الفصل28

الفصل 28

رغم ذلك الموقف الذي كان بين مونيكا  وأليخاندرو، إلا أن سيلڤا تخطط الأمر وهاهم يقفان معا في تلك القاعة الضخمة، التي ما كان أليخاندرو يقوم باستئجارها لخطوبة، لكن يبدو أن السيدة مونيكا تتبع المظاهر، وما يجب ان يكون لابنة السيد إدواردو، وهو لن يعترض على أي حال، ولكن ان فعلت هذا لمجرد الخطوبة، ماذا قد تفعل في العرس؟

 بهذه الطريقة شهر كامل لن يستطيع ان يكفي، ما تريد  أن توضح او تفعل من الأساس؟ نظرت له سيلڤا بدهشة وهي تتعلق في ذراعه،  وهي تحاول عدم لفت انتباه أحد وهى تقول: 

"ماذا هناك حبيبي؟ لما انت شارد؟ هل هناك شيء تفكر فيه؟"

" في الحقيقة سيلڤا هناك الكثير افكر فيه، أهمه لما كل هذا؟ "

"لم افهم ماذا تعني؟ بكل هذا!"

" حقا لم تفهمين؟ هل تحاول امك ان توصلني رسالة ما، أن كل هذا العدد وكل هؤلاء الناس سياتون مرة أخرى بعد شهر، ان زواجنا سيتم بعد شهر من هذه اللحظة"

" لم نتفق بعد على هذا الأمر"

" لقد اتفقت سيلڤا، لقد اخبرتك انني اريدك في بيتي، اريد ان نكمل حياتنا معا، وانت موافقة لما التردد الآن، هل لأن امك أظهرت بعض الرفض للأمور، اصبحت انت ايضا رافضة لها وقد تكوني رافضة لي"

"ماذا تقول؟ انا لم اقل ذلك أليخاندرو، كل ما في الامر أنني كلما تعجلنا الأمر وشعرت بالخوف، أخشى أن تتغير بعد زواجنا، أخشى أن أتغير أنا الأخرى"

 "ماذا تقولين؟ هل من الممكن ان تتغيري؟ هل يأتي يوم.." 

"وماذا؟ ما الذي تريد ان تقوله وترددت فيه؟"

" ترفضيننى!"

ابتسمت وهي تقرب نفسها منه، ضمها دون ان يهتم لمن حوله، ولكل هؤلاء الذين يحيطون بهم اقترب يقبل جبينها ووجنتيها، في اللحظة التي اقتربت فيها مونيكا، وهو تقول:

 "ماذا هناك أليخاندرو؟ الناس ينظرون إليكم"

"لينظروا سيدة مونيكا، أنا لا أفعل شيء خاطئ، هناك بعض الخطاب يقومون علاقة كاملة مع بعضهم، وأنا إلى الآن اكتفي بـ قبلة على الوجنة،  لم أتجاوز أي حد من الحدود، تستطيعين أن تسالي سيلڤا بنفسها، أليس كذلك حبيبتي؟"

 ورغم الدهشة التي تشعر بها، إلا أنها هزت رأسها بموافقة، فماذا تقول لامها انه ياكل شفتي كلما دخل مكتبي، ويحاول أن يفعل ما هو أكثر من ذلك. 

شعرت روفان بما يحدث من نظرات أليخاندرو والسيدة مونيكا، لهذا اقتربت وهي تجذب يد أنريكي إلى حيث تقف سيلڤا مع أليخاندرو وامها وهي تقول:

 "هل هذه الجميلة الفاتنة هي صديقتي؟"

 "هل تعني اني لم اكن جميلة من قبل؟"

" أيتها الحمقاء أنت جميلة في كل حالاتك، وأجمل ما فيك قلبك الدافئ"

 أبتسمت مونيكا وهي تترك صديقتها، لتشعر بعض الفرح على وجه ابنتها، بينما أنريكي نظر لهم بهدوء، وهو يبارك ويدعو لهم بالسعادة، ابتسم أليخاندرو، وهو يقول: 

"سوف اقوم باعطائك مكافأة، ما أن نرجع الى الشركة"

"لست بحاجة مكافأة وأظهر محبتي لكم، انت تعلم جيدا انني ساظل شاكرا الى السيدة سيلڤا لما فعلته لي"

 ابتسم وهو يقول:

 "سيدة أنها لم تبقى بعد يا فتى، أنا احاول ولكنها ترفض"

 شعرت سيلڤا بالصدمة خبطته على كتفه، وتحركت مع صديقتها وسط الناس، حيث ذلك الاحتفال المفتوح، وبعد وقت كانت أمه تقف بجواره تبارك له، وتقول:

"إنه حفل مهيب“

 ادرك ما تفكر فيه، وكأنها تسأل نفس السؤال الذي يدور في عقله، هل تحاول السيدة مونيكا اظهار شيء من الفوارق بينهم؟ لكنه لم يهتم من قبل بتلك الفوارق، لم ينكر أنه كان في يوم من الأيام ابن السائق، الذي يعمل معهم ولكنه الآن هو نفسه رجل الأعمال، الذي تتكلم عنه الجرائد وتحكيه وتحكى عنه البلدة، بعد قليل اقترب مجموعة لم يتوقع أن ياتوا فعلا، رغم أنه قام بدعوتهم بالهاتف، اقتربت منه أحدهما روبي وهي تضم نفسها اليه، تحط بشفتيها على وجنته وهي تقول:

" مبروك أليخاندرو سعيدة من أجلك، من تلك الحسناء التي خطفتك مني؟"

 في هذه اللحظه كانت سيلڤا تنظر لها بدهشة، وضعت يدها في خصرها، وهي تنظر له وتقول: 

"الن تعرفنا؟" 

"طبعا يا حبيبتي، ساقوم بتعريفك بالانسة روبي كانت زميلتي في الجامعة، وقمنا بتأسيس أول شركة معا، انا وهي ومجموعة أخرى من الزملاء، بالاضافة انها كانت صديقة مقربة"

 نظرت له بحدة وعينها تفور، وهي تهز رأسها لها، وتقول:
" تشرفت بمعرفتك انسة"

" يا إلهي تبدين صغيرة "

"حقا!" 

"اجل ايتها الحسناء وجهك طفولي، ولكنك جميلة إلى حد اللعنة"

 رغم أنها تمدحها إلا أن الغيرة كانت تنهش قلب سيلڤا، لذلك لم ترد المجاملة لكن أليخاندرو احاط خصرها، وقربها منه، وهو يقول: 

"سيلڤا عشق عمري لقد قضيت عمرا كامل احلم بان تكون لي"

 نظرت له سيلڤا ولم ترد. 

روبي:" يبدو انها فهمتني خطأ، انا صديقة مقربة ولم أكن حبيبه يوما ما، ربما لأنه لم يكن على علاقة بأحد، لقد اتيت اليوم لأتاكد هل هو بالفعل خاطبا؟ أم أنه يدعي لقد كنا نظن به السوء "

الدهشة على وجه سيلڤا لم تقل عن تلك على وجه أليخاندرو، وهو يقول:

" ما الذي تقولينه ايتها الحمقاء؟"

" هل تسال؟ لم تقترب من امرأة طيلة الأربع سنوات في الجامعة، حتى بعد ان انهيت دراستك، كنت مشغول في العمل كمن أمامه عمرا كامل يريد ان يعوضه، لكنه لم يعوضه بالمرح والسعادة، كان يعوضه بالشقاء والتعب والعمل ثلاث أعمال متتالية، بالإضافة لإلى المضاربة في البورصة وسوق الأسهم المالية"

 اقترب أحد زملائهم، وهو يقول:

"انا لم أتي لهذا الشأن، انا اعلم جيدا ان صورتها كانت في غرفتك، وكانت في حافظة أموالك، اعلم جيدا ان هناك أحد قريب منك، ولكني لم أتخيلها بهذا الجمال يا رجل، انها فاتنة"

"ألن تكف أنت وهي عن معاكسة خطيبتي، اغرب عن وجهي، لما أتيتم"

"اتينا  من اجل أن نشاركك فرحك، ولكن يبدو ان عروستك ترفض وجودي"

 نظرت لها سيلڤا ببرود وهي تقول: 

"لا اظن انني اوحيت لك بذلك، كل ما في الأمر كنت أتخيلك حبيبه من الماضي، اتيتي لتباركي او لا توصلي حبال الود"

" يا الهي يبدو تفكيرك اكبر من شكلك بكثير"

 "هل تمزحين انسه روبي؟"

" طبعا لا، انا فقط امتدح تفكيرك واسلوبك في الكلام "

"شكرا لك" 

اقترب السيد خوان وابنه مايكل، وهو يقول:

"مبروك انسة سيلڤا أشعر بالسعادة من أجلك، كان واضحا جدا إعجابك بالسيد أليخاندرو، في تلك الفترة التي عملت فيها في شركتك"

" هل كان واضحا الى هذه الدرجة؟ لكنه صديق من الماضي منذ عمر طويل"

 هز راسه بموافقة ادركت انه يفكر كم مره سبته قبل ان تعرف انه هو: 

"هل تفكر في انني كنت اقول عليه الملك الجديد اللعين؟" 

"هذا صحيح" 

"ولازلت اقولها أليس كذلك حبيبي؟"

 الدهشة على وجهه صدمتهم جميعا

"لقد استطاع ان يثير حفيظتي وغضبي، استطاع ان يستولي على 25% من قيمة اسهم شركة إدواردو، ورغم اني املك باقي الأسهم إلا أنه أستطاع استفزازي"

"ألم أخبرك أنني سأقوم باهداء هذه الأسهم لك هدية زواجنا"

"هل اخبرتني ذلك؟"

 نظرت لها روڤان بدهشة وهي تقول:

' ما الذي تقولينه سيلفا؟ الرجل تكلم في هذا الأمر امامنا؛ ومع ذلك رفضت الامر"

 "لان ما يربطني به ليس المال، وهو يعلم ذلك جيدا"

 اقتربت ماريا لتقبلها، وهي تقول:

 "حبيبتي تبدين جميلة"

" شكرا لك يا أمي، انت تبدين متالقة"

 أخذت ماريا سيلڤا بين يديها، وهي تقول: 

"اهدئي حبيبتي، انها مجرد زميلة وليس شيء آخر، أنا اعرف ذلك جيدا، لقد حاولت من قبل ان توصل حبال الود، ولكنه قطع الطريق أمامها، أخبرها أنه مرتبط، لكني لم أعرف أنه يتكلم عنك، لقد كان مرتبط بك حتى قبل ان تريه" 

"ولكنها قبلته"

 نظرت لها ماريا بدهشة وهي تقول: 

"وتسمي تلك قبلة، لقد لست وجنته"

" ولو اقترب احد مني وفعل نفس الشيء، ما كان قبل "
أتها الرد من أليخاندرو  الذي أقترب منها وهو يقول: 

"هذا صحيح" 

التفتت لتنظر له من فوق كتفها، وهي تقول:

" حقا؟ انه صحيح! اذا عليك ان تعلم انه ان عادت واحدة من الماضي الخاص بك،  حتى تفعلها مرة أخرى، سأقوم بتحطيم الدنيا فوق رأسك"

 الدهشة على وجهه كانت واضحة، ولكنه هز رأسه بموافقة، وهو يقول: 

"ما دام الأمر سيكون بالمثل، فأنا لا يوجد لدي اعتراض"

" وهل تستطيع ان تعترض؟ ان تترك خدك لكل من تريد ان تقبل فتقبله"

" ايتها الحمقاء ما الذي تقولينه؟"

" كما سمعت"

 أقتربت روڤان منها، وهي تقول:

" اهدئي حبيبتي! لما هذه الغيرة؟ أنت تعرفين قدر نفسك جيدا، وتعرفين مقدار حب أليخاندرو لك "

"حسنا؛  لكن متى ستذهب"

"هل تريدين مني ان اطردها؟ من حفل خطوبتي الذي دعيتهم عليه بنفسي" 

"ولما كل هؤلاء  هنا؟ كان يكفي اصدقائك الذكور فقط" 

"كانت شريكتي وزميلو العمل، هل تغضبين من كل امرأة اتكلم معها؟ هناك شركاء كثيرون كانوا في حياتي"

" حقا؟ وهل يقبلونك بنفس الطريقة؟"

 نظر لها بدهشة ولكنه اقترب يقلص المسافة الفاصلة بينهم، في هذه اللحظة حط بشفتيه على فمها ليقبلها بعشق وشغف وهو يضمها إليه أكثر وعينه تنظر في عمق عينيها بينما هو يقول: 

"هذه تسمى قبلة وليس تلك" 
ارتفع صوت التصفير حولهم وهي تنظر لها بدهشة مخلوطة بالخجل..

في اللحظة التي اقتربت فيها أمها ،وهي تنظر له بصدمة، وعلى وجهها إستفسار واضح وسؤال لم تستطيعوا أن تحتفظ به لنفسها ،وهي تقول
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي