الفصل55

الحلقة 55

هبطت الطائرة في( مطار فيلانا الدولي)، حيث سيبدأ جاسم ولينا أول أيام شهر العسل، وبعد أن قاموا بإجراءات الخروج ، كان يحيط خصرها بيده و يتجهان إلى تلك السيارة في خارج صالة الوصول، التي قامت العلاقات العامة في الشركة بحجزها من قبل..

اقترب السائق يحمل عنهما تلك الحقائب، وهو يرحب بهم باللغه الانجليزيه:
_ مرحبا سيد جاسم مرحبا سيدتي شهر عسل سعيد

جاسم: شكرا لك

هزت لينا راسها وهي تقترب من جاسم، الذي ساعدها في ركوب السياره وهو يغلق الباب، ليدور حولها وما إن تحركت السيارة إلى ذلك المرفأ حتى نظرت له لينا باستفسار؟!

_ الان سوف تعرفي حبيبتي سنصل قريبا إلى الميناء.

_ وماذا بعد الميناء؟

_ إلى الفندق

_ وهل الفندق يطل على الشاطئ؟!

_ الأمر ليس كذلك الفندق عبارة عن كبائن داخل للبحر نفسه..

_ هل تمزح؟!

_ بالعكس إنه شبه جناح معد بكل ما قد نحتاجه داخل البحر.

أما هناك كان بيتر يجلس بجوار جويل، رغم أنها لم تعد تقوى على الجلوس من فرط ما تشعر به من ألم، بينما هو يعمل على (اللاب توب) الخاص به، يتحدث مع ستيڤن عن بعض الأمور.

بعد وقت من اندماجه في العمل، ارتفع صوت السماعات الداخلية في الطائرة، إحدى المضيفات تطالب الجميع بإغلاق الهواتف، عن هبوط الطائرة،و تطالبهم بارتداء أحزمة الأمان والجلوس في أماكنهم.


التفت إلى جويل التي أصابها الوهن والشرود، وهو يقول:

_ ماذا حدث جويل ألا تستطيعين أن تساعدي نفسك في ربط حزام الأمان؟ هل تريدين مساعدتي عزيزتي؟

نظرت له بطرف عينها التي تحمل الحقد، وهي لا تقبل أن يقترب منها من الأساس، مما جعل يدها ترتعد وهي تبحث عن حزام المقعد خاصتها، وبعد عدة محاولات استطاعت وهي تقول:

_ شكراً لك لا أحتاج إلى مساعده منك

_ حقا؟

_ ماذا تعني بـ حقا؟

_ اعني أننا بدأنا بالفعل في الإعداد لذلك المشروع خاصتك، وتم توفير ذلك المكان الذي يكلف الكثير من المال، بالتأكيد تعرفين أن الأماكن في دبي مرتفعة الثمن، لذا عليك أن تكوني عادلة!

_ لماذا تريد مني العدل هل كنت عادلا معي؟

_ بالطبع لقد اسدلت لي خدمه مقابل الكثير من المال، غيرك يتمنى أن يحصل عليه، لكني أعلم إنك طالما تلومي نفسك، عن خطأك في حق الآخرين، لن تتقدمين جويل، عليك أن تدركي أنه إن استطعت ان تسرقي من الدنيا ما تريدين افعلي ولا تهتمي لأحد

_ كما تفعل أنت!

_ لا يوجد وجه مقارنه بيننا، أنتِ اقل من بيدق صغير، لم تصلي إلى شيء بعد في ذلك الكيان، مجرد شخص نحركه اذا اردنا، أما أنا أمثل الكيان نفسه..

_ تفتخر بما أنت عليه!

_ من حقي أن افتخر، فاسمي بمفرده قد يرعب الرجال

_ هل تريد الحقيقة بيتر أنا أصدقك، لقد رأيت الرعب على يديك

_ ولا زال هناك الكثير حبيبتي، لن تنتهي اللعبة حتى اشعر بالملل..

فكرت جويل كادت أن يذل لسانها وتقول:

« عليك اللعنة فلتذهب أنت ولعبتك إلى الجحيم».

ولكنها ابتلعت لسانها، اغلقت فمها وهي تنظر أمامها في صمت، العقاب من جنس العمل، تعاقب على ما فعلته في حق خالد، الذي اكرمها وحاول مساعدتها أكثر من مرة، ولكنها تشعر بالندم لما فعلته ولا يوجد بيدها شيء لتغيير ما حدث عليها أن تستمتع بما يعطونه لها من نعم، فهي لم تكن لتحلم بتلك الملايين التي تغدقها عليها مافيا "الدون فلاديمير"

لكن بعض الأشياء قد يكون ثمنها أكبر من الموت، تلك الليلة شعرت بالموت يجتاحها.

ظلت اليوم باكمله في الفراش لم تتحرك منه، تقبلت ذلك الطعام الذي قربه منها، وهو يقول:

_ لا تتدللي فأنا لا أفعل ذلك عادة مع من هن مثلك!

الكلمة التي نطق بها وقتها شعرت بالإهانة، اخذت تنظر أمامها وذلك الحوار يدور في عقلها، إلى ان
حطت الطائرة في مطار (فنوكوفو في موسكو)

كانت "آنـا" هناك حيث تجلس متقوقعة تحت ذلك المكان الذي ينزل منه الطعام ،ليس لأنها بحاجة إلى الطعام، ولكنها بحاجة إلى نسمة هواء، قد تأتي من ذلك الأنبوب الطويل.

هل تستطيع أن تتنفس أنها كادت أن تفقد الوعي أكثر من مرة، وهي تشعر بالعرق يتصبب منها في كل مكان، دخلت الى الحمام لتغتسل عدة مرات، وتتحرك بملابس خفيفه، وهي تجلس بجوار الأنبوب مرة، و ثقب الباب مرة اخرى،

بينما هو يتابعها في الكاميرات يشعر بالانتشاء؛ من ذلك العذاب الذي تشعر به، وهو يهمس سوف أعيد تأهيلك وتربيتك مره اخرى، الان سوف اعلمك كيف تحترمي كل كلمة اقولها أيتها الحقيرة، لن تعودي كما كنت؛ عليك ان تدركي أن العذاب الذي تعانين منه سيستمر إلى أن أكسر ذلك الكبرياء بداخلك.

روحك الثائره ايتها العاهره، استمتع برؤيه الالم على وجهها

وهو يقول بصوت يصل إليها عبر مكبر الصوت:

_ يبدو انك تعاني! ماذا تريدين ان تفعلي؟ هل تريدين ان تدخلي داخل الانبوب، هل تشعرين بالجوع إلى هذا الحد؟

لم تستطع الرد بينما أكمل هو حديثه السقيم وهو يقول:

_ هل أصابك الوهن إلى هذه الدرجة؟ سوف امنحك حق الاختيار بعض الهواء ام بعض الطعام

كانت تنظر إلى الكاميرا في الظلام وهي لا تقوى على الكلام

_ حسنا أعلم أنك لا تستطيعين ان تهمسي، ما رأيك أن أشعل لك الكهرباء؟ واحرك الهواء بعض الشيء.

هزت رأسها بالموافقه وهي لا تقوى على ان تهمس..

_ هذا لتتعلمي أن تمسكي لسانك معي، ان تتكلمي بأدب أيتها العاهره، حتى لا أعيد تأهيلك مرة أخرى، اما بالنسبة للطعام سيتأخر إلى المساء حتى أعطي الأمر إلى لويس لكي يطعمك..

هزت راسها بالموافقه، ابتسم وهو ينظر لها بتشفي، في اللحظة التي تحرك فيها الهواء حولها، وارتفعت الإضاءة وتبدلت العتمة، حتى أخذت تغلق عينيها عدة مرات، حتى استطاعت تقبل الضوء الساطع، فلقد قضت يومين في العتمة، ذلك الهواء الذي الذي يدور حولها كان نعمة لم تكن تتخيل أنها تتمناها يوما..

اتاها صوت ستيڤن:

_ ألا يوجد شكرا على ما افعله من اجلك؟ لقد ألغيت العقاب

فمها الجاف الذي تشعر بأنه ممتلئ بالتراب وليس اللعاب، وهي تهز رأسها ودمعه تتحرك على خدها، مما جعله يبتسم وهو يقول:

_ هذا ما تستحقينه آنـا فلاديمير لأنك لم تتعلمي التهذيب في الكلام مع سيدك، عليك أن تعلني الخضوع والطاعة؛ حتى تستطيعي أن تنعمي بتلك الأشياء التي أعطيها لك.

كانت تستمع ودموعها تسيل ولا تقوى على الرد، بينما هو اغلق الاتصال، بعد أن شعر من ذلك الوهن الذي يصيبها وأجرى اتصالا بلويس وهو يقول:

_بعد ساعه إذهب لتحضر الطعام

لويس: حسنا سيدي هل اذهب الان؟

_ لما العجلة يا رجل؟ عليك أن تنتظر حتى تمر ساعه؛ وبعدها اذهب

_حسنا سيدي كما تريد.

بعد وقت كان بيتر يوصل جويل الى بيتها وهو يبتسم لها، ويقول:

_ ألا استحق قبله قبل أن تذهبي؟

نظرت له بطرف عينيها، وهي تحاول الخروج من السيارة، ولكنه جذبها لترتطم به، وهو يقبلها بوحشية، حتى انه كاد ان يدمي شفتيها، وهو يقول:

_ أنا لا أقبل الرفض والتجاهل عاهرتي.

ابتلعت لعابها وهي تخرج من السيارة، دون أن تهمس بين شفتيها، بينما هو امر السائق أن يتحرك إلى القصر، بعد وقت كان يصل إلى هناك، في اللحظة التي كان ينزل فيها الدون فلاديمير درجات السلم الداخلي، وهو يقول:

_ اخيرا عدت لقد سئمت من فرط العمل الذي تكدس فوق رأسي، بينما أنت تعمل هناك لتساعد خالد وابنائه في تطوير عملهم

ابتسم بيتر وهو يقول:

_ حقا ابي هل هذا ما تظن؟ انني اساعدهم، ألم اخبرك انه لم يبقى الكثير من الوقت، دعني فقط افكر في الامر بطريقة خاصة بي، وبذهن صافي ولا تحاول تشتيتي..

_ هل هذا هو ردك؟

_ هذا ما اريد ان اخبرك به أبي، لقد مللت من فرط ما اشتغلت هناك، عرفت الكثير عنهم وافكر في تغيير الخطة، لاني رايته يعرف اشخاص كثيرين لا اعرف ما هي علاقته بهم، ولا اعرف كيف يتعامل معهم، لذا هناك بعض الثغرات التي يجب ان اجتازها، بالاضافة إلى أنني لن ابقى هنا لأعمل.

_ هل تمزح هل ستترك كل شيء فوق رأسي؟

_ ربما أعمل عن طريق الهاتف النقال، وبعض الأمور عن طريق (اللاب توب).

_ لماذا، أين سوف تذهب؟

_ ساذهب إلى المشفى الخاص بنا، سابدا العمليه الخاصه بالتغيير .

_ عن ماذا تتكلم؟

_ هل حقا تسأل! انت تعلم جيدا ما الذي أفكر به، وكيف سأنتقم من الداخل، دعني انهي كل شيء بطريقتي، وبعدها تكلم دون.

_ حسنا ولكن الن ترتاح، و تقضي بعض الوقت تمرح قليلا، تنهي بعض الأشياء الخاصة بك، ترتب الامور.

_ صدقني لقد رتبت كل شيء وأنا في الطائرة، الآن سالتقي ب ستيڤن لبعض الوقت، ثم اذهب إلى المشفى الخاصة بنا

_هل تعني مشفى تجارة الأعضاء؟!

_ هذا صحيح ولكني اريد جراح تجميل

_ إذا اتصل بدكتور داني يخبرك التفاصيل

_ حسنا لكن لا تتدخل في الأمر.

_ أفعل ما تراه مناسبا.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي