الفصل الحامس

الفصل الخامس...



حين يصدمك الواقع يجب عليك تقبل الامر، فلا سبيل للمفر منه، ولن تستطيع أن تبدل به شئ، فقد حدث ما حدث، لا يمكن تغير الماضى فهو قدر قد كتب عليك ويجب ان تعيشه...

عودة لما يحدث بمنزل دايموند....


فى أحد الاماكن، تجلس السيدة تريمين بحضن ذلك الرجل وهو عارى الصدرة، ويدخن لفائف التبغ، وقالت له تريمين:

_ كف عن حرق تلك اللفائف قد ألمتنى أنفى كثيرا، سأصاب بالزكام.

أبتسم لها دايموند ونهض متجها للخارج حتى يستطيع ان يفعل ما يريد، لتتفاجأ بذلك الخطاب أعلى الطاولة، فكيف لم تره سابقا.

نهضت وهى تلف شرشف الفراش حول جسدها العارى، ألتقطت الخطاب وفتحته لتصعق مما رأت، كيف تم خداعها هكذا، لم تتوقع أن دايموند سيكون خائن لقلبها، ويالسخرية القدر ولما لا يكون خائن وهى خائنة لزوجها الراحل، التى لم تحزن عليه ولو لبضع دقائق.

نظرت للخطاب مرة اخرى وعينيها تقع على كلماته لتخترق قلبها وعقلها كالسيف ليمزق ما يمر به، ولكن صدمتها للكبرى هى ان كل ما يملك زوجها أصبح ملك لسندريلا، وصدمت من اخر جملة بالخطاب وهى أن بموت سندريلا تورث كل الأملاك للقائد دايموند.

ولكن كيف هذا، وما علاقة دايموند بإرث زوجها، وهل لديموند علاقة بمقتل سندريلا بذلك الحريق أم لا، ظنت تريمين أن كل ما حدث سابقاً مدبر من قبل دايموند، ولكن عليها أن تمثل التجاهل حتى تصل لحقيقة الامر.

وضعت الخطاب كما كان وعدت حيث مكانها، وحين اسمتعت لخطوات دايموند مثلت أنها غاصت فى بحر النوم، حتى لا يشوش عقلها بكلامه المعسول.

دلف دايموند للغرفة وحين وجدها تسقط فى بئر النوم، تنهد بأرتياح وأرتدى ملابسه ورحل سريها وهو يلعن تلك العجوز التى تقتنع انه مغرم بها ولكن هل القادم سيكشف حقيقة ما تخبئه الانفس أم لا.



...

قصر الملك كيت..


كم يؤلم هذا الحب، لم يكن فى حسبان كيت ان الألم سيزور قلبه يوماً ما، لم يعتقد أنه سيقع فى الغرام من الأساس، وحين فعل صعق بمرارة هذا العشق، قلبه قد دمر ولا يعتقد انه سيستطيع تجاوز الامر مطلقاً.


من كتن يصدق أن كيت ملك البلاد، ذلك الوسيم الذى تتهاتف عليه النساء من كل اتجاه سيغرم ذات يوم وتتركه الفتاه التى أحبها.

بالقاعة الملكية..

يجلس كيت على عرشه وأمامه أحد الرعية يشتكى له من هجران حبيبته، التى علقت قلبه بها ووعدته انها ستكمل حياتها معه، وقد أهداها عقد من الأحجار الكريمة قد ورثه عن أمه ولكنها لاذت بالفرار بعد ذلك.

نظر كيت لتلك الفتاه التى خانت حبيبها ولاول مرة ينفعل هكذا وقد لاحظ الموجودين ذلك حين نهض وقال بحدة وغلظه:

_ أعدموها رمياً بالأسهم.

نظر الجميع لكيت بالأندهاش، فهذا عقاب قاسي جدا، ولا تستحق جريمتها ذلك العقاب، تقدم أحد الوزراء وقال:

_ ولكن يا مولاى لما ذلك العقاب فجريمتها لا تستحق هذا العقاب.

نظر له كيت وكأنه قد عاد للواقع وقال بصدمة:

_ ماذا! حسنا، إنى متعب اليوم، رفعت الجلسة للنظر بها غداً.

نهى كيت حديثه وترك القاعة وفر هارباً حيث غرفته الملكية، وحين تقدم للداخل ذهب حيث المرحاض الملكى ليهبط بداخل المغطس وهو مازال يرتدى ملابسه، غاص للأسفل وكتم أنفاسه لعدة دقائق لم يعرفها، يشعر بنيران تجتاح جسده، لا يعلم ماذا ما تلك النيران والغضب الذين يسكنون جسده.


نهض من أسفل المياة وانفاسه تعدو كدقات قلبه، خرج من المغطس ونزع ملابسه كاملة ليقف عارى وظل هكذا لبعض من الوقت عينيه تمر بكل مكان، عقله يخبره أنه أخطأ بالقاعة الملكيه، وقلبه يخبره انه تأثيرها عليه، لا يعلم ماذا يجب أن يفعل الأن.

بعد مرور نصف ساعة....

يتمدد كيت على فراشه يفكر بها، يريدها حقاً لما لا تشعر بحبه ولا بقلبه، ود الذهاب إليها ولكن كبريائه كملك للبلاد يمنعه من ذلك.

سالت دمعه رغما عنه هربت من بين جفونه لتعبر عن مدى ألم قلبه، جففها مسرعا ونظر للسماء التى
يراها بوضوح عبر نافذة غرفته وتحدث بهمس وكأنها ستسمعه قائلا بهمس:

_ أشتقت لكِ.


....


أما بذلك المنزل حيث تتواجد سندريلا، تجلس في الحديقه الخلفيه للمنزل، ولا زالت لا تعلم بأي شيء عما يحدث حولها، لاحت أمامها تلك الأزهار التى لفتت نظرها كثيراً بلونها البرتقالي الصافي، لتنهض إليها مبتسمة، مسكت بإحداهما دون أن تقطفها وقالت:


_ يا إلهي كم أنتِ رائعه.


لتأتي بعض نسمات من الريح وقامت بنثر أوراق تلك الزهره في الهواء، لتنهض سندريلا وتظل تقفز في الهواء معبره عن سعادتها وهي تلمس بطرف اناملها تلك الورقات حتى جلست اخيراً بتعب.

أستمعت لهمس كيت لها بالأشتياق لتشهق فزعة وهى تبحث عنه بالأرجاء، ظلت تبحث عن مصدر الصوت حتى رأت ضوء خافت يأتى من ذلك الدلو الذى توضع اللبن بداخله صباحا بعد أن تحلب الابقار.

تقدمت بحذر وهى تنظر للقدر بتوجس وحين كادت ان تلمسه سطع الضوء من داخله بقوة لدرجة انها أغمضت عينيها بقوة، وحين اختفى ذلك الضوء وقامت بفتح عينيها وجدت شبح لرجل قوى البنية يقف أمامها صرخت بفزع وسقطت فاقدة للوعى.


بعد مرور بعض الوقت يجلس ذلك الجنى البائس بجوار سندريلا التى بدأت أن تستعيد وعيها، صرخت مرة أخرى بفزع حين رأته ليقول لها بنفاذ صبر قائلا:

_ يا إلهى كفى عن الصراخ فصوتك مزعج للغاية.

نظرت له سندريلا بصدمة من طريقة حديثه وكأنه سيدة تتدلل بلوعة لحبيبها الغائب.

نظفت حلقها وقالت:

_ أحم من أنت؟

تنهد وهو ينظر لأظافره قائلا:

_ أووو كنت اعلم انكِ غبية للغاية ولكن ليس لتلك الدرجة، أنا جنى هذا القدر وادعى ساشين.

نهضت وجلست أمامه وقالت:

_ حسناً وماذا تريد ساشين؟

هنا نهض ساشين وطار فى الهواء وقال بدراما:

_ماذا اريد! اووو انتى فتاه بائسة للغاية، هناك ملك معذب فى حبك وأنتى تتركيه كالبلهاء ولا تعلمى ماذا ينتظرك هنا، لذلك أرسلتنى امى وقالت لى أنقذ تلك الحمقاء.

نهضت بغضب ونظرت له قائلة:

_ أنا لست حمقاء، وتحدث بأدب ساشين، ولا أريد حب ذلك الملك هل تفهم ذلك؟

وضع ساشين يده على انفها قائلا:

_ لا لم أفهم أيتها البلهاء.

نهى حديثه وأختفى من أمامها مخلفاً خلفه غبار أخضر اللون لتنظر سندريلا بالأرجاء قائلة:

_ اللهنة، أين ذهب!

ظهر مرة اخرى خلفها وقال:

_ كفى عن اللعن، فهذا يجعلك قبيحة

نهى جملته وأختفى مرة اخرى، لتصرخ به سندريلا قائلة:

_ أنا لست قبيحة ايها الجنى اللزج، ولا تختفى هكذا وأنا احدثك فهذا أمر غير مقبول، لما انت جنى سئ هكذا.


ظهر أمامها وقال بمرح:

_ ربما لأنك مالكتى، فأنا سئ مثلك يا صاحبة الانف الذى يشبه حبة البندق.

ضربت سندريلا قدمها بالأرض، وأتجهت لداخل المنزل، الذى كان يعمه الصمت بعد ذهاب أنستازيا للنوم، صعدت حيث غرفتها التى كانت تسكنها فى وجود عمها، جلست على حافة الفراش وشردت حيث حديث قلبها أنها بالفعل تعشق كيت، ولكن عقلها يكذب الأمر، ولا تعلم من منهم سينتصر بالنهاية.




يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي