الفصل السادس الجزء الثاني

نظرت شهد لوالدة مهاب بصدمة، وأخبرتها أن مهاب يعني لها الكثير، ولكن أنها بالفعل تتأكد من أنه بخير، فكل شيء قد وجدته يوحي بذلك.

نظرت إليها والدته قائلاً:

- حقاً ما تتحدثين؟ ولكن ما الذي جاء بك، وانت مازلتِ تحققين في الأمر.

نظرت لها شهد قائلة:

- لقد جئت كي يظن من يراقبنا، بأنني قد أصبت بالجهد.

قامت شهد بحسب جهاز اللاب الخاص بها، وقامت بإجراء مكالمة من خلاله وكانت مضمون تلك المحادثة، هي رسالة إلى إحدى الأشخاص

" لقد أخفيت إحدى الدمى، ولكن بطريقه غير مباشرة، وقد شعرنا بالخوف عليها، ولا نعلم ماذا سنفعل؟ فعليك التحرك من طاولتك حتى لا ينكشف أمرنا، وأنا سوف أتابع كل شيء من خلال ذلك الجهاز، لأنني أعلم بأنني قد وضعت تحت الميكروسكوب"

صمتت قليلاً ثم أرسلت له رسالة " نعم، عليك بإتباع الدمية التي قمنا بشراءها مؤخراً، فهذه الدمية معها أهم خيطاً كي نسير خلفه، ولكن قبل كل ذلك سوف تخبرني بخطواتك"

جاءها رسالة من الشخص الذي أمامها

" لقد وضعني أحداً ما  تحت الميكروسكوب، ولذلك سوف أكون الشخص الخاطئ في رجوع الدمية"

تفهمت شهد الرسالة وأرسلت له رسالة بتفهم الوضع.

نظر إليها عدي قائلاً:

- من الذي تحدثينه؟

كانت منصب تركيزها في الجهاز فقالت له:

-  لا يهم من حدثت، ولكن الأهم مع من سوف اتحدث.

قامت بالتفكير بضعة دقائق ثم قامت بحسب الجهاز، وأرسلت لأحدهم رسالة صوتية كان نصها:

" عليك الرجوع إلى أرض الوطن، فإنها تنتظرك لحين عودتك، فإن هناك الكثير من الأمور مفقودة، فلقد وضع الجميع تحت الميكروسكوب، وأنت لا أحد يتخيل تدخلك، فعليك العودة وأن تتعامل دون أن ترجع لي.

جاءها رسالة صوتية من الشخص المتحدث:

"هل تعتقدين أن بعد ما فقدت أعز ما أملك سوف أعود مرة أخرى"

عادت بإرسال رسالة:

" نعم أعلم بأنك فقدت أعز ما تملك، وأعلم بأنك قد غادرت من تلقاء ذاتك، ولكن الآن أحتاجك، وأعلم بأنني سوف أجدك، فعليك الرجوع فإنني دون الحماية الخاصة بي"

أتت لها رسالةينحدث فيها قائلاً :

"  هل حدث شيء للحماية الخاصة بك"

أخبرته بأن الذي تبحث عنه هي حمايتها، وتحاول أن تعيدها.

صمتت قليلاً ولم يرسل أحد رسالة، كانت تنظر إلى الجهاز كي تعلم ما رد ذلك الشخص، حتى جاءتها الرسالة

"حسناً سوف أعود، ولكن سوف اغادر حينما أنهي مهمتي، فعليكِ أن توعديني بأنك لن تناقشيني في شيء"

نظرت إلي الرسالة بفرحة شديدة وأجابته

"حسناً لن أحدثك في شيء، ولكن هل يمكنك أن تخبرني متى سوف تعود حتى أطمئن؟"

جاءتها الرسالة بأنه سوف يقوم بالنزول في الحال، فإن بعد بضعة ساعات سوف يأتي إلى أرض الوطن.

أخبرته بأنها سوف تنتظره في المكان المعهود، الذي يتقابلون فيها دائماً.

جاءتها رسالة منه يريد أن يعلم هل هناك أحد سوف يكون معها.

أغمضت عينيها ثم قامت بالنظر إلى الجميع، وكان الجميع يريدون معرفة هوية المتصل، ولكن ما جعل الجميع يشعر بالصدمة، عندما  أرسلت رسالة له تخبره بأن هنا سوف تكن معها.

أخبرها بأنه سوف يكون سعيداً بذلك، فلقد أشتاق إلى رؤياها.

انتهت المحادثة ونظرت إلي الجميع، وكانت علامات الغيرة واضحة على وجه خالد وعدى، اللذان لم ينتظروا حتى تحدث عدي قائلاً:

- من ذلك الشخص الذي كنت تتحدثين معه؟ وما هو المكان الذي سوف تقابلينه فيه؟

نظرت له شهد وقالت:

- أن تلك المعلومات سرية، ولا يصح لي أن أخبرك بذلك، وأن كنت تريد أن تعلم شيئا، فسوف أخبرك به ولكن ليس الآن، وعليك أن تثق في ولو للحظة.

نظر إليها وقال:

-  وكيف أثق بيك، وأنك قد وضعتِ ذاتك في موضع الشك؟

نظرت له شهد بصدمة وقالت:

- أحقاً أنك تتهمني في أخلاقي!  فلقد كنت معك في ذلك المبنى الذي تعرفت عليك فيه، هل حدث مني شيء يسوء لسمعتي؟ وعندما تزوجتك هل أيضاً حدث شيئاً يجعلك تضعني موضع الشك؟ عليك أن تنتبه إلى أقولك وأفعالك، وإلا لن أتراجع عن البعد عنك، كي أحمي ذاتي من الإيذاء النفسي.

ثم نظرت إلى خالد قائلة :

- وأنت أيضاً لماذا تنظر إلي منذ أن أغلقت الهاتف؟ ماذا تريد؟

نظر إليها خالد قائلاً:

- من الذي سوف تذهب معك زوجتي، كي تقابله؟ وهل هي تعلم هوية ذلك الشخص؟

نظرت إليه قائلة:

- نعم إنها تعلم هوية ذلك الشخص.

هنا نظرت هنا إلى خالد، كي تخبره بأنها لا تعلم من هوية ذلك الشخص.

ولكن أكملت شهد قائلة:

- أن هنا بالفعل لا تعلم هوية ذلك الشخص، ولكن عندما تراه سوف تعرفه، كما عليك يا خالد أن تثق في أنت أيضاً، فإنك تعلمني منذ صغري، وكيل تلك المدة لم يحدث شيء يسيء لي، فعليكم أن تنتبهوا لافعالكم، لأنني أشعر بالاستياء نحوكم.

كما أنني يجب أن آخذ قسطاً من الراحة، حتى يأتيني ذلك الإتصال الذي انتظره، كي أغادر انا وهنا.

كان كل ذلك الكلام تحت مسمع والدة مهاب التي، لم تنظر لها شهد منذ حديثها، فقالت والدة مهاب لشهد:

-  أنني لم أقصد أن أضايقكِ، ولكنني أشعر بالخوف على مهاب، وأخاف أن أفقده مثل ما فقدت الذي سبقه.

نظرت إليها شهد قائلة:

- أعلم ذلك ولكنك قد أصبتِ الهدف، فكنت أشعر بالضعف، وكلامك هذا يجعلني أشعر بأنني لا شيء، فمهاب قد فعل لي الكثير حتى أصل إلى ذلك المكان، فانا أوعدك بأنني سوف أفعل المستحيل، مهما كلفني الأمر.

هنا تدخلت أمينة قائلة:

- هل يمكنك الكف عن ذلك الحديث، فعندما غادرتي بيتي قد تحدثتي  نفس الحديث مع مراد وأخبرتيه بأنك سوف تفدي خالد، حتى لو كان المقابل عمرك، ورحلتي ولم تعودين إلى البيت مرة أخرى، والآن تعيدي الحديث مرة أخرى.

وأكملت بنبرة عالية:

-  أنني لا أستطيع أن أتحمل يوماً  ما أن أفقدك.

هنا نظر الصغيرين إلى والدتهما، فقال إياد:

- أمي أرجوك أن تهتمي بذاتك فإننا نشعر بالأمان في وجودك، كما أننا نعلم بأنك لن تفعلين شيء تسيء لسماعتنا، ولكن لأول مرة أخبرك بأن والدي محق، فعليكِ أن تخبريه في أي مكان سوف تذهبي إليه، فأنا أعاتبك بأن تضعي ذاتك موضع شك.

نظر عدي إلى إياد وقد شعر بأنه قد ارتكب ذنب في تقصيره نحوه، فلقد كبر أبنه وأصبح غير صغير.

بينما قالت شهد وهي تنحني بجسدها كي تكن في مستوى إياد:

- أنني أعلم بأن ما أفعله خطأ، ولكن أن كشف أمر ذلك الشخص، فسوف تكون النهاية إلى ذلك الشخص وإلى الجميع، ولذلك يجب أن يكون في سرية تامة، حتى من أقرب الناس إليه، فلا أعلم الآن من سوف ينقل الأخبار، وأن لدينا الكثير من الحوائط تستطيع التلصص علينا.

ولتعلم يا صغيري، عليك الإنتباه لما أتفوه به، وإلا سوف تخسر الكثير.

بينما تدخل عدي قائلاً:

- إياد أنني لا أشك في والدتك، واثق فيها ثقة عمياء، ولكنني لدي قلب يعشق ويحب ويشعر بالغيرة تجاهها، ولذلك قد يتحرك قلبي قبل أن يتحرك عقلي، ولكن الآن اتحكم في الأمور بعقلي، وأعلم بأن ما تفعله صحيح.

تدخل آدم وقال:

-  شهد هل تريدين مني أي شيء أفعله؟

نظرت إليه شهد وقالت:

-  سوف أحتاج إليك، فلقد قيدت تحركات معظم المحيطين بي، وأنت الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يكمل ما أريده، ولكن سوف تكون سلمى معك، حتى لا يشك أحداً ما في الأمر.

أعلم بأنني أعرضكم للخطر، ولكن أن كنت تريد أن تتراجع عن المساعدة، فلن أشعر بالحزن، فإن ذلك الشخص الذي يلعب مع قد درس كل المحيطين بي وحاول أن يقيد تحركي بهم.

بينما في مكان آخر كان يقف أحمد زين، وهو منكس رأسه أمام إحدى الأشخاص، الذي قال له:

-  لقد أخطأت في إختيار هؤلاء الأشخاص الذين قاموا بمساعدتك، فلقد تولت شهد مهمة التحقيق، وأنها لن تتراجع حتى تصل إلى ذلك الكرسي الذي أجلس عليه.

نظر إليه أحمد قائلاً:

- كنت أعتقد بأنها ستؤول إلى عدي، وكنت أستطيع خلالها أن أقع به حتى أزيله من الطريق، ولكن لا أعلم كيف حصلت عليها شهد، فهي قد عادت من المهمة في ذات اليوم الذي خططت له، ولذلك اعتقدت بأنها سوف تأخذ  قسطاً من الراحة.

نظر إليه الشخص قائلاً:

- غبي، حتى أن  تولى عدي المهمة كانت شهد سوف تساعده،  لأن الهدف كان مهاب، وشهد لن تتخلى عنه مهما كلفها الأمر، عليك أن ان تأخذ أجازة مفتوحة من عملك، حتى لا تكون تحتوا أنظار الجميع، كما أنني قد وضعت شهد هي والمحيطين بها تحت عيناي.

كما هناك الكثير من الأشخاص اجعلهم يراقبونها، حتى اجعل حركتها مقيدة، فلن أجعلها تهزمني هذه المرة، فلقد أفسدت لي الكثير من المهام، وأخذ يتوعدها بأنه لن يتركها حتى يكسرها.

بينما كان  مهاب قد أسترد وعيه، وقام متسللاً إلى النافذة، كي يرى ما خلفها، فوجد الكثير من الأفراد المسلحين، ينتشرون في المكان، أخذ يتفحص ذلك المكان بدقة، حتى علم بأنه في منطقة بالصحراء.

عاد مرة أخرى إلى مكانه، عندما سمع صوت أحدهما يقترب من الغرفة، وما ظنه كان حقيقاً، فلقد فتح الباب ونظر في إتجاهه قائلاً لصديقه:

- أنه ما زال نائماً، فلقد أخذ الكثير من المخدر، الذي يجعله نائماً لعدة أيام، ثم أغلق الغرفة ورحل هو وصديقه.

بينما تذكر مهاب ما حدث له ، فعندما وصل إلى قبر حبيبته، أخذ يقرأ لها بعض آيات القرآن، ثم قام بروي الأزهار التي تحيط بقبرها، في ذلك الوقت سمع صوت أقدام تقترب منه، فنظر خلفه فوجد أحدهما خلفه وهو يحمل في يده سلاح.

وعندما قام بالفرار منه حتى وصل إلى نهاية السور، فلحقه ذلك الشخص وقام برش مخدر على وجه، فقد على أثره الوعي، كما أن ما يطمئنه هو علمه بأن شهد سوف تتحرك، فهي تتسم بالذكاء، كما أنه يعتقد بأن شهد قد جاءت إلى ذلك المكان من قبل، فلقد وصفته له قبل ذلك.

بينما كانت تجلس شهد جاءها مكالمة عبر الحاسب، فنظرت بتعجب فماذا يريد فلقد أخبرها بأنه لن يستطيع مساعدتها؟ فأجابته على الفور لتعلم هل حدث شيء جديد،  فأخبرها بأنه قام بإرسال أحد الأشخاص كي يقوم بتلك المهمة التى قد وكل بها، وبالفعل قد راقب الشخص المستهدف، وقام بإلتقاط بعض الصور لهم، سوف أرسلهم لك الآن.

جاءت رسالة لها فقامت بفتحها على الفور، فشعرت بالصدمة، فشكرته عما فعل وأخبرته بأنه يأمر من أرسله بالإنسحاب.

أغلقت المحادثة ونظرت في الصور، وهي تشعر بالانهيار فلقد وقع مهاب في يد أخطر فرد لا تفضل التعامل معه على وجه الأرض، ولكن عليها إستخدام عقلها حتى لا تقع فريسة له.

كان الجميع ينظرون لها، فلقد علموا بأن تلك الصور تحتوي على شيئاً خطير، فتحركوا كي يروا ما بها.

لم يفهم أحد ما في الصور غير سميرة، التي نظرت إلى شهد قائلة:

- هل قد تعاملتي مع ذلك الشخص من قبل؟

هزت شهد رأسها بالايجاب، فأكملت سميرة قائلة:

- هل تقدرين حجم الكارثة التى وقعتِ بها بالفعل؟

نظرت لها شهد وقالت:

- نعم فأنا المستهدفة من كل ذلك، فلم أعلم بأنه قد قدم مرة آخرى إلى الوطن، كنت أظنه مازال مختفياً.

تدخل عدي متسائلاً:

- من هذا الشخص؟ وهل تعرفيه أمي؟

نظرت له سميرة قائلة:

- أنه العقرب، ولقد وكلت كي أجلب بيانات تخصه، في تلك المهمة التي قد خرج والدك فيها ولم يعد.

نظر عدي لشهد قائلاً:

- هل تعاملتِ معه من قبل؟

أجابته قائلة:

- نعم مرة واحدة، وكان بيني وبين الموت شبر، ونفذت منه بأعجوبة، ولكن لا أظن أنني قادرة على الإفلات منه.

قامت بسحب جهازها وإجراء محادثة قائلة:

- حسناً عندما تأتي إلى أرض الوطن، فلتذهب إلى المكان الذي نتقابل فيه دائماً، فلدي خيط جديد قد بسهل لنا الكثير من الأمور.

جاءها رسالة بالرد أن الطائرة بالفعل، قد أوشكت على الرحيل.

أغلقت شهد الجهاز وقامت بإجراء مكالمة تخبر أحدهما بأن يجلب بعض المأكولات تكفي أسبوع، وأن ينظف الشقة في التو لأنها سوف تأتي، ونظرت إلى هنا وقالت:

-  بعد ساعتين عليك أن تستعدي.

ثم نظرت إلى والدة مهاب قائلة:

-  أعدك بأن لا يأتي غداً الإ ومهاب موجود معنا.

بينما قالت سميرة لهم:

-  عندما تنتهوا أنتم الإثنين من تلك المهمة، سوف أخبركم بكيفية مراجعة أبناءكم، لأنهم أصبحوا كباراً بقدر الإمكان، وعليكم أن تنتبهوا لجميع خطواتكم، كما سوف نذهب للتنزه جميعاً، دون أن يبدي أحدكم أي اعتذار.

نظرت إليها شهد قائلة:

- أتمنى أن أكون معكم أنا وعدي وآدم ولكن أعتقد بأن بمجرد عودة مهاب، سوف ينشغل الجميع.

نظرت إليها سميرة قائلة:

-  شهد لقد قررت ذلك، وعليكم أن تنفذوا ذلك الأمر.

نظرت لها شهد بمكر:

- إنني اشعر بالخوف منك بعد ما علمت بأنك كنت تعملين في الإدارة، وأعلم بأنك ما زلتِ على إتصال بهما حتى الآن، كما أعتقد بأنك لم تتنازلين عن وظيفتك، بل إنك تتابعين بعض الأمور الإدارية عن بعد.

نظرت إليها سميره قائلة:

- أعلم أنك تتسمين بالذكاء، وأنك سوف تبحثين وراءِ.

نظرت لها شهد:

- كنت افضل معرفة كل شيء عنك، كما قد علمت شيئاً ولكن سوف أتركها مفاجأة لآدم و عدي.

نظر إليها آدم قائلاً:

- عليكِ أن تخبريني بما توصلتي إليه، كي لا أنصدم فإنني مازلت أحتاج إلى وقت من الراحة.

نظرت إليه شهد قائلة:

- سوف أخبرك، فلقد علمت بأن في نهاية ذلك الشهر سوف تذهبون أنتم الإثنين، كي تأخذوا دورة تنمية مهارات على أرض الواقع، ولكن لا أعلم من سيتولى مهمة تدريبكم.

نظر إليها عدي قائلاً:

- وهل سوف تأتين معنا أنت ومهاب؟

نظرت إليه قائلة:

- لم يحدثني أحداً في ذلك الأمر، ولكن لا أعتقد بأنني سوف آتي معكم، لأنني كنت أود أن ألتحق بكم، ولكن تم الرفض لأنني أمتلك كثيراً من القدرات،
فعلي أن أحتفظ بما وصلت إليه.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي