الفصل الثانى

الفصل الثانى...


ليت العشق يباع بالأسواق لأكون أول من يشتريه.


صباحاً بالقصر الملكى...

مرحبا بك
لقد أقترب وقت الظهيرة ومازال الملك كيت يجلس بغرفته شارداً بتلك الحسناء، ظل يلوح بأصبعه فى الهواء وكأنه يصنع لحن ما وينطق أسمها بنغمة هادئة قائلا:

_سندريلا، سيندريلا، اوووه سيندريلا.


نهض من مكانه وظل يتجول داخل الغرفة وهو يحدث ذاته بصوت مرتفع قائلا:

_يا إلهى لم أكن أعلم أنه يوجد جمال أخاذ كهذا، أوه كيت عد لرشدك يا فتى، لا اعلم ماذا اصابني تلك الفتاه ستصيبنى بالجنون، اه يا كيت عقلك أصبح مشوش.

نفض تلك الأفكار من عقله، وأتجه حيث المرحاض لكي يتجهز ليذهب للقاعه الملكيه.

خرج من المرحاض بعد عده دقائق ليجد مساعده يقف بداخل الغرفه، أنحنى له حين رأه قائلا:

_ مرحبا يا مولاي.


نظر له كيت قائلا:

_ هل يوجد شيء!

نظر له مساعده باحترام قائلا:

_لا يا سيدي، ولكنك اليوم قد تاخرت كثيراً على الأجتماع الملكي.


نظر له كيت بتذكر قائلا:

_هل يوجد محكمه ملكيه اليوم؟


أومأ له المساعد قائلا:

_ نعم جلالتك، ولكنك حين لم تأتي صباحاً قد تم الغاء المحاكمه اليوم، وستقام في الصباح الباكر غداً.


ذهب كيت ليرتدي بقيه ملابسه وقال:

_ سأتبعك إلى الأسفل، أريد أن أذهب إلى الغابه فى رحلة قصيره للصيد، فأخبر الجميع ان يتجهز.


انحنى له المساعد وقال:

_ أمرك مولاي.

وتركه راحلاً لكي يستعد كما طلب منه كيت.


.....


أما بمنزل تلك السيده تريمين تعمل سندريلا بالداخل على قدم وساق، فاليوم قد عاقبتها السيده ترمين على كوب الحليب الذي أختفى من داخل القدر بأن تقوم بتنظيف المنزل بأكمله، ومنذ أن أستيقظت ورأت عينيها نور الشمس وهي تعمل وتعمل حتى تستطيع أن تنجز مهامها قبل غروب الشمس كما أمرتها تلك السيده.



بعد مرور خمس ساعات، جلست أخيراً سندريلا حتى تلتقط أنفاسها لتشعر ببعض الراحه قبل أن تعود تلك الشمطاء إلى المطبخ وتجدها تجلس.

تذكرت وجود كيت برفقاتها ليلة أمس بسبب تلك الذى، أبتسمت فحقاً رؤيته تستحق أن تفعل كل هذه الأعمال ولكنها صمتت ولم تخبر السيده تريمين من الذي أحتسى ذلك الكوب، لتلتصق بها التهمه وتظن السيده تريمين إنها هى من شربت الحليب ولم تستأذن لفعل ذلك .


دلفت السيده تريمين إلى الداخل لتنتفض سندريلا واقفه وأنحنت لها بأحترام لتقول لها تريمين بفظاظه:


_ماذا تفعلين؟

نظرت لها سيندريلا وأجابتها قائله:

_ لا شيء فقط أستريح فقد أنجزت كل المهام التي طلبتيها سيدتي.


نظرت لها السيده بإستعلاء وقالت:


_ حسنا أحملى سلتك الباليه هذه وأذهبي إلى منتصف الغابه أحضري لي زهرة منقار البغبغاء، فلقد طرأ لي الأمر صباح اليوم وأريد أن أراها الآن.


فرغت سندريلا فاهها وقالت:


_ حقاً إنها أندر أنواع الأزهار، ولن أجدها بسهوله، كيف لي أن أفعلها الآن وقد أوشكت الشمس على الغروب وسيحل الليل قريباً، ماذا يجب أن أفعل الآن، لن أستطيع أن أجدها.


تقدمت منها السيده تريمين ودفعتها لتسقط ارضاً قائله:


_ لا يهمني، لا تعودي من دونها، والأن أغربي عن وجهي أيتها الحمقاء.


نهضت سندريلا وحملت سلتها وأتجهت للباب الخلفي للمطبخ ورحلت تحت أنظار السيده تريمين ودموعها قد شقت طريقها الى وجنتيها.


...



لن أحيد بنظرى عنكِ، ولو أنتهى العالم وأنا مازلت أجلس مكانى، سأظل أراقبك يا جميلتى، فقد وطأتى بقدمك إلى عالمى الخالى من المشاعر، أعلم أنكِ فتاه مطيعة، وانا أبٍ جيد لكى يا حلوتى، سأفعل ما بوسعى لكى أرى بسمتك دائماً.

فقد أصبحت سجين لعينكِ وأسير قلبك، وقريباً ستتوجين ملكة لعرش قلبي.



تتجول سيندريلا برفقة فرسها وقد تأخر الوقت كثيراً وأصبحت الرؤية معدومة، تركت الفرس وحملت مصباحها حتى ينير لها الطريق امامها حين اشتمت لرائجة قوية من الزهور، ولكن لسوء حظها لم تجد تلك الزهرة بعد.


أستمعت لحركة خلفها لتلتفت بخوف وتنير المكان خلفها حتى تستبين هوية صاحب الصوت، ولكن لسوء حظها أنها وجدت نمر يقف خلفها ولعابه يتساقط أسفله، صرخت بخوف وهرولت متسلقة أحد الاشجار وهى تطلب النجدة لعلها تجد من ينقذها بهذا الظلام الدامس، ولكن لسوء حظها تلك الليلة سقط المصباح من يدها ليشتعل العشب بأكملة وأنطلقت النيران تأكل من يقف أمامها.

ظلت سندرسلا تصرخ بقوة ولكن لم يستمع لها احد لتختنق من دخان النيران وسقطت فى دامة الأغماء فوق تلك الشجرة علها تجد منقذها.



...


أما بمكان اخر بالغابة، لاحظ احد الحراس أشتعال النيران بأحد أركان الغابة ليقترب من النيران ليستمع لصراخ فتاه ما، هرول عائداً حيث موكب الملك وقال وهو يلهث بتعب:

_ مولاى، مولاى، لقد أحترق الجزء الغربي من الغابة وتوجد فتاه تستغيث هناك.

كاد كيت ان يتقدم ولكن منعه مساعده الخاص قائلاً:

_ لا تذهب يا مولاى، من المحتمل ان تكون مكيدة لقتلك، سيذهب الحرس لأستكشاف الأمر.

غضب كيت كثيراً وصرخ بمساعده قائلاً:

_ لن أنتظر هنا، هذة مملكتى، ويوجد احدٍ من شعبى يستغيث بى، هيا أيها الجنود.


هرول كيت وتبعه الجنود، ودلفوا بأعجوبة داخل الحريق، ليلاحظ كيت وقوف نمر أسفل إحداى الأشجار الكبيرة ولا يستطيع ان يبتعد بسبب محاوطة النيران له من كل اتجاه، لاحظ ان النمر يرفع رأسه عاليا ً وكأنه يريد شئ ما بالأعلى.

صعق كيت حين لاحظ وجود فتاه بالاعلى ولكنها يبدو عليها التعب والاغماء، لم يستطع تبين وجهها لظلمة الليل ولكنه حمل أحد الاسهم وصوب علي النمر ليسقط صريعا فى الحال، ثم هبط من أعلى حصانه وتجاوز النيران بأعجوبه وصعد الاعلى وحمل الفتاه دون ان ينظر لها، وحين هبط بها صرخ بأسمها قائلا:

_سندريلا، ماذا حدث، يا إلهى هل أنتى علي ما يرام، سندريلا عودى لرشدك، ماذا اصابك يا فتاه.

تقدم أحد الحراس وبيده كيس من الجلد القوى يحمل بداخله بعض المياه للشرب وقدمها لكيت قائلا:

_ تفضل مولاى.

حمل كيت قطرات من الماء ونثرها علي وجهها قائلا:

_أستيقظى سيندريلا.

نظر له المساعد بأندهاش وقال:

_هل تعرفها يا مولاى!

لم يجيبه كيت وحملها و وضعها فوق حصانه متجها بها إلى قصره الملكى حتى يفحصها طبيبه الخاص، تاركاً الجميع فى حالة ذهول عن هوية تلك الفتاه وعلاقتها القوية بالملك التى جعلتها خائفا هكذا من فقدانها.


...


اما بمنزل السيدة تريمين، تجلس أنستازيا برفقة والدتها بعد خلود شقيقتها للنوم قائلة:

_ حقا امى، لما فعلتى هكذا، لقد شارفت الشمس على الشروق وسيندريلا لم تعد للقصر حتى الأن، بعد بضعة سويعات سيعود ابى من رحلته بما ستخبريه حين يسأل عن سيندريلا، هل ستخبريه أنها خادمة هنا وذهبت لكى تحضر لكى زهرة قد نفيت من الوجود.

صرخت تريمين بأبنتها حتى تصمت، فعقلها مشوش ولا تستطيع أن تدبر امرها تلك المرة، بعدما استلمت ذلك الخطاب من زوجها وقد اخبرها به انه سيعود غداً، وهى لا تعلم الان ماذا يجب ان تفعل.

ولا تعلم اين ذهبت تلك الفتاه الان، ولما تأخرت هكذا، ولا تعلم بماذا ستتجاوزالامر حين يصل زوجها.


يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي