذا الكلام منذ عدة دقائق، وكنت قادمًا لإخبارك.

ابتسم غرين بقسوة وهو يقول له:
أريد كلاهما في الغابة الآن، أريد هنري مكبلاً في الشجرة.

في الغابة بعد ثلاثين دقيقة، كان هنري مقيدًا، وكان ينظر إلى غرين.

سأل هنري:
أين سوزان؟ لماذا قمت باختطافنا؟ أين حبيبتي سوزان؟

صاح غرين بغضب شديد:
سأقطع لسانك؛ إذا قلت كلمة حبيبتي مرة ثانية.

أدركته البصيرة، فقال له هنري فورًا:
هل أنتَ غرين؟

كانت ملامح غرين مرعبة وهو يقول:
أنا غرين أيها الخائن.

قال هنري بحدة:
أنا لست خائنًا، أنا أحب سوزان.

بنبرة مرعبة قال غرين له:
إذا نطقت هذه الكلمة مرة ثانية فسوف أقتلك.

ثم بدأ غرين بتعذيب هنري، وأخذ يضرب هنري بكلتا يديه العارية، كان هنري يصرخ من الألم، لكن غرين لم يتوقف عن ضربه.

كانت سوزان داخل السيارة على بعد عدة أمتار تشاهد ما يحدث، وبعد عدة محاولات تمكنت من الهروب.

كان هنري يشعر بالألم الشديد، كان مقيدًا بشجرة، وكان ينزف من جرحه، وعندما سمع صوتها، نظر إلى الأعلى، ورأى سوزان تقف أمامه.

صرخ هنري:
سوزان! اهربي.

غرين أمسك بيد سوزان بقسوة، مانعًا أيها أن تقترب من هنري، وقال لها بقسوة:
شاهدي حبيبك وأنا أقطعه أمام عينيك أيتها الخائنة، دورك سوف يأتي لاحقًا.

صاحت سوزان:
أترك هنري، أرجوك لا تؤذيه.

بالرغم من آلامه الشديد، صاح هنري:
لا تقترب منها.

ضحك غرين ضحكة مرعبة، ثم قال:
سأقطع أصابعك أول شيء، هذه الأصابع التي لمست جسد زوجتي.

شعرت سوزان بالخوف، فقالت له:
أرجوك لا تفعل ذلك، أنا لم أخنك أبدًا.

دفعها غرين عنه بقوة؛ فسقطت على الأرض، قال لها بغضب عارم:
شاهديني وأنا أقطع حبيبك أمام عينيك.

نظرت إليه بخوف، وهي تقول بنبرة متوسلة:
ليس حبيبي بل أنتَ، أرجوك لا تفعل ذلك، لن أسامحك أبدًا أذا قتلت هنري.

وأمام أعين سوزان المرعوبة، اقترب غرين من هنري ونفذ تهديده، صرخ هنري بألم والدماء تنزف بغزارة منه.

لم تتحمل سوزان هذا المشهد الدموي، وأخذت تصرخ بهستيرية وهي تجري في المكان كالمجنونة، وفجأة زلت قدمها، ووقعت من فوق التل.

صرخ غرين:
سوزان.

ركض غرين إلى حافة التل، وحاول رؤيتها لكنه لم يستطع رؤية سوزان.

صرخ هنري بألم:
سوزان! سوزان!

نظر هنري إلى غرين بجنون، وصاح بقلب ينزف:
غرين أنت السبب! أنت السبب في موتها، سوزان لم تخنك أبدًا، نعم أحببنا بعضًا ولكن هذا قبل زواجها منك، هي لم تكن خائنة.

هجم غرين على هنري، وانهال عليه بالضربات، وقال له:
أنتَ كاذب.

قال هنري والدموع تتساقط من عينيه:
سوزان ليست خائنة، أنها أطهر إنسانة رأيتها في حياتي.

انهال عليه غرين بالضربات مرة، ومع كل ضربة كان هنري يقول جملة واحدة:
ليست خائنة.

تركه غرين عندما فقد الوعي، وقال لرجاله:
تخلصوا منه.

عند مغادرة الجميع، ذهب غرين إلى حافة التل، ونظر بعينين غائمة إلى حيث سقطت سوزان، وقال بألم:
أنا قتلتك.

ثم جلس غرين على حافة التل، ووضع رأسه بين يديه وقال:
لم أكن أقصد ذلك، الغيرة أعمتني عن التفكير السليم.

بكى غرين، ثم رفع رأسه ونظر إلى السماء، وقال:
سأحفظك دائمًا في قلبي.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي