الفصل الرابع والعشرون عودة الجنرال

نظرت بتوتر لأفراد عائلتي.

كنت أعبث بالصحن تارة وأرفع أنظاري لمراقبتهم تارة أخرى.

كان يبدو عليهم التوتر وعدم الراحة بسبب وجودي معاهم.

منذ أخر مضايقة إقيمت بيني وبين ساكا أصبح الجو مشحون في منزل. أصبح الكل ينظر لي بجانبية غير محببة وكأنهم لا يتحملون وجودي.

أصبحت أنا الشريرة التي تقوم بجعل حياة الجميع في فوضى وكأنهم لم يقوم بتخريب خاصتي من قبل.

أكره هذا النفاق. أكره دور الضحية الذين يقومون بلعبه. أكرههم جميعا.

"كيف كان يومك ميامي؟" سألت ماما وهي تضع ملعقتها جانبا ثم تربع يديها على الطاولة بابتسامة.

حيل أمي هذه أحفظها عن ظهر قلب.

كانت تحاول إصلاح الأوضاع بيننا بطريقة غير مباشرة لتقربنا من بعضنا البعض من جديد. تفعل ذلك مع أنها تعلم أننا لم نكن على واثق من قبل.

"ليس سيء." ردت ميامي وهي تركز بانظارها على الطبق أمامها تستمر بالأكل دون أن تنظر لمن حولها.

"وماذا عنك ساكا؟ كيف كانت المدرسة؟ هل أعجبت معلمتك بالبحث الذي قمت به عن السحالي؟" وجهت سؤالها هذه المرة إلى الصغير ساكا.

أوساكا وعلى عكس طبيعته المزعجة كان صامتا ولم يضايق أي أحد منا أو أوسكار، هو حتى لم يعتصره في عناق خانق ولم يجبره على الأكل. كل ما كان يهمه في هذه الطاولة محاولة أكمل طبق الحساء التي فرضته عليه ماما.

"لقد أعجبها." رد بعدم اهتمام ثم حشر ملعقة من الحساء الخضروات كانت قد حضرته له ليدي بأحد خلطات جدتها القديمة حتى يقوم بتقوية مناعته لأنه سريع المرض.

جعد الأصغر معالمه بقرف وهو يغمض عينيه بأشمئزاز. كان يبدو وكأنه أبتلع برفقة اللقمة حاسة تذوقه. ها هو يودع حاسة التذوق بسبب الطعم المثير للغثيان الذي تناوله للتو.

"عافية." تحدث فرانسيس من أسفل أنفاسه ضاحكا وهو يقوم بتقطيع الخضروات التي أمامه.

ماما اليوم أجبرتنا جميعا على تناول الخضروات بجميع أنواعها وطبخاتها. هذه الفكرة الشريرة كانت من مقترحات فرانسيس الذي يخطط لجعلنا جميعا نتهرب من موعد العشاء. هو يتبع حمية ويجبرنا على أتباعها معه وتناول طعام لا نحبه. تبا له.

"لم تعانوا من أي مشاكل في مدرسة من جديد ولم تقترفوا أي متاعب صحيح؟" تحرت ماما من جديد بذات الابتسامة الواسعة والمشرقة.

ألقيت عليها نظرة متفاجئة أحاول أبتلاع صدمتي من تغيرها معي.

هي قد سألت عنهم جميعا ولم تسأل عني. لم تستفسر عن كيف قضيت يومي ولم تتحرى عن علاقتي مع آيلينا كالعادة. هي حتى لم تقوم بسؤالي عن ما فعلته في حفلة آيلينا وكيف كانت تلك الليلة.

ولا أظن أن جواسيس ماما لم تخبرها أنني قد خرجت مع رفاق آيلينا اليوم وقضيت نصفه أتسكع معهم.

لوهلة ظننت أنها كانت تود إصلاح الأمور لكنها تفعل عكس ذلك تماما.

ماما تتصرف خلاف طبيعتها، تتصرف عكس ما أعتدته منها.

أنها تتلاعب معي بطريقة خبيثة. تحاول معاقبتي ومضايقتي بطريقة غير مباشرة عبر اهتمامها أخواتي بينما لا تفعل المثل معي.

كانت تتصرف وكأنني غير موجودة وغير مهمة بالنسبة لها. وكأنها تطبق كلامي بأن لا تأخذ دور الأم معي. وكأنها تتخلى عن مسؤوليتها تجاهي.

حركت فكي بتفاجئ أعيد عيوني إلى طبقي.

لم أنتِ مستاءة الآن ميلانو؟

ألم ترغبي بذلك؟

ألم تقيمي حرب للوصول إلى هذه النقطة؟

إذ لم تشعرين بالضيق؟

"هل الحراس لم يقوموا بأعمالهم على أكمل وجه؟" تساءلت ميامي ببراءة مصطنعة ترمش لماما عديد المرات بينما تحافظ على ملعقة داخل فمها. كانت تشير بطريقة غير مباشرة أن ماما تعلم بالفعل ما يحدث معنا بالخارج بسبب المرافقين.

كلنا نعلم أن المرافقين الخاصين بنا ينقلون كل أخبار إلى ماما وبابا، حتى فيولا التي كانت تعتبر صديقة مع ميامي أكثر من كونها حارستها كانت لا تخفي أي شيء على والداي أيضا.

"هذه الأسئلة ضرورية لتقوية العلاقة بين الأم وابناءها حتى لا أقع في ذات الخطأ من جديد."

ابتسامة هازئة رسمت على ثغري رغم عني ما أن تلفظت بذلك.

هل تحاول لعب دور الملاك الآن؟

هل تعترف كونها لم تكن أم مثالية معي؟

لكن تلك هي الحقيقة. لطالما كانت أم فرانسيس وليست أمي.

أشحت عيوني بعيدا وأنا أسحب نفس بقوة.

هي دوما هكذا، تهتم بالجميع وتعتني بهم لكنها لا تفعل ذلك معي. وكأنني لم أخرج من رحمها، وكأنني لم أكن قطعة من جسدها وروحها فيما مضى. هي حتى لم تهتم بي ولم تقف إلى جانبي حينما مررت بأيام عصبية.

فجأة شعرت بلسعة حارقة في عيوني.

"أهدئي ميلانو لا حاجة للانفعال. كل شيء بخير. كل شيء سيمر بسلاسة. لا حاجة للقلق. لا حاجة لتذكر الماضي." حدثت نفسي داخليا أحاول تهدئت من روعي وضربات قلبي المتسارعة.

كل تلك الذكريات السيئة قد عادت إلى نخر عقلي هذه الأيام بطريقة سيئة جدا. وكأن الكل وجميع المواقف التي تجمعني بهم قد اتفقوا على تذكيري بالماضي رغم عني.

رن هاتف أمي فجأة معلن عن وصول إشعار ما.

رفعت هاتفها تتفقده بينما البقية كانوا منشغلين بالأكل.

سأذكر نبذة صغيرة عن دكتاتورية أمي. هي تستعمل الهاتف على الطاولة الطعام ونحن لا. تقول أنها تمتلك أعمال مهمة لا يمكن تأجيلها لأي ظرف. وحتى ان كان ذلك على حساب وقتها مع عائلتها.

دوما ما تمارس سياسة المديرة في أي مكان تذهب إليه. دوما ما تترأس وتتأمر على الكل وتجبرهم على تنفيذ رغباتها دون أن تستمع لهم.

عيونها ألتمعت بسعادة ثم أطفئت شاشة الهاتف وأعدته إلى الطاولة تمرر عيونها علينا بابتسامة.

لا أحد قد أنتباه لها سواي فميامي وفرانسيس كانا مشغولين في تناول الطعام أما أوساكا فكان يحاول التخلص من طبق البروكلي بشتى الطرق عبر حشره في فم أوسكار رغم عنه.

ابتسامة ماما الصادقة وعيونها اللامعة جعلتني أشك للحظة بماهية الرسالة التي وصلتها.

"بالمناسبة. لدي مفاجأة لكم يا أولاد." تحدثت بسعادة وهي تصفق بكلتا يديها حتى تجذب أنتباهنا.

"هدية من أي نوع؟" تساءل ساكا بحماسة.

"أتمنى إن لا تكون خالتي قادمة مع ابنها المخنث." تحدثت ميامي بتململ وهي تقلب عيونها في الفضاء تذكرني بالمفاجأة المزعومة التي قدمتها لنا أمي في سنة الماضية.

جعدت أنا أخرى ملامحي بقرف وأنا أهز رأسي طاردة تلك الأفكار.

كانت تلك المفاجأة عبارة عن كارثة بالنسبة لعائلتنا، بالنسبة لنا جميعا بالرغم من أختلافتنا.

فابن خالتي المخنث قد جاء مع حبيبته الإيطالية ليمكثا عندنا لأسبوع. تلك الأيام لن أستطيع نسيانها طوال حياتي بسبب الحساسية التي أصابتني جرء الثرثرين الذين أقتحم منزلي وسرقا هدوئي.

"لحسن حظ أني لم أتواجد بالمنزل في ذلك العام." تحدث فرانسيس بابتسامة ساخرة وهو يسترخي في جلسته.

"أنها عند الباب." تحدثت تجعل من ابتسامة سعيدة ترسم على ثغري.

لقد علمت ذلك منذ أن رأيت ابتسامتها المشرقة والصادقة التي لا تظهر إلا حينما تتحدث مع بابا.

"أهو مهرج؟" تساءل ساكا بفضول وملامح متحمسة أما أنا فقد أنتفضت من مكاني بسرعة وهرعت راكضة ناحية الباب.

"بابا." صرخت بسعادة ما أن لمحته عند الباب بابتسامته الهادئة المعتادة.

"حلوتي الصغيرة." تحدث بنبرة ضاحكة ومتفاجئة ما أن قفزت ناحية رقبته أعتصره في عناق قوي.

أوقع حقائبه يقوم بأحتضاني بقوة ناحية صدره لا يتوقف عن الضحك بسعادة حينما تعلقت به أترك قدامي في الهواء دون أن تلامس الأرض بسبب طوله. بابا كان طويل القامة وعريض منكبين بحسد رياضي مماثل لأركان.

بدأ باللف حول نفسه ولفني معه في فضاء يجعلني أضحك بسعادة.

"لقد أشتقت إليك." همست عند أذنه حينما أنزلني.

"أنا أيضا يا قطعة السكر." تحدث بحنية وهو يمرر يده على خصلات شعري القصيرة.

"أبي." صدر صوت صياح ساكا الباكي ومن ثم تضارب أقدامه بوتيرة سريعة على الأرض.

نظرت إليه من خلف كتفي بحقد أراقبه كيف يركض سريعا بإتجاه بابا. أتمنى أن يقع قبل أن يقوم بأحتضانه.

"بطلي الصغير." قال أبي بابتسامة وهو يلتقطه بعد أن تدحرج بإتجاه يلتصق بقدمه مثل العلكة.

"هل ميلانو فقط هي قطعة السكر بابا؟" تساءلت ميا بنبرة غيورة. كانت تسير بخطوات سريعة بإتجاهنا برفقة ماما وفرانسيس.

"كلكم قطع من السكر." تحدث بابتسامة بعد أن أنزل ساكا من حضنه.

كان الصغير يرسم معالم عبوسة حينما بدأت ميامي بأحتضانه. لذلك سارع بأحتضان قدم ماما وهو يسدد لنا نظرات غيورة.

علينا أن نكون شاكرين أن ماما قد تركت لنا المجال للترحيب به مثلما نرغب، ليس لمن أجلنا بالطبع بل لأنها تقابله من حين لآخر بينما نحن أمضينا شهر كامل من دون رؤيته.

"كيف حالك؟" سألها وهو يحتضنها بعد أن قبلها عند قمة رأسها.

"بخير بوجودك." كانت تتحدث بتملق وهي تغرق وسط صدره.

لم يكن ساكا الوحيد الذي ينظر لهما بغيرة أنا أيضاً كنت أفعل المثل.

"أيمكنك أفسح المجال لي قليلا ميامي حتى أسلم على بابا؟" تساءل فرانسيس بضيق وهو يخطو نحوهما لتعبس الثانية.

"مسرور برؤيتك فرانسيس." تحدث بابا بابتسامة وهو يبتعد عن ميامي ليحتضن فرانسيس.

"أنا فخور بجميع أنجازاتك بني. دائما ما أتفاخر بك أمام زملائي كوني أمتلك ابن ناجح بالرغم من صغر سنه." تحدث بنبرة ودودة وهو يرفع له حاجباه بسعادة بعد أن أنسحب بعيدا عنه يربت على أكتافه بقوة.

الأحمق فرانسيس قد ابتسم فورا بغرور حتى أنني لاحظت أنتفاخ صدره بكبرياء.

تافه.

"بالطبع علينا أن نكون فخورين بالحصول على ابن مثالي ومذهل. هو فخر عائلة والكر بأكمالها." بدأت أمي بمدحه كالعادة بعد أن ابعدت ساكا تسلم على بابا هي أيضا.

"ماذا عن جامعتك ميلا؟ هل أعجبتك؟" تساءل بابا فور أن بدأنا بالسير تجاه الصالة بينما الحراس من خلفه قد حملوا حقائبه بدل عنه.

أقتربت من بابا أعانقه بجانبية بينما هو لف ذراعه حول خصري بودية لا يبعد أنظاره عني.

"ليست سيئة. مع أن هنالك أستاذ لم يعجبه اسمي، كما أنه سخر منه ومن اسماء اشقائي أمام جميع الفصل." ذكرت الأستاذ الذي سبق وقد ضايقني في أول يوم لي والتي رفضت أمي معاقبته.

"أتريدين مني طرده؟" عرض عليا مما دفعني إلى الابتسام رغم عني. لذلك هو الشخص الوحيد في هذا العالم الذي يستحق حبي. أنه أب مثالي بالنسبة لي. يفهمني دون أن أتحدث حتى وكأننا نمتلك ذات الفكر.

"تربية جنرال والكر السامة التي تتمركز على أستخدام سلطته وقوته على الفئات الأضعف منه." تحدثت ماما بتنهد بعد أن أحتضنت هي الأخرى فرانسيس بجانبية.

"لوحة ماما الجديدة تحضى باهتمام أكثر منا ساكا. كلا من بابا وماما يحتضنان ابنتهما وابنهما المفضل بينما تركونا كزينة خلفهما وكأننا لا نحمل دماء والكر." تحدثت ميامي بنبرة غيورة من الخلف تجعلنا نتوقف في منتصف أمام اللوحة.

"لا أعلم حتى لم أنجبانا إذ كنا مكتفيين بفرانسيس وميلانو. نحن مجرد أرقام في هذا المنزل فالشاب حبيب أمه وفتاة مدللة أبيها." تحدثت بغيرة وهي تشيح عيونها بعيدا عنا.

"ماذا تقصدين ميامي؟ أتعنين أن بابا وماما لا يحبانني؟" تساءل ساكا بنبرة باكية ليطلق بابا ضحكة صغيرة على دراما التي أقيمت الآن من لا شيء.

"لست الوحيد. أنا أيضا لا يحبانني. أشك أنهما قد عثر علينا في حاوية القمامة كما كانت تقول لنا ميلانو حينما كنا أطفال." تحدثت ميامي وهي تقلب عينيها في فضاء بضجر.

"حاوية القمامة؟" همس بابا بتساءل لي مما دفعني إلى النظر بعيدا عنه.

"لقد كنت طفلة غيورة!" أجلته ليقهقه بعلو ثم أنسحب بعيدا عني وتوجه ناحيتها يقوم ببعثرة شعرها بطريقة صبيانية لا تناسب عمره الذي قارب على الخمسين.

"أنا أحبكم جميعا ميا." تحدث وهو يحاول ملاعبتها عبر شد خدودها بلطف لكنها ظلت ترسم ملامح مستاءة على وجهها.

"عليك أن تعترف أنك تفضل ميلانو عنا جميعا. حتى أنك تحبها أكثر من ماما." تحدثت ميامي بوقاحة وهي تمرر أنظارها بيننا وقد قرر بابا تجاهلها من أن شد شيء أخر انتباهه.

"ما هذه اللوحة ميليسا؟" تساءل وهو يمرر أنامله عليها يجعلني ابتلع ريقي بتوتر حينما وقعت عيوني على عيون أركان. لدقيقة واحدة ظننت أنه قام بتحريكها لينظر لي أنا من بين الجميع.

"أنها جديدة. هل أعجبتك؟" تساءلت ماما بدلال وهي تشبك ذراعها بخاصته. بابا المسكين للآن لا يعلم أن زوجته الحبيبة هي شيطان متنكر في هيئة امرأة فاتنة.

"جميلة. لكن لم لا تثبتين على لوحة واحدة عزيزتي؟ في كل مرة أعود فيها إلى المنزل أجد لوحة جديدة وديكور مختلف." تساءل بابا وهو يسير برفقة ماما تجاه صالة بعد أن جرته بعيدا عن اللوحة حتى تلحق أشقائي الذين سبق وتوجهوا إلى هناك.

لقد أبعدته عن عمد.

"تعلم أني أشعر بملل بسرعة وأحب التجديد دوما. ألم تلاحظ أنني غيرت أثاث البهو أيضا؟" كانت ماما بارعة في الكذب. فأنا وهي نعلم أنها تقوم بأدخال القطع الأثرية كأثاث للمنزل ثم تقوم ببيعه فيما بعد في مزادات ممنوعة.

أنها امرأة مخادعة.

هل يمكن أن أكون خبيثة مثلها ذات يوم؟

أما أنني مثلما تقول هي دوما. نسخة المصغرة من جنرال آرثر والكر بأعتباري تربيته. أنا الوحيدة التي أمتلك ذات ميولات بابا العنيفة والذكية. الوحيدة التي أمتلك كل طباعه. الابنة التي عشقت الصيد مثله. الابنة التي لا تخاف ولا تهاب أحد ولم تكذب يوما...

"كان ذلك في الماضي بالطبع قبل أن أتعرف على المجرم أركان." حدثت نفسي هازئة حينما تذكرت أنني أكتسبت صفة جديدة في آوانة الأخيرة. الكذب.

ألقيت نظرة سريعة على اللوحة حينما شعرت وكأنني مراقبة.

أحسست بقشعريرة تمر على جسدي وبكل شعيراتي تنتصب واقفة برهبة حينما رأيت العيون متواجدة باللوحة تغمز لي.

"هل أتوهم؟ أما أن عيون أركان قد غمزت لي للتو؟ تبا له، حتى في عدم وجوده ينجح في جعلي مرتبكة." همست لنفسي بريبة و أنا أحتضن جسدي برعب ثم سارعت بالسير تجاه الصالة التي تعالت قهقهات فيها ومن ثم صياح بابا الذي كان يناديني.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي